Skip to main content

Full text of "المكزون السنجاري حامد حسن معروف"

See other formats


اللزو لبا ري 1 


حطرقالطيع والإقئياس حفيظة لامؤاف 


الطبعة الثانية ١948‏ 
مطبعة عكرمة - دمشق بحصة 
هاتف 7١١485‏ ص .ب 118481 
عدد الطباعة ٠٠٠٠١‏ 


مرالكورامرأة 


| للزو لبا ري 


الامحارة وامششعر وا لصوف والفلسهة 
دواسة في اربعة أجزاء 
الجرء الأول 
تأليتن 


تبسر 


الطبعة الثانية *حهة” 


اذا تحدثت اليك بآرائمى .“فلك كل الحق » وكل الحرية » أن ترفضها » أو 
تأخذ بها ٠‏ أما اذا تحدث اليك التاريخ فما عساك تفعل ؟ 

والتاريخ وثيقة حركة الانسان » والبرهان الناطق بما كان ٠‏ ' 

من كابر البرهان في بحئثه ٠‏ فذاك لا بحسب انسانا 


بأنه ان فاته فهمئه قدم » والا علد“ شيطانا() 


قال ارسطو : 
الجاهل يؤكتد 
والعالم بيشكة 
والعاقل تروت 

)ل ينعن التسح تان خنطقا + وق يبقها مناد راقيتان'المكرون .+ 


سم © نم 


00 
قارثي :. 
انني ‏ ف هذا الكتاب ‏ لا أتعصب لرأني » أو نظرية » أو مذهب » ولكنني 
أستعرض الآراء » والمذاهب » والنظريات ٠‏ 
اتتعنهها "الراك + متلبن لح نتيا وميكوانها اعفار جها توك 
نظائرها وأشباهها » لتظهر الفوارق » وتكضح نقاط التلاقي والابتعاد » وتنبيكن 
مواطن المقاربة والمشابهة ٠‏ 1 


ل ا ل ل 

أنني اللوافق يك في رياض الفكر اساي » ومحاهل العقل الفلسفي» وعالم 
الروح الصو ٠‏ 

قد تطالع فيما تقرأه آراء الفلاسفة » ونظريات الحكماء ؛ وشطحات المتصوفةة 
وخيالاث الشعراء » في كل جيل وقبيل » وزمان ومكان » من اليونان » والفرس» 
والرومان » والهند » وقكدافى المصريين » والعرب + 

وقد أظلة .بك على مختلف الاديان السماوية : كاليهودية » والمسيحية » 
والوثنية : كالبوذية » والجينية » والزرادشتية » والصايئة ء 
535 انشع أمامك الاطار » فتلم بالاراء الجدلية » وعلم الكلام » ومذاهب 


الفرق » والتتّحل من الاشاعرة والشيعة والخوارج والحبرية والمفوضة » وحتى 
الزنادقة :والملحدين "١‏ 


وتتع ر“ف على مدارس الفكر الصوفي من الاتحادية والتحريدية » والشهودية» 
والوجودية » والاشراقية » والفيضية » والسالمية وء*وءوق الخ وه 
وقد يطيب لك أن تسألتى مقدثرا » أو فتنكرا » جاد”! » أو هازلا” » ٠٠‏ . 


وجوابى : ان هذا الشاعر دختلف عن غيره من الشعراء » فهو شاعر » 


ومتصوف » ومتفلسف » ولا أبالغ اذا قلت : فيلسوفآ # تعمق في كل علومعصره 
الحافل بشمرات العقول والافكار » والعاج” بمختلف الثقافات ٠‏ 

عالج في شعره المنطق 4 والفلسفة ( والطبيعة 6 والفلك 4 والرداضيات 07 
والتصوف »؛ والفقه » والشعر + 

ومارس الزهد والتقشف ٠‏ 

وقاد الجيوش » وغزا الاعداء ٠‏ 

وهرم » واتتصر ٠‏ 

وشارك في الاختلافات .» والجدل المذهبي » ومسائل الامامة » والخلاقة » 
وكل النزعات المذهبية التي عرفها المسلمون في عصره ٠‏ وما قبل عصره ٠‏ 

: كما ناقشن أهم المسائل والنظريات لكبار الفلاسفة » والمتصوفين » والمتكلمين» 
والمحدةثين 4 بمنطق مجمع بين البلاغة وقوة الححة » والسئد العقلي والنقلى٠*‏ 

اذا علمت هذا » فاني أرى أنه من المفيد أيضا أن تعلم أن العصر الذي عاش 


فيه المكزون امتاز عن غيره من العصور السابقة » وحتى اللاحقة بما توفر له من 
العلوم والفنون والثقافات المختلفة » فقد تلاقت فيه الحضارات من فارسية » 
وبيزنطية » وعريية » وغيرها ٠‏ وتفاعلت فيه العقول والافكار » والممارف » 
واختلطت فيه الامم والاجناس » والشعوب والعناصر » فكثر فيه تنيجة لذلك 
الجدل والتناظر » والتفاخر والتلاحي » والتشاحن والتطاحن ٠‏ 


عناصر مختلفة من فرس ورومان » وترك وسودان » وج ركس وديلم وأرمن 
وأكراد » وكرج وكلدان » وآشوريين وعرب ٠‏ 
وهنالك الاديان المتعددة : 
المسلمون » وأهل الذمة » 
والنصارى 4 واليهود 4 والمانويين 04 والصايئة ٠.‏ 
. أضف الى ذلك المذاهب والفرق كالقدرية والدهرية » والجهمية والمجسمة 
والحشوية ٠»‏ والمرحجئة والضية » والمعتزلة والحنابلة » والاشاعرة » والعلويين » 


والعثمانيين والخوارج والشيعة » والامامية ( السبعية والربعية والاثتى عشربة » 
والزيدية والاسماعيلية ).+ 

والعلاة ) السبثية 34 والعليائية 34 والكيسائية 34 والسليمانية 4 والخطابية 4 
والراوندية والتعمانية ) ٠‏ 

وهنالك الصوفية والمتصوفون » والفلاسفة والمتفلسفون © وآأرباب النزعة 
الكلامية » وأهل الظاهر والباطن » وأصحاب النص والقائلون بثنائية الشريعة ٠‏ 


ساح ند 


عناصر وأجئاس » وآديان ومذاهب » وفرق ولحل ؛ اتتصارع وتثلاسن » 
وتنشاد” وتتلاحى » ولكل رأيه الخاص » وحلمه الذهبي » وغاشه المذهبية 
والسياسة التي يسعى لتحقيقها بما يملك من الوسائل » وقد بلغ الامسر ببعض, 
هذه الفرق أن تخرج عن حدود الجدل » وأدب المناظرة ؛ فتكفكر ثتتراء ها ) 
وتتكهمهم بالمروق » وتثقيم. عليهم اانكير » وتجيئش عليهم العامة والر“عاع » 
وتحرض ضدهم ذوي النفوذ والسلطان » وتلفق الاقوال » 0 الاحاديث » 
وتميء شهود الزور » وتستصدر الفتاوى » والاحكام » فتقتل » أو 'لصلب »© أو 
تحرق الابرياء لمجرد أنهم أخصامها » أو تزج © في غيابات السجون » أو تلفي ل 
متاهات النفي » وصحارني التشريد من لم يشايعها ٠‏ 

جدليون لا يهمهم أن يننتصر الحق ؛ أو تعلو” كلمته ؛ والما يهمهم النصار 
آرائهم » وتدغيم سياستهم .٠‏ شأنهم بذلك شأن ملافنة اللاهوت المسيحي في عهد 
يزنطة ٠ه‏ دولتهم تنهار » وعدوهم على أبواب مديلائهم ) وهم في نقاش حاد » 
وجدال حار في جنس الملائكة ؛ وكيفية انبثاق الروح القدس ٠‏ 

هكذا كان شأن علماء الطليين في القرنين الخامس والسنادس الهجريين ٠‏ 

. الفتن تشتعل في كل ناح ومكان من البلاد والفساد يتفشى في الدولة ٠‏ 


خلفاء” يقتلون سمكا وصلباً » وصبراً » وتحصيصا » وخنقا وشنقا *٠‏ 
ونساء”* وعناصر” أعجمية 'تسيطر على القصور والامور ٠‏ 


وبعض الخلفاء بخمرون ويلهون تاركين أمر الدولة لانباعهم وأشيامم 
ويجواريهم ٠‏ 


الفتن والثورات تهدد الدولة من الداخل » والتثر والمغول والصليبيون » 
والعناصر الاخرى الحاقدة الحانقة تنحفز للانتقضاض عليها من الخارج ٠‏ وعلماء 
المسلمين مشغولون بتشريم الله وتحليل صفاته ٠‏ 

هل له وجه ويدان ؟؟ 

"نحت وفوق ؟؟ 

أبوسعه أن يستوي” على العرش ؟ وكيف ؟ 

'ألسائه نتحرك منذ الأزل ؟ وبماذا ؟ ولمن ؟ 

ان صح أنه عليم » فهل يجوز التقرير أنه العلم ؟ 

وان صح التقرير أنه قديم » أيجوز القول : انه القدرة ؟ 

هل هناك عرض وجوهر ؟ 

الى غير ذلك من المشاكل » وضروب الكلام » وتعدد النزعات » وتباين 
الاقوالء٠‏ 

وهكذا نرى مجتمعا متفكتكا متبلبلا » متنازعا متقسماء » تسوده الفوضىء 
وبعم الاضطراب كل مظهر و ناحية منه ٠‏ 

قوم ابتلاهم الله بالجدل والتناكر » والاطماع والتنابذ ٠‏ 

* *# و 
في هذا العصر » بل في هذا البحران السياسي نشا المكزون وعاش » ومارس 
طاقاته الفكرية والسياسية » وكتب شعره » وأودعه آراءه وأفكاره » وأحكامه في 
كل قضايا عصره ٠‏ 


اسم 


أذا علمت هذا زال استغرابك » وانجلت أمامك الحقيقة » وأمحت الشبهة 
والتشكك اللذان: راوداك » واستبان لك القصد » وحسن اللية اللذان دفعالي 
لتقصتي هذه الاراء واسنتخلاص هذه الأفكار من مئات المراجم والمظان » وعرضها 
أمام ناظرءيك في هذا الكتاب » وعقد المقارنات بينها » لينسنى لك الحكم الصائب 
عليها » أولها ٠‏ 

اليلد 

واني لأعلم مسبقا أن هناك أسئلة كثيرة سيطرحها الفراء عب صدور هذا 
الكتاب » ووصوله اليهم ٠‏ بعضها جدير بالاجابة » وبعضها خليق بالاطتراح 
والاهمال ٠‏ 

فمن قائل : ما الغرض وما القصد والغاية من تاليف كثاب في مباحث الروح 
والتصوف يضعه منؤلف في منتصف النصف الثاني من القرن العشرين ٠‏ فرن 
المادة » والذرة » وارنياد الكواكب ؟؟ 

وقد لا أعدم من ,يقول : لماذا خرقت الجدار » وهدمث الاسوار » وأخرجئنا 
من ظلام الليل » الى ضوء النهار فين التفية ؟؟ 

وسيرى قوم فيه تاكيدا على القوى الغيبية » وشغلا للاذهان والاقلام 
بخفاياها » ومجاهيلها » وهي التي غاكفت هذا الشرق قرونا وفروثا » حتى اخثلطت 
فيه الحقيقة بالخرافة » والتبس الواقع بالاوهام ٠‏ وان دخان التصوف مازال يعمي 
أبصار الشرقيين عن رؤية الحقائق العلمية » لانه أسلوب حدسي لخميني ) بفسر 
الواقع بالشعر والخيال » ويتخصم الحقيقة والواقع للحالات الوجدالية » ويعتبر 
العقل عاجزا عن فهم الكون ٠‏ 

وجوابي لهؤلاء وأولئك : 


د اس 


أولا : 
ان سيطرة المادة في هذا العصر على الروح والمتساعر والعواطف 
الانسانية » وتحكمها بتصرفات الفرد والجماعة » وطبعهما بطابعها الصرف الجاف 
اقانتي ليزه لاف ىلوتي واكله الو + ااعيره اسان 
ان استغلال الشعوب واستعيادها » واستنزاف مواردها وطاقاتها » ماكان 
ألا بفعل سيطرة المادة » وتحكمها بالميول البشرية وعدم تقديرها للقيم الانسانية» 
ان مؤسسات الشر على تعددها » من السجن الصغير الى المجازر الرهيبة» 
ومن الخنحر » الى القنبلة المبيدة المدمرة » ومن الجوع الفردي » الى تقريد 
الجماعات » كلها مرتبطة ارتباطا صميميا بالنزعة المادية » واستيلائها اسستيلاء 
يكاد يكون مطلقا # على ميول وعقل الانسان المعاصر ء وتمردها على أحكام 
الضمير ونوازع الوجدان » وقوانين الاخلاق ٠‏ 
قد يقال : انها قوام الحياة وعصب لقا رود مط كمه لديا 
ولكنها بحاجة الى الصقل والتهذيب .٠‏ والتنسيق » وان الانسانية والنزعات السامية 
بحاجة ماسة الى الحماية من جرائمها » وطفغيان وبائها ٠‏ 
١”‏ "هذا عله وختراض اغرى مينيزنة فى التدنةات دنه كانم عق 
بهذه التفحات الروحية » لتسهم ‏ ولو بقدر ما # في تلطيف جو المادة اللاهبء 
ولتنثر رشاشا روحيا على سعير النفوس » وتمد ظلالا ندية على الصحاري 
العطثئى الملظاة ٠‏ 
ما أحوجنا الى ما ينشر في النفوس » وفي المجتمعات أنداء الع وببسط 
عليها أفياء العطف والاحسان » والتسامح » ويبوشحها بغلائل الحب والتعاطلف 
بدلا من حميم الظلم » ويحموم القطيعة والاكداء والاحقاد والتباغعض ٠‏ 


لب أ سه 


ما أحوج المرء ب كل امرىء ‏ الى ما يهدهد, أحلامه وآماله » ويصقل 
مشاعره » ويهذب ميوله الطاغية » وعواطفه المتحجرة » وضييره المتمرد » ويشعره 
بتلك « الرقابة العليا » التي نطل من فوق رقابة الانظمة والقوانين ٠‏ ليسير وفق 
نظام الاخلاق » وضمن قواعد السلوك » وشروط مثالية الفبرة الل ان 
ليساهم في خلق المجتمع الفاضل المثالي » الذي تغمره السعادة » وتسودهالفضيلة» 
وترفرف عليه الطمآئينة » ويحقق فيه الانسان انسانيته ٠‏ 

ثانيا : 

وأما الذين يخافون الظهور والصراحة والوضوح » ويؤثرون القبوع في 
الظلام » ويرون في التستر والتخفي والاعتصام بالتقية ملاذا لهم » وسترا لضعفهم 
وأمراضهم فنقول لهم ما قاله السيد المسيح : ليس أحد يوقد سراجا ويغطيه باناء 
أو يضعه تحت سرير » بل يضعه على المثارة لينظر الداخلون النور ء لانه ليس 
خفي” لا يظهر » ولا مكتوم لا يعلم ويعلن فانظروا كيف تسمعون » لان من له 
سيتعطى » ومن ليس له فالذي يظنه له يوخذ منه ٠20‏ 

ان التقية بعد أن زالت أسبابها ودام ا عا عيار قري 
تاريخيا. لم ببق له آي مبرر ٠‏ - 

ليت هنؤلاء « المتقين » علموا أو يعلمون أن 5 تقابهم » أعطى كتبة التارمخ 
حا » وافسح لهم مجالا أن يتقو“لوا عنهم ما طاب لهم التقوثل ويظنوا ؛ بهم الظنون» 
ويرموهم بشتى التهم » ولهم كل العذر في الكثير مما تقو“لوا وظنوا واتهموا » 
فالمجهوال عرضة لكل ارا © وال موجع كل اصبال + بواكليين مأغود 
بتهمة الالتياس !! 

1 


وماذا وراء كل هذا التخفي والانقاء ؟ هل وراءه شيء الا الافراط والمغالاة 
في الحزبية السياسية ؟ وهل كان أحد الطرفين أقل افراطا من الطرف الآخر ؟؟ 

كل ذلك كان من جراء «التمذهب» السياسي وقول كل طرف من: الاطراف. 
المتنازعة في صدر الاسلام ان صاحبه أحق بالخلافة من سواه » أو أولى بالتقدم 
على من تقدمه » وهل يخرزج كل هذا عما هو جار في هذا الزمن وف كل زمن» 
بين الفئات التى تتنازع على السلطة والتنفوذ ؟ 

لقد تصرم ذلك الزمان » ومضى المتنازعون الى ربهم » فلماذا نبقي النزاع؟؟ 
لماذا تبقى 2 :التقية » » امتداداً ودليلا” على ذلك النزاع ؟؟9 

'. لماذا ننقيها عنوانا على الخوف والاضطهاد » بعد زوال الخوف والاضطهاد؟؟ 

ان فساد الهواء لا بأتي الا من النوافذ المغلقة ! 

والجفاف لا يتأتى الا من الانغلاق على الذات ٠‏ 

والانفتاح على التجارب الانسانية. » يثري التجرية الانسانية » ويغنيها - 

وما كان للبشرية أن تثطل> على مشارف حضارية جديدة » من فكرية 

ان التردقد » والجزع » والعثقد المتراكمة » والدكجل » والتوتر العصبي » 
ليست آلا سياطا لاهبة » تسوط التفتح النفسي ٠‏ 

علينا أن نرفض اليوم كل أسلوب تقليدي يقوم على الظن بأن البعض يملك 
الحقيقة » كل الحقيقة » وان الآخرين لا يملكون غير قبض الريح ٠‏ : 

هذا ظن آثم يضر بالحياة 4 ويقضى على ردح المؤاخاة والمعاشة ٠‏ 


ا 


علينا أن نرفض بكبرياء » كل انغلاق يسمم الحوار المفتوح © ويتعارضمع 
الاخذ والرد والعطاء آ 


أوعلينا ‏ وقبل كل شيء ‏ أن نذكر دائما » ان كل انحراف والتواء في 
سير آمتنا التاريخي » لم يكن نابعا من. طبيعتها الانسائية » وانما عملت له وهيأته 
الشعوبية الحائقة الحاقدة » فقسمت الامة الى معسكرات متصارعة » فسهل. 
بذلك عليها تمزيق وحدتها » ولم تكتف بكل هذا » بل صبغت كل أعمالها بصبغة 
دينية » لتجعل لها طابعا شرعيا » امعانا في الكيد » وترسيخا للخلاف » وتعميقا 
للتفرقة والاتقسام ٠‏ 


فعلينا أن نسل تفوسنا وتاريخنا من أدران الشعوبية » ومن كل ما يتضل 
برواسب تلك الحقبة التاريخية التى تجاوزها الزمن » وتنكر لها العقل الواعيه 

هذا !! وأراني مضطرا الى القول : بأن هناك فئة من 
ضعاف المعرفة تحاول أن تنتسب الى العلم وأعله » وهي مغرقة في الجهالة 
والاوهام » وأسوأ الناس في نظرها من يحاول تصحيح أفكارها المشلولة الآسنة 
الراكدة ٠‏ 


ف زحمة تطلعاث العصر لا تستطيع أن نتتع: عقلنا من البحث والتفكير 
لذنه "شرب حب المعرفة التحرسة وآمن بالحق والحرية ٠.‏ 


انك لا تستطيع أن تقول للناشىء الذي درس العلوم الحديئة : أترك هذا 
الرأي 6 أو دع تلك الفكرة ولا تؤمن بهذه النظرية » لانك. أن لا تقر. ذلك 34 
أو لا تومن به » لآنه تعارض مع اعتقادك » وان أول .ما يجيبك به هذا الناتىء 


نه © أن 


الشاب هو سؤراله لك ٠٠١‏ لاذا ؟؟ ونا بدوري أسألك » لاذا تحاجله فيما ليس 
لك بهعلم ؟٠ ٠‏ 

أن العقل المزود بالحوافن الحضارية » والذوافع الغريزية » وحب الاستطلاع» 
ومحاولة اكتناه أسرار الكون وباصرار عجيبٍ > #شيقف عند الحدود التي نرسمها 
له » أو رسمها له التاريخ البعيد ٠‏ 

وليس من العلم في شيء أن نقف عند احساس ورغبات وأخيلة من سيقناء 
ولا أن نعيش ف نطاق تكوينهم العقلي والفكري والفلسفي الا بعد امتحان هذا 
التكوين » وعرضه على المقابيس العلمية الصحيحة » والوصول الى النتائج التي 
يصح التسليم بها » والركؤن اليها ٠‏ 

اثنا بالفحص العلمي لبنيتنا الفنكرية والعقليّة والاجتماعية نستطيع أن 
نستخلص من تراثنا ‏ وبطريقة علمية ومنطقية مبحصة ‏ حالة فكرية واعية غير 
متعارضة مع العقل والمنطق والحقيقة ٠‏ 

وف الوقت الذي ندعو فيه الى مناقشة أفكارنا وتراثئنا وتنقيتها من 
الشوائب » وتصفيتها. من الادران » نعلن أن ذلك لا يقتصير على النواحي 
والجوانب السلينة منها » والعمل على فرزها وتنحيتها من حياتنا الفكرية والعامة » 
.٠‏ في الوقت ذاته ندعو وباضرار الى صقل الجوانب الانجابية الوثيقة الصلة 
بالحقيقة » والحركة التاريخية المتطورة » والى العناية بنشرها » وعرضها والوقوف 
عندها والمباهاة والاعتزاز يها ٠‏ 
ش ما أشبه الحقائق التي ورثناها بالجواهر التي سقطت ‏ يسبب ها في 
| الاوحال » .فغشى ذلك على بريقها » وخنق لمعانها ولآلاءها » فما أحوجنا لصقلها 
وجلائها » وتخليصها وتصفيتها مما علق يها ٠‏ 

5ا م 


أما اولئك المتاجرون بالخرافة والشعوذة والاسظورة 4 والوهم والايهام 
الواقفون عند القشور فنقول لهم : ان عصر الاتجار بالله والاستغلال » والتمويه 
على اليسطاء والسذج » وقصار النظر والمعرفة » وضعاف العقؤل قد اتنهى 3 
. ودالت أنامه ٠‏ ْ 

'لقد نطورت الاشياء والمناهج حتى ماله صفة الاستمرار كالحق والخبير 
والجمال » لقد استحالت العبودية الى اقطاعية » ثم الي رأسمالية » ثع اتتهمت 
الى أذ شتراكية 4 وأصبح الناس يؤكدون وجودهم ويبحققون المعرفة :والعدالة 
بأنفسهم إمافرةاء لا بالواسطة التي :تدعونها وتمارسونها . 

لقد هزم الانسان الخوف وأصبح ني آماله على المقولات لا على 
الأخيلة والتمنيات » ونشاط الوسطاء نه وبين قوى الغيب * 


الانسان اكتشف طريقه الى الله » ولم تعد به حاجة الى الادلا”ء ٠‏ 

ان دارسي الكيمياء من أبنائنا يلهون: بالعالم الذي ينحل” ويتركب بين 
أيديهم ؛ وأمام أبصارهم بدلا من أجدادهم الذين كانوا يتلهون بالتمائم والتعاويذ 
والتعفار الارواح ا 

وطالبي الفلسفة يفتحون عيونهم على تراث مزيج من الترهات والواقع !! 

ثالتا : 

١‏ .ان الغانة من التاكيد على القوى الغينية هي ابراز الحقائق: * وتجريدها. 
مما علق بها من الاوهام 3 والحرافات :والاساطير وما أكثر الاوهام والخرافاثه 
والاساطير في حياتنا: المقلية * 


2 


؟ ب العمل غلى تخليص الانسان ‏ انسان هذه البقعة من العالم ب من 
الرواسب التى شلت عقله وتفكيره » وكل طاقّاته ٠‏ 

مب ولعل من أولى الذوافع وآبرزها » وألحها على نفسي » وأكثزها اعدادا 
وتهيئة لها » وأقواها دفعا وحماسا لانجاز هذا المشتروع ب مشروع الكتاب ‏ 
. واظهاره من عالم الرغبة الى عالم الواقع هو ما يعانيه مجتمعنا بصورة عامة » 
وناشئتنا بصورة خاصة من الفوفى الفكرية والقلق النفسي » والتمزق الروحي» . 
والضياع والازدواجية 04 وتحزكة الذات» وتوزةع الضمين والوجدان بين موروثات 
تقليدية تجمعت فيها الحقيقة والاسطورة » والوهم والواقع التاريخي » وبين 
معطيات حضارنة علمية حديثة ٠‏ 

تلك تشدة بنا الى الوراء بقوة وعنف » وهذه تدفع بنا الى الامام نفس 
العنئف والقوة ٠‏ 

قوتان تتصارعان في أتفسئا » وينمكس صراعهما على تفكيرنا وحياتتي| 
وآعمالنا » واتحاه محتمعنا » ونحن تتراجح دين هاتين القوتين » و نعاني مرارة 
هذا التصارع "٠‏ - ش 

ان الالتفات. الى الوراء » والوقوف عند عطاء التاريخ القديم » والجمود 

عند هذا العطاء الذي تجاوزه الزمن ‏ أو تجاوز آكثره ب ان دلك ليعوق ركبنا 
عن مواكية ركب الجضارة الحديثة » ويصيب تفكيرنا بالشلل » ومجتمعنا بالتردي 
والحمود والتخلف » وبفرض علينا العقم » وبالتالي الانقراض ٠‏ 

ان القناعة والرضاء والاستسلام لمخلفات موروثة لم نستطع » أو لم نحاول 
اخضاعها للتحليل المنطقى العلمى لهو السْببٍ المباشر لتخلفنا الفكري والمادي* 


لات 


هذه الموروثات والمسلمات وهذا الركام من التقاليد »> عطكلا فينا كل طاقة 


هذه 'الموروثات التي خلفتها عصور الجهل والغفلة » والانحطاط لم نستطع 
مهما حاولنا أن تثبتها بشروط علميةا» فهل من العلم في شيء أن تحتفظ بما لا 
يقره منطق العلم ؟5 1 

ان تفكيرنا مشلول: » مقيد مغلول » لانه ‏ قبل كل شيء - لاهوتي محض» 
إيفسر كل شيء تفسيرا لاهوتيا » وعالجه علاجا لاهوتيا غيبيا ٠‏ 

وخيالنا ‏ تنيجة لذلك اذا انطلق انحرف عن موضوعه لعجز في طاقته 

هذا الخيال ‏ على خصبه ‏ عاجز كل العجز عن اجتياز الاسوار التنسي 
تحده وتحاصره » انه لا يستطيع الافلات من قيوده وأغلاله ٠‏ انه محاط بتصورات 
قوى غيبية متحفزة مترصدة » ومشدود شدا محكما الى عالمم مركب تركيبا 
عجيبا غريبا مخيفا » يذخر برغبات وصور متعددة متبابنة ٠‏ 

هذا العالم ‏ على ما وصفت. ‏ هو الذي نصنع تفكيرنا وبالتالي يصنعنا 
ويصوغ شخضيتنا القلقة المعذبة » 1 

ان تفكيرنا المورهيث ‏ واذا تساهلنا قلنا : الكثير من هذا التفكير ‏ لا 
يمنحنا الا أفكارا تاريخية ثابتة » لا تتحرك بالسرعة التي تتطلبها الحياة المعاصرةء 
وطبيعة الزمن » فالأحكام الفكرية والعقلية التي اتتهينا اليها منذ أبعد الازمان 
لم تزل هي نفس الاحكام التي نحيا عليها اليوم ٠‏ 


للها س. 


اثناتوتعن افي:وداع القرن العقبرين عند جميخ وحدات هذا :الكون وحفائقه 
الى تفسيرات نهائية:لا . تتجول عنها ٠‏ 

فحن اح السؤء الفهم .. لاتتنضور التازيت والامم ٠»‏ الحقائق الكونكة :) 
والاجتماعنة :حركة.دائبةمستئرة.خاضعة: لناموس_التطور: العام. ٠‏ بل. تتصورها 
'تمضؤةرا غيبيا : وهذا:ما. يجعلنا في غربة 'فكرية » وعزلة 'عقلية مريرة. موحشلة ٠٠‏ 

الجمود التقليدي يقضى على حيويتناء» ومعركتنا مع الجياة تقتضيهاالحركة 
والوضوح » فلماذا والى متى يظل. تفكيرنا وتاريخنا. خارج القانون العام ؟ 
الطبيعة ؟ 


- 
ابه 


الى سن نظل تفتكيرنا اتكاليا هاربا من 'نفسه ؟ أو يسير سيدا ؟ليآ جيريا 
ضمن حدود فرض عليه ألا يتجاوزها ؟ 

لماذا نريد أن تومن » ولا نريد أن تفكر ؟ 

وهل كان الاينان « الحق » الا تتيجة التفكير الحر ؟ « أولم يتفكروا في 
خلق السموات والارض وخلق أنفسهم ليتبين لهم أنه الحق » ٠‏ 

أمأ الايمان « التقليدي » فهو قائم على مبدا « عطل حواسك وآمن » ٠‏ 

اذا ل الحقائق اذا كنا نملك سلاح المواجهة ؟ 

ان « المتابعة المستمرة » والتفكير بعقلية جامدة لا يكونان الا عند قوم 
لا يوؤمنون بالخلق والابداع .قوم عقيمين اتكاليين ٠‏ 

ان كل ارتباك في تفكير نا يعود أساسا ‏ كما سبق وقلنا ‏ الى بقايا نظم » 


عه 6© م 


وأفكار اجتماعية تقليدية » ومجموعة من الاوهام بين الخقائق الثابتة: المقطوع بهاء 
اننا تعوم بالشك 2 ولدننا القليل من الحقائق الواضحة ٠‏ 

لذلك كله رأيت اننا بحاجة ماسة لاجراء عمليّة فرز وتقييم وتمحيص وريازة 
لهذا المخلفات والنظريات » والمسلمات التقليدية التاريخية ٠‏ 

وكما قلت في منهجية البحث : اتتي أعرضنها عرضا تاريخيا وأقارن بينها 
مقارنة علمية منطقية » ثم أدع الحكم للقارىء ليقرر بدوره أين تكمن الحقيقة» 
وآين تمشش الخرافة ٠‏ 

ليس للقارىء أن يطاليني بالاحكام القاطعة النهائية » فذلك ما أعتيره 
خروجا عن منهجي الذي قيدت نمسي به » والذي يرتكز على عقد المقارنات و 
« المحايدة » لان الرأي الشخصي مهما كان منصفا .ومحردا من أثر بر الانا » 
فهو عرضة للنقد والتجريح ٠‏ 

لقد حاولت ‏ جاهدا ‏ أن أجاف كل هذا » وأبتعد ما استطعت عله ©» 
وأن أراقب تفسى مراقبة تامة متيقظة خوف جنوحها الى « الحزبية اللاشعورية»ء 
قد يتملك الفرد منا الهوى » ويستيقظ في أعماقه الحقد على من يخالفه في الرأي 
فيضع في خدمة هذا الحقد كل قدرته على الابداع العقلي الحدلي » وهذا هو 
الجهل المخجل ٠‏ 

ولكم ليطمئن القارىء أن جميع الآراء والنظريات الصوفية والمذهبية 7 
والفلسفة التى أعرضها ف كتابى هذا مشيعة بالنحث والتتبع التار بيهى المنهحى» 
واضحة ومحردة بطريقة المقارنة والموازنة والمقايسة وبذلك اتبدو له جلية معراة 


لاإلات 


'لحَذ محالها من سلشلة القيمة:والتقدير:» :فيجكم لها © أو عليها » فيضيفها الى 

وآنا موقن أنه سيحجد تفاهات ا تثير الدهشة والاشمئزاز 34 وهذه 5207 
عزلها وطرحها در وسيرل كاسسه سي الل القيمة في عالمي الحقيقة 
والعقل : وهذه أيضا يمكن اعتبارها مقوما عقائديا ونظاما خلقيا ء ومنهاجا 
حياتيآ نير آفاقنا العقلية والاجتماعية والانسانية ٠‏ 

هذا بمجموعه ما حدا بى الى التأكيد والتركيز » وتسليط الاضواء عليّ 
القوى الغيبية ‏ لاقي أريد أن تجرعد هذه القونى من كل ما علق بها » وصيغ, 
حولها من الاوهام » وما ارتبط بها من أسإطير » ليكون العلم والايسان بها 
صحيحين ٠‏ 

لقدا افرطنا يال كط وزلة :القن اروس تن عترت واشيعلة» قينا 
قيم المادة ٠‏ 

أغرقنا أنفسنا وتاريخنا 2 بالماورائيات « حتى. غدونا تعيش قِ 2 الغيب « 
ونحن على الارض » فتبكرت لنا الارض 3 

والحق ان في وسعنا الوصول الى تنائج لاجدال فيها اذا نحن .وضعنا 
الوقائع التي نقلها الينا التاريخ على محك النقب ٠‏ 

اننا ندعو 1 تعادل 00 الروحية والمادية « اعمل لدنياك كأنك اتعيث تعيش | بدا 

# ا اخ ا 


ا 


1 والذين دفعو! بسقراط الى تناول السم » وسيروا المسيح على الصليب » 
وأحرقوا « برنو » حيا » وعذيوا « غاليلو » واضطهدوا المصلحين لانهم بشروا 
بحرية الفكر » واطلاق العقل من عقاله » وتمردوا على التقاليد البالية » وعاشوا 
« الانسان » ٠‏ ان هؤلاء لم ٠يعد‏ باستطاعتهم أن يحضّروا السموم الناقعة » 
ويهيئوا خشبات الصليب » ويسعروا النار المؤججة للقتل والصلب والاحراق» 
هؤلاء لم بعد بامكانهم التحكم بمصير الانسان والانسانية ؟" 0 


لثورة الفكر تاريخ يحدثثنا بأن ألف مسيح دونها صثلبا 
كوا لثما كا 

وبعد ! فهذه الدراسة ‏ دراسة ررقي كارو زور افر او 
-غه مباشرة : المراحل < الحادة » التي مر بها هذا الشرق العربي ‏ والاسلامي 
'منذ 'ثمانية قرون » والتي لم تزل آثارها مستمرة ». وعصاها الراعفة اللاهبة لم 
تزل تسوط فكرنا وعقلنا حتى اليوم ٠‏ 

انها مرحلة عنيفة من الجدل الفلسفي » والتشبث المذهبي والتزمت الديني» 
نوق عا تيا + توائرت نما لاطا من مرامل التاريخ ٠‏ 
تلك الحقبة التى قال فيها أحد الزنادقة ‏ وقد جىء به للقتل ‏ : أمهلونى 
ان غدلة اعد واللهالعذ :وعدت من الأحاديك 6 .ما لطلت فيها العراء + وعريت 
فيها الحلال » لقد فطرتكم يوم الصوم » وصومتكم يوم الفطر ٠‏ 

او شمن ثارت ف سر الارعتنع ان امون اد 
الصحيح ا الزائف ونصوم وتفطر في الايام المعدودات لا كما أراد لنا ذلك 


الزنديق 11١‏ 
2 0 : 
سا6 اس 


ان الكثير من المحاجات والمشاركات » والآراء الجدلية التي حفلت بهاتلك 
الحقبة التاريخية » سنعرضها بأمانة ووضوح أمام القارىء متدرجين مع التاريخ' 
منذ نشوئها حتى زمن المكزون » فكل” ما تجاوزه الزمن بالنسبة للقارىء المعاصر 
يستطيع أن يحيله الى متحف التاريخ » وما هو أصيل وعميق في طبيعة الفكر ) 
والانسان والحياة فغليه أن يتناوله جوهرا نقيا نفيسا يتحلى به ٠‏ 


الزيد يذهب جنفاء » وأما ما ينفع الناس فيمكث في اللارض : 
م كوا كم 

انها كما قلنا ‏ : تفحات من دنيا الروح » عرفها هذا الشرق في: عصوره 
وتأمل أن تلطكف من هحير النفوس وتهدهد من صحراء القلوب.» وتنطف ظلالا 
وأنداء على دروب الحياة » ويجد فيها شباينا الظافنئون جترعا من معين الروح 
تطفيء المواجيد الظمأى » وتريح الانفس التعبى. » وتعيد الى الاذهان صورة 
مشرقة وضاءة من فلسفة الشرق الروحية ٠ه‏ صورة منقاة مصمفاة من الشوائب 
والأكدار » خالصة لوجه الحق والخير والحياة ٠‏ 


دمشق في /4/١‏ لاوا حامد حسن 


سد 55 انم 


الفضرالاول 


١‏ الاثقاب والكنى 

١‏ آثار المكزون 

© نسببة وأعقابه 

4 - المكزون الامير 

هم - تاريخ سنجار الموصل بين 096 - 516٠١‏ 
+ ل ولادته ووفاته وقبره 


١‏ الاسم 6 والالقاب, والكنى 


ساجاء في معجم الالقاب لابن الف ملي(1) ؛ ما بلي ؛ 
عن الدين الحسن بن يوسف المكزون السنجاري 
؟ ‏ وفي كتاب فهرس المخطوطات الظاهرية 27 تعريفا بديسوان 
المكزون قوله : ش 
نظم الآمير أبي محيد الحسن بن بوسف الملقب بالترود 
السنجاري 
+ ب وفي كتاب التجريد 29 لحاتم الجديلي : 
السيد العالم الفاضل الكامل شيخ مشائخ الحفيقة » ومين 
الاسرار الدقيقة أبو الليث حسن بن مكزون السنجاري 
4 ب وفي مختصر تاريخ العرب90) 
الامير حسن بن الامير يوسف بن مكزون سيف الدين » 
لقبت أمراء الموصل وسنجار باسمه ٠‏ 
هن وف رواية مجد الدين علي بن النقيب المعروف بابن كتبلة ' 
الحسبني قولة:: 
(1) معجم لقاب (1) معجم الالقابا لابن الفوطي الولود عام- 161 ه واللتوقي عام +71 م 
ج645 صة ٠‏ ؛رقم .| ' 
:(؟) الدكتور مرت حسن 


(9) 'منخطوظ. خاضص 


(8) من نخطوطاث "البطريركية المارونية بلينان للمطران يومف ٠‏ الدبس 
مؤلف ناريخ سورية 


أن لاس 


قدم الشيخ حسن بن مكزون الى المشهد الغروي ٠٠‏ الخ 
٠‏ وف المخطوط الخاص الذي يقال انه منقول بتصرف عن 
الجديلي ما بأتي : 
العالم الفاضل الكامل حسام الدين حسن بن مكزون 
السنجاري ٠‏ 
باتححوق كان علط الدر 00 
الامير حسن بن مكزون السنجاري 
امار عاد 
التحليل : 
فابن الفوطي يلقبه بعز الدين » وقد رتب ترجمته. مع الملقبين بهذا 
اللقب ٠‏ 
وصاحب فهرس المخطوطات الظاهرية يلقبه بالمكزون ويكنتيه بأبي 
محمد » وقد نقل ذلك عن النسخة المخطوطة » والمحفوظة لديه في دار 
الكتب الظاهرية بدمشق » تحت رقم +هلام بخط أحمد بن حيدر بن 
حمدان الكلبي الرشواني ٠‏ وقد كتبت عام 520008 
وصاحب التجريد وهو معاصر ومصاحب للامير حسن نكنيه بأبي 
الليث + 
ومؤلف مختصر تاريخ العرب يلقبه بسيف الدين » ويقول : ان 
أمراء سنجار والموصل لقبوا باسمه ٠‏ ولكنه يجمل المكزون جدا للامير 
حسن لا لقبا ٠‏ 


سالخ؟ د 


وكاتب المخطوطة الخاصة يلقبه بحسام الدين ٠‏ 

وبين هؤلاء من بدعوه بالامير كصاحبٍ فهرس المخطوطات 
الظاهرية » وصاحب مختصر تاريخ العرب » ومؤلف قلائد الدرر ٠‏ 

ومتهم من بدعوه بالشييخ كالجديلي » ومجد الدين علي بنالنقيب20© 


(1). الرواية: المنسوبة لجد الدين علي بن النقيب العروف بابن كتبلة 
الحصسني وردت هكذا : 
التاريخ 0 
خدئني المولئ الاجل الفاضل مجد الدين علي بن الثقيبه المعروف 
بنابن “كصيلة الحسبني » قال : قدم الشيخ حسنن بن مكزون الى المشهد 
الشْروي على مشرفة السلام زائرا في الوسم بالسابع والعشرين من رجب 
عام 6 فعتد الحضور بخدمته سألته أن يوررني شيئًا من شعره © 
فانشدني من ملنظومه هذه الابيات : 
١‏ لك الخير » عرج بي على ربعهم » فذي 
ربوع بفوح المسسنك من عطرها الشنذي 
؟ س فِذفايا كليم الشسوق واد مقدس 
به الحب © فاخلم © ليمن بمثسيه محتذي 
؟' لس وققفنا » وسلمنا على خير منزل 
تلذذ فيه العبين ©»؛ أي ضشفذ 
سا ولم يشجني الا اذكاز مجيدد 
لاحزان قلب بالفسرام_ مجذذ 
ه سس فيا حرقتي إذ اخضرج الدمع فاش ربي 
: ويا زفرتي ها فضيكلة القلب ©» فاغتذي 
5 لاويبي ظبي انس كمل الله حسلته 0١‏ 
: وقال لاأفواه الخلائق : عوذى 
و بشاة رن اللمى عقد لوٌّلوقٌ 1 
نضييد » وأبدى عارض ا من زمرذ 
- ولي عذل ايشفي التجاوز 
ولو اخنذوا في مذلهم كل ماخذ 
-, فقولون : من هذا الذي همت في الورى 
به تشلغقا ؟ نيارب لاعلموا الذى 
46> 


سايه؟ سد 


ومنهم من يجرده من نعت الآمير والشيخ كابن الفوطي ٠‏ 
ومنهم من بجعل «المكزون» لقنا كصاحب فهر س الخوطبات 
الظاهرية ٠‏ 
44> 
المقارنة : 
أ هله الرواية والابيات لم ترد في كل النسخ التي اطتعنا عليها 
والما وردت في بعضها . 
؟ أن التاريخ الوارد في الرواية لا ينطبق على التواريخ الملقررة 
لولادنه ووفانه » وغروتيه » وتاليفه رسالته . 
*'- مثرت أثناء البحث والتنقيب في المصادر التاريخية على هذه 
الابيات في الجرء الثالث من .وفيات: الاعيان ص١55‏ في الترجمة رقم 26-0 
وانلها:لرضي الدين أبي الحسن علي بن أبي الحسن يحيى بن احمد المعروف 
بابن الدروي بمداح بها أبا الميمون المبارك بن كامل بن علي بن مقلد من 
نصر بن مبنقد الكناني الللقبء سيف الدوللة مجد الدين”" 43 . وكان من أمراء 
الدولة الصلاحية ©» وشاد الديوان بالديار المصربة ©» وهو من بيت كبير» 
جده سديد الدين علي وان عبه انباية دن مركك > تقول الزواية”: 
ان القصيدة سارت مسيي اللثل وبورد الابيات المنسوبة للمكزون حتى 
آخرها » ثم يضيف عليها ما يلي : 
١٠‏ سم ورب أديب لم يجند ف ارتحباله 
أجوادآ » اذا ما قال © هات »2 بقل : خل): 
0 البقكاد 6ن" وقد حنذي 
- مبارك وفد . العيش باب مبارك 
1 ومل منقذ القصباد ١لا‏ ابن متنقبد 
18 ب وآأثين يوم السلم من بطن حية 5 
واخشن يوم الروع من ظهر قنقفكف 
التحليل : 


والذي نراه © أن الابيات التي الحقها صاحب الوفيات بالقصيدة 
السابقة ليست من مستواها » لما فيها من الخطأ اللفوي أولا كجزم الفعل 
المضارع « يقل » اعتباطا في البيت العاشر © ولما فيها من الالفاظ السمجة 
ثانيا مثل حذي وقنفذ ©» ولسوء الاخثيار » وفسساد الذوق ثالثا كتشببيه 


0 >» 





ل ع سا 


والخزون..يجملؤن « .المكزون » جد1 » ويقولون «ابنمكزون» 
وبعضهم: بلحق. ال». التعريف باسم .المكزون » والبعض يجرده فنها 

أما .سمه ؛ واشم أبيه «-حسن بن بوسف » فلا خلاف عليهما ». 
وان أغفل بعض المورخين اسم أبيه » وقالوا : حسن بن مكزون » كما 
أن نسبته « السبنجاري » لا خلاف فيها أيضا ٠‏ 

أما: لنفظة « المكزون » فقد اختلف فيها ٠‏ 

فمن قائل : انها غير عربية » 

ومن قائل : انها كردية » ومعتاها « المكنوز غ» 

وآخر يقول : ان معناها هو « المخزون » ٠‏ 

وغيره برى. أنها قارسية » وانها تعني 3 المكتوم » 

ونجن تعلم أنها غيرٍ عربية » وليس لها « جذر » عربي » وقد وجدتا 
في مختصر تاريخ العرب عند ايراد نسب الامير حسن المكزون قوله : 

الأمبي حسن » بن الامير يوسف » بن مكزون » بن سيف الدين» 
لقبت أمزاء سنجار والموصل باسمه » ابن عبد الله » بن محمد مؤسس 





> 
الممدوح بالحية والقنفذ ©» وهناك الركاكة في صدر البيت الثاني عشر » 
وأعتقد أن صحته: هكذا : يبارك وفر ( بالراء بدلا من اللدال ) العيشى باب 
مبارك » أو يبارك وفد العيس ( بالسين الهملة بدلا من الشين المثلثة ) . 
باب مبارك .. أو مبارك ( بفتح الميم من البروك ) وفد العيس باب مبارك. 
والذي نجزم به أن القصيدة لشاعر بن أثنين » فهل كاتنت المقطوعة 
الاولى للامير حسن المكزون كما تقول رواية مجد الدين علي بن النقيب » 
وتناقلتها الرواة » ثم جاء رضي الدين أبو الحسسن علي المذكور واضاف 
اليها الابيات الاربعة الاخيرة مستغلا قافيتها « الذالية » واسم «منقذ» 
جد الممدوح ؟؟ 


ا 


الامارة المكزولية في سنحار عام دم اه وبعد”د أجداده حتى يصل 
الى زيد آمير جرجان وطبرستان سنة ممه ب ٠١١‏ هاء 

وعلى هذا يرجح أن تكون لفظة « المكزون » فزن الاق اماد 
كانوا أمراء على جرجان وطبرستان » وهما ولايتان فارسيتان » وان 
جده محمد أسس آمارة في سنجار » ودعاها الامارة « المكرونية » ٠‏ 
فاسم « المكزون كان طعا قل #سيين هذه الامارة تجار 
عام “مم » بدليل اطلاقه على الامارة وتسميتها به ٠‏ 

واذا صح ما ذهبنا اليه وهو صحيح على الارجح ‏ فيكون 
اسمه الامير حسن.» بن الامير يوسف « المكزوني » بياء النسبة » نسبة 
الى الامارة .٠‏ 

هذا من جهة » ومن جهة ثانية يمكن القول : ان لقب « الانه ». 
أصبح وراثيا في كل فروع الشجرة « المكزونية » » وان لم يل الامارة 
بف مني © وهنا بهد جيرا إل ركد نمدا ليل سياد الامسيدرة 
ودعاه « بالشيخ » » كما نجد مبرراً لمن بدعوه « بالامير » باعتبار 
اللقب الوراثي » ومن دعاه بالامير والشيخ معا » لانه استطاع أنيجمع 
بينهما » فهو آمير بالوراثة وبالفعل » وهو مرجع ديني متفرد في عصرهء 

5-5-7 الى هذا أن اللغة الكردية كانت 'منتشرة ف أيام المكزون 
بتلك الجهات » وان اللغة الفارسية كانت مجاورة لمناطق سنجار الصسماليةء 

ولقد وردت في شعر المكزون الفاظ غير عربية » مما يدل على أنه 
كان يعلم أكثر من لغة » مثل قوله : 


9 سم 


« بدتي » الذي ما عنه لي ثدة و« يز 
داني » الذي ناره قلبي اسسستعر 
وفي قاب الصين أي قبةٌ 
شيكدها « لبهمسن » « مت وكآشهر ©» 
فراستي فريمسة لدورقي 
في « دستتيندي » تحت اكليل الخفر 
« لادولها » غادر « ابريزي © بلا 
غش * فأولاني بها طول العثمر 
وورد ف بعض أدعيته « فقد درنا دورة دستبندك » عن شوق باعث 
الى جوار محدك ) ٠‏ 
فالالفاظ بدي » ويزدان » وبهمن » ومنوشهر : ودستبند و «لادول» 
و « ابريز » كلها أسماء فارسية » فالبدة اسم للضم وهي عربية فارسية 
ويزدان أبو الانوار » وبهمن ومنوشهر من أسماء ملوكهم » والدستبند 
لعبة فارسية ٠‏ 0 
سبق وقلنا : ان اسمه واسم أببه لا خلاف فيهما بالنقل والتواتر » 
وتؤكد هنا ذلك لأا استطعنا أن نستخرج الاسمين من ديوانه » مع 
أنه لم يسبق أن أشار الى ذلك أحد ٠‏ 
يقول في ختام قصيدته التي مطلعها : 
الحق في الخلق حق والخلق في الحق خلنق 
عروف اسني. سعد السنيسعود في الاقيق وفليق 


ل لم م" 


فسعد السعود احدى متازل القمر الثمانية والعشرين ء وهي الرابعة 
والعشرون20 ٠‏ ولفظة « وفق © تعني الموافقة والمطابقة فكيف نستدل 
على اسمه ؟ وكيف يتم لنا استخراجه بدلالة سعد السعود 86 

تم لنا ذلك باستخدام « الجمكل » » و «.الحمكل » هذا طرقة 
بهودية قديمة ‏ كما قيل ‏ وتشبه الشيفرة ب المورس ل العصرية » 
ومفاتيحها هي : الارقام المعطاة كفيم للحروف الابجدية » أي المرتبة 
ترتيبً أبجديآ وفق الكلمات الثمانية » لا وفق الترتيب المعجمي ٠‏ 

والجمكل قسمان كبير وصغير ٠‏ 

فالصغير بعطي الارقاه من ٠١ ١‏ ل كقيم للحروف المعجمية 
الشمانية والعشرين على الصورة التالية : 


حك لامع اونا امنا الات اسه “نك # اعت 4 كك #«م لاس . جا 


ش عاص لاض لاط لظ ساع لاغ ناف اق اك ال 
لاك ناكم ذاه د اند هأ 4 عألكم نه ع ناكم ساك 
سامال ده بوداي 
سج سد ده س5 ا 
وتجد أن الحروف ث خ س ش ظ لم تعط قيمآ عددية وتسسى 
« السواقط » ٠‏ 





)١(‏ منازل القمر هي الشرطين والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة 
والذراع والنثرة والطرفة والجبهة والذبرة » والصرف »؛ والعوا والسماك 
والغفرة ؛ والزبانين والاكليل والقلب والشولة والئعايم ©» والبلدة وسعد 
الذابيج »؛ وسعد بلع » وستعد الستعود ©» وسيعد الخبابا والفرع المقدم » 
والفرع الخو وطن لحرت + 


لاع سد 


وسمى هذا بالجمكل الصغير لأن القيم المعطاة للحروف المعحمية 
لا تنحاوز العشرة ٠‏ 

أما الجمكل الكبير فييدأ من رقم الواحد متدرجا_ياعطاء القيم 
للاعداد حتى العشرة » ثم تزاد القيمة عشرة” فعشرة” » حتى تبلغ المامة» 
فتزداد القيمة مئة فمئة حتى الالف كما ترى » وسير وقفق الترتيب 
الدع اد داج داه هد 5 الام ذه د١١‏ د50 سد 986 ند 


م لان اس لاع ناف ب ص داق عداو لاش لا 
.و يدوه يدهة د هلا لد 6م د80 بيد ءه!| د 59660 بدا 300 ناد 
تاعدااث الاج عاذ ناض خداظ باع 
+.عو يد وههة لدعو" ندوهلاا ند ةعم ب- 8660 يوووا 

فأنت ترى كيف يبدأ الجمكل الكبير في الترتيب الابجدي من 
الواحد ثم يتدرج تدرجآ عددياً طبيعيا الى العشرة ويعطي للمروف 
العشرة هذه نفس القيم المعطاة لها في الجمكل الصغير » ولكنه يرتب 
الحروف ترتيبا تراعى فيه الاعداد لا الحروف » ولذلك يصح الاستنتاج 
ان الالفاظ الابجدية ‏ ولا أقول الكلمات » لأن الكلمة تحمل معنى” 
بذاتها » أو بالقرنية ب وضعت خصيصا بهذا الترتيب متراعاةة للقيم 
الاعدادية فقط ٠‏ 

وعلى هذا وبعد أن أصبحت المفاتيح في أبدنا فلنستخرج اسم 
الشاعر المكزون ٠‏ 


ا ا 


1- سعد السعود: 
س باع اد دأ حل دك بااوناد د صعد السعود 
ولا ءلا ع د ! دء” ‏ سد 50 ا ءلا الا 8 جح لهء؟ 
© سل حسن اليوسف : 
ماءهة سءه - 1 ساء” دا !| د55 نع كلاسا فم - ه.؟ 

ونجد اسم أبيه د يوسف » معرفآ « بأل » وهذا مسموع في الاعلام 
كالحسن » والحسين » والناصر » والعادل » وأمشال ذلك » وان قال 
المعري : وتعريف” المعركف لا يجوز + 

ولك أن تجرد اسم « يوسف » من « ال » شرط أن تجرد الاسم 
المقايل « السعود » منها ٠‏ 

ويهذه المناسية تقول : ان استعمال هذه « المفاتبح » قد شاع كثيرا 
في العصور السابقة وهذا دليل على شيوع السرية والاستتار » والاتقاء» 
المذاهب الفارسية الاسلامية المستورة اسم « الغنوص © ٠‏ 

لقد تفنكن محيو السربة بهذه الطريقة # طريقة اعطاء الحروف 
المعجمية قيما عددية ب وأوجدوا ألفافا مبهمة لا تحمل دلالات فق ذاتها 
ولا معنى” » وهذا ب كد ما ذهبنا اليه من أن هذه الالفاظ وضعت وفقا 
للارقام لتكون مفتاحا لحل الطلسم ٠‏ 

ومن الطرق المشار اليها 2 المتناسب » والمشحر » والفهلوي 4 42 
وكلها ترمى الى الزمز.» واخفاء المراد » كما هو الشأن.في الرموز الحديثةء 


لال ندم 


فا متناسب يرتب الارقام تركيبا ثلاثا « متئاسبا » وتألف من تسع 
ألفاظ » وكل لفظة مؤلفة من ثلاثئة أحرف » ألا لفظة « اي » فهي 
مؤلفة من أربعة أحرف » فيكون و)إم-07؟+14-م؟ حرفا 3 


١ 
1 : آما ألفاظه 'فهى‎ 
ايقغ بكر جلشن | دمت هنث سا زعذ حفض‎ 
اا ععم سم 155 ههه كك بر ممه‎ 
ققة‎ 


وهذا ‏ كما ترى يجمع بين خصائمص « الجمكلين » الكبير 
والصغير » وبظهر أن هذا الترتيب المعروف بالمتناسب قد وضع بشكله 
هذا بعد وضع « الجمكل » كبيرا وصغيرأ » وذلك لتسهيل استخراج 
القيمة العددية للحروف » فبدلا من التتبع والتفتيش على القيمة العددية 
لحرف ما بين ثمانية وعشرين حرفا » فأنك تختصر كل ذلك + وتلقي 
لزه مويه على نيع لان وتاي لوقه أرقا وردان الواح الي 
الالف بحيث أخذ الرقم المددي شلكلا متناسبا في مراتب الآأحاد 
والعشرات والمئات و٠*‏ والالوف *. ١‏ 

أما المشجكر فيقوم على الالفاط الابجدية الثمانية ١ ٠‏ 

وطريقة العمل به : أن تضع خط مستقيما عموديا ٠‏ وتبدأ بالالفاظ 
الابجدية حيث تضع خطا مائلا صغيرا على يمين العمود لكل لفظة » 
وعندما تصل الى اللفظة التي تحتوي الحرف المراد توقف وضعالخطوط 
الصغيرة المائلة على يمين العمود » وتبدأ بوضعها على يساره مبتدئا من 
الحرف الاول من اللفظة المرادة » ومتوقفا عند الحرف المطلوب فيظهر 


سس لئسا سد 


العبود ‏ بهذه الحالة # وكأنه شحرة ذات فروع عن يمين وشمال » 
ولذلك سموه «( ال مشحكر » ومفتاحه ‏ كما قلنا ‏ الالفاظ والحروف 
الابجدية *٠‏ ش 
هذا وتجدر الاشارة أن كل عمود لا يمثل الا حرفا واحدا فقطه 
ولذلك تحتاج الكلمة الى أعمدة بعدد حروقها ٠‏ 
والفهلوي : .عبارة عن ترتيب الحروف وفق نسق خاص »© موزعة 
على خمس عثرة لفظة ثنائية أي مكونة من حرفين اثنين ٠‏ 
وطريقة استخدامه : أن تشكتل الكلمة التي نريدها بأخذ حروفها 
من تلك الالفاظ الثنائية معسكوسة ٠‏ 
ولقد استعمل المكزون طريقة « الجمل » في أكثر من موضع من 
ديوانه مثها قوله : 
والهاء في الفين لهم وأصلهم عدا حصير 
والغين في القاف » وفي السطاء » وفي اليساء عيبر 
ويعني الاعداد التي تنمثل قيكمئها الحسابية في الحروف ها ء غء 
غ » ق » طء ي » وهي ٠١١4961١١20 1٠٠٠١6 ٠١٠١©‏ مضروبة 
فتكون ه عا |٠١٠٠‏ ح ...وه 
و ٠٠١٠١‏ كز (٠٠[ده+بءا)‏ مهولا 
وقوله: ْ 
مراتب سسبع » وفيها ضربها منازل » والهساء في الفين نفسر 
عديدهم يضرب في الفين» وفي القاف » وف الطاء » وفي الياء انحصر 
. وهي نفس الحروف » وتفس القيم » ونفس الارقام السابقة » 
ويقصد بهم مجموعات من ملائكة الملا" الاعلى ٠‏ 


3 00 


وقوله : 
تجليات واوه عبرتها وهاؤه جهاتها للمعتبر 

فالواو تحمل القيمة العددية + » والهاء ه » والتجليات الست هي : 
التجلي للشيء » وفي الشيء » وكالشيء » وعلى الشيء » ومع الشيء »> 
ومن الشيء» 

أما الجهات الخمس فغير واضحة المراد » لان الجهات ست أيضا 
وهي : 
الفوق » والتحت »ء والوراء والامام » واليمين والشمال ٠‏ 

وريما كان في البيت تحريف ٠‏ 


6 كد 


ا 5 


آثار المكزون 


للمكزون ثلائة آثار أدبية وصوفيكة ٠‏ 

١ت‏ ديوائه المعروف بديوان المكزون » ويحتوي على مجموعة 
من القصاتمد » والمقطوعات22؟ والرباعيات والثلاثيات والثنائيات » بلغ 
بعضها مئات الابيات كالتائية التي يرد بها على ابن الفارض » ويعارض 
بها تاكيته المسماة « نظم السلوك » » والرائيتين الكبرى والصغرى ٠‏ 

يقم الديوان في حوالي ٠+0‏ صفحة من القطم المتوسط » ومتوسط 
الصفحة الواحدة ؟١‏ بيتا فيكون «إعاس 06-9 بيت ٠19‏ 

ومن الثابت أن هناك بعض القصائد والمقطوعات والثلاثيات في 
الديوان ليست للمكزون قطعآ» ولكنها ألحقت بشعرهللمشابهةفيالاسلوب» 
أو المقاصد » أو المعا في » فاذا أسقطت من الديوان انخفض عدد أبياته 


١ت‏ الناريخ : 


من +7916 بيتآ الى حوالي 55٠٠‏ بيت على وجه التقرب ٠‏ وسترى 

وهذا الديوان رز خصائص صاحبه الاسلوية واللغوية » والفكرية» 
كما أنه سيكز مدرسته الصوفية » ونزعته الكلامية والفلسفية 5 

وأغراض الديوان تتلخص » أو تدور ف فلك هذه المياحث ٠‏ 

» التوحيد ( اثبات الله » اثيات الوحدانية » الظهور » التجلي‎ ١ 
0 + ) الصفات » الوحدة » الفيض‎ 
٠. القطوعة ما فوق الخمسسة »© ولا نتجاوز العثيرة »© من الابيات‎ )١( 

(0) نسخة المكتبة الظاهرية . 


جح اديه 


؟ ب التصوف ( الزهد ء الاتفتاح الصوفي أو الكلية » القول 
بالشريعة والحقيقة » رأيه في بعض المتصوفة » الحلاج » البسطامي » 
الجنيد » الكرخي » الأبلتّي » السقطي » ابن الفارض » وحدةالوجود ٠)‏ 

مب العلوم ( المنطق » الفلك » الرياضيات » الطبيعة » الجبر » 
الهندسة ) ء 

النزعات المذهبية ف الاسلام ( السنة » الشيعة » الجبرية » 
المفوضة » المحاجكات » الخلافة » الامامة ) * 

ه ‏ الرمز والكناية والتعقيد ٠‏ 

+ - تشياّعه لآل البيت + 

ل معارضاته ومدائحه ٠‏ 

وسيأتي تفصيل ذلك في الجزئين الثاني والثالث من هذا الكتاب 
ان شاء الله » مع دراسة موسكعة مفصلة » وعرض تاريخي لكل الآراء 
والنزعات » وعقد مقارنة بين النظائر والاشياه » تضع المكزون حيث هو 
بين أعلام الادب والشعر ء والتوحيد والفلسفة والتصوف »)و ٠...‏ 
السياسة ٠‏ 

لم ينشر هذا الديوان » ولم بحقكق طوال ثمانية قرون تقريباً » 
ولم يتسن> له شارح » حتى جاء الفاضل السيد الشيخ محمد ياسين آل 
يونس » وطلب الى العلامة الشيخ سليمان الاحمد(١2‏ عضو المجمع العلمي 
العربي بدمشق ان يقوم بشرحه » وتقرب معانيه من أفهام الجمهور » 





)١(‏ المولود عام ١١4٠‏ والتوفي 135١‏ هد 


أ 41 ده 


فقام يضيطه وصحح أخطاءه » وشرح الفاظه اللغوية .» وأوضح اشاراته 
وعباراته الصوفية ٠290‏ 

وظل الديوان خلواً من المقدمة التاردخية » ومن دراسة'حياة المؤلف 
وعصره » كما ظل بعيداً عن أيدي الدارسين » فلم يلق أي ضوء على 
حياته وسيرته » ولم يعثر على دراسة عامة: لاغراضه ومراميه » تأخذ بيد 
قارئيه الى آفاق أفكاره ومعانيه 6 وتعستكس صورة صادقة لعصسره 
وأحداثه ٠‏ 

المناقشة : 

لقد غمط التاريخ حق الامير حسن المكزون » لحاجة في نفوس 
مؤرخى عصره » فهذا ابن الاثير وهو معاصر للمكزون لا يتورع عن 
ايراد التوافه في تاريخه(١2‏ ولكته بغضي عينا » ويضرب صفحا » ويطوي 
كشحا عن ذكر المكزون » وايراد شعره » فلا بورد تلميحا » ولا اشارة» 
ولا تصريحا يتعلق به » أو بشعره » كما درج غيره من المؤرخين على 
طررقته ٠‏ 

فهذا ابن الفوطي وليس بين وفاة المكزون وولادته الا أرسع 
)١(‏ أتغ شرحه يوم الخميس ف ١1‏ ذي القعدة عام ١719‏ هال كاكما م 
وأورد هذه الابيات بتلك المناسية : 

تم بحمد الله » والتوفيق 2 بشهر ذي القعدة بالتحقيق 

في عام ثنتي عشيرة توفي بعد ثلاثمائفئة »؛ وألف 

من هحرة المبعوث بالرسالة صلى عليه رينا » وآله 
ولكنه أعاد النظر في ذلك الشرح ثانية عام ١919‏ هال 19.1 م »2 وثالثة 
في عام 17517 ها ب 1916 م ورابعة في عام 86لا١‏ هاب 1516 . 
)١(‏ ومن هذه التوافه أن بقرة وندت عجلا برأسين . 

595 ندم 


سنوات فقط » يضع معجمآ مطولا في الالقاب » ولا يرد للمكزون فيه 
الا ما يلي » وعلى هذه الصورة ٠‏ 

عز الدين الحسن بن المكزون. السنحاري » كان أدياً ٠٠٠٠‏ ومن 
شعره ٠٠٠٠‏ عيكن عليه شيخنا(9؟ ٠‏ 

والسيد رجب البرسي صاحب مشارق أنوار اليقين يورد له خمسة 
أبيات من قصيدته التى مطلعها : 
لبيت لما دعتني ربة الحجب وغبت عني بها من شدة الطرب 

ويقول : انها لبعض العارفين » ولم ينسبها لصاحبها ٠‏ 

والدكتور زكي ميارك في كتابه « التصوف الاسلامي » ينقل عن 
الصلاح الصفدي بعض الابيات من تائية المكزون في الرد على ابن الفارض 
ولكنه بدعوه « الستجاري » ولم يشر الى اسمه الصريح » كما لم يشر 
الى القصة التي أوردها ابن آخت الامير حسن المكزون7؟ في حضرة 
الصلاح الصفدي » واستشهاده بالابيات » وقد ذكر أن خاله الامير 
حسن قالها ردا على « حلولية » ابن الفارض ٠‏ | 

ويورد له الدكتور عبد الكريم اليافي في كنابه « دراسات فنية في 
لادب العربي » هذين البيتين : 

قالوا : تحدث بالصحيح من الحديث بفي رمز 


)١‏ معجم الالقاب لابن الفوطي ج ؟ القسم الاول ص 1.4 رقم ١١.‏ وقد 
كون قصد بشيخه علي بن أنحجب الساعي صاحبه المختصر © ولكننا لم 
هثر الا على الجزء التاسع من هذا الكتاب . وذكر لي أن كتابه المسمى 
١‏ لطائف المعاني في شعراء زماني » يضم ميجموعة من شيعر المكزون . 

5( هو شمسن الدين محمد بن ابراهيم بن ساعد الانصاري ابن أخت 
لامير حسن المكزون له كتاب ارشاد القاصد الى أستى المقاصد © توفي عام 
1 ها. 


2 


فاجبتهم : هل عاقل يرمي الكنوز بير حرز 

ويذكر تاريخ ولادته ووفاته » ويعلق عليه : شاعر مجيد نتهي نسبه 
الى المهلب بن أبي صفرة الازدي #نكيره الملويؤن وانهدا متهم كأ 
مقامه في سنجار أميراً عليها » مات في قرية كفرسوسة بقرب دمشق » 
وديوانه لا يزال مخطوطا ء 

وعلى ما يلوح لي أنه نقل هذه المعلومات عن كناب « الاعلام » 
للزركلي * 

ويجدر بنا هنا أن نصحح الخطا الذي أورده الدكنور اليافي في 
البيت الاول من البيتين السابقين » وذلك بوضع كلمة « الصريح » مكان 
لفظة « الصحيح » لتقايل « الرمز » فيصيح : 

قالوا : تحدث بالصريح من الحديت بفم رمز 


لان لفظة « الصحيح » يجب أن يقابلها « المعتل » » أو « الكذب » 
ويسمى البيان بالتضاد » ومن مميزات شعر المكزون المحسنات البديعيةة 
كمراعاة النظير » والجناس » والمطابقة » وضروب البديع » وسيآتي كل 
ذلك .عند الحديث على مميزات شعره » وخصائص أسلويه * 

فهل بعود السبب في اغفال المكزون واهمال شعره لدى المؤرخين 
لنزعته الشيعية » ونحلته الامامية ؟ فلو فرضنا أن شعره ظل مكتومآ 
ومخبوءآ ومهملا بسبب هذه النزعة والنحلة » فهل كانت غزوتاه مكتومتين؟ 
أسئلة سيجيب عنها التاريخ » وسينصف الحق المهمل المضاع !! 

> تقد مين اللؤرخون كاز التكؤون واخبازه :اتسين وزاء راض 


تت 


سياسية نراها بارزة واضحة في التاريخ الاسلامي » وخاصة ف تلكالحقبة 
من الزمن حيث درج المورخون على كتابة التاريخ وفاقا لرغبة الحاكمين» 
تقريآ منهم » وزلفق اليهم ٠‏ ش 

وها هو الحاحظ » الاديب « الموسوعة » لم يحفظ لنا التاريخ الا 
كتبه الادبية كالبيان والتببين » والحيوان » والبخلاء وبعض الرسائل 
وما يمتاز بالطابع الادبي » أما كتبه الدينية وما يختص منها بمذهب 
الاعتزال ك « الاعتزال وفضله على الفضيلة » و « الاستطاعة وخلق 
الافعال » و « خلق القرآن » و « فضيلة المعتزلة » وغيرها فقكل ذلك 
عفكت عليه السياسة » وعصبيات المذاهب الاخرى » مع أن الحاحظ 
« عثماني » السياسة ٠‏ 

؟ - رسالته : 

التاريخ : 

للسكزون رسالة مخطوطة تسمى « تزكية النفس في معرفة العبادات 
الخمس » وتقم في حوالي ثمانين صفحة من القطع الكبير » ومتوسط 
سعة الصفحة الواحدة سيعة عشر سطرا ٠‏ 

كنب الامير حسن المكزون هذه الرسالة كما جاء في مقدمتها لمن 
« وجب حقه عليه » وحكسكن ظنه به » وصحت الاخوة بينه ويينه » وذلك 
في عام 3+٠‏ هجرية بعد رجوعه من « المجرة » ٠‏ 

وظلت الرسالة بدون تنقيح » حتى ذكرها لسعيد الموفق جمال 
الدين بن مكة عام 507 ه ولا سأله # أي سعيد الموفق ‏ الوقوفعليها 
اعتذر بعدم تنقيحها » فألح عليه ثانية وثالثة فآتمها وأخرجها ٠‏ 


لاه ده 


وهذه الرسالة بالاضافة الى قيمتها الشرعية التقنينية فانها أعطتنا 
مصدرا تاريخما ثبتآ » أثبته المؤلف ف مقدمتها » واستطعنا بواسطته أن 
نصحم بعض المفاهيم التاريخية الخاطئة المتعلقة بهحرة الامير حسن 
المكزون وزمان حدوثها » والمدة التي قضاها في الساحل » وبعضالروايات 
الموجودة في بعض نسخخ الديوان كرواية مجد الدين على بن النقيب ٠‏ 
وبالتالى تحديد ولادته ووفاته على وجه الثقرب » كما حاء في محله من 
ا ْ 

مدان عط وكنة ان ده رف اه 

الباب الاول : في العبادة وأقسامها ٠‏ 

الباب الثاني : في الاسلام وأقسامه » والايمان » ومستقره ومستودعه 

الباب الثالت : في الصلاة » ولوازمها ٠‏ 

الباب الرايع : في معرفة الصيام » ولوازمه ٠‏ 

الباب الخامس : في معرفة الحج » ومناسكه ٠‏ 

الباب السادس : في معرفة الزكاة » وأقسامها ٠‏ 

الباب السابع : في الجهاد ولوازمه » وأقسامه ٠‏ 

أما المقدمة ففيها تقريران كما يدعوهما المؤلف ٠‏ 

فالتقرير الاول ببحث في التكاليف وفائدتها الاجتماعية » والنفسية» 
والحكمة من وجودها » وفرضها » والدعوة اليها ٠‏ ووجوب اقامتها ٠‏ 
وما نترتب على ذلك من مثوبة وعقوبة » فيقول : 

ان لفظ العبادة بدل على معنتييئن 

الاول : الطاعة » والقيام بما فرض الله على عباده على السنرسل 
ودعاته ٠‏ 

2 


والثاني : معرفقته ٠‏ 

وجعل الله التكليف اتماماً لجوده على أهل وجوده » اذ جعل النعيم 
الدائم » والحياة السرمدية منوطين بما ككف الله به عباده من المعرفة» 
اذ به تخرج النفوس من ظلمة الجهل الى نور العقل ء* 

ثم شرع بشرح الفائدة » والحكمة من اقامة الاركان اخخسة 
فيقول: 

فرض الله الصلاة ليزيل بها مقت الكبر من رؤوس المتكبرين في 
السجود له » والخضوع بين يديه ٠‏ وفرض الصيام امتحانا للنتفوس 
بالصبر عن الكذات » وتقوية” لاستعدادها لقبول اللذات القدسية 
ولترق به القلوب » وونقمع سلطان الشر » وتلين قلوب الاغنياء للفقراء 
بالآلام الحاصلة في تفوسهم من الجوع ٠‏ 

وفرض الزكاة ليواسي بها الاغنياء* الفقراءه بما أفاء الله عليهسم 
من فضله » فتصلح بذلك معاشهم ٠‏ 

وفرض الحج ابتلاء> للنفوس بالطاعة » والتوجه الى البيت الذي 
بكة ٠‏ 

وفرض الحهاد ليقطع داير أهل الفساد ٠‏ 

ثم يقول : فهذه حكمة الله فيما شرع لعباده » وهذه العبادات لا 
يجوز الاتبان بها قبل أوقات دخولها » وترتيب أوضاعها » وقد قرن 
الثواب بفعلها » والعقاب بتركها ٠‏ 

التعليق : 

ونلاحظ في تعريفه للاركان الخمسة أنه « تقليدي من مدرسة 


ل[ 5972 سدم 


الشربعة » » مجار ل عليه الجمهور ٠‏ متقيد بالنصوص » متحرج من 
كل ما بخالفها » فلا تجوز اقامة هذه التكاليف » واتبان هذه المفترضات 
قبل دخول أوقاتها » واستكمال شرائطها » ٠٠‏ والثواب والعقاب مرتبطان 
بتأديتها » أو تركها » وبها صلاح أمور الناس » واتنظام شؤون حياتهم» 
ومنهجية سلوكهم » وتوثيق روابطهم » وعلاقاتهم » ومعاملاتهم » وانها 
اقمام لجود الله على أهل وجوده » وبها تخرج الانفس من ظلمة الحهالة 
الى نور اليقين والعقل » ويصل الانسان الى النعيم الدائم المقيم » والحياة 
السرمدية » وهذا هو رأي الفقهاء » وأصحاب النص + ويقول : 


وكل ما رويته شاهده كي الكتاب »> أو حديث » أو أثر 


ولا نرى » ولا نلمس أي أثر للاجتهادات الصوفية » وتفضيرات 
أصحاب « الحقيقة » كما يسمون أتفسهم الا في جملة واحدة وردت في 
تعريف الصيام » وهي قوله : « وتقوية” لاستعدادها ‏ أي النفوس ‏ 
لقبول الكذات القدسية » » فمي من مصطلحات القوم ٠‏ 

ا و 

والتقرير. الثانى : معرفة الله : 

يقسم الفرق التي حاولت المغرفة » ومُعيكن نقطة الانطلاق عند كل” ‏ 
منها » ثم يصدر حكمه عليها » ويعطيها اسما مميزا لها عن غيرها » وكل 
ذلك تمهيد لابراز معتقده » والتدليل على صحته بالمناقشة والدليل ٠‏ 
والمقارنة » والاحكام العقلية المنطفية » والنقلية فيقول : 

١‏ ل من الناس من قال : عرفت الحق بالعجز عن معرفته » فاقتنم 
من المعرفة بعجزه دون معرفة الحق : وذلك سبيل الحائرين ٠‏ 


1ت 


؟ ‏ ومنهم من قال : عرفته في مصنوعاته » واثار الصنعة » وذلك 
مقام المنقطعين ٠‏ 

« ب ومنهم من قال وق اوناع ول يروف لاله اانه 
في حد الصفة الموجودة من قبل الواصف » وأوجب تعدده في ذاته يتعدد 
الاوصاف التي أوقعها به من طريق جهله بوحدة ذاته » واستغنائها عن 
الوصف الزائد عليها » الجاري في حدث الواصف لها به » وذلك مقام 
المشركين ٠‏ 

؛ ب ومنهم من قال : عرفته بنفي معرفته » ولم يعلم أنه قد جوز 
مكان العدم لوجود ذاته تعالى لان مالا يمكن شرحه » ومعرفته لاسمتنع 
عدمه » وتلك اشارة الملحدين ٠‏ 

ه ب ومنهم من قال : عرفته بأسمائه » والاسماء يعرف بها من 
يكتنفه حد العارفين به » ليحصل لهم بالاشارة اليه » ويحصل له بذلك 
التمييز عنهم فيه » وذلك قول المحسّمين ٠‏ 

ومنهم من قال : عرفته بعقلي » ولم يعرف ستفته دعواه في أنه عرف 
عقله في غير الله » وذلك تصوثر الجاهلين ٠‏ 

7ب ومنهم من قال : عرفته بكليته. » فأدخله في حيكز معرفته » 
وتلك دعوى التائهين ٠‏ 

ثم يقول : وقد صرفت وجهي عن الاطالة في تعديد هذه الاقوال 
الفاسدة + 

ويستفاد من قوله هذا أن هناك أقوالا لم يذكرها » وفئات لم 
بعددها » وكل أقوالها فاسدة . لانها فئات ضالة » أخطأت الطريق ‏ 
طريق الهداية ‏ فلم نتحقق لها الوصول ال الغاية ٠‏ أما الحقيقة فمهي 
ما يعتقده هو » ويقول به وهو : 

لاةةع د م44 


ان معرفة الله لا تصح الا بذاته » وذاته لا تعرف الا برؤيئهء 
ورؤيته لا تمكن الا بتجليه » وتجّيه لا يدرك بكماله » والتجلي 
بقع بحسب قوة الناظر اليه» ومعناهرفع حجاب الظلمة عن بصرالمبصر»ليشهد” 
من ذات المتجلتي على قدر طاقته في حد عجزه » وكلال بصره عن مشاهدة 
نور اللاهوت من غير تغير في ذات المتجلي بحركة توجب الاتنتقال من 
حال الى حال ٠‏ وانما شوهد بذلك من قبل تقلب القلوب والابصار » 
وذلك في مشاهدة الشهادة » تعالى الله عن الحركة والسكون » وتنره 
عن حلول الاجساد ؛ والتغير والفساد » وهو القادر الذي لا يعجر » 
والظاهر الذي لا نتحيكز » لا تحويه الجهات » ولا تقم عليه الاسماء 
والصفات » الحي القائم بذاته » الغنية عن أسمائه وصفاته » وسائر 
مبتدعاته » لا يفعل الا ابداعا » أفاد وجوده وجود الموجودين » ما عرفه 
من كيكفه » وجهل ذاته من وصفمه » قبافادته القدرة للقادرين سمى 
قادرا » وبتعليمه العلم للعالمين سحي عالماً » وكذلك كل ما وصقئاه 7 
انما أجري عليه من قبل أنه وهبه » لا من قبل أن الوصف كمال لذاته» 
وهو رزائد عليها » وأكمل المعارقف به لاهل المزاج تفي خط الخيال 
العارض في الوهم » ونفي حدةه عند تجلّيه باثبات القدرة الظاهرة » 
وتحقيق الحق ووجود العيان ورفع الحصر عن الصفة المشهودة 
من غير اثباتها ولا اثبات ما هو سواها 2١‏ هي هو ؛ لا هو هي » فمن 
حل هذا الرمز ظفر بالكنز » ولم يبلغ قرار المعرفة من لا يعلم مواقع 
الصفة ٠‏ 


. رسالة اللمكرون‎ )١( 


التحليل : 

من دراسة هذا النص تنضح النتائج التالية : 

٠ ان للباري تجِلّيا » وهذا التحلي لإمكان رؤيته‎ ١ 

؟ ل الباري في حال تجلّيه لا نستطيع أن ندركه بكماله » لان التجلي 
بقع بحسب قوة الناظر اليه » واستعداده لقبول وارد التجلي » فيرفم الحجاب عن 
بصر المتحلتى له ؛ ليشهد من ذات المتجلتّي بقدر طاقته +٠‏ 

أن التجلي لا يلحق بذات المتجلي حركة” توجب الاتنقال من حال الى 
حال » أي من حال السكون قبل التخلى الى حالة الحركة حال التحلي » أو بعده» 
كما أن النظر ‏ بحسب الطاقة ‏ لنور اللاهوت لا يوجب أي تفتتير ف ذات 
المتجلى » ولا يضعها في حيز النظر والجهات » وحد الاسم والصفة ٠‏ 

ان الاسماء والصفات جاءت من قبل المخلوقين » لامن قبل الخالق » 
لانه أعطى القدرة للقادرين فسمّي قادرا » وأفاض العلم على العالمين فسمي عا ماء 
وكل صفة أطلقها عباده عليه فمن قبل أنه وهبها » لان الوصف لا يكمل ذاته » 
لان ذاته كاملة لا ققص فيها ٠‏ 

ه ‏ أن كمال معرفة البشر به هو تفي كل ما يرتسم في أوهامهم » أو يتصور 
في أخيلتهم » ونفي حد الرؤية عند التجلى » واثبات قدرة المتجلي ٠‏ 

5 ل عند التجلي لابد من رؤية الصفة لحاجة المخلوقين » فعليك أن ترفعم 
الحصر عن الصفة المشهودة ولكن لا يجوز اثباتها ‏ أي الصفة ‏ ولا يجوز 
اثبات ما سواها » لان اثبات الصفة يُدخل الموصوف في حدود الرؤية والاسم 
والشكلء كما أن تفي الصفةالمشهودة يقود الى القول بالعدمية » وكلا القولينب 
الدخول في الحدود » والحاق العدم ‏ لا يليق بكمال الحق + 


أةامته 


ان الصفة المشهودة في حال تحلى الحق هي هو لاثبات الوجود واظهار 
القدرة ونفي العدم » لاهو هي من حيث الحيتز الزماني والمكاني » وحدود الاسم 
والشكل والنظر » وهذا الرمز هو الكنز ٠‏ ش 

+ ان من يعرف مواقع الصفة » يبلغ قرار المعرفة » والصفة ‏ كما رأينا 
من سياق النص ‏ هي الصورة اللشهودة عند التجلي © آما مواقعها أي نسبتها 
والحاقهاء فهو العلم انها وجدت لالتزيد من كمال الحق لان كماله لا يلحقهالوصف» 
وانما و“جدت ليستدل بها عليه » ايناسا لخلقه » وغدلا عليهم » ولطفا بهم » 
لحاجتهم اليها » فهي اذن لاحقة بغيره » ولحوقها بغيره من جهة رفع الحصر والاحاطة» 
لا من جهة الوجود والاثبات ٠‏ 

+ اج ور 

هذان هما التقريران أو مقدمة الرسالة » وهي تنتاول نواحي” كبرى من 
التوحبد كالاثبات والنفي » اثيات وجود الحق » ونقي الصفات عنه » أما باقي 
الرسالة فيدور حول الاركان الخمسة ووجوبها » وطرق تأديتها » وشروط هذه 
التأدية » وما يتعلق بذلك » ويتصل به ٠‏ 

واذا رأينا أنه يسلك في رسالته وبسط مقدمتها سبيل الفلاسفة والمتكلمين» 
والجدليين » والمناطقة » فاتنا نراه أيضا قد استعمل أسلوب المتصوفة » ورموزهم» 
وتفسيرهم في فقرة واحدة وردت ف مطلع الرسالة وهي قوله : 

أما بعد فاني رجعت الى سنجار بعد الهجرة » وقد آويت الى ظل مدين » 
وقرذت ماءها » وأجكرت نفسي » وقضبت الاجل » وأكملت العدة » وخرجت 
مستأنسا نار الهداية من وادي التجلى في مفازة الخير » وسمعت النداء من الشجرة 
المباركة العالية عن حدود الاين 7 الداعي ووحي العقل ٠‏ 


لاه مده 


فهذه الفقرة تستمد معناها » ونسق أفكارها وتسلسلها من قصة موسى 
الواردة في سورة القصص » وفق تأويل المتصوفة » وأصحاب الباطن + 

ولكنه بخالف بعض المتصوفة في قوله « بواسطة الداعي ووحي العقل » 
لانه يشير بذلك الى الشريعة التي دعا اليها « الداعي » الرسول ٠‏ 

كما يخالف أصحاب النص لقرئة الشريعة بوحي العقل في نفس الفقرة ٠‏ 

وهذا بظهر لنا أنه يرى : أن الشرع والنقل » لا يتعارضان مع حكم العقل» 
ويمكن الاستعانة بكليهما للوصول الى الحقيقة ٠‏ 

وسؤال : 

هل للمكزون غير هذه الرسالة ؟ 

والجواب : يستدل من كتاب « التجريد » للجديلي220 أن الامير حسن 
المكزون كتب رسالة في موضوع « الثامنة »20 وأرسلها الى الجديلي ٠‏ 

يقول الجديلي بعد أن يذكر أسماء الذين كتبوا ردودا على بدعة الثامنة 
ما نصه بالحرف الواحد : 

. « والسيد العالم الفاضل الكامل » شيخ-مشائخ الحقيقة » ومبين الاسرار 
الدقيقة » قبلة العارفين » أبو الليث حسن بن مكزون السنجاري سألت مولاي 
أن يبلّغه آماله وأمانيه » ألكتف رسالة” وأرسلها الي" دحض بها كل خوان » وزاغ 
عنها كل شيطان »© ٠‏ 

ونحن تعلم أن موضوع الخلاف بين سراج الدين العاني كبير رجال الثامنة 
من جهة » وبين الجديلي وأشياعه من جهة ثانية يختلف عن موضوع رسالة 
)١(‏ مخطوط خاص . 
(؟) اسم أطلق على بدعة دبنية قام بها « ثمانية » أشخاص برأسهم واحد منهم 


اسمه سراج الدين العاني » وسميت بلعتهم « بالثامنة » . 


الام ند 


المكزون هذه المسماة « بتزكية النفس » ولذلك نرى أنفسنا ميالين الى القول : 
بأن هناك رسالة أخرى » ولكن لم تصل الينا ٠‏ 

؟-الادعية: 

للاميي حسن المكزون عدد من الادعية » منها أدعية الايام السبعة » أي دعاء 
لكل يوم من أيام الاسبوع ٠‏ على نمط « سحاديات » علي الرضا » مسجوعة 
الاسلوب » عميقة المقاصد الصوفية » تدور حول توحيد الله » وتنزيهه » وطلب 
الاستغفار ٠‏ 

مقسارنة : 

وبهذه المناسبة تقول : ان هناك مجموعات من الادعية » والاذكار » 
والزيارات » تسمى « الصحائف » منها الصحيفة العلوية لامير المؤمنين علي بن 
أبي طالب ٠‏ 

والصحيفة الحسينية للامام الحسين الشهيد ٠‏ 

والصحيفة الكاملة لزين العابدين المسماة زبور آل محمد ٠‏ 

والصحيفة السجادية المعروفة بالثانية التي جمعها محمد بن الحسن بن الحر” 
العاملى ٠‏ 

والصحائف السحادية الثالثة والرابعة والخامسة ٠‏ 

واذا كان الشبه بالشبه يذكر » وبطريقة التداعي والاستطراد تقول : 

في الزرادشتية17» سطر يدعى « اليشتات »6 عصاعدلا أني الادعية » أو 





)١(‏ ولد زرادشت مؤسسن 'الديانة الزررادشتية سنة .1" ق.م باذربيجان »م 
وقتل في معبد النار في مدينة بلخ عند غارة الطورانيين وعمره حوالي ٠‏ ستة »© 
وبعض الروايات تقول انه قتل سنة 805 ق.م والفرق ظاهر بين الروايتين » وبين 
في هنا الجزء 4 والاحراء ألتي. تليه ٠.‏ 


تبت عمدت 


الترنيمات » أو المزامير » وهي احدى وعشرون ترنيمة في مدح الملائكة المشرفين 
على أيام الشهر » فقد كانوا يعتقدون أن لكل يوم من أيام الشهر الثلاثين حاميا 
وحارسا من الملائكة » وكان اليوم يسمى باسم حاميه وحارسه » ولذلك فقد قيل: 
ان عدد هذه « اليشتات » كان ثلاثين ترنيمة بعدد أيام الشهر » وقد فقد منهاتسع 
« شتات ©6 ٠‏ 

ويذكر البيروني في كتاب « الجماهر في معرفة الجواهر » انه كان للملوك 
الساسانيين سبحة من الدر الثمين عدد حياتها احدى وعشرون بعدد اليشتات ». 
ويسمونها « نسك شمارة » أي عدد الاسفار » وهي كتبهم المعروفة بالارتساق ٠‏ 

وهناك « الحوزة افستا » أي الابتساق الصغير » وهو سفر جامع لادعية 
خاصة بكل وقت من اليوم » وبالايام المباركة من الشهر والاعياد » وأوقنات 
الصحة والمرض ٠‏ 1 

ومعنى الانتساق : الإساس » أو الاصل » أو المتن » أو السبد ٠‏ 

ومن الادعية المشهورة في الزرادشتية مايلي : 

أرجو منك أيها الرب الخالق القدير المطلق أن تغفر لي ما ارتكبت من 
سيئات » وما دار بخلدي من تفكير سيء » وما صدر عني من قول أو عمل غير 
صالح ٠‏ المي أرجو منك أن تباعد بيني وبين الخطايا حتى أحشسر يوم الدين 
مع الاطهار الاتخيار”١؟‏ ويوم النيروز هو أقدس آيامهم وأعيادهم ٠‏ 

فمن النص نجد أن الاله في الزرادشتية خالق قدير مطلق يغفر السيئات » 
ويطلع على ما يدور في السرائر » ويحشز الناس .يوم. الدين وهذا مطابق كل 
المطابقة لما في الاديان السماوية ٠‏ 


ساههةه 


والعبد يستغفر من خطاياه العلنية » والتي لم تزل نية » ويسأل الله أن 
يباعد بينه وبين الخطايا ليكون يوم الدين محشورا مع الاطهار الاخيار ٠‏ 

ولو عدنا الى ماف الادران من طرق الدعاء والاستغفار فاتتا لا نراها تخرج 
بأهدافها ومقاصدها عما ورد ف هذا الاستغفار الزرادشتي الذي سيق المسيحية 
بحوالي سبعة قرون ٠‏ والاسلام بثلاثة عشر قرنا ٠‏ 

وبهذه المناسبة نذكر أن الديانة الزرادشتية تعتقد باله واحد « اهورامزدا » 
ومعناه أنا خالق الوجود وتحارب الشرك وعبادة الاصنام والكواكب وقوى 
الطبيعة » وتصف الاله بصفات القدم والبقاء والقدرة والارادة ألم » والمخالفة 
للحوادث » واته لا تدركه الابصار » وهو يدرك الابصار ويعلم مافي السموات 
والارض ٠‏ ولا يصل أحد الى حقيقة معرفته ٠‏ كما تومن باليوم الآخر والبعث 
والنشور والحساب والحنة والنار » والصراط وعبوره » وحارس الجنة » والميزان 
ويوم الحساب كما في الاسلام تماما » وتقام الصلاة في الزرادشتية خمس مراتفي 
اليوم فالصلاة الاولى عند بزوغ الفجر » والثانية عند الزوال » والثالثة عند الغروب» 
وتقام الصلاتان الباقيتان بين ذلك » والصلاة عبارة عن الدعاء الذيأوردناهسابقاء 

ويحث التشريع الزرادشتي على العمل » وانه أفضلمن العبادة » وويحثعلى 
الزواج كل قادر عليه » وبحث على تعدد الزوجات لاكثار النسل ٠‏ 

وقد ورد في الانتساق أن « اهورامزدا » أوحى الى زرادشت : أن المتزوج 
أعلى منزلة من العزب ولو كان عفيفا » وأكبر جرم يرتكبه الفرد أن يعضل فتاة 
عن الزواج ٠‏ 

وتدعو الزرادشتية الى الفضائل التي يدعو اليها الاسلام » وتنمى عن 
الفحشاء والمنكر والبغي ٠‏ 


50ة مم 


ولكن يظهر أن الزرادشتية انحرفت » ولم يستطع اتباعها فهم الاله «المجرد» 
فقالوا بالهين اثنين أحدههما للخير والثاني للشر باعتبار مظاهر أفعال الانسان ٠‏ 

٠‏ لكن موافقة الزرادشتية لكل ماف الاسلام قبل أن بتي الاسلام بثلاثة 
عشر قرنا يضع عقل الباحث في حيرة + ولعله يفسر لنا سهولة وسرعة اتتشار 
الاسلام في فارس لا بين معتقداتهم القديمة » وما حمله اليهم الاسلام من وفاق 
وتقارب بين هذه المعقدات » كما بوضح لنا نبوغ الكثيرين من الفرس في البينة 
الاسلامية في مختلف نواحي الثقافة والفكر » وخاصة الفقه والتشريع الاسلاميينء 


الام ند 


1ك !فيه * 

التاريخ : 

: » سما أورده محمد أمين غالب الطويل في كتابه « تاريخ العلوبين‎ ١ 

الآمير حسن بن الامير يوسف بن مكزون » بن السيد خضر » بن السبد 
طرخان » بن السيد محمد » بن السيد رائق » بن السيد حسن » بن السيد 
طرخان ؛ بن السيد عبد الله ؛ بن السيد محمد » بن السيد على » بن السيد 
حسين » بن الامير مفضل » بن الامير يزيد » بن الامير أببي سعيد المهلب عاصم 
ابن أبي صفرة الغساني » بن ظالم » بن سراق » بن صبح » بن كندي » بن عمر » 
ابن عدي » بن وائل » بن الحرث » بن العتيك : بن الازدا* 

* ما أورده صاحب مختصر تاريخ العرب المطران يوسف الدبس (01, 

الامير حسن » بن الامير يوسف بن مكزون + بن سيف الدين # لقب تأمراء 
سنجار والموصل باسمه ب بن عبد الله » بن محمد مؤسس الامارة المكزونية في 
سنجار سنة 785 ها بن طرخان آمير الرملة » بن محمد صاحب دمشق وأميرهاء 


وأمير الامراء في بغداد » بن رائق آمير الرملة » بن السيد خضر » بن محمد » 
سس سسسب حببييييييييبييٍبيِباٍِِحِ سبحب 
)١(‏ المطران يوسيف الديسن مؤسسن مدرسة الحكمة في بروت ولد عام 18488 »© 
وقد وحد هذا النسب كما أورده اللطران الدبس في مخطوط برجع تاربخه الى 
أكثر .من متي سنة بخط كاتب ونتسبه للمحرزيين ٠‏ 





سالمهة مس 


ابن علي » بن الحسين » بن الفضل » بن المفضل » بن زيد » أمير جرجان وطبرستان 
مي ا ا 

الملاقشة : 

هذان المصدران هما أوضح ما لدينا من مصادر نسب الامير حسن المكزون» 
وهناك في بعض المخطوطات تنف متفرقة من هذا النسب غير مسلسلة » وفيها من 
التقديم والتأخير » والاجتزاء » والبتر » والاختصار ما جعلنا نصدف عنها » 
ولا نمتد بها » وان كانت بمجموعها لا تخرج عما ورد في هذين المصدرين ٠‏ 

واذا أنعمنا النظر » وأجرننا المقارنة بين هذين المصدرين اللذين اعتمدناهما 
للتقارب الحاصل بينهما وصلنا الى النتائج التالية : 

-١‏ أورد المطران الديس صاحب مختصر تاريخ العرب ١6‏ جدا للامير 
حسن » أولهم بوسف » وآخرهم زيد أمير جرجان وطبرستان سئنة جره ا ٠٠اهه‏ 

وأورد « الطويل » 5 جدا أولهم يوسف » وآخرهم « الازد » أي بزيادة 
ثني عشر جدا » ش 

” ن أورد المطران الديس : أن سيف الدين لقبت أمراء سنجار والموصل 


٠ بأسمة‎ 





)١(‏ ويأتي ابن حرم الانذلسي لكمل نسب الامير حسسن في كتابه المعروف بجمهرة 
انساب العرب ونسب المهلب بن أبي صفرة فيقول يزيد بن الهلب بن أبي صفرة » 
بن ظالم » بن سراق © بن صبح »© بن كندة » بن عمرو ©» بن عدي ؛ بن وائل 
بن الحرث »؛ بن العتيك » بن الازد ( الاسد ) بن عمران © بن عمر © بن مزيقيا 
( اليمنى ) بن عامر بن ماء السماء » بن حارثة » بن امرىء القيس »© بن تعلبة » بن 
مارد » بن ازد » بن غوث »© بن مالك © بن آد © بن زبادة بن كهلان بن سلباً 
بن يشجب © بن يعرب © بن قحطان »© بن فالح » بن شالح »© بن غياث بن ارفخشد 
ابن سام بن توح . 


سسايه© سا 


وآن محمدا بن طرخان هو مؤسس الامارة المكزونية في سنجار عام 5م ه 

وآن طرخان بن محمذ كان أميرا على الرملة + 

وان والده محمدا بن رائق كان أيضا أميرا على دمشق »© وأمير الامراء 
في بغداد ٠‏ 

وان رامقا كان آميرا على الرملة أيضا ء 

وان زيدا بن الفضل كان أميرا على جرجان وطبرستان سنة همه ٠١٠١‏ 
هجرية ٠,20‏ 

م # لا برد ذكر لسيف الدين عند الطويل » ولا للفضل » ولا يشير الى 
الحوادث التاريخية والامارات » وانما يسرد الاسماء سردا متتاليا ٠‏ 

4ح أورة المطراق الديس ثلاثة أجداد باسم محمد وهم : محمد بن طرخان 
مؤسس الامارة المكزونية » ومحمد بن رائق صاحب دمشق » وأمير الامراء في 
بغداد » ومحمد بن على بن الحسين ء 

وعند الطويل اثنان فقط باسيم محمد وهما : محمد بن رائق » ومحمد بن 
علي بن الحسين ٠‏ 

ه ب وهناك اضطراب في الترتيب » فالجد المسمى خضرا .يأتي ثالثا عند 
« الطويل » بينما بأتى تاسعا عند الديس ٠‏ 

وطرخان يأتي رابعا » وعند الديس سادسا ٠‏ ْ 

5 ل وهناك جدان باسم طرخان عند « الطويل » وترتيبهما عنده الرابع 
والثامن » وعند « الديس » لا يرد الا واحد بهذا الاسم » وترتيبه السادس ٠‏ 

7؛ ل عند « الطويل » يأني اسم « يزيد » بن الامير سعيد » بينما يرد هذا 
الاسم عند الدبس «زيد» لا «يزيد»» ولا نعتقد أن في الشيعة على اختلاففتاتها 
من ,بدعى « يزيدا »ا ء* 


يل 4 ليك 


لم بلاحظ أن « الطويل » بورد خمسة أسماء ملقبة « بالامير » وهم : 
حسن » ويوسف » ومفضل » ويزيد » وأبو سعيد » وما تبقى من السلسلة وعددهم 
واحد وعشرون اسما يطلق عليهم لقب « السيد » ٠‏ 

ونرى « الديس »© بقول : الامير حسن بن الامير بوسف ٠.٠‏ بن محمد 

. مؤسس الامارة المكزونية في ستحار ٠٠٠‏ بن طرخان أمير الرملة ٠+٠‏ بن محمد 
صاحب دمشق وأميرها وأمير الامراء في بغداد 20 ٠.ه‏ بن رائق أمير الرملة٠.٠‏ 
ابن زيد أمير جرجان وطبرستان » وما تبقى من الشجرة فمجرد من الالقاب ٠‏ 

هب بذكر « الطويل » أن نسب المهلب بن آبي صفرة ينتمي الى غسان » 
فالازد» وان كل العشائر السنجارية «غسانية» ويذكر الدكتور عبد الكريماليافي 
في كتابه « دراسات فنية في الادب العربي » ان نسب الامير حسن المكزون ينتمي 
الى الازد ٠‏ 

وكذلك عند الزركلي في كتابه « الاعلام » ٠‏ 

ودفعا للالتباس تقول : ان غسان هي من الازد ٠‏ 





)١(‏ نظن البعض أن محمد بن رائق هذا هو الذي قتله ناصر الدولة علي بن حمدان 
عم سيف الدولة 2 وكال فيه أبو فراس الشاعر * 

ولما طغى علج العراق بن رائق شفى منه لا طاغ »© ولا متكاير 
ولكن الصحيح أن الذي أشار اليه أبو فراس الحمداني هو محمد بن رائق أبو بكر 
المتوفي مقتولا عام .98 ه وأبوه من مماليك المعتضد العيباسي وولي شرطة بغداد 
للمقتدر عام /1ا7؟ هه وولاه الراضي أمرة الامراء سغداد سنئة 5؟؟ ه وقلده طريق 
الفرات »© ودبار مضر وانرها وجند قنسرين والعواصم »© ولما زحف « البريدي 
على بغداد استتجد المتقى وابن رائق هذا بتاصر الدولة فبعث اليهما أخاه سيف 
الدولة على بن حمدان »© ثم قتل ناصر الدولة محمد بن رائق © واخذ مكانه ومحمد 
ابن رائق هذا هو الذي قطع بد بن مقلة الكاتب ولسانه ( ابن خلدون » وابن الاثير» 
وسير النبلاء والنجوم الزاهره وداثرة المعارف الأاسلامية » والواي بالو فيات 2 
وزبدة الحلب ) . 


مه 85١‏ سد 


قال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد الاندلسي » المتوفي عام ؟5؛ ه . 
صاحب طبقات الامم » ما نصه: 

« وكان سكان نان اسن الأقده ف ولق فنا كرت مأرب تفرقؤافٍ 
الارض فلحقت الاوس والخزرج بيثرب « الانصار »6 » ولحقت خزاعة بمكة 
وتهامة . ولحقت وادعة » ويجمد » وخزام » وجديل » ومالك والحرث والعتيك 
( جدان للمكزون ) بعمان وهم ازد عمان » ولحقت ماسخة وميدعان » ولهب » 
وغامد » ويشكر » وبارق » وعلى بن عثمان » وشمران » والحجر بن الهند» 
ودوس بالشراة ( الجبال التي تقطع بلاد العرب طولا. من تلقاء اليمن الى الشام )» 
ولحل مالك .ين نات بن اوش بالمزاق +توشقك نه ( التسامرن )وال 
محرق بن عامر وقضاعة بالشام ٠١‏ 

ب ل اعقابه : 

الناريخ : 

يذكر صاحب مختصر تاريخ العرب أن للامير حسن المكزون ثلاثة أولاد من 
زوجته المسماة هند بنت عز الدين » بن المفضل » بن قريش » أخت الملك الاصلح 
صاحب حلب » والتي لم يتزوج غيرها » وهم حسام الدين » ونجم الدين وبوسف 
الذي اشتهر بالزهد والتقوى » وقد توفي بعد قدوم أبيه الى بلاد النصيرية بأربع 
سنوات 8+ ه + ودفن يقرب قرية عين الكروم » وبنيت عليه قبة آثرية 'تعرف 
بمقام الشيخ يبوسف 2 أبي غارة » 29 ٠‏ 

واما حسام الدين فهو الذي أقامه والده الامير حسن وكيلا عنه في الامار: 
0 لحان ان روف ا هد لبشه ولا سام ع الاق 1 ا 


أعقب ولدا اسمه » أو لقبه « بوبو » وهذا الاخير أعقبه « مباركا » المدفون في المكاز 
1 للعروف ساقية الريحان 5 


الاك سه 


على بلاد سنجار والموصل واما نجم الدين وهو أحمد فقد سكن في اعزاز ٠.٠‏ 
وتوفي فيها بعد حياة قضاها بالزهد والتقوى » ويعرف قبره الان ببقام الشيخ 
أحمد الاعزازي الحلبي ٠‏ 

التحليبل : 

نلاحظ من رواية صاحب المختصر : 

١‏ - ان الامير تزوج امرأة واحدة فقط هي هند بنت عز الدين بن قريشر00) 
أخت الملك الاصلح صاحبٍ حلب ٠‏ 

؟ ل ان أولاده منها ثلاثة وهم حسام الدين » ونجم الدين ويوسف المعروف 
بأبي غارة ٠‏ 

ب أن اسم ولده الاكبر ينطبق على روابة من لقب الامير حسن بلقب 
حسام الدين » أو سيف الدين كما في رواية صاحب المختصمر » والجديلي ٠.‏ 
والمخطوط الخاص » وان لقب سيف الدين متوارث في أمراء سنجار والموصل ٠‏ 

5 أسم ولده الثالث « بوسف » وريما كان هو الاكبر بين أولاد 
الامير حسن » وهذا تقليد متعارف عليه وهو احياء اسم الاب في أحفاده ٠‏ 

ه ب وأن حسام الدين أقامه والده وكيلا عنه في الامارة على سنجار 
والموصل ثم يقول : وسكن اعزاز » وتوف فيها وقبره فيها © ٠‏ 

فهل كانت اعزاز تابعة لامارة سنجار في ذلك الزمن 29 , 








. في بعض النسخ فريش بالفاء » ولعله اتصحيف‎ )١( 

(؟) والمعروف أن المدفون في اعزاز هو احمد ولقبه نحم الدين . 

(؟) ورد في بعض المصادر المخطوطة أن الامير حسن كان أميرا على سسنجار » والرقة» 
والوصل » ونصيبين © وان بعض الامراء السلجوقيين نازعه على بعض البلاد :2 
وججرت بينهما حروب » وأخيرا تخلى الامير حسمن عن بعضها للامير اتسلجوقي . 


ا 3 


وهل يمكن أن نفترض أن سكنى حسام الدين أو نجم الدين في اعزاز 
المجاورة لحلب » أو التابعة لها » كان يسبب أن خؤولته هم أصحاب حلب » 
فسكن اعزاز مجاورا لهم ؟؟ * 

وف موضع آخر من هذا الكتاب » افترضنا أن سنجار سورية هي موطن 
الامير حسن » لا سنجار الموصل » وان صح هذا الفرض سهل علينا تفسير وجود 
ولده نجم الدين أحمد في اعزاز » حتى آخر أيامه » لقربها من سنجار سورية .٠‏ 

ولكن صاحب المختصر » يقطع علينا هذا الفرض » ويقرن اسم بلدة سنجار» 
بالموصل ٠‏ 

وقد ذكرت بعض المخطوطات التى اطلعنا عليها أن نحم الدين ابن الامير 
حسن المكزون تولى الامارة على المناطق الغردية بعد استيلاء والده عليها وكانت 
تمتد من جبال طوروس في الشمال حتى جبال لبنان » ومن حوض العاصي في 
الشرق » حتى البحر الايض المتوسط في الغرب » وانه أحسن السياسة » وحاول 
ب كما حاول أبوه من قبله ‏ أن يوحد بين أشياعه » وبين الاسماعيليين270. 


)١(‏ تذكر المصادر أن الامير حسين الكزون بعد أن تغلب على خمارّتكين زعيم الاكراد» 
أمر 'الاكراد بالهجرة عن القرى آلتي اغتصبوها بالقوة من مشابعيه » فارتحلاكثرهم 
الى الحدود اللبنانيئة المعروفة نومئذ بحبال عكار © ثم حاول - جاهدا أن توفق 

بين اخوانه وبين الاسنماعيليين ©» وتكررت هذه المحارلة ف أيام ولده نحم الدين 
الذي ورت ولابة المنطقة عن والده » وأعيدت هذه المحاولة بعد ذلك في اجتماع 
كسم ر عقد في منطقة صافيتا » واخيرا في اجتماع أكبر في بلدة « عانة »ا 


اه 


المكزون الامير 


هل كان الامير حسن المكزون أميرا على سنحار('؟ ؟ ومتى ؟؟ 

التاريخ : 

تقل الزركلي ف كتابه « الاغلام » عن تاريخ العلويين لمحمد أمين غالب 
الطويل ما بلي : 

« الامير حسن بن الامير بوسف المكزون ٠٠٠٠‏ كان مقامه في سنحار أميرا 
عليها » ٠‏ 

وحدد ولادثه سئة مه ووفاته سنة مع" هحرية ٠‏ 

وأورد هذا القول بنصه الحرفي محمد عزت دروزة ف تاريخه « العرب 
والعروبة » ثم أثبت ما قاله أبو الفداء في تاريخه في حوادث هوه أي بعد ولادة 
المكزون باحدى عشرة سنة وهو : 

« ان امارة سنحار صارث الى الامير محمد بن مودود » ين عماد الدين 
زتكي » ثم اتنقلت الى ابنه » ثم الى أخيه ثم الى الملك الاشرف بن الملك العادل 
الى ما بعد سنة 55١‏ هاء٠‏ 

وعقكب الاستاذ دروزة على ذلك قائلا : 

ولم يرد ذكر للامير حسن المكزون في سياقه ‏ أي سياق رواية أبي الفداء # 
حيث يبدو أن هذا أي المكزون ‏ لم يكن أميرا على سنجار » وانما كان آمير 
قبيلة عربية في سنجار » ٠‏ 

ثم يضيف : تقول هذا دون أن ننفي رواية « الطويل » لان آثار الحملة 
المكزونية قائمة في العشائر العلوية الحاضرة » ممتدة الى وقت طويل 29 + 


(؟) االعرب والعروبة ص م4 ج؟ 
مح 08 متم 5 8 


فالاستاذ دروزة لم بشت ان الامير حسن المكزون كان أميرا على بلدة 
سنجار خلال الفترة الواقعة بين .هه و 55١‏ ه وهذه الفترة تشكل سبعة وعشرين 
عاما من حياة الامير حسن ٠‏ ش 

ويرجح الاستاذ دروزة أنه كان أمير قبيلة عربية ف بلاد ستحار » لا أميراأ 
على البلدة ذاتها ٠‏ كما هو متعارف عليه » وأخيرا لا ينفي آثار الحملة المكزونية 
ف جبال اللاذقية لانها مستمرة وظاهرة الى الآن ٠‏ 

التحلبل والناقفشة : 

أثبت الزركلي في « أعلامه » أقوال « الطويل » » وأقرها للتاريخ يدون 





)1١(‏ ملخص أقوال الطويل حول مجيء الامير حسن المكزون من سنجار الى البلاد 
الغربية : 

١‏ في عام /ا١‏ أرسل سكان جيال اللاذقية اثى الامير حسسن بن بوسف 
المكزون في سنجار رجلين هما الشيخ علي الخياط »© والشيخ محمد اليانياسي ب 
نسسبة آلى بانياس الساحل ليستنجدا به ©» ويستعدياه على ظلميهم من الاكراد 
والاسماعيليين . 

؟ س في عام /ا1” أو 514 جاء الامر بحملة تقدر بخمسة وعشرين ألف 
مقاتل لانقاذ مشايعيه من الاضطهاد » ووصل الى ثنمال بلدة مصياف المعروفة ©» 
وخيم في الموقع المعروف « بعين الكلاب » فبيت له أخصامه وهاجموه ليلا » وتمكنوا 
مق دخرة )وهر موةم 
مؤلفة من خمسين ألفه مقاتل عدا النساء والصبيان » وتمكن من احتلال قلعة 
أبي قبيسن المعروفة » وهاجم أخصامه »© وتمكن من التغلبه عليهم »> ” ثم اجبتاز حبال 
« الشعرة » ( وهي الحجبال الممتدة مق الانهدام العرضاتي المسمى 9 البعيعة » في 
الجنوب حتى التواء نهر العاصي الى الغربا في الشمال والمطلة شرقا على حوض 
العاصي من منبعه حتى انعطافه الى الغرب في الشمال ٠‏ ) بعد ثلاثة أشهر ©» وسكن 
مدة في قرية « سيانو » ثم في قرية « متور » ومكن لاشياعه وانصاره من الملطقة . 

؟ - راسل علوبي مصر »© وعلى رأسهم عائلة بيت البلقيني فأنحدوة” بحيلة 
خرجت في « جيلة » على انساحل »© واختلطت بالستجاريين . 

ه ‏ عاد الى سنجار عام 7555 وهجر الامارة وتزهد . 

1 - يذكر له عم شعى « حسين معلى » وابن اخ بدعى « عليا » . 

7 - يقول : اختلف الئاس في سبب مجيءالمكزون لجبالاللاذقية» فبعضهم قال 


© > 
- 0ت 


ونقلها الاستاذ دروزة في تاريخه « العرب والعروية » » ولكنه تشكك في 
بعضها » والشك ‏ كما قيل ‏ طريق اليقين ٠‏ 

ونحن بدورنا نرى أن كل هذه الاقوال تحتاج الى مناقشة. » واعادة نظر » 
واحتكام الى التاريخ العام » اذا أريد لها أن تلج بابه » وتصببح ملكا له فاما 
أن نحكم بصحتها » أو بصحة بعضها » واما أن نرفضها جملة وتفصيلا ٠‏ 


لنجدة اخوانه » والاخرون قالوا : للقضاء على « العقيدة الاسحاقية » . 

هذا ملخص أقوال الطويل » وهي أقوال البعضها نصيب من الصحة » وأغلبها 
يقوم على السماع والافتراض » والخطأ التاريخي . فمن الخطأ التاريخي قوله : , 
اليه الشك آنه عاد لستجار عام .77 ه وهذفا اللصبدر هو رسالة المكزون المسماة 
« تركية النفس في معرفة العبادات الخمس » حيث يقول في مقدمتها وبالحرف 
الواحد « أما بعد فانى رجعت الى مدينة سنجار بعد الهجرة عام 5 » والذي 
نؤكده أن « الطويل » لم يطلع على هذه الرسالة . 

؟ سن بقول : اختلف في سبب مجيء الامير الى جبال اللاذقية »© اللنجدة » 
أم للقضاء على العقيدة الاسحاقية 15 0 

والمصادر التي أوردناها في كتابنا تشير الى أنه جاء للمنطقة الغربية ثلاث مرات» 
لثنتان جاء بهما غازيا محاربا » والثالثة لما استدعي للنظر فيما كتبه سراجالدينالعاني 
وجماعته المعروفون « بالتامنة » حول العقيدة . فحضر الى مدينة « حماه » وأعطى 
حكمه بضلال سراج الدين العاني » وفساد عقيدته » وان ما كتبه مخالف للدين 
الحنيف . والقصة مششهورة كتب حولها « حاتم الجديلي » كتابه الكبير المعروف 
باسم « التجريد » وممن كتبوا حول الموضوع صفي الدين عبد المؤمن بن محور 
الفارقي » والسمندير الموصلي © والامير حسسن بن مكزون السنجاري كما يشير 
الجديلي في « تجريده » وان كنا لم نعثر على ما كتبه المكزون ف هذا الصدد . 

7 ل أما عمه حسين معلى ذلا نعلم عنه شيئًا » أما ابن اخيه الدعو « عليا» 
فلعله علي ابن ممدود صاحب القصيدة المعروفنة برثاء الحسين الشهيد »© وقد تقدم 
القول عنها » والتعليق عليها . 

والمصادر التي بين أبدينا تشير أن للامير بوسف. المكزون أرنعة 
أبناء وهم : حسمن وميكائيل وممدود ومرسل »© ولكن هناك مخطوط يذكر اسم 
أخوين اخرين للامير حسسن وهما سليمان وزيد »© وان الحملة الاولى عام /511 التي 
منيت بالهزيمة كانت بقيادة أخيه سليمان وقد قل أخوه زيد في تلك المعركة » وكان 
مقتله عاملا من عوامل الهزيمة . ومجيء الامير في عام .؟5 كان للثأر أولا » وللنجدة 
ثانيا » وللقضاء على العقيدة الاسحاقية ثالثا . 

أما ما سوى ذلك من أقوال الطويل فتدور حول مجيء الامير وكنه لم يشر 
الى المصادر التي استقى منها معلوماته » ولقد وافق بعضها ما جاء في مختصر 
تاريخ العرب . 





حت ا له 


كل حادث تاريخي غير مدعوم بالارقام » ومؤيد بالحوادث » فانه 
عرضة للشك » ومجال لاصدار الأحكام له أو عليه ٠‏ 

وائه لمن السهولة بمكاق على الكاتب أن يدون مجموعة من الاحداث » في 
بضعة سطور » أو بعض صتحات » ولكن الصعؤية كل الصعوبة » تكمن في 
اثبات ذلك » واعطائه صفة تاريخية صحيحة : 

ما أيسر أن يكتب كاتب حادثا عايراً بطريق 0007 الفرض » أو السماع!! 
ولكن المسئؤولية التاريخية » والوجدانية » والاخلاقية ليست سهلة ٠‏ 

ما أكثر ما يغفل التاريخ أشخاصا وأحداثا » وآكثر منه ما ععانيه الباحث 
من التدقيق والتمحيص والتثبت من هؤلاء الاشخاص » وتلك الاحداث + 

وتاريخ الامير حسن المكزون » وامارته على سنجار ‏ كما وصل الينا ‏ 
فيه شيء من الحقيقة » وأشياء من الظن والخيال ٠‏ 

فيه بصيص من النور » وسرادق من الظلام ٠‏ 

انه نتراوح بين الشك واليقين » ويتراجح بين النفي والاثبات » والافتراض* 

ونحن بين ناحيتيه ‏ السلبية والايجابية ‏ مدعوون ‏ وبالحافز العلمي ب 
الى الفرز والتمحيص ٠‏ والمقارنة والريازة والتحقيق بين الروايات المتضارية » 
استخلاصا للحقائق التاريخية » وانصافاً لشخصية محيبة » لعبت أدوارا هامة 
على مسرح السياسة والادب » والفلسفة والتصوف » والاخلاق ٠‏ 

ان المستندات التاريخية التي بين أيدينا لا تثبت أن الامير حسن المكزون 
كان أميرا على ستحار ٠‏ ولكن « سنجاراً » بلده وموطته » وانه هاجر منها » 
وعاد أليها بعد الهجرة أي عام +٠‏ ه كما ورد برسالته ولكنه لم تعن البق 
أمارثة عليها ١ ٠‏ 


ل 


ولا نغالي اذا قلنا : اننا قلبنا المثات من كنب السير والتاريخ » كمعجم 
الالقاب » ومعجم المولفين » ووفيات الاعيان » وفوات الوفيات » ومختصر ابن 
الساعي » والحوادث الجامعة » 

والعشرات من مطولات التاريخ » كتاريخ ابن خلدون » وابن الاثير » 
والطبري » ومعجم البلدان » وأبي الفداء وغيرها ٠٠‏ وكل ماله علاقة بالقرئين 
السادس والسابع المحردين ٠‏ ْ 

ألوفآ وألونا من الصفحات السوداء والصفراء » المطبوعة والمخطوطة » 
المحتقة والمهملة » كلها أعملنا فيها الروية » وأجلنا في الفكر » وبذلنا الدآاب 
والجهد » وأغرقنا بين سطورها الساعات والايام » ودفنا في متاهاتها وتقصّيها 
الشهور والاعوام » وأذينا في دراستها وريازتها » ومقارنة حوادثها » وأرقام 
تواريخها الكثير الطويل من الصبر والعمر » والصحة ونور البصر » ولكنا 
ب برغم ذلك كله # لم نعثر على ما يدل » أو يشير بالتصريح » أو التلميح » أن 
الامير حسن المكزون كان أميرا على بلدة سنجار الموصل ء* 

فمن أبن استقى الطويل معلوماته التاريخية ؟؟ 

على أي مصدر اعتمد فيما رواه بهذا الصدد ؟ 

والى القراء تنسوق هذه الادلة التاريخية » المدعومة بالارقام » والاشخاص» 
والاحداث » والمصادر » وكلها يريد ما ذهينا اليه » أو استخلصناه © وأقره 
الواقع » وصحة الاحكام » من أن الامير حسن المكزون لم يكن أميرا على 
ستنحار ٠‏ 

كحة من تاريخ بلدة سنجار : 

١‏ ل بذكر أبو الفداء في حوادث 6وه ه وتقدمت الاشارة الى هذا القول: 


ان امارة سنحار صارت الى الامير محمد بن مودود © بن عماد الدين 


5-6 


زنكي » ثم اتتقلت الى ابنه » ثم الى آخيه » ثم الى الملك الاشرف بن الملكالعادل» 
الى ما بعد سئة 55١‏ هاء 

؟ اف حوادث ٠.٠‏ ه يقول : 

وفيها خطب قطب الدين محمد بن عماد الدين زتكي بن مودود صاحب 
ستجار للملك العادل ٠290‏ 

+ ب وف حوادث 5٠5‏ ه لابن العديه 90 يقول : 

وخرج الملك الظاهر من دمشق ٠.٠‏ الى أن يقول : ونزل على سنجار 
محاصرا » وشفع عنده مظفر الدين في صاحب سنجار » فلم يقبل » وقام نور الدين 
ساطه الرضل ال رع عه ناا حت مهار “الى أن طواق #مكان لاس 
يتظاهر بطاعة عمه » وقي الباطن يريد الاحتفاظ يستجار ٠‏ 

ويقول : ثم توسط الحال » وشفع فيهم الملك الظاهر » وأطلق لهم سنجار» 
واستنزلهم عن الخابور ونصيبين9؟ ٠‏ 

- وجاء في الكامل لابن الاثير في جوادث 51١5‏ ه وهي السنة التي سبقت 
مجيء المكزون لجبال اللاذقية : 

في هذه السنة توق قطب الدين محمد بن زنكي » بن مودود بن زنكي » 
ضاف سَتمَا نغ وكان كزيسا هين 'البيزة قرع .+ ولا توق حي :يمه 
ابنه عماد الدين شاهنشاه » وركب الناس معه » وبقي مالكا لسنجار عدة شهور» 
ثم سار الى « تلعفر » » وهي له » فدخل عليه أخوه عمر بن زنكي » ومعه 





)1( أبو الغداء ص١٠١١201.‏ 

(؟) هو كمال الدين »© أبو القاسم عمر بن أحمد »© بن هبة الله » المبروف بابن 
العديم »© المولود عام ممه والتو فى عام كه ها . 

. (51-15. زبدة الحلب في تاريخ حلب ج 7 ص‎ )١( 


سد ولا سد 


جماعة فقتلوه » وملك أخوه عمر بعده » فبقي الى أن سلكم سنجار الى الملك 
الاشرف » ولما سلم سنجار أخذ الرقة عوضا عنها 27 ٠‏ 

ه ب وق تاريخ أبي الفداء في حوادث 515 ه تحت عنوان : وفاة صاحب 
سئحار : 

توف قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي بن مودود بن عماد الدين 
زتكي بن اقسنقر صاحب ستجار » وقد تقدم ذكر ولانته في سنة أربعم وتسعين 
وخمسمائة ( أي أنه بقى عليها 0 عاما ) فملك بعده ولده عماد الدين شاهنشاه 
بن محمد » وكان قطب الدين حسن السيرة في رعيته » وبقي عماد الدين شاهنشاه 
في الملك شهوراً » ثم وثبٍ عليه أخوه محمود بن محمد » فذيحه » وملك سنجار» 
ومحمود هذا هو آخر من ملك ستجار من البيت الاتابكي0" ٠‏ 

5 ل ويقول ابن العديم في حوادث 9( ها : 

خاف ابن المشطوب صاحب رأس العين » فسار الى سنجار فطرده والي 
نصيبين من جهة الملك الاشرف » وقاتله » فهزمه » واستباح عسكره » وسار الى 
سنجار » فأجاره » وأرسل الملك الاشرف اليه في طلبه » فلم بحبه الى ذلك » فسار 
الملك الاشرف نحوه » فترك سنجار » ومضى الى تلعفر ٠‏ 

ووصل الملك الاشرف الى سنجار » وفتحها » وعوض صاحيها الرقة ٠‏ 

واستجار ابن المشطوب بلؤل » فأجاره على حكم الملك الاشرف »© وسلمله 
اليه » فقيده » وحبسه في سنجار9؟ ٠‏ 
)١(‏ ابن الاثيي ص ”7 
(؟) تاريخ أبي الفداء جا ص ١١8‏ 
(6) زبدة الحلب ص 186 . 


وف ص ١94‏ يول : واتمفصل الملك الاشرف عن الموصل بعد اصلاح 
أموارها » وشتى بسنجار * 

وورد عند أبي الفداء في حوادث 517 هه ٠‏ 

وكان الملك الاشرف قد أقطم عماد الدين أحمد بن سيف الدين » بن أحمد 
الخطيب بن المشطوب » رأس العين » فخرج على الملك الاشرف » وجمع ابن 
المشطوب جمعا » وحسّن لصاحبٍ سنجار محمود بن قطب الدين الخروج على 
طاعة الاشرف » وخرج بدر الدين لولم صاحب الموصل » وحصر ابن المشطوب 
بتل اعفر وآخذه بالامان » وأعلم الملك الاشرف بذلك » فسر غاية. السرور » ثم 
سار الاشرف من حران » وقصد ستجار » فأتته رسل صاحبها محمود بن قطب 
الدين » يسأل أن يعطى الرقة عوض سنجار » ليسلم سنجار للملك الاشرف » 
فأجابه لذلك » وتسلم سنحار في شهر جمادى الاولى 20 . 

وفي حوادث ١؟5‏ ه يقول ابن العديم : 

طلب الملك الاشرف طائفة من عسكر حلب ليقيم يسنجار » خوفا من أن 
يغتالها صاحب اريل ٠‏ 

ويقول : وعاد عسكر حلب في رمضان » وشتتى الملك الاشرف يسنحار0»© 

وورد في مختصر تاريخ الدول2؟ ووفيات الاعيان 297 » وف حوادث جمد 
ه ما يلي : 

وف هذه السنة ملك الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل أبي المعالي محمد 





(1) آبو الفداء ؟ ص 156 . 

(0) زبدة الحلب في تاريخ حلب ج١٠‏ ص 195-1958 . 

(6) مختصر تاريخ الدول ص 505 . 

(5) وفيات الاعيان ج؟ ص 115 ١67‏ وفوات الوفيات ج؟ ص 527 . 


سسا سد 


بن العادل مدينة دمشق » ودخلها » واستولى عليها » وسبب ذلك : انه لما توفي 
املك آبو المعالي محمد » بن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب » صاحب 
مصر والشام » في السنة الماضية » واتنقل ملكه الى ولده » وولي غهده العادل 
محمد » استناب في دمشق الملك الجواد يونس » بن ممدود » بن العادل أبي بكر 
بن أيوب » على أن يحفظها عليه » ويخطب له فيها » فلما استولى عليها ختواف 
العادل محمد منه » وقيل له : لم يبق لك في دمشق شيء » فراسله ليسبر الحال » 
فوجدها كما قيل له » ثم ان الملك الصالئح أيوب صاحب سنجار راسل الملك 
الجواد » وطلب منه دمشق على أن يعو”ضه عنها سنجار » فأجابه الى ذلك » 
وسلكمها اليه » واتنقل الى سنجار ٠‏ 
3 وف حوادث همه ه يقول ابن العديم : وأقطع الملك الناصر الملك المنصور 
ماردين ونصيبين » وسنجار » وخاف الملك الجواد يونس بن مودود من الملك 
العادل » فراسل الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل » واتفقا على أن يسلم الى 
الملك الصالح دمشق »© وبيعو”ضه عنها سنجار » وعانه290 ٠‏ 

وجاء مثل هذا لأبي الفداء ا ٠.‏ 

وجاء في السلوك ١/.م؟‏ قوله : فبرز الملك العادل من القاهرة يريد دمشق» 
فخاف الجواد » وعلم عجزه عن مقاومة العادل » فبعث خطيب دمشق الى الملك 
الصالح نجم الدين أيوب صاحب حصن كيفا » وديار بكر » وغيرهما من بلاد 
الشرق » يطلب منه أن يتسلم دمشق » ويعوتضه عنها سنجار » والرقة » وعانة » 
فوقم ذلك من الملك الصالح أحسن موقع ٠‏ 

وف حوادث بسمد ه : وسار الملك الجواد الى الرقة » فأخرجته منها 


٠ 185 زبدة الحلب ص‎ )١( 


الخوارزمية » فسار الى سنجار وأقام بها » وخرج الى عانة » فسار بدر الدين 
لؤلؤ الى سنجار » فاستولى عليها في شهر ربيع الاول سنة سبع وثلاثين 
وستماءة00ا ٠ ٠‏ 

وف الحوادث الجامعة للعام 5*7 ه : 

وفيها وصل الملك الجواد سليمان بن مودود » بن الملك العادل أبي بكر 
محمد بن أيوب » صاحب سنجار الى يغداد » وخرج الى لقائه موكب الديوان 
..٠‏ ثم يقول : فوصل اليه الخبر أن بدر الدين ولو صاحب الموصل استولى 
على سنجار » وملكها » وكان راسله » وطلب اليه أن يسلم اليه ستجار صلحا » 
على مال يؤديه © ٠.‏ 

وف حوادث م0 من تاريخ أبي الفداء يقول : 

ان الملك الجواد يونس صاحب سنجار باع عانة من الخليفة المستنصر يمالر 
تسلكمه » وسار للم صاحب الموصل » وحاصر سنجار » ويونس الجواد غائب 
عنها » واستولى عليها +٠‏ 

وورد في حوادث 5:٠‏ ه : 

ان الخوارزمية قصدوا مدينة حلب » واجتمع معهم خلق من التركمان » 
فخرج اليهم الامير لواو الحلبي » ومعه عساكر حلب » بمساعدة محمد بن أسد 
شيركوه صاحب حمص » ولملك الصالح اسماعيل صاحب ستجار ».ولد بدر 
الدين نَل صاحب الموصل ©©2 ٠‏ 





. 518 زبدة الحلب ج٠١ ص‎ )١( 
. 1١١56 (؟) الحوادث الجامعة الواقمة في الملة السابعة ص‎ 
. المطبعة العربية ب بغداد‎ ١١١ الحوادث الجامعة ص‎ )9( 


لاس 


المناقشة : 

هذا تاريخ بلدة سنجار من سنة 4وه ب 54٠‏ ه أي خلال ست وأربعين 
سنة » فاذا صحت ولادة المكزون في عام ره ووفاته + ه فتكون هذه الحقة 
تشمل سنجار بعد ولادته باحدى عشر سنة » ,ومن البدهي أن لا يكون أميرا على 
سنجار في هذه السن المبكرة » وتنتمي بعد وفاته بسنتين ٠‏ 

ومما لا شك فيه أن المكزون خلال هذه الفترة كان في أوج مجده » بدليل 
ماجاء في رسالته وروايته التي لا يتطركق اليها الشك من آنه رجع الى سنجار 
عام 55٠‏ ه بعد عودته من الهجرة » وألكف رسالته المعروفة بتزكية النفس » 
وآأنه نقتحها وأتمكها في عام 97> بعد إلخاح سعيد الموفتق أبي جمال بن مكةعليه» 

وهذا التاريخ ‏ تاريخ الرسالة ‏ هو منطلقنا الوحيد لمعرفة الزمن الذي 
عاش فيه » وتحديد الحوادث بصورة تقريبية كوفاته » وولادته » وغزوتئيه ٠.‏ 

فالرجل الذي يهاجر يكون بالا » واذا كانت الهجرة للغزو والقتالوالسياسة؛ . 
فيجب أن يكون ناضحا ليصلح للقيادة » ووضع الخطط » وإدارة الامور » 
وقيادة الجيوش » ولا يكون ذلك بأقل من الثلاثين من العمر » فان كان قارب 
الثلاثين » أو تجاوزها قي عام 6٠‏ ه قان امارة سنجار لم تكن له في هذه الحقبة 
التي تقدم ذكرها ٠‏ 

وبعد ٠‏ فهذه الوثائق المؤيدة بالزمان والمكان » والارقام » والاشخاص » 
والحوادث » ومن مختلف المصادر » تدحض كل قول » وتدفع كل زعم » وتمئع 
كل افتراض يقول : إن الامير حسن المكزون كان أميرا على ستجار ٠‏ 

ولق 5 


هناك قصيدة منسوبة لعلى بن ممدود ؛ وهو ابن أخي الامير حسن المكزون» 


[# 9/6 مد 


يرثى بها الامام الشهيد آبا عبد الله الحسين » بن علي » بن أبي طالب » ومطلعها: 
يامطيل الوقوف بين الطلول اتبع النوح بالبكا والعويل 
يسال الربع » والديار » والسسسائل علم بحالة السؤول 


ومنها : 

فاستمعها قصيدة من محب لا يشيب الولاء بالتبديل 

ابن ممدود من اأعالم سلجيار » ويقفداد منزلي ومقيلي 

ىسق اللبات مفدل + 

١ب‏ على تشيشعه » وولائه لأهل البيت » ولاء” لا يشوبه التبديل ٠‏ 

؟ ب على أسم والدذه ممدود ٠‏ 

م« على منشئه « أعالم سنجار » ٠‏ 

ب على أن منزله » ومقيله بعداد ٠‏ 

انه من « أعالم سنجار »6 والاعالم جمع أعلم : الجبل المرتفع » وجبل سنجار 
معروف بارتفاعه » وسنجار تقع في سفحه الغربي » وهذا يوكد أن الامير حسن 
المكزون وعائلته ‏ وعلي بن ممدود منها ‏ كانوا يقطنون « أعالم سنجار © 
أي جبالها > ولكن لم :تشر القصيدة الى « امارتهم » عليها ٠‏ 

هناك قبيلة عربية في البادية التاخمة لسنجار تسمى « سنجارة » معروفة 
ين القبائل البادية العراقية حتى اليوم ٠‏ 

وهناك سنجار ثانية فهل تكجه اليها ؟؟ | 

في سورية » وف قضاء معرة النعمان » وعلى بعد سم كيلو مترا شرقآ من 
المعرة » بميلة الى الجنوب الشرقي » تقع بلدة سنجار سورية » وهي اليوم مقر 
مخفر للشرطة حسب التقسيمات الادارية لمحافظة ادلب » وترتبط مباشرة بمنطقة 
'أىاة »6 وتتبعها مزرعة تدعى « المنوسطة »© ٠‏ 


سا كلا يد 


ويتبع سنحار هذه ثلاث وثلاثون قرية ومزرعة » وتحيط بها القرى التالية: 
المتوسطة » أبو طحيجة » شيخ بركة » أم الهلاهيل » خيارة » صراع ٠‏ 
وأقرب القرى اليها المتوسطة التابعة لها » وشيخ بركة وتبعد عنها مسافة 
ه كم الى الجنوب الغربي ٠‏ 
وصراع » وتبعد عنها ه كم الى الشرق الجنوبي ٠‏ 
وخيارة » وتبعد عنها ه كم الى الغرب بميلة الى الشمال ٠‏ 
وأم الهلاهيل في الغرب الجنوبي » 
وأم موبلات في الجنوب وكلتاهما تابمتان للتبيخ بركة وتقمان على تقس 
المسافة متها ٠‏ 

وتنصل حدود سنجار هذه بحدود منطقة جبل سمعان شرقاً » ويحدود 
تل خنزير جنويا ٠‏ ْ 

كما تنصل بحدود مخفر تل حلاوة بالجنوب الشرقي » وأبعد تقطة عن 
مركز مخفر سنجار هذه » هي قرية « كنائس » التي تقع على بعد ٠٠‏ كم من 
الغرب الشمالى290 ٠‏ 

وهناك ' سنجار علم عدة مواضع © ٠‏ 

١س‏ سنجار : قضاء في العراق » لواء الموصل » له ناحيتان : سنجار » 
والشمال ٠‏ 

* س ستحار مديئة اصطياف + 

ب وستجار : جبال » شمال شرق سورية » سكانها من الاكراد اليزيدية» 
يحتازها نهر الخابور » كانت جزءاً من ديار ربيعة ٠‏ 





(1) التفسسيمات الادارية السورية للعام .195 . 
(؟) المنجفد قسم الاماكن والاعلام حرف السين . 


٠‏ لاا سد 


س سنجار قرية في سورية ٠‏ 

فأي سنجار هي سنجار الامير حسن بن يوسف المكزون التي نتسب اليهاء 
وكان آميرا عليها ؟؟ 

الروابات التي لدينا تشير الى أن الامير حسن المكزون > قدم الى المناطن 
الغرية ثلاث مرات : 

الاولى عندما استقدمه رجال الدين الى « حماه © لأخذ رأبه فيما كتبه 
سراج الدين العاني العشري » الحلولي » المعروف ب « قزحل » + 

والثائية : غزوته الاولى عام 5١7‏ ماك عندما استنجد به اخوانه في 
عليهم » والصليبيين الذين كانوا يهاجمونهم على طول امتداد الشريط الساحلي» 
من اسكندرونة أو اللاذقية حتى لبنان ء 

الثالثة : غزوته الثانية عام 5٠‏ لاخذ الثأر » بعد هزيمته الاولى : وفيها 
تمت له الغلية والنصراء 

بعدكد « الجديلي » فٍ كتابه « التجريد )20 الذي ألفه ردا على سراج . 
الدين العاني المعروف ب « قزحل »© تفرا من الذين ناصروه » وردوا على خصمه 
سراج الدين وبدعته وجماعته « الثامتة » كصفي الدين عبد المؤمن بن أحمد بن 
محور الفارقي » وأبي الحسن رائق بن خضر الغساني الممروف بالمهملي » 
ومنصور صاحب الرسالة المنصورية وتلميذ شمس الدين » وعثمان بن التسماع 
السمرقندي صاحب كتاب الطالب وبغية الراغب » والسمندير الموصلي صاحب 
الرسالة الموصلية » الى أن يقول : والسيد العالم الفاضل الكامل شيخ مشائخ 


اللا سد 


الحقيقة » وميين الاسرار الدقيقة أبو الليث حسن بن مكزون السنجاري » سألت 
مولاي أن يبلغه آماله » وأمانيه » ألف رسالة » وأرسلها الي دحض بها كل 
خوتان » وزاغ عنها كل شيطان ٠‏ 

وورد في مخطوط آخر نقلا عن الجديلي نتصرف » أن سراج الدين العاني 
لا دخل مدينة « حماه » أضل فيها نفراً » فاتبعوا مقالته » وأجابوا دعوته » 
واعتقدوا « ثامنته » وكلما دخل بلدا » أفسد منها نفرا » وكثر القبل والقال 
بشأن هذه الدعوة والبدعة » ووقعت الفتنة في أمر كتاب «الثامنة» .قاتفق رأي 
الجميع على دعوة السيد الجليل العالم الفاضل » حسام الدين حسن بن مكزون» 
لأخذ رأيه » لانه كان أعلم أهل زمانه » وكلهم ينقادون الى رأبه » فقدموا اليه 
وأطلعوه على الامر » فحضر معهم الى « حماه » والتفتوا حوله » ورقعوا مكانه» 
وسرةوا به » ثم أحضروا له كتنب « الثامنة » فقرأها جميعها » ورديدها على 
سمعه » وتبحكتر بها » وتدبرها » فوجدها على مذهب الحلول العشري(©2 وهى 
لجماعة من أهل البدع » فرماها من يده » وقال : الحذر الحذر مما في هذا الكتاي 
فانه مخالف للدين الحنيف 290 , 

وف كتاب قلائد الدرر للشيخ حسين أحمد ( 0؟؟١‏ ب 90؟1 ) ما نصه : 

« ولقد اطكلعت على خبر مفرد ف كتاب قديم » يعبر أنه لما ظهر هذا الكتاب 
ب كتاب الثامنة # وافتتن فيه الابعدون عن الصواب » حصلت متذاكرة يومئذ 
بين العصابة الموحدين من أهل ذلك الزمان » ف أمر الكتاب المذكور » والمذهب 





)١(‏ ربما كان « العثشري » نسمية الى أصحاب الطوسي المعروفين بالعشرية © لانهم 

قأالوا : بالعشر فيما سقي بالانهار والقنى ©» وكان الرشيد الطوسي وأصحابه 

محمد ين راض بن ساف لصوي الستجادي ين ا + سس دين 

محمد بن أبراهيم بن ساعد الانصاري السنجاري ابن اخت الامير حسن . 
اهلاب 


المدحور » وانهم عرضوا أمره على إبن بقراط الحنوي » والامير. حسن بسن 
مكزون السنجاري ©» وصفي الدين بن محور الفارقي. الصوفي » وبقية العلماء 
والقادة الذين يقتدى بهم » ويرجم أهل الحقيقة الى أقوالهم » ولا تحقق لديهم 
فساد الكتاب » صنفوا في ذلك رسائل ردا على هذا المذهب » الداعي الى سوء 
المنقاب ٠‏ 

وان ورود الامير حسن بن مكزون من بلاد سنجار الى تلك النواحي » 
كان يسبب ذلك الكتاب » الى أن يقول : « فأخمد الموما اليه أي الامير حسنب 
ما استعر من نار الاتكار المشتعلة » وأوضح فساد ماذهب اليه أهل الردة »00 

ونلاحظ من النصوص السابقة أنها كلها متفقة غلى اثبات مجيء الامير 
حسن المكزون الى « حماة » من « بلاد سنجار » ولغاية واحدة هي ابداء رآأبه 
في بدعة دينية » كما نلاحظ الاجماع على الاقتداء به » واحلاله المنزلة الدينية 
العالية » وان قوله هو القول الفصل ف ذلك الخلاف » وانه ألف رسالة بهذا 
الموضوع » وأرسلها لمعاصره « الحديلي 6 * 

لكن هناك أمران يستحقان الاهتمام : 

أولهما : أن النصكين الاولين لم ينعتاه بالامير » والثاني : أن أحدهما يلقبه 
بأبي الليث » والآخر يلقبه بحسام الدين مع أن الجديلي معاصر له » أما الثالث 
فينعته بالامير » ويذكر أنه جاء من « بلاد » سنجار » لا بلدة سنجار ٠‏ 

ا ل 

ف الغزوة الاولى عام 17د أو 8١د‏ ه جاء غازيا بحملة قدرها «الطويل» 

بخمسة وعثرين ألفا منجدا لاخوانه في جبال اللاذقية » فوصل الى حوض 





() مخطوط خاص . 


2 لمم ندم 


العاصي ؛ وخيم بالقرب من قرية «عين الكروم » شمالي مصياف » ولكن 
أخصامه بيكتوا له » وفاحأوه ليلا » ودحروه » 

وعاود الكرة عام +5٠‏ ه لاخذ الثأر بحملة قدرت يخمسين ألفا عدا 
النساء والصبيان » وتم له النصر والغلبة على الاكراد وحلفائهم » وقهر زعيمهم 
« خمارتكين » وفتح جبال اللاذقية # على رواية صاحب مختصر تاريخ العريب 
واستتب له الامر + ونظم امور « امارته » كما يقول صاحب المختصر ٠‏ 

كل هذا يثبت مجيء الامير حسن المكزون للمناطق الغربية من سورية » 
ولكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه هو : 

هل جاء من سنجار الموصل ؟ أم من جبالها ؟ أم من بواديها » أم من سنجار 
سورية ؟؟ ء* 

لنحاول الآن تمحيص هذه الروايات : واستخلاص تائجها ٠‏ 

١‏ غير مستغرب أن بدعى الامير حسن المكزون للاستفتاء بشأن خلاف 
ديني” : لأنه كان المرجع الديني الذي يستطيع الفصل في أمور العقيدة ٠‏ 

وغير مستبعد أن يقطع هذه المسافات الشاسعة ليقول كلمته في تلك البدعة» 
وبحكم بفسادها ؛ وعدم الاخذ بها » حرصا على وحدة اخوانه » وحفاظا على سلامة 
معتقدهم ٠‏ 

؟ ب استنحد به مشابعوه لانقاذهم مما ألم> بهم » وهذا يدل على أنه كان 
أميراً خطيراً : ذا حول وا اه ش 

ماب يستنتج من هذا كله : أن الرئاسة الدينية والسياسية اجتمعت له ٠‏ 

ب اقدكرت خبلته الأون نخمطة وعصرين آلفا من التاتليق © نينسا قدرت 
الحملة الثانية بخمسين ألف مقاتل ٠٠‏ عدا التساء والصبيان » وهذا يدل على 
أن أنصاره الذين يمتد” عليهم نفوذه كثيرون ٠‏ 


تت انه م »ع 


هل انه تمككن من قهر أعدائه » ومكن لأنصاره ومشابعيه ..ء أو 
لإمارته ٠‏ 

5 - انه أبقى أنصاره وأتباعه وأهله في جبال اللاذقية » بدلالة اتساب عدد 
كبير من سكانها اليه » واعتباره جدهم الاعلى ٠‏ 

يقول صاحب مختصر تاريخ العرب : والامير حسن لقب بسيف الدين » 
وفتح بلاد النصيرية » سنة 514 ه 5١19‏ واستتب له الامر فيها » وركتز دعائم 
امارته » بعد أن قهر « خمارتكين » زعيم الاكراد والاسماعيلية ٠‏ 

كل هذا يكاد يكون من المسلم به » ولا خلاف عليه ٠‏ 

ولكن هنالك خطأ ارتكبه « الطويل » لأنه يقول : انه ليث في الساحل حتى 
عام 507 ه بينما يقول المكزون تفسه في رسالته : انه عاد الى سنجار بعدالهجرة 
وآلف رسالته عام 58٠‏ ء 

ويظهر أن الطويل لم يطلع على هذه الرسالة ء* 

أو ان الامير عاد الى الساحل بعد عودته الى سنجار ليتفقئد شؤون ذويه 
اكذين خلتفهم في البلاد الغربية ء 

ويقول صاحب المختصر : ان بوسف أبا غارة توفي بعد قدوم أبيه الىبلاد 
النصيرية بأربع سنوات 558 ه وهذا يحدد الغزوة بعام 514 ب 5١9‏ ها كما 
بدلنا على أن الامير أثهى أموره الحريية » ورتب شئؤونه خلال عامي 518 - 1ه 
وعاد الى سنحار عام 5-7 

والاسئلة الجديدة التي تطرح نفسها » أو يطرحها القراء هي : 

١‏ كيف اجتاز الامير حسن المكزون بحملتتيئه الاولى والثانية » هذه 
المسافات الطويلة من ستجار الموصل » الى جبال اللاذقية » مخترقآ بلدانا 


ل كم سم 


وامارات » دون أن يعترضه أحد ؟؟ 

انه في طريقه لمحاربة الاكراد في الساحل » وف طريقه الطويلة كثير مسن , 
الامراء الاكراد الايوببين الذين كانوا يومئذ يملكون مصر وبلاد الشام » ولهم 
في كل بلد من سورية امارة » وآمير » كدمشق » وحمص » وحماه وحلب » والرقة 
وسنجار » ونصيبين » وغيرها ٠‏ 

ولو فرضنا أنه أخفى قصده في الغزوة الاولى عن الولاة والامراء » فلم 
يلق معارضا » ولا معترضا » فهل يتمكن من اخفائه في الغزوة الثانية » وقبد 
وضح الهدف والقصد والغاية » بعد وقوع الاصطدام الاول ٠‏ 

٠”‏ كيف تفسر وجود النساء والصبيان في حملته الاخيرة ؟؟ 

م # كانت هناك خلافة في بغداد ء فهل كانت بعيدة عن كل الاحداث التي 
تقع في البلاد ؟؟ أم كان هؤلاء الامراء لا بأبهون لها » فيتصرفون في الامور مهما 
بلغت جسامتها دون رآيها ؟؟ 

ب بماذا تفسّر.قوله في رسالته : رجعت الى سنجار بعد « الهجرة » ؟؟ 

فهل يسمي الغازي غزواته هجرة ؟؟ 

من المعلوم أن الهجرة لا تكون الا اضطرارية » ويسبب من الاسباب 
التالية : 

٠ الخوف من الاعداء‎ - ١ 

؟ ب الجلاء بالاكراه ٠‏ 

خ# ‏ العوامل الاقتصادية » والنوازل الطبيعية كالقحط والحفاف 
والمجاعات » والاويئة ٠‏ 

وللاجابة على كل هذه الاسئلة تفترض أمرين اثنين : 


الادول : 
تت امد 


أنه جاء من سنجار سورية » لا سنجار الموصل » وبهذا القول نجد تفسيراً 
للامور التالية : 

1 مسألة عدم المعارضة » لانه في سنجار سورية قريب من أعدائه » ولا 
يجتاز أراضي الغيى ٠‏ 

ب ب ويسهل تفسير وجود النساء والصبيان مع الحملة » لان تحرتكاتها 
عبارة عن « تحركات داخلية » فلا تبتعد عن أماكنها الا قليلا » وبهذه الحالة 
تكون لوجود النساء والصييان أهمية بالغة » لان هذه العناصمسر لها دور في 
مساعدة المحاربين ف ذلك الزمن ٠‏ 

ج ل يسهل أيضا تفسير قيام الغزوة الثانية » والعودة الى سنجار بعام 
واحد » كما ورد برسالته » وكما حدتد المؤرخون الغزوة الثانية ٠‏ 

د انه يتفق مع المصادر السابقة » والتي تجمع على أنه لم يكن أميرا على 
سنجار الموصل * 

هاا سرار استقدامه لحماة لفض الخلاف الديني » ونتفق مع سهولة طلب 
النجدة من قبل اخوانه » في جبال الساحل » واسراعه لتلبية طلبهم » ويتناسب مع 
مجيء حملتتيئه الكبيرتين » الاولى والثائية » لقرب المسافة وسهولة الاتصالء 

والامر الثاني : 

ان الامير حسن المكزون هاحر بهذا الجم الغفير من النساء والصبيان من 
سنجار الموصل » أو جبالها » أو بواديها منتجعآ على طريقة القبائل العربية » وتحت 
ضغط أحد العوامل الداعية للمهاجرة » ثم تصدكى له من يقاتله » ويحاول دحره 
. ف الجبال الغربية » كما يقع عادة بين المهاجرين الر”خل »© ودين المقيمين » فقاتلهم» 
فظهروا عليه أولا» ثم غلبهم في الاخير ٠‏ 


حت كانت 


وقد يكون الباعث على النزاع هو المزاحمة على الارض » والماء » والمرعى* 

وهذا لا يمنع أن يكون رأى حالة اخوانه ومشايعيه » وما نزل بهم من 
المحن » ولحقهم من الظلم والتنكيل من مجاوريهم المتحالفين عليهم » فثار لذلك» 
أو أستثير » فقام بدفع الظلم » ورفع الحيف » ورد” الظلامة + 

وهذا الفرض توجبه الامور الانية : 

أ سرار وجود النساء والصبيان » لان وجود هؤلاء بدل على «الهجرة» 
أكثر مما يدل على الغزو والقتال ؛ لان الكرء والفر” » وتوقثم الهزيمة » وطبيعة 
الحرب » تجعل النساء والصبيان عرضة لخطر السبي والاسر » وكلما كان الغزاة 
سر بحي الحركة » كان ذلك أضمن للنجاح » ووجود النساء والصبيان يعوقهم » 
وينثقل حركتهم » وتنقظلمم ٠‏ 

ب - انه ينسجم مع منطق الاحداث » وطبيعة الظروف » ولا يتعارض مع 
التاريخ الذي استنطقناه طويلا * 

ج ‏ يتتفق مع أنه أمير » جاء للساحل » وترك فيها آثارا » لم تزل باقية 
ومستمرة * 

دب يفسّر مجيئه من بلاد بعيدة مجتازا سهولا وسهويا » وجبالا وودياناء 
وأنمارا » ومدنا مأهولة وأراضي مزروعة » ومسالك مخفورة » دون أن يتصدكى 
له أحد » ولم يحل دون غايته حائل ٠‏ 

اله يقود قبيلة” مسالمة راحلة بقضتها وقضيضها » وكهلها ووليدهاء 
ونسائها ورجالها » تقصد النجعة » وتتلمّس الرزق © ومساقط الغيث » تخيكم 
ليلا » وترتحل نهارا ٠‏ 

ه ‏ لو أنه جاء غازيآ محارياً للاكراد وحلفائهم » لحال الامراء الحاكمون 


ب 6م مم 


دون طريقه » ومنعوه من النزول والامتيار » وصد”وه عن الوصول الى أبناء 
جلدتهم » وتألبوا عليه » وقضوا على أنصاره +٠٠‏ والتاريخ بحد”ثنا عن تأثير 
العصبية القومية » والمذهمية في ذلك الزمن » وانها كانت من أبرز مميزات ذلك 
العمر ء 

و يوضح » ويصد”ق « فرضية » الاستاذ عزت دروزة القائلة : انه كان 
أمير قبيلة عربية في سنحار » لا أميرا على البلدة ٠‏ 
وخلاصة هذا الفرض : 

أن الامير حسن المكزون كان أمير قبيلة عربية في بلاد سنجار » وهاجر 
بقبيلته منتجعآ الى بلاد الساحل » فحاول الاكراد والاسماعيليون منعه من الاقامة 
والاتتجاع ع فحاربهم » وهزموه أول الامر » ثم عاود الكرة فتغلب واتتصرعليهمء 

أو أن مشابعيه استنجدوا به عندما نزِل بجوارهم ‏ فأتجدهم 7 

وآخيرا عاد الى بلده سنجار » وأبقى الكثيرين من قبيلته » وأقربائه ع 
وآبنائه هناك بين اخوانه » فاختلطوا بهم » وشكلوا العشائر السنجارية المعروفة» 

ووفاة ولده بوسف « أبي غارة » بعد مجيثه الى البلاد الغربية بأريع 
سنوات » ودفنه في قرب قرية « عين الكروم » وبناء القبة الاثربة على ضريحه هي 
أحد الادلة على سكنى أقاربه » وبقاء المهاجرين من قبيلته في تلك المنطقة ٠‏ 

يقول صاحب كتاب الفلك الدو”ار : ان الامير حسن المكزون بعد أن 


الدين ابن عربي290 ٠‏ 
ومن الثابت المتواتر » ان الامير حسن » اعتزل الامارة » وتزهتد لكن لم 


)١(‏ ألفلك الدوار في سسماء الائمة الاطهار أؤلفه عبد الله المرتضي اللمتوفى حوالي 
131 م©. 
لساكم د 


يشبت » ولم برد في الأصادر التاريخة أنه تتلمذ على أبن عربى ووه بل على 
العكس من ذلك فان المكزون بع راض ف شعره باين الفارض » وابن عربي ©» 
ولا يرى رأنهما ف مسألة وحدة الوجود » وتعطيل الشريعة ٠‏ والقول بالحلول ٠‏ 


ولادته ء وفاته » قبره 


امه الس امام 00 ؟ 

كل المصادر التى عثرنا عليها تشير الى أنه ولد سنة سمه ه وهي السنة 
التي تغلب فيها صلاح الدين الايوبي على الصليبيين 0 عن بيت المقدس 
وان وفاته سنة ممه ه وعلى ما ظهر لنا أن كل هذه المصادر مستقاة من أصل واحد» 
فما نقله الزركلي في « الاعلام » وعزت دروزة ف « العرب والعروبة » والدكتور 
عزت حسن ف « فهرس المخطوطات الظاهرية » والدكتور عبد الكريم اليا في 
« دراسات فنية في الادب العربي » ومنير الشريف في < العلويون » وعبد الله 
ا م رتضى ف « الفلك الدوار » ومصطفى غالب ف « الفرق الباطنية ف الاسلام « 
كاد تكون مأخوذا عن محمد أمين غالب الطويل ف « تاريخ العلويين » ولكن 
الطويل لم يشر الى المصادر التي استقى منها ولعلها مصادر سماعية متواترة » 
أو مخطوطات خاصة تحر”ج من ذكرها وذكر مؤلفيها وأغفل الاشارة اليها ٠‏ 

وأمام هذا الشك المتأتي من عدم ذكر المصادر والمظان » لم ببق لدينا الا 
الاعتماد على التاريخ الذي أثيته المكزون نفسه ف رسالته » وهو المصدر الثيت 
الذي لا يتطرق اليه الشك » لابل يجلو ويزيل كل الشكوك » ومنه نتطلق الى 
فهم الحوادث التي سبقت هذا التارمخ وتحديد زمانها على وجه التقرب كولادته 
وغزوتيه » وكذلك الاحداث التي أعقبت هذا التاريخ كزهده وتصوفه وت ركه 
الامارة » ووفاته ٠‏ 

أثبت المكزون في مقدمة رسالته التي سبق الحديث عنها فٍ باب « آثار 
المكزون » قوله: 


مالم د 


د آما بعد فاني رجعت الى مدينة سنجار بعد الهجرة » وقد أويت الى ظل 
مدين ووردت ماءها » وأجترت تفسي » وقضيئت الاجل » وأكملت العدكة » 
وخرجت مستأنسا نار الهداية من وادي التجلي » في مفازة الخيز » وسمعت 
النداء من الشخرة المباركة» العالية عن حدود الاين بواسطة 8 ووحي العقل* 

وقد سألني من وجب حتثه علي » وحسن ظنئه بي » وصحتت ت الاخوة يبني 
وديته ف المسارعة الى شأنه في أن أؤلف رسالة جامعة سام العبادات الخمس 
الشروعة نان لننان الناطق +٠ء‏ وذلك في سنة >٠٠‏ هحربة وف سنة 9" جرت 
بينى وبين سعيد الموفق أبي جمال الدين بن مكة مذاكرة في معناها فذكرتها له » 
فسألنى الوقوف عليها » فاعتذرت بعدم تنقيحها » فأعاد علي السئرال ثانية وثالثة 
ال 

فنحن نرى أنه ساق قصة مومى الواردة في القرآن بطريقة المنصوفة الخاصة» 
وهذا كله لا يهمنا هنا » وسيأتي مكانه عند الحديث عن التصوف وأساليب 
المتصوفة المرموزة » أما ما يهمثنا الآن فهو رجوعه الى بلدة سنحار بعد الهجرة 
وسئرال « من وجب حقه عليه » أن ولف له رسالة في العبادات وانه قام بتأليفها 
سنة 5+٠‏ ه وذكرها لسعيد الموفق سنة 551 هاء 

فاذا صحت ولادته سنة #مه فيكون عمره يوم عودته من الهحرة » وتأليفه 
الرسالة بن عاما » وهذا السن نخول من بلغه السيادة » والقيادة » والنضوج 
المتريوية , 

أما من حيث السيادة فقد كان يومئذ أميرا خطيرا له أنصاره وأتباعه 
الكثيرون كما تدل أخبار غروتيئه اللكتين قام بهما ٠‏ 

وأما من حيث القيادة فقد قاد الحيوش » وغزا غزوتين متواليتين ف الاعوام 


هلمم مد 


الث سا هلد سا ولد ب 54٠‏ على اختلاف في المصادر التي تتراوح بين هذه 
السنوات الاربع » ويعز”ز هذه التآريخ صاحب مختصر تاريخ العرب ويؤويدها » 
ويثبتها في مختصره ٠‏ 

أما من حيث النضوج الفكري فيكفي دلالة عليه رسالته المشار اليها وسيجد 
القارىء نماذج منها وفيها الفكر الثاقب » والعقل الناضج » والرأي الراجح » 
والثقافة الواسعة ٠‏ 

وهذا بخولنا أن نسلم ب مع التحفظ بأن ولادته كانت سنة مه أو 
قريبة من هذا التاريخ ولكن هناك تساؤل وهو : لم ألف رسالته وأبقاها من سنة 
6 الى سنة 55 قبل أن كيوها ؟ ونااشكى اكذازة تسد الوق أبي جمال 
الدين بن مكة؟. 

هل يدل هذا على أنه ألفها في سن” مبكترة » وقبل أن ينضج فكريا ولذلك 
تحرج من اخراجها واذاعتها ؟ آم ذلك تواضع” منه واكبار لقيمة العلم » وقدر 
العلماء ؟ 

هذا مع العلم أنه ألفها بعد عودته من « الهجرة » فهل الهجرة كانت قبل 
الغزوتتيئن » آم بعدهما ؟ أم أطلق على الغزوتتيئن والسنوات التي تمكتا بمن” 
اسم الهجرة ؟؟ 

في مكتبة السيد طه العاني في بغداد نسخة من ديوان الامير حسن المكزون» 
وردت فيها رواية مجد الدين علي بن النقيب التي أوردناها في فصل سابق من 
هذا الكتاب » ولكنها ‏ أي نسخة بغداد ب تحدد زيارة الامير حسن للمشهد 
الغروي سنة 4 ها مع أن النسخة التي لدينا تحدد هذه الزيارة عام موب02) 
)١(‏ وني بعض النسخ تحدد الزيارة للمشهد الغزوي في عام 7.9 ولم نعتمدها . 


بساقعة ا 


والفرق دين الروانتين ستة وعشرون عاما » فاذا أردنا أن نحدد عمر الامير بالنسبة 
للتاريخين المختلفين المشار اليهما ف رواية بن النقيب » معتمدين على المصدر 
الثابت الصحيح أي تاريخ رسالته 5+٠‏ ه وافترضنا أن عمره يوم عودتهة من 
الهجرة » والشروع بتأليف الرسالة هو ثلاثون عاما على الاقل أي سن النضج 
العقلي والفكري الذي يخول صاحبه قيادة الجيوش » وادارة الحكم » والتأليف» 
فيكون عمره يوم الزيارة بالنسية لروابة نسخة يغداد هو .م + يوه ح 4م عاماء 
وهو عمر'غير مستبعد » ويعطينا تفسيرا منطقيا لتلك الاعمال الكبيرة » من سياسية 
وفكرية » والتي يقتضي انجازها عبرا كبيرا ٠‏ 

وعلى هذا تكون ولادته حوالي ..وه ه ء وهذا التاريخ قريب من الاقوال 
التي تحدد ولادته عام مه هاء 

واذا أخدنا بالتاريخ الوارد بالنسخة التي لدينا » أي أن الزيارة كانت في 
عام 7٠6‏ فيكون عمره وفق الفرضية التي افترضناها ٠م‏ + هم ح ١١5‏ عاما » 
وهذا مردود لانه لم يسمع عنه أنه كان من المعمكرين + 

وهناك رواية أخرى » وردت ف مخطوط خاص » تشير الى أن ولادته هي 
سنة 5٠+‏ ه وهذا مردود أيضا استنادا الى تاريخ رسالته 5٠‏ لانه لا يعقل أنه 
هاجر ؛ وحارب » ورجع الى بلده » خلال عمر لا نتجاوز العشرين عاما ء* 

واستنادا على الروايات السابقة يصح افتراض ولادته بين سنة سلده ه 
ودين سنة ء.وه ه ولكن هذا الترجيح وان توافق مع التاريخ الوارد في نسخة 
بغداد فانه يتعارض مع ما أورده صاحب مختصر تاريخ العرب » وهو : ان 
الامير حسن المكزون عتدما جاء غازءا » ترك ولده حسام الدين » على ادارة الامارة 
ف مسار فاذا كان الامير بلغ الثلاثين من عمره يوم الغزوة الاولى أي عام 


0-7 لت 


35 ه ‏ كما افترضنا # فكي يكون عمر ولده الذي ترك له مقاليد الامور ؟ 
انه على أقل تقدير لا بقل عن عثرين عاما » وعلى هذا يكون عمر الامير خمسين 
عاما دوم غزوته » وتصبح ولادته حوالي .لاه هه ش 

هذا من جهة » ومن جهة أخرى » يقول صاحب المختصر » ان ولد الامير 
حسن المسمى بوسف والملقب بأبي غارة7١»‏ رافق والده في الغزوة » وتوف بعد 
ذلك بأربع سنوات » ودفن بالقرب من الموقع المعروف الآن بعين الكروم » وقبته 
الاثرية لم تزل تزار للاان ء 

وعلى هذا فان الامير يوم مجيئه ترك ولدا راشدا يدير الامارة » واصطحب 
ولدا راشدا أيضا توفي بعد الهحرة بأربع سنوات » وترك أعقابا وذرية"١»‏ وكل 
هذا بدلنا على أن الامير يوم هحرته كان عمره يقارب 6 أو نتجاوز الخمسين عاماء 
وبذلك بتعيكن أن تقع ولادته في النصف الثاني من القرن الخامس ٠‏ 

ومصدر آخر يشير الى أن الامير استخلف ولده نجم الدين ‏ وهو أحمد ب 
على امارته ف حبال اللاذقية ثم رجع الى سنجار » وسلك طريق التصوف ٠‏ 

وكل ذلك يريد ما ذهينا اليه من أن ولادته في النصف الثاني من القرن 
الخامس الهجري » لان أولاده كلهم كانوا ف سن الرشد » والنضوج بين عام 
لالد وعام ٠ك‏ هاء 

هذا بما بختص بولادته » ولعلنا في الاجزاء القادمة نعثر على زيادة ايضاح 





)١(‏ ونحن نعلم من مجموعة الانساب المخطوطة أن بوسف أبا غارة أعقب ولدآا 
اسمه نجم الدين ©» وهذا اعقب ولدا اسمه أو لقبه « يوبو » واعقب هذا الاخير 
ولدا هو مبارك المدفون في ساقية الريحان المعروفة » ومبارك هذا خلف الشيخ 
كوكب » واليه .يرجع نسب الكثيرين من سكان المناطق الغربية . 


2 0 


أما وفاته فلم نستطع تحديدها » وان كانت بعض المصادر السابقة قد حددتها 
سئة ميج ه وهى السنة التي توفي فيها معاصره محي الدين بن العربي الحاتمي 
الاندلسي ٠‏ ش 

قبره !! 

كل المصادر التي ذكرت ولادته وشيئا عنه تقول : انه دفن في قرية كفرسوسة 
بقرب دمشق » ولكننا نعلم ‏ من قوله نفسه ‏ انه عاد الى مدينة سنجار سنة 


٠؟5‏ ه وظل هناك حتى سنة 5007 ه فهل ترك سنجار » واستوطن دمشق ؟ 
وأين قضى آحد عشر عاما من عمره » اذا صكّت وقاته عام .582 + 

يقول الطويل ويوافقه عبد الله بن المرتضى المورخ الاسماعيلي وصاحب 
كناب « الفلك الدوار » آنه بعد غزوتيه » اعتزل الامارة » وتزهد » وسلك طريق 
التصوف » كشيخه محي الدين بن عربي ٠‏ 

أما اعتزاله الحكم والامارة » وزهده وتصوفه » فلا خلاف عليه ولا نقاش 
به » لكن الخلاف ف قولهما : ان شيخه هو محي الدين بن العربي ! 

فهل كان ابن عربي شيخه حقا ؟ وهل تتلمذ عليه ؟ ومتى ؟ 

من المرجح أن 'تكون معاصرة المكزون لمحي الدين بن العربي » وسلوكه 
طريق التصوف الذي كان ابن عربي يسلكه » وكان ابن عربي يعتبر شيخ المتصوفة 
آنذاك هما اللذان ريطا بين خيال المورخين » وبين هذه التلمذة» ونحن نعلم أنشيخ 
المكزون ومئود”به » بدعى « عبد السلام » ولقد ذكره في شعره » واعترف يعلمه 
وأدبه » وقضله عليه ٠‏ 

واذا رحعنا الى الناظم الفكري » والعقائدي بين المكزون » وبين ابن عربي» 


لا ث“ربة ب 


وجدناهما يختلفان كل الاختلاف في المسائل الصوفية » والعقائدية(١2‏ ولكلمنهما 
اراء وأفكار تناقض الاخر » وخاصة ف أهم مسائمل الفكر الصوفي » كالصفات + 
ووحدة الوجود ٠‏ ش 

فالمئزون لا يقول بوحدة الوجود التي يقول بها ابن عربي وغيره مسن 
المنتصوفة » ولا يقول بالحلول الذي قال به الحلاج » ولا بالاتحاد والوحدةاللتين 
قال بهما ابن الفارض » وابن عربي والفارض متفقان في كل ذلك » لان آراءهما 
في تلك المسائل واحدة » ولقد طلب ‏ كما ,تقول الرواة ‏ ابن عربي ‏ وهو في 
دمشق - من ابن الفارض ب وهو بمصر ‏ أن بأذن له بشرح قصيدته المسماة 
نظم السلوك » ء والتي تجمع كل خصائصه الفكرية والعقائدية » فأجابه ابن 
الفارض لا داعي لذلك » فان كتابك « الفتوحات المكية » هو شرح لها ٠‏ 

والمكزون برد على ابن الفارض ردا محكما مفحماً » ويرميه بالمين والكذني» 
واد”عاء الحبٍ » والجمع بين النقائض كما أوضحنا ذلك في محلّه ٠‏ 

وابن عربي يدافع عن الحلاج » ويبر”ر قوله « أنا الحق » والمكزون يبحمل 
على الحلا”ج » وأشياعه من الحلوليين حملة شعواء » ويشكر عليه قوله «آنا 


الحق 29٠‏ 
وطريقتهم * 


هذا من جهة » ومن جهة ثانية » ان المكزون حارب ب فيمن حارب ل 





» لا تجوز النسية الى الجمع كما تقرر في محله الا اذا كان الجمع بمعنى المفرد‎ )١( 
7 ٠. ولكن النسسبة الى « العقائد » أصبحت شائعة وكثيرة الاستعمال‎ 
. (؟) راجع, بحث المكزون والحلاج من هذا الكتاب‎ 


32 1 


الاكراد » وقهر زعيمهم « خمارتكين  »‏ كما يقول صاحب مختصر العرب ‏ 
وجلاهم » واحتل أماكنهم » وأسكنها أشياعه » ومككن لهم منها » فكيف رجمء 
واستوطن دمشق » ومات فيها » في حين كان أمراء دمشق من الابوسين الاكراد» 
الذين قهر المكزون أبناء قومهم ؟؟ 

وعلى هذا لم يقم لدينا أي دليل يشير الى أن المكزون استوطن دمشق » 
وصعاابن كر 2 ونان ودفن فيه 

هناك في قرية كفرسوسة الكائنة في الغرب الجنوبي من مدينة دمشق مقام 
يدعى « السنجاري » فاذا كانت نسبة الامير حسن المكزون هي « الستجاري » 
فهل تحتم أن يكون المقام المذكور هو قبره ؟؟ 

والسنجاريون كثيرون نذكر منهم على سبيل المثال : السنجاري المتكلم 
أحمد بن ابراهيم » والسنجاري أبو السعادات أسعد بن بحي » والستجاري 
عبد الله بن علي » والسنجاري الفقيه علي بن تاج الدين » والسنجاري السمرقندي 
محمد بن عبد الرحمن ن » والستجاري السكاكيني محمد بن عبد القادر » والسنجاري 
قوام الدين محمد بن محمد » والسنجاري ركن الدين محمود بن الحسين » 
والسنجاري شمس الدين محمد بن المبارك + وأشار باقوت الحموي الى أن 
سنجار أنجبت عددا كبيرا من العلماء والادياء والشعراء ذكر بعضا منهم في كتابه 
معجم البلدان ٠‏ 

قلنا أن هناك قرا يدعى « السنجاري » في قرية كفرسوسة» يقد”سهالاهلون» 
ويتبركون به » ولا يحلفون به كذبا ٠‏ وكان موقعه أمام باب جامع القرية 
المعروف بالجامع الكبير العمري » اللكائن في منتصف القرية من الجهة الشمالية 
ضمن حديقة صغيرة » والى جانبه قبران آخران » وبين القبر وباب الجامع تقع 


سد هة ب 


2 بحرة 6 ماء ؛ كما يسموتها » وهي بركة معد”ة للغسل والوضوء ٠‏ 





القامع الجر في ترستوضة؟ وكان قبر السنجاري في الجهة الثمالية بين البركة 
وبقايا الحديقة 

وفي عام ١954‏ ضاق جامم القرية بالمصلتين » فأجمع رأي أهل البلدة على 
توسيعه » واضطروا الى ازالة القبور الثلاثة وبينها قبر « السنجاري »© ٠‏ 

واشترى رجل من القرية يدعى « محمد زكي بقلة » بعض الحجارة 
لاستخدامها في بناء بيته » وبينها « شاهدة » قبر « السنحاري »© فاحتفظ بها ٠‏ 
ولم تزل في حوزته حتى اليوم ٠‏ 

ويظهر أن القبر هذا قد جدد بناؤه في ؟١‏ جمادى عام ١١9‏ ه كما تشير 
« الشاهدة » المشار اليها » وعليها بعد البسملة » وتاريخ تحديد القبر بيتان 
من الشعر كما ترى : 


لاذآأة مه 


وج لاللقيكع شن 
0 
مان صل عرز لزرن. 
ىذ عجر الجاد فض 


شاهدة قبر محمد النجاري 
والبيتان كما يظهر ضعيفان معنى وتركيبا وعروضا » ويليهما : هذا مقام 
محمد الستنجاري قدس سره ٠‏ 
وخلافا لما جاء في كتب التاريخ عن قبر الامير حسن المكزون وما سادعقول 
الكثيرين من المهتمين بهذا الشأن » فان القبر التاريخي هذا ليس قبر الاميرحسن 
المكزون قطعا » وانما هو قبر شمس الدين محمد بن الميارك السنجاري المتوفي . 
20 أي بعد وفاة الآمير حسن. المكزون بستة عشر عاما بدليل ماجاء في 
تراجم رجال القرتين السادس والسابع الهجريين » لابي شامة الدمشقي » في 
حوادث سنة 504 وف الصفحة ١54‏ وهو كما بلي : 
« وف يوم الخميس تاسع ذي الحجة ‏ وهو يوم عرفة ‏ توق شمس 
الدين محمد بن المبارك السنجاري » وذكرمن صفاته أنه كان رجلا سخيا فاضلاء 


سالاة ا م لها 


سمع معي أي مع الولف كثيرا من كنب الحديث ء وغيرها لا أسمعت” ولدي : 
محمدا رحمه انهه قم سافن الى مير »ا وجج ج الحرمين سنين كثيرة » ثم قدم 
دمشق وآأقام بها نحو عامين وتوف » ٠‏ 

فتاريخ الوفاة بين المكزون » وشمس الدين محمد بن المبارك متقارب » 
واللقبان أيضا متقاربان فالمكزون يلقب بحسام الدين وسيف الدين » وابن 
المبارك لقب بشمس الدين » والنسبة لكليهما هي « السنجاري » ٠‏ 

واذا كان تقارب تاريخ الوفاة » وتشابه اللقبين » والكنية الواحدة » قد 
قادت المورخين الى عدم التميز بين أبهما المدفون في كفرسوسة » فان هناك أيضا 
تشابه آخر يقودنا الى الاشتباه » وعدم التثبت » وذلك حاصل من تقار باسمي» 
قرنتين » وكلاهما مركب من اسمين ٠‏ 

هناك قرية تدعى كفرتوثة بالتاء المثناة الفوقية المضمومة » والثاء المثلتة 
المفتوحة » بينهما واو ساكنة » فتاء معقودة » وهي شبيهة بكفر سوسة » باللفظ 
والكتابة والتصحيف » وتقع بين دارا('؟ ورأس العين ٠‏ 

يقول ياقوت الحموي في معحم البلدان : " 

كفرتوثة » أو كفرتو” بضمع التاء المثناة من فوقها » وسكون الواو » وثاء 


)١(‏ دارا بلد في لحف حبل بين نصيبين وماردين © بناها الاسكندر المكدوني » في 
الموضع الذي تغلب فيه على دارا بن قباذ الفارسي »> حيث قتله » وتزوج آبنته » 
ونشى المدينة وسماها بأسمة . 

(؟) هو أبو عبد ألله ياقوت؛ بن عبد الله » رومي جنسا » بقدادق 6 حووى از + 
أسر من بلاد الروم صغيرا » وابتاعه رجل حموي يعرف بعسكر بن أبي نصر ابراهيم 
فكسسنه اليه 2 وكان مولاه :الحموى الاأصل بقيم ببقداد 4 وأعتقه مولاه 4 فاشتغفل 
بالنساخة » وسافر كثيرا » وكان ملابسسا للخواري » متعصبا على علي بن أبي طالب 
ولقي من تعصبه عنتا ومطاردة © ومات في حلب »© له معجم البلدان © ومعجم 
الشعرآء » ومعجم الادباء » وغير ذلك . 


لالمة م 


مثلثة » قرية كبيرة من أعمال الجزيرة » بينها وبين دارا خمسة فراسخ » وتقعبين 
دارا » ورأس العين » ينسب اليها جماعة من أهل العلم * 

ومن المعروف أن بلدة سنجار تقع قريبة من هذه المواقع في الجزيرة » فهل 
كل هذه « الموافقات » تجيز لنا أن تفترض أن قبر المكزون في كفرتوثة » لقربها 
من ستجار » وان التشايه الذي ذكرناه بين الاسماء » واللكنى » والقرتين » 
اختلط في مفهوم المؤرخين » فكان حسام الدين المكزون السنجاري في زعمهم 
فلو الشترة فى فرسوية د كنس الذكن المتشاري ورواشاع عله لل 
كفرسوسة © اسم كفرتوثة ٠‏ 

انه مجرد افتراض !! 

وف إحد أعداد مجلة « العرفان » التي كان بصدرها في صيدا ‏ لبنان ب 
أحمد عارف الزين » سال موجه الى رئاسة تحرير المجلة المذكورة عن «قبر» 
الامير حسن المكزون » ولقد أجاب عليه العلامة الاب انستاس الكرملي بقوله : 
هناك قرية عراقية ‏ قريبة من سنجار # تسمئّى « معملا » وأهلها يكتسون 
عقائدهم » وفيها مزار يدعى الشيخ « حسن »© وأهلها لا يحلفون به » أي لا 
يكذبون اذا حلفوا باسمه ٠‏ 


ساووات 


م . 
| لوصا مال 
ايها 

١‏ التصوف 
 "‏ تعريف التصوف 
؟ ب عوامل نشوء التصوف 
؟ - التصوف الاسلامي 
ه ‏ التصوف العملي 
١‏ ب التصوف النظري - الفلسفي 
١‏ - العشق الالهي 
م - التصوف والفلسفة 
بين العلماء والمكتصوفة 
٠‏ بعض آقوال العلماء في المتصوقة 
1١‏ تصوف المكزون » وزهده 
؟آ-ت مراقبة اثله وعدم الغفلة عن ذكره 
التصوف النظري - الفلسفي عند المكزون 
15 الصطلحات الصوفية 
6 مقامات الصوفية واحوائهم 
1 الرمز عند الصوفيين 
/اب أدب الصوفية 
الخرقة 
- الشمول والكلية والانفتاح الصوفي ٠.‏ 


التصوف مدرسة » أو نزعة عالمية » عرفها اليوتان » والهند » والقرس » 
والرومان » كما عرفتها الوثنية » واليهودية » والمسيحية » والاسلام ٠‏ 

ويعتبر التصوف انفتاحآ لجميع الاديان بعضها على بعض » ومثناخا روحيكآ 
يتلاقى على صعيده » ومنبسط رحايه » وتحت ظلاله » فئات من جميع البشر » 
بلا تميبز بين عرق. » وجنس ولغة ٠‏ 

انه دنيا الروح التي تتلاثى فيها الحدود » وتذوب الفوارق » ويعم” الحب» 
وسود الاخاء والصفاء ٠+‏ 

ويقولون : 

ان الله هو « الكل » والبشر أجزاء من هذا « الكل » فلماذا لا تلتقى 
الانسانية كلتها في هذا « الكل » ١ ٠‏ 

فعالم التصوف هو عالم تلاقر وحب” ومصافاة » كما هو عالم تجل# واشراف 
ومناجاة » لذات كلّية تنتجه اليها كل الذوات ٠‏ 

لقد قال به أفلاطون » وصعّده أيوب آهات في سفره المعروف ياسمه » 
فاحتمل البلاء » واجتاز الحيرة والمحنة والابتلاء » واتتصر في صراعه مع الشر” ٠‏ 

وسكبه داوود عواطف راعفة رائعة في « نشيد الانشاء » وشوقا جياشآالى 
الى الحبيب وحمله المسيح جوعا » واضطهادا » وصليا » حبئة بأبيه السماوي + 
وحملا لخطايا آبناء أبيه على الارض ٠‏ 

وارتضاه حواريّوه وتلامذته من بعده غربة وسجولا + ورهينة” ونتثلا : 
وانقطاعا في البيكع » والاديرة » والصوامع ء* 


ةا د 


وعرفه نبي” الاسلام زهدا وتقشفآ » وعبادة وتأمثلا » وعزلةة في غار حيراء » 
وطردا من دياره » وهجرةت » ورميا بالحجارة وازدراء ٠‏ 

وجسكده اين أبى طالب اعراضا عن الدنيا » واقبالا على الله » مكتفيا من 
دنياه الواسعة العريضة » بقرصتيئه » وطمريئه » وخصف نعليه » وحشية خشنة 
من ليف ء 

وتابعه في ذلك تلميذه الحسن البصري » وحفيده على الرضا » ومريدوه 
السقطى » والشبلى والجنيد » والابلي » والكرخي20 ٠‏ ب 

كل هؤلاء أتكروا ذواتهم » وصدفوا عن بهرجها » واستهانوا بملاذها » 
وانقطعوا الى الحب » الى حب من أوجد الحب » أو من هو الحب ذاته ٠‏ 

آليست « الاولمب » اليونانية » و « الترفانا » الهندية و « النحاة » 
الجينية » و « ملكوت السماء » المسيحية و « الجنة » الاسلامية و « الاتصال » 
أو ر الاتحاد » المعروف باصطلاحات الصوفية » أليست كلها مسميات اختلفت” 
لغاتها » وتوحدت مدلولانها » وتلاقت في حقيقة مقاصدها ؟؟ 

أليست كلها أمكنة حقيقية » أو مجازية » تنتصل بها الروح بالاله في حالة 
كشفر ومشاهدة » أو اتحاد وتجحل” واشراق ؟؟٠*‏ 

أليست نقاط تلاقر بعد افتراق » وعودة بعد غياب لالتحاق الاجزاء 
« بالكل » ؟؟ ش 0 

أليس « المثثثل » في لغة افلاطون » و « المطلق © في تعبير هيجل » و « نور 
الانوار » في عرف الاشراقيين » و « الحق » في اصلاح المتصوفة » و«الحقيقة» 
و« العدل » و « الحمال » ف مفهوم الانسان المعاصر كلها تدل على مسمى 


واحد هو « الكل » في حقيقتها ؟؟ 


)١(‏ ماهان الابلي » ومعروف: الكرخي ٠‏ والكبلرخي .هو أبو محفوظ بن فروز ناسك» 
متصوف »© شهير » في بغداد من تلاميذه السري السقطي »© أستاذ الحنيد © توق 
6 م وقبره في بغداد مزار للعامة .. 

ساعء+! سد 


لكلمة « صوفي » معان كثرة : 

١‏ - أن تتكون نسسة الى الصوف لباس العارفين » الذين اخذوه دليلا 
على الزهد والتواضم » وكبح جماح النفس » وايلام الجسد بلبس ما خشن من 
الثياب ٠‏ 

؟ ‏ أن تكون مشتقتة من معنى الصكفاء ولفظه » ونسبة اليه ٠‏ 

م أن تكون نسبة للغوث بن عامر المعروف بصوفة » والذي عاش منقطعا 
لله في خدمة البيت الحرام ٠‏ 

ع أن تكون من كلمة « سوقيا » اليونائية » ومعناها الحكمة 2١‏ أو 
« سوفيتس » وتعني معلمي الحكمة 29 » ومنها جاءت كلمة فيلسوف ٠‏ 

والعرب تطلق لفظ الحكمة على الفلسفة ٠‏ 

وما يمنم أن تكون كلمة « سوفيا » اليوتانية » قد جاءت من لفظة «صوف» 
العرنية » ثم رحلت الى ديار اليونان » ومعابدها » لان التصوف قديم في العرب» 
وهو أساس في المسيحية 69 ٠‏ 

لقد تعددت الآراء في هذه النسبة « صوفي » حتى تجاوزت العشرات * 
يقول البستي ؟ 

تنازع الناس في الصوفي » واختلفوا فيه » وظنوه مشتقا من الصوف 

ولست أنحل هذا الاسم غير فتى صافى » فصوفي»حتى لقبالصوفي 





(6) الدكتور زكي مبارك التصوف الاسلامي ج١1‏ . 


اهأ سه 


فهو بنفي نسبهالقوم الى الصوفء» ويعتبر ذلك ظناء وبعض الظن اثم» ولكنها 
فٍ رأبه ب مشتقة من الصفاء » أو المصافاة ٠‏ 
والمعري يقول : 
صوفية مارضوا للصوف نسمبتهم حتى يقال لهم : من صوفة صوفوا 
ولحسن رضوان من متصوفي القرن الثالث عشر أرجوزة يعر”ف فيها 
التصوف » ويصف مراتب القوم » وسلوكهم » نقطف منها موضع الغرض ٠‏ 


قبعة بالفقر عد عبرا 


وقاثتل بحب الافتقسار 
وبعضهم بقطع كل علسائق 
وقيل : ائسه القيام بالادب 
وقيل : أن يحبي الاله عبده 
وقيل : ذكر باجتماع » والعمسمل 


وبعضهم بوصف زهصدى فسسمرا 
وياسه مما لددى الخلائق 
والفقر » والاعطا مع الاسسار 
عن رينا من مطلق العلائق 
لكل وقت في جمييع ما طلب 
أو توبة مما به نفس بفت 
به » وأن يميت منه قصده 
مع اتباع » ثم وجد متسل 


وسئل المرزباني” : من الصوفي ؟؟ فقال : من ليس الصوف على الصفاء(9) 

وقال أبو علي” الروزباري” : التصوثف » الاناخة باب الحبيب » وان 
طردت عنه9؟) ٠و‏ 

وقال الجنيد : التصوف + أن نميتك الحق عنك » ويطك .284 ٠‏ 

ويعرف الغزالي المتصوف في كتابه « احياء العلوم » قائلا : التصوف أمر 
باطن لا يثطئلع عليه ٠‏ والضابط الكلي أن كل من هو بصفة اذا نزل في 


. تاريخ بغداد‎ )١( 
. الرسالة القثشيرية‎ )5( 
5 9ه القشيرية‎ 








جح لأةأ اب 


« خانقاه » الصوفية » ولم يكن نزوله فيها » واختلاطه بهم منكرا عندهم فهو 
داخل في غمارهم ٠‏ 

والتفصيل أن تلاحظ فيه خمس صمات : الصلاح » والفقر »2 وزي 
الصوفية » وأن لا يكون مشتغلا بحرفة » وأن يكون مخالطا لهم في المساكنة ٠‏ 

وهذا التعريف ‏ على طوله ب يدور : 

١‏ # حول العزلة والتواكل » وتعطيل العمل المادي » والكسب المشروع. 

؟ س يعطينا شخصية لا أثر لها في العمل » ولا الادب » ولا الاخلاق ٠‏ 

ل شخصية كهذه تعيش على الهبات » والتسو”ل » والصدقات ٠‏ 

ولكن ما المراد من قوله : انه أمر لا يطلع عليه ء 

بمثل هذه الشخصية الهزيلة المتواكلة » الضائعة » المعطلة لكل فعاليتها لعب 
التصوف أدواره التاربخية على مسرح حياة هذا الشرق » فعطل الكثير من 
طاقاته » وحال دون مشاركته واشتراكه في الظاهرات الاجتماعية المتفتحة !| 

وقيل : التصوف جهد للاقتراب من الله ٠‏ 

وقيل هو سلوك معين يختلف من فرد الى اخر » يرمي الى الاتحاد بالله 
اتحادا كليا ٠‏ 

وقيل : هو معرفة الله معرفة وجدانية » لا حسية تنكشف معها الحجب 
بين 'المتصوف والله » فيرى ما لا يراه الانسان العادي ٠‏ 

وقيل : هو تجرد نفس الانسان من كل علائق البدن » ومؤثرات الحياة 
الديوية وصبوتها الى مصدرها » أي النفس الكلية » واتحادها بها اتحادا 
مطلقا ٠‏ 

وقيل : هو حالة « وجد » تحدث بنور يلقيه الله في القلب » وعلى نحو 


2 


غير متوقع » فيجد ‏ من الوجد ‏ الله » فلا يعود يشعر بما يحيط 
بهء وحتى بدنه وئفسه © وانما بالله وحده(؟ ٠‏ 

هذه مجموعة من تعاريف التصوف » عرفها المتقدمون والمتأخرون من 
المتصوفة ٠‏ أما نحن فنقول : ان التصوف خليق أن يطلق على كل نزعة وجدانية 
واف تسادقة شضة + 

وبهذا المفهوم لا يقتصر التصوف على الانخطاف بالله » والاتحاد يه » 
آو الزهد في الدنيا » وملاذها » وائما يشمل الحب العام » والمثل العليا في 
السياسة والدين والاخلاق » وكل الاعمال الاخرى » حين نوصلها بالروح 
والوجدان » أو تكون نابعة عنهما » أو منهما ٠‏ 

أليس في قول قيس بن الملوح العامري كل معنى التصوف حين يقول : 
واحبس عنك النفس » والنفس صبة )- بذكراك » والممشى اليك قريب 
مخافة أن يمشي الوشاة بظنة وأحرسكم أن يستريب مريب 

وقول الآخر : 
والله ما طلعت شمس » ولا غربت 2 الا وذكراك مقرون بانفاسي 
ولا شربت لذيذ الماء في ظما الا رأيت خيالا منك في الكساس 
ولا جلست بندهان أحدئهم الاوكان حديثئي عنك جلاسي 

فماذا عسانا تقول بهذه الملازمة ؟؟ 


وقول العياس بن الاحنف : 


اذا لم يكن للمرء بد من الردى فاكرم أسباب الردى » سيب الحب 
ولو أن حيا كاتم الحب قليبه كت » ولم بعلم بحبكم قلبي 
وقوله : 


ا ا 1 ا 01 الك ا ل لكك 11ل لاك 
)١(‏ دراسات في الفلسفة اليونانية والعربية لانعام الجندي . 


الهأ سد 


افلم ترآن سسالة اتتني فقالت  »‏ وهي فى خلق بوالي - 
آلا أصدق علي بحق فون فقلت لها : خذي روحي »© ومالي 
ومثل هذا كثير في أدب العرب » تتحلى به التضحية والإيثار. والتفاني » 
وتنتظمه العاطفة الصادقة » والاخلاص والمواجيد ٠‏ 
يقول العلامة الشيخ سليمان الاحمد : 


لا يفخرن اخو التشسب 
أنا ف اعتقادي كل فعه 
ومعغل دم الاولاد يك 
وكناك راعي الضان يبد 


ك بالسادة والزهساده 
ل الواجبسات من العياده 
مستشطا » بثل اجتهاده 
أدى بها حدق السنياده 
شرفي رقيهم اعتسيادة 
أب مخلصسا عله ذياده 
غلا اآحر الاجساده 


فاذا كان التصوف هو تنمية النزعات الوجدانية » ونكران الذات » وتحمل 
الالام في سبيل الحب الحبيب ‏ والحق » والمثل الاعلى » والهدف الاسمى » 
فماذا تقول بالمصلحين الذين ضحوا بالجاه والمنصب » والمال والنفس » 
وتخلوا عن الراحة » وتحملوا أقسى وأمر التكبات والمصائب في سبيل شعوبهم» 
والعمل على تحقيق الحرية وتوفير العدالة والمساواة والكرامة لهذه الشعوب؟؟ 

أليس العمل لاسعاد الآخرين » والتضحية لاجل الوصول الى ذلك » هو 
مثل أعلى » وهدف أسمى ؟؟ 

أليس لهذا النوع من التصوف قيمة ذاتية » وواقعية » أكثر مما للتصوف 
التأملى ؟ 

ألم يحقق هذا النوع من التصوف « واقعا » كريما » في حين لم يحقق 
النوع التأملي الا « توقعا » كريما 5 | 

ومتى كان « الواقع » الملموس » « كالتوقع » المنتظر ؟؟ 

الها د 


هناك في أعماق التاريخ» في المجتمعات القديمةه شخصيتان اثنتاه تصطرعان 

في النفس البشرية » وتظهران على مسرح السلوك الانساني » وأحداث التاريخ 
بمظهرين مختلفين وهما : الشخصية الحيوانية » والشخصية الانسانية ٠‏ 

ونحد الشخصية الحيوانية متقدمة على نظيرتها الانسانية » لان الاولى 
أصل في الكائن الحي ٠‏ 

فمظاهر الصراع » والقوة » والعنف » والاطساع » وحب السيطرة » 
والاستتثار » والانائية وكل ما ينشاً ويتعلق بهذه المظاهر من السلوك البشري 
عبر التاريخ الى يومنا هذا فهو صادر عن الجانب الحيواني في الانسان ٠‏ 

أما الشخصية الانسانية فمظاهرها الاخلاق القائية على تنسيق العلاقات 
التى تمتن الصلات بين المحموعة الانسانية » وهذا 0000 فِ ا 
والانظمة الوضعية » التي تحدد زوابط الفرد والجماعة » ونوع سلوكيتهم » وفق 
أخلاق اجتماعية مهذبة, » مصقولة » مرنة » متطورة بحسب الحاجة والمصلحة 
الاجتمابية العامة » وتحت رعاية هذه الانظمة ووصاتها ٠‏ 

ولكن الشخصية الانسانية هذه انتشطرت ‏ عبر العصور ‏ الى شطرين» 
واتفصلت الى شخصيتين : مادية وروحية ٠‏ 

فالمادية ارتبطت مباشرة بالشخصية الحيوانية من حيث : نشاطها العملي 
المادي » ولكنها اختلفت عنها » لكونها تراض بقوة القوانين الوضعية » اطع 
لنظام الاخلاق الاجتماعية ٠‏ 

اله فقتل مافرة بالتشمنة الإشاة #؟وسدازت وق 
كطباتفا + 

م ؤألوات 


وكارك يقل البسا شيو را ندل إن ع اوسا 4 نال الشخصية 
الحيوانية على المجتمعات القديمة » سيادة تشبه الاساطير » لما فيها من تحكم 
وجبروت » وتسلط وتقهر » وما أنزلته بتلك المحتمعات من عبودية واذلال 
وانسحاق ٠‏ 

واذا كان لا بد لكل فعل ب وخاصة الافعال على مستوى الحدث 
الاجتماعي . من ردود أفعال تختلف قوة.» وأثرا » وعمقا » وسعة » باختلاف 
هذه الافعال ذاتها ٠‏ فان ما أنزلته الشخصية الحيوانية بالشخصية الانسانية من 
الاضعاف والانسحاق والقهر » لابد له من ردود أفعال بعيدة وعميقة » فتظهر 
النزعات الروحية العارمة الحادة كتصعيد لما يعتمل في ذاتها من الكبت والحرمان» 
وتعويض لا حرمته من السيطرة والسلطان ٠‏ 1 

ومن القهر الذي مارسه الاقوباء » تولدت فكرة القوة القاهرة «الماورائية» 
عند الضعفاء » لايجاد التوازن ولو وهميا ساء 

واستطاع الضعفاء عبر مراحل التاريخ اللاحقة » أن يقلبوا المفاهيم 
لمصلحتهم » ويصوغوها قوانين أخلاقية » ويحوطوها بهالة من القداسة » فأصبحت 
المواساة والعطف » واللين والرحمة » ودفع الظلم والمساواة » والعدالة والخير » 
مثثثلات مقدسة » مطلوية لذاتها ٠‏ ْ 

وأصبح الظلم والتعدي والغدر » والطمع » والاذلال > والسيطرة : مقرونة 
بالنفوذ والاشمئزاز ٠٠٠‏ واللعنة ٠‏ 

لقد دعت اليهودية لتحقيق العدالة » ووضعت القواعد والوصايا العشر » 
لوجود طبقة عاملة مرهقة » مستغلة ٠‏ 


لب ١١١‏ ل 


اسمع يهوذا قول . 
« من أجل أنكم تدوسون ل اتاروم عد ا 
بيوتا من الحجارة لا تسكنوها » وغرستم كروما لا تشربوا خمرها » ٠‏ 
د حين نبسطون أيديكم أستر عيني عنكم » أيديكم ملآى دما » ٠‏ 
« كفوا عن الشر » » تعلموا قعل الخير » اطلبوا الح » أنصفوا المظلوم » 
أقضوا لليتيم » حاموا عن الارملة » ٠‏ 
فهناك كما تدل هذه الاقوال ب مستبدون ون » بأخذون من 
الفقير هدية قمح » ويبنون بيوتا من الحجارة » ويغرسون كروما شهية الخمورء» 
وأيديهم ملطخة بالدماء ب دماء الشعب , ب يفعلون الشر » ويظلمون » وبأكلون 
أموال اليتامى والارامل ٠‏ 
وفي حزقيال : 
« ويل لرعاة اسرائيل » تأكلون الشحم » وتلسون الصوف » وتذبحون 
السمين » ولا ترعون الغنم » ء ش 
« المريض لم تقووه » والمجروح لم تعصبوه » والمكسور لم تجبروه » 
والمطرود لم تستروه > والضال لم ” تطلبوه » بل بعنف وشدة تسلتطتم عليهم » ٠‏ 
« سأطلب الضال » وأسترد المطرود » وأجبر المكسور » وأعصب الجريح » 
وأبيد السمين » والقوي » وأرعاها بعدل » ٠‏ 
« أهو صغير عندكم أن ترعوا المرعى الجيد » وبقية مراعيكم تدوسونها 
بأرجلكم » وأن تشربوا من المياه العميقة » والبقية تكدرونها بأقدامكم » وغنمي 
ترعى من درس أقدامكم » وتشرب من كدر أرجلكم»"1. 
ففي هذا الخطاب مافيه من تصوير 3 الحاة آنذاك » وما بعاتيه الشعب 
الغنم ‏ من القادة والمحتكرين» والمستغلين آكلي الشبح 6 ولابسي الصوف» 
وذابحي السمان ٠‏ 
)١(‏ حرقيال 56 





ب 1١8‏ سه 


وفيه ما فيه من التأنيب والتقريع » والتعريض والوعيد ٠‏ 
وفيه ما فيه من التأسية والتأميل » والوعد والبشارة بانصاف المظلومين » 
ورفع الحيف عنهم » وجبر كسورهم » واحقاق العدالة لاجلهم » وعصب جراحهم» 
ورد" طردائهم ٠‏ 
وجاءت المسيحيتة من التفاعل بين تيارين كبيدين : 
الاول ': هو امتزاج الافكار الاغريقية بالفلسفة الهندية » والديانة اليهودية» 
والثاني : هو الاستغلال التجاري المادي” في بيت المقدس » والاسكندرية» 
وانطاكية » وآثينا » وروما » وظهرت الطبقات العاملة الملستغك ة المغلوية » 
المسخترة » والتي لا حيلة لها » ولا أمل ٠‏ 
ومن هنا جاءت المسيحية كمبئشرة ومنقذة لهذه الطبقات المسحوقة » 
وور”دت الآبات التالية : 
« لا تفككر بمعيشتك ! ماذا تأكل » وماذا تشرب »© ! 
د أهون على الجمل أن يدخل ثقب الابرة من أن يدخل غني” ملكوت 
السموات 6 ٠‏ 
« باركوا لاعنيكم » أحسنوا الى مُبغضيكم » تشبتهوا يطيور السماء » ٠‏ 
« طوبى للحزاتى فانهم سيفرحون » طوبى للجياع فانهم سيشبعون »6 ٠‏ 
. وكلها آبات كثبارك الفقر والخضوع » وتلعن الغنى والقوة » وتتخذ 
مكانها في صف العبيد المهزومين المتكسرين ٠‏ 
وعندما كان الاسكئندر المكدوني سحق الشرق بقدميه » ويطيح بملوكه 
ويستعبد شعوبه » وبستحل” نساءه » ظهرت الديانة التي تقول بالعدالة والاخاء» 
والحب والمساواة » والتسامي والزهد » وتبشر بالآخرة » وملكوت السماء » 
وانه للفقراء والتعساء والمعذكيين ٠‏ 
1# | مام 


وهكذا ظهرت المثثل والاخلاق والديانات كرد” فعل للاآثار التي خلتنها 
المكدوني في فتوحاته واجتياحاته ٠‏ 

واذن فالضعف البشري هو العامل الاول من عوامل التصو”ف والزهد + 

فالتصوف ملجأ يلوذ به الضعيف ليواري ضعفه » وعجزه » ويرتاح في 
أفياء الروح بعد أن لفحته صحراء الحياة بهجيرها » وساطته بسعيرها » فيغترف 
من ملاذ” الامل والتأمل » بعد أن فاتته ملاذ” الحس” والواقع ٠‏ 

واذا كانت الحياة عند الاقوياء ذات مفهوم عملي صحيح » ودار متم 
ونعيم » فانها عند الضعفاء دار غدر وخداع وفناء ٠‏ 

واذا كانت الحياة هي « واقع القوي” » فان ما وراء الحياة هو « توقم » 
الضعيف ٠‏ 

السيطرة والتفوق هما عند القوي” فضيلة » وعند الضعيف جريمة ورذيلة» 

بعتبر اللين عند القوي ضعفاً » ويعتبره الضعيف حثلماً ٠‏ 

وهكذا يصبح للكلمة الواحدة منفهومان متياينان » وللحياة مقصدان 
متغايران » ولمسيرة التاريخ طريقان لا يلتقيان ٠‏ 

وعلى هذا فالتصوف وكل النزعات الروحية نشآت فوق أرض الضعف » 
وتحت ظلال الحق » وكرد” فعل للقهر والحرمان » وسيطرة الشخصية الحيوانية» 
ومظاهر القوة ٠‏ 

ولا نستطيع أن نقول : ان التصوف نش أول ما نشاً # من معرفة 
الانسان لقيمته الذاتية » مادةة وروحا » ولكنئنا نستتطيع أن نقول وت كد : انه 
استحال ‏ فيما بعد تأمينآً وحفظا وعرفانا لقيمته المعنوية الروحية ٠‏ 


1١5 


الوق لامي 


في الحياة ‏ كما اوضحنا ‏ اتجاهان : 

الال : 

هو الاتجاه الواقعى » أو ما نسميه الحياة المادية ٠‏ 

والثاني : ' 

هو الاتجاه المعنوي » أو الحياة الروحية » وهو يسير باتجاه مضاد” للاولء 

والتصوف الاسلامي هو الظاهرة الروحية » أو مجموع المعاني السامية في 
النفس والوجدان » والاثمار لرسالة النبي الروحية » والوحي القرآني عن طريق 
الاستبطان ٠‏ 

واد ارقا فيو ارم جتان القتري رالا الالي عن فرت 
سام بحاول الصوفيون بلوغه ء 

فالتصوف الاسلامي اذن : هو اعتراض روحي” على حصر الاسلام بالشريعة 
والنص * 

ولقد توصكل التصوف الاسلامى الى « تقنية » روحية خلقت بتقدثمها 
ودرجاتها « ميتافيزيقا » كاملة » دعيت باسم « العرفان » . 

وبلاحظ المتتبع تشابهآ بين التصوف الاسلامي » وبين التصوف الهندي 
« دتناسارا » من حيث الاغراق الروحي » والاستغراق التآملي » والتطلثم الى 
المثل الاعلى « الله » البرهما » الجنة » الثرفانا » ٠‏ 

وبلاحظ أيضا نسبا قريبا بينه وبين التصوثف الفارسي(١»‏ وقد دخل 


٠. براون : في تاريخ الفرس الادبي‎ )١( 


اه١الا‏ سمه 


التصوف الاسلامي شيء من فارسية قديمة في العصور العباسية لان عدد متصوفة 
“الاسلام في ذلك الزمن من الفرس كان كثيرا جدا0© ٠‏ 

وهناك تشابه وتلاق مع الافلاطونية الحديثة : الب والتسامي2» ٠‏ 

ولكن بعض الدارسين من المسلمين يرون أن التصوف الاسلامي لم بأخذ 
من الفرس » ولم بأت من الهند » كما لم ينبع من اليونان » وائما نبع من الكتاب 
والسنة ٠‏ 

فالتقشف الذي أظهره الرسول » وكبار صحابته » وف طليعتهم علي بن 
أبي طالب » وعبد الله بن عمر ويليهم الحسن البصري » وعمر بن عبيد » وسفيان 
الثوري » ومعروف الكرخي » ورابعة العدوية من النساء ليس الا تصوفا اسلاميا 
صرفا » لا أثر للنزعات الخارجية فيه » ثم تطور الى عقيدة راسخة ف العبادة 
والتسامي » والفناء في واجب الوجود كما هو الحال عند بشر الحافي » والجنيد » 
والشبلي » والسري السقطي » والبسطامي والسهروردي وابن أدهم وغيرهم ٠‏ 

ولكن هناك ألوان من الزهد » وأشكال من التصوف » وأنباط من سلوك 
القوم » وطرقهم » واتجاهاتهم » وسبل عنادتهم واشاراتهم » ولذلك يصعب - الا 
على 211 ق ‏ أن يعين ما هو من منشاً اسلامي » وما جاء تتبجة” للاحتكاك 
والتأثر بالشعوب غير الاسلامية » أو التي بسط الاسلام سلطانه السياسي' 
والفكري عليها ٠‏ 


© نذكر منهم على سبيل أكثال : أحمد الغزالي وهو أخ لابي حامد الغزالي‎ )١( 
» ؤداؤد الاصبهاني ©» وروزبهان  أمام. العشاق وأفلاطون الثاني والجنيد‎ 
والشبلي © والحلاج »والبسطامي والسهروردي والضاعي والجامي © والمبريزي»‎ 
. والهمذاني وغيرهم كثيرون‎ 

(؟) نيكلسون في شرح « شمس قبريز »4 ٠‏ 


ب 5أأ مس 


2 فسمز كيسيين » أو الى 
ونحن نرى أن التصؤف الاسلامي يقسم الى قسمين رك 
نوعين متمايزين » وهما : 
؟ ب التصوف النظري الفلسفي ٠‏ 


عخد عار علو 


-١‏ التصوف العملي 


اشتط كثير من الباحثين في التصوف الاسلامي » وأرجعوا أصول التصوف 
عند المسلمين الى أصول يونانية » أو هندية » أو فارسية » وقالوا : انه لم ينبثق 
أصلا من جذور اسلامية ٠+‏ 
وزعمهم هذا مردود وباطل » لان التصوف بشكله العملي حقيقة من حقائق 
الاسلام الاصيلة » أو بتعبير أصح هو روح الاسلام » وحقيقته الكبرى » يجمع 
الى السمو” الروحي الاشراق العقلي » واستبطان الفضائل الى التخلق بمكارم 
الاخلاق ٠‏ 
ويمكن تعريف هذا التصوف بأنه مجموع المعاني العملية السلوكية » أو 
« الاخلاق الاسلامية » مآخوذة من القرآن ‏ كتاب المسلمين # وسيرة الرسول 
:والسثاله © وسلولة سسا يهان وعدم 6 واسييي: + وقييد »دم الفرة مق دده 
الدعوة الاسلامية حتى أواخر القرن الثاني الهجري » وأوائل القرن الثالك » 
حيث دخل التصوف « المتفلسف » على الاسلام ٠‏ 
يقول ماسينيون : ان التصوف الاسلامي نش من أصول اسلامية خالصة» 
مستمدة من القرآن » وسنة الرسول » وحياة أصحابه ذوي النزعات الزاهدة » 
وليس بتأثيرات أجنبية كالافلاطونية الحديثة » آو المذاهيب الهندية ٠‏ 
ونحن نرى أن العلوم الاسلامية كانت عقيدة. وشريعة وأخلاقا » وكلها 
مستمدة من القرآن وسيرة نبي الاسلام ٠‏ ش 
وف القرآن أساس ومنطلق للزهد والتقشف » كما فيه مجال للفلسفة ء» 
واطلاق الفكر » وحض” على تحرير العقل + 


عاماا سه 


2 أولم 56 خلق السموات والارض » وخلق أتفسهم لبتبين لهم 
أنه الحق » ٠‏ أليس التفكير في خلق السموات والارض » وخلق الانسان هو 
جماع الفلسفة » وتحديد اطارها العام ؟؟ ٠‏ 

أما حد”د. الغرض والغاية والهدف من هذا التفكير ؟ وهو تبيان الحق 
للناس » وما هو هدف الفلسفة ان لم يكن الحق وبياته ؟؟ 

ونقول أيضا للذين يرون » أو يرجعون الفلسفة الاسلامية » والتصوف 
الاسلامي الى أصول أجنبية : 

5 درس أبو ذر الغفاري الاقلاطونية الحديثة » واشتراكية افلاطون ؟؟ 

هل تتلمذ أهل الصفّة على افلاطون وسقراط وفيثاغورس وبوذا 
وزرادشت في الزهد والتقوى ؟؟ 

هل اطتلع علي بن أبي طالب » ومعاذ بن جبل على نظريات اليونان » 
واتخذاها أساسا يستمدان منه التشريع ؟؟ 

هل تعلتم واصل بن عطاء » وعمرو بن عبيد علم الكلام من منطق أرسطى » 
وكوتنا المذهب الكلامي العقلي ف الاسلام » وف تلك العصور المتقدمة » وقبل 
أن تترجم كتب اليونان وفلسفتها » وتنقل حكمة الهند » وحضارة الفرس 
وبعرقها العرب والمسلمون ؟؟ 

لقد حدد ابن خلدون المنهجية في التحليل قبل أن يحددها دبكارت » وعين 
قواعد الاجتماع قبل أن يعيكتها موتتسكيو ٠‏ 

وحدد ابن رشد في « فصل المقال » العقلانية قبل أن يحددها سبينوزا ٠‏ 

ووصف الفارابي سيادة الفكر على العمل السياسى في مدينته الفاضلة » 
مستشرفآ العالم من جمهورية افلاطون » محددا صفات الحاكم الفكرية . 

وحدد ابن تيمية سيادة المعرفة التجرسية » عندما رفض منطق ارسطلو 
الاستنتاجي ٠‏ 

-ب 119 


ولكن : هناك شيء هام يستلفت النظر » ويستوقف كل باحث » وهو : 
ان الكثيي من مؤورخي الغرب » ومستشرقيه بصورة خاصة الا تفرا مهم س 
يريدون - لاغراض سياسية» لم تعد خافية ‏ أن يصوروا الفلسفة الاسلامية » 
والتصوف الاسلامي عالة” على فلسفة اليونان » وزهد الهند » وانهما مستقيان 
من ينابيع أجنبية » ومنبثقان من أصول غير اسلامية ٠‏ 

ولقد استقر هذا الرأي ‏ لكثرة ما روتجوا له في أذهان مؤرخي الفلسفة 
وافسنف الااكسي عل الكلين الففس ا 0 

ولم يكتفوا بهذا » بل زادوا عليه من النظربات ما يصلح . في زعمهم ‏ 
أن يصبح منطلقا لهذه المزاعم » فقسموا العالم الى جنسين : آري » وسامي ٠‏ 

وقالوا : ان الجنس الآري بتمثل ‏ خير ما بتمثتل في أوربا » وخاصة 
شمالها ٠‏ 

وان الجنس السامي يتمثتل في الشرق الاوسط ؛ وخاصة في الجنس العربي» 

وتخيئلوا » أو ابتكروا لكل" جنس خصائص تميتّزه عن غيده ٠‏ 

فالجنس الآري في نظرهم ‏ مبتدع » مبتكر » مخترع بطبيعته ٠‏ 

والجنس الستامي » مقلتد » تابع يفطرته ٠‏ 

واذن : ليس للشرق فلسفة متميزة في الماضي » ولا الحاضر » ولا تكون 
له في المستقبل » لان الفلسفة ابتداع » واختراع » وتنسيق » وهذا كله من 
خصائص الجنس الآري فقط » وما يسمتى فلسفسة اسلامية + أو تصواف 
اسلامي » فهو تقليد ومحاكاة للفرس » أو الهند » أو اليونان ٠‏ 

فاذا قال الفيلسوف الاسلامي : النفس خالدة » قالوا : أخذ هذا عن 
افلاطون ٠‏ 


اء8]ا سد 


واذا قال : النفس فائية » قالوا : جاء بهذا عن أرسطى ٠‏ 

واذا قال : ان صفاء النفس » وشفافيتها .بوديان الى اتصالها بالملا' الاعلى» 
قالوا : استورد هذا عن الافلاطونية الحديثة ٠‏ ش 

واذا أنكر هذا » قالوا : تابع أرسطو ء 

ولقد تسربت هذه المزاعم ‏ على ما فيها من ظلم وتجن” وتشونه للحقائق» 
وافتئات على الحق ‏ الى الدكتور عبد الرحمن بدوي » فقال عن سلسان 
الفارسي الصحابي المعروف : « انه كان ايذانا بالدور الاعظم الذي سيقوم به 
جدسه ‏ أي الفرس في تكوين الحياة الروحية في الاسلام » اذ الواقع أن 
تلك الحياة الروحية كاد تدين بكل شيء فيها لهذا الجنس الآري الملعدد 
الجوااب » الخصيب الملكات » ومن هنا كانت النزعة الشسيعية على يديه با معنى 
الذي حددناه » لانه وحده من بين العناصر التي دخلت الاسلام هو القادر على 
ابجادها » ٠‏ 

ثم نتابع فاكلا : « ولهذا كان طبيعيا أن تكون الشخصيات الاخرىي من 
الفرس »© ويريد بها الحلاج والسهروردي والتستري والغزالي والعطار والبسطامي 
3 00 


وعير 

5 الى جاب هذا التجنتي والافتراء والعقوق لكل ما هو اسلامي 
المنشاً من فلسفة وتصو"ف وآراء » لاتعدم منصفين » بلتزمون جانب الحق » 
وبخلصون للبحث العلمى المجرد عن النزعات السياسية » والاهواء الشخصية» 
لطعي قلسن لاله «:غوته »© الالماني » و « كاردانوس »© الفيلسوف 
الرياضي الايطالي الذي قال عن الكندي الفيلسوف العربي : انه واحد من 
الاثني عشر الممتازين في العالم » 

١8١‏ سه 


والاستاذ فلنت 511231 الذي 00 خلدون : ان افلاطون وأرسطو 
واوغسطين ليسوا نظراء لابن خلدون ٠‏ 

ومن هؤلاء المنصفين المتجردين كارليل » وماسنيون وأضرابهما ٠‏ 

ونعود الآن الى التصوف العمل في الاسلام » فنجد أنه يكاد ينحصر في 
ثلاثة أركان وهي : 

اع اوقد قاذ لان 

؟ ل مراقية اللهه 

ب عدم الغفلة عن ذكره ٠‏ 

وقول ابن خلدون : ان هذا « العلم  »‏ أي التصوف ل من العلوم 
الشرعية الحادثة في الملّة » وأصله ان طريق هئولاء القوم ‏ ويقصد بهم المتصوفقف 
هي طريق السلف الصالح ٠‏ 

فاين خلدون يدعو التصوف آنذاك « علما » وهذا تجوز منه » ويلحقه 
بالعلوم الشرعية الطارئة التي استنبطها علماء مسلمون » وان الصوفيين يتابعون 
طريقة السلف ٠‏ 

ولكن ماهي طريقة السلف التي أشار اليها اين خلدون ؟ . 

انها المكوف على العبادة » والاتقطاع الى الله » والاعراض عن الدنيا » 
وشهواتها وزخارفها » وزينتها وملاذها » والاتقطاع عن كل ما عليه الجمهور من 
لذة ومال ؛ ومتاع وجاه » والانفراد في الخلوة للعبادة ٠‏ 

انها طريق الهداية والحق » والسلوك الخلقي » والتطبيق الواقعي » لروح 
الشريعة » وادابها » والاقبال على الاخرة » والصدوف عن العاجلة ٠‏ 

لم يكن لهذا النوع من التصوف نظرياته الخاصة » وحتى لم يكن له تسمية 


ا 2 


يعرف بها » وتميزه عن غيره من أنواع العبادات » والسلوك » ولكن لا فشا ف 
الناس حب الانغماس في الدنيا » والتهالك على متعها ولذائذها » والاستكثار من 
الاموال » والمقتنيات » اختص المقبلون على العبادة باسم الزهاد » أو العباد ) 
أو المتصوفة ٠.‏ 

قلنا : ان العناصر العملية للتصوف الاسلامي نابعة من القرآن والسنة » 
وسيرة الرسول والراشدين من أصحابه » وليس غريبا عن الاسلام » ولا مستحدثا 
فيه» ولا مستوردا كما قيل » أما ما أعقب ذلك من تصوف فلسفي» فلم يكن معروفا 
عند المسلمين ٠‏ 

ففي القرآن : 

« وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولهب » وان الدار الاخرة لهي الحيوان لى ' 
كاتوا يعلمون » » 

« اعلموا أنما الحياة لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم » وتكاثر في الاموال 
والاولاد » كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يميج فتراه مصفرا » ثم يكون حطاماء 
وف الاخرة عذاب شديد » ومغفرة من الله ورضوان » وما الحياة الدنيا الا متاع 
الغرور » ٠‏ 

« سابقوا الى مغفرة من ربكم » وجنة عرضها السموات والارض أعدت 
للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله ييوتيه من يشاء ».والله ذو الفضل العظيم» 

وف مخاطبته للرسول » جاء : « ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي 
يريدون وحهه ما عليك من حسابهم من شيء » وما حسابك عليهم من شيء » 
فتطردهم فتكون من الظلمين » ١ ٠‏ 

« واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي » يريدون ؤجهه» 


15# د 


ولا تعد عيناك عنهم تريد زيئة الحياة الدئيا » ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا 
واتبع هواه » وكان أمره فترثطا » ٠‏ 

روي عن أنس بن مالك : أن فاطمة جاءت الرسول بكسرة خبز فقال «ص»: 
ماهذا يا فاطمة ؟ قالت : قرص شعير خبزته » فلم تطب نفسي حتى أتيتنك بهذه 
الكسرة منه » فقال : أما انه أول طعام بدخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام ٠‏ 

ولم نكن زهد النبي وأصحابه عن قلة وارد واملاق » فقد جاءتهم الدنيا 
مكنوز كسرى وغيره » ولكته كان تقلشلا منها » وتزهدا في متاعها وملاذها ٠‏ 

وكان «صة يدعو ربه فيقول : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتآ ٠‏ 

ومن الزهاد التابعين غير من تقدم ذكره : سعيد بن المسيب » وسعيد بن جبير» 
وثات البتاني » وأبو مسلم الخولاني » وعروة بن الزيير » والقاسم بن محمد 
ابن آبي بكر » ومطرف بن عبد الله لزني » ومورقا العجلي » وصلة بن أشيم + 
ويليهم في المرتبة حبيب العجمي » والمحاسبي وغيرهم ممن كان التصوف عندهم 
عملا وتعبتدآ » وعلى رأس الجميع امام الزاهدين علي بن أبي طالب ٠‏ 

والزهد » زهدان : 

زهد الغنى » وزهد الرضاء ١ ٠‏ 

فزهد الغتى » أن توجد الدنيا في يد امرىء ولكنه ينصرف عنها » ولا يعلق 
قليه بها » فتشغله عن ربه » وذكر لقائه وحسايه » وهذا أرفع درجات الزهد وأنواعه» 
وطلة كا االرسوال راسو 2 وعافو قاسم 

قالت سعدى بنت عوف المرية زوجة طلحة بن عبد الله الفياض ( أحد العشرة 
المبشرين بالجنة ) : دخل علي طلحة ذات يوم مكرويا مهموما مغموما » كالح الوجه» 
مريد الاسارير » فقلت : مايك ؟ أرابك مني شيء ؟ قال : معاذ الله لانت خير 


158 ند 


حليلة » فقلت : ولكن مايك ؟ قال : كثر مالي » وكربني » فقلت اقسمه » فقال : 
نعم الرأي » ثم قسمه بين الناس » ولم ببق منه شيئا ٠‏ 

وسئل خازن طلحة » كم كان ماله ؟ فقال : كان أربعمائة ألف درهم ٠‏ 

ومثل هذا كان زهد ابن آدهم ٠‏ 

وأما زهو الرضا » فهو زهد من لم توجد الدنيا عنده » ولكنه يصير صادقا 
محتسبا » لا يغيره الفقر » كما لا يبطره الغنى ان وجد » وهذا النوع من الزهد 
دون. النوع الاول مرتبة ومكانة * 

آما الركنان الاخران من التصوف العملي » وهما : مراقبة الله » وعدم 
الغفلة عن ذكره فسنأتي عليهما في غير مكان من هذا الكتاب ٠‏ 


# عد عير 


حت نذا ع 


قلنا : ان هذا النوع لم يعرف في القرئين المجريين الاول والثاني اللذين 
ساد فيهما الزهد والتقشف والعبادة » أو ما أطلقنا عليه اسم « التصوف العملي» 
ولكن لا بدأ عصر الترجمة والنقل في القرن الثالث » وعرف العرب المسلمون 
فلسفة اليونان » وحكمة الهند » وحضارة فارس » واتنشر منطق أرسطو » وعلوم 
الطبيعة والفلك وغيرها » وتفلسف المسلمون » واعتمدوا العقل والحدل » 
والقياس المنطقي » والنقاش والمقارنة » تسرب هذا كله الى صفوف المتصوفة» 
وخاصة ما كان تعلق منه بمسائل التأويل والاجتهادات » فقالوا بثنائية الشريعة 
حقيقة وطريقة . والظاهر والباطن » والرمز » وغير ذلك ٠‏ 

أما التأويل , واختلاف الاجتهادات فيضاف الى عنصرهما الفكري » عنصرا 
ثائيا » وهو العنصر السياسي » فالفرق المتصارعة المتنازعة على السلطة والنفوذ» 
أوجدت مشاركة وارتباطا بين مذهبها السياسي » واجتهادها الديني » وانعكس 
هذا على آراء المتصوفة وتفسيراتهم » وظهر واضحا فيها » فكان الظاهر والباطن 
لانهما من مقتضيات التأويل » أو هما أساس التأويل ٠‏ 

أما الرمز فيمكن القول انه نشاً من عامل واحد هو الخوف » الخوف من 
مراقبة ذوي النفوذ من العلماء وأصحاب الحكم والسلطان » فأفرغت الافكار 
السياسية والآراء المذهبية المشايعة لها في قالب من الالفاظ يكتنفه الغموض » 
وتسربله التعمية » وسيآتي توضيح ذلك عند حديثنا عن الرمز ٠‏ 

أما ثنائية الشريعة » فأصل في الخلاف الديني والسياسي ليتميز كل فريق 
من الفريقين المتخاصمين سياسيا بأصول دينية وفقهية ٠‏ 


- د كك“ 


فهذه « الثنائية » قسمت المسلمين الى أصحاب نص « حرفيين » وأهصل 
« تأويل » رمزيين ٠‏ آو أهل ظاهر » وأهل باطن ٠‏ ا 

ويقال : ان العناصر الشعوبية المغلوبة على أمرها تسللت الى الاسلام » 
وحاولت ضربه من « الداخل »6 فأوجدت « التأويل » وما يتعلق به » للانحراف 
بالاسلام عن منهجه الواضح » والابتعاد به عن دسره وعفويته ٠‏ لذلك نجد أكثر 
المتصوفة الفلاسفة من العناصر الاعجمية التي ظهرت على المسرح بعد القرن 
الثاني المجري » وكان لها نشاطها الفكري والمذهبي والسياسي ٠‏ 

عوامل ظهور التصوف الاسلامي : 

سبق لنا أن ذكرنا أن العامل الاول للتصوف هو ضعف النفس وعجزها عن 
تحقيق ما تطمح اليه » من رغيات + 

وهذا العامل تجلى واضحا في التصوف الاسلامي المبكر على أثر تلك 
المحن والحوادث والكوارث التي تعاقبت على البيئة الاسلامية بعد مقتل 
الخليفة الثالث » وتوالي الاحداث المريرة » والفتن المتعاقبة » كوقعة الجمل » 
وحرب صفين » فالنهروان » فمقتل الخليفة الرابع » قأيام عبد الله بن الزبير ٠‏ 

اذا أضفنا هذا الى ما أثر عن النبي وأصحابه من زهد ف الدنيا » وما جاء 
في القرآن من الحض على الاقلال من المتاع » والاقبال على الاخرة أدركنا سبب 
أنصراف عدد كبير من الناس » صحابة وتابعين » الى العبادة والتأمل والاستغراق» 
واتصرافهم عن السياسة تتنيجة لردود أفعال تلك الاحداث » وتلك التكوارث 
والشرور » فكان كل ذلك مدعاة لشيوع ذلك اللون من الزهد والتقشف » 
والذي أطلقنا عليه اسم « التصوف العملى » ٠‏ 

وهناك أناس نظروا الى ذلك العهد بمنظار اخر » نظروا في معابير الثروات» 


1597 سد 


. وتهاوتها بين فرد واخرين بما يتنافى مع العدالة والمساواة اللتين جاء بهما الاسلام» 
وبجب أن يشملا كل الطبقات » وكان على رأس هؤلاء أبو ذر الغفاري ومشابعوه 
ف المحرومين الذين ثاروا على الفوارق الطبقية » ونددوا باكتناز الذهب والفضة» 
.. ودعوا الى « اشتراكية » تسودها العدالة الاجتماعية » فمنهم من صعتّد حرمانه 
بالثورة على الحاكمين » ومنهم من استغرق في العبادة والتأمل الروحي ليعوض 


ب تنصورنا وذوقيا ‏ عما فاته « واقعيا © » 


خا د ور 


ه5١‏ سا 


المشق الالمي 


. التصوف نموذج لثقافة روحية معينة » وبالاضافة الى هذا فترض وجود 
فلسفة ما » ومقصد. الصوف ف حياته الصوفية ‏ وهي مجموعة السلوك 
المفروضة ‏ أن يحرر/ الروح من ريقة المادة » ورغيات الجسد » وملاذ الحياة » 
ويسمو بها الى عالم لأف بالجمال واللذائذ الروحية المعنوية » حيث تتصل بالله» 
سالكا لتحقيق ذلك لريق الرياضة الروحية والتأمل » ذلك التأمل النظري 
لا الفلسفي ‏ وممارسة المواجد النفسية » متدرجا في كل هذا حتى يبلغ 
د المقامات » المنشودة المعير عنها بمقامات السالكين ٠‏ 
يصف ابن الطفيل تدريج المراتب للسالك حتى يصير سره مرآة مجلوة 
يحاذي بها شطر الحق » وحينئذ تدرة عليه اللذات العلى » ثم يغيب عن نفسه» 
فبلحظ جناب القدس » وان لحظ نفسه فمن حيث هي لاحظة ٠‏ فطريق الارتباط 
خطوة خطوة يصل بالسالك الى التصفية فيصير سره ‏ على حد تعبير ابن طفيلت 
مرآة مجلو”ة يحاذي بها شطر الحق ٠‏ 

وليس هذا هو رأي متصونة الاسلام فحسب » وانما هو رأي جميع 
الاشراقبين من يونانيين ومسلمين كفيثاغورس وافلاطون وافلوطين والسهروردي 
والفارابي واين ع سينا واين الطفيل + ش ١‏ 

ويقول ابن سينا : ان طريق « الارتياض © تبلغ بالسالك حذا للمبح معه 
بوارق نور القدس » ثم تتناوبه غواش. فيكاد يرى الحق في كل شيء » وتبلغ 
به «الرياضة» مبلغا ينقلب وقته سكيتة » فيصير المخطوف مآلوفا » والوميض 
شهابا بيّنا » وتحصل له مفارقة مستقرة كأنها صحبة مستمرة ٠‏ 

اذن يصل الصوفي في مدارج سلوكه الى الجمال المطلق « الله » ويغيب قيه» 
وهنا نحد الصلة بين عبادة الجمال عند اليونان » وبين المتصوفة العرب * 

1د ماله 


لدى اليونان الاهات للجمال هن بنات « جوبتير » رب الارباب » وعددهن 
تسع » وكل واحدة منهن « موز » أي الهة الهام » وهناك « فينوس © المة 
الجمال الكبرى ٠‏ 

وعند متصوفة العرب وشعرائهم نجد ملهمات » أو ريات جمال » أو عذارى 
الهام يكنى بمن عن « الجمال المطلق » المطلوب لذاته » ويدعونهن « ربات 
الخدور » والخدر في مصطلحاتهم يعني « الحجاب »© والساتر » صيانة لجمالهن 
الا عن الخاصة » ومن أسمائهن : سعدى » زينب » الربابٍ » ليلى » تعم » هند» 
مي » لبنى » علوة + ويتفرغ المتصوفون ‏ والشعراء منهم خاصة ‏ مواجيدهم 
وعواطفهم » ولهفهم الروحي » وشوقهم ‏ والشوق يوسع الخيال ‏ على هؤلاء 
الملهمات ٠‏ 

وقد تختلط أحيانا كثيرة المواجد الروحية بالمواجد الجسدية في أشعار 
هؤلاء » كما هي الحال عند ابن عربي ٠‏ 

ففي كتابه المعروف ب « ترجمان الاشواق » يصف لنا في مقدمته تلك 
الفتاة الفارسية الاصبهانية نسبا » المكية دارا واقامة » وصفا ماديا » حسيا 
جسديا » محددا بالاسم » والزمان » والمكان » والوقائعم » وصفا تتكقد فيه 
العاطقة اتقادا » وتتوهتج توهتجا » ثم ينتمي الى القول : فكل اسم أذكره فعتها 
أكنتي » وكل دار أندبها فدار”ها أعني ٠‏ 

ويتابع قائلا : ولم أزد بما نظمته في هذا الجزء عن الوارذات الالهية » 
والتنز”لات الروحانية » والمناسبات العلوبة » جربا على طرقتنا المثلى » لعلمها 
ب رضي الله عنها ‏ بما اليه أشير ٠‏ 

والاه لعي حت حت على الصبلض الع ع أن بسيو تنا ان 
عواطفهم وأغراضهم روحيا » وبين ما كان منها جسديا صرفا ٠‏ 


لد ©«"15 سمه 


ولا بد لكل محب مشوق في التصوف من أن يتناؤل الله والانسان » لان 
الهدف الاسمى من التصوف هو فناء الانسان في الله ٠‏ 

ول فريد الدين العطار : الانسان من روح الله » وصلته به أقرب مسن 
صلته بالعالم ٠‏ 

وعنده أنه يجب أن بجتمع الدين والعقل والعشق الالمي » ليدرك الذوق 
كل الاسرار التي يبتغيها الطالب + 

ومن المتصوفة من «قول : ان العشق الالهي ليس تحويلا للعشق الانساني» 
وانما هو استحالة في العاشق الانسان ذاته ٠‏ 

وبعضهم لا ينسب العشق لله حذرا من تشبيهه بالانسان » واذا كان 
العاشق .. الانسان . تأمل نفسه في المعشوق الله فان المعشوق لا يمكنه 
ف مقابل ذلك أن يتأمل نفسه وجماله الا ف نظرة العاشق الذي تأمله » وبهذا 
قال أحمد الغزالي » وفريد الدين العطار ٠‏ 

يقول أحمد الغزالي ف كتابه « سوائح العشاق » ٠22‏ 

حيثما يوجد العشق حقيقة يصبح العاشق قوتا لمعشوقه » لا المعشضوق 
لعاشقه » اذ يمكن أن بحتوي العاشق وجود المعشوق » فالفراشة التي تعشضق 
الثار يكون وجودها ف البعد عن الشعلة» فظل الشعلة يستضيفها ويدعوها » 
والفراشة تطير بأجنحة همتها في جواء طلب الشعلة » ولكن يجب أن يكون 
طيرانها محددا بالوصول الى الشعلة » وحينما تصل اليها لا يكون لها وجود » 
فليس للفراشةبعدالوصول أن تخطو> نحوالشعلةلأنالشعلة تسريف ذات الفراشة» 
)١(‏ قال الستشرق هلموت رايتر : انه لمن الصعوبة بمكان أن تجد كتابا يبلغ فيه 
التحليل النفساني هذه الغزارة الموجودة في هذا الكتاب . 


-- 181 لد 


فليست الشعلة قوت الفراشة » وانما الفراشة هي قوت الشعلة » وهذا سر عظيم» 
ففي لحظة تصبح الفراشة معشوقة لذاتها » لانها أصبحت الشعلة » وهذا هو 
كمالها ٠‏ 1 

ولاصحاب العشق الالهي منطق طريف » فأتباع الشرع ل في رأبهم ب 
عشاق جنات ونعيم » وأما هم فعشاق رب الجنة والنعيم ٠‏ 

أما الغزالي فيرى أن طريقة الصوفية أفضل الطرق لآنها تنم بعلم وعمل » 
فهم يزيلون عقبات النفس » ليخلو” القلب الا من ذكر الله » وانها سأيطريقتهم 
أظهر السبل وأنقاها » أولها تطهير القلب » واخرها الفناء في الله ٠‏ 

ويرى أن التصوف يقود الى المكاشفات » فيشاهد الصوفي في يقظته 
الملائكة » وأرواح العالم الاعلى » وبترقتى من هذه الحال أي مشاهدة الصور 
والامثال » الى درنجات يضيق عنها النطق » ولا يمكن التعبير عها ٠‏ 
آما غثلاة الصوفية القائلون بالحلول » أو الاتحاد » أو الوصول فهم في 
رأيه ‏ على خطاً ٠‏ 


-18 لد 


لوف والقلسية 

تصوث#ف المسلمين يقوم على الالهامات الروحية المأنية من الله » ولا يعتد"ون 
.يتأثير العقل » وأثره في الاتجاه الوجودي للانسان » لذلك نرى متصوفي الاسلام 
الا قليلا منهم ‏ يحاربون الفلسفة كما فعل الغزالني في « تهافت الفلاسفة » فقد 
عع الفلسفة وسيلة لغواية العقول » وارهاق النفوس » وقال في مقدمة كتابه 
« المنقذ من الضلال » : ان الفلسفة عاجزة عن التحلي الالمي » وان عملها محدود 
ضمن العقول » ولا تستطيع أن تتعدى ذلك الى النفوس والارواح ٠‏ 

وتهكم الفبلسوف ابن رشد على الغزالي » ونسب اليه الجهل المطلق في 
كتابه « تهافت التهافت » ولكنه # مع ذلك ب لم يستطع أن ثبت أن للفلسفة 
قيما روحية * 

وكان العطار ‏ شيخ متصوفة فارس - يقول : الكفر أحب الي من 
الفلسفة » ومثله كان الرازي » وجلال الدين الرومي » وما ذلك الا لانهم لم 
بجدوا في عقولهم صدى لارواحهم » لان الفلسفة تكشف ب بواسطة العقل ‏ 
حقائق الكون محردة » وهم يريدونها مزدانة بألوان التأمل والجمال ٠‏ 

وابن النووي وجماعته » حرموا تعلم المنطق لانه آداة الفلسفة » وقالوا : 
من تمنطق ‏ أي تعلم المنطق ‏ تزئدق » ويزون أن من تعلمه » ولو شهرا » 
لزمته الزندقة مدى الحياة « من تمنطق شهرا» تزندق دهرا » ٠‏ 

وقال صاحب أرجوزة « السلم البورق » ف علم المنطق مشيرا الى هذا 


التحريم + 


قي الاقكار من ذل الخطا وعن دقيق الوهم يكشف الغطا 
أذ سد 


فابن النواوي » والصلاح حرما وقال قوم ينبغي أن يلما 

والقولة المشهورة الصحيبحه حرازه كامل القريعهه 

ممارس السنة والكتاب كي يهتدي فيه الى الصواب 

فهو يرى أن المنطق للعقل كالنحو للسان » فكما أن علم التحو بعصم 
الالسنة من الخطأ اللفظي » فالمنطق بعصم العقل من الخطأً الفكري » ويكشف 
المستور من المعاني الدقيقة » ويزيل عن الافهام ما علق بها من الاوهام » فأي 
فضيلة لعلم من العلوم تعادل فضيلة عصمة الفكر من الاخطاء » ولكنه ‏ مم 
كل هذا يقول : العلماء مختلفون في جواز » أو وجوب أو تحريم تعلّمه » 
فبعضهم حرمه » وبعضهم أجازه » ويتخذ هو لنفسه ‏ ععالم منطقي ب رأيا 
معتدلا » فلا يرى وجوب تعلمه الا للانسان الكامل » والانسان الكامل في رأيه 
هو الذي يمارس الشريعة » ويطبق احكام الكتاب » ليكون المنطق عونا له الى 
الهداية والصواب » وعاصما من الخطا » ومزلة الفكر ٠‏ 

والمنطق هو علم التفكير الصحيح » يبحث ف القوانين والشروط الضرورية 
للوصول الى الحكم الصحيح » ونصل ‏ بواسطته ب الى الاحكام الصحيحة» 
أو المقبولة » باكتشاف العلل والاسياب بمقارنة الاحكام ببعضها » ناظرين الى 
العلاقات » مبتدئين « بالمقدمات » منتهين « بالنتائج » ماركين في هذه المرحلة 
بالالفاظ 0 والاقيسة ٠‏ 

واستخلاص الحقائق من غيرها بدعى « استنتاجا » ٠‏ 

ونصل الى النتيحة 0 الوسائل اذا سلكنا احدى الطريقتين : 

٠ الاستقرائية » أو « التحليل » وتبدا.من تحليل الكل الى أجزاء‎ - ١ 

؟ ب الاستنتاجية أو « التركيب » وتبدأ من تركيب الكل من أجزاء ٠‏ 


-ب 1738 ند 


| وهناك أشياء مهيأة مدركة لكل علم » لا يبحث قيمتها » وانما يستخدمها 
في أغراضه » كالزمان والمكان » والكم » والكيف » والعلة » والمعلول » والحركة» 
والقوة » والهيولى » والصورة » ولكن ربما اختلفت بعض مدلولاتها من علم 
الى علم ؛ فالزمان والمكان الفلسفيين غير الزمان والمكان عند المتصوفة » والحركة 
عند الفيلسوف يختلف مقهومها النسبي عما عند الفقيه والمتصوف ٠‏ 
فالحركة عند الفيفسوف تقتضي الزمان لا محالة » فكل حركة ففي زمان ٠‏ 
واذن #غالؤناة عو نهار الحركة ؛ فان لم تكن الحركة فلا وجود للزمان » 
واذا لم نحس بالحركة » فلا نحس بالزمان ٠‏ 
* # جد 
وهذه الامثلة التي أوردناها تظهر لنا الصراع دين العلماء ومنهم المتصوفون 
وبين الفلسفة » وموقف كل فريق من الآخر ٠‏ 
وهناك موقف بين المتصوفين وبين العلماء .يفوق ف حدته وعنفه موقف 
الفلاسفة منهم » وموققهم من الفلاسفة » ومنه القول بثنائية الشريعة » ومسألة 
التأويل والظاهر والباطن وسيأتي ايضاح كل ذلك في محله ٠‏ 


2 


وهذا موقف لا يقل حدة وعنفا عن موقف الفلاسفة من التصوف »© أو 
المتصوفين من الفلسفة » وهو موقف العلماء القائلين بالنص » وحرفية الشريعة من 
اتسوك :+ 

فالاسلام لا يقر « ثنائية » الشريعة » ويراها أنها هي الحقيقة المطلقة ء 
كما آنه لا بحارب الجسد ورغياته المشروعة » ويعتبرها نعمة » ويحارب الرهينة» 
والله يعبد في المسجد والسوق » وفي الكسب للعيال » وبحسن معاشرة الزوجة» 
والحدب على الاولاد » والبر بالاباء » ويحض على العمل من تجارة وزراعة » وكل 
أنواع الكسب المشروع في سبيل النفس » والاسرة » والمجتمع » وهذا لاينطبق 
على التصوف الذي ينبع من معارضة الجسد للروح » والروح لا تتكامل الا 
المجاهدة » ومحارية الجسد ٠‏ 

وكآن القول بثنائية الشريعة جاء تنيجة للقول بثنوية الجسم والروح » وهذا 
قاعدة في التصوف ٠‏ 

فالقول بالثنائية آي النص » والحقيقة الروحانية التي تكمن وراءها » هما 
الاساس لحياة وعقيدة التصوف ٠‏ 

ويقول بعض المتصوفين بالثلاثية بدلا من الثنائية وهي : 

١‏ - النص الظاهر ٠‏ ا 

؟ ‏ السبيل الصوف ء 

م # الحقيقة الروحانية ٠‏ 
أو : الشريعة » والطريقة » والحقيقة ٠‏ 


وهناك أزواج ثلاثة بين الفقهاء والمتصوفين ٠‏ 
19262 سد 


الشرربعة في مقابل الحقيقة ٠‏ 

والظا هر ف مقابل الباطن ٠‏ 

والتنزريل ف مقابل التأويل + 

ومن الملاحظ أن التأويل الباطني عند الفرق, الباطنية ا الاثفاق مع 
التأويل الموفي ٠‏ ولذلك كثر المنصوفون من الب اطنيين » وسهثّل التأويل' علبهم 
ذلك ؛ فأي الفريقين يعتبر سابقا ومعلما للاخر في االاسلام ؟؟ 

ومشككة الظاهر والباطن 6 وهي المعبر عنها بثنائية الشربعة » نشأث عن 
احتمال تأويل بعض آيات القرآن » وبعض المخاطبات؛ » كما في الحساب » وعلى 
الصراط »؛ والميزان ومنكر وكير » مثل قوله ٠‏ 

وقالوا لجبلودهم لم شهدتم غلينا ؛ قالوا : أنطقها الله الذي أنطق كل شيء ٠‏ 

ومثل من ظرات أهل الجنة والنار : 

وئادى أ:٠صحاب‏ النار أصحاب الجنة 4 أن أفيضوا علينا من الماء » أو مما 
رزقكم الله » فنالوا : ان الله حرمهما على الكافرين ٠‏ | 

وقتو ددس 

ثم استو:ى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض : اثدتيا طوعا » أو كرهاء 
قالتا : أتينا طا'ئءيين ٠‏ 

وأمثال ذ.لاك ٠‏ 

فهناك مرن قال : ان للسماء والارض حياة وعقلا وفهما لل«غطاب » وان لهما 
خطابا بصوت و.حروف » وانهما تجببان بحياة وعقل وفهم وخدطلاب بصسوتث 
وحروف : أتيانا طائعين ٠‏ 

وهناك وين <تالف هؤلاء وقال : ان ذلك بلسان الذات والءحااك ٠‏ 


أ-ا1309 مد 


١ 


3 


وفريق اخر منع التأويل » وأغلق بابه » مخافة اتساع الخرق » وتعدد الاراء» 
وضياع الجمهور بين تيارات التأويلات المتعددة » والاقوال المتباينة المختلفة ٠‏ 
وعلى مافي منع التأويل » والاجتهاد من ضبط الجمهور » وصيانة وحدته» 
فان المتصوفة رأوا فيه تضييقا على الفكر » وحدا من حريته » ووضعا للرأي ضمن 
حدود الحرفية » وقيود النص » ومنهومه الظاهر » وقالوا : انه مخالفة صربحة 
للحرية الفكرية ٠‏ 0 
يقول ابن الفارض : 
ولانك ممسن طيشته دروسه2 بحيث استقلت عقله » واستقرت 
فثم وراء النقل علم يدق عن مارك غايات العقول السليمة 
ولكن سبق وقلنا : ان الاهواء والمذاهب والنزعات السياسية انعكست 
على كل هذه الخلافات الفكرية » أو اتعكست هي عليها ٠‏ 
وعلى هذا وانطلاقا من هذه الخلافات بدأ العلماء يسيرون في طريق » 
والصوفيون ف طريق أخرى » حتى بعدت بينهم الشقة » وتعمق الخلاف » وبلغ 
الذروة في الفناوى التي أصدرها الفقهاء بتكفير بعض الصوفية » واتهام بعضهم 
الاخر بالزندقة » والخروج على الجماعة » واستثاروا العامة والفوغاء ضدهم » 
وأيقظوا غضب الحاكمين عليهم » واتتهى الامر الى نهب أموال بعضهم كالعطار 
وقتل اخرين وصلبهم كالحلاج والهمذائي 2١‏ والسهروردي ٠‏ 


)١(‏ الهمذائي مات شهيدا في الليلةالسنابعة من جمادى الآخرة عاممامع 
نا98! مد 
١‏ 


٠. 6‏ 
بعض أقوال العلماء في المتصوفة 

قلنا : ان الفقهاء شددوا النكير على المنصوفة وألحقوا بهم أشنم الاوضاف» 
وأصدروا بحقهم أقسى الفتاوى » وآباحوا دماء بعضهم وأموالهم » وأغروا بهم 
الغوغاء والرعاع » ووضعوا الكتب والرسائل التي تصورهم وتكشف معايبهم ٠‏ 

آلف ابن الجوزي كتابا سماه « تلبيس ابليس » تعرض فيه للمتصوفة بالذم 
والتقريع » وأنحى عليهم باللائمة » ونسبهم الى الغرور والخداع » وعاب عليهم 
قولهم : شريعة وحقيقة » فقال : 

« الشريعة ما وضعه الحق لمصالح الخلق » وكل من رام الحقيقة من غير 
الشريعة فمغرور مخدوع » ٠‏ 

وقال فيهم : 

« ان سمعوا حديثا » قالوا : مساكين أخذوا علمهم ميتا عن ميت » وأخذنا 
علمنا عن الحي الذي لايموت» فان قال أحد : حدثني أبي عن جدي ‏ قال أحدهم: 
حدثني قلبي عن ربي » ٠‏ 

وقال فيهم أيضا : 

كان الزهد في بواطن القلوب » فصار في ظواهر الثياب » كان الزهد خرقة 
فصار حرفة » ويحك صوف قلبك لا جسمك » وأصلح نيتك لا مرقعتك7© 

وكتب القشيري رسالته الموسومة باسمه سنة ه4# ه عن المتصوفين » ومما 
حاء فيما: 

عدوا قلة المبالاة بالدين ذريعة » ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام » 
ودانوا ترك الاحترام والاحتشام » واستخفوا بالعبادات » واستهانوا بالصوم 





2 2980 الدهش ص‎ )١( 
لومت‎ 


والصلوات » وركضوا في ميادين الغفلات » وركنوا الى اتباع الشهوات » وقلة 
لمبالاة بتعاطي المحظورات » والارتفاق بما بأخذونه من السوقٍة والنساء» 
كان انظ« 

ويقال : ان رجلا حضر مجلس الجنيد ‏ والجنيد شيخ متصوق عصره » 
يرشك رابنة البدو يقتت كان :ان اغل القرفة بالله ث بس التسوفةات يلون 
الى ترك الحركات من باب التقرب الى الله أي أنهم يجلسون طويلا جامدين 
ابلا حركة من يد » أو رجل » أو لسان استغراقا في التأمل # فقال الحنيد لاا 
قوم أسقطوا الاعمال » وعطلوا المفترضات » والحركات التي يمارسها العابد في 
صلاته من قيام وقعود » في ركوع وسجود » وهذا عندي عظيم من العظائم » 
والسارق أحسن حالا من اولئك ٠‏ 

وهناك فئة اتنهى بهم الامر الى الانقطاع في الزوايا والتكايا » بأكلون 
ويشربون »١وبمارسون‏ ألوانا من الرياضة كالغناء والطرب » والضرب بالالات 
الموسيقية » والرقص » والدوران على أتفسهم » وكتابة التعاويذ والتمائم والرقي» 
وقراءة الكف » وضرب المندل » والرمل » وغير ذلك من الخرافات ي. 

وهناك من اتخذوا من التصوف وسيلة للكسب المعاشي » وسلوى ولجوءا 
الى الدعة والراحة » وتعطيل الطاقة » فخرجوا بالتصوف عن حقيقته النزاعة 
الى ما وراء الوجود المادي » وعادوا به الى قلب المادة » والنزعة الحسية » 
فالتصوف عندهم يرحض الخطايا والاثام » وهو عمل يصرفهم عن العالم وشو اغلهء 

وفريق رأى ف التصوف مطهرا لغسل ذنويه » بعد أن أسرفوا على أنفسهم» 
لكنهم رجائيون لم يقنطوا من رحمة الله لانه غفور رحيم » ويعفو عن كثير » 


له 150 ند 


وهؤلاء عبروا في ثلاث مراحل : فقد انفمسوا في ملاذ الحس المادي » ثم أدركتهم 
ندامة » ثم تابوا ولجأوا الى الله أخيرا ٠‏ 

وقسم من الصوفية أرباب ظواهر » وان ادعوا أنهم أهل قلوب ٠‏ 

و بعضهم أهل جهالة وغفلة » وسلوكهم كان عاملا في انحطاط الامة 290 ٠‏ 

وقال البصري في المرائين من الصوفيين : أكنوا الكبر في قلوبهم ؛ وأظهروا 
التواضع في لباسهه 9 

وذكر ابن حزم : أن هناك طائفة من الصوفية يقولون : من بلغ الفاية 
القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من صوم وصلاة وحج وزكاة » 
وحلت له المحرمات كلها من الزنى والخمر وغير ذلك 29 * 

ويروى عن عفيف الدين التلمساني أنه كان لا يحرم شيئا حتى الكبائر 
من الحرمات » فاذا أثكر أحد ذلك عليه قال له : أنت محجوب© ٠‏ 

ومثل هذا ما روي عن سهل التستري عندما سأله رجل قائلا : من أصحب 
من الطوائف ؟؟ فأجابه : عليك بالصوفية فانهم لا يستنكرون شيئا » ولكل فعل 
عندهم تأويل فهم يعذرونك على كل حال 6*7 ٠‏ 

وهناك صوقيون عفويون ٠‏ 

وغيبيون تأمليون * 

وشاطحون مجانين ٠‏ 

وبعضهي اتتهى الى الاغراق والتقحم » والامعان في الغيبية » والتعمية على 
)١(‏ الدكتور زكي مبارك الاخلاق عندالغزالي . 
(0) تلبيس ابليس 
(5) الملل والنحل . 
5 

5 





الجماهير » مما آدى الى غضب الجماهير » واغضاب الحكام كالحلاج والعطار 
والجلي + | 
قال الشافعي : لو أن رجلا تصوف أول النهار فلا بأتي العصر الا وهو 


آحة (0) 


وقال النضر بن شميل : قلت لبعض المتصوفة : أتبيع جبتك الصوف ؟؟ 
فقال : اذا باع الصياد شبكته فبأي شيء يصطاد ؟ 

وكان العز بن عبد السلام يطعن مرة على ابن عربي » ويقول : همسو 
زنديق » فسأله أحدهم قائلا : أريد أن تريني « القطب » فأشار الى ابن عربي» 
فقال : أنت تطعن فيه ! فأجاب : أصون ظاهر الشرع » ومعنى هذا ان ظاهصر 
الشرع » لا يعترف للصوفية بوجود ٠‏ 

وقال أحد الصوفية لبعض المريدين : اذا كنت تريد الجنة فسر الى ابن 
مدين » وان كنت تريد رب الجنة فتعال الي" 29 ٠‏ 

وهذا يعني أن بعضهم يمن بأن الشرع وادابه » وسلوك هذه الاداب 
يودي الى الحنة » أما التنصوف فيؤدي الى الله » وهذه الفئة أكثر اعتدالا من 
غيرها » فهي لا تهمل الشرع » ولا تستخف به وتعتبره طريقا موصلا الى الجنة» 

وروي عن ابن الكاتب أنه قال # وقد ذكر الروزباري عنده # هذا سيدنا 
لآنه ذهب من علم الشريعة الى علم الحقيقة » ونحن رجعنا من علم الحقيقة الى 
علم الشريعة 29 ء* 5 

وقيل لبعض المتصوفة : كم يجب من الزكاة في مأتي درهم ؟؟ فقال : أما 
عند العوام فخمسة دراهم » وأما نحن فيجب علينا بذل الكل ٠‏ 


(؟) نفح الطيب ج١‏ ص اله . 
(9) تاريخ بغداد ج١1١‏ صض١”؟‏ . 





1858 سد 


ويقولون : أهل العلم على ضربين : عالم عامة » وعالم خاصة » فأما عالم 
العامة » فهو المفتى بالحلال والحرام » وهؤلاء هم أصحاب الاساطين 207 وأما 
عالم الخاصة فهو العالم بعلم التوحيد والمعرفة ٠‏ وهئولاء هم أهل الزوايا 9" ٠‏ 
وبعض القائلين بتقدم الحقيقة على الشريعة يستنتجون من ذلك بطلانها 
واتتساخها ٠‏ 
يقول ابن عربي : قال بعضهم  :‏ وليس بعضهم هذا الا نفسه ‏ « سقط 
القصر في الصلاة عن العارفين اذا سافروا »© ٠‏ 
والمعروف أن السقفر عند القوم هو الحياة من المهد الى اللحد ٠‏ 
ويقول : قال بعضهم : سفر الاجسام بضع شطر الصلاة » وسفر الارواح 
بضع الصلاة9© + 
ورفض المحاسبي ميراث أبيه اليالغ سبعين آلفا لان آباه كان قدريا ‏ قول 
بالقدر ‏ وقال : صحت رواتنا عن رسول الله : لا يتوارث أهل ملتين شيئا ٠29‏ 
فهم يرون أنفسهم ملة » ومخالفيهم ملة أخرى ٠‏ 1 
وأهل الظاهر يرون الشربعة قوانين محددة منظمة يسهل الرجوع اليها في 
ما تسرد قدو عر ارهاب يستفتون القلوب » وفي هذا مافيه 
من اضطراب في الاحكام » واختلاف في الموازين » وتفاوت في التقدير » فقد 
يجهل هذا ء ما يعلمه ذاك »© ولكن مع كل هذا تظل الشخصية الخلقية من 
)١غ(‏ 0 المسجد . 
00 3 القلوب ج؟ ص١١‏ 
(9) أبن عربي . ''رسائل كتاب الاعلام ب 
(5) الرسالة القشيرية ص ؟١‏ 


)6( الدكنتور زذكي ميارك : بالتصوف الاسلامي 1 ص9١‏ 
1١84#‏ لد 


ونورد ف خانمة هذا الملوضوع رأي أبي العلاء المعري ف التصوف 
والمتصوفين ٠‏ 

قال: 

نحن فطنية » وصوفياة » انتم فقطني من التصوف قاطئلي 
جسدي خرقة تخاط الى المو ات فيا خائط العوالم خدطلئي 

وقال : 

تزيوا بالتصوف عن خداع فهل زرتر الرجال» أو احتميك؟؟ 

وقاموا في تواجدهم » قداروا كأنهم مال من كميتر 

وما رقصوا حذارا من اله ولا سغون الا ما « حميكت » 

وحدت الناس ميها مثل حي بحسن الذكر »أو حيا كيت 

فهو نتهكم على القوم » ويصمهم بالخداع والمكر » وان مظاهرهم وطقوسهم 
سيت الأ“وناة: ونحقة انيل لكوت > و يفذن عذه لللكربي ما «واتحيية 0 

ان المعري » وان عاش حياة بعض الصوفية عزلة واتقطاعا عن الناس » 
وتعففا وتزهدا » مما في أيديهم » واستخفافا واستهانة بالحياة وملاذها » واعراضا 
عما تذخر به من المفاتن » والمتع » فاته لا يشايعهم بانحرافاتهم » واستسلامهم لاهواء 
- 

والخلاف بينه وبينهم ناشيء عن اعتماده على العقل » في حين يعتمدون هم 
على الروح » وهو لا يزومن الا بسلطان العقل ٠‏ 

ومهما قيل : فالتربية الصوفية يمكن أن تكون تربية اجتماعية ذات فائدة» 
اذا اسنتطعنا أن تحول هذه التغمات الروحية الى تربية اخلاقية توجه الانسان» 
وتسمو بأخلاقه وعواطفه عن الاهواء والمطامع والاحقاد » وتكون تجديدا 


158 لد 


تلنفوس .وإالقلوب » فيدرك الانسان ف ظلالها ما فقده من الهدوء والطبأنينة » 
وما فاته من الوداعة والمسالمة والمصافاة ٠‏ ْ 
والتتبع يستخلص من حياة « بعض »© القوم وتراثهم الروحي والآدبي 
صوفية « علمية » تقوم على أسس أخلاقية سليمة ودراسة فلسفية ودينية 
واخلاقية ٠‏ 
والاسئثلة ؛ 
لاذا أسرف أهل الظاهر في التزمثّت حتى أغلقوا باب الاجتهاد ٠؟‏ 
لماذا قال الغزالي : الاشتغال بعلم الظاهر يطالة ؟ 
هل للفقهاء الحق في التحكم بمصائر النفوس » واعتبارهم كل خروج على 
آرائهم زيفا وضلالا لانهم هم وحدهم أصحاب الشريعة ؟ 
ا هل للصوفية الحق باعتبارهم أفكارهم دستورا يحب فرضه على الناس 
لانهم هيم وحدهم أصحاب الحقيقة ؟ 
أليس وجود أهل الظاهر ضرورياً لحماية الناس من الاستسلام للاوهام 
والاضاليل ؟؟ 
ووجود أهل الباطن ضروريا لانهم يعطرون الشريمة يعبير الروح » 
ويسكبون عليها أنداء الخيال ؟ 
أهل الظاهر حفظوا الشريعة وعلومها » وأسسوها على قواعد فقهية + 
وأهل الباطن صوروا الرسول وأصحابه بصور روحية رائعة حفظت القوة 
المعنوية للدين الحنيف + 
وهل الرآي الصحيح : 
ان المغالاة في الرأي » وعدم الاتفتاح » وضيق الذهن عند بعضهم هصى 
أساس الخلاف ؟؟ ْ 
مامدى دخل السياسة في كلذلك ؟:؟ 
ب ١48‏ د 6س 1# 


تصوف المكزون 6 وزهده 

بعد أن مر بنا هذا العديد العديد من ألوان الزهد والتصوف اللذين 
عرفتهما البيئة الاسلامية في مراحل: تطورها العقائدي والفكري .والسلوكي » 
وبعد عن عرفنا متابع الثقافة والاخلاق » ومصادر النزعات المتعددة في تلك البيئة» 
أصبح من السهل علينا أن نعرض زهد المكزون وتصوفه » ونربط بين هذا 
الزهد وذاك التصوف » ويين الينابيع التي استقيا منها » والتي أعرض عنها » أو 
زاوج بينها ٠‏ 

لقد رأينا أن التصوف الاسلامي نوعان : 

« 'تصوف عملي » وهو ما اسثمد اصوله من القرآن والسئنة »© ؤسيرة السلف 
طوال القرنين الهجرين الاول والثاني » ويطلق عليه اسم « الزهد » وعلى 
أصحابه اسم العباد » أو الزهاد ء 

و« تصوف نظري قلسفي »© وهو ما حاء تتيحة تحاك الثقافة الاسلامية » 
بالثقافات اليونانية » والفارسية » والهندية بعد اختلاط هذه الامي والعناصر » 
ونقل مالديها من حضارة وثقافة » وتفاعل ذلك مع البيئة العربية » والثقافة 
الاسلامية ٠‏ 

وعرفنا أن الزهد زهدان : زهد الغنى » وزهد الرضا ء وعرفنا كل نوع 
منهما في محله ٠‏ 

والآن » وعلى ضوء كل ما تقدم من الدراسة المستفيضة يمكننا القول : 

أن زهد المكزون هو زهد الغنى » وأن تنصوفه هو النصوف الذي جمع بين 
النصوف العملي » والتصوف النظري الفلسفي » . 

فالمكزون الزاهد هو أمير » وابن أمير » وغاز يقود الجيوش » ويكرة على 


١86‏ سد 


الاعداء » ويحرز النصر ©» ويغنم المعارك » توفرت له كل أسباب الرفاهية » 
ومصادر الثراء.» ورغادة العيش » ومتارف الحياة » ولكنه آثر .الزهد والتقشف 
فترك الامارة ونبذ مباهج الحياة » واتجه الى ربه » مباهيا بالفقر » معرضا 
عن الغلى ٠‏ 
ياراغبا بغنائه عن فقرنا بالزهد فيك » الفقر قد أغنانا 
لو ذقت طعم طعامنا وشرابنا ما عشت عمرك جائما ظمآانا 
ولو استقمت على سواء سبيلنا ‏ لم تمش في تيه العمى حيرانا 
ولدرت بالدار التى درنا بها2 ولثمت فيها الحور والولدانا 
ويرى أن أقصى الجهل أن يجتهد الانسان ويسعى » ويكد » ليحصل على 
الثروة » ويكتنز المال » ثم بتركهما لغيره من الوارثين » وعليه أن لا بتجاوز في 
ذلك مقدار ما يمسك رمقه » فان فعل غير ذلك اتنهى الى شر حال : 
نهابية الجمل اجتهاد الفتى في سسب ما يلفقه غسيره 
وشر حال المرء في نفسسه أن بلعسيدى تفسيهة خسيره 
كنا تون ييه ل القن الى اصرف لتزية و فالناو يي ل لطر يسا فد مق 
« عن الشيء » » أما أن تغنى « به » فهذا هو الفقر الحقيقي » لان حصولك على 
الاشياء يحلب لك تعبا وجهدا » وليس من الزهد أن ترغب ف ثناء الناس على 
زهدك ٠‏ 
غناك « عن » الشنيء نفس الغنى وأما « به » قهو ثقر البه 
وليس من الزهد في رتبية أخو «رغبة» في «ثناءءر» عليه 
وقوله: 
١‏ سعي الفتى لسوى كفاففه العيش غاية جهله 
اذ فيه يخسر ما يومل ربحه من أجله 


ب 18097 لد 


والتقر لا يؤذي التقبير أذى الفنني بخله 

اذذا يمان وذا يرا ذابه الر”دى من توه 
**» 

وكأنٍ هذه المعاني مأخوذة من قول ابراهيم النظام ١‏ أحد كبار شيو 
المعتزلة » وتلميذ أبن الهذيل العلاف » وشيخ الجاحظ : 

د آلا ترى ذا الغنى ما أدوم نصبه » وأقل راحته » وأخس ‏ من ماله ب 
حظه » وأشد ‏ من الايام ‏ حذره » واغرى الدهر بثلبه ونقصه » ثم هو بين 
سلطان يرعاه » وذوي حقوق يسبونه » وأكفاء ينافسونه » وولد يريد فراقه » 
لقد بعث عليه الغنى من سلطانه العناء » ومن أكفائه الحسد » ومن أعدائه البغي » 
ومن ذوي. الحقوق الذم » ومن الولد الملال * 

وذو اليلغة قنع قدام له السرور » ورفض الدنيا فسلم من المحذور » ورضي 
بالكفاف .فتنكيته الحقوق 29 ٠‏ 

000 ٠ 
عرض الحياة أقل ما يسعى له من جوهر العلياء بعض طلابه‎  * ' 


ومواسم اللذات في عمر الفقتى كلبرق أومض من خلال سحابه 
لكنما يسعى اللبيب لقوته ولستر عورته » وكشف حجابه 

ش + # و 
مب توهم الجاهل المفرور من سفه2 ان الفضيلة في الاثراء للرجل 





)١(‏ هو /ابراهيم بن سيار بن هانىء النظام البصرى من الموالي تتلمذ على العلاف 
بالاعتزال » وهو الذي.أوجد الركنين الاساسيين اللذين قامت عليهما نهضة اوروبا 
وهما : الشك والتجربة فقد كان بعتبر الشك اساسا للبحث » أما التجريئة فقد 
استعملها كما يستعملها الطبيعي والكيماوي » ومن آرراد زيادة عنه فليراجع الحيوان 
(؟) زهر الاداب ج؟ ص؟؟١ ٠‏ 


الم 14- 


وظن أن لبامن المدرء منقصة اذا غدا المرء عريائا من الحلل 
وما درى: لتعاميه » وخيرته بأن حلية أهل الفضل بالعطل 
+* : 

؛ ب يكون ماذا لمن يموت 1 ثوب يوارى به » وقوت 

أيحذر المرء* فوت أمرر 7 في قصله عمره يفوت" 

ماالخر” في الدار غير عبد أفنناه عن ككه المقيت 

لا اتتفى همس هبوهم أنناه في محوه الثبوت* 

اع * 

هم شدفي» وعزي »أنكم دون الورى شرفي وعزي 

'واليكم فقري بله نك الغنى عن كل كتسز 

وهكذا نحده يقل من شأن الغنى والمال' والمقتنيات » ويحض على التمسك 
بفضيلة الزهد » والقناعة » ونزك الدنيا وزخرفها ٠‏ مذكرا 55 المال بعاقبية 
الغنى » وكيف أنهم يجمعونه لوارئيهم » ويضيعون أعمارهم في سبيل جمعه 
وكنزه » وأعمارهم هي أثمن ما ينفقو نه » وبدلا من أن يضعوا المال » ومتاع 
الخاة » ف خدمة آتفسهم » اذابهم يضعون أنفسهم وأيام أعمارهم في خدمة المال 
والجاه والمتاع » ناسين أن المرء مكفيه من حياته ودئياه قوت يومه » وكل ما 
تجاوز «اتكفاف» فهو جهل » آو غاية الجهل ٠‏ 

ويعر”ف المكزون الزهد » ويضع حدوده وشروطه » فتجده ينطبق اتطباقا 
تاما على مقتضيات الشرع ونصوصه » موافقا.لما كان عليه السلف الصالح > كما 
يخالف في كثير من وجوهه ما درج عليه بعض المتصوفة الذين خرجوا بالتصوف 
عن حد الاعتدال » فقرطوا وأفرطوا * 


١580-‏ م 


ليس زهد الفتى بتحريم حل من تكاج ؛ وفطعم » وشراب 

وارتباط بالرثبط » أو باعتزال في جبال, » ولا برقع ثياب 

بل بقصد فيما أحل » وزهد في حرام » ورغبة في ثنواب 

ان الزهد فيما أحله الله لعباده من النكاح والطعام والشراب ليس.مسن 
الزهد في شيء لانه مخالف لما أباحه الله لعباده » ذ قل من “حرم زينة الله التي 
أخرج لعباده والطيبات من الرزق »© ٠‏ 

أما الانقطاع في الربط » والتكايا » والخائقاه » والصوامع » والبييع ع 
والاعتزال في الجبال » والاستيحاش من الناس » والتواري عنهم » ورقع الثياب 
اظهارا للفقر والمسكنة » والتواضع » وما آشبه ذلك » فليس من الزهد. في شي 
لانه تعطيل للكسب والعمل » مناف الا جاء به الكتاب » وحض عليه الرسول» 
وقل : اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله » « اعبلوا فالعمل عبادة » » « اعمل 
لدنياك كأنك تعيثن أبدا » واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » ٠٠‏ اسعوا في 
مناكبها » وكلوا من رزقه »“واليه النشور ٠‏ 

وان الزهد الحقيقى هو أن تمارس.ما آحل الله لك بدون اسراف » ولا 
تفربط » وأن يكون الاعتدال رائدك وهدفك » « ولا تحجعل يدك مغلولة الى 
عنقك » ولا تبسطها كل البسظ فتقغد .ملوما محسورا » ٠‏ 

« كلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا ريحب المسرفين »6 * 

أما قال رسول الله لاصحابه » وقد سألوه عن رجل يصوم النهار » ويقوم 
الليل » ويؤدي الصلاة » وهو منقطم لذلك فقال : من منكم يطعمه ويكسوه » 
ويروح عليه » قالوا : كلنا يفعل ذلك » قال : كلكم خير منه ٠‏ 

والزهد كل الزهد فيما حرمه الله لا فيما أحله ء 


ند ١6#‏ سب 


أحسن زهد المرء في رغييه عنساعليه حرم الله 
وأكذة بالقسد فيبا: اقشى. . . وتركييية ما النس: ياه 
يقال : رغب عنه : أي عدل ومال » تخلاف رغب فيه » ويه » واليهء 
والقصد : الاعتدال ء وكل ما حرمه الله اثما هو لخير الانسان وسعاذته » ولحكمة 
اقتضاها عدله وعلمه وحكمته وارادته ٠‏ ش 

أما الامتناع عما أحله فهو الخروج عن وعلى حكمته » وارادته وشرعته ٠‏ 
لم يحرم ما كان حلا على غير جهول » بذا أتانا الكتاب 
مثل ما يمشع الطبيب مريضا2 من لذيذ » له الكريه الشسراب 
هذا هو تصوف المكزون وزهده »© أنه « تصوف عملي © قوامه الزصد في 
المتاع والاعتدال في المباح » وهذا ما كان.عليه سلف الامة » وجاء به الكتاب 
والسئنة٠‏ 


22368 


مراقبة الله 

كنا ذكرنا أن للنصوف العملي ثلاثة أركان : الزهد » ومراقبة الله . وعدم 
الغفلة عن ذكره + 

ونورد الان ما ورد ف هذا الموضوع عند المكزون بعد أن أوردنا آزاءهف 
الزهمد ء٠‏ 

ان المتصوفة يرون أن الله رقيب على آعمال عباده » في حركاتهم وسكناتهم» 
وسرهم وعلانيتهم » وكل خاطرة من. خواطرهم » وحدس في هواجسهم ٠‏ 

< ان الله لا يخفى عليه شيء في الأزض ولا في السماء » ٠‏ 

« يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا » وما عملت من سوء تود 
لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا » ٠‏ 

« آلم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم » وأن الله علام الغيوب ؟ » 

« ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد 6 ٠‏ 

« ما يكون من نجوى ثلاثة ألا هو رابعهم » ولا خمسة الا هو سادسهم . 
ولا أدنى من ذلك » ولا أكثر » الا هو معهم » أينما كانوا » ثم ينباهم يوم القيامة 
يما عملوا أخصاه الله ونسوه © ٠‏ 

ومقام المراقبة له شأن كبير عند أكابر الصوفية » وهو ركن من أركان 
التصوف في الاسلام » وهو أساس الايمان » ومدخل الاخلاص الى قلوب 
العابدين » وهو من أوسع المقامبات يبدأ بالتوبة العامة من عامة 
الخالفات الشرعية وهذه توبة العامة ٠‏ 

أما توية اللخاصة فهي التبروٌ من الاغيار » وكل ما يعوق النفس عن السين 
الى معارج التبتل » ومنازل الاتقطاع الى الخالق ٠‏ ش 


69 سا 


وهناك توية خاصة الخاصة وهي عدم الالتفات الى ما كان » وما يكون » 
خضية وتعبدا ٠‏ 
ومقام المراقبة مفتاح لجميع المقامات الصوفية ينطوي تحثله مقام : الصبر » 
والشكر » والشفقة ؛ والانس واليقين ٠‏ 
قال المكزون : 
أراقبه خوفا وأرجو مع الحيا وأشتاق أنسا فيه وهو يقيني 
وأشهده في بحن بحفوره 0 بغير حجاب في عيون عيولي 
فقد جمع في البيت الاول خمسة مقامات وهم : الخوف والرجاء والحياء 
والانس واليقين » وكذلك في البيت الثاني من البيتين التاليين : 
أراقبه » وهو الرقيب بخاطمري وفيه له مني عيون. وأعوان 
وبينالرجاءوالخوفءوالانسوالحيا بقلبي جنان من هواه وليران 
ش * # ا 
أراقبه في حالة الخوف والرجا وأصبح بين الحالتين كنا أمسي 
اذا قبضتني دونه وحشة الحياا دعاني اليه الشوق في وحشةالالس 
وأضبح قليي مستقر يقينه المهده القدسي في كوني الحسي 
+ ب ب 
أنسي بذكرك من ناسيك أوحشني وفيك عابنت فقدي عين وجداني 
. يامن بقائي لنفسي في الفناء له آدم علي فناء فيك أبقالي 
هذا هو التصوف العملي ف الاسلام الذي يقوم على المرتكزات الثلائة 
الزهد » ومراقبة الله » وعدم الغفلة عن ذكره ٠‏ وقد اجتمع ب كما رأينا ب علد 
المكزون بكل شروطه ٠‏ 


ل[ 2-161 


التصوف النظري الفلسفي 
عنل المكزوت 

علمنا بعد الدراسة والتتبع والمقارنة » ان المكزون من مدرسة « التصوف 
العملي » في الاسلام » فهل أخذ بالتصوف النظري التفلسف » والى أي ميدى ؟؟ 

ظهر التصوف النظري © وتسربت الاراء الفلسفية الى أقوال المتصوفين بعد 
القرئين الهجريين الاول والثاني » أي ق أوائل القرن الثالك الهجري وما بعدهء 
وذلك بفعل اتتشار الاراء الفلسفية في البيئة والمجتمع الاسلامي » وخاصة بعد 
توسع السلمين المشستغلين بالمنطق في المسائمل الفقهية : واعمال العقل في الاصول 
والفروع المتبعة » واخضاع المسلتمات الاولية الى القياس » والجدل والمقارنة ٠‏ 

ومن هنا تشعبت الاراء » وتكونت الفئات والجماعات تنيجة لهذاالتشعب 
والاختلاف » فكانت الفرق » وكانت المذاهب » وكان للسياسة الدور الكبير في 
توسيع شقة الخلاف » وترسيخه » ووضع قواعده » ووجدت العناصر مجالا 
لنشاطها ومتنفساآ لنزعاتها ٠‏ 

يقول غوتيه : بحق يجب التفريق بين ثلاثة أنواع من المذاهب الصوفية 
ف الاسلام وهي : 

» التصوف الديني المحض الذي لا يخرج عن حدود السنة الاسلامية‎ ١ 
والذي يمثل اتجاه المتعبدين الى حياة التقشف والزهد والتأمل » وهذا ليس‎ 
٠ سوى عبادة دينية محضة » ولا بمكن اعتبارها مذهبا فلسفيا‎ 

؟ - التصوف الفارسي » أو الهندي » الذي نراه عند بعض التحمسين امثال 
الحلاج والبسطامي » وابن الفارض » والذي يتعارض قليلا وكثيرا مع الاسلام 
لانه ينتمي في الحقيقة الى مذهب « وحدة الوجود » ٠‏ 

التصوف حسب منهب الافلاطونية الحديثة » وهي ادراك ما بعد 
الطبيعة بطريقتين : 


1٠64 -‏ د 


الاولى : البحث والنظر ء 
والثانية : الذوق بالمشاهدة » أو الكشف ٠‏ 
# دصر 
ويتضح الطابع السياسي في المسائل العامة من تناقضها ؛ وعسك هذا 
الثناقض ؛ فهناك » باطن وظاهر » نص وتأويل » شريعة وحفيقة » مجبرة ومفوضة» 
مجسمة ©؛ ومعطلة”» فكأن كل فئة من هذه الفرق » وأصحاب هذه الآراء نود أن 
لا تلتقي مع الاخرين » وتنعمد أن لا تتلاقى فكريا مع غيرها ؛ لالها نعتفد ألها 
تشكل طرفا في القضية » وطرفا القضية هما السلب والابجاب » 
لم يكن الامير حسن المكزون بعيدا عن المعسكرين المتصارعين على المستوى 
الفكري » والمستوى السياسي » فهو مسلم شيعي ؛ أمامي » اثنا عشري » يمثاز 
قبل كل شيء ب بما تمتاز به الشيعة الامامية في تاريخها السياسي » ولكنه 
يقول بالتنزيل والتأويل : 
وظفرت بالتنزيل والتاويل في ال توراة والانجيل والقرآن 
خا علا عاو 
واني بتنزيل المحبة عالم وفٍ سر تأويل المحبة راسسخ 
ويقول بالظاهر والباطن : 


مز عاو 
في ظل ظاهره ثووا فمشور في قصد باطله » وآخر ملجد 


لانتي في حالة الظاهر وال باطلن للمشهد بالغيب مقر 


ولي علم فيه »؛ وعلم بباطن لظاهره طود على العقل شام 
: 35 
فباطن قولي في المصين فاهر2 ولكنه عند البهائم مبهم 


سد ١606‏ سد 


ويقول بوحدة الحقيقة والطريقة » أو الشريعة » والحقيقة 
واصبحت طريقتي حقيقصة سارت بها فرق الجمع السر 
وبهذا لا بسكن ضمه لاصحاب التنزيل لانه يقول بالتأويل » ولا لاصحاب 
التأويل لانه يقول بالتنزيل + ولا لاصحاب الظاهر لانه يقول بالباطن » ولا 
لاصجاب الشريعة لانه يقول بالحقيقة » كما لا يسكن اعتباره من الفئة الثائيسة 
تأويلا » وباطنا وحقيقة لانه يقول بقول معارضيها +* 
واذن فنحن أمام ظاهرة جديدة متميزة عن كل الظاهرات الفكرية والمذهبية 
ائتي عرفتها تلك الحقبة من التاريخ الاسلامي 
اذا عرفنا هذا فاتتا تكون قد اهتدينا الى الطريق التي توصلنا الى معرفة 
ذلك « التناقض »© الذي نلسه في بعض أقوال الكزون »© وتتضح لتنا تلك 
« الازرواجية اكنضادة » التي بقول بها : 
فبالوقت الذي نراه يقول بثنائية الشريعة نجده مرتبطا ارتباطا وثيقا 
بالكتاب والسنة » منكرا أقوال من يقول : ان الحقيقة تبطل الشريعة : 
أمي الشريعة » والمقيم لقنا آبي "اشر نهنا كلقسم نبوا 
أأعق والدتئ » وأنكر والدي والى عداي أفر من أعواني ؟؟ 
وأفر من أنسي الى وحش الفلا 2 أن كنت ذاك فلست بالانسان !! 
أليس ف هذا الاستفهام الانكاري : أأعق » أتكر » أفر » ما يدل على مدى 
استنكاره لآراء القاملين بأن الحقيقة قبطل الشريعة » أو تقوم مقامها » وتنكبه 
عن طريقهم » وشدة انحائه عليهم باللائمة » وخاصة أصحاب « العزلة » منهم ٠٠‏ 
ان كنت ذاك فلست بالانسان +٠‏ 
ومدعي القرب الى ربه ومنه بالبعد بسدا القرب 
كمستسن الزور » أو رافض السسيتة مقرون يب هالسب 


166 عبد 


وفي الحين الذي نراه فيه ينكر على « المؤولة » تتكرهم لظاهر الشرع نجده 
يخالف « الحرفيين » ف فهم الشريعة والكتاب : 1 
وبأثطافها اليما دعتتني وآرتني نزولها في سمائي 
بكتاب فيه شفاء اكتئابي من وعيد القلى » ووعد اللقاء 
ناطق » صامت » مبين » معسى كاشف » ساتر » قرب » قناء 
ظاهر » باطن » أنيق » عسيق) شاهد» غائمبٍ » عن الاغيياء 
محكم » ذي تشابه » واتتلاف في اختلاف الآيات » والاجزاعء 
فهذا « التعريف » للكتاب » وهذه الاوصاف »؛ مبين » معمى » كاشف ساتر» 
ظاهر باطن » تخالف أقوال « الحرفيين » وأصحاب « النص © » وتتفق مم 
آراء « الموولة » وأرياب البواطن ٠‏ 
ومن « الازدواجية المتضادة » التي سبقت الاشارة اليها قوله : 
اناد سما مووي اف قر ور 
ومنزه » ومشبيه » وموحد ) ومعدد » ومقرب وميكد 


ومفوض والجبر غير مجاحد عندي » لان عيانه لا يححد 


ومكلف ومرقه »© وميصّر ومبصكّر » ومئلق“تد ومقاكعد 
متفلسف متصوف » متستن متشيع » ذو رغية متزهد 


فهذه « الثنائية » المتناقضة .كيف يمكن تفسيرها ؟؟ 

للاجابة على هذا التساؤل نقول : 

ان للمتصوفين المتفلسفين حيلا واستطاعة وقدرة على الجمع بين الاضداد» 
ولا يصعب عليهم التوفيق بين المعاني المتنافرة » والتأليف بين الصور المختلفة » 


اا سس ببح ب بببببببيبحيبيببي 
)١(‏ رفع الاسم بعد مصدر فعل الكون © وحقنه النصب » لان الياء هي الاسم لفعل 
آلكون © من باب أضافة المصيدر الى إسمه ٠.‏ 

آ[|[#ا لإا مه 


١‏ ب لان عدم تقيدهم بالنص الحرفي ‏ أو المعنى المباشر للكلمة يسهل عليهم ذلك» 
فهم يلقلون الكلمة من اطار المعنى اللغوي الى مدلولات تصورية عقلانية ٠‏ 
؟ - ان نظرتهسم العامة للوجود والموجودات » ومحاولتهم التوحيد بين 
أعبالها المتعددة ب على ما ببنها من اختلاف وتضاد ‏ يساعدهم على المواءمة بين 
الافكار » والصور المتضادة ٠‏ 0 
م« #6 هذا من جهة » ومن جهة أإجرى فان المذاهب: السياسية والفكرية 
المختلفة تنلاقى في كثير من النقاط العامة » أو الفرعية » وتتباعد في كثير منها » 
أصلية:» أو فرعية ه 7 

وهذا التلاقي والمتاركة » والتقارب والتباعد لم تأت كله من طبيعة هذه 
المذاهب ؛ وائما جاء من الاغراض والغايات الخاصة » فكثيرا ما يدخل أنصار 
مذهب سياسي » أو فكري عليه أقوالا وآراء ليست من طبيعته » ولا من جوهره 
وقد تنكون منافية للحقيقة والواقع ٠‏ 

اذا انطلقنا من هذه النظرة استطعنا أن نفهم تلك « الثنائية » التي تظهر 
لنا متناقضة لاول وهلة عند المكزون » وتجد المبرر المنطقي + والو قعي لها ٠‏ 

فالمفوضة والمجبرة » والفلاسفة والمتصوفون » والمنزهة والمشبهة » والموحدون 
والمعددون » وءوء الخ ٠‏ كل فئة من هؤلاء لديها خليط من الحقائق والاساطير» 
ومزيج من الحق المجرد » والنزعات الخاصة » ولا يمكن لاية منها أن تدعي ‏ الا 
تعصبا ‏ أن آراءها ‏ كل آرائها ب معصومة من الخطأ » بعيدة عن التاثر 
بالنزعات السياسية فيما تقول » وتعمل » وتعتقد ٠‏ 

اذا سلمنا بهذا ب ويحب التسليم به بداهة ‏ وعلمنا أن المكزون يشايم 
كل فئة من هذه الفئات » ويتلاقى معها » ولا يتأبى عن ملابستها في ذلك 
« الح المشنترك »© الذي بلتقون به © ولا يختلفون فيه . 


لم6١‏ لدم 


ولكنه عندما ينظر اليها من وجهة نظرها السياسية » ويرى أنها 
ب من هذه الناحية ‏ تتجاوز « الحق المشترك » وتقطعم هذه الوشيحة التي 
تشدها الىغيرها » فانه يصب عليها غضبه » ويعمل فيها تقدا وتجريحا » ويصبح - 
ممدذوحه بالامس »© مهجوه اليوم » وفٍ كلتا الحالتين بقى رائده « الحى > 

فاذا قال : انه مشهد » مغيب » واصف مجرد » منزه مشيه » موحد معدد » 
مجبر مفوض » متفلسف متصوف » متسئن متشيع »راغب زاهد» الى آخر هذه 
النقائض فانه يعني ذلك « الحق المشترك »© بين الجميع . 

واذا أتكر على بعضهم 4 أو تحامل على الجميع فبقدر ايتعادهم عن هذه 
الحقيقة المشتركة بينهم » وجنوحهم الى أهوائهم و نزعاتهم 2 


لما لما لما 
حاول المعري أن يقف هذا الموقف من الآراء العامة في مجتمعه فعدد حسنات 


أقوام » ولهج بسيئات اخرين » ثم انقلب على من مدحهم بالامس فاشتغل بتعداد 
مساوئهم » ونشر مثالبهم عملا بالمبدأ القائل « وبضدها تتمير الاشياء » وماذلك 
الا لان لهؤلاء وآولئك سيئات وحسنات » فهو صادق قِ امتداح الحسئات » 
ومدذمة السيئات ٠‏ 

هذا مع الفارق الكبير بين شطحات المعري واجترائه » وضياعه أحيانا » 
وبين التزام المكزون » وصحة عقيدته » وصفاء فكرته » وبعد نظرته ٠‏ 

واعتقد أنني اهتديت الى أقرب الوسائل » واسلم الطرق » وأوضحها » 
للوصول الى فهم ظاهرة « جمع التضاد © أو « الثنائية المنناقضة © في اتحصاه 
المكزون الصوف - الفلسفى ٠‏ 

انه بأخذ براي الفرقين التسازفين أحيانا لان هناك « حقا مشتركا »© . 

أو يعتزلهما لتنكبهما طريق هذا « الحق » ٠‏ 


دالؤه1 لب 


أو بعتد يفول أحدهما » وينيذ الآخر ٠‏ 

ينكر على هؤلاء أشياء » ويشايعهم في غيرها ٠‏ 

ويعيب على اولئك أمورا » ويبتدحهم في أمور ٠‏ 

وهو في كل ذلك يتوخى الرأي الممحص » والنظرة العلمية ٠‏ 
واليك هذا العرض لاركان الاسلام العم + زعذا التمتوم الصترق 


لمعانيها » ومقاصدها ء وغاياتها ٠‏ 

واسلم كاسلامي لها تسلم بها 
وان عراك خبل في قصدها 
وعذ'بها من .غفلة عن أمرهما 
واعئل بمسئون الهوى في ملتسي 
واسلك سبيلى في هواها نحوها 
واتخذ القبلة شطر نهنا 
وقل اذا قمت على صلاتها : 
وجهت وحهي للتىي جمالمما 
معان منافا لا تسسيةا 
واتل سناها راكعا وساجدا 
ردم على فعل الصلاة تتصل 
وصم لها بالصون للسمر الذي 
لالض :و كتين تركينيا 
وزر حمى حل به جمالها 


في قصدها من العناء والكلل 
فاتل” أساميها يزل عنك الخبل 
في سترها تعقب في الكشف الخجل 
وارفض فروض غيرها من الملل 
ولا تمل دون الحمى الى الطلل 
فهى لاهل العشق من أرضى القبل 
حي على خير الملاة » والعيل 
عن جهة الاوصاف بالتحديد جل 
معتصسا بحبلها من الزلبل 
عساك تحظى :تون ولعل 
بين اليها بالصلاة قد وصل 
خيلت منةا عد جهون ف حخسيل 
وها ظيسة: من معائسه: التتسيل 
الى موالهيا بنا عنك ففسنل 


تستغن عن حث الثرى الى الجبل 


هع[ سد 


ولا تزر معهد ربع قد خلا وزر حمى عنه سناهها ما اتتقل ' 
فذلك الحج الذي ان ننه تت حجا لم تله بالابل 
واجهد على مرضاتها النفس » وكن 2 مجاهدا بالسيف فيها من عذل 
وكن لما أشرعته في حبهنا متبعاء مطرا عنك الكسقسل 
ترق الى الباطظن من ظاهر ما اشرعته » فعندها اصمت واعتزل 
واقطم آخا الجهل » وصل كل فتى 2 شب على دين الفرام » واكتهل 
فهذا النمط من السلوك والعرفان يجمع بين التصوف العملي » والتصوف 
النظري الفلسفي . بين الظاهر وبين الباطن » بين الشريعة وبين الحقيقة » بين 
التنزيل وبين التاويل ٠‏ 
وهذا «الجمع» بين لوني التصوف العملي والفلسفي حينا » والتنكرلاحدهما 
حينا آخر © واتخاذ المأوقف العتدل بينهما احيانا » بجعلنا نقرر أننا امام لون ثالت 
من التصوف . 
ان محاولة الجمع بين الفلسفة بنت العقل والبحث والنظر » وبين الدين ابن 
العاطفة والالهام لهو المخرج الوحيد لكليهما - الفلسفة والدين ‏ من نطاق 
المعاداة والتلاحي ٠‏ 
انه طريق جديدة لخلق « سلام » بينهما » وايجاد جو ملائم يتفاعل فيه العقل 
والعاطفة فيتم بذلك للنفس التوازن والاأستقرار » والطمأنينة والسكينة » ويبتعد 
الانسان بفكره وعقله » وعواطفه » عن تلك الهزات العنيفة التي شيرها تناف العقل 
والعاطنة » أو الفلسفة والدين ٠‏ 
ان المكزون ليستخلص الفلسفة بوساملها المنطقية » وبواسطة ملكاتهالعقلية» 
ثم يتناول هذا الذي حصل عليه نتيجة هذا الاستخلاص فيمحصه بالعقيدة حتى 
يبلغ به مرتبة عالية من الكمال واليقين ٠‏ 


١١م د‎ 161١0- 


وكل همه أن يجد الاساس العقلي للعقيدة » والتوفيق بين الحقيقة والطريقة» 

ومع تطبيقه عمليا كل مقتضيات الشريعة » فانه يبوغفل ‏ أحيانا ‏ في 
الاستبطان فيضفي على الشريعة روحية عميقة تنيجة لاشتغاله المتواصل بالتصوف» 
وتمكنه من أسراره + 

ويمتاز بعمق الايمان الديني المنطلق من الاساس العقلي » الذي يضم كل 
المعاني السامية في كل الاديان مما جعله قادرا على استنباط كل الدقائق الروحية 
في كل الاديان ٠.‏ 

كل حرف من « الكتاب » كتاب 2 محكم ما لحكيه الدهر نسخ 

وبنشري مطويهء لنهار الكشاف من غيهب الفواية سلخ 

ولارواح كل من راح مرتا حااليه » من واهب الروح تفخ 

واذن : 

فالتصوف العمئي 7+ التصوف النظري + العقيدة - تصوف الكزون ٠‏ 

والدين .+ العقل ب الفلسفة - فلسفة المكزون . 


"ةا مده 


المصطلحات الصوفية 

للصوفيين مصطلحات وتعابير هي في الواقع » أو في الاعم الاغلب تؤدي 
معاني نفسية » أو وجدانية » وروحية » وأخلاقية » واجتماعية » ونورد هنا بعضا 
منها » ليسهل على متتبع آثارهم » ودارسي أديهم » فهم بعض معانيهم ٠‏ 

٠ المرقد : المتحرد عن ارادته » أو الطالب‎ ١ 

؟- المراد : المجذوب عن ارادته مع تمي الامور له » فجاوز الرسوم 
والمقامات بغير مكابدة ٠‏ 

سم السالك : الذي مثى على المقامات بحاله لا بعلمه ٠‏ 

4 ب السقر : عبارة عن القلب اذا آخذ في التوجه الى الحق ٠‏ 

ه ‏ المسافر : هو الذي سافر بفكره في المعقولات والاعتبارات ٠‏ 

٠ ل الطريق : عبارة عن مراسم الحق المشروعة التي لا رخصة فيها‎ ٠ 

7 الوقت : عبارة عن حالك في زمان الحال » لا تعلق له بالماضى » ولا 
بالمستقبل + ْ 

الادب : ويريدون به أدب الشريمة » أي الوقوف عند رسومهاء 
وهنا افى الخد وها انل لعن + 

هل المقام : عبارة عن استيفاء حقوق المراسم على التمام ٠‏ 

٠‏ الحال : وهو ما يرد على القلب من غير تعمد » ولا اجتلاب » أو تغير 
الاوصاف على البعد ٠‏ . 

١‏ - الاتزعاج : وهو أثر المواعظ في قلب المومن » وقد يطلق ويراد به 
التحرك للوجد والانس ٠‏ 


-15 ند 


٠١‏ القطب : وهو الغوث عبارة عن الواحدٍ » الذي هو موضع نظر الله 
من العالم في كل زمان ٠‏ 
الاوتاد : عبارة عن أربعة رجال » منازلهم على منازل اربعة أركان 
العالم » شرق » غرب » شمال » جنوب * 
- الابدال : هم سبعة » ومن سافر من القوم عن موضعه » وترك جسدا 
على صورته حتى لا يعرف أحد أنه فقد » وذلك هو البدل ٠‏ 
موديو الذين استخرجوا خيابا النفوس » وعددهم ثلاثمائة ٠‏ 
1 : وهم أربعون » وهم المشغولون بحمل أثقال العالم ٠‏ 
الامامان : وهما شخصان أحدهما عن يمين الغفوث » ونظره في 
الملكوت » والثاني عن شماله ونظره في الملك » وهو أعلى من صاحيه الذي يخلف 
الغوث ٠‏ ' 
المكان : عبارة عن متازل في البساط » لا تكون الا لاهل الكمال » 
لذين تحققوا بالمقامات والاحوال وجازوهما » أما المقال الذي فوق الخال 
والجلال فلا صفة له » ولا نعت ٠‏ 
القبض : حال الخوف في الوقت » أو وارد دعل القاب » يوجب 
0 : أخذ وارد القلب + 
9 البسط : هو حال من يسع الاشياء » ولا بسعه شيء » وقيل : هو 
حال الرجاء + وقيل : وارد يوجب الاشارة الى رحمة وأنس ٠‏ 
١‏ - ألهيبة : هي أثر مشاهدة الله في القلب » وقد يكون عن الجمال الذي 
هو جمال الجلال ٠‏ 
+7 ب الانس : أثر مشاهدة عال الحضرة الالهية في القلب » وهو جمال 


الجلال ٠‏ 
154 سد 


٠»‏ التواجد : استدعاء الوجد » وقيل : اظهار حالة الوجد من غير وجدء 

٠ الوجد : ما يصادف القلب من الاحوال المغنية له عن شهوده‎ ٠4 

ه؟ ‏ الوجود : وجدان الحق في الوجد ٠‏ 

# الجلال : من نعوت القهر من الحضرة الالهية ٠‏ 

7؟ ‏ الجمع : اشارة الى حق بلا خلقء 

م»؟ب جمع الجمع : الاستهلاك في الكلية في الله ٠‏ 

# البقاء : رؤية العبد قيام الله في كل شيء ٠‏ 

م # الفناء : عدم رؤية العبد لفعله بقيام الله في ذلك ٠‏ 

١م‏ # الغيبة : غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ٠‏ , 

عم الحضور : حضور القلب بالحق عند الغيبة عن الخلق ٠‏ 

سم # الصحو : رجوع الى الاحساس بعد الغيية بوارد قوي ٠‏ 

:م السكر : غيبة بوارد قوي ٠‏ 

ممع _ الذوق : أول مبادىء التحليات الالهية ٠‏ 

م # الشرب : أوسط التجليات * 

بم القرب : القيام بالطاعة » وقد يطلق القرب على حقيقة قاب قوسينء 

مع المحو : رفع أوصاف المادة » وقيل : ازالة العلة + 

هم الاثبات : اقامة احكام العبادة » وقيل : اثيات المواصلات ٠‏ 

٠‏ ب البعد : الاقامة على المخالفة » وقد يكون منك » ويختلف باختلاف 
الاحوال ٠‏ 

الحقيقة : سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه ٠‏ 

؟غ ‏ الخاطر : ما يرد القلب والضمير من الخطاب ربانيا » أو ملكيا » أو 


تفسيا » أو شيطانيا » من غير اقامة » وقد يكون لكل وارد لايد لك فيه ٠‏ 
تت ©1559 سد 


م؛ ب علم اليقين : ما أعطاه الدليل ٠‏ 

- عين اليقين : ما أعطته المشاهدة ٠‏ 

س حق اليقين : ما حصل من العلم بما أريد به ذلك المشهود ٠‏ 

5 - الوارد : ما يرد على القلب من الخواطر المحمودة من غير تعمل » 
ويطلق بازاء كل ما يرد على القلب ٠‏ 

47 - المشاهد : ماتعطيه المشاهدة من الاثر في القلب » لذلك هو الشاهد » 
وهو على حقيقته ما يظهر للقلب من صورة المشهود ٠‏ 

48 ب الروح : يطلق بازاء الملقى على القلب من علم الغيب على وجهمخصوص 

ب السر : يطلق فيقال : سر العلم بازاء حقيقة العالم به » وسر الحال 
بازاء معرفة مراد فيه » وسر الحقيقة ما تقع به الاشارة ٠‏ 

٠ه‏ ب الوله : اقراط الوجدء 

٠ الوقفة : الحبس بين مقامين‎ ١ 

؟ه ل الفترة : خمود نار البداية المحرقة ٠‏ 

جه التجربة : إماطة السوى والكون عن القلب ٠‏ 

4ه - التفريد : وقوفك بالحق معك ٠‏ 

هه ل اللطيفة : كل اشارة دقيقة المعنى تلوح في الفهم » لا تسعها العيارة » 
وقد نطلق بازاء النفس الناطقة ٠‏ 

5ه الرياضة : رياضة أدب وهو الخروج عن طبع النفس » ورياضة طلب 
وهو صحة المراد له » وبالجملة هي عبارة عن تهذيب الاخلاق النفسية ٠‏ 

/اه د المجاهدة : حمل النفس على المشاق البدنية » ومخالفة الهوى على 
كل حال ٠‏ 


ا د 


4ه الذهاب : غيبة القلب عن حس كل محسوس ببشاهدة محبوبه» 
كاعنا المحبوب من كأن ٠‏ 

ده الزاجر : واعظ الحق من قلب المومن » وهو الداعي الى الله ٠‏ 

.5 ب السحق : ذهاب تركيبك تحت القهر ٠‏ 

٠ المحق : فتاوك في عينه‎ +١ 

؟> ل الستر : كل ما يسترك عما يفنيك » وقيل : غطاء الكون » وقد يكون 
الوقوف مع العادة » وقد يكون الوقوف مع تتائمج الاعمال ٠‏ 

م التجلي : ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب * 

4< # التخلى : اختيار الخلوة والاعراض عن كل ما يشغل القلب * 

3 المكاشفة : تطلق بازاء الامانة بالفهم » وتطلق بازاء تحقيق زيادة 
الحال » وتطلق بازاء تحقيق الاشارة ٠‏ 

- المشاهدة : تطلق على رؤية الاشياء بدلائل التوحيد » وتطلق بازاء 
رؤية الحق في الاشياء » وتطلق بازاء حقيقة اليقين من غير شك + 

> ل المحادثة : خطاب افحق للعارفين من عالم الملك والشهادة كالنداء 
من الشجرة لموسى ٠‏ 

ل السامرة : خطاب الحق للعارفين من عالم الاسرار والغيوب ٠‏ 

د اللوائح : هي ما يلوح من الاسرار الظاهرة من السمو من حال » 
وعند ابن عربي : ما يلوح للبصر اذا لم يتقيد بالجارحة من الانوار الذاتية » 
لا من جهة القلب + 

٠‏ الطوالع : آنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة قتطس 
سائر الانوار ٠‏ 


/6"] سد 


٠ ل اللوامع : ما ثبت من أنوار التجلي وقتين » وقريبا من ذلك‎ ١ 
ب البواده : ما يفجا القلب من الغيب على سبيل الوهلة » اما لموجب‎ 7+ 
٠ فرح » أو لموجب ثرح‎ 
عب ب الرغبة : رغبة النفس في الثواب » ورغبة القلب في الحقيقة » ورغبة‎ 7” 
* السر في الحق‎ 
الرهبة : رهبة الظاهر في تحقيق الوعيد » ورهبة الباطن لتقليب العلم‎ 4 
٠ ورهبة لتحقيق آمر السبق‎ 
* هب الاصطلام.: نوع وله يرد على القلب فيسكن تحت سلطانه‎ 
ب الغربة : تطلق بازاء مفارقة الوطن في طلب المقصود » وتقال الغربة‎ 74 
في الاغتراب عن الحال من النفوذ فيه » والغربة عن الحق غربة عن المعرفة من‎ 
٠ الدهشة‎ 
ل الهمة : تطلق بازاء تحريد القلب للمنى » وتطلق بازاء أول صدق‎ 7 
٠ المريد » وتطلق بازاء جمع الهمم لصفاء الالهام‎ 
» ل الفتوح : فتوح العبادة في الظاهر » وفتوح الحلاوة في الباطن‎ 7. 
٠ وفتوح المكاشفة‎ 
ها ب الوصل : ادراك الغائب ء*‎ 
٠ م الورقاء : النفس الكلية‎ 
٠ الغراب : الجسم الكلى‎ م١‎ 
٠ م ل الشحرة : الانسان الكامل‎ 
٠ م ب الدرة البيضاء : العقل الاول‎ 
٠ 4م ل الزمردة : النفس الكلية‎ 


8م138 د 


م الحرف : اللغة » وهو ما يخاطبك به الحق من العبادات ٠‏ 
كم السكينة : ما تجده من الطمأنينة عند تنزل الغيب ٠‏ 

+م ‏ - الصعق : الفناء عند التجلي الرباني * 

هم المخدع : موضع ستر القطب عن الافراد الواصلين ٠‏ 
هم الحجاب : كل ما ستر مطلوبك عن عينك ٠‏ 

هبه الاتحاد : تعبير الذاتين :واحدة » ولا يكون الا في العدد ٠‏ 
آه ‏ الضياء : رؤية الاعيان بعين الحق ٠‏ 

؟هة ب العموم : ما يقع من الاشتراك في الصفات ٠‏ 

بيه الخصوص : أحدية كل شيء ٠‏ 

4ه الغيب : كل ما ستره الحق عنك منك » لا منه ٠‏ 

هة ث العارف : من أشهده الرب نفسه فظهرت عليه الاحوال ٠‏ 
كب العالم : من آشهده الله ألوهيته .وذاته » ولم ,يظهر عليه حال ٠‏ 
بيه ب الباطل : هو العدم ٠‏ 

مه الكون : كل أمر وجودي ٠‏ 

هذ ب الرداء : الظهور بصنات الحق ٠‏ 

٠ ب الكمال : التنزيه عن الصفات وآثارها‎ ٠١ 

٠ البرزخ : العالم المشهود بين عالم المعاني » وعالم الاجسام‎ - ٠١ 
٠ الثلتك : عالم الشهادة‎ ٠ 

٠ ب الملكوت : عالم الغيب‎ 1٠٠١+ 

6 9 امثل : هو الانسان » وهي الصورة التي فطر عليها ٠‏ 
٠٠‏ العرش : مستوى الاسماء المقيدة .٠‏ 


هك ب 


- الكرسي : موضع الامر والنهي + 

٠ ل العيد : ما يعود على القلب من التحليات باعادة الاعمال‎ ١١7 

م١٠‏ الحد : الفصل بينك وبينهء. ٍ 

٠‏ - التصوف : الوقوف مع الاداب الشرعية ظاهرا » وباطنا هي الخلق 
الالهية » ويقال بازاء اتيان مكارم الاخلاق » وتجنب سفاسفها 297 ٠‏ 

ولقد بلغت هذه المصطلحات عند ابن عربي مائة وثمان وتسعين مصطلحا ٠‏ 

وهناك اصطلاحات أخرى متعددة في تعريفات الجرجاني » وكلها تمشل 
المعقولات أكثر مما تمثل المحسوسات » وتشكل قاموسا خاصا بالقوم لا يستطيع 
فهم عبارتهم من لم يكن ملما به * 





)١( 1‏ وسائل ابن عربي » مصطلحات الصوفية ©» والجرجاني في التعريفات 5 


ءلال اس 


ءِ 
مقامات الصوفة واحوالهم 

يسمي الصوفية مسيرهم في الحياة الروحية سفرا » أو حجا » ولهذه المسيرة 
مقامات » ويسموتها ‏ أحيانا ‏ الاميال » وهي : 

التوبة ؛ الورع ؛ الزهد » الفقر » الصبر » التوكل » الرضاء وهي في 
عرفهم ‏ مقامات الصالحين ٠‏ 

وللصالحين أحوال كما لهم مقامات » وهي : 

المراقية » والقرب » والمحبة » والخوف »ء والرجاء » والشوق » والانس » 
والطمأنينة » والمشاهدة » والبقين ٠‏ 

وأقصى حال توصل اليها السالك تسمى « جمع الجمع » ونتحول السالك 
فيها الى يب طيعة تسجل ما يملى عليها من وحي الله ٠‏ 

ويطلقون على أنفسهم أسماء وألقابا عرفوا بها مثل : العارفون » الموحدون 
المحبون » العاشقون » الاتحاديون » أهل المعرفة » أهل العرفان » أصحاب 
الحقيقة » رجال الطريقة » آهل العشق » أصحاب الحريدة » أصحاب المسكئة » 
أهل الله » أهل الاسرار » أرباب الحب » أصحاب الخرق » أرباب العكاكيز » 
أصحاب الدهليز » الدراويش » أرباب المكاشفة » أرباب المشاهدة » أصحاب 
التسامي » أصحاب الخلوة » آهل الجلوة ٠‏ 

وبطلقون على شيوخهم ألقابا وأسماء مثل : القطب الرباني » الصارف 
بالله » لسان الغيب » سلطان العاشقين » الشييخ الاكبر » الغوث » البير » أو 
بير المشائخ » وسيد الوقت » وغير ذلك ٠‏ 


-ب 191 سدم 


العو له لصوي 1 


تفسير الكلمة يكون محدودا بحدين : 
الآاول *: : 
مدلولها ومعناها الاستعمالى من حقيقة ومجاز وكناية » فلا يمكن تفسير 
كلمة الا يحدود محتواها ومدلولها » فاذا تعدينا هذا الحد أصبحت الكلمة «رمزا» 
وتنغير دلالتها الوضعية » وتتحول الى الدلالة العقلية +٠‏ 

الثاني : | 

هو مستوى معرفة المتكلم » وقصده من التكلم والكلام » حيث لا يسكن 
أن تفسر كلام شخص بمعنى لا يعرفه » أو بحقيقة لم يصل اليها ٠‏ 

وكلما ارتفم مستوى معرفة المتكلم » وازداد علمه وثقافته » ارتفعت معاني 
ككلمه ؛ وكثرت مدلولات ألفاظه ٠‏ 

أما الكلام الالهي فلا يحدت تفسيره بالحد الثاني لان علم الله كما 
يقولون ‏ عين ذاته 210 ع ولا حد له ٠‏ والقائلون بذلك هم المعتزلة والشيعة ٠‏ 








)١(‏ كثر الخلاف » 0 الاقوال حول الذات والفعل الالهيين 

فمن قائل ٠‏ ن صفات الله الفعلية والفاعلية هي عين ذاته © لثلا يكون 
هناك فصل بين الذات 00 » ويرون أن أفعاله قديمة بقلمه '. 

؟ ‏ ويرد آخرون : أن الفعل متأخر عن الفاعل » لانه وصف للموصوف » 
والوصف لاحق . 

« ب ويرد آخرون : اذا كان الفعل متأخرا فيكون حاذثا » وبذلك يكون 
الخالق مكانا للحوادث . 

؟ ‏ ويرى قوم : أنه اذا كانت الافعال قديمة فيكون هناك تعدد للقدماء . 

هب ويرى غيرهم : أن الافعال لاحقة بالعقل الفعال الذي ابدعه الخالق 

>46 


ب 1905! سد 


والفعل بمعئاه التاردخي » ان كان 2 محازنًا « دل على الممتقدات ٠‏ 

وان كان « معنويًا أخلاقيا » دل على الاعمال ٠‏ 

وان كان « صوفيكاً » دل" على الآمال ٠‏ 

و « المجازيّة » تصوير اصطناعي قليل » أو كثير » لعموميات ومجردات 
تمكن معرفتها » والتعيير عنها بسبل أخرى ٠‏ 

أما « الرمز » فهو التعبير الوحيد الممكن للمرموز اليه » أي للمعنى الذي 

ويقوم الادراك الرمزرى شحويل المعطيات المياشرة ‏ الحسيكة واللتفظية ب 
وبحلها شفانة » اذ يدون الشفاقية المتحققة هذه يصير من المستحيل المرور من 
مستوى” الى مستوى” آخر 6 وينعدم التأويل الرمزي لانعدام المعنى والمحل ٠‏ 

ويقال : ان كل دين أصله رمز +٠6‏ رمز قابل الى ما لا نهاية له من أنواع 
بالبقاء ٠‏ ظ 
46> 
ب وهو فغله ‏ وفوض اليه خلق.الوجودات جزءا وكلا © فهو ٠‏ محدث » عشاد 
فاعله « قِديم » بالنسبة للموجودات . 1 

1 ل ويقول غيرهم : اذا كان العقل الفعال هبو «.فعل » الذات فهل الفعل 
هذا قديم بقعدم الذات » أم لاحق وحادث » بالنسبة للذات . ' 

فان كان قديما يقدمها فد أصبح هناك قديمان . 

وأن كان لاحقا وحادثا فقد أصبح الخالق مكانا للحوادث »© وكلا القولين محال 

وان كان لا قديما ولا حادثا فقد بطل القول © وفققد الاستدلال » وبطلتالححة 

وان قلت : ان النرات والفعل شيء واحد فقد حرأت الذات الى ذات وفعل 
حيث نناقش كل الاقوال في هنما الموضوع »© ونقارن بينها .. 








2 


أما النزعات التي تحاول أن تأسر نفسها بمعناها الاولي » وممهومها اللفظي 
المباشر » فانها نشبه الازمة في الحياة الروحية لعدم حيويتها وتطورها ٠‏ 

بقول السيد المسيح : اني أذهب الى أبي وأيكم ليبعث اليكم «البارقليط» 
الذي ينبتكم بالتاويل290ء* 

وبعض الفلاسفة كان يتعمد الغموض والايهام ٠‏ 

قال هرقليطس عن تفسه : انه لا يفصح عن الفكر » ولا يخفيه » ولكنه 
شين اليه ٠‏ 

وهذا ابن سينا سمى بعض كتبه « الاشارات والتنبيهات » ٠‏ كما نجده 
يبرر ( ثنائية » الفيلسوف الفكرية بثنائية الائبياء فيقول ما مضمونه : أنى كان 
للنبي محمد » وللنبي موسى مفاتحة العرب والعبرانيين بالحقيقة كما هي ٠‏ 

ويقول الغزالي : انه يصنف آراءه الى ثلائة أصناف : 

٠ رأي لكل سائل ومسترشد‎ ١ 

؟ ‏ رأي لا يطلع عليه الا أهل النباهة والمخلصين » والكاتمين للسر ٠‏ 

ماب رأي لا يطلع عليه أحد » ويحفظه في نفسه » لا يعلمه الا الله ٠‏ 

وهذه الاقوال تبركر وتجيز الثنائية الفكرية » وتقرتر اخلاقية الفكر 
بوجهين : أحدهما للحق » والثاني للمحاملة » ومراعاة الظروف ٠‏ 

وبعض المتصوفة والاشراقيين لاذوا بالصمت » والرموز والمجرة » ومغادرة 
الاوطان عقليا » فهم الغرباء كا كيه لازن » وابن ماجة » أو كما سمون 
أنفسهم ٠.‏ 

لقد تفضوا أيديهم من شئون المجتمع والحياة » وانسحبوا بأفكارهم » 
)١(‏ انجيل يوحنا 16---58-150؟ . 


ب 1١925‏ سد 


وهاجروا بأرواحهم » الى نعيم عوالم ما بعد الطبيعة » وبقيت منهم بين الناس 
الجسوم » وليس للجسوم آراء في شؤون المجتمع والحياة 20١‏ 

ولعل الشيعة كانت أكثر: فرق الاسلام قدرة على تعميق « الرمز » وايجاد 
قيم روحية مؤولة عن نصوصه الظاهرة في توغل مطلق لمضمونه الباطن * 

فالجاب الذي يُغتي المضمون الروحي ويشيع الحياة الخصية القوية 
يكون قادرا على اشياع النوازع الروحية ٠‏ 

وان رمزية أبن الفارض » وابن عربي وباطنيتهما وتأويلهم قد سبقتها رمزية 
الشيعة وباطنيتها وتأويلها » وقد وجد « الغنوص » الشيعي قبلهنا © ٠‏ 

يقول السهروردي : لا رد على رمز » وذلك لتوقف الرد على فهم المراد » 
ولكن المراد ‏ وهو باطن الرمز ب غير مفهوم » والمفهوم ‏ وهو ظاهره ل غير 
مراد » فالرد يكون على ظاهر أقاويلهم غير المرادة » دون المقاصد المرادة » فلهذا 
لا يتوجه الرد على الرمز9©؟ ٠.‏ 

والرمز برافق كل معاني الصوفية » فيتغزلون كما يتغزل الشعراء » ولكنهم 
يرمزون بحبهم وعشقهم للذات الالهية ء* 

ويرمزون بالخمرة والسكر للمعرفة والحب » وبالصوم عن صون الاسرار» 
وبالحياة عن المسيرة » أو الحج وعن أقطابهم بالابدال ٠‏ 

كما يرمزون « بالعين » عن الذات الالهية قط « الغين » عن الصفات» 
وبنفي تقطة الغين عن العين » بنفي الصفات عن الذات ٠‏ 





. صالح مدني في مجلة الاداب‎ )١( 
(؟) الغنوص أسم أطلق على المذااعهب المستورة والعقائد المرموزة الفارسية ب‎ 
٠. الاسلامية وتقندمت الاشارة اليه‎ 
18 حكمة الاشراق شرح قطب الدين الشيرازي ص‎ )9( 

# دولاب 


فلا أبن بعد العين » والسكر مله قد أفقت » وعين الفين بالصحو اصحت 
ويرمزون بطور التجلى عن القلب » وبجبل الطور عن الجسد » فاذا تم 
التجلي للقلب تدكدك الجبل » وتلاشى الجسد » كما حصل لمومى : 
قال : ربي أرنني أنظر اليك » قال : لن تراني ولكن انظر الى الجبل » فان 
استقر مكانه » فسوف تراني ٠٠‏ فلما تجلى ربثه .للجبل جعله دكت » وخر" موسى 
صتعقا ٠.٠‏ الآية ٠‏ ش 


يقول الفارضي : 

لقي فروفسي دسي 
ياقلتي في صسلاتي 
وسركم في ضسمسيري 
آنست في الحي نارا 
قلت : امكثوا » فلعملي 
دئنوت منهاء» فكانت 
حتى اذا ما تدافى المية 
صارت جبالي دكا 
ولاح مسر خفي 
وصرت موسى زماني 
فالوت فيه حياتي 


أتم حديشي وشئلي 
اذا وقفت أص لي 
اليه وجهت كلسي 
والقلب طلور التجلي 
يلاء فبشرت أهلي 
أجد هداي ») لمي 


نار المكلكم قبلي 


. ردوا بالني وضحين 


من هبة المتحجسلي 
يدريه من كان مثلي 
فم تجار انف كن 


وف حياتي قتلي 


ا ا 


وقول أيضا : 
وفي صعق دك الحس خرت افاقة لي النفس بعد التوبة الموسوية 
'وسيق أن أوردنا. مجموعة من مصطلحاتهم وكلماتهم الرمزية التني تحسل 
معاني غير المعاني التي يعطيها معناها المباشر » أو يعطيها المجاز » أو الكناية ) 
أو الاستعارة » ومن لم يقف على تلك المصطلحات والتعابير ودلالاتها عندهم ٠‏ 
فائه يصعب عليه . لا بل يتعذر ب وربما يستحيل أن ينهم عباراتهم » أو أن 
يصل الى ايضاح اشاراتهم » وكل من تنبع آثارهم » وما تركوه من نظم وثثر 
بلاإحظ ذلك التعقيد المتعمد في العبارة » والرمزية في المعاني » 
قال حسن رضوان 22١7‏ يصف المتصوفة : 1 
فانهم أجل من أن تفتقر2 أقوالهمم الى قياس مشتهمر 
أو اشتقاق » فلهم قانون ساروا به » وسسه مكتون 
فلفظهم أققفاله لا تقح الا بذوق + أو يكشف ينح 
فالتحربة الذوقية عند المتصوفة تضاد البحث النظري لان الاولى تقوم على 
التمثل الباطن لمضمون النصوص » بينما تقوم. الثائية على القياس والاستدلالء 
يقول المكزون : 
متى بنشق عن جسدي الفريح ونفخ في"من ذي الروح » روح ؟ 
وأخرج نافضا تتراب وأمسي ترايا »ء ويقدمني السيح؟ 
ورايات الصليب لدي قسلري وقد شهر السلاح له السلييح9© 
وانجيلي على صدري » وكفي بها كأسي » وقديسي سطيح 


)0( من منتصوفي اثفرن الثالث عشر ٠.‏ 
(؟) السليح أحد عبات النصارى »© وقيل هو ألنبي محمد «ص» لانه دعا الى الجهاد» 
وحمل السيف في سبيل اللعوة . ش 


ب[ الال/ا1 ندم م 1( 


وأحكم عقد زناري عقد 
وأسمع من سنا يوح نداء 
وأقتحم الصراط بغير شك 
وأسقى من حميم الظيل ماء 
وأقرن بالحديد الى قرين 


لحل عقود أجرامي سيح 
الى أهل الهموى أوحاه يوح 
الىى نسار لعارفها تلوح 
بهلمزاج أتراحي مزيح 
عليه بالسفينة ناح نوح 


فان فناه من ترحي مربيح 


فرضوان الجنان بشير شك على أبواب مالكها طريح 
الى أن شول : 2-2 
ورح متديرا قولي فلغزي ا( معمى عللد ذي حجير صريح 
ونظم عفيدتي في مسر دشي على عين الجهول بها قروح 
فان العجب يتولانا من هذا « المزيج » بين الدين الاسلامي والمسيحي » 
ومن اقتحامه الصراط الى النار » لا الى الجنة » وكيف يرتاح مزاجه » وتذهب 
أتراحه » لشربه من حميم الظل . شراب أهل النار ‏ وقرنه بالحديد الى ابن 
نوح الذي اداه أبوه : «ابني” اركب معنا » ولا تكن مع .الكافرين » قال : 
سآوي الى جبل يعصمني من الماء » قال : لا عاصم اليوم من أمر الله » وحال 
يينهما الموج فكان من المغرقين ٠‏ 
ولكنه يقول لنا : تدبروا أقوالي الملغزة المعمتاة » الصريحة عند أهل 
الول رهن قروح على أعين الجاهلين الذين يجهلون عقيدتي ٠‏ 
ويقول : 
١‏ قالوا: 
فأجبتهم : هل عاقل2 برمي الكنوز بشفير حرز 


فهو يرى أن الرمز بمثاية الحرز للكنز عند العاقل ٠‏ 
لم19 ند 


'تحدث بالصربح من الحديث بغير رمز 


؟س فهم شعري الذي أقر”ب معنا ه على غير شاعر بي » بعيد 
عار جار جار 
قالوا : أشر ومزا الى معنى الهوى ان لم تكن بصريحه متلفظا 
قلت : اختباري: فيه غادرني به مستودعا » ولسره مستحفظا 
اجاج ْ 
ع قالوا : اكشف الحال المغطى فالمشساهد فيه خط 
فأجبت مّن عقتل الحوا20 به لبأن ستر الحال شرط 
عارحاج عار 
: اد علا عو 
ويقول ابن عربي في وصف المتصوفة : 
وهم الساترون لهذه الاسرار ف ألفاظ اصطلحوا عليها غيرة من الاجانب٠‏ 
ومن الامثلة على التعقيد والغموض والتعمية قول الحلاج : 
لا كنت ان كنت أدري كيف كنت » ولا لا كنت اذ كنت أدري كيف لم أكن 
ونجيب : : 
أي كنت من قبل أني كنت لامعته فلا تكن معه » بل كن به تكن 
ويقول المكزون ف الكتمان والستر : 
عارجار جار 1 
مازات أنكر بعد عرفان الهموى2 عند الوشاة على الهوى عرفاني 
وأبين عن ولهي به » ولها لمم حتى كتمت الحب عن كتماني 
ومن أقوال الحلاج المعماة : 
هوية لك في لا يتىي أبد! كلىي على الكل تلبيس بوجهين 


|[ قل/ا1ا م 


بيني وبينك اتي” يزاحمشني فارفم بأثتيك انيي من البين 
فأين ذاقك عني » حيث كنت أرى فقد تبين ذاتي حين لا أين 
وقول أحدهم : ش 
ما يقول الفقيه أبده النه ولا زال عنده الاحسان 
ف فتى علق الطلاق بشهر2 قبل ما بعد قبله رمضان 
فالبيت الثاني ينشد على ثمانية أوجه بالتقديم والتأخير والتغيير مع استعمال 
اللفظ في الحقائق دون المجاز » وصحة الوزن » وكل تغيير منها يشتمل على 
مسألة من الفقه في « التعليق » الشرعي » واللفظ اللغوي » وتلك المسألةتشتمل 
على 7٠‏ مسألة من المسائل الفقهية ٠‏ والتعاليق اللغوية بشرط التزام المجاز في 
الالفاظ » وطرح الحقائق » وعدم ذكر الوزن290© ٠‏ 

ومما شجع الصوفيين على استعمال « الرمز » ما جاء في القرآن مرموزا 
مثل : الم المر » المص » كهيعض » جمعسق ؛ حم » يسن ء طس ء طلسم » طهاء 
ن»ق * 

وما جاء في الحديث : « لكل آية من كتاب الله ظاهر » وباطن » وحد » 
ومطكلع » ٠‏ 

ف أن اناق اتلر انو يكلا > ولنطه شيعة اظن عات نوطنا 6+ء 
هذا في حين أننا نرى وجها آخر منافيا لارمز في القرآن » وينص نصا 
صريحا على الوضوح والابانة كقوله : 

الم تلك آيات الكتاب « المبين » ٠‏ 

كتاب فصّلت آياته قرآنا عربيا » هدى » و « بينات » من الهدى والفرقان» 
(1) الغيث الملسجم من ص 1.6--108 ء 


سدم ©هم! د 


ومن الادلة على الرمز والتعقيد تائية ابن الفارض المعروفة «بنظم السلوك». 
وأقوال الحلاج وأشعاره ».وما آثر عن أحمد الغزالي ٠‏ والسهروردي » وابن 
0 الغني النابلسي + : 

بن الفارض وان كان من آدق المتصوفين احساسا بالنجمال » فانسه 
يتم 5 » ويستغرقه الشكل حتى يفوت عليه الانطلاق وراء الخيال ٠‏ 

والمكزون كما تقدم ورأينا » يدلنا على أن الرمز » والتعقيد » والتعمية » 
والاغراب والاغراق في المعاني اناا هي لستر الاسرار » وصونها عن الجهال » 
وانها # على اغرابها ‏ واضحة عند أهلها من كل « ذي حجر » » وهم الذين 
صفت تفوسهم » وأشرقت سرائرهيم * 

قال اين الفارض : 
ولو قيل : من تهوى ؟ وصرحت باسمها لقيل : كنى : أو مسه طيف جلة 

وأشرنا فيما سبق الى أن كثيرين من فلاسفة المسلمين أجمعوا على أن 
الفيلسوف لا سنتطيع ضمان « تعايش سلمي » في البيئة الاسلامية الا عن طريق 
« ازدواجية » الفكر » يفكر هو وأقرانه بوجه » ويواجه البيئة التقليدية المحافظة 
المترمتة بوجه آخضص ٠‏ 

وسنرى ذلك واضحا عندما ندرس. الفلسفة الاسلامية وتطورها » وموقف . 
علماء الشريعة منها ٠‏ ْ 


- ١41 


ادب الصو فنة 

لامفنة ل تقرس اعرف الب وليل 8 

والجواب : 

ان الادب كل الادب ف ما أثر عنهم من شعر » أو نثر » وانه لمن التقصي 
أن تخلو الكتب والدراسات المقررة في المدارس على اختلاف درجاتها ومراحلهاء» 
من هذا اللون الادبي الذي يتميز بخصائص سامية في الفكر والهدف والاخلاق» 
ليسهم الى حد كبير في فهم النفس البشرية » ونوازع الحب والوجدان » ويساهم 
في بناء المجتمع على أساس من الروح والمحبة والمصافاة والايثار » وتشامي 
الاخلاق + 

ان لدينا مصادر غنية لعلم النفس في دنيا التصوف » النفس في رغباتها 
المادية والروحية » وطرق رياضتها » وتنظيم مسيرتها » واستخلاص جوهرها 
من أوضار المادة ٠‏ 

هذا العلم المتوفر لدينا لو أوليناه العناية © أو بعض العناية لاغنانةا عن 
استيراده من الغير + 

انها أصول أنشأناها » وكنا السابقين في ايجادها » ولكننا أضعناها لجهل 
منا » وذهبنا تنسول في الحياة العقلية على أبواب الناس » ونستجديهم اليوم 
ما أعطيناهم بالامس ٠‏ 1 

نقول هذا لمن يزعم أو يتوهم أن علم النفس وجد حديئا » ولم يعرف قبل 
العصور الاخيرة ٠‏ 

اجادجاد 
ويتميز أدب الصوفية بالخصائص التالية : 
لت كلل1 لد 


١‏ انه يعلم الشسجاعة الادية » هذه الشجاعة التي اتفرد بها هؤلاء القوم 
على وجه ما ٠‏ ولم تعرف عند غيرهم » لانهم أخلصوا للفكر » ولم ,يخضعوا لاية 
مغربات مادية » ولم تكن لهم أطماع أخرى تصرفهم عن هذا الاخلاص ٠‏ 

وبهذه المناسبة يجدر بنا أن نذكر » أو نفترض : أنه ربما كان لجرأة أخرار 
المتصوفين في الاسلام سبب وعلاقة في الثورة اللوثرية على الكنيسة المسيحيةفي 
تلك العصور ٠‏ 

فالبروتستانت رفضوا أن يكون بينهم وبين الله وسيطا كما رفض أحرار 
الصوفية في الاسلام هذه الوساطة بينهم وبين الاله ء 

واذا كان التصوف الاسلامي اعتراضا روحانيا على حصر الاسلام بالشريعة 
والنص » فان اللوثرية هي اعتراض ورفض لحصر المسيحية بالكنيسة صاحبة 
الشريعة والنص ٠‏ 

؟ ل أن أدب الصوفية وأشعارهم لم يكن للتكسب والمتاجرة » أو الزلفى 
والتقرب من الولاة والحكام كغيرها من ألوان الادب في تلك العصور » فلم 
يقف أدبهم على أبواب الملوك » ولم تنشد أشعارهم بين أيديهم » أو في قصورهم» 
ولم يلج هذا الادب أعتاب الولاة » ولم يستدر” عطف. الامراء » أو يستمطر 
عطاياهم » ؤائه ان دخل قصور الملوك والولاة فائه يدخلها واعظا مقر”عا معرتضا 
منددا يما كانوا عليه من اللهو والعبث والمجون والغفلة ٠‏ 

# ان آديهم يخاطب الروح والعقل والوجدان » ويعرض عن مخاطبة 
الجسد والحس والنزعات المادية الزائلة ٠‏ 

+ س أن مناخ هذا الادب هو.دنيا الروح وعالمها » لا دنيا الجسد ومتارنهاء 
ولذته هي-لذة الذوق الروحي » لا اللذائذ الحسية العابرة + 


ل 5م18[ م 


ه ‏ انه يعلمنا الكرامة والفضيلة » والجدية » والتسامي » والاخلاق ٠:‏ 

٠ انه يميل الى المطلق واللامحدود » ويمتاز بالنزعة الرومانطيقية‎ ٠ 

, ب انه أقرب الى التعبير « الابحائمي » أكثر من كل فنون الشعر العربي»‎ ٠7 
٠ وأحفل بالعاطفة التي تظهر فيه فيضا تلقائيا‎ 

م انه يتخذ من الحب شرعة » ومن القلب اماما وهاديا + 


+ جلا عو ش 

أما أسباب اهمال هذا الادب ؛ وعدم اهتمام الناس والدارسين به » فيعود 
للاسباب التالية: 

١س‏ الصعوية البالغة في عباراته وتعابيره » مما يجعل حفظه ورواشته 
00000 

؟ ‏ الغموض في أشاراته » وبعد مقاصده الروحية والنفسية » وقد قيل : 
ان اشارة القوم تستعصي على العبارة ٠‏ 

وقد يعود هذان السببان لامرين اثنين : 

الاول : لمحاولتهم وحرصهم على كتمان اسرارهم ضنا بها » وحفظا لها من 
أن يصل اليها الناس ء 

والثاني : هو خوفهم من الناس اذا ظهروا عليها » ان تجر” عليهم الويلات» كما 
حدث للحلاج » والجيلي والهمذاني » والسهروردي » وغيرهم * 

م« # لمخالفة المتصوفة لظاهر الشريعة » وقولهم بثنائيتها ::ظاهر وباطن ب 
وهذا يفسر قول الغزائي : التصوف أمر باطن لا يطتلع عليه ٠‏ 

ب نظرة الجماهير للمتصوفة من خلال أقوال العلماء : انهم مخالفون 
للشرع » معطلون له ء 


188 سد 


هس تشنيع الفقهاء عليهم » وملاحقة الحكام لهم ٠‏ 

- اقبال الناس على الدئيا وشهواتها » وما ينبع ذلك من عبث واستهثار» 
وعزوفهم عن الروح وعللمها * ش 

» ل ما يقتضيه التصوف من ضبط النفس » ومحاربة الشهراتث والملاذ‎ ٠ 
٠ » وكنز المال » وحشد المقتنيات‎ 

م سما يفرضه الصوقي على نفسه من الكبت والحرمان » والمنهجيسة 
الصارمة » والسلوك المقنكن » والرياضة » والقهر » فتصبح أفكاره لنيجة لذلك 
قلقة مضطربة معقدة في كثير من الاحيان » وينعكس هذا الاضطراب » وهذًا 
التعقيد على أقواله وعلاقاته وخاصة في المراحل الاولى من السلوك ٠‏ 

هذا ويكثر في أدب الصوفية ب وأخص المتفلسفين منهم ‏ تعابير الفلاسفة 
والحكماء » ومصطلحات المناطقة كالعمرض والجوهر » والجلس » والنوع 3 
والخصوص » والعبوم » والعلة والمعلول » والكم والكيف.» والاين والزمان 
والمكان » والفعل والانفعال والبسيط والمركب والجزء والكل ٠‏ 

واذا علمنا أن القوم يبحثون أسرار النفس وحقائق الكون والوجود 
الجانب الفلسفي في التصوف ‏ ويطمحون الى ما وراء الوجود فلا لستغرب 
استتخدامهم هذه الالفاظ. ومدلولاتها العامة ٠‏ وقد يدخلون 
على هذه المدلولات معاني جديدة ندور في فلك الروح » وعالم التصوف ٠‏ 

* جا بو 

هذا » ولا يفوتنا أن نشير أن للصوفيين أدبا وأشعارا في مننهى الرقة » وغاية 
الوضوح » وآكثر ما يكون ذلك في الحب » والاشواق » واللهف الى الحبيب 
كقصيدة اين الفارض الاتبة : 


ب 1868 سبد 


١‏ شرينا على ذكر الحبيب مدامة 
*- لها البدر كأس » وهي شمس بديرها 
سب ب ولولا شذاها ما اهتديت لحانها 
س ولم يبق منها الدهر غير حشاشة 
ه فان ذكرت في الحي أصبح أهله 
> ل ومن بين أحشاء الدنان تصاعدت 
7+ س وان خطرت يوما على خاطر امرىء 


م ولو نظر الندمان ختم اناثمماأا. 


هل ولو نضحوا منها قرى قبر ميت 
٠‏ ولو طرحوا في فييء حائط كرمها 
١‏ ولو قربوا من حانها مقعدا مثى 
٠١‏ ل ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها 
٠‏ ب ولو خضبت من كأسها كف لامس 
4 - ولو جليت سرا على أكمه غدا 
-س ولو أن ركيا يمموا ترب أرضها 
5 ولو رسم الراقي حروف اسمهاعلى 
١‏ ب وقوق لواء الجيش لو رقم اسمها 
تهذب أخلاق الندامى » فيهتدي 
9 ل ويكرم من لم يعرف الجود كفه 
 »©٠‏ ولو ئال قدم القوم لثم خدامها 
1 يقولون لي : صفهاء فانت بوصنها 


سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم 
هلال» وكم يبدو اذا مزجت ب نجم 
ؤلولا سناها ما تضورها الوهم 
كأن خنفاها ف صدور التهى كتم 
نشاوى » ولا عار عليهم » ولا ام 
ولم ببق منها في الحقيقة الا اسم 
أقامت به الافراح » وارتحل الهم 
لاسكرهم من دونها ذلك الختم 
لعادت اليه الروح » واتتعش الجسم 
عليلا » وقد أشفى لفارقه السقم 
وتنطق من ذكرى مذاقتها البكم 
وف الغرب مذكوم لماد له الشم 
لا ضل في ليل وفي كمه النجم 
بصيرا » ومن واوفكها بي لمكي . 
وق الردك لسع !ا خثيره العم 
جبين مصاب حن ؛ ايرأه الرسم 
لاسكر من تحت اللوا ذلك الرقم 
بها لطريق العزم » من لا له عزم 
ويطل بده لظن :9ا" ليه ملكتم 
لاكسبه معننى شمائلها اللثم 
عليم » أجل : عندي بأوصافها علنم 


ساكاككما د 


؟؟ ب صقاء : نوالا ماء؛ ولدلف» ولاهورى 
ع" ب تقدم كل الكاثنات حديثها 
4 ل وقامت بها الاشياء ثم لحكمة 
8 ب وهامت بها روحي بحيث تمازجا 
6 ل فخمر » ولا كرم » وآدمْ لي أب 
0+ ل ولطف الاوانئي » في الحقيقة تابع 
8 ب وقد وقم الثفريق » والكل واحد 
9 ل ولا قبلها قبل ؛ ولا بعد بعدها 
٠‏ ب وعصر المدى) من قبله كان عصرها 
”١‏ س محاسن تهدي المادحين لوصفها 
؟م # ويطرب هبن لم إبدرها عند ذكرها 
جم_ وقالوا : شربت الاثم؟ كلا! وائما. 
4" ب هنيئا لاهيل الدير كم سكروا بها 
هم ب وعندي هنها نشوة » قبل نشأتي 
# عليك بها «سرفا » وان شئت مزجها 
بم فدونتكها في الحان » واستجلها به 
+” ل فما سكنت والهم يوما بموضع 
هم وف سكرة منها » ولو عمر ساعة 
٠‏ ب فلا عيش في الدنيا لمن. عاش صاحيا 
١‏ على نفسه فليبك من ضاع عمره 


ع 
فهذا السبحر. الحلال المتدفق 4 وهذه 


ونور » ولائار » وروح ؛ ولا جسم 
تدبا » ولا شكل هناك ؛ ولا رسم 
بها احتجبت عن كل من لاله فهم 
اتحادا » ولا جرم تخلله جرم 
وكرم » ولا خير ؛ ولي أبها أم 
لللف المعائي » والمعائي بها تلبق 
فأزواحنا خمر ؛ وأشباحنا كترم 
وقبلية الابساد فمي لها حلم 
وعهد آبينا بعدها » ولها الم 
فيحسن فيهسا منهسم النشر والنشم 
كمشتاق نعم » كلما ذكرث لعلم 
شرت التي في تركها عندي الائم 
وما شربوا منها » ولكنهم همسوا 
معي أبدا تبقى » وان بلي العظم 
فمدلك عن ظلم الحبيب » هو الظلم 
على ننم الالحان فهي بها غلم 
كذلك لم يسكن سبع التغم الم 
:ترى الدهر عبدا طائما » ولك الحكم 
ومن لم يمت سكرا بها فاته الحزم 
وليس له فيها نصيب » ولا سهم | 


ا 
الالفاط المعيرة التي صيعت لباسا لهذه 


سالاما مس 


المعاني الواضحة » وهذا التقصي للمعاني » وجمال عرضها وتناسقها » ينتظم 
القصيدة كلها + 

هناك ثمائية أبيات من الثاني والعشرين حتى الثلاثين تختلف من حيث الابانة 
والوضوح » وسهولة المأخذ » وسر التناول » لانها تصف الخمرة ف هذدالاساتث 
كذات للاله » وتشير الى قدمها » وحدوث الاشياء » وقيامها بها » وتلمح ال 
الاتحاد الضوفىي ‏ أنا وهو أو ( امحاء الانا » وما الى ذلك من مصطلحات 
القوم واشاراتهم البعيدة المنال ٠‏ 

وللسهروردي قصيدة رقيقة في مواجد القوم » وأشواقهم منها : 
ووصالكم ريحانها والراح 
والى لذيذ لقائكم ترتاح” 
ستر المحبة » والهوى فضاح 


وكذا دماء البائحين تكباح 


نذا ععين التكتى الأروام 
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم 
وارحمتا للعاشقين » تكلتفوا 
بالسر" ان باحوا تباح دماؤهم 

ودعاهم داعي الحقائق دعوة 
لا يطربون لني ذكر حتبييهم 
فتشبهوا » ان لم تكونوا مثلهم 

وللمكزون من قصيدة : 

مذ أقفرت مسن أحب الارئع 
وحفا الحيا أطلالما لما جفوا 


فعدوا ها مستأ نسين 6 وراحوا 
كانه فك زناف ايراج 
ان التشيه بالكرام فلاح" 


درست معا مما الرياح الاربّع 
فجرت عليهم ‏ لا عليها ب الادمع 


صاحوا: الرحيل» وودعوني فا نتنى قلبي يودعني عشيكة” ود”“عوا 


وسروا » وجسمي يعد كعراصهم 
فاعجب لقلب بالقلى متقلقل 


من فاظري” ومن فوّادي بلقع 
أنى استقر به الجوى المستودع 


سا كلةا مد 


ولأدمع تريو بوايلها الرتبى 
ولا أرى عن بعضه ضاق الفضا 
ومن حدا يوم النوى بنياقهم 
شالوا الجال على الجيمال» وبالتوى 
فحشاشتي من بعد طيب وصالهم 
يعدا لدارر كدرت بعد الصما 
ما سر" فيها قادم بقدومه 
والعيش فيك وان تطاول عمره 
وله: 
سرت موهنا نحوي فأبدت مسرتي 
ومنت » قمنت في مآبي الى الحمى 
كان حملتني ناقتي نحو دارها 
عزيزة وصل عزني الصير دونهما 
ولو لم نر الاخلال مني بحقها 
فأمسيت في نار الجفا بعد هحرها 
اذا أخر جتني من لظاها مملامعي 
وحزني على ما'فات من زمتي بها 
الت :+ قفيت بالاتى اشية الأمق 
وأهدت لعيني ف المنام خيالهما 


وبه غليل مفيضها لا ينقلع 
من لوعتي أنى حوته الاضلع 
أنى أصم السمع » وهو المسمع 
عن ناظري بعد السفور تبرقعوا 
بمثدى مدى هحرانهم تتقكم ! 
فيها النزيل يكل خطب يقرع 
الا وساء ذوبه » وهو موداع 


كرجوع طرف » أو كبرقر لمع 


وحيت فأحيتني بحسن التحية 
فوادي بوصل الوصل يعد القطيعة 
وصلت » والا مت في دار غربتي 
فقابلت عز الوصل منها بذلتي 
لا منعتني الوصل » وهي خليلتي 
أرد”د في نار الجوى بعد جنة 
أعاد بيأسي واردا نار خيفتي 
بقطر أجفاني بتصعيد عبرقي 
فأخلق تجديد الاسى وب جدتي 


بعاتب جفني بالكرى بعد هجعة 


وقالت: سلوت الحب» قلت: أعوذبال تحرام من السلوان الا لسلوتي 


فساء فؤادي بالتودع ساعة 


ورد سروري بالوعود الحميلة 


لااقثما عد 


ولولا اعتلافي في الهوى بوعؤها لا سلمت من لوعة الب-ين مهجتي 
ومن. قصيدة أخرى : 1 
وقل : سلام الله في كل ضحى عليكم يا ساكني هذا المحل 
لبيكم لبيكم من مفرم أذله البعد » وغرقه الستبل 
علله القلاب بأن صحينه من بعدكم حتى رحلتم فرحل . 
وحالت الوعساء بين قلبهء وينه » وانقطعت منه اليل 
فما ارتوى من بعد غدرانكم فؤاده الصادي » ولم يلق البلل 
وقلما: أبقى الضنا من جسمه وان تمادى هجركم يفني الاقل 
يعلل القاب بآمال اللقا. وليس تشفى بالتعاليل العشسل 
ساق به الى السياق قلبنه وعاد عنه :نادما لما قصل 
فكان في افماله كنساتل أصبح يبكي رحمة أن قتل 


خر عار عار 
وله: 


ذا زال تخفيني الغرام بكم حتى خفيت به عن الاأوهام 


1 


ب »19 مه 


الخرقة 

يطلق المتصوفة على شعارهم لفظ « الخرقة » وهي شعار يميزهم عن 
غيرهم من أرباب الطرق والشعارات » وقد تكون « الخرقة » هي اللباس 
العام » الخاص بهم وقد تكون خاصة بالرأس فحسب » ويقال : أنه يشترط بها 
أن تكون بالية ممزقة دلالة على زهدهم بالدنيا وبعدهم عن المظاهر ٠‏ 

فالخرقة عند الصوفيين علامة الفقر الذي ينذر الصوقي نفسه له » ويحصل 
المريد عليها بعد ثلاث سنوات لصحبته شيخه وهي نوعان : 

خرقة الارادة يطلبها المريد عن علم يما توجبه عليه من الواجبات ٠‏ 

وخرقة التبرك يعطيها الشيخ لمن بدعوه الى التصوف 20 ٠‏ 

وورد في مقدمة رسالة أصوات أجنحة جبرائيل للسهروردي بحي بن حبش 
ابن أميرك المقتول : 

« وماذا يقول ذووا الخرق الزرقاء » ؟ وهذا عني أن لياسهم » أو لباس 
الرأس كان أزرقا 29 ٠‏ 

» ومهما كانت فهي علامة يتقلدها المريد من أستاذه ليتميز بها عن غيره‎ ٠ 

وبحمل سمة القوم ٠‏ 

وروي أن الحلاج لا ورد بغداد تنتلمذ على أبي 'القاسم الجنيد » وأليسه 


ب 


2 الخرقة »© يذه ٠‏ 
والمكزون يذكر « الخرقة » ويكني بها عن الطريقة ‏ طريقة القوم ب 
باب تسمية الكل باسم الجزء » أو جعل آلة الشيء مكانه كما ف المحاز المرسل» 


0 


ب 1891 د 





أي الموجه من الحقيقة » ويعدد السالكين العارفين الذين لبسوها قبله » ويباهي 


بهاء 


وسائل عن خرقتببي فانفها 
ليها عتياق لات ”ولا مختسسي 


با حسنها من خرقة بلبسها 
وأصبحت طريقتي حقيقة 
ما هان من «ماهان» فيها شيخه 
فيها غدا « معروف » معروفا وكم 
وأصبح « الجنيد » من جنودها 
الى أن يقول : 

حي؟ على تصوف يله 
حي؟ على مورد عين » عذبت 
فيها بتقليدي غدوت عارفما 


عمد راك لبن عر 
ليدر برئة من المذر 
خرقت ثوب اللبس عني فانصسر 
سارت بها في فرق الجمع السير 
ومن. بثي بشار واقنه البقسر 
فنها « السري » مطلق البال» أسر 
وشبلها « الشبلي” » بالنار اختبر 


فليطل العجب لارباب القصر 
ما دونها ري” » ولا عنها صدر 
بنظهر المضمر من آي السور 


فخرقته التي كنى بها عن طريقته بأسلوب المجاز المرسل » هذه الخرقة 
رافقت الاسلام منذ فجره الاول » ولبسها رجالاته المتقدمون .» وأصبحت طريقة 
وحقيقة » اعتمدها ‏ بعد السابقين ‏ ماهان الابلتي » وبشار الشعيري » ومعروف 
الكرخي » والسري بن المغلس السقطي » وأبو القاسم الجنيسد » وابن جحدر 
الشبلي وغيرهم » حتى تقلدها من أستاذه المعروف بعبد السلام » وعصبته' 
المرتضين : 
عصبة جردوا الغزائم في القصد » وفالوا التقديم في الاقدام 
. حفظوا ذمة الهوى » فحظوا بالعسز من عزة » وحفظ الذمسام 


ب اة1 مد 


في شدي اذا آنا صليت » وحادي السرى اليهم امامي 

وحماهم دار السلام » وقد أضحبى سبيلي اليه عبد السبلام 
م ا 

سيد ساد بالمعالي » وادرا ك المعاني والفضل.» جل الانام 

فبه فزت باليقين من العلسم »ء ونلت الايمان في اسلامي 

فعليه صلاة من بهذداه فك نمسي من ضلة الانمام 

فهذه « الخرقة »© هي المورد العذب » وانه بتقلتدها » أو بتقليده لاهلها » 
واتباعه منهجهم » وسلوكه طريقتهم غدا عارك خاطيا وما عفهرة الاك والسور 
من المعانى والاسرار ٠‏ 

ولكن *.. من هو عبد السلام هذا الذي ساد جل الانام بالمعالي » وادراك 
المعاني » والافضال ؟؟ وفاز منه بعلم اليقين » ونال الايمان في اسلامه » وفكت 
تفسه من ضلة الانعام ؟ 
سوال لم نستطع أن نجد له جوابا !! 

+ 

الل لحر وااو وار الم التقائهم » ومحل 
1 اقامة و | 
طول العزالي :-والطابد الكلي .هو أن كل من هنو اسفة اذا نول في 
دخاقاة م ل ل 
داخل في غمارهم ٠‏ 

وقال الرحالة د ابن جبير في وصف دمشق : 

وأما « الرباطات » » ويسمونها « الخوانق » فكثيرة » وهي برسم الصوفية» . 


وهي قصور مزخرفة ارود حي 1 
ةا عد ش م 10 


و « الخانقاه » لفظة غير عربية » ولعلها تسربت الى مصطلحاتهمم من 
متصوفة فارس ٠‏ 1 
كما يطلقون على مكان نزولهم واجتماعهم اسم « الربط » قال المكزون : 
ليس زهد الفتى بتحريم حل” من تكاح » ومطعم وشسراب 
وارتباط « بالربط » أو باعتزال في جبال » ولا برقع ثيابٍ 
خا عار عار 
فلا عرفت لولا دروسي مدارس2 ولاشرفت لولا ارتياطي بها«الربط» 


خا 6د علو 
والربط أمكنة نزول المسافرين » أو الحيش المرابط » ولكنها غلبت على 
أمكنة سكن « القوم » ٠‏ 


182 سد 


اليد ل والكية 


الإنفتاح الصوفي 
قال الجنيد : أشعر أني فاح الصرف والاخرين » وكيف ينجو 
أبو القاسم الجنيد من أصغر ذنوب الناس ٠١‏ 
وفسر العطار 29 قوله هذا بأنه « الكلية » يرى الانسان السالك نفسه 
« كلا » ولا حدود له » والناس كافة أعضاؤه ٠‏ 
وكلية « الذوات » هذه تنتج عنها كلية الاهداف والغايات » والاجناس 
والاديان ٠‏ 
وقال متصوف فارسى » تارة أطلبك ف الكعبة » وتارة في الدير ٠‏ 
وقال العطار : لا ينظر لغير الله » والكعبة والدير عندي سواء ٠‏ 
وشول المكزون بهذا المعنى : 
والدير لي دار » وأترابه ‏ في ملة الاسلام لي ترب 
ويقول ابن العربي :. 
وقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي اذالم يكن ديني الى دينه داني 
وقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان » ودير لرهبان 
وبيث الأوقان . وكنيسة طلائف . والواح توراة © ومسعف ران 





)1غ( فر.يد الدبن العطار “نذكرة الاولياء 5 

(؟) ولد العطار سنة 015 ه بنيسسابور © وتوني عام غزو المفول لنيسسابور عام 117 
ومعنى هذا أنه عاش ١١6‏ عاما » وقد يكون هناك خطأ » وكان العطار معتدا بنفسه» 
ويقول : أنه حلاج زمانه » ومن تلامذته جلال الدين, #لرومي ©» وقد ثارت العامة 
بالعطار » وأتهموه بالزندقة 4 وخريوا بيته 2 فهر ب ألى مكة © له كنايه امشهور 
« منطق الطير » و « أسرار نامة » :واربعين منظوعية في التصوف وكان يقول : اذا 
اجتمع العقل والدين والعشق الالهي ©» أدرك الذدوق كل الاسرار التي يبتفيها 
الطالب ©» ومن آقواله : الانسان من روح الله وصلته به أقرب من صلته بالعالم . 


ب 6ة1 . 


أدين بدين الحب أنى توجهمت2 ركائبه » فالحب ديني وايماني 
وجاء لافلاطون ف التاسوعات : 
اعرد بع انط وان وازسوان لوو عو اللا 
' فأكون داخلا في ذاتي » راجعا اليها » خارجا من سائر الاشياء فاكون العلموالعالم 
والمعلوم جميعا 
وقال ابن الفارض : 
فبي مجلس « الاذكار » سمع مطالع ولي « حانة » الخمار عين طليعة 
وما عقد «الزنار» حكما سوىيدي2 وان حثل بالاقرار بي فمي حلت 
وقد بثلغ الانذار عني من طفى20 وقامت بي الاعذار في كل فرقة 
ومن تنبع آثار المتصوفة رأى هذا « الشمول » في تفكيرهم » وهذه النظرة ' 
الانسانية التي تنبع من مثلهم الاعلى « الحب » وتنطلق منه » لا ترى بين البشر 
سودا وبيضا » بل تلفهم بنظرة الحب الرحيمة الشاملة » متخطية الفوارق الجنسية» 
والدينية» والزمانية » والمكانية ٠‏ أليس البشر أجزاء من « الكل »6 ٠‏ 
أما نظرية الانسان « الكل » عند المكزون » ومعنى « الشمول » فمي 
أوسع وأعم » وأغنى بالمدلول الروحي » لانها تعطي « الخالق » صفة « العدل »© 
التي تشمل سائر الامم والشعوب والاجناس والاديان » فهو العادل الذي ظهر 
لكل جنس » وأقام فيهم عدله » وعليهم حجته ليهلك من هلك عن ببنة » وبحي 
من حي عن بينة + 
فاذا كان البشر متساوين في ميزان عدل الله ونظامه » فكيف يصح لنا أن 
نراهم متفاضلين متفاوتين ٠‏ 
لقد أصبح المكزون « أمة » تامة في الله » يقتدي به كل الناس © سواء 


لساكةا د 


القائلون بالثنائية كالزرادشتبين والمانويين » أو المومنون بالتثليث كالتنصارى » 
أو اللوَحِدَوت: كاليهود وامسليين * 
وبي اقتدى في الحب من ثنى ومن ثلث 2 أو أسسسلم » او تهسودا 
وصرت فيها( امة ») ياتم بي | كل محب راح فيماءاو غيا 
فما من شخص في الكون الا ويشايعه في هواه » لان داره هي الدائرة 
العامة التي تحوي العالم من بر وفاجر » ومئرمن وكافر » وضال ومهتد ٠‏ 
قلا أرى ف الكون شخصا واحدا يموى هوى الا ولي فيه اقتدا 
لان داري لم تزل داثلرة تجمع من ضل السسبيل » واهتدى 
وكل محب صاب » أقام البرهان والدليل على حب « ليلى » فهو أخوه 
من مختلف الاديان » وأشتات البشر على كثرتهم » وتعدد أجناسهم ٠‏ 
فاي صب تهاواها وجاء ببر 2 هان على حب ١‏ ليلى » فهو أبن ابي 
ونورد فيما بلى بعضا من أقواله في هذا الصدد » وهي كثيرة نجتزىء منها 
باليسير » وكفى من القلادة ما أحاط بالجيد : ْ 
ان واحدة الحسن التي أمسيت في 


وجدي بها بين البرايا أو حدا 


وصرت فيها « أمة » بأتم بي 
صبا الي « الصابئون » اذ رأوا 
واتخذ « الجوس » قلبي قبلة 
وبي اقتدى في الحب من ثنى ومن 
فلا أرى في الكون شخصا واحدا 
لان داري لم تزل دائسرة 
وكل شيء خسارج عنها اذا 


كبل محب راح فيها ء أو نمدا 


لم رأوا للنار فيه موقذدا 
ثلث » أو أسلم » أو تهمسودا 
يهوى هوى ؛ الا ولي فيه اقتدا 
تجمع من ضل السبيل » واهتدى 
اعتبرقه وجدته منها بدا 


[الاةاا سس 


ما ورد الصادي زلال موردي 
ولا اقندى فى ف هواها حائر 


من عينه الا اتتفى عله الصدا 
الا وأضحى هاديا الى الهدى 


خا د عو 


١ل‏ «(تركية» في بلاد «الهند»قدظهرت 
أبدى الرضاحسنهافي الفرس فابتهجو 
وألوت الحسن عن أبيات فارسها 
قِ كل حيء لها حي » تطوف به 
فأي صب تهاواها » وجاء ببر 


١ 


ووجهها عن بلاد الترك لم يغب 
بحسنها » واختفت في ظلمة الغضب 
الى (لؤي”) فعاد الحسن فيالعرب 
من المحبين أهل الصدق والكذب 
هان على حب «ليلى» فهو ابن أبي 


خ* #د هر 


# ب وارغب الى دار تخطاها الشقا 
ولاهلهما في كل حي مأهل 
«بالهند» قبتها » وف « أتراكها » 
وبصين «أهل الصين» منزل غيبها 
لم يصب عنها «الصايئون) ولميهد 
وبها «النصارى» قدسواء وبذكرها 


ولاهلها فيها النعيم الارغفد 
وبه لها قِ كل ربع مسجد 
بثر » وقصر في العلاء متشيكد 
للشاهدين على الشهمادة مشهد 
الا اليها في الهدى » «٠‏ المتهود » 
(الانصار) في جنح الظلام تهجدوا 


ما كيز كدة 


وأخرج نافضا لتراب رأسي 
ورايات « الصليب » لدي” تسري 


وانجيلي على صدري » وكفي 


وينفخ في" من ذي الروح روح”؟ 
ترابيتا » ويقدمني « المسيح » 
وقد شهر السلاح له « السليح » 
بها كأسي » وقديسي « سطيح » 


د عن علو 
ه ‏ وهواه ترك « الاتراك » باللنل وق تهوي نحو جيران « النثقى » 
والى < سلع » و « نجد » علف(الفسرس ) عن < قم © و( بلخ » وخثوي 


سالكمة1 ما 


واسترام « الروم » عن موردها 
واليه « الهند» عن قبتها 
واستهام « الصين » عن أنهارها 
« أعجمي »© الاصل » الا أنه 
واتثنى في ببت « كعب » كعبة 


تستميح الري” من غدران د علي » 
نهدت تطليبه عند الخبي”" 
بسراب ظنه الظامي مشوتي* 
بلواء « العرب »© وافى لكؤي 
أمها طوعا له « آل عثصي » 


والي « أم” القثرى »6 7م" القفرى من أقاصي الارض في دار قتصي 
ورجالا » وعلى ضمره م جاءه من كل حي” » كل حي" 
2# 6 عر . 


6س أصبحت من عنقاء مغرب أعجبا 
أهوى مليحة فارس فيدفارس» ‏ 


ولي « الحنيفة 6 مذهب » وتولهي 
واذا غدوت مصليا أستقيل « ال 


ودم « المسيح » مدامتى » فلذا بها 


من عاج بي يزداد في” تعبا 
وأرى الذي وارى قباه » في «قبا» 
« بالصابئية » عنه قلبي ما صبا 
أمسيت ف أهل الموى مترتبا 
بيت الحرام » مشبحا » و «مصليا»<1: 


أصبحت في بيع الهموى متقربا 


خا د ون 


لاا قال : فهل غيرك من 
قلت : نعم « بالهند » أجيا 
وفي نواحي « النوب » وال 
ومن بيني « اليونان » و « ال 
وف بلاد « المرس » من 
وخلف خلف « الصين » من 


يصمزى اليه في البشر ؟ 
لء وفي «الترك ©» شر 
سنذ وفي أرض « الخسزر » 
روم » الاسسسسساطين الكثبر 
أولاده 


يش ة 
.0 


منوصلهر 


أصناف أخر 





ومنه في « الشرق » وفي « ال 
و « الصابثئون » مله كه 
ومنهم القلوم الاولسى 
وكل مين « هساد» ومع 
و« قوم موبمى »© والالى 
ومنهم من « للمسيح » ال 
ومنهم الحيش الذي 
قال : أرى « الاشتات » في 


غرب » مياين فتكسرر 
مام الفا » لهم وزر 
لم ينحلوا « يزدان » شر 
طالوته خساض التهسسشسر 


٠‏ لهم « سليس ان » حشير 


حق ؛ في الله تصس 
في التدلح للشارك كسسر 
دارك جيمسمسا مختطصسر 


وصدق اذ قال بلسان الحال : ان الاشتات المتفرق تجمع واختصر ف داره» 
وهذه هى « الكلية » والنظرة « الشمولية » التي تلف بسعتها وحنانها وعمتها 
وها كن جاه الأضالية:+ 3 

وما أجمل وآنبل قوله الجامع المانع في هذا المعنى » المنطوي على مضمون 
الاية القائلة : « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا » وما أوحينا اليك » وما 
وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين » ولا تتفرقوا فيه +٠٠الاية‏ » 
وعن مسلك التفريق فيه نهمى الر#سثل" 
ولا غي الا في متابمة السثبل 


اذا كان شرع الله في الدين واحدا 


#©»ةه] مهم 


كلبة 


انه قطرة ماء في بحر .محيط » ان وجوده نقطة » وبقاءه تحفلة » والكرة 
التي يسكنها ذرة ٠‏ 


ولكنه يسعى لاكتناه الوجود ٠٠‏ 


اليا اناك 
صر ص 

ب الفسفة 
كححة تاريخية 
المذاهب الظسفية 
- الفلسفة الاسلامية وتطورها 
الاتجاهات اللسفية قديما وحديئا 
الخلاف بين العلماء والفلاسفة 
المكزون والفلسفة 
ب ائثبات الصانع 
- التجلي والظهور 
٠‏ ب الصفات 
١١‏ الاتجاهات والفرق في شمر اككزون 
١١5‏ - النفس ‏ الروح 
9 - التناسخ 
5 ل الجبر والاختيار والكسب ٠.‏ 
6 ب وحية الوجود 
1 - الكزون والحلاج 
1" - المكزون والبسطامي 
- المكزون والجنيد 
2 المكزون وابن الفارض 
2٠‏ -. المكزون دآبن عربي 
١‏ - مقارنة بين الغارابي » وابن سينا والمكتزون 

في نظرية الفيض 


عا محمد حجنت اعم انع كل © خخ صي” 


١-الفلسفة‏ ظ 
كل انسان ينظر الى ظواهر الكون لا بد له من أن يجتهد في تعر#ف عللها » 


وتكوين رأي فيها ٠‏ ولا بد له اذا تفكر في شيء ‏ ذاتا كان أو معنى # من 
التساؤل : 


ما هذا الشيء الذي يبحث فيه عقلي ؟ (1) 

ها اسل + 

ما علاقته بغيره من الذوات » أو المعاني ؟ 

وهذا ما يسمى بالفلسفة » أي البحث في ماهية الاشياء غ وأصولها » 
وعاقها ينعمهاء 

وعلى هذا فكل انسان بتفلسف حتى العادي” الفكر » ولكن يختلف 


انسان عن آخر في صحة النظر » وسلامة الاستقراء » وصدق الحكم على الاشياء 
وظواهر الكون » والعلاقات القائمة بينها ٠‏ 

وتقسم مسائل الفلسفة الى ثلاثة أقسام : 

١‏ ل مسألة الوحدة : أي علة العلل القادرة على كل شيء » الخالقة لكل 
شيء » المفيضة الحياة على العالم ٠‏ ويسمى هذا القسم « ما بعد الطبيعة » أو 
« ما وراء المادة » « ميتافزيك » ٠‏ 

؟ ب مسألة الكثرة : وتعني مظاهر هذا الكون المتنوعة +٠‏ ويسمى هذا 
القسم « الفلسفة الطبيعية » 0 

: يتركب عمل العقل أمام الاشياء من ثلاثة مراحل‎ )١( 
. الاحساس بالشيء أو بالمعنى‎ - ١ 


؟ - التأثر بهذا الشيء ؟و هذا المعنى . 
* ل ادراك هذا الشيء » أو هذا المعلى . 


بد 56086 مهم 


سات مسألة أفراد المخلوقات » وأهمها الانسان » وشمل هذا القسم علم 
النفس » أي علم الحياة العقلي » ويبحث في الطرق التي توصل العقل الى الحق 
والخير والجمال » ومن هذه الطرق علم المنطق » وعلم الجمال » وعلم الاخلاق ٠‏ 

والنظر في الكون يتم من جهتين : 

١س‏ جهة أشكاله » وتقع تحت حواسئنا الظاهرة ٠‏ 

؟ س جهة روح هذه الاشكال » ولا تقعم تحت حواسنا اللاهرة ٠‏ 

فالجهة الاولى موضوع العلوم الوضعية .. 

فالاشياء المرئية هي ما ندعوه العالم ٠‏ وهذه الاشياء ‏ كما قلنا تقع 
تحت حواسنا ٠‏ والعقل هو القوة التي تتأمل » وندرك بها العالم 3 

فالبحث عن معرقة القانون الثات للتغيير المستمر » وذلك العنصر الذي 
تنتابه التغييرات » وتجري عليه الظواهر المتنوعة هو ما تر همي اليه « الفلسفة 
الطبيعية © ٠‏ 

فقسم من الفلاسفة كان يهمهم البحث في « الهيولى  »‏ المادة ‏ وحركتها 
الابدية ٠‏ 

وقسم همهم البحث في النظام الذي سود العالم ف الوحدة والنسة 6 
وتوافق المتضادات ٠‏ والعلاقات الرياضية الكامنة في كل الاشياء ٠‏ 

عاد عار عر 

جرب العلماء أن ينتصروا على « أشكال » المادة » وتغيراتها » ولم ينظروا 
ما هي « المادة » أي أنهم اقتصروا على الاشياء المتناهية » ولكن لم تقنم نفس 
الانسان التواقة الى المعرفة والاستقصاء بهذا ٠‏ 


ا 


ان الاعراض الزائلة لا تقوم بنفسها » وانما بيجب أن 0 وراءها قوة 
خفية أزلية أبدية هي بالنسبة للعالم كارادتنا فينا * 

شيء مطلق » لا بحده حد” » وليست له نهابة » هو علة الموجودات » وهو. 
الذي تسميه لنة الدين « الله » ء 

هذا الشوق لادراك هذه القوة الخفية المجهولة » أو استكشافها أفضى 
بالسذج الى الخرافات والاوهام » فعيدت الكواكب والنار » والبحر » وقوى 
الطبيعة المتعددة ٠‏ 

وكما أفضى الشوق بالسذج الى الوهم والخرافة » حمل الفلاسفة على البحث 
عما وراء الطبيعة » وهو علم « واجب الوجود » » أو علم البحث عن العلة الاولى 
للاشياء ٠‏ 

ونتساءل الفلاسفة أتفسهم : 

هل سيصل علم « ما وراء الطبيعة » الى غرضه ؟؟ 

أم سيظل متسولا أمام ساحة تلك القوة الحقيقية الكبرى ؟؟ 


خد رد عر 


لس ل/ا»؟ عه 


؟ لحة تأر د بجحنة : 

الفلسفة ‏ كما. فيل .لفظة يونانية تعني البحث عن وف حقائق الاشياء » ٠‏ 
وقد أطلق العرب عليها في عصور ترجمة الكتب اليؤنانية اسم « الحكمة » ٠‏ 

الم يعرف العرب الفلسفة ذات القوانين والمقدمات والنتائج الا بعد أن ترجموا 
منطق أرسطو » وكتب فلاسفة اليونان » وبعدئذ اشتغلوا بالفلسفة وحصئلوا فيها 
شأوا بعيدا بلغ الذروة على بد ابن رشد » واين الطفيل » وآمثالهما » كالكندي 2 
والفارابي » وابن سينا » وغيرهم ٠‏ 

ويعتبر فلاسفة العرب ف القرون الوسطى أساتذة لفلاسفة أوروبا الحديثة(2©0 

والناظر في تاريخ الفلسفة يمكنه أن يميز ثلاثة عضور ء أو أدوار ؛ أو مراحل» 
مرت بها » ولكل دور » أو عضر » أو مرحلة ما بميزها عن غيرها ٠‏ ش 

١‏ ب المرحلة اليونانية » أو ما قبل المسيحية : وتقدر يحوالي ألف سنة » أو 
تزيد قليلا » وتبدأ من طاليس +4٠‏ قم وتنتمي بنهاية القرن الخامس بعد الميلاده 

ويلاحظ أن الطابع اليونانى استمر ٠٠ه‏ عام بعد مجىء المسيحية » ولكن 
هذه المدة لم تكن المسيجية تسكن من العقل » وسنيطرت عليه » كما أنها رفضت 
في بادىء الامر أن تشتغل بالفلسفة » كما رفض المسلمون من بعدها. أن يشتغلوا. 
عقي يه عاسم واء ا ا ال ا ا 
| وزآى المسلمون في الفلسفة نفس الاخظار التي رآها المسيحيون من.. 
)١(‏ اتصل الاوربيون بالمسلمين في الاندلس اتصالا مرباشرأ وثيقا » واتخذ علماؤهم 
من فلاسفة المسلمين ©» أساتذة بتعلمون منهم » ويدرسون عليهم » ونقلت أكثر 
الوّلفات ؛لعربية ألى اللاتينية » وكثير! من مؤلفات أبن رشد لم تزل محفوظة باللغة 
اللاتينية الي الان ©» ولا نجد أصلها بالعربية ٠.‏ ؛ 

ويقول الاستاذ اليكي بزجاء1 لم تبدا النهضة الفكرية في أوربا آلا بعد أن انتقل 
التعليم من الاديرة الى الجامعات »© وبعد ان حطمت العفؤم الاسلامية الافكار القديمة. 

0 : 


ومن تتبع صراع المسيحية مع الفلسفة عبر قرون وقرون » رأى كم كانت 
المسيحية متشددة في عدائها للفلسفة » وكم كان لهذه العداوة من ضحايا ٠‏ 

ولقد حكمت احدى محاكم التفتيش على « برونو » بالموت حرقا » كما 
حتكم على « الحلاج » بالموت صلبا ٠‏ 

؟ ‏ المرحلة الثانية ‏ الكنيسة أو العصور الوسطى - وتمتد حوالى الف 
سنة » وف هنه امرحلة سيطرت الكنيسة » أو الدين » وكانت مهمة الفلسفة أن 
ترسخ الدين » وتدعمه » أو تؤريد بأدلتها العقلية ما سلمت به النفوس بالايمان 
تجلئيا ل هل النك دول اليه + اسايق اده اليل 

وتقسم هذه المرحلة الى قسمين : 

أولهما : « عصر الكنيسة » » وثانيهما « العصر المدرسي » الذي يمتد حتى 
قيام عصر النهضة الحديئة ٠‏ وتطور الفلسفة 290 ٠‏ 

والفلييقة فى الععيور الؤسنق كات مقو على انبائن خطار لا يكن أن 
يودي الى علم جديد ٠-فقد‏ اتخذت المقياس المنطقي سبيلا لتأديد المذاهبوالاراءء 

والقياس المنطقي ‏ كما نعلم ‏ وسيلة عقيمة في كثير من وجوهه » لاننا 
مضطرون أن تسلكّم بمقدماته تسليمآ لا يجوز فيه الشك » فمهما أمعنت النظر في 
البحث والاستنتاج فأنت محصور في حدود المقدمات التي سلمت بها بادىء 
ذي بدءء 

م # مرحلة عصر النهضة » أو العصور الحديثة : 

ثار الفكر على قيوده العتيقة » وطالب بح ر"يته » وتحرثره من ربقة الكنيسة» 
)١(‏ اعت تعاليم افلاطون في أول العصر المدرسي » أما في القرن الثالث عشر فقد 
رجحت كفة الفلسفة الارستطاليسية ‏ المشائين ‏ » ولم يكن ذلك الانحراف عرضا» 


بل هؤ نتيجة مباشرة لنهضة أفلسفية واسعة »© قام بها السلمون »© فقدبوا للغقرب 
ترحمة ماكتبه أرسطو © وكان مجهولا لديهم » آلا كتابه في المنطق . 


١4م‎ 3-500 


واعتاقه من أغلال الدين والعقائد » واتجه نحو الطبيعة وعلومها بدافع من الروح 
اليونانية وكان من أهم أغراض الحركة الفلسفية الحديثة تقرير حق الفرد © أو 
الافراد في الحكم على الاشياء » وانطلاقه من عبودية الفكر التقليدي » والاراء 
المفروضة بقوة السلطتين » الدينية والزمنية » المتحالفتين معاء وان الملاحظة 
والتجربة هما وسيلتا البحث والتحقيق » فلا ينبغي للانسان أن يقبل شيئا مما 
يفرض عليه » دون أن يختبره بمخبار العقل » ويثبته بالتجربة ٠‏ 

وكان طبيعيا ‏ والحالة هذه أن يتنازع الدين الذي يأمر الانسان 
بالتسليم « عطل حواسئك وآمن » والفلسفة التي أصبحت لا تقنع الا بالتجرية 
( كل شيء بدليل وبرهان ) ٠‏ 

ولكن هذا النزاع تبلور في تخلتي الفلسفة عن علم الغيب » وشكؤون اليوم 
الآخر » وكل ما هو غير محسوس للدين والتلاهوت » وقصرت مجهودها على 
الطبيعة وحدها ٠‏ 

فاذا كان للدين أن يتحدث عن الغيب « الميتافيزيك » فان عمل الفلسفة أن 
تدرس كيف يتحلى الله في هذه الطبيعة المحسوسة ٠‏ 

وهكذا بدأت العلوم الطبيعية صوفية النزعة » متأثرة بالافلاطونية الحديثة» 
فهي تعتبر العالم كله وحدة الهية » أو هو كائن» حي » عظيم ٠‏ الله ميدأه ومنتهاه 
وبهذا الطابعم الصوف تميزت الفلسفة الحديثة ٠‏ 


93 احم 


0 المذاهفب الفلسفة 


المذاهب الفلسفية متعددة » ولكنها تكاد تنطوي تحت ثلاثة مذاهب » وهي: 

٠ المذهب الاسمي‎ ١ 

؟ن المذهب الواقعي +* 

م ب المذهب التصوري ء 

وهذه المذاهب نشأت من اختلاف النظر الى موضوع « الكليات” » 
فالاجناس والانواع » هل هي حقائق واقعية ؟ أم هي مجرد تصورات ذهنية ؟؟ 

وان كانت حقائق » فهل لها وجود خارجي مستقل عن الاشياء الحسية ؟؟ 

أم هى كائنة في الاشياء الحسئّية نفسها ؟ 

الكو - أتباع المذهب الاسمي يرون أن الاسماء الكلية التي 
نطلقها على الاجناس « كانسان » أو الانواع ك « حيوان » هي محرد أسماء 
وألفاظ لا تمثل من الحقيقة شيئا ٠ء‏ 

والواقعيون ‏ أو القائلون بالمذهب الواقعي ‏ يرون أن الاسماء الكلية 
لها وجود حقيقي فعلي في الخارج » وهذا « الكلى » يتمتع بكل ما تحمل كلمة 
الوجود من معنى » فهو شيء واقعي له وجود خارجي » وهو موجود بأكمله من 
غير اتقسام » ولا تحرئة في الافراد +٠‏ 

والتصوريون ‏ الاخذون بالمذهب التصوري ‏ يرون رأيا وسطا بين 
المذهبين السابقين ‏ الاسمي والواقعي ‏ » فالكلي ‏ وان كان ليس له ما يقابله 
في العالم الخارجي كما ذهب اليه الاسميون الا أن له حقيقة في الذهن » اذ 
لو كان الامر كما يرى الاسميون من أن الاسم « الكلي » مجرد لفظة لا حقيقة 
لها في الخارج » ولا صورة في الذهن » لكان الكلام الذي يتفاهم به الناس ‏ 

"5١١‏ سد 


ومعظمه أسماء كلية لجنس » أو نوع لغوا خاليا من المعنى » لا يحمل الى 
السامع شيئا ٠‏ | 

وهذان المذهبان استمد"٠ا‏ أضلهما من أرسطو وافلاطون ٠‏ 

فمن مذهب افلاطون في « المثثل » أخذ الواقعيون مذهبهم ٠‏ 

ومن إتكار أرسطو « للمثثل » استقى الاسميون تعاليمهم ٠‏ 

هذا ومن المعلوم فلسفيّا ان للمعرفة مصدرين اثنين : أولهما الادراك 
الحسي ويتم بواسطة الحواس” » وهو جزئي ولكنه نتصور في النفس » وثاتهما ش 
الادراك العقلي » وهو غير واقع تحت الحواس الظاهرة ويتم بواسطة قوى 
النفس التامّة وهو ادراك الاجناس والانواع ٠‏ 

والاشياء اما كلية » واما جزئية والادراك العقلي يعمل بالاشياء » قالكلي 
هو الاجناس للانواع » والانواع للاشخاص ٠‏ والجزئي هو الاشخاص للانواعء 

والادراك العقلي ليس متمثلا للنفس » وليس له صورة تحتفظ بها الحافظة» 
فالذي ,تمثل للنفس هو المحكس” ٠‏ 

والادراك العقلى هو تجريد وطرح للاعراض الزائلة المختلفة المتغيرة », 
واستبقاء للمشترك العام ٠‏ اننا ندرك معتى « الانسانية » مجردة من تون 
والطول » والعرض والسمنئة » والنحافة » ولكن يبقى بعد هذا التحريد ‏ من 
كل ما هو مشحكس” ‏ الحيوانية والناطقية وهما القدر « المشترك العام » بين 
جميع أفراد الانسان : 0 

أما الادراك الحستي فهو جزئي باستمرار ٠‏ 


ب 59اا ب 


 :‏ الفلسفة الاسلامية وتطورها 
العرب في جاهليتهم أهل بداوة » لا علم لهم بالفلسفة » والبحث العقلي » 
ولكنهم حكماء بالتجارب ٠‏ 
ومن حكمائهم لقمان » وأكثم بن ضيضي + ووعير بن أبي اسثل © وورقة 
بن نول" » وعشمان بن الحويوث » وقس بن ساعدة » وأمية بن الملت » وعبد 
المطلب » وزيد بن عمر بن تفيل الذي قال فيه الرسول : انه يأتي يوم القيامة أمة 
وحده » ومن قوله : 
وأسلمت وجمهي لمسن أسلمت ‏ له الارض تحمل صخراً ثقبالا 
دحاها ؛ فلما استوت شدهما سواء © وأرسى عليها الجبالا 
وأسلمت وجمي لن أسليت له المزن تحمل عدذّباً زلالا 
اذا هي سيقت الى بلدقر اللافق قت كك علا سحالا 
ف لاء نطقوا بالحكمة » وحددوا العلاقات الاجتماعية على أسس اخلاقية» 
وعرفوا شيئا من علم النجوم بالمراقبة » وكذلك الانواء » ومهاب الرياح لعلاقة 
ذلك بحياتهم » ونمط معيشتهم » وكان أكثرهم على دين الحتفاء ‏ دين ابراهيهب 
ولما جاء الاسلام .؟» ب م اتجهوأ الى الدين الجديد » فوحّد بينهم لغقه » 
وأميالا” ودينآ » فاستغرقوا بهذا الدين » ووجدوا في القرآن كل ما يعبر عن 
حاجاتهم » وينظتم أمورهم ومعايشهم *٠‏ 
وعندما اكسعت الد”ولة أكبوا على القرآن يتثلهمونه كل تشريع يحتاجونه» 
ولذلك بقيت معارفهم وكل تفكيرهم دينية” خالصة ٠‏ 
أما ما بروى من أن معاوية بن يزيد له كلام بالكيمياء » وان جعفراً بن محمد 


اا 


الصادق له كلام بهذا العلم أيضا فهو وان كان ثابتا ‏ فانه لا يعطي هذا العصر 
آبة صفة علمية » والصفة العامة له هى صفة الدين ٠‏ 

قٍ اولض الدوة: القموة ات أساك علم الكلام » والقول بحرية الارادة» 
والجبر والاختيار » ومرتكب الكبيرة والصغيرة » كما بحثوا بحثا سياسيتا 
مضنوكا السك الدحة « كتروط' اللهة + (وقرها * 

أما الزهد والتنسك وما عبرنا عنه بالتصوف العملي » فقد عرفوه » وكان 
له رجاله ٠‏ وهذا نابع من الاصول الاسلامية الكتاب والسنتة » وسيرة الرسول 
وأصحايه التابعين ٠‏ 

ولما جاءت الدولة العياسية ١5‏ ب 5ه عظمت حضارة الاسلام » واستساغ 
المسلمون ما توصلوا اليه عن طريق الفتوح من الفرس » والروم » والهند » وتقلوا 
علوم اليونان وكتب افلاطون وارسطو » واقليدس وبطليموس ؛ وجالينوس » 
وبحثوا فيها » وشرحوها » وزادوا عليها ٠‏ 

كان أكثر المشتغلين بالفلسفة عند العرب أطياء » وعلماء طبيعة » لا رجال 
دين » لذلك نجد مضامير واسعة” من الجدل والمماحكة والمناظرات بين الفريقين 
وسبق أن قدمنا نماذج-.من نزاع العلماء وفلاسفة التصوف في هذا الكتاب ‏ 
على عكس علماء الغرب في العصور الوسطى فأكثرهم قساوسة ورجال دين ٠‏ 
ولذلك سيطرت الكنيسة » وطبعت فلسفة العصور الوسيطة بطابعها ٠‏ 

كان العرب في طريقتهم العلمية » ونظام بحثهم » وترتيب الفلسفة وقواعدها 
متأثرين تأثثراً عظيما بفلسفة افلاطون » والافلاطونية الحدثة ٠‏ 

والافلاطونية الحديثئة هذه مذهب فلسفي مزيج من الفلسفة والدين » 
وهذا المذهب ظهر في أواخر القرن الثاني الميلادي » وكان مقره الاصلى 


اسه 


الاسكندرية » ولقد حاول مؤسسوه التأليف بين الدين المسيحي » والمذاهب 
الشرقية » ومذاهب اليونان ولا سيما افلاطون ٠‏ 

ومن أشهر دعاة الافلاطونية الحديثة افلوطين الذي ولد ف مصر عام 4.٠؟م»‏ 
ورحل الى بلاد فارس » ودرس الفلسفة الشرقية » وعلّم في روما 4 م 4 وكانت 
تعاليمه مزيجا من الفلسفة العلمية » والتصوف الديني ٠‏ 

أما الذي دعا فلاسفة المسلمين الى اعتناق .هذا الضرب من الفلسفة فأمران: 

الاول : أنه كان فاشيا في بلاد الشام ٠‏ 

والثاني : انه مصبوغ بالصيغة الدينية ٠‏ 

وعندما حاول المسلمون النظر في فلسفة افلاطون وارسطو نظروا اليها 
بتلك النظرة المتأثرة بالافلاطونية الحديثة » كالكندي 27 والفارابي9؟© ٠‏ 

كان الفارابي وغيره من فلاسفة المسلمين يرون أن الاسلام من قرآن وسنة 
حق » وان الفلسفة حق » والحق لا نتعدكد فوجب أن يكون الاسلام والفلسفة 

وف القرآن بعض القضايا الدينية المتصلة بموضوع الفلسفة التي أتى بهاء 
واستدل عليها ٠‏ فالقرآن وان كان كتايا مقدسا » ووحيا من السماء » وليس ثمرة 
من ثمرات التفكير البشري » فانه الاساس الاول الذي مهد لما جد بعد ذلك 
من مداه وآراء 29 , 

ومما يؤخذ على فلاسفة المسلمين » أنهم رأوا أن ما جاء به أرسطو » هو 


عين ما جاء به افلاطون » وان الاختلاف لم يكن الا في طريقة التعبير » وان الآراء 
واحدة ٠‏ 





)١(‏ توفي الكندي سنة .15 ها. 
(؟) توق القارابي سنة 2؟9؟ 
(9): انظر 4لتصملعك1742 ص ١5١‏ و ١١١آا‏ 

5١68 [|‏ سم 


ففي زمن المعتصم ترجم أحد نصارى لبنان جزءا من «أنيدةافلوطين»"" 
الى العربية » وسمكاه لاهوت ارسطو » وتلقى المسلمون ذلك بالقبول » وحاولوا 
أن يوفقوا بينها » وبين أقوال أرسطو وافلاطون » وأضاف الى ذلك بعض 
المتدينين القرآن ٠‏ 

وهذا ما فعله الفارابي فقد كان مؤمنا ل افلاطون وارسطو » والقرآن» 
فمزج اللتوح والقلم » والكرسي والعرش » والملائكة والسموات السبع 
بتعاليم اليونائيين الوثنيين ٠‏ 

ومحاولة الجمع بين هذه النقائض تقنضي ذكاء نادرا وتصوفا و «كشفا» 
وغموضا » وسبحا في الخيال9؟© ٠‏ 

وف الفاتيكان صورة من رسم د رافائيل » المشمور تسمّى مدرسة 
« أثينآ » وتمثل ارسطو وافلاطون يحيط بهما تلامذتهما » واقلاطون يشير باصيعه 
الى السماء » وارسطو يصغي اليه في فتور » مشيرا باصيعه الى الارض "7٠‏ 


)١(‏ مجموعة كتب لافلوطين تبلغ 06 كتابا ذكرها تلميذه فور فوريوس ويطلق عليهااسم 
ولمدعوظ ٠.‏ 
زفق تاريخ الفلسفة لاحمد :أمين ٠‏ 
(9) ارسطو يقول بقدم العالم » والكندي بقول بحدوث العالم » الزمان » والحركة 
والجرم 

ألادة عند ارسطو ازلية » وعند الكتدي حادثة . 

أوسطو ليس له من مصادر المعرفة الا الحسى والعقل » اما الكندي فزاد عليهما 
المصدر الالهي ٠.‏ 

أما في الاخلاق فمتفقان : الفضيلة وسط بين طر فين »© الفضيلة هي اعتدال بين 
الافراط والتفريط » والرذيلة اذن هي افراط أو تفريط »© ونتيجة الفضيلة السعادة» 
ونتيحة الرذيلة الشعاء 

أما افلآطون والكندي نمتفقان بالقول بحدوث العالم » وان انختلفت غايتاهما 

الكندي يرفض وحود أي شيء قبل وجود هذا العالم © ؟ما افلاطون فيقول 
بشلبة مئادهة سابقة على وجود العالم » لا هي روحانية معقولة 3 ولا مادية محسوسلة» 
سميها « اللامووحود » أو « القابل » أي الذي يقبل فعل ( اكثل ) بحيث ببنشيء 
هذا الفعل عالمنا امُادى المحسوس » التغير » الزائل . 

والخلاف بيئهما على مفهوم الفاعل الاول ٠‏ 

- 585 سد 


وهذه الصورة تصور المذاهب في أثينا » لا بل تمثل الفكر الانساني » 
والنظربات الفلسفية » تمثل المادية » والروحية ٠‏ 
فالروحانية تشير الى السماء » والمادية الى الارض + 
وبحث الفارابي في كتابه د آراء أهل المدينة الفاضلة » ولكنه لم يختر من 
أشكال الحكومات الا الحكومة الملكية الدينية لايمانه بالخلافة » وأخذه 
بالافلاطونية الحديثة » ومزج في هذا الكتاب بين آراء افلاطون في الجمهورية » 
وبين أقوال الشيعة ف الامام المعصوم » لان سيف الدولة ‏ الذي كان الفارابي 
في كنفه ‏ كان شيعيتآ (9© ٠‏ 
وكذلك رسائل « اخوان الصفا » تمتزج فيها الافلاطونية الحديثة بالتصوف» 
وما قاله افلاطون في الطبيعة » وفيثاغورس في العدد « الرياضة » ٠‏ 
' واين سينا ( ٠ب‏ م44 ) ه هو الاقرب بين فلاسفة المسلمين الى فلسفة 
ارسطاطاليس الصرفة ٠‏ 
وهكذا كان اتنشار الفلسفة بين المسلمين في القرن الثالث والرابع والخامس 
الهجري » فاحدثت حركة كبرى © وحاول علماء الكلام منهم مقاومتها » والرد” 
عليها » ودحضها » وخاصة الافلاطونية الحديثة المتعلقة بالالهيات » وبحثوا في 
العلة والمعلول » والزمان والمكان » والحركة والسكون ‏ والجوهر والعرض »©» 
والجوهر الفرد » والدور والتسلسل » ولم يكن كلامهم موجها الى الفلسفة 
فحسب ‏ بل الى كل من خالفهم في سنتتهم من زنادقة وفلاسفة » وظاهرية وحنابلة 
ومن رؤساء هذه الطريقة أبو الحسن الاشعري » وامام الحرمين » والباقلاني» 
ولكنهم لم يخصّوا الفلسفة بالطعن حتى جاء « الغزالي » فحمل عليها » ودعا 
المسلمين الى الرجوع الى السنة والكتاب » وألف كتابه « تهافت الفلاسفة » المعروف 
سالالكات 





الذي رد عليه ابن رشد في كتابه « تهافت التهافت » ونسب فيه الى الغزالي الجهل 
والغباء والغفلة ء ْ 

هذه هى حالة الفلسفة الاسلامية في المشرّق 6 

أما في المغرب + أي في الاندلس ء وشمال افريقيا فقد, ازذهرت حينا » وكان 
الفلاسفة المغرييون أكثر اتتكارا من اخوانهم في المشرق » ولم تقع بينهم خلافات 
وملاحات لان أكثرهم من اتجاه مذهبي واحد ٠‏ 

وأشهر فلاسفة المغرب ابن ماجة » وابن الطفيل امه ه ( حي بن يقظان ) 
وروانته. ترمي الى أن الشرع يتفق مع العقل ٠‏ 

وابن رشد ( ٠+ه‏ ب هوه ه ) وهو أشهر قلاسفة الاندلس دافع عن 
الفلسفة « تهافت التهافت » و « فصل المقال فيما بين الشريعة والفلسفة من 
الاتصال © ٠‏ 

وباتهاء القرن السادس الهجري وقف المسلمون عن البحث » وأصبح ما 
يشتغلون به تقلا » ولم ينبغ بعد ذلك الا ابن خلدون المتوقي ١٠م‏ ه مخترع 
فلسفة علم التاريخ » وعلم الاجتماع ٠‏ 


ه الانجاهات الفلسفية قدعا و<ديثا 

اذا بحثنا التاريخ نجد ثلاثة اتجاهات للفلسفة في كل عصوره : 

١‏ الاتجاه المادي : وهو أن العالم موجود بنفسه » وبلا صائع » الحيوان 
من النطفة.» والنبات من البذرة كذلك كان » وكذلك يكون آبدا ٠‏ 

ولقد رد القرآن على هذه الفئة وناقشها : 

وقالوا : ان هي الا حياتنا الدنيا نوت ونحيا » وما يهلكنا الا الدهر ؛ وما 
لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون » واذا تتلى عليهم آياتنا يبنات :ما كان حجتهم 
الا أن قالوا : ايتوا بآبائنا ان كنتم صادقين ٠.6‏ قل الله سيتكم ثم بحييكم » 
ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ٠‏ 

؟ ‏ الاتجاه العقلى : الذي يرى أن ما وراء الطبيعة » وما في الطبيعة من 
مشاكل » كلها يحلها العقل بأقيسته وبراهينه » ومنطقه » ويتناول مشكلة المبدا » 
ومشكلة المصير » ومشكلة الغاية ٠‏ 

“ل الاتجاه الروحي © أو الالهامي : ويرى أن مسائل ما وراء الطبيعمة 
والاخلاق نعرفها بواسطة الملا" الاعلى » ولن نحصل على هذه المعرفة الا عن طريق 
هذا الاتصال ٠‏ 

فالفلسفة اليونانية لها طريقان : طريق البحث العقلي » وطريق التصفية ٠‏ 

وزادت الفلسفة الاسلامية عليها طريق الالهام الروحي ٠‏ 

فافلاطون كان يعلتم تلامذته بطريق « التصفية » واعمال الفكر الدائم في 
جناب القدس ٠‏ وسمّوا « الاشراقيين » وهؤلاء يحصلون على أمور « ذوقية » 
متناهية » كما علتم بعضا منهم بطريق 2 البحث »© والنظر » فسموا «المشسائين»٠‏ 


ورئيس المشائين أرسطو » وطريقتهم أنفع للتعلم اذا قامت عليها البراهين العقلية» 
دواكاب ١‏ 


وهناك من ابتدأ بالبحث والنظر » وانتهى الى التجريد » والتصفية » فجمع 
بين الطرشتين ٠‏ ومن هؤلاء سقراط وافلاطون » وكذلك السهروردي والبيمهقي* 

ولكن أي الطريقين أقرب ؟ العقل ؟ آم التصفية 8 0 

رجال البحث العقلي لا يزعمون آنهم يتصلون بالله » أما رجال «التصفية» 
فيقولون : انهم يتصلون به *٠‏ 

قال أفلوطين : المثل الاعلى لمن يطلب الحكمة الكشف عن الاله ٠٠‏ ثم 
الاتصال به !! 

الكشف عن الاله بواسطة العقل الاستدلال والبرهان ‏ هذا نصف 
الطريق ٠‏ 

وبعض الحكماء يقفون عنده لاسباب في طبيعتهم * 

أما النصف الثاني فهو الاتصال به بطريق « التصفية » وهذا ما رسمه ابن 
الطفيل في « حي بن يقظان » ٠‏ 

الغزالي مر" بنصف الطريق الاول : أي الجانب العقلي » فشك" » وتحيكر » 
وارتاب » وبر“ر كل ذلك عقليكا ٠‏ 

وعندما أخذ يكمّل نصف الطريق الثاني : أي طريق التصفية » هدأ » 
واطمأن » وصوكر كل ذلك في « المنقذ من الضلال » ٠‏ 

وكتابه « تهافت الفلاسفة » يفهمنا أن الاقتصار على العقل في مسائل ماوراء 
الطبيعة طريق ناقصة » ولا تؤدي ‏ وحدها ‏ الى الغابة ٠‏ 

الكشف عن الله عقليا ‏ استدلالا وبرهنة  ٠‏ ثم الاتصال به س رياضة 
وتصفية ب هو المنهج الوحيد المتكامل ء* 

فالفلسفة اذن : محاولات يبذلها الانسان عن طريق العقل » وطريق الارتياض 
التصفية ب ليصل بها الى معرفة الاله » أو الى الاله حسب رأي المتصوفة» 

5-35 ش 


المحاولات : هي الفلسفة + 

والنتيجة : هي الحكمة ٠‏ 

الفلاسفة الذين اقتصروا على الجابٍ العقليى هم أنصاف فلاسفة ٠‏ 

أما الذين أتمّوا الطريق ‏ عقلا وتصفية ‏ فهم فلاسفة كاملون ٠‏ 

خ* 2 * 

وهناك مرتبة من المعرفة نتوصل اليها بطريق العلم النظري » والبحث 
الفكري » وتعتبر طورا من أطوار « حي بن يقظان » ٠‏ فانه بعد أن شبء » 
وبلغ دور التسيز » واتنهى الى مرحلة التعقثل والاستدلال » والبرهان » أدرك 
بطريق النظر حقيقة الجسم » وأنه متناهم » وأدرك أبدكة العالم » وحصلت عنده 
فكرة نظرية ما وراء الطبيعة » واستقام له الحق يطريق البحث والنظر » فلما اتتمى 
من هذه المرخلة بدأ المرحلة الثائية ب مرحلة الوصول الى الحكمة ب بطريقة 
د الرياضة » ٠‏ وكان ممكا يقوم به من الارتياض أنه يلازم الفكرة في الموجود 
الواجب الوجود » ثم يقطم علائق المحسوسات » ويصرف جهده عن تتبع الخياله 
ويحاول ‏ بمبلغ طاقته ‏ أن لا يفكر في شيء سواه » وستعين « بالاستدارة » 
على تفسه “23 ٠ ٠‏ 

وكان في بعض الاحيان تخلص فكرته من الشوائب » ويشاهد بها الموجود 
الواجب الوجود ٠‏ 

وخلال مجاهداته كانت تغيب عنه جميع الاشياء الا ذاته » فيرى أناستغراقه 
كان ناقصا ومشاهدة الموجود الاول غير تامّة » لانه لم يغب عن ذاته ٠‏ 








)١(‏ لم تزل « الاستدارة » متيعة لدى بعض ١‏ اب الطرق الصوفية » وخاصة 
الطريقنة « اللمولوبة » كما تطور عنها كثير من التحر والرياضات كالرقص الصوفي» 
وحركات التيامن والتياسر » والغناء » والضرب بالالات الموسيقية حتى خر جحدمن 
الغابة » وأصبحت تقليدا لا يمت بصلة الى الفكرة الاساسية . 


ب 50"١‏ ب 


وما زال يطلب الفناء عن تفسه حتى تيسر له ذلك » وغابت عنه الموجودات» 
وجميع الصور » وغابت ذاته » وتلاثى الكل" ولم يبق الا الحق » واستغرق في 
حالته هذه » وشاهد مالا عين رأت » ولا أذن سمعت » ولا خطر على قلب بشر(© 





. هذه الحال كثيرا ما أشمار اليها المكزون : وغبت عني بها من شدة الطرب‎ )١( 
. متى للحق حققنا2002 عن الخلق به بنتا‎ 


-9#50 عد 


الخلاف بين العلماء والفلاسفة 


و 
يدن أصحاب النقل » وأصحاب العقل 

مرك معنا في أكثر من موضع من هذا الكتاب أن الخلاف اشتحر بين العلماء 
والمتصوفين » وأن العلماء شنكعوا على المتصوفة » ورموهم بالجنون والمروق » 
وتعطيل الشكاليف » وابطال الشريعة ٠‏ 

وكذلك كان الحال بين العلماء والفلاسفة » فقد احتدم الجدل » وكثرت 
المناظرات » وألفت الكتب ورمي الفلاسفة بالكفر والزندقة ٠‏ 

هذا في بدء اشتغال المسلمين بالفلسفة » واعتمادهم العقل » ولكن لم يطل 
الوقت حتى رأينا من يعتدل في النظر والمحاجّة » فيحاول التوفيق بين الفلسفة 
والدين ٠‏ 

ونورد هنا مثالين من المناظرات التي كانت تدور في ذلك العصر بين الفريقين» 
ونرى في المناظرة الاولى مدى تشدثد أصحاب النقل » واستخفافهم بآراء أصحاب 
العقل » في حين نرى في الثانية كثيرا من الاعتدال والاحكام المقبولة » والمحاولة 
للتوفيق بين الشرع والفلسفة ٠‏ 

ولعل» « حي بن يقظان » أحسن دليل » وأتقن محاولة » للتدليل على أن 
الفلسفة والشريعة متكفقان في الهدف والمقاصد » وان اختلفت الطرق كد 


والمناظرة الاولى جرت بين أبي سعيد السيرافي 2١‏ » وأبي بشر منشى9» 


)١(‏ آبو سعيد السسيرافي هو الحسسن بن عبد الله المرزيان السيراقي 0١‏ النحوي المعبروف 

سكن بغداد ؛ وتولى فيها القضاء > وكان من أعلم الناس بئحو البصردين توفي748ه 

(؟) أبو بشر متى هو ابن يوسن القنائي من اهل « دير قنى » كان عالما بالنطق » 

واليه انتهت رئاسة المنطقيين » نزل بغداد » بعد سنة .؟؟ هه »© واتوفٍ عام م؟ أها. 
5598 لدم 


في مجلس الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر .بن الفرات في عام +7 ه 

قال الوزير للجماعة » وفيهم الخالدي » واين الاخشاد » والكتبي » وابن 
أبي بشر » واين وباح » وابن كعب » وأبو عمر قدامة بن جعفر » والزهري » 
وعلي بن عيسى الجراح » وابن فراس » واين رشيد » وابن عبد العزيز الهاشمي » 
وابن بحيى العلوي » ورسول بن طغج من مصر » وللرزباني صاحب آل ساسان: 
آلا ينتدب متكم انسان لمناظرة منشى في المنطق » فانه يقول : لا سبيل الى معرفة 
الحق من الناطل » والصدق من الكذب » والخير من الشر » والحجة من الشبهة» 
والشك من اليقين » الا بما حويناه من المنطق » وملكناه من القيام به » واستفدناه 
من واضعه » على مراتبه وحدوده » فأججم القوم » وأطرقوا ٠٠‏ وأخيرا انبرى 
له أبو سعيد السيرافي » وقال : 

+ د ب 

حد”ثني عن المنطق ماذا تعني به ؟؟ فاذا فهمنا مرادك فيه » كان كلامنا معك 
في فبول صوابه » ورد” خطئه على سنن فرضي” » وطريقة مغروفة !! 

قال متى : أعني به آلة من آلات الكلام » يعرف بها صحيح الكلام مسن 
سقيمه » وفاسد المعنى من صالحه » كالميزان فاني أعرف به الر”جتحان من 
النقصان » والشائل من الجانح ٠‏ 

قال أبو سعيد : أخطات » لان صحيح الكلام من سقيمه » يعرف بالنظم 
المألوف » والاعراب المعروف » اذا كنا تتكلم بالعربية » وفاسد المغنى من صا 
يعرف بالعقل » اذا كنا نبحث بالعقل » وهبتك عرفت الراجح من الناقص عن 
طريق الوزن » فمن أين لك بمعرفة الموزون ؟؟ أحديد هو » أم ذهب ؟ أو شلبه 
( النحاس الاصفر ) » أو رصاص » فآراك بعد الوزن فقيرا الى جوهر الموزون» 


أت غ55 ند 


والى معرفة قيمته » وسائر صفاته التي يطول عدها » فعلى هذا لم ينفعك الوزن 
الذي كان عليه اعتمادك » وف تحقيقه تحقيقه اجتهادك » الا نقصا سير من وجه واحد» 
وقيت” عليك وجوه > قانت كما قال القائل : 
حفظت شيئا » وغايت عنك أشياء(9© ٠‏ 

وبعد » فقد ذهب عليك شيء ههنا » ليس كل مافي الدنيا يوزن » بل فيها 
ما يوزن » وفيها ما يكال » وفيها ما يذرع » وفيها ما يمسح » وفيها ما بحركر » 
وهذا ‏ وان كان في الاجشام المرئية ‏ فانه ‏ على ذلك في المعقولات المقررة» 
والاحساسات ظلال العقول تحكيها بالتقرب والتبعيد » مع الشبه المحفوظ » 
و«الماثلة الظاهرة ٠»‏ ودع هذا » اذا كان المنطق وضعه رجل من يونان على لغة 
“اهلها ء واصطلاحهم عليها » وما يتعارفوته بها من رسومها وصفائها » فمن أين 
- زم الترك والهند » والفرس والعرب » أن ينظروا:فيه » ويكخذوه قاضيا » وحكما 
“لهم ما شهدا لهم به اقيلوه نوما أقكزة وشو + 

قال متى : انها لزم ذلك لان المنطق بحث عن الاغراض المعقولة + والمعاني 
المدركة » وتصفح للخواطر السانحة » والسوانح الهاجسة » والناس في المعقولات 
سواء » ألا ترى أن أربعة وأوبعة ثمائية سواء عند جميع الامم » وكذلك ماأشبهء 

قال أبو.سعيد : لو كانت اللطلوبات بالعقل » والمذكورات باللفظ ترجع 
مع ششعبها المختلفة » وطرائقها المتباينة الى هذه المرتبة البيكنة في أربعة وأربعة 
وانهما ثمانية » زال الاختلاف » وحضر الاتفاق » ولكن ليس الامر هكذا » ولكم . 
موكهت بهذا المثال » رلكم عادة بمثل هذا التمويه »» ولكن مع هذا أيضا اذا 


)١(‏ شطر البيت من قصيدة لابي نواس يرد بها على ابراهيم النظام شيخ العتزلة 
واوله : 
فقل لمن بدعي بالعلمى فلسفة : حفظت شيئا © .وغابت عنك أشياء 
لاتحظر سس أن كنتآمرءا حرجا فان حظرككه بالدين اززاء 


52 م ه١ا”‏ 


كانت الاغراض المعقولة » والمعانئ المدركة ٠‏ لا يتوصل اليها الا باللغة الحامعة 
للاسماء والاقعال والحروف +٠‏ أفليس قد لزمت الحاجة الى معرفة اللئة © 

قال : نعم !! 

قال : أخطات !! قل في هذا الموضع : بلى !! 

قال : بلى 1 آنآ أقلدك في مثل هذا ! 

قال : اذن أنت فست تدعونا الى علم المنطق » بل تدعونا الى تعلم اليوتانية» 
وأنت لا تعرف لغة يونان » فكيف صرت تدعونا الى لغة لانفي بها » وقد عفكتت 
من زمان طويل » وأنت تنقل من السربانية » فما تقول بمعان متحولة من اليونانية 
الى السررائية » الى العربية ٠؟؟‏ 

قال متى : يوتان ‏ وان بادت مع .لغتها # فان الترجمة حفظت الاغراض » 
وأدت المعاني » وأخلصت الحقائق ٠‏ 1 

قال أبو سعيد : اذا سلمنا أن الترجمة صدقت » وما كذيت ©» وقومت » 
: وما حرفت » ووزتت ‏ وما جزفت » وانها ماالتاثت » ولا حافت » ولا تقصت » 
ولا زادت » ولا قدمت » ولا أخرت » ولا أخلت بمعنى الخاص والعام » ولا 
بأخص الخاص » ولا بأعم العام » وان كان هذا لا يكون » وليس هو في طبائم 
الدع و بدي اران لو لاخو ارا وار وان 
الا ما وضعوه » ولا حقيقة الا لما أبرزوه ٠‏ 

اك 11 وق ون ب نان لمان اله ال والنضفا فين 
ظاهر هذا الكون وباطنه ؛ وعن كل ما نتصل به » وينفصل عنه » ويفضل عنابتهم 
07 ما اتنشر » وفشا ما فشا من أنواع العلم » وأصناف 
ش اعنام نا لا ننه شرف ش 


-55 سدم 


قال أبو سعيد : أخطات » وتعصبت » وملت مع الهوى » فان علم العالم 
مبثوث في العالم +٠٠‏ الى أن يقول : ان يونان كغيرهم يصدقون في أشياء » 
ويخطتون ف أشياء » يعلمون أشياء » ويجهلؤن أشياء » وأنت لو صرفت عنايتك 
الى هذه اللغة التي تحاورنا بها » وتشرح كتب يوئان بعبارة أصحابها » لعلمت 
أنك غني عن معاني يونان » كما أنك غني عن لغة يونان ٠‏ 

قال متى : لو تثرت أنا أيضا عليك من مسائل المنطق اشياء لكان حالك مع 
المنطق كحالي أنا مع النحو ٠‏ 

قال السيرافي : أخطأت ! لانك ان سألتني عن شيء أنظر فينه » فان كان 
له علاقة بالمعنى » وصح لفظه على السنة الجارية أجبت » ثم لا أبالي أن يكون 
موافقا » أو مخالفا ٠‏ 

وان كان غير متعلتق بالمعنى رددته عليك » وان كان متصلا باللفظ ‏ ولكن 
على وضع لكم في الفساد على ما حشوتم به كتبكم ب رددته أيضا ء لانه لا 
سبيل الى احداث لفة في لغة مقررة بين أهلها ٠‏ 

ما وجدنا لكم الا ما استعرتم من لغْة العرب ؛ كالسبب » والالة » والسلب 
والايجاب » والموضوع والمحمول » والكون والفساد » والمهمل والمحصور » 
وأمثلة لا تنفع » ولا تجدي » وهي الى العي أقرب » وفي الفهاهة أذهب » وأتتم 
مع منطقكم على نقص ظاهر » فتدعون الشعر ولا تعرفونه » وتذكرون الخطابة 
وأنتم عنها في منقطع التراب ٠‏ 

هذا كله تخليط » وزرق وتهويل » ورعد وبرق » وائما يودكم أن تستغلوا 
جاهلا » وتستذلوا عزيزا » وغايتكه- أن تهولوا بالجنس والنوع » والخاصة 
والفصل:» والعرض والشخص » وتقولوا : الهلية » ؤالاينية » والماهية » والكيفية» 


597 ند 


والكمية » والذائية » والعرضية والجوهرية » والهيولية » والصورية » والايسية» 
والليسية2©202 » والنفسية ٠‏ 

ثم تنطاولون فتقولون : جئنا بالسحر في قولنا : « لا » في شيء من « ب » 
و« ج» ف بعض « ب »6 ©»- قلا في بعض اج ا ء ولالا في كل. 
سا بات واج س في كل ساب سح قاذن # لا في كل ساج سء 

هذا بطريق الخلف » وهذا يطريق الاختصاص » وهذه كلما خرافات 
وتر”هات » ومغالق وشبكات » وكل ما ذكرتموه في الموجودات فعليكم فيه 
اعتراض ٠‏ 

هذا قولكم في « يفعل » و « ينفعل » لم تستوضحوا فيهما مراتبهما » 
ومواقعهما » ولم تقفوا على مقاسمهما » لاتكم قنعتم فيهما بوقوع الفعل من 
« يفعل » وقبول الفعل من « نفعل »6 ٠‏ 
200 هل فصلتم بالمنطق بين مختلفين ؟ أو رفعتم الخلاف بين اثنين ؟ أتراك بقوة 
المنطق ويرهانه اعتقدت أن الله ثالث ثلائة ؟ وأن الواعة | كثرمن واحد ؟ وان 
الذي هو أكثر من واحد هو واحد ؟ ٠‏ 

وأنت لو عرفت تصرف العلماء والفقهاء في مسائلهم » ووقفت على غورهم 
وغوصوي في استنباطهم » وسعة تشقيقهم للوجوه المحتملة لحقرت نفسك » 
وازدريت “أصحايك » ٠٠‏ ثم تابع متهكما : 

قيل للكندي ‏ وهو من أصحابك ‏ أخبرنا عن اصطكاك الاجرام وتضاغط 
الاركان » هل يدخل في باب وجوب الامكان ؟ أو يخرج من باب الفقدان ؟ الى 
ما يخفى عن الاذهان ٠‏ 

وقالوا له أيضا : ما نسبة الحركات اليف ان الصور الهيولانية ؟ وهل 


. النفي والاثبات‎ )١( 
ساخ كام سه‎ 


هي ملابسة للكيان » في حدود النظر والعيان ؟ آم مزايلة له مزايلة على غاية 
الاحكام ؟؟ 

وقالوا له أيضا : ما تأثير فقدان الوجدان في عدم الامكان.» عند امتناع 
الواجب من :وجويه في ظاهر مالا وجوب له » لاستحالته في امكان أصله. ؟؟ 

وقد حفظ جوابه عن جميع ذلك ؛ وهو على غاية من الركاكة والضعف » 
والفساد والفسالة: ٠‏ والسخف ٠‏ 

ولقد مر بي في خطه # الضمير راجعم الى الكندي : التفاوت في تلاشي 
الفشياء غير محاط به » لانه يلاقي الاختلاف في الاصول ء والاتفاق في الفروع » 
وكل ما يكون على هذا المنهج » فالنكرة تزاحم عليه المعرفة » والمعرفة تناقض 
النكرة » على أن النكرة والمعرفة من باب الالبسة العارية » من ملايس الاسرار 
الالهية » لا من باب الالهية العارضة:في أحوال البشرية ٠‏ 

ولقد حدثنا أصحابنا الصابئون عنه بما يضحك الثكلى » وشمت العدو » 
ويغم الصديق » وما ورث هذا الا من بركات يونان » وفوائد الفلسفة والمنطق»* 

فقال الوزير ابن الفرات : عين الله عليك أيها الشيخ لقد نديت أكيادا » 
وأقررت عيونا » وبيضت وجوها » وحكت طرازا لا يليه الزمان » ولا يتطرق 
اليه الحدثان ٠‏ 

+ ب 

وهذا أبو سليمان السجستائي محمد بن بهرام يحاول أن يعترف بالفلسفة» 
والكن بطريقة مترجرجة مترددة + يرى ضرورة تعلمها لانها ثمرة العقل » ويرجح 
الشريعة عليها لانها من وحي السماء ٠‏ 

يفرز الشريعة عن الفلسفة حينا » ويحاول اتتحالهما معا حينا آخر ٠‏ وهذا 
هو التناقض الظاهر ٠‏ 

وات 


اسمعه يقول : 

الفلسفة حق » لكنها ليست من الشريعة في شيء ؛ والشريعة حق ولكنها 
ليست من الفلسفة في شيء » وصاحب الشريعة مبعوث » وصاحب الفلسفة 
مبعوث. اليه » وأحدهما مخصوص بالوحي » والاخر مخصوص ببحثه » والاول 
مكفي » والثاني كادح » وهذا يقول : أمرت وعلمت » وقيل لي » وما أقول شيئا 

وهذا يقول : رأيمت ونظرت » واستحسنت واستقبحت ٠‏ 

هذا يقول : معي نور العقل أهتدي به ٠‏ 

وهذا يقول : معي نور خالق الخلق أمشي بضيائه ٠‏ 

هذا سول : قال الله » وقال الملك الحق ٠‏ 

وهذا يقول : قال افلاطون وسقراط ٠‏ 

يسمع من هذا ظاهر تنزيل » وسائغ تأويل » وتحقيق سنة » واتفاق امة ٠‏ 

ويسمع من الاخر الهيولى » والصورة » والطبيعة » والاسطقس » والذاتي» 
والعرضي » والايسي » والليسي » وما شاكل ذلك مما لا يسمع به مسلم » ولا 
يهودي » ولا نصراني » ولا مجوسي » ولا مانوي ٠‏ 

ويقول : من أراد أن يتفلسف فيجب أن يعرض بنظره عن الديانات ٠‏ 

ومن اختار التدين فيجب عليه أن يعرض بعنايته عن الفلسفة ٠‏ 

يتحلى بمما مفترقتين » في مكانين » على حالين مختلفين ٠‏ | 

ويكون بالدين متقربا الى الله » على ما أوضحه له صاحب الشريعة من 
اللهء 

ويكون بالحكمة متصفحا لقدرة الله في هذا العالم الجامع للزينة الباهرة 
لكل عين » المحيرة لكل عقل ٠‏ ولا يهدم أحدهما بالاخر » أعني لا يجحد ما ألقى 

0 لو كك 


اليه صاحب الشريعة مجملا ومفصلا ٠‏ ولا يغفل ما استخزن الله هذا الخلق 
العظيم على ما ظهر بقدرته ٠‏ ولا يعترض عما يبعد في عقله ورأيه من الشريعة » 
و بدائع ايات النبوة بأحكام الفلسفة » فان الفلسفة مأخوذة من العقل المقصور 
على الغاية ٠‏ والديانة مأخوذة من الوحي الوارد من العلم بالقدرة ٠6272‏ 
ا بر 

من هذين النصين نستعرض صورة من صور النزاع والخلاف والمشادة 
بين أصحاب النقل » وأرباب العقل » أو بين العلماء والفلاسفة ٠‏ 

فأبو سعيد السيرافي يتطاول ويتحدى » ويتهكم ويعيب » ويلحى » ويقول 
لمناظره : أخطأت » وتعصبت » وملت مع الهوى والفساد الذي حشوتم به كتبكم 
٠.٠‏ وهذا كله تخليط » وزرق وتهويل » ورعد وبرق » وائما بودكم أن تشستغلوا 
جاهلا » وتستذلوا عزيزا ٠‏ 

ويصف آراء الكندي الفيلسوف بالركاكة والضعف » والفساد والفسالة 
والسخف » وان الصابئة يتحدثون عنه بما يضحك الثكلى » ويشمت العدو » 
ويغم الصديق » وانه ماورث هذا الا من « بركات » يونان » و « فوائد » 
الفلسفة والمنطق ٠‏ 

أما النص الثاني فكما سبق وقلنا : يترجرج بين الدين والفلسفة » يود أن 
يوفق بين الاتجاحين فيقع في التناقض » فيقول : الفلسفة د حق » ولكنها ليست" 

من الدين في شيء ٠‏ 

والدين « حق » ولكنه ليس من الفلسفة في شيء ٠‏ 

ومن المقرر المسلم به : أن « الحق » لا يتجزأ ٠‏ 

7 ال 3 


للسسي سس امسس٠*٠*شسسسسه‏ 


فكيف يعرض عن الدين من تفلسف ؟ أو يعرد بعنايته عن الفلسفة مسن 
وكيف تنحلى بهما مفترقين » في مكانين مختلفين » وكلاهما .كما يقول ب 


حن ؟؟ 


5 مم 


المكزون ٠٠‏ والفلسفة 


يقول المكزون : 
الفيلسوف بعينه أنا » والذي ييفي اليقين بظنسه متفلسف 
قد اثيت التصديق نفي تصوري) معنلى سواه بالتصور يوصف 
كنا # قبل أن دللنا على الاتجاهات الصوفية عند المكزون ‏ قدمنا دراسة 
مستفيضة بعض الشيء ‏ عن التصوف » وعوامله ومنشئه » وبذلك سهل 
علينا أن نضع أيدينا على منابع تصوف المكزون » ومصادر زهده » وما اتفق به 
مع المتصوفة » وما اختلف به عنهم » وما امتاز به » وتفرد بأخذه220 ٠‏ 
وها نحن الان بعد هذه المقدمة الموجزة التي استعرضنا بها الفلسفة وتطورهاء 
والفلسفة الاسلامية بصورة خاصة » ومنابعها وأثرها وتآثرها » نعتقد أننا نستطيع 
بسهولة ويسر أن تتلمس الخصائص الفلسفية عند المكزون » ونضع السمة المميزة 
لارائه في « ماوراء الطبيعة » وفي الطبيعة و « الانسان » ٠‏ 


(1) راجع: الفصل الثاني من هذا الكتاب .. 


١-اشات‏ الصانم 

هناك بديهة تقول : الشيء لا بخرج من لا شيء * 

هذه البديهة تلزمنا أن نسلم بأن النتيجة لا يمكن أن تجيء أكبر من 
مقدمتها » أعني أن المسبب يجب أن يكون أصغر من سبيه » أو على الاقسل 
مناونا للع لان كن ناذه فق انس عدفاها أنها نشأت من لا شيء » وهذا مناف ' 
للقضية التي سلمنا بها ٠‏ 

ويما آننا سلمنا أن الشيء لا يخرج من لا شيء » وأن النتيجة لا يمكن أن ' 
تأتي أعم من سيبها » فندعوك أن تستعرض أفكارك » وانك واجد ‏ بلا شكس 
بينها فكرة ممتازة عن الكائن اللانهائمي ٠‏ أعني أن في ذهنك صورة عن كائن لا 
نهاية له » ولا حدود » فمن أين جاءتك هذه الصورة ؟؟ 

يستحيل أن تكون نبعت من نفسك لانها أوسع منك » فأنت ‏ على تقيضهات 
كائن محدود تهاي ٠‏ 

وبدهي ‏ كما سبق أن لا تجيء الصورة أشمل من أصلها » وألا بيكون 
المسبب أكبر من السبب » لانه محال أن يتفرع الشيء من لا شيء ٠‏ 

واذن لا يمكن أن ينشآ كائن لا نهائئي من كائن نهائي محدود ٠‏ 

من أين جاءتك هذه الفكرة بعد أن ثبت من المقدمات التي سلمت بها 
انها لم تنفرع عن فطرتك ؟5 

لا نحسبك مترددا في الذهاب الى أن هذه الفكرة اللانهائية الكاملة لايسكن 
أن تنبعث من الطبيعة البشرية الناقصة » بل لا بد لها من أصل يوازيها عظسة 
وكمالا لضرورة التكافؤ بين العلة والمعلول ٠‏ 


نات ؤلاكاتني 


ومن هنا كان حتما علينا أن نسلم بوجود اله جامع لكل صفات الكمال » 
وهو الذي خلق ف الانسان هذه الفكرة » وآألهمه اياها » واذن فالله موجود » 
وليس في وجوده شك ٠‏ 

وبرهان آخر » لنتساءل : 

من ذا أوجبني ؟5؟ 

اتني لم آخلق نمسي » والا لوهبت لذاتي كل صفات الكمال التي تنقضي 
الان 210 كذلك لم يخلقني خالق ناقص » لاه لو كان كذلك لقامت أمامنا المشكلة 
عينها » والتساوؤل ذاته : من ذا أوجد ذلك الخالق الناقص ؟؟ 

انه لم يوجد نفسه » والا لخلع على تفسه ضروب الكمال ٠‏ 

فلم يعد الا أن يكون خالقي كامل الصفات ٠‏ 

هذا » وان استمرار وجودي ليحتاج كذلك الى تعليل » اذ لا يكفي أن 
يخلقني الله أول مرة » وكفى .. بل اني بحاجة الى وجوده ليخلقني في كل 
لحظلة خلقا جديدا ٠‏ 

فالزمان ,تألف من جزئيات زمنية لا نهائية » متعاقبة » ولا تعتمد البرهة 
الزمنية في وجودها على البرهة التي سبقتها بأية حال من الاحوال "© ٠‏ 

وعلى هذا فكوني موجودا منذ لحظة » لا يجوز أن يكون سبيا في وجودي 
الآن ٠‏ 

واذن يستخيل أن ستمر وجودي الا اذا كانت هناك قوة تخلقني في كل 
لحظة خلقا جديدا ومعنى ذلك : أن مجرد وجودي دليل على وجود الصانع 2 
وان استمرار هذا الوجود » دليل آخر غلى وجوده ٠‏ 

: بقول الكرون في هذا العنى‎ )١( 
فلو كانت أرلدته تعالى اراتتنا لتم نا المسراد‎ 


وما اختلفت دواعينا وكان الصلاح بها » وما حصل الفسساد 
(؟) نظرية الذرات الزمنية ٠‏ 





سما 


أ[ 56 عب 


ولرب معترض يقول : ان هذا الصانم كذلك ستمر وجوده من لحظلة 
زمنية الى لحظة أخرى » فكيف استطاع أن يحتفظ أكثر مما نحتفظ نحن البشر؟؟ 

وجواب ذلك : أن هذا « الصانع »> كامل كمالا مطلقا » والكمال يقتضي 
دوام الوجود » ولو لم يكن كذلك لامكن للعقل أن .نتصور كائنا أكمل منه(9» 

د د عل 

وغريزة الاهتمام المشتركة بين كل الاجناس البشرية  »‏ الاهتمام بالمعنى 
الالمى # وبما وراء الطبيعة هو احدى النزعات الخالدة في الانسانية ٠‏ 

ولقد كن ليله النزعة في العصور القديمة اختلاف قوى الطبيعة » ومواجهة 
الانسان لهذه القوى » واحساسه بالضعف أمامها » وعجزه عن الوصول الى 
أسرارها ٠‏ ش 

كل ذلك حدا به للبحث عما يطمئن اليه وجدانه » وشعوره » ويرجع اليه 
علم العلل والاسباب » فأرشده » أو قاده تفكيره هذا الى القول : بوجود قوة 
أزلية أبدية خفية » تحرك هذا الكون وتديره » وأطلق عليها اسم « الله » ٠‏ 

ولكن بعد أن اهتدى الانسان الى القول بوجود هذه القوة » بدأت لديه 
مرحلة: ثانية هي مرحلة البحث عن هذه القوة نفسها ٠‏ 

قال أحد المتشسكتكين 29 بخاطب الانسان : 

كا احيقة فل نامرف واقمت نفسك في مقام معلل 

أوجدت ربا تبتغي حلا به للمشكلات » فكان اكبر مشكل 

ولكن هذه المشكلة . التي يزعمها هذا المتشكك حتكت بما أقامه فكر 
الانسان وعقله من الاستدلال على وجود الخالق من تفسه » ومن الكون » ولذلك 
(1) دبكارت »© الفاسفة الحديثة . ع لت 
!؟) يتسب هذان البيتان للفيلسوف الشاعر جميل صدقي الزهاوي العراقي المتوفي 
عام 1195 م والمولود 18559 م . 


سا5 لد 


نجد في التطور التاريخى للدين مراحل متعددة » تبدأ من عبادة الحجر والنار » 
ومظاهر الطبيعة » الى أن تصل سموك! بالوحدانية » والتنزيه المطلق ٠‏ 

قال أحد الفلاسفة : ان. النظر ف الظواهر الطبيعية قاد الانسان الى ادراك 
خالق وراء هذه الظواهر » ولقد سماه كل جنس » وكل جيل باسم خاص : الله» 
بهوه » جوبيتر » السيد المالك » مالا حدة » ما لا يعرف » الارادة المطلقة » 
مسخر العالم » مهندس الكون ٠.٠‏ الخ 

وترفكت فكرة الاله من شكل « صنعه » الانسان يده » الى ذات 
د بتصورها » العقل » كما هي الحال عند الفلاسفة من السمو ٠‏ 

والمتألهون قسمان : 

قسم يقول باله واحد كما في الاديان الكبرى كاليهودية والمسيحية والاسلام 

وقسم دقول بآلهة متعددة » كما ف الاديان الاخرى البدائية القديمة ٠‏ 

ومذهب القول بالالهة المتعددة هو مذهب « مشبته » لانه يشبه الله 
بالانسان » فينسب الى الله فكرا » ورأيا » وصفات » وميولا » وصورة » الا أنه 
يقر بأن ماله مد ذلك أكمل مما للانسان ٠‏ 

وهناك مذهب العقليين القائل بوجود اله علوي » قوي » عالم © والعقل 
وحده يستطيع أن يصل الى معرفته » ولكنه نكر الوحي » وان الله خلق العالم 
من لاشيء » وانما نظتم المادة المشوشة » وأخرجها من « العماء » وهو ليس 
بحاجة الى صلوات » وعبادات "٠‏ - ش 

ومذهب العقليين هذا ينتفق مع مذهب المثولهة بالقول باله علوي فو قالعالم» 
يحكمه كأنه منفصل عنه » لكن المؤلهة يعتقدون بأنه مستو على العرش »© بيده 
الخير والشر » يثيب ويعاقب على الاعمال » لاتفهم عقولنا أعماله ٠‏ 


أت لخم د 


أما مذهب الحلول فيضاد” هذه المذاهب والعقائد القائلةة : ان' لله وجودا 
مستقلا عن العالم + وبقولون : ان الله في هذا العالم وانه كل شيء » في كل 
شيء » فالله في هذا المذهب هو كل شيء » وكل شيء هو الله » والله والعالم 
من عنصر واحد ء فالعالم مظهر الله ٠‏ 

وعندهم أن الله في كل ذرة من ذرات العالم » وفي كل حبتة من رمال 
الصحراء » وف نبات الارض » وأوراق الشجر » وسيآتي مزيد من هذا البحث في 
محل آخر من هذا الكتاب ٠‏ 

0# + 

قلنا آتفا : ان الانسان بعد أن اهتدى الى القول بوجوذ القوة الازلية »> 
الايدية الفعالة » الكلية : ونأثبت بالاستدلال والبرهان العقليين ‏ أن لهذا الكون 
صانعا » بدأت لديه مرحلة ثانية » هذه المرحلة هي البحث عن هذه القوة » وامكان 
معرفتها ٠‏ 

ويمكن القول : ان العقل البشري محدود » وانه كأية حاسة من الحواس 
قف عند نطاق معين من المدركات لا نتعداه » كالعين مثلا التي لا تدرك الاشعة 
فوق الحمراء » ولا فوق البنفسجية » ولهذا كان البحث ف الله عن طريق عقلنا 
المحدود نوعا من الشطط » ومحاولة لادراك الكامل عن طريق الناقص ٠‏ 

والمكزون لا يبحث المرحلة الاولى ‏ مرحلة اثبات وجود الصانع - لان 
ذلك مسلم به بداهة وضرورة » واستدلالا وبرهنة » ولا سِحث فيه الا المتشكك» 
وانما يبحث المرحلة الثانة » وهي مرحلة البحث عن معرفة الصانع : 

وكما ورد في رسالته:التي بنى مقدمتها على تقريرين » فجعل التقرير الاول 
مقصورا على معرفة الغابية والحكمة من التكاليف المفروضة على العباد ٠»‏ وجعل 


التقرير الثاني مقصورا على « المعرفة  »‏ معرفة الصانع ‏ ققال : 
لالخ5 ا د 


ان معرفة الله لا تصح الا بذاته » وذاته لا تعرف الا برؤته » ورؤّته لا 
تمكن الا بتجليه » وتجليه لا يدرك الا بكماله » والتجلي بقع بحسب قوة الناظر 
اليه » ومعناه رفع حجاب الظلمة عن بصر المبصر » ليشهد من ذات المتجلي على 
قدر طاقته في حد عجزه » وكلال بصره عن مشاهدة نور اللاهوت » من غير تغير 
في ذات المتجلى بحركة توجب الاتتقال من حال الى حال » وانما شوهد بذلك , 
من قبل تقلتب القلوب والابصار 290 ٠‏ 

فهنا في هذا النص » المعرفة » والذات » والرؤية » والتحلى » والحجاب » 
والاستطاعة » وعدم التخير والاتتقال » وتقليب القلوب والابصار ٠‏ 

هذه الموضوعاث الكبرى تتبسط بها المكزون في رسالته » وأدعيته » 
وشعره » وبخلص من ذلك كله الى تقرير العدل ‏ عدل الخالق ‏ ولطفه وابناسه 
لخلقه بظهوره » وامكان رؤته » حال تحليه » ووصفه بصفات الكمال » وتنزبهه 
عن رؤيةٍ العيون » وتوهم الخواطر والظنون » وتخيل الابصار والعقول ٠‏ فتجليه 
للخلق بصرا » أو بصيرة هو ايناس لهم » وعدل عليهم » ورحمة بهم » واثياقا 
لوجوده » ونيا للعدم عنه ٠‏ 


)3غ( راجع البحث على ص أه بعتوآن رسمالة اللكرون ٠.‏ 





ه59 لم 


الفجل ++ والظيور 


يقال : التجلي خاص » كتجلي الباري لموسى » فلما تجلى ريه للجبل جعله 
دكا » وخر موسى صعقا ٠‏ 

والظهور عام » كظهور القدرة » والقدرة فعل الخالق » وفعله عين ذاته9» 
في رأي كثيرين من فلاسفة التوحيد ٠‏ وهناك من يقولون : ان مفهوم الظهور 
والتجاي واحد ٠‏ 

وفي الكتب المقدسة « تجلى » الله لموسى » و « ظهر » ملاك الرب ٠‏ 

وف القرآن : هل ينظرون الا أن « بأتيهم » الله في ظلل من الغمام ٠‏ 

و جاع ريك واللك. حتفا :نا + 

وما كان لبثر أن « بكليه » الله الا « وحيا » أو من وراء حجاب أو 
« يرسل » رسولا ٠‏ 

فاذا أمعنا النظر في هذه الايات وضح لنا ما بلي : 

سان لله تجلياء 

؟ ‏ انه تجلى لموسى من الشجرة ومن على الجبل ٠‏ 

م انه « بأتي » في ظلل من الغمام و « يجيء » مع الملانكة ٠‏ 

. > ن انه « يكلم » البشر بثلاث طرق » الوحي » ومن وراء حجاب » 
وبواسطة الرسل ٠‏ ْ 

وثبت لنا التجلي + والمخاطبة » والاتي” » والمجيء » والمكالمة » والايحاء » 
والواسطة ٠‏ 





(؟) راجع الصفحة ١9/5‏ من هذا الكتاب . 


+54 سد 


وهنا تطرح تفسها الاسئلة التالية : 

» هل المخاطبة تجل” » ؟ والتجلي في اللغة يعني الظهور والوضوح‎ ١ 
2 1 ٠ 6 كما يعني الستر « الجلوة‎ 

؟ ‏ هل يتم هذا التجلي بصورة ؟ أم بغير صورة ؟ 

م« هل المخاطبة بجارحة وحروف وكلمات » وصوت ؟ 

ع ب هل تقع المخاطبة بغي صورة ؟ 

وما هو الححاب الذي يحتحب الله وراءه ويكلم البشر ؟ 

وما معنى الابة القائلة : وجوه يومئذ ناضرة الى ربها « ناظرة »6 * 

وهل يكون النظر الا الى صورة ؟ ١‏ 

وهل هذا النظر يتم يوم القيامة فقط كما يقول بعضهم ؟ 

وسبق أن ذكرنا ان التجليات ست » ولها دلالاتها في القرآن » والكتب 
المقدسة وهي : 

٠ التجلي للشيء : فلما تجلى ربه « للجبل » جعله دكا‎ ١ 

؟ ‏ التجلي من الشئيء : فلما أتاها نودي « من » جانب الوادي المقدس 
د من © الشجرة أن يأموسى ٠‏ 

م التجلي مع الشيء : وجاء ربك » « و » الملك صفا صفا + . 

؛ ‏ التجلي في الشيء : هل ينظرون الا أن يأتيهم الله « في » ظلل من 
الغمام ٠‏ 

ه ‏ التجلي على الشيء : كتجليه من على الجبل » والاستواء « على » 
العرش و « الى » السماء وهي دخان ٠‏ ْ 

٠‏ التجلي كالشي» : وجوه يومئذ ناضرة » الى ربها « ناظرة » وصوى 


ا ما 


التجلي بما يشاكل المتجلى له ايناسا له ولطفا به ». تجلي مشاكلة » لا مجانسة ٠‏ 

والقول بالتجلي ‏ ولا مناص من القول به لوروده في الكتب المقدسة # 
يطرح التساؤلات السايقة » ويقود بالضرورة الى القول بالرؤية » وجوه يومئذ 
ناضرة الى ريها « ناظرة © ٠‏ 

وقد يقال : الرؤية عيانية لا عيانية » بالبصيرة لا بالياصرة » ولكن هل 
المخاطبة تنم بدون كلام » كما تتم الرؤية بدون ايصار ؟؟ 

في القرآن : والنجم اذا هوى » ما ضل صاحبكم وما غوى » وما ينطق 
عن الهوى » ان هو الا وحي بوحى » علمه شديد القوى » ذو مرة فاستوى » 
وهو بالافق الاعلى ‏ ثم دنا فتدلتى فكان قاب قوسين أو أدنى » فأوحن الىعبده 
دا يعن :نا كنت ات الك نما وتاراق + افتمار وقد على اس ريق 16 والقد 
« رآه » نزلة أخرئ » عند سدرة المنتهى » عندها جنة المأوى » اذ يغتى السدرة 
ما يغشى » ما زاغ البصر وما طغى » لقد رأى من آيات ربه الكبرى ؟؟ ٠20‏ 

فالكلام هنا « ابحاء » والرائي هو « الفؤاد » و « العين » ب اليصر ء 

ورؤية « الشديد القوي » حصلت مرتين ل « عبده » كما تشير الابات 
السابقة : أولاهما : لا دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ٠‏ والثانية عند 
« سدرة المنتهى » اذ شثى السدرة « ما »© خثى ٠‏ 

ونحن الان أمام سلسلة تتداعى على ميدأ المسبب والسبب وكل شيء 
سب لا بعده » تنيجة ا قبله + فالتجلي والمخاطبة تقتضيان الرؤية » والرية 
تقتضي الصورة » والصورة تقتضي الحيتز ‏ زمانا ومكانا ‏ كما تقتضصي 
الوصف ء* 

الرؤية تضع المرئي ضمن الحدود ب حدود النظر ‏ 

والصورة تلحق به الصفة » والشكل » والابعاد ٠‏ 
)١(‏ سورة النجم . كد 


545 ند 


وهناك من يقولون بلسان الفلسفة : لا يمكن نصور شيء خارجا عن الزمان 
والمكان »ولا نستطيع أن نقيم له صورة في العقل » أو الذهن » لا تصوراء ولا 


ومن هؤلاء فيلسوف المعرة القائل متهكما : 

قلتم : انا خالق قديم قلنا : صدقتم » كذا تقول 
وقشيوه ننداة زفيكان ولا مكان »ء الا فقولوا ٠.‏ 
هذا كلام له خفي معناه : ليست لنا عقول 


فهو يرى أن القول بعدمية الزمان والمكان لايمكن للعقل تصورها ء 

وجاء لعلي بن أبي طالب : من تفكر في الله ورجع ينفي » فذلك المعطل * 

ومن تفكر في الله ورجع بصورة » فذلك المجسكم » 

ومن تفكر في الله ورجع بحيرة فذلك الموحد ٠‏ 

+ # ع 

واذا كان المعتزلة لا يقولون بالصفات: « الابحابية » ويفسرون «لمتشابه» 
بطريقة « المحجاز » ويسلبون كل صفة تناف الذات ٠‏ 

واذا كان الحنايلة » وأصحاب النص الحرفي يقولون بالصفات قولا «حرفنا» 
ولكنها فوق صفات البشر * 

واذا كان الاشاعرة قد جاءوا بحل وسط بين الطرفين » فقالوا ان 
« الازدواجية » بين الجوهر والصفة يجب أن يتم بدون السؤؤال « كيف » ٠‏ 

واذا كان لمؤلاء أنصار » ولاولتك أنصار » واذا كان هناك مترددون بين 
هؤلاء واولتك » أو خارجون على هؤلاء وأولئك » فان للمكزون رأيا « يعدل » 
من « تطرف »6 هذه الاراء » ويلطف من حدة الجدل بين أصحابها » ويقربهنا. من 


الافهام وينحو بها منحى « عدليا » ويقيم بينها حوارا منطقيا ٠‏ 
5 


1 


“ فالخالق عند المكزون يتجلى لخلقه لطفأ منه » وعدلا عليهم » وايناسا لهم» 
بقدرته » وسائر أفعاله » الدالة على وحدانيته » وحكمته » وفيض رحمته ٠+‏ 
علت » فادناها كمال لطفها من عبدها » حتى بدت كما بنا(ا) 
وظهوره يكون من حيث هم » لا من حيث هو « حتى بدت كما بدا » ٠‏ 
وظهوره بصفات القدرة » والعلم » والعدل » والحكمة والاحاطة وغيرها انما 
يكون لاثبات وجوده » وتفي العدم عنه » ليهلك من هلك عن ببنة » وبحي من حي 
عن ينه ٠‏ 
ولا يجوز أن يفهم من هذا أن الصور والصفات التي يظهرها لاحقة به 
لحوقا عينيا » فهو منزه عن كل صورة » وكل صفة ٠‏ والكن الصورة المشهودة 
عند التجلي والظهور » « الى ربها ‏ ناظرة ‏ » هي صورة المتجلى له + أي 
صورة « الناظر » بدت له كما تبدو صورته معكوسة في المرآة الصقيلة ٠‏ 
تجلى لي » فجلاني لعيني كما لي صورتي المرآة تحلو 
ومثثل لي الحقيقة في خيال كما فيالشمس يحكي الشخصظل 
وفيه أنا » وفي غدا كشبحي أراه » وما له مني محل 
فالخالق تحلى له ء وجلا”ه لعين ذاته » كما تحلو المرآة صورة الناظراليهاء 
وكما تخلق الشمس الساطعة ظلا للشخص محاكيا له » ومشابها لصورته ٠‏ وليس 
للخالق محل .من هذه الصورة ٠‏ 
بصفاها ممنوعة أن تراهم1آا اعين راء » الا بوصف الرائي 
ولعجري من أن أآراهصٍ ا بأيا ‏ هابت بالصقسات والاسمهماء 
انها لشدة صفائها حال تجليها تمتنع أعين الرائين وترتد حسيرة عن رؤيتهاء 
وانما المرئي هو الرائي والموصوف ؛ وظهورها بالاسماء والصفات كان لعجزالناظرين 
واستحالة رؤيتها بذاتها ٠‏ 
)١(‏ كل الابيات للمكزون » وهي أصل البحث . . -- 
144 





لم تبد لي من بها وجدي وبلوائي ‏ بفير نعتي واوضافي واسمائني 
صفاؤهنا في تجليهبا يقابل رأ نيها » فتظهر فيها صورة الراثي 
وبعيد هذا المعنى 6 وتكرره لابرازه وتأكيده يصورر متعدادة ©» وصيغر 


كل يراك كعينه اذ كنت مرآة الوجود 
وسواك ما سيدو له فيغيب في حال الشهود 
اذ لا يجاوز حلم وسواك بدخل في الحدود 


والحق يتجلى بأعيان الوجود على حسب ما تقتضيه قابلية كل هيئة لكل 
موجود » لان الحق واحد بحسب تعدد الموجؤدات » وهو بالحقيقة لا تعدد 
لذاته » لانه جزء أصم » أي لا يتجزأ » ولا يتبعض ٠‏ 

وجاء عن جعفر بن محمد الصادق قوله : ان الذي رأيتموه بأبصاركم « 
ان نسب الى الله كان عرضا داخلا على الاعين » وان نسب الى البشر كأنْ حجاب 
الذنوب وعلة الغفلة ٠‏ 

يقول ابن عربي في تعليقه على قضة مومى : ان الايمان لا يتصور الا 
بالرؤية في أي عالم كان + ولهذا قال النبي لحارثة ما حقيقة ايمانك ؟ قال : كاني 
أنظر الى عرش ربي بارزا » فأثبت الرؤية في عالم ما » وبها صحت له حقيقة 
الايمان ٠٠‏ وما عدا ذلك فهو الايمان المجازي » فلا فائدة للايمان بالغيب ء الا 
لحوقه بالمشاهدة » ولهذا لا يدخله الرب » قموسى ادرك بالبصر على وجه: م2١2‏ 

ويقول أيضا : فيالها من حيرة » وما أعظمها من مسرة » اذا كشف الغطاء » 
واتحد البصر » وجمع الشمس والقمر » وظهر المؤثر في الاثر » وأدرك بعين 
البصر » وتحول لهم في الصور » ووقع المكر بمن مكر » وريح من آمن » وخسر 
ف كفنا 00 


. رسنائل ابن عربي » كتاب الجلال والجمال‎ )١( 
٠. (؟) الرسائل لابن عربي‎ 


546 سه 


فالتجلي والصورة والرؤية والصفة كلها لاثيات وجوده » ونفي العدم » لان 
العدم مدوم فق الزمان والمكان » وساقط في حساب الكلام » ولا يصح القول: 
انه كان » وما لا يرى » لا يمتنع القول فيه انه معدوم ٠‏ 

والقاق بواج الزعوة 2 #الستورة الكولة عه على وقتال 
الرسول : رأبت ربي في أحسن صورة ٠‏ 

فاطلاق الصورة هنا لا يراد به المعنى الذي هو جسم وهيئة ٠‏ 

قال على بن أبي طالب في الخطبة الغراء : ليس له صفة تنال » ولا حد تضرب 
فيه الامثال » ليس له نعت موجود » ولا وقت مخدود ٠‏ 

ولكي تفهم فلسفة المكزون وقوله بالصورة » عليك أن تعلم أن الصور 
أربع أنواع ٠‏ 

٠ الصورة المادية‎ ١ 

؟ ب الصورة الطيفية ٠‏ 

مب الصورة الاتعكاسية ٠‏ 

- الصورة التصورية ٠‏ 

فالصورة المادية هي صورة الموجودات التي تدرك بالعين الياصرة ٠‏ 

والصورة الطيفية هي الصورة التي تراها في الحلم ء 

والصورة الانمكاسية هي الصورة التي تراها في المرآة والاجسامالصقيلة 

والصورة التصورية هي ما ترتسم في الذهن باثارة مماثل خارجي » وقد 
يكون المماثل المثير ماديا » أو معنويا » فقد تقرأ أو تسمع عن سور الصين فترقسم 
له صورة في ذهنك » وقد تقرأ عن الجنة ونعيمها » والنار وعذابها » وسدرة 
المنتهى وجلالها » فترتسم لكل ذلك صورة في ذهنك ٠‏ 


ع5 د 


ولا بد لكل معنوي من أن يقترن ذهنيا بصورة مادية ليمكن تصوره ٠‏ 
وعلى هذا يمكنك أن تفهم معنى الصورة التي ترد عند المكزون » كما يجب 
أن تلاحظ أن الصورة الاولى من الصور الاربع هي حقيقية » والثلاث الاخر 
هي مجازية ومثالية ٠‏ 
قال المكزون مشيرا الى هذه الصور : 
١‏ وأبدت لعيني في «المنام»خيالها ‏ بعاتب جفني بالكرى بعد هجعمة 
؟ ب ومثل لي الحقيقة في «خيال» كما في «الشمس»بحكي الشخصظل 
| تجلى لي فجلاني لعيني كما لي صورتي « المرآة » تجلو 
م ب قد أثبت التصديق نفيتصوري معنى » سواه بالتصور يبوصف 
فالحالة الذهنية التصورية التي تستدعيها سلسلة المسبب والسبب لاتمنع 
من القول باثبات الصورة وتفيها على الاساس الذي قدمناه ٠‏ 
ونزهت معناها الصور ب اذ بهذا كصورة حد الاين ب عن كل رؤبة 
وليس من التناقض أن يجتمع الاثبات والنفي ف الصورة اذا قلنا : ان 
الاثبات لسلب العدم » والتخلص من افتراضه ٠‏ وان النفي لرفم الحصر والاحاطة» 
لان طرق القضية ‏ الغدم والاحاطة ‏ لا بليقان يكماله ٠‏ 
فالصورة اذن هي هو اثباتا وتصورا » وني عدم » ٠٠‏ لا هي هو احاطة 
وحصرا وتجسيدا ٠‏ 


ان الذي عا ته عيني بمرآة وقتسي 
هي هو وحودا » وما هي هو » في حدود ونعت 
خد د 6ع 
وهو غير الذي رايت » وعن كل ققال يقال فيه » يجل 
خا عاد عو 


ا لصا العريض الغساني في رد أسئلة نصر بن معالي 
قي هوه ه(" . 
لف مخطوطف خاص ٠‏ 
أ[ غ5 لد 


ان وجه التوحيد أن تقول : انه مباين للاشياء في القدم والجوهرية » 
والقدرة ٠»‏ لافي الوجود والحضور » موجود فيها بالعلم » لا بالاختلاط والحلول 
موضوف بنسبة المكان .الى [النحي الناطق ب الأنسان .ب الذي خو تعالم صني + 
كنسبته الى العالم الكبير لئلا يكون منفيا ٠‏ ش 

عز أن يكون شكلا » أو ضدا » أو جنسا » أو نوعا ؛ أو فصلا » تعالى 
خالق كل مخلوق » وعلة كل معلول ء 

واليك مقتطفات من شعر المكزون في هذا الموضوع » موضوع الظهور 
التجلي . والرؤية والصورة للاثبات » وتعقيبه على كل ذلك بمعاني النفي 
للصورة » والتنزيه » وتحريد الذات » وان كل ما رأته العيون من الصفات » 
لاحق بالرائي » وان الرؤية هي الحجاب ٠‏ أي حجاب الذات » وحجاب الناظر 
في ان واحد ٠‏ : 
ات صفماء الذات 2 اذ تجلت ‏ أراني في تجليما صفاتي 
وما احتجبت بغيري عن عيانىي 2 لذاك شهدت فيها وصف ذاتي 


ب 
»* س- ظهوور الحق للعساسا لم بالقدرة والعلم 
وبالعهدل وبالاحسا ن ولرافة والطصم 
وثم يدرك ب علا عن ذا كك ب بالحيكز والجمسسسسم 
ّْ + ب ش 
* ل ليس لها بالحسن مثل » انما تمثلت عند الظهور بالمشل 
وهي وان بان لنا جمالهبا 20# عن الكيان بالعيان لم تزل 
ا 


لامع م 


وساتصات ذات مولاي عين الادراك بالعهمين 
وعن دائكقرة الاين وان شلوهد بالابمن 
تماانما لها ش 

ه تصاكت ذات مولاي عن اليز والوصف 

ؤوعسا حيلل بالشكل ‏ وما بيلحظ بالط رف 

وعد قلول حلولي حوى ‏ لمقصوه بالظرف 
+ ب 

نظري في الصفاء أشهدني عيسني » وغيبي على سواء الحال 

مثل ما في المراء(© أشهد من خل في أمامي » وعن يميني شمالي 

وهي لم تستحل » ولا حل فيها ما تبدى فيها من الاشكال 
* 8# * 

٠*7‏ اذا وصف العشاق معنى جمالكم فتجريده عن كل وصف له وصفي 

وان عبروا باللطف عنه » فائتي أقول : معيد اللطف ء جل عن اللطف 

وان عرفوه بالاسامي » انا به للاسامي » والكنى ثم لي عرفي 
+ # و 

هذه العبارة البليفة تلخص فلسفته في هذا الموضوع : وصف الخالق . 


تجريده عن الوصف ٠‏ 
د عار عاو 


+ دنت في علاها من حضيض مقامى الذي هبطت نفسي به بعد رفعة 
ولاحت بمعناها لعيني « صورة 6 وما اقترنت عند الظهور بصورة 
وما اتنقلت عن كون «تجريد» ذاتها 2 وان شوهدت في حلية مثل حليتي 





(1) الراء : جمع مرآة 3 


غ5 د 


«تقلتب» أبصار الورى » وقلوبهحي اذا استترت بعد الظهور بغيبة 
«حكاني» على طور التجلي صفاؤها فكان لعيني في اجتلا العين جلوتي 
فما شهدته العين « معنى» ذذاتها ومن هيئة » فهي «المثال» لهيئتي 
المحاكاة : هى المماثلة والمشابهة » ومحاكاتها » اظهارها الصورة والمثال » 
وحتى في حال المحاكاة لم تنتقل عن كون « التجريد » واتما كان ذلك من قبل 
تقلب القلوب والابصار ٠‏ وما شهدته العين « معنى » أي قدرة » فهو ذاتها » أو 
دلالة على الذات » وما سوى ذلك من الصفات فهى » صفة الناظر ٠‏ 
وجاء لابن عربي في هذا المعنى : 
لم شهدتك يامن لا شبيه له لاا فرق عندي بين الغي والرشد 
فالئفس تعرفه علما » وتبيصسره «عينا» وتشهده ف الوقت والابد 
من عاين «الذات»لمينظر الىصفة فان فيها حجاب الصف والصفد 
وفي 2 الاصيغر جه 200 
الصورة صفة » والصفة على مثلها ندل ٠‏ 
ومن كل ما أوردناه نستخلص ما يلي : 
تت التجلي 4 والظهور والنطق » والمخاطبة » والوجود » والاثيات 2« 
)١(‏ الاصيغر » مخطوط خاص ٠.‏ : 
وسميه البعض « الاصيفر »© بالفاء » وتحن نرى أنه « الاصيغر » بالغين 
المعجمة » وفي هذه التسمية ضرب من البلاغة » فانته اذا اردت التواضع تستميل 
صيغة أفعل التفضيل من صغر »© فتقول : زيد اصغر قامة من بكر » ولكن آذا صغرت 
الاصغر فقلت : « أصيغر. » فقد بلغت الغنائة القصوى في استقصاء معنى التواضع» 
ونعتقد أن المشابهة بين الفاء والغين عندما وقعت احداهما في منتصفالكلمة 


هي التي قادتا الى إنصحيف لفظة « الاصيغر » بالفغين » الى « الاصيفر » بالفاء » 
والتصحيف لا يقع الا.بين الحروف المتشابهة » كما قرر علماء البديع اللفظي .. 





ب 58٠‏ مد 


والاشارة » والاستدلال. كلها نقاخ تقتضي الصورة » اذ لا يمكن تصور العدم » والباري 
واجب الوجود ٠‏ 
| حالا اهعد بالسورة تحديدها تسا هي دلالة نضمين» 
لا دلالة التزام ٠‏ 
# التجريد » والتنزيه » والافراد » والوجدانية » والكمال المطلق تقنضي 
« نمي » كل ما رأته العيون » وتمثلته الخواطر والعقول » والافكار والظنون من 
الصور » عيانا وعيانا » صورا وتصورا ٠‏ 
فالصورة لازمة ملزمة للخلق » منفية عن الحق ٠‏ 
وهي حجاب الخلق » وحجاب الحق ٠‏ 
وظنني محجسلدا في تعتها ‏ بصورة .. غر غفا مجسدا 
وما دري بقلي هما أمسيت من صفاتما مجردا 


581 عد 1 


)١( الصفات‎ 

القول بالصفات لعب دورا كبيرا بين المعتزلة » وأصحاب النض » والاشاعرة» 
والصوفيين » وأصبح احدى المشاكل الكبرى ٠‏ ش 

ففى القرآن » وف بعض الاحاديث ترد صفات وصور مضافة الى الخالق 
كاليد :الوم او الاسعاء نافرك 

وقال الدين كفروا « يد » الله مغلولة » غلّت أيديهم » بل « يداه » 
مبسوطتان ينفق كيف يشاء ٠‏ 

قبارك « وجه » ربّك ذو الجلال والاكرام ٠‏ 

واصبر تفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي” يريدون « وجهه » | 

الرحمن على العرش « استوى » ٠‏ : 

هذه الآبات وأشباهها قام الجدل حولها » وكثرت التفسيرات » والاجتهادات» 
وآول ما نش هذا الخلاف بين المعتزلة » وأصحاب النص ٠‏ 

فالمعتزلة اعتبرت الصفات كلها من ياب المحاز والاستعارة ٠‏ 

فاليد عندهم تمثل القوة ٠‏ 

والوجه للدلالة على الذات ٠‏ 

والاستواء على العرش صورة مجازية للدلالة على السلطان الالمي ٠‏ 

وان الله مجرد عن كل صفة ايجابية ١ ٠‏ 

وان كل صفة من الصفات هي عين الذات ٠‏ 

وبسمون أمثال هذه الآبات « متشابهة » و.حتجون بالآبة القائلة : 

هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب » وآأخر” 


. راجع بحث التجلي والظهور من هذا الكتاب‎ )١( 
الاعاماب‎ | 


متشابهات » فآما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة » وابتغاء 
تأويله » وما بعلم تأويلته الا الله » والراسخون في العلم يقولون : آمنا به ٠‏ 

ولقد أطلق « آصحاب النص » على العتزلة اسم « المعطلة » أي أنهم 
اتتهوا الى تجريد الله من كل فعل عملي + 

وأطلق المعتزلة بالمقابل على أهل النص اسم « المشبتهة » لانهم يشبتهون 
الله بالصفات ٠ ٠‏ 

وجاء الاشعري بحلة وسط بين الفريقين وهو : ان الله يتتصف حقيقة 
بالاسماء والصفات التئ أشار اليها القرآن ء وهذه الصفات يمكن اعتبارها 
مغايرة للذات الالهية من حيث حقيقتها الايجابية » في حين لا وجود لها » ولاحقيقة 
خارج الذات » مستقلة عنها ٠‏ 

وأهمية هذا الحل” الذي جاء به الاشعري » هي ف تسبيزه دين الصفة » 
والمفهوم الذعني » ومن جهة أخرى ان « الازدواجية » بين الجوهر والصفة تتم 
على صعيد « الكيف » لا على صعيد « الكم © * 

والشيعة الامامية يرون آنه تعالى متصف بحميع صفات الكمال » منزه عن 
كل صفات النقص وعن كل ما يقتضي الحدوث ٠‏ 

وان صفاته قسمان : 

* مبوتية : مثل عالم » قادر » حي » أزلي » مدرك » متكنم‎ ١ 

؟ سلبية مثل : ليس مركب » ليس يجسم » ليس محلا” للحوادث ٠‏ 

أما الخالق والرازق » والمحثي والمميت » فمي من صفات الافعال ٠‏ 

ومعنى مدرك : انه يبعثر لا بعين » ويسمع لا بأذن ٠‏ 

ومعنى متكلم : انة ينطق لا بلسان » بل يوجد الكلام في بعض مخلوقاته 
كالشجرة حين كلم موسى ٠‏ 


لس "اة؟ مه 


ومعنى أنه ليس محلا" للحوادث : أي لا تناله الامور » والصفات الحادثةء 

ومعنى تفي المعاني والصفات عنه : ان صفاته ليست مغايرة لذاته » يل 
هي عين ذاته » لثلا يلزم تعدد القدماء » وانه منزه عن الجهة والمكان » والاعضاء 
والجوارح ٠‏ 

وهذا ما اتفردت به الامامية والمعتزلة عن الاشاعرة وغيرهم في الاصول + 
خصفات الله عندهم عين ذاته » باعتبار أن ذاته تسمى - باعتبار التعلق بالمعلوماتت 
عالما » وبالمقدورات قادرا ء لانها ان كانت غير ذاته » وكانت قديمة كقدم الذات 
لزم تعدد القدماء » وان كانت حادثه لزم كوته تعالى محلا للحوادث + وكلاهما 
باطل ٠‏ 

والاشاعرة تقول : انه قادر بقدرة » عالم بعلم » حي بحياة » وهي معازر 
قديمة أزلية » « زائدة » على ذاته » قائمة بها أي بالذات ‏ وهي ليست عين 
الذات » ولا غير الذات ٠‏ 

قال عمر النسفي في العقائد : وله صفات أزلية قائمة بذاته » وهي لا هو » 
ولا غيره ٠‏ 

ورى الغزالي أن لله ذاتا وصفات » ويقسم الصفات الى قسمين : 

الاول : دال” على الذَّات مثل : الله أول » أزلي » ليس له أول ‏ ولا اخراء 
لا شربك له » مرئي في الاخرة بالابصار » وان يكن لا جسم له » ولا جهة » 
وتنم رؤبته بادراك أكمل من ادراك العقل ٠‏ _ 

والثاني : صفات زائدة على الذات وبحددها بسبع وهي : العلم » الارادة» 
البصر » السمع » الكلام » الحياة » القدرة » فالله عنده ‏ كما هو عند باقي 
الاشاعرة ب حي" بحياة » عالم بعلم » قادر بقدرة ٠‏ 


56068 لد 


ويؤمن الغزالي بالمعجزة » ولذلك يرفض « السببية » التي يقول بها المعتزلة» 
لان المعجزة هي « خرق العادة » وبذلك يفقد القول بالسببية قيمته .٠‏ 

أما الافعال فيراها مقدورة لله » حتى الافعال التي نقول انها اختيارية » 
لان كل فعل حادث » وكل حادث خلق لله » والاختيار تفسه شيء مجبر عليه 
الانسان » ولا يتم بارادته الذاتية » والفعل ليس من خلق الانسان » لان الخالق 
هو الله » وهو الذي خلق الفعل » بعد القدرة » والقدرة بعد الارادة » والارادة 
بعد العلم » فالانسان « مجبر » على « اختيار » أفعاله ٠‏ 

وهناك من ,بقسم الصفات الى قسمين : صفات أفعال ٠‏ كالقادر والعالم 
والسميع والبصير ٠٠‏ الخ وصفات هيئية : كالوجه » واليد » والاستواء ٠‏ 

عاد عاد عير 

المكزون في التقرير الثاني من رسالته يقول : 200 

تعالى عن الحركة والسكون » وتنزه عن حلول الاجسام » والتغير والفساد» 
وهو القادر الذي لا يعجز ء والظاهر الذي لا متحيئز » لا تحوبه الجهات » ولا: 
« تقع » عليه الاسماء والصفات » الحي” القائم بذاته » « الغنية » عن أسمائه 
وصفاته » وسائر مبتدعاته » لا يفعل الا ابداعا » أفاد وجوده المخلوقين » ما عرفه 
من كيكفه » وجهل ذاته من « وصفه »6 ٠‏ 

ثم يقول: 

فيافادته القدرة للقادرين سمي « قادرا » »© وبتعليمه العلم للعالمين سمي 
« عالما » ٠‏ وكذلك كل ما « وصفناه » به انما أجري عليه من قبل أنه « وهيه »» 
لا من قبل أن « الوصف © كمال لذاته » وهو « زائد » عليها ٠‏ 

فهذا النص لا يختلف في شيء عما تقول به الشسيعة الامامية ٠‏ 


. راجع أثار المكزون من هذا الكتاب‎ )١( 
مهادت‎ 


انظر الى قوله : تعالى عن الحركة والسكون » وعن حلول الاجساد » 
والتغير والفساد » لا بعحز » لا بتحيز ؛ لا تحويه الجهات » لا تقع عليه الاسماء» 
' والصفات » قائم بذاته » غني عن أسمائه وصفاته » وكل ذلك ينطبق على « أنه 
ليس محلا للحوادث » ٠‏ 

وقارن بين قوله : بافادته القدرة للقادرين سمي « قادرا » ويتعليمه العلم 
للعالمين سمي « عالما » ٠‏ 

وبين قول الامامية : ان ذاته تسمى باعتيار التعلق بالمعلومات « علما © 
وبالمقدوزات « قادرا » ٠‏ 

وبين قوله: 

كل ما < وصفناه » به ائما أجري عليه من قبل أنه وهبه » لا من قبل 
أن « الوصف » كمال لذاته » وهو « زائد » عليها ٠‏ 

وبين قول الاشاعرة : انه قادر بقدرة » عالم بعلم » وهي معان قديمة أزلية 
« زامدة » على ذاته +٠‏ 

انك بلا شك - تلاحظ الخلاف بين القولين ‏ قوله » وقول الاشاعرة ‏ 
وان في قوله « تعريضا » و « ردا » ٠‏ 

ونورد الان شيئا من شعره ف الصفات وتنزيه الخالق عنها ٠‏ 

١‏ .«موصوفة» بين الورى» وحسنها 2 تحت النعوت والصفات «مادخل» 


»و © » © 


؟- «موصوفة» ل,أصفالا«وصيفتها» 2 وهي«العلية» عن نظمي»وعن خطبي 200 


٠و‏ ووه 
ّْ وى و وه 


: بقول : انها موصوفة © ولكن الوصف بقع على « وصيقتها » والوصيفة لغة‎ )١( 
. الخادمة » ويقصد بها العقل الفعال الذي أبدعه اتخالق : وهو موقع الوصف‎ 


5-0 


ب ولاحت بمعناها لعيني 2 صوره»6.)- وما «اقترنت» عند الظهور» بصورة 
وما انتقلت عن كون تجريد ذاتها ‏ وأن شوهدت في حلية مثل حليتي 
«فجردت» معناها المصور اذ بدا كصورة حد الاين عن كل روّية 
ونزهت عن كون المكان كيانهما وأوصافها عن رتبة «الحدثية»9©) 

ش »> © »© » 

ه ل وظنتي « مجسدا » في نعتهما 2 بصورة ٠.‏ غر » غدا مجسدا 

وما دري بأتي لذاتها أمسيت من « صفاتها » « محردا » 


)ع( هنا يقول عدم الصفات » لانه ينزه « أوصافها » عن « الحدوث » . 


سالإهةه؟ا اب مالا 


في 


شعر ال مكززن 


١‏ لولا سنا من ربة الخدر بدا 
؟ ‏ ولا اهتدى الى حماها حائر 
بم ب دعت »ء قلباها السميع » واتثنى 
ب وأوهم. الناس هوى ف قصدها 
ه  -‏ علت » فآدناها كمال لطفهيا 
* ل تحير العام في جمالهيا 
٠‏ « فواقف » عند «مثال» ظلها 
م و «عارف» « شبت» من ذواتها 
به واحدة الحسن التي أمسيت في 
٠١‏ ب وصرت فيها «أمة» بأتم بي 
١‏ صيا الي «الصابيئون» اذ رأوا 
٠١‏ ل واتخذ «المجوس» قلبي قبلة 
٠‏ ب ولم أزل متسعا » مسيعا 


لم بلق حادي المدلجين الرشدا 
بكشفها في سترها » لولا القدا 
عنها الاصم مستحيبا للصدى 
حتى أضل قومه » وما هصدى 
من عبدها » حتى بدت كما بدا 
وأصبح العشاق فيما قددا 
و« تائه » أضحى لسلمى ملحدا 
«بمحوه» « ما» للعيان أشهدا 
حبى لها بين البرايا أوحدذدا 
5 » راح فيها » أو غدا 
طرفي لنجم الحسن فيها رصدا9» 


:لا رأوا للنار فيه موقلذدا 


مخمسا » مثلشا ؛ موحدا 


. راجم بحث الكلية والشمول والانفتلاح الصوفي من هذا الكتاب‎ )١( 
(؟) الصايئة يرون أن للعالم صاتعا حكيما مقدسا عن الحدثان © والواجب علينا‎ 
معرفة العجز عن الوصول الى جلاده » وانما نتقيرب اليه بالوسائط المقرئة لديه وهم‎ 
الروحانيون » وربما اعتيروا الكواكب هي الوسائل » ومنهم الطبيب ثابت بن قرة‎ « 
الذي ترجم كتاب انظمة « هرمسى » الى العربية » وقد اتسرب شيء من معتقداتهم‎ 


الى بعض فرق الشيعة ٠.‏ 


7 مه؟ ب 


4 ل وبي اقتدى في الحبمنثتى»ومن 
٠١‏ ب و «شيعةالحق» ارتضوابسنتي 
+ و «(الحنفاء)» تا بعو في » اذ رأو 
١7‏ والحكماء العارفون » صوبوا 
٠‏ وظنني «محسدا» في نعتها 
ا وما دري بأنني لذاتهميا 
٠؟ ‏ قلا أرى ف الكون شخصاواحدا 
١‏ الان داري لم قزل « دائرة » 
؟”؟ ل ما ورد الصادي زلال موردي 
سب _ ولا اقتدى بي في هواها حائر 
4؟ - فان أكن عبد هواها » فيه 


١‏ لمفيب قلبي في هواكم مشهد 
؟ ل ما عن شريعته لصاد مصدر 
م # فيه توحدت القلوب على الهوى 
في ظل «ظاهره» ثووا » فمعور 
ه ‏ و «مجدد» معنى الهوى(بعيانه» 
5 س ومكابر احساسه في أنه 
ب قيريك باطل ما ادعاه » بححده 


ثلث » أو أسلم » أو تهبودا 
واتخذوني في الفرام مشهدا 
5 في اتباع رسلها مجتهدا 
اق برقع «الوصف» عنها والبدا 
بصورة غر نغدا محجسذدا 
أمسيت من « صفاتها » مجردا 
يهوى هوى » الا ولي فيه اقتدا 
تجمع من «ضلالسبيل» و اهتدى 
من عينه الا انتفى عنه الصدا 
الا وأضحى هاديا الى الهدى 
جد تان قرام سيةا 
كل البربة مطلق ومقيد 
اذما لياد في سواه مورد 
وتعددت أهواقّهمم » فتعددوا 
في قصد « باطنه » » واخر منحد 
وعم على « غيب » الشهادة شهد 
وسواه من أضداده متوحد 


لمقال من للقول منه بححد !! 


م - ومححب بالاسم عن معنى الهو المذري 2 ف تيه العمى إنتردد 


هالا ستضيء بنور حكمة عالم 


للناكيين عن الصراط مقلسد 


اهأهة75 مس 


١‏ سب متمسكون من الحياة بظاهر عن قصد باطنه عموا » وتبلدوا 
١‏ لم يفرقوا بين المسمي » واسمه ولغير رسم الاسم لم يتعبدوا 
ووه 

؟٠‏ ب فارغب الى دار تخطاها الشقا ولاهلها فيها النعيم السرمد 
٠١‏ «بالهند» قبتها » وفي «أتراكها»ء" بثر » وقصر ف العلاء مشيد 
4 - و بصين آهل الصين منزلغيبها للشاهدين على الشهادة مشضلهد 
6 - لم يصب عنها الصايئون ولميهد الا اليها في الهدى «١‏ المتهود » 
5 وبها النصارى قدسوا » وبذكرهاالانصار في جنح الظلام تهجدوا 
وات أن قانهواها كفيك ومفي. ' فاحون لكوني واصف ومجرد 
+1 ل ومئزه » ومشبه »2 وموحد )2 ومعدد » ومقرب » وميعدك 
9 ومكلف + ومرقه » ومبصير ‏ ومبصر » ومقلد »؛ ومقلد 
٠‏ ب ومفوض » والجبر غير مجاهد ‏ عنتدي »ء لان عيانه لاا يحجحد 
5 - متفلسف » متصوف »© متسئن متشيع » ذو رغية » متزهمد (20 

في هاتين القصيدتين مجموعة من الخصائص أهمها : 

١‏ هذا الاستعراض العام للاديان والمذاهب والفرق » والحكم على 
يفبقنهاء 

 *‏ نزعة الوحدانية بين كل الاديان باعتبار قصدها الواحد » واناختلفت 
السبل في الوصول الى هذا الهدف والقصد ٠‏ 
)١(‏ ترد بعض الابيات في أكثر من بحث » وذلك لصحة الاستشهاد بها في أكثر من 
موضوع . 


مشاه" سدم 


وهذا ما أطلقنا عليه أسم « الشمول © أو « الكلية » أو « الاتفتتاح » 
الصوف ٠‏ 

س ‏ الفرق الاسلامية ونزعاتها » وتعدد هذه النزعات ٠‏ 

أما الخاصتان الاولى والثانية فستردان في محلهما من الجزكين الثاني والثالك, 
من الكتاب » وبشيء من التبسط والاسترسال » والعرض التاريخي » والمناقشة 
العلمية ٠‏ 

أما بعض الفرق التي ورد ذكرها في هاتين القصيدتين فسنتعرض لها هنا » 
وبشكل موجز مختصر » وندع التوسع للاجزاء القادمة حرصا على التسرابط 
الفكري » وتسلسل الموضوعات ٠‏ 

الغرق في الاسلام : 

اذا بحثنا أسباب نشوء الفرق الاسلامية نجدها ‏ على تعددها ‏ تنطؤي 


تحت سببين أساسيين » وتنكون من غرضين اثنين : 


الاول : 
سبب » أو غرض دني اختلف الاجتهاد به » وتباين التفسير حوله ٠‏ 
الثاني : 


سبب » أو غرض سياسي » تلبس لباسا دينيا » واستترت وراءه غايات 
قبلية » أو عنصرية شعوبية ٠‏ 

كل فئة استخدمت الدين لترسيخ فكرتها ودعمها » واعطائها صفة الحق 
والشرعية » واسبغت عليها ثوبا ضافيا من المنطق والفلسفة والحجة » وعلم الكلام» 
'وضروب الدعاية » وطرق الاقناع *., 

وتطور الخلاف » وظهر « طالبو الحق » في أربع فئات : 


اده 


: المتكلمون‎ - ١ 

وهم يدعون أنهم أصحاب الرأي والنظر ٠‏ 

؟ - الباطنية : 

وهم يرون أنهم أصحاب التعليم » والمخصوصون بالاقتباس عن الامام 
المعصوم ٠‏ 

؟ ل الفلاسفة : 

ويرون أنهم هم أهل المنطق والبرهان ٠‏ 

الصوفيية : 

ويدعون أنهم أهل المشاهدة والمكاشفة ٠‏ 

بقول الشهرستاني : 200 

المعتزلة : معطلة الافعال ‏ أي لا تنسب فعل العباد لله ٠‏ 

والمشيهة : حلولية الصفات ٠‏ 

وكل واحد منهما أعور بأي عينيه شاء ٠‏ 

فان من قال : اتما يحسن منه ( والضمير لله ) ما بحسن منا » ويقبح منه 
ما يقبح منا فقد شبكه الخالق بالخلق ٠‏ 

ومن قال : يوصف الخالق يما يوصف به الخلق » أو يوصف الخلق بما 
بوصف به الخالق فقد اعتزل عن الحق ٠‏ 

+ # جا 

قلنا : هناك فرق دينية » وأخرى' سياسية » ونضيف الى هذا القول : ان 
هناك من جمع بين العقيدة الدينية والحزبية السياسية ٠‏ 

فمن الفرق الدينية : المشبهة » والاشاعرة » ومدرسة ابن تيمية ٠‏ وهؤلاء 


(1) الملل والتحل . 








ث5 ل 


نشأوا من التفكير الديني » واستقلت كل فرقة عن غيرها برأي يتصل بالعقيدة٠‏ 

أما الشيعة والخوارج فهما حزبان دينيان نتشآ حول « الامامة » » ويسيبها 

وبرى البعض : ان قضية الامامة مصلحة اجتماعية » ولا تلحق بالعقائد ٠‏ 

يقول الشهرستاني : 75 

الامامة قاعدة دينية فرعية » وليست أصلا من أصول الدين الاساسية 
الجوهرية » ومع ذلك لم يُسل” سيف في الاسلام في كل زمان ومكان » مشل 
ما سثل” من أحلها ٠‏ 

وفرق الشيعة ‏ على رأي الشهرستاني ب خمس : امامية ( الكيسانية 

والزيدية ) » وغلاة ( السبئية » والخطابية » والاسماعيلية ) ٠‏ 

بعضهم يميل في الاصول الى « الاعتزال » » وبعضهم الى « السنة » 
وبعضهم الى « التشبيه » ٠‏ 

فليست الشيعة اذن فرقة دينية » وانما هي حزب سياسي ٠‏ 

وكل ذلك بدلنا على أن الاختلاف بين هذه الفرق ليس منشؤه الدين » 
وانما الدين والسياسة ٠٠‏ السياسة التي اتخذت طابعا دينيا ٠‏ 

واذا كانت الشيعة والخوارج أحزايا سياسية ٠‏ 

والمشبهة والمعتزلة والاشاعرة والتيمنيين فرقا دينية .٠‏ 

واذا كان السبب ف ظهور الشيعة والخوازج هو الاختلاف على الامامة* 

فان السبب في ظهور الفرق الاخرى هو البحث والجدل »2 وتشعب 
الاجتهادات ف العقيدة ٠‏ 

فبعضهم يقول : الصفات عين الذات ٠‏ 

والبعض الاخر يقول : الصفات غير الذات ٠‏ 


لان"؟ لد 


واخر يقول : لا هذا » ولا ذاك ٠‏ 

وعتاك ين شولون: :ان الله رمك أن وه 

درق 1ل له مان + ويشترط فريق ثالث رؤيته محدودة نيوم القيامة 

وآخرون يقولون : العالم حادث بالزمان والذات ٠‏ 

ويتساءل فريق : هل الحسن والقبح عقليان ؟ أم غير عقليين ٠‏ 

ويقول المتصوفة : بثنائية الشريعة ‏ الظاهر والباطن ا ء 

وبرى الحرفيون : ان التمسك بظاهر النض هو المراد من الشريعة ٠‏ ' 

أما لمرجئة فليست حزبا دينيا » ولا فرقة سياشية » وانما هي نزعة ٠‏ 

لضو ل وريد أن سجرب كنول وود أن لالس ول عارش .ب ديق 
للسلامة ». ش 

انهم يقولون بالاختيار » ومذهبهم يتلخص في قولهم : لا يضر مع الايمان 
معصية » كما لا تنفع مع الكفر طاعة » وان صاحب « الكبيرة » لا يعذ”ب أصلاء 
وانما العذاب للكفار ٠‏ وتعتبر نشأتهم طبيعية بالنسبة للبيئة الاسلامية المنقسمة 
آنذاك على تفسها » اتقساما غريبا منكرا » لا يتحرج أي قسم منها أن يرمسي 
الآخرين بما يخرجهم عن الاسلام ٠‏ 

ويرى المرجئة : أن الادمان شيء » وان الاعمال شيء آخر ٠‏ 

فالايمان تصديق بالقلب » والاعمال فعل الجوارح ٠‏ 

والتصديق لا يزيله اتيان الكبيرة » فالمصدق العاصي مؤمن عاصر »© لم 
يزال عنه وصف الايمان لعصياته ٠‏ 

ويرون أن الفرق التي تخالفهم من شيعة ومعتزلة وجوارج مؤمنين » 
واعتبروا أن من تأو”ل واجتهد مؤمنا وان أخطأ » كما اعتبر غيرهم من الفرق 


568 سم 


الاسلافية المجتهد مأجورا وان أخطاً فاذا أصاب فله أجران وذلك باعتبار النية 
المتقدمة على الفعل ٠‏ ولكن المكزون يرد على هذا القول ليطلانه عقلا » اذ كيف 
00 بالخطأ » ومتى كان الخطأً صوايا » تر 0 تبعليه ثوايا 29 


: أن كل من أعمل الراي واخطابه » يال الثوابا 
7 10 د بعين الخطا أصاب الصوابا 


ومن فرقهم اليو نسيئة » أصحاب يونس بن عون » وأبو حنيفة » كما يقول 

شيخ أهل الشسنة والجماعة الاشعري7؟2 ٠‏ 

والجهمية ليست « بنصية »6 أي أتباع نص » لانها ا نيت 
بعقلية لانها تقول بالجبر ‏ انها حلقة فردية ٠‏ 

والمعتزلة يعتمدؤن كل الاعتماد على العقل ©» فمذهبهم عقلي محض » أما 
النص عندهم » فلا'نه يحتمل معاني كثيرة فيؤول بما يراه العقل ٠‏ 

والمشبهة » أو أصحاب النص » بأخذون بظاهر النص » ومعناه الحرفي » 
ولا يعبأون بمجافاة المعنى الحرفي للعقل » وأحيانا لا يقيمون وزنا لم في أسلوب 
.العربية من فحاز » واستعارة » وكناية ٠‏ 

المعتزلة والمشبهة طرفان بكاد يكون الاختلاف بينهما شاملا ٠‏ 

ومن الطرافة ذلك التعبير القائل : « النرد أشعري » والشطرنج معتزلي » 
لان لاعب النرد يعتمد على القضاء والقدر » ولاعب الشطرنج يعتمد على الكد 
ه اعمال الفكر والعقل ٠‏ 

وأجمل من هذا ذلك التعريض الادبي » والملاحاة الابنائية بين ذلك 
المعتزلي والجبري : 

فقد قيل انه اجتمع معتزلي وجبري في مجلس فقال لمعتزلي معرضا 
(1) مقالات الاسلاميين للاشعري 





ب ©"5 سدم 


بالجبري وابمانه بخير القدر وشره : سبحان من لا بأمر بالسوء والفحشاء » 
فأدرك الجبري مراده وأجاب على الفور : سبحان الذي لا يقع في ملكه الا ما 
يشاء » فقد اتتصر كل منهما لمذهبه بالحجة والمنطق العقليين وصدقا ف قوليهما 
ولكنهما ‏ مع صدقهما ‏ ظلا متباعدين *٠‏ 

وبين هؤلاء ‏ أي المعتزلة والمشبهة ‏ بيأتي الاشاعرة والتيميون ٠‏ 

فالاشاعرة أقرب الى المعتزلة » لانهم يستعملون العقل » ولكن للنصعندهم 
منؤلة كبيرة » وأما الشيعة فقد أقاموا نوعا من التوفيق بين الفكر المعتزلي والفكر 
الشيعي ولذلك نحد بعضا من التوافق عند المكزون وعند المعتزلة + 

والتيميون بأخذون بالنص » ولكنهم لا يتنكرون للعقل والمنطق ٠‏ 

ولئن جاء الاشاعرة بنظرية « الذرة » أو الجوهر الذي لا بتجزأ كأساس 
لخلق الكون فقد جاء المعتزلة يفكرة « العلة » أو « السببية » وتواتر العلل ع 
كما قال الشيعة بنظرية « الفيض » ٠‏ 

ولكن الاشاعرة قالوا عن مبدأ « الفيض © أنه يتنافى وجوهر الكائن 
الازلي » وما له من حرية وارادة » وقد بدا لهم وكأن « المفاض » مطايق للاصل» 
سواء على صعيد الجوهر ؛ أم على صعيد الوجود » ولا ينطبق على مفهوم 
< الخق » القركني ١ ٠‏ ش 

كما رأوا في مبدأ « العلية » التي قال بها المنتزلة نوعا من الحتمية واللزوم 
اذ قالوا » ان العلة ترتبط كينونيا بمعلولها » والعكس بالعكس » والحتمية تتنافئ 
مع القوة والحرية المطلقة ٠‏ 

ومن كبار الاشاعرة أبو بكر البلاقلاني صاحب كناب « التوحيد » 
والسمعاني والاسقرابيني » والغزالي » ٠‏ ش 


الل ا 


أما ابن تيمية » وتلميذه ابن القيم الجوزي فقد تشددا على الاشعرية » 

وقالا بالقيمة المطلقة للنص » وهذا ما يعبر عنه بالمدرسة « السلفية »20 ٠‏ 
* ا وي 

وكنا أشرنا الى أن هناك من جمع بين الحزبية والعقيدة : فقد كان زيد بن 
علي امام الزيدية تلميذا لواصل بن عطاء رأس المعتزلة » فاقتبس منه الاعتزال » 
وصار أصحابه معتزلة » فهل يسكن القول : ان الزيدية غير شيعة ؟؟ 

انهم شيعة باعتبار حزبهم » معتزلة باعتبار فرقتهم ٠‏ 

وكان أبو حنيفة من أغل السنة » ومع ذلك فقد بايم محمد بن عبد الله » 
بن الحسن » بن علي » بن أبي طالب » وكان من شيعته » حتى رفع الامسر 
الى المنصور العباني » فحيسه حبس الابد حتى مات في محبسه » وقد كانسني 
العقيدة » شيعي الحزيية 2)9 ٠‏ 

وابن هشام صاحب السيرة كان سني العقيدة » شيعي الحزبية ٠٠‏ 

ولا يندر أن تجد شخصا شيعي الحزب » معتزلي العقيدة » أو سنيها » 
شافمى المذهب أو حنفيه 29 ٠‏ 

اوناجت ان قر جذا:؟ ابسن الاسلام هو ( الجامع » بينهم » والناظم 
لامورهم ؟ وان تكن السبياسة والاهواء شعبت السبل ؛ وعددت النزعات ولوتتهاء 

وكنا ذكرنا في فصل سابق ما للعناصر الشعوبية من دور ف توسيع شقة 
الخلاف » واعطائه طابعا سياسيا » ومنطلقا دينيا ٠‏ 

ومن يرجع الى قصيدتي المكزون السايقتين » ويدرسهما درسا واعيا يرى 


(؟) الفكر الفلسفي للدكتور عبد الظيم مخمود 
(©") المصدر السابق ٠‏ 





لس لاثما سدم 


هذه « الوحدة » الانسانية » التى تكاد تستقطب الملل والنحل والاجناس والاديان 
والمذاهي ٠‏ 30 
فيه « توحدت » القلوب على الهوى2 و « تعددت » أهواؤهم» فتعددوا 
فالناس كلهم مدعوون » ولكنهم اتقسموا أمام الدعوة الى « سميع ». 
و«أصم». 
دعت » فلياها « السميع » وائثنى عنها « الاضم » مستجيبا للصدى 
تحير العالم في جمالما وآأصبح « العشاق » فيها قددا 
قواقف عند.« مثال » ظلهمسا وتائله أضحى لسلمسى ملحدا 
أما هو فجامع الاهواء » وداره « دائرة » تجمع المهتدين والضلال ٠‏ 
لان داري لم تسسزل « دائرة » تجمع من ضل السبيل » واهتدى 
وكل شيء خاسارج عنها اذا اعتيرته » وجدتنه منها بذا 
والبشر كلهم « عشاق » جمالها » وان تفرقوا » وتوزعوا بددا » فهمذا 
« العصق »6 يجمعهم » و « بوحد 6 بين مختلف ميولهم ٠‏ 
أنا في هواها مشهد ومنيب فاعجب لكوفي واصف » ومجرد' 
ومنزه » ومشبه » وموحد ) ومعلد »ع ومقرب » وميملدك 
ومفوض » والجبر غير مجاحمد- عندي » لان عيانه لا يبحجحد 
ومكلف »© ومرقفه »© ومبصسر ومبصر »:ومقليد »؛ ومقلبد 
متفلسف » متصوف » متشسيع متسئن » ذو رغيسمدة متزهد 
فجمعه بين هذه « النقائض »© وتأليفه بين هذا « الشتيت المتنافر © يعود : 
١‏ الى ذلك « الشمول » والاتفتاح الصوفي على « الانسانية »© ٠‏ 
؟ - لانهم كلهم « عشاق » توحدوا في الهوى والطلب ٠‏ 


7 لا 


م لان الفرق الاسلامية يجمع بينها « الاسلام » لانهم بمثابة « فروع » 
لهذه الشجرة » وف الفروع ما هو مورق نضير » وفيها ما هو عري » جاف ٠‏ 
فهناك «الثاوي» في ظل «الظاهر» و «المغور» في قصد «الباطن» وهناك من لم 
«يشى» ولم يور ولكنه «أنجدي. وهناك «الواقف» عند «مثال» الظل» وهناك 
التائه الملحد » والمكاير الاحساس القائل باتحاد الاعيان ‏ أعيان الوجود ل 
وهنالك العارف الذي ثبت الذات » ويمحو ما شهدته العين من الصفات ٠‏ 

انها « الكلية » الصوفية التي تربط بين يني الانسان بذلك الرباط الاقدس 
« الحب » اليس الله « محبة » ؟ 

فلا أرى في آلكون شخصا واحندا يهوى هوئ » الا ولي فيه اقتدا 


"5 مس 


اللفين مه ارو 

ويسالونك عن الروح » قل : الروح عن أمر ربي » وما أوتيتم: من العام الا قليلا 

التاريخ : 

منذ القديم وصل العقل البشري الى القول : بأن هناك شيئا لا يدركه 
الانسان بنظره » ولكن بدركه العقل بتصوره ع وتدل عليه مظاهر أفعاله » وهذا 
الشيء ليس مادة » ولكنه يسكن الاجسام الحية ٠‏ 

فالانسان ميز بين المادة والروح قبل أن نتفلسف » وأدرك أن المادة متحللة 
فانية » وان الروح خالدة ٠‏ 

ولكن البشر اختلفوا بأمر الرؤح عندما حاولوا ‏ عبر التاريخ ‏ أن يضعوا 
مبادىء أساسية » وضوابط عامة » تحد أو تقيد كل موجود ٠‏ 

قال بعض الفلاسفة : النفس جوهر » لا عرض .٠‏ وحد الحوهر أنه قابل 
للاضداد من غير تغيير » وهذا لازم للنفس لانها تقبل العلم والجهل © والبرارة 
والفجور » والشجاعة والجبن » والعفة وضدها من غير أن تنغير في ذاتها ٠‏ 

وائنا لنعلم أن كل جسم له صورة لا يقبل صورة أخرى من جنس صورته 
الاولى البتة » الا بعد مفارقة الصورة الاولى ٠‏ 

مثال ذلك : 








)١(‏ يطلق لفظ النفس والروح على مراد واحد » ولكن الحكماء قسموا النقس الى 
ثلائة أقسسام : عاقلة » وغضبية ©» وحيوانية . والقرآن أطلق عليهبا اسم المطمئنة 
واللوامة » با أيتها النفس المطمئنة » ارجعي الى ربك راضية مرضية ... لا أقسم 
بيوم القيامئة » ولا أقسم بالنفس اللوامنة . فاذا كانت النفس جوهرا لا يتجزأ فتكون 
الصفات التي أطلقها الحكماء كالعاقلة والغضبية والحيوائية هي مظاهر عمل الروح 
ف الجسد © وهذه المظاهر يطلق عليها لفظ النفس .. أما اللوم والاطمئنان فهما 


لاا ات 


ان الجسم اذا قبل صورة » أو شكلا » كالتثليث مثلا » فلا يقبل شكلا آخر 
كالتربيع والتدوير الا بعد مفارقة الشكل الاول ٠ ٠‏ 

وكذلك اذا قبل نقشا » أو مثالا فهذا حاله ؛ فاذا بقي فيه شيء من رسم 
الصورة الاولى فلا يقبل الصورة الاخرى » على النظم الصحيح » بل تنقش فيه 
الصورتان » ولكن لا تتم » ولا تستقيم واحدة منهما ٠‏ 

وائنا لنجد النفس تتقبل الصور كلها على التمام والنظام من غير نقص » 
ولا عجز » وهذه الخاصة هي ضد خاصة الجسم » ولهذا يزداد الانسانٍ بصيرة 
كلما نظر وبحث » وارتأى وكشف ٠‏ 

والقياس المنطقي : اذا كانت التفس قابلة لحد الجوهر » وكان كل قابل 
لحد الجوهر جوهرا » فالنفس اذن : جوهر ٠‏ 

والنفين هي المحيية المحركة للجسم الذي هو جوهر 7( ٠‏ ولا كان كل 
محى محرك للجوهر جوهرا » فالتفس اذن : جوهر ٠‏ 

ولكن لا سبيل أن يكون المحيا المحر>ك المتفعل جوهرا » ويكون المحي , 
المحرةك الفاعل غير جوهر ٠‏ 

فاذا كانت النفس هي المحيية المحركة للجسد » وكان لا يمكن أن يكون 
المحى المحرك للموجود غير موجود » فالنفس اذن : لامكن أن تكون غيرموجودة. 

. واذا كانت النفس بها قوى وحياة الجسد فيمتنع أن يكون قيامها بالحسد» 
بل بذاتها التى قامت بها حياة الجسد ٠‏ فاذا كانت قائمة بذاتها التي قامت بها 
عاة العببدء فا كان قافنا رداق فين :جوع #افالنفسن لان حوس > 

+ كي 
)١(‏ الجسم جوهر اباعتبار المادة الهيولى © والهيولى لفظة يونانية » وتعني مادة 
الشيء وجوهره »© واملا ما تشكله المادة فهو صورة . 
الااا بت 


انتهى البحث عن الروح عبر التاريخ الى ثلائة مذاهب : الروحاني » والمادي» 


والائنيني ٠‏ 
١‏ بقول ( الروحانيون » : لا شيء غير الروح »© وليست المادة آلا ظاهرة من 
ظواهرها . 


؟ ‏ يقول ( الكاذيون » : لا شيء غير المادة » وليست الحياة والحركة الا 
وظيففنة من وظائف المادة » أو صفة من صفاتها » حتى اذا عرا المادة الانحلال فلا 
حياة . 00 

#- ذهب ( الاثثينيون » » الى القول : بأن هناك أساسين متحدين © امتزج 

بعضهما ببعض. وعنما 1كدة والروح ٠‏ 

الماديون يرون أن الاشياء المتعددة ترجم الى أساس واحد هو المادة », 
ويتكرون وجود روح قائم بذاته » ويخالفون الروحانيين والإثنينيين » ويرون 
أن العقل ليس الا شكلا من أشكال المادة ء الدائمة التغير والتنوع » فالحياة 
والفكر ليسا الا صفتين غريزيتين للمادة » وتنيجة لامتزاج جزئياتها مزجا معقداء 
وان القوة ملازمة لها » ومظهر من مظاهرها ٠‏ 

وعلى الاجمال فكل شيء عندهم اما مادة » أو مظهرا من مظاهر المادة » 
وقوانينها أزلية أبدية لا تتغير » وليس في الكون شيء يعتريه الفناء » وانما تتغير 
الاشكال ٠‏ 

ويقول أستاذ هندي : خلقت الحياة هذه من الروح 47744 فالانسان 
ليس جسمه » أو حواسه » لان هذه ليست الا متركبة » وهي تنغير وتسوت 
وتفنى » بل الانسان هو الروح # وهي سرمدية أزلية أبدية مستمرة ٠‏ 

وتاريخ المادية يقترن بتاريخ الفكر الانساني منذ ولادته حتى العصصور 
الحديثة » فقد قال به البوذيون والصينيون » والمصريون » واليوثائيون » حتى 
اتنمى الى القول بالجوهر الفرد » أي أصل الجزيئات ٠‏ 

أما في العصور الوسطى فقد سادت « الاثنينية » أي مذهب القول بلمادة 

ست الااات 


والروح تحت حماية الكنيسة » ووصل الامر الى احراق « برنو » حيا » لانه 
قال بالمادية ٠.‏ 

وفلاسفة الاسلام قالوا « بالاثنينية » كالمسيحيين ٠‏ 

ويمكن القول : ان « الاثنينية » قالت بها كل الاديان الكبرى ٠‏ 

وف العصور الحديئة يسود المذهب المادي حتى لقد توصل الى مبدا 
« لاقوة بلا مادة » ولا مادة بلا قوة » ٠‏ 

د ع 

قال أحد تلامذة سقراط وهو يحاوره : كم هو عسير ا سقراط » أو يكاد 
يستحيل » أن نبلغ في هذه المسائل ( ويقصد مسائل الروح ومصيرها بعد الموت ) 
ميلغا قينيا ما دمنا في هذه الحياة الحاضرة » ومع هذا فاني لأتهم بالجين كل من 
لا يدلل عليها ما وسعه الدليل » أو كل من خار به قليه قبل أن يخبرها من كل 
جوائيها ه 0 

ينبغى على المرء أن يثابر حتى نتهي الى أحد أمرين : اما أن ستكشف 
حقيقتها » أو يعلمها » فان استحال عليه ذلك » فاني أحب له أن يأخذ. بأقوم الاراء 
البشرية » وأبعدها عن التفنيد » وليكن ذلك طوفه الذي يسبح به في الحياة ٠‏ 
واني مساتّم بأنه لن بفعل ذلك دون أن يتعرض للخطر » اذا هو لم سجد من الله 
كلمة تسير به على هدى وطلآنيئة 29 ٠‏ 

ويرى سقراط أن الروح تششبه في صفاتها العنصر الالهي » وان الجسم مادة 
أرضية : طبقا لمبدأ عالم المثال وعالم الصورة ٠‏ 

ويطبق مثال القيثارة على ذلك : القيثارة المؤلفة من الخشب والاوتار وهذه 








581 محاورات سقراط لزكي نجيب متحمود ص‎ )١( 


ذخ مب م1 


هي المادة المنظورة » ويعبر .بها عن الجسد » أما الانسجام فهو الجانب غيرالمنظور» 
ويعبر به عن الروح ٠‏ 

وبرد تلميذه : ان الفناء سيصيب الخشب والاوتار قبل أن يصيب ذلك 
الانسجام » وانك يا سقراط ستأخذ ‏ بلا شك بهذا الرأي الذي نميل نحن 
جميعا الى الاخذ به » وهو أن الجسد انما أقيم وارتبطت أجزاؤه بفعل العناصر : 
الحر والبرد » والرطوبة واليبوسة » وان الروح هي ما بين تلك العناصر من 
انسجام » أو هي ميزانها المتناسب » فان صح هذا تنج بداهة أن أوتار الحسد 
أذا ارتخت » أو أجهدت بغير مبرر بسبب الفوضى » أو أي فساد اخر فنيت لذلك 
الزوح جملة واحدة » برغم ما يها من ألوهية غالبة مثل سائر الانسجامات التي 
تكون في الموسيقا » أو آلات الفن ٠٠‏ ولو أن بقايا الجسد المادية لبثت طويلا 
حتى يدركها الفناء ٠‏ 

فاذا زعم زاعم أن الروح تفنى أولا فيما يسمى بالموت باعتبار أنها مابين 
عناصر الجسد من انسجام فبم فجيبه ؟؟ 

لمم 

وأورليوس أوغسطين مهم م لم يذهب الى ما ذهب اليه بعض الاقدمين 
من أن الجسد سجن قد زجت فيه الروح » وغلت بأغلاله ٠‏ 1 

كما لم بر ما ارتآه بعض الفلاسفة من أن الروح قد « انبثقت » من الله 
انبثاقا » ولكنه يقرر أنها « بدأت » في الزمان » أي أنها ليست أزلية » ولكنها 
ب مع ذلك خالدة الى الابد » وهي ليست مركبة2212 » ولا مادة » وليس لها 





(1) الاجسام قسسمان بسيطة. ومركبية فالبسيطة ما كانت ذات طبيعة واحدة كالهواء 
والماء ». وةاليركبة ما جمعت بين طبيعتين فأكثر © والبسيط هو اصل لزب وقد 
طبهي الوجوه والراتبة والزمان 0 


أ 59/5 سد 


امتداد في المكان » ويختلف جوهرها عن جوهر البدن ».ولو أنهما يعيشان في ود 
وانسجام » وانما جاء خلود الروح » واستعصاؤها على الفناء من أنها تحمل في 
طياتها حقيقة خالدة ٠‏ 

أليست الروح والعقل شيئا واحدا ؟ 

أليست مبادىء العقل خالدة ؟ 

ففيم القول اذن بفناء الروح ؟ 

انه لمن الخطأ أن يقال : انها تحتوي الحياة » لانها هي الحياة نفسها ٠‏ 

ويقسم ملكاتها الى قسمين : 

مرتبة سفلى : وتشمل الادراكات الحسية » والشهوة والتخيل » وذاكرة 
الحس ٠‏ 

ومرتبة عليا : وفيها الذكاء » والارادة » والذاكرة العقلية ٠‏ 

+ وي 

وف « الويدا » الهندية « ان الانسان من حيث روحه جاء على فطرة الله» 
وكما أن شرارة النار نار » فان الانسان من روح الاله » وروحه لا يختلف عن 
جوهر الروح الاكبر » الا كما تختلف البذرة عن الشجرة » ٠‏ وهذا هو المنطلق 
الاول للقول بوحدة الوجود ٠+‏ 

وفيها أيضا : « ان الروح عندما تتجرد من الظواهر المادية تبدأ رحلتها 
للعودة الى الروح الاكبر ولذلك يسمى تخلصها من الجسم « طريق العودة » ٠‏ 

ولا سعد هذا عما ورد في القرآن : با أيتها النفس المطمئنة » ارجعي الى 
ريك راضية مرضية » فادخلي ف عبادي وادخلي جنتي ٠‏ 

: والسيد المسيح يقول : تشوقوا لرؤية أبيكم السماوي ٠‏ 


5976 مم 


وبردد تعبير أبي وأبيكم كثيرا » وما ذلك الا لوجود نسية بين النفوس 
وبين القدوس ٠‏ ولقد أشار الى هذه النسبة في قوله : 
لا يصعد الى السناء الا من نزل منها 9 فان من لم تتجرد نفسه من مكان. 
جسمه حقا » لن يكون دنا من اللامكان ٠‏ 
والمكزون : 0 
يرى المكزون أن الروح جوهر من عالم النور والجواهر » عالم القدس » 
وبذلك يخالف الماديين » وينكر آراءهم ٠‏ 
حنام بالاعراض عن جوهري آل قدسي بالحسي اعراضي 
فجوهره قدسي » من عالم القدس » ولكنه مقيد بالاعراض وهي الاجسام 
الحسية المادية » فهو يتوق الى الانطلاق منها » فقد طال اعراضه وتوقفه بهذه 
الاعراض ٠‏ 
وانه ليستجلى بمرآة اختلائه:من الانس ‏ الناس الكون القدسي » وهو 
في الكون الحسي المادي » فاذا تجردت نفسه من اللبس » وانعتقت من دائرته 5 
وخلعت لبوسه استحال غييها شهادة ٠٠‏ 
واني لاستجلي بمرآة خلوتي 2 من الانس كون القدسسقكونيالحسي 
لذا صار غيب النفس عنديشهادة 2 بتجريدها من لبس دائرة اللبس 
ويرد على المذهب المادي الذي يتكر ان للروح كيانا مستقلا » والقائل ان 
الادراك هو بالحواس المادية » وان الحركة والعقل والفكر ليست الا ظاهرة 
لتفاعل جزئيات المادة ٠‏ ش 
لو كانت النفس بالالات مدركة لم تلق بالنوم لا نعمى» ولا بؤسى 
ولا رات مقتضى الرؤيا بيقظتهسا من بعد ما كان بالامكان محسوسا 


(؟) انجيل يوحنا . 





]ا مم 


| فالنتفس ‏ في رأيه هذا لو كانت تدرك بالالات أي بالحواس ب كما. 
يقول الماديون ب لم تلق البؤس والنعيم » واللذة والالم » والخوف والطمأنينة 
حال نومها وفي الرؤيا » لان الحواس في تلك الحالة ‏ حالة النوم # تكون 
غير حاسة ٠‏ 
وكيف تستطيع النفس اعادة الرؤيا بعد يقظة الحواس » وقد كانت معطلة 
عند حصول الرؤيا ؟ آلا يعني هذا انها ذات كيان مستقل تنفرد ببيعض الاعمال 
اذا شاءت ‏ عن الجسد والحواس ؟ كما في حال الرؤيا ٠‏ 
لوان نفسي يستتم نعيمها بالطيف » لم ترجع الى جسماني 
اني لتصبيئي الصبا بهبوبهسا 0 من ارض نعمان الى نعمان 
انها في رأيه ‏ تسافر مع الطيف تبحث عن نعيمها » ثم ترجع من سفرها 
هذا الى جسمانها » لان سعادتها لم تستتم يسبب ارتباطها بالجسد ٠‏ 
ويعبر بالصبا عن الذكريات التي تعاود النفس من حين الى اخر » ويقصد 
بأرض نعمان عالم النفس الاول وكلما هبت هذه الصبا من أرض نعمان تصبته 
اليهاء 
ويكرر هذا امعنى ‏ معنئ استقلال النفس عن الجسد في كثير من الحالااتت 
وكل ذلك دعم لرأبه واعتقاده يكيان النفس المستقل » وانها مغايرة للجسد في 
جوهرها » وتود الانعتاق من قيوده وأغلاله ٠‏ 
وابغ السم الى العلى كالنفس في آفكارها » والجسم مئها قاعيد 
* داو 
ويقسم بعض الحكماء أخلاق الانسان على مظاهر النفس الثلاثة : الناطقة 
والغضبية » والحيوانية » فاذا صفت النفس الناطقة بحثت عن الانسان وعن العالم» 


سا لي سم 


لان من عرف الانسان عرف العالم الصغير » واذا عرف هذا عرف العالم الكبير » 
واذا عرف العالمّيئن عرف الاله الذي أونجد بجوده ما وجد ٠‏ « ومن عرف نفسه 
تألهع». 

0 وبالبحث عن الانسان يظهر ما تشتمل عليه القوة الفصبية » والقوة 
الشهوية » لان توابع هاتين القوتين أكثر » وبالتركيب أظهر ء وني الكثرة أدخل» 
وعن الوحدة أخرج ٠‏ 

فاذا ساستهما النفس الناطقة حذفت زوائدهما » وتمت فواضلهما » ووفت 
نواقصهما ٠‏ 

اذا رأت غلمة في الشهوية أخمدت نارها » أو سرفا في الغضبية قصرت 
عنانها » وكبحت جماحها » فتسيران على الصراط القويم » ويسعد الاتسان ٠‏ 


يقول المكزون : 

ما الحكم في الناس الا على التفوس الحكيسه 
الشساهدات حديث ال مغيسات القديمسه 
السالك سات اليها على الخطوط القومهة 
بسنة الحمسرد _نالت رفضض الصمات الذميمه 
فحد من حاد عنها في الناس حد الببيسه 


فالنفس الحكيمة العاقلة هي المسؤولة عنسير الانسان لانها تشهد بصفائها 
ما غاب قديما عنها من بؤارق أنوار عالمها الاول » فتسلك الى الوصول اليها 
أقوم الطرق وأوضحها » وترفضن كل الصفات الذميمة التي تتصف بها النفوس 
الغضبية والحيوانية » فمن سلك مسلك العقل والحكمة » وقادته النفس العاقلة 
ظفر بالسعادة » ومن حاد عن سبيلها » وتنكب منهجها » واثقاد الى نزوات الغضب. 
والشهوة ‏ انحدر من انسانيته الى مستوى اليهائم . 
0-7 5 


وقال ابن سينا : 
هذب النفس بالعلوم لترقى وذر الكل » فهي للكل ببت 
انما النفس كالزجاجة والتقسل سراج » وحكمة الله زيت 
فاذا أشسرقت فانك حي واذا أظلست » فانك ميت 
ويلتقي المكزون مع أوغسطين في قوله : الروح والعقل شيء واحد » لان 
مبادىء كل منهما ثابتة وخالدة ٠‏ 
كما يلتق مع سقراط القائل : ان الزوح النقي » تنآثر خطو العقل لتشاهد 
الحقيقى والالهى ٠‏ 
النفس في العقل اذ تصفو لرؤيته له مثال تراه فاعقل السلا 
كالمين تشهد في المرآة صورتهما 2 وما استحالا » ولا حالا » ولا انتقلا 
فالنفس العاقلة تنظر دائمما بمرآة العقل الصافية لترى صورتها فتظل صافية 
+ د جا 
وان سينا يقول بهبوط الروح من الملا" الاعلى ‏ لعاكةر ‏ الى العالم الادنى 
الاجسام ‏ ولكنها ستلحق بعالمها بعد مفارقة هذه الاجسام » وآكثر فلاسفة 
المسلمين يرون هذا الرأي ٠‏ 
« هبطت » اليك من المحل الارفمع ١‏ ورقاء ذات تمزز وتنسسع 
محجوبة عن كل مقلة عارف ١‏ وهي التي سفرت » ولم تنبرقع 
وصلت « على كره » اليك » وريما كرحت فراقك » وهي ذات تفجع 
أنفت » وما وصلت » ولما واصلت ألفت مجاورة الخراب البلقع 
وأظنها نسيت عهمودا في الحمى2 ومنازلا بفراقهما لم تقنسع 
حتى اذا اتصلت « بهاء » هبوطها في « ميم » مركزها بذات الاجرع 


سااألا؟ ند 


علقت بها «ثاء» الثقيل» فأصبحت 
تبكي » وقد ذكرت عهودا بالحمى» 
وتظل ساجعة على الدمن التي 
اذ عاقها الثكر“ك الكثيف وصدها 
حتى اذا قرب المسير الى «الحمى» 
سحعت » وقد كشف الغطاءفاًبصرت 
وفدت مخالفة لكل مخلف 


وبدت نغرد فوق ذروة شاهن 


بين المعالم والطلول الخضتع 
بمدامع تهسي » ولمما تقلسع 
درست بتكرار الرياح الاربع 
تفن عن الاج الفشيح المبرج : 
ودنا الرحيل الى «الفضاءالاوسع» 
ما ليس صر بالعيون المفعحصع 
عنها » حليف الترب »© غير مشيع. 
والعلم يرفع كل من لم برقع 


ما كما كد 


فلي شيء أهبطت من «شامخ» 
. ان كان أرسلها الاله نمحعمة 
تهبوطها ان كان ضربة لازب 
وتعود عالة بكل خغية 
وهي التي قطع الزمان طربقها 
فكانها برق تألق في « الحمى » 


سام » الى قعر الحضيض الاوضع 
طويت عن الفطن اللبيب الاروع 
لتكون سامغضة لا لم تسمع 
في العالمين +٠٠‏ فخرقها لم برقع 
حتى لقد غربت بغفير المطللم 
ثم انظوى + قكاته لم يلسع 


- ولنقارن الان بين ابن سينا والمكزون » ونرى بما يتفقان » وبما يختلفان» 
١س‏ ابن سيئا يقول ( بهبوط ) النفس من ( المحل الارفع » الى ( الحضيض 
الادضع » ٠‏ ش 
واللكزون بقول بهذا « الهبوط » وبانه من ( الرفعة » الى ( الحضيض » ٠.‏ 
دنت في علاها من (احضيض) مقامي11 ذي (اهبطت) أنفسي به بعد (لرفعة» 
؟ ل أبن سينا بدعوها ( ورقاء » والمكزون بنعونها ( النفس ) والورقاء اسم 
النفس عند الصوفيين(1) ٠.‏ 
)١(‏ راجع مصطلحات الصوفية ص 159 -. 
- 3-0 


والمكزون يقول ان هفا الهبوط كان ١‏ بالاختيار » وتارة يقول “اله 
« بالخطيثة والاجترام » والاخلال بالحق © وحينا باللشك والرد - رد الول - 
ولو ثم تر « الاخلال » مني بحقما لا ملعتني الوصل وهي خليلئي 
وما « اعرضت » عني وحقوصالها ‏ لفير «اجترامي» في الهوىوخطيئتي 
اد عار عر 
أهبطه من (٠.‏ راحة الظلال » في دار العنا ( اختياره » عند النظر 
لو ارتضى ( ظل الغمام » لم ببت 2 من بعد ( حي الانس ») في القفرالوعر 
مل الكون ففدا محركا من ( علمي نجد » الى «غورالفير» 
هدي سبيلي رشله وغيبه ا (هخيرا » فيمايرى » وما يذر 
خا علا عي 
قلت : بعد القرب » ما أبعكتي عنك ؟ قال : الشك » والرد علي 
فهو قد (( أخل » بحقها » وشروط حبها » و( أجرم » و (أخطا» 
, فلاعرضت ) عنه ٠.‏ 
وكان في « راحة الظلال » فاهبط « باختياره » الى « دار العناء © ٠‏ 
ولو ارتضت ‏ أي الروح ب « ظل الغمام » لما أصبحت « بالقفر الوعر » 
بعد « حي الانن © ١ ٠‏ 
ولقد مل السكون فتحرك من « علمي" نجد » الى « غور الغير » ٠‏ 
والتعابير راحة الظلال » وظل الغمام » وحي الانس » وعلمى نحد »© والحمى» 
وظل الاظلة » وأمثالها من التعابير بقصد بها المكزون عالم القدس والانوار » 
ومحل الروح الاول ٠‏ 
كما عبر عنها ابن سينا بالحمى » والمحل الارفع » والاوج المسيح » والفضاء 
الاوسع » وذروة الشاهق » والشامخ ٠‏ 
وعبر المكزون أيضا عن الاجسام » وعالم المادة » بعالم الحس » والحضيض» 
0 القاء م قو العير » ووعر الفلا » ونار الحا + 
م5 ده 


لما 


كما عبر عنها ابن سينا : ب « الخراب البلقع » وثاء الثقيل » والطلول 
الخضع » والدمن المدروسة ؛ والثكرتك الكثيف » والقفص » والحضيض الاوضعء 
4 كلاهما يقول بالعودة ‏ عودة الروح . الى موطتها الاول ٠‏ 
فابن سينا يرى أنها سجينة المعالم والطلول » باكية على الحمى » ساجعة 
على الدمن » فادا قرب المسير الى الحمى » ودنا الرحيل الى الفضاء الاوسع 
سجعت طربا وغنت فرحا » وكشف غطاؤٌها » واطمأنت وأبصرت بسصيرتها » 
ما ليس صر بالعيون .» وأصبحت تاركة للجسد الكثيف الترابى » وغردت 
بت وهي الورقاء 55 فوق ذروة المكان الشاهق ٠‏ لانها استنارت لور العلم 0 
وحالفت العقل © ٠‏ 
والمكزون بقول : 
قلت : هل « عودا » لاعياد الصفما قال : كي تقضي » وتقخ فم لين 
قلت كي قشلتة تشتفمي الالام مو جسدي» شفى فؤادي؟؟ قال : كي 
قلت : فالتوبة تمحو زلتي20 قال : للا'وبة في «الرجمى» تمى 
خا عاد ور 
وكنت بها » والقلب في قبض بسطها أرى سائر الاكوان في قبض بسطتي 
فأمسيت في « ثار الجفا »© بعد ,وصلها أردد في نار الجوى بعد جنة 
فكم جسد أنضجت في نار هحرها دلي مه نذا لوي 
)١(‏ النظرية العلمية الحديثة تقول : ان خلايا الجسد تموت »© واتحل محلها خلانة 
جديدة كل مدة من من الزمن © ولذلك يتغير جسد الانسان الذي بعيش سبعين عاما 
عشرات المرات ©»).. وهذه النظرية وان امتبرها العلم من مكتشمفاته الحديثة فقد 
قال بها اليونانيون وأقوالهم تتلخص تتلخص في أن الجسد يتحلل ويفنى في خياة الانسان 
وان كل روح تبلي اجسادا كثيرة اذا امتد بها اجل الحياة © فهي لا 


بدي تفج 
لنفسسها ثوبا جبديدا » وتصلح ما أصابه البفى راجع ( نظربة الثرات الزمنية ) ص* 
5 من هذا الكتاب . 


ل لم5 سد 


وكم كرة كرت على بكورهما ترددني ف دورة بعد دورة 
ولولا «اعتلاقي فيالهوى بوعودها»ه ل سلمت من لوعة البين مهجتي 

لقد أصلته « نار الجفا » بعد نعيم الجنة » فكرء في الاكوار » ودار في الادوار » 
وأندقه مادا والحياذا + جزاد وعقوة + 
ومنت فمنت في مآبي الى «الحمى» فؤادي بوصل الوصل بعد القطيعة 
فسني بعد المسافة بينشا وتقصير نضو السعي من قرب أوبتي 
واطمعني في وصلهما بعد هجرها تنفضلها المحجوب عن عين رؤيتي 
فان حملتني ناقتي نحو دارما وصلت » ٠.‏ والا مت" في دار غربتي 

انه يلقى « امتحانا » و « عقابا » وسيبلغ « النقاء والتصفية » بواسطة 
هذه المحنة والتكفير » عن خطاباه » وما أسلفه واجترحه » وتعيده الى « الحمى» 
وهي تمنيه وتعده بهذه « العودة » ٠‏ 

ه ‏ ابن سينا يقول : ان ١‏ عودة » الروح تكون ( بالعلم )» ونقشصكد به تصور 
المعقولات » وهو خاص بالنفس العاقلة . 

والمكزون يقول ان هذه ( العودة » تكون بالتوبة منها » واللطف والرحمة من 
الخالق . 

* ل ابن سينا لا يعلم الحكمة والغرض والغاية من هبوط الروح » ويقول 
ان الحكمة من ارسالها « مطوية » حتى عن الفطن اللبيب ٠‏ 

وان كان هبوطها لتسمع مالم تسمع ؛ وتعلم كل خفية من.خفايا العالمين 
فخرقها لم يرقع » كناية عن الخيبة » وكأنها برق #ألق قليلا وانطوى . 

أما المكزون فيرى أن هذا الهبوط انما كان ( بالاختيار » أو ( اللخطا ») أو 
« الشك ») وانها ستمتحن » امتحانا طويلا وانعاقب بالتكرار » ومن هذا الامتحان 
فرض” التشكاليف عليها اختبارا لها وعقوية » والزامها بالاوامر » والتواهي ٠‏ 


580 سب 


قلت : فالتكليف ما أوجبه قال : تكليفي أعصلا تعمتي 
أذ به الجاهل اضحى. عالا وبزاكي أجسره امسى زكلي 
وان خالتقها لطفا منه بها دذكرها ما نسيته من الاعمال ٠+‏ فتتلافى أخطاءها » 
وتستقيم سبلها * 
وانما باللطف اذ عسساوده متذكرا من بعد نسيان ذكر 
وخالق الروح لا يرضى لها أن تظلم تفسها » وترضى بالاجسام المظلمة » 
بعد « ظل الاظلة » والراحة » والسكينة » والطمأنينة » 
وابدى عتابي تطفها بي « علي الرضا بوعر الفلا )») من بعد ظل الاظلة 
ويقول المعري في عودة الروح : 
والامر لله ما ضاعت كابسره ولا أصاغر أحياء » ولا هلك 
ان مات جسم» فهذي الارض تخزنه وان نات عنه روح فهي «فالفلك» 
مع أن المعري تشكك » وتحير وتردد كثيرا في مسألة الروح ٠‏ 
وآخيرا : ْ 
يا ايتها النفس المطمئنة » ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي» 
وادخلي جلتي ٠‏ 


588 سد 


التناسخ . 
التاريخ 
القول بالتناسخ قديم جدا ء قالت به الاديان القديمة المختلفة ٠‏ 
فالهنود القدامى قالوا : ان روح الأنسان تهجره لتحل في حيوان + أو 
ديدان » أو نبات » أو قديس » وبذلك تظل تزاول نوعا من الخلود على الارضء 
وقولهم هذا يستنتج منه أن للروح كيانا مستقلا يقوم بذاته » وهذا مغاير 
المح للا 
وقد تكون فكرة الخلود » وحب الاستمرار والبقاء هى المنطلق الاساسى 
لفكرة القول بالتناسخ ١ ٠‏ 
وعلى هذا فالخوف من التلاشي » والفناء » والعدم » ولد في مخيلة 
الانسان القديم أملا في البقاء » ودوام الحياة » وجعله يحكم بعودة الروح © أو 
انها بعد مفارقة الجسد الى هيكل اخر ٠‏ ولشدة حرصه على البقاء وتعلقه 
ياة استساغ فكرة انتقال الروح من الانسان المتميز الى الحيوانات الدنيا ٠٠‏ 
نتى الى النباتات + 


1 الكارما الهندية 5108لهكا! 
الكارما : 


وتعنى قانون الجزاء على الاعمال يمقتضى العدل الالهي العام » وهذا 
النظام لا ترك كبيرة ولا صغيرة من أعمال الناس الا أحخصاها ٠‏ 
انه يشبه « الكتاب » في المعتقدات الاسلامية : وقالوا : ما لهذا « الكتاب» 
لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا أخصاها ٠‏ « يوم تجد كل نفس ماعملت من خير 
محضرا » وما عملت من سوء تود لو أن ببنها وبينه أمدا بعيدا » +٠‏ وان عليكم 
اه 
لحافظين » كراما كاشين » يعلمون ما تفعلون ٠‏ 


52 


الاسلام تم ف الآخرة ٠‏ 

ولكن لاحظ الهددوس من واقع الحياة أن الجزاء لا بقع 'أحيانا » ولذلك 
لجأوا الى القول بتناسخ الارواح » ويطلقون عليها : تجوال الروح » تناسخها » 
تكرار اأولد . 

والتناسخ في الهندوسية هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم الى جسم 
اخر في العالم الارضى للاسباب التالية : 

١‏ ان الروح خرجت من الجسم ولا تزال لها أهواء وشهوات مرتبطة 
بالعالم المادي لم تتحقق بعد ٠‏ 

؟ ل انها غادرت الجسم وعليها ديون كثيرة ف علاقاتها بالاخرين » ولا 
بد من أدائها » فلا مناص إذا من أن تستوفي شهواتها في حيوات أخرى » وان 
تتنذوق ثمرات أعمالها التى قامت بها في حياتها السابقة90"©) ٠‏ 

فالميل يستلزم الارادة » والارادة تستلزم الفعل في هذا الجسد » وان لم 
يصلح هذا » ففي جسد غيره » فقد خلقت الميول لتستوفى »© واذا لم تستوف لم 
ينج الانسان من تكرار امكولد ٠‏ 

واذا اكتملت الميول » ولم يبق للانسان شهوة ما » وازيلت الديون فلم يرتكب 
الانسان اثما » ولم يقم بحسئة تسستوجب المثوبة نجت روحه من #كرار المولد » 
وامترجت ( بالمرهما )) » سواء كان الاكتمال في جسد واحد »2 أو أجساد متعددةر1) 
وهذا ما يسمونه ب ( الانطلاق » بعد اكتمال الميول والشهوات . فلا يتطلب 
الانسان مزيدا »؛ ويتم انقطاعه عن علائق الحياة الدنيا . 1 

فالانطلاق اذن هو الهدف الاسمى من دورات الوجود المتتالية ليتلم 
الاندماج بالكائن الاسمى 2 البرهما «( كما تمتزج قطرة الماء بالمحيط العظيم ٠‏ 


٠. 45 ثتمافة الهند الروحية ص‎ )١( 
. محمد عبد السبلام . فلسفة الهند القديمة‎ )١( 


لسااكم5 لد 


فارواح الكائنات التي صدرت عن الموجود بذاته متجولة ©» متناسخة » 
تتقمص وتنتقل من حسد الى آخر ء من السسان الى حيوان » الى بات . 
حدثت في مرطة من مزاحل وجوده السابق »© وفقا لقانون النجزاء 4 االظلفظ 211185 
الكارما . 

يقول البيروني )١(‏ : 

كما أن الشهادة بكلبمة الاخلاص هى علامة ادمان المسلمين » والتثليث علامة 
النصرانية » والاسبات علامة اليهودية فكذلك التناسخ علم التحلة الهندوسية ٠‏ 

وتقرر الهندوسية : ان روح كل كائن تعود في نهاية مطافها الى مصدرها 
الاول الذي نشأت منه » وهو الله ٠‏ والانسان أحد هذه الكائنات ©» وروحه 
قطرة من الله اتفصلت عنه الى أجل محدود » ثم تنتقل من كائن عن طريق التناسخ 
ثم تعود في النهاية الى الله متى جاء أجلها ٠‏ 

فالديانة اليرهمية كانت في الاصل على ما ببدو من أسفارها ‏ ديانة 
توحيد مشوبة بعقائد « وحدة الوجود « وتناسخ الارواح 4 ورجوع الكائنات 
الى الخذالق ء وما الى ذلك من المعتقدات التى اتنقل كثير منها الى التصوف 
الاسلامى ‏ ولكتها أي البرهمية -. اتنهت الى التثليث » أي القول ثلاثة 
آلهة وان اعتيرت واخدا وهم : ١‏ يرهما : الخالق » ؟ س سيقا : المدمر » 
افيشئو : الحافظ المحدد9") ٠‏ 


وتقول الهندوسية ان حسد الانسان المادي ولد من الابوين ©» وأما الذي 
)١(‏ هو محمد بن أحمد © أبو الريحان البيروني المولود 5لا ها 0لا6 م والتوقي 
.5 ها وقد ذهب في سن مبكرة الى الهند » مرافقا للسلطان محمود الغزرنوي 
في أتحدى مزوااته الى هناك » وعكف على دراسة لغات الهند » وخاصة القديمةمنها» 
واطلع على ثقافتهم وفلسفتهم ©» واستطاع أن .ينقل ذلك الى العربية ٠‏ 
زفق الدكتور علي عيد الواحد وافي » الاسفار المقيدسة ص 1١519‏ . 





سس لم5 سد 


يحركه وينشطه » ويسيطر عليه فجسم لطيف يتركب من القوى الاساسية » 
والخواص » والقوى الالية المحركة » والعناصر اللطيفة » والعقل ٠‏ 
ش فاذا حدث ما نسميه الموت » مات الجسد المادي وتوقف وبلي ٠‏ 

أما الجسم اللطيف فلا يموت » بل يغرج ويعمل مدة من الزمن في آفاق 
الكون اللطيفة التي تشبه أحلامنا » ثم يعود مسوقا بالميول والاعمال الماضية 
كرة أخرى الى هذه الحياة » متقمصا جسدا جديدا » وتبدأ بذلكدورة جديدة 
لهذه الروح » وتكون هذه الدورة تنيجة للدورة الماضية » فتوجد الروح في 
انسان » أو غيره » وتسعد » أو تشقى تنيجة لا قدم في حياته السابقة 2 ٠‏ 

ومن الشروط اللازمة لتجوال الروح ٠‏ أن الروح ف عالمها الجديد لا تذكر 
شيئا عن عالمها السابق ٠‏ فكل دورة منقطعة تماما بالنسبة للروح عن سواها من 
الدورات© ٠.‏ 

؟ ل الجينية . 

الجينية : هي تعاليم ( مهاوير! » الذي ظهر بالهند في القرن السادس قبل 
اميلاد (؟) وتعتقد الجينية ب « الكارما » الهندوسية » وللوصول الى تخليصض 
الروح من 344ئلفك1 88 يظل الانسان يولد ويموت حتى تخلص روحه © وتطهر 
نفسه © وتنتهي رغباته ؛ واذ ذاك تقف دائرة عمله » ومعها حياته المادية » فيبقى 
روحا خالدا في نعيم مقيم . 

وخلود الروح ف التعيم بعد تخليصها من المادة يسمى عند الجينيين ( النجاة» 








6. البروفسور أتربا : ثقافة الهند الروحية ص‎ )١( 

(؟) وندانت : 7 41 2 :77701 "01 2121:1610118 المكرم 

(9) في القغرن السادس قبل الميلاد ظهر مهاويرا في الهند مغلم الحينية » وغوتاما 
مو سس البوذية » وظهر كونفو شيوس في الصين ©» وزرادشت ف ايران » وأشعياعء 
وغيره في بني اسرائيل » وفيثافورس وهيراقليطوس في مدينة افسسس . ويعتبر هذا 
القرن انتفاضة تلفكر بعد رقود دام عشرين آلف سنة » وكل هؤلاء المصلحين ثاروا 
على تقاليد الاباطرة والكهان والقرابين . 1 


ل ارخ ؟ امد 


وهو ما بعادل ( الانطلاق )) في الهندوسية » و « الثرفانا » في البوذية » و «الخلاص» 
في المسيحية و (« الجنة » ني الاسلام . 

وفي الحينية كفارات عن السيئات » ومنها الفقر » وتناسخ الارواح ف 
أشخاص تعساء » أو في قوالب الحيوانات » والجمادات2©20 ٠‏ 

؟ - البوذيسة 

تقول البوذية : ان الانسان مركب جسدي يملك قوى نتنحرك بها » والات 
يشعر بها » فهو بحس » ويلمس » ويسمع » ويبصر ء ويشم » ويذوق » ويدرك ٠‏ 
وهو بهذه الحواس والمشاعر نتصل بالعالم الخارجي » أما طبعه فيشتمل على 
النزعات والكفاءات المنتجة من الماضي فهي ارث له من الحياة التي 
عاشها في الماضي ». وهي التي تكيف شخصيته التي تبدأ بها حياة جديدة ٠‏ 
فاذا اتنفصلت هذه الاواصر المادية بالوت ( تقمصت 4 قوع « المادة الاولية » حسدا 
جديدا » ولا تزال تلك القوى متواصلة ان لم يكن ماديا » قنفسيا # فيسعد 
الشخص » أو شقى حسبما تهياً له من السلوك السابق ٠‏ 

والعتناصر التي تشكل شخصا جديدا لا تزال في قبدل مستمر » 
ولكنها لا تنلاثى كلية حتى تفنى القوة التي تنسسك يهاء وتدفمها الى 
( المبلاد الجديد » » وليسست تلك القوة الا الرغنة ؛ .. الرغية في الوجود المنفرد. 

خا + بد 

واتتشرت فكرة القول بالتناسخ من الهند شرقا حتى تجاوزت « روما » 
غريا » فنجد فيثاغورس يقول : 

« لا تضرب هذا الكلب فاني تعرفت فيه على صوت صديقي الذي مات»٠‏ 

وعند قدماء المصريين نلمس ايمانهم بعودة الروح ثانية الى الجسم » ولقد 
أنشأوا الاهرامات الكبرى » لتكون مدافن, لاجسادهم » وأوجدوا فن التحنيط 


)١(‏ محي الدين الالوئي : فلسغة الجيئية ص.؟ 
اهمع ل م- و1 








لتحفظ أجسامهم من الانحلال وتبقى سليمة حتى اذا رجعت الروح تجد الجسد 
مهيئا لاستقبالها لتستأتف الحياة من جديد ٠‏ 

وكثيرا ما نجد بين آثارهم صورة الروح على شكل طائر باسط جناحيه 
متجها الى الهرم ليلتقي بالجسد المحفوظ ٠‏ 

ويقال ان المسلات العالية التي أتشأوها كانت الغاية منها أن تستدلبهاالروح 
على الهيكل الذي يضم الجسد الذي فارقته ٠‏ 

وهنا نحد التشابه بين قدماء المصريين وبين الاسلام في مسألة قيام 
الاجسام وعودة الروح اليها بعد الممات ٠‏ 

+ بو 

وبما أن الاعتقاد بالتناسخ » واتتقال الروح من هيكل الى اخر »© أوعودتها 
بعد الموت قد عرقه الهنود والبوذيون » والجينيون » والمصريون » والرومان » 
فقد عرفته بالطبع شعوب آسيا الوسطى اما مهاجرا اليهم شرقا من مصر » أو 
مرتحلا اليهم غربا من الهند ٠‏ ولقد تسرب الى المسلمين ٠‏ 

يقول ابن حرم : 

افترق القائلون بالتناسخ الى فرقتين : الاولى تقول : ان الارواح بعد 
مفارقتها الاجساد تنتقل الى أجسام أخرى » وان لم تكن من نوع الاجسام التي 
فارقتها » وهذا قول أحمد بن حافظ » وأحمد بن ناموس » وأبي مسلم الخراساني» 
ومحمد بن زكريا الرازي الذي صرح بذلك في كتابه المعروف ب « العلم الالمي» 
فقال : ا 

« لولا أنه لا سبيل الى تخليص الارواح من الاجساد المتصورة بالصورة 
الصحيحة الى الاجساد المتصورة بصورة الانسان الا بالقتل والذبح » لما جاز 
قتل شيء من الحيوان » أو ذبحه البتة 290 ٠‏ 


بده 84 جه 


وفي المانيا الحديثة امتزجت فكرة التناسخ بفلسفة « نيتشة » فنادى في 
بعض كتبه بميدا د العودة » الابدية » وارتداد الوجود في دوائر متشابهة ٠‏ 
وهيجو الشاعر الفرنسي' يعتقد أن النفس شائعة في جميع المخلوقات » 
ممزوجة بال مادة بشكل يقل » أؤ يكثر من الححر الخام الى الملاك والاله » مارة 
بالانسان » وليس الاله الا نهاية هذا الدرج من الكائنات التي يزيد انعتاقها من 
المادة ٠‏ 5 
وزيادة على ذلك فان كل شيء مدفوع بحركة محمومة نحو الاكثار من 
الطهارة » والاقاثل من المادة » 
وتعتقد هذه الفلسفة أن الانسان سيرتفع يوما الى الله ٠‏ 
والموت ..٠‏ أن الاموات ليسوا بميتين » بل يزول ناسوتهم » ويعيشون 
حولنا » أو يحتلون بعض الاجسام اللملائمة لحياتهم الارضية +٠‏ أجسام سفلة ان 
كانوا سفلة » وأجسام تبيلة ان كانوا طاهرين » ويصعدون تدريجيا من كائن الى 
كائن كمن يصعد من طابق الى طابق نحو الله *"ا ٠‏ 
والكتب السماوية كلها تقول بعودة الروح ولكن عودتها تسمي البعث » 
أو المعاد » أو النشؤر » أو القيامة وهناك أقوال واختلاف بين أن ترجع الروح 
الى هيكلها ثانية » أو تبعث محردة منه ٠‏ 
ففي القرآن انها تعود يوم القيامة الى جسدها » وتحشر للحساب * 
١‏ أفلا يعلم اذا بعثر ماقي القبور » وحصل ما في الصدور ٠‏ 
؟ ‏ خشسّعا أبصارهم » يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر ٠‏ 
م وتفخ في الصور فاذا هم قيام ينظرون ٠‏ 
: 4 سيوم ينفخ في الصور فتأتون أقواجا ٠‏ 








(1) هيجو : ما يقول فم الظلام ٠‏ 
وكات 


٠ .هل وجاءت كل تفس معها سائق وشهيد‎ ٠ 
٠ ل منها خلقناكم » وفيها نعيدكم » ومنها نخرجكم تارة أخرى‎ ٠ 
كل هذه الايات تشير الى أن ارفج تعود الى حسدها مرة ثانية للحساب‎ 
الالاية الخافيية فاها فين الل التعى :ولئلها من .باب الفيمول +93 المبعباة‎ 
٠ * المرسل‎ 
فهذه الآبات وأمثالها وان لم تدل على التناسخ » فقدٍ وجد‎ 
. » القائثون بالتناسخ فيها دعما لنظريتهم وخاصة في « العودة‎ 
والقائلون بالتتاسخ يعتقدون بعودة الروح ثائية وثالثة » وفي أجسامعلياء‎ 
٠ ودنيا الى أن تطهؤر وتصفو » ويذعون هذا تناسخا‎ 
ومفسرو الاديان السماوية يعتقدونٍ بعودة الروح ثانية فقط » والىجسدها‎ 
الذي فارقته » ولاجل الحساب والتقاص فيما قدمت من خير أو اجترحت من‎ 
٠ روا وآثام 007 ذلك بعثا » ومعادا » وقيامة » ونشورا‎ 
٠ » العودة‎ (١ فالقاسم المشسترك بين هؤلاء واولئك هو‎ 
34 واللأثور عن الحكماء : أن هناك خمسسى ٠.درجات : وهي النسخ 3 واللسخ‎ 
1 . والفسخ » والوسخ » والرسخ‎ 
فالنسخ : هو اتنقال النفس الناطقة أو. نقلها من بدن انساني الى بدن‎ / 
٠ انساني آخر‎ 
و والمسخ : هو انتقالها من بدن انساني الى بدن وان يناسبها في الاوصاف‎ 
٠ كالاسد للشجاع » والثعلب للخبيث » والارنب للجبان‎ 
٠ والفسخ : اتتقالها » أو نقلها » من بدن انساني الى جماد‎ ” 
٠ ز والرسخ : اتتقالها الى نبات » أو جماد‎ 
٠ والوسخ : اتتقالها الى هوام وديبب‎ 0 


0 عد عةع؟ ين 


يقول سقراط : ان الروح نوعان : نوع لا يخضع لرغيات الجسد كأرواخ 
الفلاسفة » ومحبي الحكمة فهي تنتقل عند موت الجسد الى العالم الخفي » الى 
الالمي والخالد ٠‏ فاذا ما بلغته رفلت في نعيم » وتخلصت من أؤزار الناس 
وحمقهم » ومن مخاوفهم الحوشية » ومن النقائص البشرية جميعا » ورافقت 
الالهة الى الابد + 

والنوع الثاني : هو ما أصابه الدنس » وكان كدرا عند اتتقاله » ورافق 
الجسد » وكانت خادمة للجسد » وأغرمت به » وهامت بشهواته » وهربت من 
المبدا العقلي » واعتقدت ان الحقيقة لا تكون الا في صور جسدية » فتنجذي 
هبوطا الى العالم المرئي » لانها تخثى مما هو خفي » فتسجن في بدن اخر » وقد 
تلازمها تفس الطبائع التي كانت معها في حياتها الاولى ٠‏ 

وان من اندفعوا وراء الشره والفجور » ولم تدر في خلدهم فكرة اجتنابها 
فسيتقلون الى أجسام دنيا كالحمير وما اليها من صنوف الحيوان ٠‏ 

والذين اختاروا جانب الظلم والاستبداد والعنف قيتقلون ذتابا » أو صقوراء 
أو حد أ تشبه طبائعهم » وبعضهم أسعد من بعض اصطنعوا الفضائل المدئية 
والاجتماعية التي تنسم بالاعتدال وهذه تحصل بالعادة والاتتباه دون الفلسفة 
والعقل » ويرجى أن يتحولوا الى طبيعة اجتماعية رقيقة تشبه طباعهم كالنحل 


مثلا » بل قد يعودون مرة ثانية الى صور البشر ٠‏ 


+ ا علو 
والمكزون يورد ف شعره أفكارا يسكن القول معها » انها تشير الى نظرية 
التناسخ ٠‏ 
١‏ ومن تعدى حده » واغتدى حلا به » سيّته اللسخ 
خا 6د بر 


سس اية 5 سب 


؟ س المشرق شمس الحب بعد غروبها 2 بعيني” » في عيني» صح التناسخ 
وبالنسخ من بالوسخ عنوجده سلا له راح في وجد الكابة فاسخ 
+ * * 
»ل فكم جسد أنضجت في نارهجرها 2 و «تبدلني» منه «جديدا»لشقوتي 
* د ب 
سل وعرفت بدوي والمعادوموتتي الا ولى » ومن أفناه موت ان 
+ د ور ش 
هس حتى اذا جاز بظلم ته قل على الجور الى العدل : جير 20 
بالظل ذي الثلاث مركوسا اذا «علا» به «التكرير» فإالداراتحدر 
بالسبع : في السبعين مسلوكاء اذا «أخرج» من غم «أعيد» في أشر 
اين + واستعكيي نهنا 4 قالدى.... ضارمال © مكيزا لد كبر 
ومن تنبع آثار المكزون يتتضح لنا أنه يختلف عن القائلين بالتناسخ بما 
يلي : 

١‏ ان أعمال الناس تقسم الى زمرتي خير وشر ٠١‏ ولذا فهم اما أخيار» 
واما أشرار ٠‏ فالاخيار اذا أثموا » أو ارتكيوا اللمم فينسخون نسخا » ولا 
يمسخون مسخا » أي ينتقلون في أجساد بشرية » لتصفو أرواحهم » وتنخلص 
من المادية والكثافة والشوائب والاكدار » كالذهب الذي تصهره النار: لينقى» 
ويزداد صقلا وبرمًا وصفاء +٠‏ وتلحق بعدئذ بعالم « الصفاء » ولا تسلك في 
الدرجات الاخرى * 
وغير واضح »© ولذلك ترى أنه ربما كان هكذا . 

حتى اذا جال بظلم نفسه ميلا الى الجور عن العدل : جبر 


ويكون.الخطأ هو تصحيف لفظة«قال» لما بين حروفهاوحروف لفظة ميلا من تشيابه. 
د 5988 سم 


أما الاشرار فيسلكون ف الدرجات الاربع : الفسخ » والمسخ » والوسخ» 
والرسخ » ويتدرجونل هيوطا في هذه الدرجات تعذييا لهم » وعقابا وجزاء على 
ما أسلفوه » ويخلدون في العذات الابدي » لانهم ظلموا أتفسهم » وأديروا عن 
دعوة الحق » واستكيروا عن الطاعة ظلما وعنادا : فآلوا الى « صغعارقر «ى في 
الجنس والنوع ء 

بينما النظرية هندوسية وجينية وبوذية تعتبر الغاية من تكرار المولد وتنوع 
القالب هي التصفية والانطلاق للامتراج « بالبرهما » فغاية هؤلاء من التناسخ 

تنتمي بالارواح 9 كل الارواح ‏ صتعئدا الى الآله ٠‏ 

أما النظرية السقراطية فتقول بصعود أرواح الاخيار الى الملا" الاعلى » 
وتنتمهي بأرواح الاشرار الى أحط الدرجات ٠‏ 

أما المكزون فيرى راي سقراط فالتناسخ بمضي بالاخيار « صعدا » وبالاشرار 
انحطاطا وهبوطا » ويرى ‏ زيادة على رأي سقراط ان ف كلا المصيئن 
الصاعد والهابط ‏ يتحلى عدل الله وحكمته في الثواب والعقاب على الاعمال* 

أما افلاطون. فيرى أن النفس الكلية جزآن : صالح وشرير » والنفوسالبشرية 
تبعا لجزئي النفس الكلية » تولد اما صالحة » واما شريرة » وهذه النفوس 
مخلوقة منف القدم » ومستقرة في الكواكب .. والشريرة ١‏ تتقمص » بعد مغادرتها 
الجسد في أحساد: ( دنيا » لتطهر » ث « تصعد » الى الكواكب لتسعد ٠‏ 

وهنا يلتقي افلاطون مع الهندوسية « يصعود » الروح و < سعادتها » ولكن 
هذا « الصعود » عند افلاطون يكون الى الكواكب في حين أنه عند الهندوسية 
يكون الى الامتراج ب « البرهما » ٠‏ 

ومن دعاء افلاطون : ياروحانيتي المتصلة بالروح الاعلى » تضر“عي الى العلة 
التي أنت معلولة من جهتها لتتضرع عني الى العقل الفعال في صحة مزاجي مادمت 
في عالم التركيب ٠‏ 


هليه ا 


ويرى افلاطون أيضا أن للنفس ثلاثة أجزاء في الانسان : الاول في الرأس» 
وهي النفس العاقلة » والثاني في الصدر وهي النفس الغضبية » والثالث فيالبطن 
وهي النفس الشهوانية » أو الحيوانية ٠‏ 1 

ماهر لجنا سيرب ب انا الك وين انال اللو وري 
عالم الصور » أو العالم الحسي» متصفة بهما كليهما » وهذه النفوس تتأمل 
بالالوهة دائما . ناذا غفلت » أو سهت عن تأملها ابتعدت عن الالوهة ©» ولا تزال 
تبتعد حتى تهبط الى عالم الكون والفساد حيث تدخل في الاجساد » ومتى مات 
الجسد الذي علقت به الروح تعود الى مقرها بعد قضاء عقوبتها ٠‏ 

والنفس الواحدة فٍ رأي افلاطون ريما هبطت الى العالم السفلي مرات 
عديدة » لتدخل أجساما متعددة » وبالرغم من ذلك فهي خالدة » وتتناسخ ٠‏ 

والمكزون يلتقي مع افلاطون في .هبوط النفس من الملا" الاعلى الى عالم 
الشقاء » وعقوبتها ٠‏ 

ويلتقي معه في ( التامل  »‏ تأمل النفس في الالوهيبة وهي في اللا الاعلى ‏ 
وان هبوطها كان يسبب غفلتها وسهوها عن هذا التأمل ٠‏ 

وعف بها من ( غفلة » عن أمرها ‏ في سترها تعقب في الكشف الخجل 

* # ب 

وتقدم الكثير من آراء المكزون ف النفس » وموطنها الاول ٠‏ وهبوطها 
وعودتهاء عند المقارنة بين آرائه » واراء ابن سينا » في مبحث"الروح - النفس»* 
ص 0/8" ب 585 ٠‏ 

لكن للمكزون تعابيره الخاصة » ولافلاطون تعابيره ٠‏ خافلاطون يعيبر عن 
موطن الروح الاول بعالم المثل » والكواكب » والملا* الاعلى بينما المكزون يعبر 
عنها براحة الظلال » وظل الغمام » ودار الانس » وعلمي نجد » وعالم القدس٠‏ 


وكلها كناية عن السمو والارتفاع ٠‏ 
حاك ةع 


وبعبر افلاطون عن الاجساد بعالم الحس » ودار الفساد » والعالم السفلي» 
في حين يعبر عنها المكزون بنفس التعابير » ويزيد عليها : دار العناء » القفر الوعرءه 
غور الغير » وكلها كناية عن الانحطاط والشقاء والاتضاع ٠‏ 

ويتفقان كلاهما بسبب الهبوط : وهو « الغفلة والسهو » عن التأمل في 
الالوهة ٠‏ ْ 

ولكن المكزون يرى أن الله لطيف رحيم يذكر النفس بعد لسيالها » فتذكر 
ما صنعته » وما فرطت في جنب الله ٠‏ 

وائما باللطف اذ عاوده مذكرا من بعد « لسيان » ذكر 

فاما أن تنوب وتندم وتستغفر فتلحق يعالمها الاول » ونجرى النعيم المقيم» 
واما أن نظل على غفلتها وسهوها وجهالتها وعنادها فنسلك في السلسلة «الشكرير» 
كما قال القرآن : 

خذوه فغلوه » ثم الجحيم صلوه » ثم في سلسلة ذرعهما سبعون ذراعا 
فاسلكوه » اله كان لا يومن بالله العظيم ولا ,بحض على طعام المسكين فليس له 
اليوم هاهنا حميم » ولا طعام الا من غسلين » لا يأكله الا الخاطئون ٠‏ 

بالسبع »© في السبعين مسلوكا اذا (اخرج » من غم ( أعيف » في اس 
بالفظل ذي الثلاث مركوسا اذا علا به ( التكرير » في الدار الحبر 

وربما قصد: بالسبع طبقات جهنم وهي جهنم » لقلى ؛ السعير » الحطيم» 
سقر » الجحيم : الهاوية المجموعة ف قول الشاعر : 

جهنم » ولفلى » ثم السعير » كلا عب الجحيم ©» وكل الهول في ساتقر 
وبعد ذاك حطيم » ثم هاوية ‏ فتلك عدهم » في قسول مختصر 

وجمعها المكزون في بيت واحد : 

جهنم » هاوية » جحيههما للى » سعير © زمهرير > وسقسر 


سا اث بد 


لكنه وضع الزمهرير بدلا من الحطيم. * 

ويقصد بالظل ذي الثلاث ما جاء فيا القرآن : انطلقوا الى ظل ذي ثلاث 
شعب » لا ظليل ولا يغني من اللهب » انها ترمي بشرر كالقصر » كأنه جمالة صفر» 
ويل يومئذ للمكذيين ٠‏ 7 

آما المعري ققد أنكر القول بالتتاسخ » وتهكم على القائلين به : 

يقولون : أن الجسم «ينقل))روحه الى « ضعة ) حنى يهذبها النقل 
قلا تصدقن ما يخبرونك ضلسة ذا لم يؤيد ماأتوك به العقال 


د عاد عر 
ويقول متهكما : 
أعجبي أمنا لصصرف الليال بي مسخت اختنا سكينة فاره 
فازجري هنه السناني عنها واتركيها .. وما تضم الفراره 


قهى يقول بلسان أبناء امرأة » يحاورون أمهم بعد موت أختهم المدعوة 
د« سكينة » : ان آختنا حسب الاعتقاد بالتناسخ قد مسخت فارة » فعليك أن 
تزجري هذه السنانير ‏ المررة ‏ عنها » وتطرديها ‏ أي الستائير # من البيت 
لئلا تفترسها » وعليك أن تتركيها ب وهي فآرة ‏ مع الطحين » والمواد ا موضوعة 
في الغرارة » والغرارة هي وعاء الطحين ويقول : 
يا آكل التفساح لا تبعدن ولايقم يوم ردى ماكلك 
قال النصيري : وما قتته ‏ فسمع » وشحم يا أخي ناكلك 
قد كنت في دهرك تفاهصة وكان تفاحك ذا آكلك 
وحرف هاج رحت في ما مفى وطالما تشسكله شاكلك 
ويقول لممدوحه : 
فلو صح التناسخ كنت موسى ‏ وكان ابوك اسحاق الذببيحا 


سالكحية؟ م 


ولكنه مع هذا التمكم على القائلين بهذه النظرية نجده في بعض الاحيان 
يقف 4م متحيرا 3 
أما الجسوم فئئراب هآالمسا وعيبيت بالارواح أانسى تلهب 
وسبق أن أوردنا رأيه في « عودة » الروح الى الملا' الاعلى < الغلك » في 
بحث سابق ٠‏ 
أما ابن الفارض فهو من ألد أعداء القائلين بالتناسخ : 
ومن قائل : بالنسخ » والمسخ واقع به ابثر“! » وكن عما يراه بعزلة 
ودعه» ودعوى الفسيخ» والرسخلائق به أبدا ب لو صح في كل دورة 
وجاء لميخائيل نعيمة في كتابه مرداد ما يدل على القول بالتناسع10» : 
« كل يوم يابنتون ( أحد رفاق مرداد ) هو يوم « ديئولة » فلكل كائن 
حسابه » وهو يحاسب ذاته في كل لحظة من وجوده ( نظرية اللحظات الزمنية ) 
وألذي هو « صافي حسابه » منذ الازل حتى الآن » فلا يضيع منه شيءه ؛ ولا يبقى 
شيء بدون وزَن ٠‏ 
ففي رأيه هذا ان الانسان مستمر منذ الازل استمرارا ذانيا لا استمرار 
نوع وتناسل »؛ وما هو عليه الان هو تتيجة « نصفية حسابه القديم » النتصسل 
بأول الدهر ٠‏ 
ومن المفكرين القائلين بالتناسخ جبران خليل جبران 9 في روايته « رماد 
الاجيال » أو « مرتا البانية » وفي مواضع أخرى من مؤولفاته : 
)١(‏ آديب لبناني معاصر »؛ يدسم آدبه بالرمرية والنرعة الصوفية الفلسفية ؛ له 
من المؤلفات مرداد 2 وسسبعون وغيرهما ٠‏ 
(0) أديب لبناني ولد في بشري وهاجر الى أميركا » وهناك لفاعلت في نفسسه روحانية 
الشرق مع مادية الفرب وظهر ذلك في أدبه © ويتمير بالنرعة الفلسفية الروحية 
التي تغلبت في أدبه على مادية الغرب »© أو كانت رد فعل لهذه المادية ؛ ويمتال 
أسلوبه بالرمزية والتعبير الشعري © توفي في نيويورك عام 1987 م ولقل جثمانه 
الى مسقط رأسه في بشري لبنآن . له من المؤلفات الاجلحة التكسرة © ورماد 
الاجيال » والعاصفة » والمواكب © وخليل الكافر » والنبي وهنا الاخير اعمقها » 
. وادلها على نزعته الروحية . 
لالواة] د 


تقول أبنة الكاهن حيرام المحتضرة لحبيبها : « أنا راحلة الى عالم الارواح 
ياحبيبي » وسأرجع ثانية الى هذا العالم لان عشتروت المقدسة تعيد الى هذا 
العالم أرواح العاشقين الذين لم ينعموا بخمرة الشمس وسكرة المروج » ٠‏ 
وهذا يلتقي مع الهندوسية التي ترى أن الروح ترجع ثانية الى جسد ثان 
لتستوفي لذاتها » وتحقق رغباتها وتفي ديونها الناشئة عن علاقاتها. بالاخرين ٠‏ 
وهذا الشاعر المهجري اللبنانى ايليا أبو ماضى20© ف قصيدته ( الدمعة 
الخرساء » يومن بالتناسخ واليك بعضا ضَ هذه القصيدة : 
سمعت: عويل النائحات عشية في الحي يبتعث الاسى » ويشيز 
يبكين في جنح الظلام صبية إن البكاء على الشباب مرير 


فتجهكمت » وتلفتت مرتاعة 
'وجمت » فأمسى كل شيء واجما 
قالت : وقد سلخ ابتسامتها الاسى: 
أكذا نموت » وتنطوي أجلامنا 
خير » اذآ منا الالى لم يولدوا 
ومن العيون مكاحنل ومراود 
وخشيت أن يعدو مع الر بالهوى 
فأجبتها : لتكن لديدان الثرى 
لا تجزعي » فالموت ليس يضيرنا 


كالظيبي أيقن أنه مأسور 
النور » والاظلال ٠6‏ والديجور 
صدق الذي قال : الحياة غغرور 
في لحظة ؟ والى التراب نصير ؟! 
ومن الانام جلامد وصخور 
ومن الشفاه مساحبق وذرور 
كالرسم لا عطر » وفيه زهور 
غنات 6 ان الجسوم سور 


فلنا « اباب » بعدة » و «نشور» 





)١(‏ ولد في لبنان عام 18915 م .وهاجر. الى أميركا وآئف الرابطة القلمية ومن أعضائها 
جبران خليل جبران » ونسيب عريضة وغيرهم وأصدر مجلة « السمير » لسمان' 
حال الرابطة ©» له دواوين الجداول » والخمائل » وتراب وتير » والطلاسم »© ويمتاز 
شعره بالروحانية الشرقية وفلسفتها والنزعة القومية »© والانسانية © وأسلويه 
سهل واضح عفوي 4 وصورم غنية 4 توفي عام 1565 9و ٠.‏ 


لسشاوء” ”ا لد 


انا ستبقئ بعد أن يمضي الورى 
فاذا طوتنا الارض عن أزهارها 
فسترجعين خميلة معطارة 
يشدو لها » ويطير في جنباتهما 
أو جدولا مترزقرقا مترئما 
أو ترجمين فراشة خطارة 
لق النتية ألا مسرا حرفا 
تغشى الخمائل في الصباح بليلة 
أو تلتقي عند الكثيب على رضى 
تمتد فيه » وفي ثراه عروقها 


يأوي اذا اشتد المجير اليهما. 


فتبسمت » وبدا الرضا ف وجهها 
آنا توله: 


عالجتها بالوهم » وهي مريضة 


:زيؤول هذا العالع النفور 


وخلا الدجى منا » وفيه يدور 
أنا في ذراها بليل مسحور 
فتهش اذ شدو لها ويطير 
أنا فيه موج ضاحك وخرير 
أنا في جناحيها الضحى الموشور 
أبدا تطوف ف الربى » وتدور 
وتؤوب حين تؤوب وهي عبير 
وقناعة » صفصافة وغديبيير 
وسيل تحت فروعما » ويسير 
الناسكان : الظبي » والعصفور 
اذ راقها التمثيل » والتصوير 


ولكم أفاد الموجع التخدير 


فليس الا سترا وتمويها لافكاره التي ساقها في القصيدة ٠‏ 


با 

ولقد وجد القائلون بالتناسخ من المسلمين دلالة على صحة أقوالهم ف 
بعض الايات : 

يا أبها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما ممكم من قبل أن 
نطمس وجوها فتردها على أدبارها » أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان 
أمر الله مفعولا ٠‏ 


851 د 


وجاء ف تفسير الجلالين لهذه الاية ما يلي : 

من قبل أن نطمس وجوها : أي نمحو منها الانف والعين بالط يع 
كاللوح » أو ثردها على أدبارها » ونمسخهم قردة » ويقال : ان لهم مسخا يوم 
القيامة ٠٠‏ وقوله: 

ولقد علمتم الذين اعتدوا في السبت فقلنا لهم : كونؤا قردة خاسئين207 

وقوله : 

با أيها الانسان ما غرك يربك الكريم الذي خلقك فسواك » فغدلك » في 
أي صورة ما شاء ركبك9؟ .. وقوله: 

انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية2) 
والجارية هي سفينة نوح » والكلام بضمير المخاطب الحاضر : حملتاكم ٠٠‏ لكمء 

وقوله : هو الذي أماتكم + ثم أحياكم » ثم يبتكم + ثم يحبيكم » ثم اليه 
تحشرون » فاذا كانت الموتة الاولى » والاحياء الاول للبعث والحساب فما معنى 
ميت م بحبيكم ثم بحشركم ثانية » والاولى بصيغة الماضي » والثانية بصيغة 
المستقبل ٠‏ 

كما يحتتج القائلون بهذه النظرية بالحادثة التي قام بها المسيح عندما أخرج 
الارواح الشريرة من المجنون » وأمرها أن تدخل ف قطيع الخنازير » فاندفعم الى 
الجرف ‏ جرف الماء ‏ ومات9؟؟ ويقولون : انها لاحو الج اا 


الروح من الانسان الى الحيوان ٠‏ 
عا عار عار 





56 سورة اليقرة ألاية‎ )١( 
(؟) سورة الانفطار‎ 
(؟) سورة الحاقة‎ 


«#و م سدم 


هذا ما يوردونه لك عن طريق النقل ٠+‏ واما عن طريق العقل فيقولون لك: 

ما مراد الله بالانسان الذي يولد مقعدا » أو أصما + أو أبكما » أو غير 
ذلك من تشويه الخلقة » ونقص التكوين » ويقضي حياته معذبا ؟ وهل هذا 
يطايق « العدل »6 آم ينافيه ؟؟ 

والجواب عن هذا التساول » ومتاقشة الملوضوع سينتهيان حتما الى أحد 
أمرين : 

:الاول : الحاق صفة الظلم بالخالق » وهذا مردود » لان الخالق كما لمطلق» 
والظلم بنافي كماله ٠‏ 

والثاني : القول بالتناسخ » وان الباري ‏ هو عدل كله ب عاقبه عما سلف 
منه في جسد سايق » فاقتص منه باللاحق » وهذا كما في الهندوسية تماما ٠‏ 

وهناك سؤال بطرحونه في هذه المناسبة » وف مثل هذا الجدل » فيقولون: 

ما مصير من يولد في الصباح » ويموت في المساء » أو بعد أسبوع ء أو 
شهر » أو عام ؟؟ أمصيره الجنة التى وعد بها المتقون ؟؟ أم النار التي هي مثوى 
الكافرين ؟؟ مع العلم أن هذين الدارين ‏ الجنة والنار # لا يتم الوصول اليهما 
الا بالعمل والحزاء والمثوبة *+٠‏ وهذا لم يعمل خيرا » ولا شرا ٠‏ 

يقول السيد المسيح في جوابه للكتبة والفريسين الذين سألوه عن الطفل 
الذي يولد أعمى » أو أصما » أو أيكما > أو مقعدا » هل أخطأً هو أم أبوه 5 
يقول لهم : لم بخطيء هو » ولا أبوه » ولكن لتظهر آآبات الله ٠‏ 

ولكن مع هذا الجواب الواضح لم تحل المشكلة » ولم يقتنع العقل + ولم 
ينف بهذا القول الظلم » ولم تحقق العدالة ٠‏ 

ولقد نطرق المعتزلة الى هذه المسألة في بحث « المسؤولية » فرأى بشر بن 
المعتمر شيخ معتزلة بغداد أن الطفل غير مسؤول عن أعماله » وان الله قادر على 


أن بعذبه » ولكنه لو فعل ذلك لكان ظالما ابأه + 
2 )"مه 


الحبر , والاحتبار . والكسب 


أفعال الانسان ب كل انسان ‏ تقسم الى زمرتين : خير » وشر » فمن أين 
جاء الخير ؟ ومن أبن أتى الشر ؟؟ 

لقد انقسم الناس في الاجابة عن هذا السؤال الى فئات متعددة » ولكن 
هذا الانقسام ‏ على تشعبه وكثرته ‏ بكاد ينطوي » أو ينحصر في فئتين ركسيتين: 
هما الجبرية والمفوضة » وتأتي بعدهما القدرية ٠‏ 

فالمموضة قولون : ان الله خلق الانسان » وأودعه العقل المدرك المميز » 
وخلق الخير والشر » وأوضح له طريقهما » وترك له حرية الاختيار » أي «فوض» 
اليه أمر نفسه ٠‏ 

ودليلهم وحجتهم : 

ألم نجعل له عينين » ولسانا وشفتين وهديناه التجدين2©20 

؟ ‏ فمن شاء فليؤمن » ومن. شاء فليكفر ٠‏ 

ماب وقل اعملوا فسيرى الله عبلكم ورسوله ٠‏ 

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ٠‏ 

ه ب وما الله يريد ظلما للعباد ٠‏ 

وت يريد الله بكم اليسر ولا يريد يكم العسر ء* 

7 | من يعمل سوءا يجز به ء* 

هل اليوم تجزى كل تفس بما كسبت ٠‏ 

به هل حزاء الاحسان الا الاحسان ٠‏ 





. النجدين : طريقا الخير والشر‎ )١( 


8ه” سدم 


٠ ل وما منع الناس أن يؤمنوا اذ جاءهم الهدى‎ ٠١ 

٠ فما لهم لا يؤمنون‎ ١ 

اح فما لهم عن التذكرة معرضين ؟ 

+ ب سارعوا الى مغفرة من ربكم‎ ١ 

والمجبرة يقولون : ان الله خلق الانسان » وخلق الخير والشر » وان أمور 
الحياة لا تقوم بالخير لوحده » وان الشر لابد منه » والانسان مجبر على أعماله 
المختلفة من خير وشر » وليس له حق الاختيار * 

والقدرية لا يختلفون أصلا عن المجبرة فهم يقولون : ان كل ما يأتيه 
الانسان من عمل خيرا كان أم شرا مقدر عليه من الله سايق له » أو كائن 
معه « آمنت بالقدر خيره وشره من الله » ٠‏ 

وحجة هؤلاء ودليلهم : 

١ل‏ من يهد الله فهو المهتد » ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ٠‏ 

؟ ب ولو شاء لهداكم أجمعين ٠‏ 

م ولو شاء ريك لجعل الناس أمة واحدة ٠‏ 

4 ما أصاب من مصيبة في الارض » ولا في أتفسكم » الا في كتاب من 
قبل أن. نبرأها » ان ذلك على الله يسير ٠‏ 

هل ولو شاء ريك ما اقتتلوا ٠‏ 
د ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا » واتبع هواه » وكان أمره فرطا ء* 
7ل ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها 
٠‏ + - قل ما ينفعكم نصحي ان نصحت لكم » ان كان الله يريد أن يشويكم» 

هو ربكم » واليه ترجعون ٠‏ 


عن 4686 عه ج66 


د ل ومن يضلل الله فما له من هاد - 

١١‏ ل فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام » ومن برد أن يضد 
يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد في السماء ٠‏ 

+ .رزقكم في السماء وما توعدون‎ ١ 

؟٠١‏ ل وتفس وما سواها » فألهمها فجورها ؤتقواها ٠‏ 

م١‏ لا حول » ولا قوة الا بالله ٠‏ 

14 - وجعلنا على قلوبهم أكنة ٠‏ 

٠١‏ سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا » ولا حر"منا 
من شيء ٠‏ كذلك كذب الذين من قبلكم ٠٠‏ 

. قل قلله الححة اليالغة ولو شاء لهداكم أجمعين‎ ٠ 

٠ ل والله خلقكم وما تعملون‎ ٠7 

- قل لن بصيبنا الا ما كتب الله لنا ٠‏ 

لقد سميت هذه المشكلة » بالجبر والاختيار وحرية الارادة » والقضاء 
والقدر واعتبرت مشكلة المشاكل » وحار فيها الفلاسفة ٠‏ وقال بها اليونانيون» 
قبل أن فلسنها المعتزلة ٠‏ فالابيقوريون يرون أن الارادة حرة في الاختيار » 
والرواقيون يرون أنها مجبرة على السير في نهج لا تقدر أن تتخطاه ٠‏ 

* د عو ٠‏ 

الفيلسوف سبينوزا يبقول : ليس في تقييد ارادة الانسان ما يهبط بأخلاقه» 
بل ان ذلك ليسمو بها الى مستوى رفيع » لانه يعلم الانسان ألا يحقتر أحدا » 
وان لا سخر من أحد » وآلا يغضب » أو يحقد على أحد ٠‏ 

الناس ‏ في الواقعم ‏ براء مما يقترفون من آثام » لانهم لا بعرفون ما 


ساكو" لد 


يفعلون » لذلك يجب علينا أن لا نصب جام غضبنا ,على المجرمين » فان أنزلنا 
بهم العقاب لسلامة المجتمع فليكن. ذلك مشويا بروح الرحمة والعطف والتسامحه 

هذا وان اعتقادنا بالجبر يقو“ي من عزائمنا اذا ما كشرت لنا الايام عن 
أنيابها » لاننا سنعلم أن ما يأتي به الدهر هو تنيجة لازمة لقاتون الكون » ان 
خيرا » وان شرا » فيكفي أن نعلم في يقين ثابت أن. كل شيء في العالم انما بقعم 
بأوامر الله الخالدة التى لا تتغير » ولا تتبدل ٠‏ 

ان ما نلقاه من حظل عاثر لم يجيء اعتباطا » ولا مصادفة » بل هو جزء من 
بناء الكون المحكم » ولا بد” منه لكي يتم الانسجام والانساق ٠6200‏ 

وروي عن علي بن أبي طالب قوله : كنا في جنازة ببقيع الغرقد » فأتى رسول 
الله » فقعد وقعدنا حوله » وبيده مخصرة » فجعل ينكت الارض بها » ثم قال : 
ما منكم من أحد الا وقد كتب مقعده من الجنة » أو النار » فقلا : يا رسولالله 
أفلا تتكل على كتابنا ؟ قال : اعملوا فكل ميسّر لما خلق لهء أما من 
كان من أهل السعادة فسيصير الى عمل أهل السعادة » وأما من كان من أهل 
الشقاء فسيصير الى عمل أهل الشقاء » ثم قرأ : وأما من أعطى واتقى وصداق. 
لفق شه الليتترق 4 وانا من يفل + واتحفين 4 و كسد بالحسنى » 
قسنيسره للعسرى ٠ ٠‏ 

فاذا أتعمنا النظر بهذا الحديث وجدنا أوله كيه الى القول بالجبر » وما 
بقي منه يتجه الى القول بالعمل والكسب ويأمر به ٠+‏ وينتمي الى آيات قرآنية 
ترشد الى أن الله ببسر اليسرى لمن أعطى واتقى وصداق بالحسنى » ويسسر 
العسرى من بخل واستغنى » وكذب بالحسنى ٠‏ فهو يشير الى الجبر » والكسب» 
والاختيار ٠‏ 


. ولد سبينوزا في أمستردام عام 1115 وتوف عام لإ/158 م‎ )١( 
سل لع لد‎ 


ويسالونك !! هل بصح هذا دليلا على مذهب الجير 5؟؟ وان صح © فأين 
العدل :5 . وكيف يكون الثواب والعقاب ؟5؟ 
هل يجبر المرء على فعل الثنر » ثم يعاقب عليه ؟؟ وهل يجبر على عمل الخير» 
ثم يثاب عليه ؟ 
يقول المعري : 
اشهد اني رجحل نساقص الا أدعني الفضل » ولا اتتحل 
جلت كما شاء الذي صافني ‏ فمن يصفلي بجميل يحصل 
فهو هنا جبري يجرد نفسه من القدرة على ابتاء أي عمل » وأنه جاء الحياة 
كما شاء الصائع » وأن من يصفه بخير » أو شر فانه محال يذلك على الصانع !! 
وف موضع آخر نجده ينفي الجبر ويكوب القائلين به » وينعتهم بالجهالة: 
زعم الجهول » ومن يقول بقوله :2 ان المعاصي من قضاء الخالق 
لو كان حقا ما زعمت » فام قضى< هد الزناة » وقطع كف السارق 
وجاء للخيام : 
رب كسوز مشسلووه نبذوه | رفع الصوت طالب الاتصاف 
رب ماذا جنيتسه الأنسي عند صنعي أهترزت يد الخراف؟؟ 
ورب سائل يقول : ماالفرق بين الجبر » والقول بالقدر ؟ 
هنالك من يروتهما واحدا » لا فرق بيتهما ٠‏ 
ولكن هتاك فرق واضح بينهما » فالقدر هو القول : بأن الله قد”ر أعمال 
كل انسان من خير وشر منذ أوجده » أو قبل ايجاده ++ « كل ذلكفيكتابمنقبل 
أن نيرأها » ٠‏ 
والجبر هو القول : ان الله خلق الانسان غير مختار » فهو اذن مجبر على 
القيام بأعماله على اختلافها *٠٠‏ « ونفس وما سوتاها فآلهمها فجورها وتقواها». 
+ د عو 
ل# الو" مه 


نجهم بن صفوان وأتباعه القائلون بالجبر المطلق يرون أن كل أفعال الناس 
واقعة يقدر من الله » وليس الانسان الا محلا لا يجريه الله » وان الانسان 
والحماد سواء لا يختلفان الا في المظهر ٠‏ فمظهر الانسان أنه مختار » وفي الحقيقة 
لا اختيار له » أما الجماد فمجبر مظهرا وحقيقة » والافعال تنسب الى الانسان 
مجازا كقولنا كتب فلان وأحسن وأساء » وهي مجازات كقولنا أثمرت الشجرة 
وطلعت الشمس » فالافعال جبر » والتكليف 1 » والثواب والعقاب جبر ٠‏ 

ومن أدلتهم : ان كان الانسان موجدا لافعاله وخالقا لها وجب أن تكون 
هناك أفعال لا تجري على مشيئة الله واختياره » ويكون هناك خالق غير الله » 
وفي القرآن : الله خالق كل شيء » والله خلقكم وما تعملون ٠‏ 

والمعتزلة قالت : ان ارادة الانسان حرة » وقدرته تخلق ما يعمل © وفي 
استطاعته أن يفعل » والا يفعل » وهو مختار ٠‏ فان كان حرا كان مسؤولا » 
وان فقد حريته زالت عنه التبعة ٠‏ 

وهذا الاختلاف نشا في الاسلام عن اختلاف ظواهر النصوص » وتباين 
الادلة العقلية ٠‏ 

فالله ‏ كما ورد في القرآن ‏ يطالب الناس بالعمل ويأمر وينهى » ويثيب 
على فعل ما أمر» ويعاقب على الاتيان يما نهى » ويعد ويوعد » ويسأل العصاة 
لضت الى كرا 1ه 

فكيف يعقل بعد” أن نقول انه لا أثر لقدرة الانسان أصلا » ولو لمتكنله 
قدرة لما كان معنى للطلب » وللثواب والعقاب » وكان التكليف تكليفا بالمحال ٠‏ 

ومن ناحية آخرى » اذا كان العيد خالقا لافعاله ترتب عليه تحديد قدرة 
ا ا ل 00 
العالم » والشيء الواحد لا يمكن أن تتعاون عليه قدرتان ٠‏ ولا يمكن أن يكون 


سايةء” مم 


بعضه بقدرة الله » وبعضه الاخر بقدرة العبد » والنصوص كلها تشير الى شمول 
قدرة الله ٠‏ 

فالفريقان ‏ الجبرية والمعتزلة ى يصور كل منهما النصوص التي تخالف 
رأيه تصورا ينطبق على مذهبه » ويتأولها تأويلا يتوافق مع ما ذهب اليه ٠‏ 

فالمعتزلة كما كان صعبا ومستحيلا عليهم أن يحدوا من ارادة الانسان » 
كان صعبا عليهم أن ينسبوا الظلم الى الخالق وانه يعاقب أو يثيب على ما قدرهء 
وأجبر الانسان على سلوكه واتيانه ٠‏ 

ناظر ثمامة بن الاشرس المعتزلي ,بحي بن أكثم بين يدي امأمون في خلق 
الافعال فقال ثمامة : ليست تخلو أفعال العياد من أمور : اما أن تكون كلها 
من الله وليس للعباد فيها صنع » واما أن تكون بعضها من الله » وبعضها من 
العباد » فان زعمت أنه ليس للعباد فيها صنع كفرت » ونسبت كل فعل قبيح لله» 
وان زعمت انها من الله ومن العباد كفرت لانك جعلت الخالق شريكا للعباد في 
فعل الفواحش والكبائر » وان زعمت انها للعباد وليس لله فيهاصنعصرت الى ما 
أقوله.٠‏ 

والجبريون رأوا شنيعا أن تحد ارادة الله وقدرته » وان يكون له شريك 
في الخلق' والابحاد ٠‏ 

وجاء الاشعري بالقول « اله كحل وسط.» ويعني به الأقتران 

العادي بين القدرة المحدثة أي قدرة الانسان » والفعل » فالله أجرى العادة بخلق 
: التعل عند اراقة العنه وقدوعه ‏ له بقدرة العبد وارادته فهذه القدرة هي الكسبء 

وهذا القول هو شكل جديد في التعبير فقط عن الجبر فهو يرى أن القدرة 
الحادثة لا تؤثر في المقدور وهناك رأي ثالث يقول : ان العالم كله مبني على 


عت 147 قم 


أسياب' ومسبيات وارادة الانسان خاضعة لاسباب فاذا أرادت فلاسباب » وإذا 
لم ترد فلا"سياب أيضا » فالعمل الذي تعمله تتيجة أمرين : أسباب خارجية » 
وارادة منا » وارادتنا الداخلية معلولة لهذه الاسباب فاذا نظرنا' الى الاسباب 
الخارجية قلنا : الانسان مجبور » واذا نظرنا الى الارادة وحدها قلنا : الانسان 
مختار » وبهذا يمكن التوفيق بين الابات والنصوص المختلفة © ء 

أما المكزون فلا يقول بالجبر » وقد يشنكع على القائلين به » ويقول : ان 
عبيد اللات ‏ الصنم ل خير منهم : 

عبيد اللات فيما جاء عنهم ) يسبون الاله بشفوي علم 
وآما « المجبرون ) فعن يقلين يسبون الاله يكل ظلسم 

أي أن الجبرية يسبون الشر وفاعله » فاذا كان الفاعل مجبرا من الله على 
فعله » أقما يكون سب الله ظلما وعدوانا ٠‏ 

ولهذا يقال : ان القول بالجبر يعطل منطق الثوابٍ والعقاب » ويلحق صفات 
«الظلم» بالحق » ويسليه صفات «العدل)» ٠‏ 

وقال بعضهم : التوحيد » لا جبر » ولا تفويض * 

ليس الانسان مجبرا على الشر لثلا يكون مظلوما اذا عوقب على فعله » 
ولئلا يكون الخالق ظالما اذا عاقبه + كما أن الانسان ليس متروكا مفوضا يفعل 
ما يشاء » < أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا » وأتكم الينا لا ترجعون ؟ » ولكنه 
عرفه طريق الخير والشر » وزوده :بالاستطاعة » والمعرفة والعقل « ألم نجعل له 
عينين » ولسانا وشفتين » وهديناه النجدين » فلا اقتحم العقبة ٠»‏ 

ويقولون لك : كيف يوفق الجبري ‏ القدري ‏ بين ما يعتقده من أن 
أعماله مقدرة عليه » وانه مجبر على اتيانها وبين قول القرآن : واذا سألك عبادي 

3 الف 


عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان » فليستجيبوا لي » وليؤمنوا بي 
لعلهم يرشدون ٠‏ 
فما فائدة الدعاء ؟ وكيف يجاب اذا كان كل شيء مقدرا » وكان المرء عليه 
مجبرا ؟ 
يقول المكزون والشاهد في البيت الثالث : 
تا الله ما آمن بالله من لم يسلم الاخيار من شسيره 


1 
ولاوفى لله بالهمد من 
ويقول : 
أن كأن « فعلي .» له (« مرادا » 
ولم « دعاني » الى أصور 


وافق غدارا على غدره 


أن يجعل « العدوان » من أمره 


فام دما قد ( أراتع )) تعصسى 5 
مني لها ( الخلف ») لبس بحصى؟ 


وهذا موافق لرأي المعتزلة لانهم يقولون : ان كان الله خلق أفعال العياد 

فهو اذا لا يرضى يما فعل » ويغضب مما خلق » ويكره ما دير ٠‏ 
٠‏ 000 

لم يكن القول بالجبر » أو بالاختيار بعيدا عن العقلية العربية في جاهليتها » 
فقد جاء للبيد العامري هذا القول : 

من هداه سبل الخير اهتدى ناعم البال » ومن شاء اضل 

وهذا مطايق لما جاء في هذه الاية : 

« من يهد الله فهو المهتد » ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا » ٠‏ 

وقال الاعثى : 

استاثر الله بالوفاء وبالعد ‏ ل »2 وولى اللامة الرجلا 

وف سفر « اليوبانيشاد » صلاة هندية قديمة تقول : 


ات ع#ا”ا 


اذا ظن القاتل أنه قاتل » والمقتول أنه قتيل » فليس يدريان ما خفي من 
أساليبي » حيث أكون الصدر لمن يموت » والسلاح لمن يقتل ٠‏ وحيث أكون لمن 
يشك بوجودي كل شيء حتى الشك نفسه » وحيث أكون أنا الواحد » وأنا 
الاشياء ٠‏ 

ويقال ان للجبر جذورا ف اليهودية والمسيحية 2١7‏ ولكن الدكتور عبد 
الحليم محمود يقول ما ملخصه : 

ان الذي مكن للقول بالجبر في الاسلام » وعمل على اشاعته بين عامة 
المسلمين هم بنو أمية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان” فان استيلاءه على 
الخلافة كان في نظر أكثر المسلمين مخالفا لاصول الخلافة » وخروجا على قاعدنها 
الديموقراطية « الشورى » ٠‏ وان الملابسات التي رافقت « التحكيم » والدور 
الذي لعبه عمرو بن العاص كل ذلك كان معروفا عند المسلمين » لذلك أراد 
اللماكموق أن سؤة نيل النامة (والذهناء :اق كل عركة من نوات الاثسان + 
وكل ما في الكون انما يتم بقضاء الله وقدره » وان الانسان مجبر لا مخير فيما 
بأتيه من الاعمال » وان الخلافة ‏ بناء على ذلك جاءت بقضاء من الله وقدره» 
وهذا القول «برر اتنقال الخلافة الى يزيد وأمثال يزيد » وجعلها ملكا عضودا 
متوارثا » بعيدة عن رآي المسلمين واختيارهم وشوراهم ب وأمرهمي شورى 
بينهم ب كما يبرر كل ما يقوم به“الطغاة والمستبدون الظالمون من المظالم ٠‏ 

يقول الجاحظ : ان معاوية حول الخلافة الى ملك كمسروي »© وغصب 
قيصري » 20 ٠‏ ش 
(؟) الفكر الفلسفي في الاسلام . وضحى الاسلام لاحمد آمين الجزء الثالكث ص ١8م‏ 


لوف رسالة 'الحاحظط قِ بني أمية المنشورة ف الجزء الثالث من عصر المأمون 3 


5 


روي أن معيدا الجهنى » وعطاء بن سيار جاءا الى الحسن البصمري 7 
وسألاه قائلين : يا أبا سعيد : ان هؤلاء الحكام والملوك يسمكون دماء المسلمين 
وبأخذون الاموال » ويقولون : انما تحري أعمالنا على قدر الله » فقال : كذب 
أعداء اللهاء 

ومن الطبيعي أن ينشأ عن القول بمذهب الحبر رد فعل في البيئة الاسلامية 
فيقوم من يقول بالاختيار ء وان الانسان حر مختار فيما يأتي » وفيما يدع ٠‏ 

وأول من قال بحرية الارادة 4 واثيات الاختيار ف ذلك الزمن معبد بن 
عبد الله الجهنى « لا قدر » والامر أتف » فقتله الحجاج سنة ٠م‏ ه ٠‏ 

ثم تلاه غيلان بن مروان » أو ابن مسلم الدمشقي » وكان يقول : « القدر 
خيره وشره من العيد > 20 ردا على القائلين : القدر خيره وشره من الله فقتله 
هشام , بن عبد الملك ء* 1 

وهكذا نرى أن لهذه 0 ضحاباها كغيرها من الافكار اذا وقامت ف 
سبيل السياسة والاطماع 29 

خد 6د 6و 

كان جهم بن صفوان من المفرطين في القول بالجبر كما كان غيلان الدمشقي 
(1) يعتير الحسسن البصري رأس المدرسة البصرية للاعتزال » وأشهر تلامذته واآصل 
ابن عطاء » وعمرو بن عبيد ؛ وهما قطبا المعتزلة في عصرهما . 
() الشهرستاتي ص 1117 طبعة بدران ٠.‏ . 
(؟) في عهد مروان ضرب الامام أبو حنيفة مالة وعشرين سوطنا على رأسه لانه أبى 
أن يكون تانجاعا الخرقة .سويد التميون خسن الاي دان رمات« ميحييية 


لانه بابع عبد الله بن الحسن بن علي > 1 
الخلمت تحتفه لانه أفتى ان يمين الكره لا طلم 

وفٍ سنة 9١؟‏ ضرب المعتصم الامام ا بن حنيل ثمانية وثلاثين سوطا 
لتصلبه بايمانه . 

وفي سنة 165 نفي البخاري © وعذب لرفضه أن بخص أولاد الحاكم دون 
غير هم بسماع دروسة ٠‏ 


5-7-3 


مغرطا في القول بالاختيار » وكان الجعد بن درهم مؤؤدب مروان بن محمد اخر 
خلفاء بني أمية من المفرطين في القول بالجبر أيضا ٠‏ 

ومذهب الجبر ‏ كما يقال ليس بعقلي لانه يقول بالجبر » ولا بنصي 
لانه يقول بالتعطيل ‏ تعطيل الادارة والكسب ٠‏ 

فالانسان لا يقدر على شيء » ولا يوصف بالاستطاعة ٠‏ لا قوة له ٠‏ ولا 
ارادة » ولا اختيار » وانما الله يخلق الافعال فيه ٠‏ 

ويقول الحلاج : كما لا يملك العبد أصل فعله كذلك لا يملك فعله ٠‏ 

وجهم بن صفوان هذا كان يقول بفناء الجنة والنار لاستحالة تصور حالة 
لا تتناهى اخرا » كما لا يتصور حركات لا تتناهى أولا » حتى يكون الله اخرا 
لا شيء معه » كما كان أولا لا شيء معه (© ٠‏ 

ويعتقد الشيعة أن أفعال العباد. صادرة عنهم باختيارهم » وليسوا بمجبورين 
عليها » وانها ليست فعلا. لله » ولا مخلوقة له خلق تكوين » بل خلق تمكين » 
بمعنى أن الخالق خلق في الانسان القدرة على الفعل وتركه » وخلق فيه الجوارح 
التي يقدر بها على الفعل » والادوات التي يتوصل بها اليه ٠‏ ولو شاء منعه لمنعه» 
وبين له طريقي الخير وامره باتباعه » وطريق الشر ونهاه عن سلوكه » فاذا عصاه 
فبسوء سلوكه » واذا أطاعه فبتوفيقه واقتداره ه 2 ' 

والمكزون يقول بالاختيار * 

هئلا سبيلا « رشده » و «غيه) | «(مخيرا» فيما يرى وما يذر(؟). 

حتى اذا جاز بظلم نشسه ميلا الىالجور عالعدل» «جير)» 





. مقالات الاسلاميين للاأشعري‎ )١( 
: (؟) ويمكن أن تكون صحة البيت هكذا‎ 
' هدي سبيلي رشده وقيه-) مخريا فيمبا يرى وما يت‎ 


ع 16 سب 


فمذهب الاختيار يرى الارادة حرة » حرية مطلقة » لا يضطرها أي سبب» 
ولا علة » وان الاستطاعة والمعرقة حاصلتان للعبد قبل الفعل » فاذا وقع الفعل 
فانما يقع بارادته ومعرفته » ومذهب الجبر يرى أن ارادة الانسان واختياره 
تيجة لازمة لاسباب سابقة ٠‏ وانه لا الختيار له أصلا * 

ويتساءلون : 

اتنا نطيع القانون الاخلاقي فهل. يعني هذا أن ارادتنا حرة ؟؟ 

أم أننا مضطرون بمقتضى الطبيعة أن نعمل ف الحالة المعينة عسلا خاصا 
بحيث لا نستطيع أن نعمل غيره ؟؟ 

هل ان 'ارادتنا معلولة بعلل فاذا حصلت العلة حصل المعلول ؟؟ 

أم اتنا اذا عزمنا على اتيان عمل وان كنا نشعر أننا أحرار فيه فليس 
ذلك الا تنيجة لازمة لاسباب تسبقه وتستلزمه ؟؟ 1ْ 

يقول المكزون : 

فلو كانت ارادتسه تعهسالى (رادئا لتم لما المراد 
وما اختلفت دواعينا وكان آل صلاح بهاء وما حصل الفساد . 
ومن احتجاجه على القائلين بالجبر » وتدليله على صحة القول بالاختيار : 

قل لمن قال : ان باري البرايا2 ليش في خلقه مريد سواه 
من ترى أن أراد بالعبد سوءا راح في العبد كارها ما قضاه 
اتقوا الله » ذاك أمر محال أن يرى ساخطا رضاه ء رضاه 
واذا لم يكن ٠٠‏ فقد ثبت الفما 20 لى لعبد » ومان في مدعساه )١(‏ 
)١(‏ في بعض النسسخ : ومان فيما ادعاه » وفي البعض الاخر : ومان في منا ادعاه » 


ولا يخفى الفارق بين ما المصدرية وما الموصولية من حيث المعنى .. ولعل ما أوردتاه 
في المتن هو الاصح .. 


ساكامات 


ويقول المعتزلة : ان الله لا يؤصف بالقدرة على الشر » لان القبح اذا كان 
صفة ذاتية للقبح ففي تجوير وقوع القبح منه قبح ٠‏ 
ومن آراء أبي الهذيل العلاف20 ان الارادة التى تفهمها في الانسان صفة 
من وظيفتها ترجبح أحد طرف المقدور فاذا أردت القراءة » أو الكتابة مثلا فقد 
رجحت القيام بهما على عدم القيام » وكانت القراءة والكتاية » وعدمهما مقدورين 
لى » وف القرآن : < انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون © فقد , 
نسبت الارادة لله » ولكنها لا تفسر » كما فسرت في الانسان لان ذلك محال »" 
لان ترجيح الشيء » وترتيب الفعل عليه طارىء » وطروء الشيء على الله بعد 
ان لم يكن محال ٠‏ 1 ش 
ويقال : أن الله مصدر الكمال والخير » ولا مكون مصدر النقص والشر » 
وان ما نرى من الشر والنقص والرذيلة ليس هو في حقيقة الامر الا امتناع للخيرء 
أي أنه ليس شيئا ايجابيا في ذاته له حقيقة واقعة » بل هو نقص في كمال الشىء » 
وبعد عن مرتبة الخير الالهي ٠‏ 
والانسان المزود بالعقل » ولديه الاستطاعة والقايلية مسؤول .عن أعماله. 
العقل في جومسره واحسسد وعئسه ييدو اللفع والضر 
امثل ضياء الشمس في بدرصطا برد » ومئه في الشرى الحر() 
)١(‏ هو محمد بن الهذيل العلاف من موالي عبد القيسس ولذذفلك هال له الغبدي 
ولد عام ١١6‏ أي بعد ثلاث سنوات من قيام الدولة العياسية ومات سنة مم؟ 
فيكون قد عمر نحوا من مئة عام كان وحيدا في البيان وجيد الكلام ناظز صالح بن 
عبد «القدوس فأفحمه فمدحه صالح بعدهنا وهو أول من نظم مبادىء الاعتزال » 
وهو استاذ المأمون في هذا المذهب »© واول من ادخل الفلسفة اليونانية الى 
الكلام الاسلامي ويعتبر مع اتباعه طليعة الفلسفة الاسلامية التي أعطت الكندى 
وابن سينا والفارابي . ١‏ 
ولذلك نرى أن في ثقافة المعتزلة ائرا من الثقافة والفلسفة اليونانية » وفي 
ثقافة الشيعة ثرا من الثقافة الفارسينة » أما ثقافة الخوارج فهي ثقافة عرييضحض 
() المكزرون . 
ش 5-7 


فالعقل بالنسبة للعباد وآفعالهم المختلفة يشبه ثور الشمس الذي يعطي 
القمر برودة كطبيعته » ويظهر حرارة في الارض وهو بطبيعته وجوهره واحد » 
وانما أعطى للبدر 6 والتراب طبيعتهما * 1 ش 
ولكن المكزون يمن بالقضاء في البيتين التالبين : 
ولا تحذر الامر الذي هو صائر اليك » فمنه عنك لن يغني الحذر 
وكن عالا أن لا فرار من القضا وآين يفر أكرء ممن له الامبر 
ومن بالكسب بالبيت الآني وكل هذا في قصيدة واحدة ٠‏ 
ولم يسع في الدنيا لبيب لغير ما من الله في الاخرى يحاز به الاجر 
ولعلنا في الجزء القادم نوضح هذا ( الاختلاف » ف القضية الواحدة عند 


٠ المكزون‎ 


186" لد 


وحدة الوحود ! ؟ . 


لعل مسألة القول بوحدة الوجود هي مشكلة الصوفية الكبرى » ويأتني 
بعدها مشكلة ثنائية الشريعة والصفات بالنسبة للبيئة الاسلامية ٠‏ 

ولأهمية هذه المسألة في الفلسفة » وفي التصوف » ولا لها من دور كبير 
في التاريخ » ولما لقيه الكثيرون من الصوفبين من العذاب والاضطهاد والقتل في 
سبيلها » وللموقف السلبي المتشدد الذي يقفه علماء الفقه والشريعة منها » رأينا 
أن تنناولها بشيء من التبسط » والتدرج التاريخي ثم نرى رأي المكزون فيها ٠‏ 

ويمكننا أن نقول : إن هناك عددا وأنواعا من « الوحدة »6 ٠‏ 

١‏ وحدة قبل الدهر وهي وحدة الخالق » وعي وحدة غير مستفادة من 
الغير » وحدة الاحاطة يكل شيء » والحكم على كل شيء » ويضيف القائلون 
بمذهب وحدة الوجود الى هذا قولهم : انها وحدة تصدر عنها الأحباد في 
الموجودات » والكثرة فيها ٠‏ 

.اس وحدة مع الدهر » وهي وحدة العقل الفعال ٠‏ 

ع وحدة بعد الدهر » وقبل الزمان » وهي وحدة النفس ٠‏ 

وحدة مع الزمان » وهي وحدة العناصر والمركبات ٠‏ 

ومتى عرفنا أن الوحدة الاولى غير مستفادة من الغير » لانها وحدة الخالق 
فبداهة يجب أن نعرف أن الوحدات الثلاث مستفادة من غيرها لانها دون الخالق٠‏ 

وقبل الدخول في التفصيل نريد أن نجمل القول في تعريفها ٠‏ أي تعريف 
وحدة الوجود ٠‏ 

القائلون بوحدة الوجود فريقان : 


0ك 


وطخ" ب 


الاول برى أن الله روحا والعالم جسما لهذه الروح ٠‏ 
والثاني يرى جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الحق فكل 
شيء هو الله 21 ٠‏ 

ش عاد عار عنر 

التاريخ : 

في الفيدا9؟ ان البرهمة تقوم على وحدانة الله » أي تؤمن أنه لاشريكله» 
وقد صدرت عنه كل الموجودات » وسرت روح منه في الجماد ؛ والنبات » 
والحيوان ٠‏ فالموجود بحق هو الله وحده » وليست هذه الكائنات الا مظاهر منه 

والركن الثاني في البرهمة هو تناسخ الارواح ؛ وعودتها الى مصدرهاً 
الاول ٠‏ 

والفيلسوف أريجينا» يعتقد أن الله هو بدء الاشياء ونهايتها » وانه روح 
خالصة مجردة لا تحدها حدود » ولا تميزها صفات » وقد اتخذ هذا العالم 
وسيلة يبدو فيها ويعرف وكل ماني الوجود من أشياء قد انبثق عن الله انبثاقا » 
ولا بد أن ينتمي المسير بهذه المخلوقات كليا الى حد تبلغ عنده الغاية المنشودة 
فتعود الى الاتحاد بالله من: جديد ٠‏ ويقرر هذا الفيلسوف أن الله ومخلوقاته » 
وهذا العالم :الذي هو وسيلة ظهوره » كل ذلك شيء واحد + وان كل محاولة 
لفصل الله عن مخلوقاته باطلة ٠‏ الا أن تكون على سبيل المجاز ٠‏ 

كما يعتقد أن الكلي هو الحقيقة الاساسية الاولى » ثم نشأت عنها 
الجزئيات أي الانواع ثم .الافراد ٠‏ فالكليات هي عناصر الوجود الاصلية » وهي 
)١(‏ معجم لاروس . اي 
(؟) اسقار الفلسفة الهندية . 


(؟9) ولد اريجينا عنام .م م في أبرلندة وتوفي عام .الم م ٠.‏ 


779 عه 





لذلك أسبق في الوجود من الاشياء الجزئية المادية ٠.٠‏ ويقول كلما كان الشي»ء 
أكثر شمولا كان أمعن في حقيقة وجوده ٠‏ 

ولا كانت فكرة الله أوسع الكليات شمولا كان هو أسمى الكائنات » 
وليست المخلوقات على اختلاف أنواعها وألوانها الا صورا يتمثل فيها الخالق» 

خ#د د 6ن 

والفيلسوف « يرنو » يرى أن هذا الكون اللانهائي المتحد تشرق عليه 
قوة لا نهائية واحدة لا تختلف في مكان عنها في مكان آخر ء ومجموح هذا 
الكون بكل ما قيه هو القوة اللانهائية المذكورة ٠‏ 

فهذه القوة هي مصدر كل شيء وسبب كل شيء » الله هو الكون وهو 
في نفس الوقت منشئه ومكو”نه ٠‏ 

وكل شيء ف الوجود ‏ انسانا وغير انسان ‏ مرآة صافية محلوة تنمكس 
فيها صور العالم بعنصريه : عنصر العقل » وعنصر المادة » وكل ذرة بالغة ما بلغت 
من الدقة والصغر تمثل الله » وتعلن عن وجوده بظهوره فيها » وهي جسدية 
وروحية في آن واحد لانها صورة من الخالق + 

وكل شيء في الوجود يتبع في سيره ومسلكه قانونه الخاص به » وهو 
في تمس الوقت سير وفق قانون عام” ينتظم العالم بأسره » كما يدور 
الكوكب حول محوره » وحول الشمس في وقت واحد ٠‏ 

وف « الويدانت » : الاخلاق الهندية : 

هذا الكون كله ليس الا ظهورا للوجود الحقيقي الاساسي » وان الشمس ., 
والقمر وجميع جهات العالم » وجميع أرواح الموجودات أجزاء ومظاهر لذلك 
الوجود المحيط المطلق ٠‏ ان الحياة كلها أشكال لتلك القوة الاصلية ٠‏ ان الجبال 


والانهار » والارض كلها » تفجر من ذلك الروح المحيط الذي نستقر ف سائر 
الاشياء 290 ٠‏ | 

وف « الويدا » أيضا ايضاح للصلة بين الكون و.« برهما »© 5 أدى الى 
الاعتقاد بوحدة الوجود + وان الكون انبثق من الله » وفي مبدا « الانطلاق » 
يمكن أن يعود الانسان الى القوة التي انطلق منها » ويتحد بها ٠‏ فالقوة العظيمة 
التي في العالم يجب التقرب اليها بالعبادة والقرابين » وهذه القوة هي « براهما » 
وان الانسان هو القوة أو « البراهما » 

فالكون فيه روح واحدة تسكنه » ومعنى واحد تحققه سائر الموجودات 

تحقق الكلمات. المتعددة المعنى الواحد » أو الفكرة الواحدة » وكما بحقق 
الرسام والموسيقي والنحات » والاديب » والشاعر والمغنتي » المعنى الواحد في 
سيل من المخلوقات » والعطاءات الفنية + 


د ب 
وكان القديس بولس .يشير الى الحلول يقوله : في الله نحيا » وفيه تتحرك, 
وفيه تكون ٠‏ 
١‏ * عد بن 


ويرى أوغسطين الفيلسوف :0 ان ارادة الله اتجهت منذ الازل الى خلق 
العالم » فآخرجه من العدم اخراجا » وأنشآه انشاء بعد ان لم يكن ؛ وقد خلقه 
خلقا دون أن ينبثق عنه » أو منه » ولقد بدا الخلق المادي حين خلق الزمان » اما 











210-21 ويدانت ص‎ )١( 
. من أب وثني وأم مبسيجية‎ 


أ ااي 3-4 


الله فليس'له زمان » ولا مكان90© ٠‏ 

وقد نم خلق :العالم على دهور متتابعة ٠‏ وليست الايام الستة التي قال موسى 
ان الله قد أتم فيها الخلق (2© الا درجات متعاقية من الكمال تتابمت على الكون 
في مسيره » ولله قوة مطلقة تسيطر على الكون بآسره فلا بحدها شيء » وهو 


قمّال لما يريد » لا يخرج شيء عن هذه الارادة » واذن : فهو العلة لكل ما يقم 
عاد عار عن 

رى النظام شيخ المعتزلة ان العالم خلق دفعة واحدة » وكل ما ف الامر 
ان التأخر منه ف الزمان كامن ف التقدم » فالتقدم والتأخر انما يقعان ف الظهور 
من الكمون دون الحدوث والوجود ٠‏ 

قلنا ان نظرية وحدة الوجود ذات جذور تاريخية ممتدة في أعماق التاريخ 
.وأوردنا شيئًا من ذلك فيما تقدم وهذه النظرية اتنقات الى التصوف الاسلامى 
وتال بها الكثيرون من رجالاته29 ٠‏ ش 
)١(‏ تتميز في مسألة الخلق والتكوين 3لنظريات التالية : 

٠. نظرية النر © أو الذرة‎ . ١ 

؟ ‏ نظرية القبضتين ٠‏ 

“ ل نظرية الابوين الاولين ٠‏ 

؟ ل نظربة الاخراج من العدم . 

ه ‏ نظرية الانبثاق ٠00.‏ 

. س نظربة. الفيض‎ ١ 

7 س نظربة العقل: الفعال . 

- نظرية اللزوم ( وتعني أن الله خلق العالم بطريق اللزوم عن ذاته كما 
يلزم الشمسن التور ) . 

ويقولون : آن نظرية الذر تعني الارواح لا الاجساد © ونظرية القبضحين تعني 
الاحساد لا الارواج 04 ونظرية الابوين الاولين تعني الارواجح والاجحسساد 4 ونظرية 
الانبثاق والفيض والاخراج من العدم لكل الموجودات © ونظرية العقل الفمال 
للواسطة .. ولكن يجب أن بفهم ان الانيثاق منه لا عنه © والفيض عنه لا عنه . 
(؟) سفر التكوين . ْ 
(6) الدكتور ميد الواحد واني في الاسفار المقدسة ص 1117 - 

3 52 


واتتنقال هذه النظرية الى المسلمين كانت - على ما نرى *أما عن الهند 
مباشرة » وذلك عن طريق الغزو » أو التجارة » أو الرحلات20 » واما عن طريق 
متصوفة فارس لان آكثر متصوفي المسلمين الذين « فلسفوا » التصوف صم 
من الفرس كالحلاج والجنيد » وفريد الدين العطار » وجلال الدين الرومي » 
وداود الاصفهاني » وزوزيهان » وأحمد الغزالي » وناصر خسرو » وسهل 
التستري » ونصير الدين الطوسي » والسهروردي » والكاشاني » والهمذاني 
وكلهم ؛ أو أكثرهم قال بوحدة الوجود ٠‏ 

وتضيف هنا أن بعض هؤلاء ينحدرون من سلالات مانوية » أو مزدكية » 
أو زرادشتية ٠‏ 

والقول بوحدة الوجود انبئق عن نظرية العشق الالهي » ولم يكتف أصحاب 
هذه النظرية بأن لينم وجودا ذاتيا ممتازا عن الناس » بل اتنهوا الى القول : بأن 
لهم حقيقة أزلية » أو جزءا من حقيقة آزلية » هي حقيقة واجب الوجود ٠‏ 

وانقسم القائلون بهذا المذهب الى قسمين : قسم توثر الرفض » وقسم 
يوثر القبول ٠‏ 

فالقسم الاول يتشرف بنسبة العاشق الى المعشوق ٠‏ | 

والقسم الثاني لا يرى عاشقا » ولا معشوقا » بل شوقا ,تمثل في حنين 
الجزء الى الكل ٠‏ 


وفي مرتبة « الاتحاد » تنتفي « الاثنينية » ولم تعد هنالك « جزئية » 





(6 نشأت صلات وثيقلة بين الهند والعرب قبل الاسلام وبعده » ويمكن القول : 
أن الاسلام أثر في الهندوسية © كما أثرته الهندوسية في السلمين الهنود » فتكون 
طابع اسلامي فيه اتجاهات 'هندوسية © وظهر ذلك في بعض اسماعيليي الهند » 
وفي اتجاهات ( الاحمدية ) واتباع معين الدين شيستي . 


أ[ #7058 سد 


بل تصيح « الانائية والهوية » « كلا » واحدا لا على مبدا « الحلول »6 وائما 
على مبد « الوحدانية » لان « الحلول » خاص » لا عام + 

يقول ابن الفارض : 
متى حدت عن قولي : أنا هي ؟؟ أو أقل ‏ وحاشا لثلي # انها في” حلت 

فهو ينزه تفسه عن « الحلول » وحاشا لمثلي !! ولم يحد ولم يمل عنالقول 
بالوحدة « أنا هي » وبهذا الاسلوب الاستفهامي » الاتكاري +٠‏ التقريري 


ويقول حسن رضوان في أرجوزته : 


وحسبه من ذلك المقصود اشراق نور وحدة الوجسود 
وكل ما سواه نحم آفل بل في شهود العارفين باطل 


فغيره في التكون لا يقال لانه في ذانته محال 

ويقول الكاشاني : 

وان تجلى يصورة أحدته الذاتية كان الله » ولع يكن معه شيء » وبطنت 
فيه الاعداد غير المتناهية ‏ صور الموجودات ‏ بطون النصفية والثلثية والربعية 
في الولحد » فانها لا تظهر الا بالعدد » 

وان تجلى في صور تعيناته ‏ صور الموجودات ‏ ومراتب تجلياته أظهر 
الاعداد » وأنشأ الازواج » وتلك مراتب تنزلاته ب مراتب الالطاف ب وليس 
في الوجود الا هو(» 

+ # ب* 
اللمقارنة : 
والان » وبعد أن استعرضنا تاريخيا بعض الاقوال بمذهب وحدة الوجودء 





. 58 شرح القصوص ص‎ )١( 
أ[ ه756 لد‎ 


وأشرنا الى أصولها التاريخية فقد أصبح لزاما علينا أن نستعرض: آراء. المكزون 
في هذه المسألة التي تعتبر من أمهات المسائل الصوفية لعلاقتها بالله والكون 
والانسان ٠‏ ش | 

ولعل من المفيد أن. نستعرض آراء كيار القائلين بها كالحلاج واليسطامي 
والجنيد » وابن الفارض » وابن عربي » ورد المكزون على كل منهم » وننشيء 
مقارنة بينه وبين بعضهم ٠‏ 

: )١( المكزون والحلاج‎ - ١ 

الحلاج من القائلين بوحدة الوجود » ولقد أدى به اعتقاده هذا الى الموت 
صلبا » فهو يؤكد ان غاية الكائنات جميعا » لا الصوفي وحسب » هي الاتحاد 
بالله أو مع الله » وهذا « الاتحاد » يتحقق بالحب » ويحتاج الصوفي الى عمل 
المي تحويلي ينقل الموجود الى وضعه الأسمى 

ومن أقواله : 

مزجت روحك في روحي كما تمزج الخسرة بالماء الزلال 
فاذا مسك شيء مسني ‏ فاذا أنت آأنباء في كل حال 


جبات روحك في روحصي كما يجبل العثير بالسك الفتق 


»٠»© 








وهي حلج القطن » وهو حفيد رجل زرادشتي »© ولد في 7 تور » جنوب غربيايران 
عأم 511 ه في ؟ ذي القعدة » ومات مصلوبا عام 9.9 ه .. تلقى التصوف على 
ضشهل. التستري » وانتقل ألى بغداد وتتلمذ على عثمان بن عمر المي » وفي 55 ها 
#نصل بالجنيد محمد القواريري العروف بالسائح © والبسه خرقة المرئد بيده . 


ال لك 


سأل الحلاج شيخه الجنيد بعد مصاحبته عشر سنين قائلا : 

الحلاج : آلا تفيدني بكلمة عن التوحيد ياشيخي ! 

الجنيد : التوحيد خارج عن الكلمة حتى يعبر عنه ؟ 

ب الحلاج : ما معنى لا اله الا الله ٠‏ 

00 

الحلاج : وما حقيقته ١‏ 

570056 
كان قبل أن يكون .٠‏ 

ا 

- : التوحيد افراد القدم عن الحدث » ثم الاعراض عن الحدث » 
0 ب أيضا حشو التوحيد » وأما محضه ,ابني فهو الفناء 
بالقدم عن الحدث ٠‏ 1 

الحلاج : هذا توحيد الصحراء يا شيخي ! توحيد تتلاثى فيه العدة 
والفوارق » وتمجى آثار التنوع » فأين نذهب بهذه الكثرة الوجودية المسماة 
بالعالم ؟ ألم يجعلها تعالى تفصيلا لوحدانيته ؟ وفيضا لكرمه ؟؟ أليس هو واحدا 
ف كثرة » أو كثرة مردها الواحد ؟ 

أليست صفاتنا البشرية المتغيرة الرائلة لسان الحجة على ثبوته وصمديته ؟ 


ب الجنيد : الى أين تحاول أن تحرني ياحسين ؟ 
وكان ول : حجب. الله الخلق بالاسم فعاشوا » ولو كشف لهم الحجاب 
لطاشوا !! 
ومن قوله: 


هوية لك في لاثيتىي أبدا كلتي على الكل تلبيس بوجهين,. 


بيني وبينك إ تسي” 52 فارقع بأتيك أنيي” منالبين 


أي ان هونتك في أعماق وجودي فادعاء اضافة كلى الى الكل انما هو وهم 
مزدوج » وان بيني وبينك « اني” » أي ذات هي ذاتي » فارفع بذاتك هذه 


وله: 

ياسر مسر يدق حتى يخفى على وهم كل حي 
وظاهرا باطنا تجلى من كل شيء لكل شيء 
ان اعتذاري اليك جمل وعظم شك » وفرط غي 
يا جملة الكل لست غيري فما اعتذاري اذآ الي” ؟ 


وللحلاج كلمته التي حوكم بشأنها وحكم عليه بالقتل وهي « أنا الحق » 
ولقد أشار ابن عربي الى ذلك » ودافع عن الحلاج بحرارة وايمان » وأوصى 
المتصوفة بصون الاسرار ٠‏ 

ومن فهمم الاشارة فليصنها والا سوف يقتل بالسنان 
كحلاج المحمصلة اذ تبدت له شمس الحقيقة بالتدان 
ش فقال : « أنا هو الحق » الذي لا بغير ذاتنه مر الزمان 0 
ورووا عنه : أن أحد أصحابه مر به وهو على الصليب ققال. متهكما :: كيف 
رأيت الحب با أبا عبد الله ؟ فأجابه : أهونه ما ترى ! 
ومن شعره : 
سبحان من أظهر تاسوته مسر سنى لاهو ته الشلاقب 
ومن بدا لخلقه ظاهرا ‏ بصورة الآكل والشسارب 
شق القسه عاقة: علقدية:_ “كلعطيية العامن. بالخاسض 





6 كتاب الاسرار لابن عربي - الرسائل ب ص‎ )١( 


لالخ د 


وللمستشرق ماسينيون دراسات مستفيضة عن الحلاج » أشهرها كنابه 
عذاب الحلاج ٠‏ 
ولقد رد المكزون على الحلاج » وعرض به في قوله « أنا الحق » » وهذه 
هي قضيته الكبرى + 
من هو أنا حتى اسمّى أنا لست « أنا الحق » سوى أنت 
فب بن كوف كو مسي وأك: الفصيرهة سسضردة 
بدوت لي منك بوصف » وقد جاز علاك الوصف واللعت 


أو قلت : في » وفي سلوا ي » حصرتسسه ف أنه 
أو قلت : عيشنسي عينسلسه فالمجحطز بكرت بعينته 


ويقول الحلاج : 
بيني وبينك إتني؛ يزاحمني 2 فارفع بأتيك إتتيتي من البين 
أي ان بيني وبينك حجابا وحاجرا هو « اني” » الدالة على ذاتي المنفردة 
فارقع وأزل بذاتك ذائي التي تفرد ني عنك 3 فنصيح ذاتا واحدة ٠‏ 
والمكزون يقول : 
وعن طسرب اصفق اذ تغني ‏ باني منك حين دنوت ملي 
ومن حبل الوريد غدوت « ادنى »2 الى قلبي » وانك غنم الي ! 


ويقول الحلاج : 


اءة]7 مم 


فالمكزون والحلاج يلتقيان « بالدتو » ولكن « دنو » المكزون الى 
« القلب » و« دنو” » الحلاج الى « الذات 6 +٠‏ 

ويختلفان بأن الحلاج « يظن » ان ذات الخالق هي « أنه » ذاته نفسه » 
أي ذات المخلوق » أما المكزون فينفي ذلك » ونفرد « الان” » الالهية عن «الان”» 
البشرية » قائلا : وانك غير أني ٠‏ 


5 


؟- المكزون والبسطامي (0) 

تقل السلمجي في كتابه « النور في كلمات أبي يزيد طيفور » قوله : 
ولقد نظرت الى ربي بعين اليقين بعد أن صرفني عن غيره » وأضاء في بنوره 
فأراني عجائب سره » وأراني هويته ؛ فنظرت الى انائيتي فزالت » نوري شوره » 
وعزتي بعزته » وقدرتي بقدرته » ورأيت أنائيتي بهويته » واعظامي بعظمته » 
ورت يرقمتة + فنطرت الله يمن الحق وفقلت له 4 د :هذا ؟ قال .هذا لد انا 
ولا غيري » فلما نظرت الى الحق بالحق » رأيت الحق بالحق » فبقيت في الحق 
بالحق زمانا لا نفس لي » ولا لسان » ولا أذن لي » ولا علم » حتى أنشا لي علما 
من علمه » ولسانا من لطفه » وعينا من نوره ٠‏ 

فهو كما يظهر من هذا النص ‏ يعني شروطا ثلاثة للوجود : الانائية» 
والاتتية » والهوية » ( أنا » أنت » هو ) ومن خلال هذا الترتيب للوجود ,تتحد 
الله والانسان » ويتبادلان ف تعال من العشق 8 » وهذا ف مصطلحاتهم 
قنة اين الزوعن + 

والنتطانى هر بعااكك القيلة المشهورة « ماني الجبة الا الله » فماذا يقول 
المكزون في لدان يله الحرأة والتقحم : 

بعدا لقوم أسرفوافي جهلمم وتعامللوا بالزور والبهتان 
لابي يزيد صححوا الدعوى » «فما في جبتي شيء سوى الرحمن » 

. ولاحمد لم يثبتوا في قوله ولفعل عصمته من الشيطان 








)١(‏ هبو أبو بزند طيفور بن عيسى البسسطامي ( وبسسطام بلدة في شرقي ايران ) ينحدر 
من سلالة مزدكية » وكان حده لابيه زرادشتيا 6 والبسطامي أول من قال بمذهب 
الفناع وتأليه الكل 4 وله أنصار وأشياع هم الطيفورية والبسطامية ٠‏ 


7 الو 6 


فهو يعرض به وبأصحابه ومريديه من الطيفورية والبسطامية الذين صححوا , 
دعواه » وبرروا قولة « ما في الجبة الا الله » على مافي هذا القول من < خطأ واجتراء 
وتقحم » واعتيروها حالة كشف ومشاهدة » ومحو أنا » واتعدام « اثنينية » 
واندماج في « الواحد » وغير ذلك من الاقوال ٠‏ ولكنهم اسرافا منهم في الجهل 
وامعانا بالزور والبهتان لم يثبتوا العصمة للنبي في قوله » ولا فعله » فرووا 
قصة زبارته لبيت ريه زيد ؛ بن حارثة زوج ابنة عمته زينب بنت جحش + وحاكوا 
حول القصة قولهم : انها وقعت فينفسه ‏ أي زينب - وانه تولى عنها وهويردد: 
سبحان مقلب القلوب والابصار ٠‏ 

كما رووا : أن الشيطان استطاع أن يلقي الى النبي : تلك الغرانيق العلى » 
وان شفاعتهن لترتجى عندما كان يتلقى سورة « النحم »© من جبراك 

فهذه الروايات وأمثالها تجرد النبي من العصمة » ولم يجد هؤلاء لما 
مبررا » ولكن قول أبي يزيد على ما فيه له ما يبرره في نظرهم + 


+ المكزون والجنيد () 


في تصوف الحنيد نقاط بارزة أهمها : 

١‏ القول بمثنوية الشريعة » ويعني : أولا : الشريعة » أو القانون الالمي 
الذي بتغير من نبي. الى نبي ٠‏ وثانيا : الحقيقة » أي الجقيقة الروحية الباقية ٠‏ 
وأكثر المتصوفة قالوا نيذه التو ٠‏ 

؟ ل بعتبر عقيدة التوحيد أساسا لتجرية الاتحاد الصوفي » فالتوحيد 
بالنسية لنتجنيد هو عيش لوحدة الله المتعالية نفسها » وليس برهنة لوحدة 
الوجود الالهمي بواسطة حجج عقلية9© ٠‏ 

والنقطة الاخيرة تبعده قليلا » أو كثيرا عن المفرطين بمذهب وحدة الوجود. 
وهذا ما جعل المكزون يعتيزه من جنود الحقيقة » الذين عرفوه حق معرفته » 
وقرنه الى خاله السري بن المفلس السقطي » وابي دلف بن جحدر الشبلي » 
ومعروف الكرخي » وما هان الابلي وبشار الشعيري ٠‏ ققال : 

وأصبحت طريقتي حقيقة سارت بها في فرق الجمع السير 
ماهان » من «ماهان» فيها شيخه ومن بني بشار وافته البشر 
فيها غدا « معروف » معروفا وكم 2 فيها « السري » مطلق البال أسر 
وأصبح « الجنيد » من جنودها2 وشبلها د الشبلي » بالنار اختبر 
)١(‏ هو أبو القاسم محمد بن الجنيد القواريري المعروف بالسائح من أصل ايراني 
.تلقى العلم على بد أبي ثور الكلبي ©» وتوسع بالتصوف على يد خناله السري بن 
الغلس السقطي » والحارث المحاسبي » ومحمد بن علي الكساب »© والجنيد يعتير 


شيخ مدرسة بغداد في زمانه » توفي في بغداد سنة /[5؟ هب ٠.‏ 
(9) الدكتور زكي 'مبارك في التصوف الاسلامي . 


أ[ اذ 


-المكزون » وابن الفارض() 

لعل ابن الفارض هو في طليعة القائلين.بمذهب وحدة الوجود بالنسبةللجرأة 
والصراحة » وعدم المداراة » وعمق الإيمان بها » بخلاف معاصره ابن عربي الذي 
رحاور ويداور » ويراوغ © ويكني وبلوح ولا يصرح + ويغرق الفكرة بسيل من 
التعابير الغامضة المبهمة » المحتملة العديد من الصور والمعاني والتفسيرات 
والتأويل ٠‏ 

ولعل. بيئة القاهرة التي عاش فيها ابن الفارض كانت أكثر تسامحا » وأقل . 
تشددا على المتصوفة وغيرهم من أرباب النحل في ذلك الزمان من .بيئة دمشق 
التي كانت مهيأة يومئذ لتلد ابن تيمية » وتمهد لمدرسته « النصية » المفرطة في 
حرفيتها ؛ ولكنها تعتبر « العقل » اعتبارا يضعه دون « النص »© فهي ‏ كما قيل. 
لا تملتكه ولكنها لا تتنكر له ٠‏ 

واذا علمنا ذلك أدركنا رد الفعل عتد ابن عربي وعرفنا سر اغراقه فيالتأويل» 
والاستبطان » اغراقا اتتهى به كما أشرنا . الى الغموض والتعمية » لانه يمثل 
الجاب السلبي والمعاكس لمدرسة « النص » أو « السلفية » "٠‏ | 

ولعل خير ممثل لآراء ابن الفارض الصوفية ونزعته « الوحدوية »6 هي 
قصيدته المعروفة « بنظم السلوك » والتي تنتمي كلها الى القول بوحدة الوجود 
بدون تورية » أو موارية ٠ ٠‏ 
)١(‏ هو أبو حفص وآبو القاسم عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد حموي الاصل > 
مصري المولد والدار والوفاة يعرف بابن الفارض ويلقب شرف الدين وكان والده 
يبت الفروض للنساء على الرجال بين يدي الحكام فلقب بالفارض .. ولد في 
الرايع من ذي القعدة سنة 5ه أو لالاه ه وتوفي يوم الثلاناء الثاني من جمادى 


الاولى سنة *+7 ه وهو بذلك معادسر للمكزون ولابن العربي وتوقي قبلهما بست 
سنوات 5 





أ غ7 لم 


وف الصحو بعد المحو لم أك غيرها 
وما زلت اباها » واياي لم قزل 


متى حدت عن قولي: آنا هي؟أوأقل 


وجل في فنون « الاتحاد » ولا تحد 
«فواحده» « الجم الغفير» ومن عدا 
وجاء حديدث في «اتحادي» نابت 
شير بحب الحق يعد تقفرب 


ولا فرق » بل ذاتي لذاتي تجلت 
وحاشا لثلى _ انها في حلت 


٠» 


الى فئة ؛ في غيره العمر أفنت 
هء شرذمة حجت بأبلغم حجة 
رواته في « النقل » غير ضعيفة 
اليه نمل » أو أداء فريضة 
« بكنت له سمعا » كنور الظهيرة 


فهو لا يقول. بالحلول وانما يقؤل : أنا عي ٠‏ وان أعيان الوجود « الجم 
الغفير » هى الواحد ٠‏ كما أنه يتخذ دلالة على « الاتحاد » الحديث القائل : 
ما زال عبدي بتقرب الي بالفرائض والنوافل حتى أحبه » فاذا أحببته كنت يده 
التي يبطش بها ورجله التي يسعى بها » وعينه التي صر بها » وسمعه الذي 
يقول المكزون ردا على ذلك : 
لز اليه نار مكنا 
فلم ذا في الاحب اليه تنفى 
ولست بذا أدين » وان أدنى 


وعينا في الرضا » ويدا ورجلا 
مقالة من يقول : يه تجحسلى 
مقالي فيه من ذا القول أعلى 

فهو يسوق الحديث « مشروطا » في البيت الاول » وستتفهم « منكرا » 
في البيت الثاني » ثم « ينفي » الاخذ به » أو بما قالوه من شرح وتفسير له » 
في البيت الثالث خلافا لمذهب ابن الفارض ٠‏ 


سوسم 


وللمكزون « تائية » يعارض بها « تائية » ابن الفارض » معرضا به لا حيا . 
مذهبه في « الاتحاد » متهما اياه بالمين واضلال اصحاب العقول الضعيفة من. 
الجهال » وانه يتخيط في حيرته » ويجمع بين التقيضين وهذا محال في العقول 
الصحيحة السليمة ٠‏ 

وسبقت الاشارة في غير مكان من هذا الكتاب الى القصة التي أوردها 
شمس الدين محمد بن ابراهيم بن ساعد الاتصاري اين أخت الامبير حسن 
المكزون بحضرة الصلاح الصفدي حول « تائية » ابن الفارض » وان شمس 
الدين قال : ان خاله الامير رد عليه «تائية»مثلها وحط عليه وأورد بعض أماتها . 
وأثيت الصلاح الصفدي القصة والابيات : 

ولست كمن أمسى على الحب كاذيا ‏ مضلا لاصحاب العقول الضعيفة 
يمين على الجهال من عصبة الهوى2 بنسبته في الحب من غير تسبة 
ويوهم وصلا من سليمى وقد رمى20 به التيه عنها ميعدا بالردية 
ويمسي لها عبدا بدعواه في الهوى ‏ ويصبح مولاهاء بغير مزية 
ويجمع فا بين النقيضين جهله وذاك محال في العقول الصحيحة 
وعذل عن عدل الفوى ادعائه واته اذا ع لأطان الوموه الكيزة 
وكيف يصح « الاتحاد » وشاهد العيان على ( الاضداد » بعض الادلة 
فهو يرى ‏ خلافا لما يراه ابن الفارض وغيره من الاتحاديين ‏ ان الادلة 
العقلية متوفرة على بطلان القول « بالاتحاد » بين أعيان الوجود الكثيرة المختلفة - 
المتضادة » وبعض هذه الادلة العيائية هو « التضاد » بين هذه « الاعيان » فهل 
نتحد النور والظلام والماء والنار و ٠‏ و ٠‏ و الخ ء فالقائل بهذا مدع » مائل عن 
عدالة الهوى والحب والحق لجمعه « النقائض » و « الاضداد » وذلك محال 


ال 0 


في صحة العقل » ولا يقول به الا مكابر متعنت » يغائط احساسه وعيانه ٠‏ 
ومحدد معنى الهوى بعيائنه ) وعم على غيب الشهادة يشهد' 
«ومكابر)) احساسه في « أنه | وسواه » من ( أضداده ») متوحد 
فيريك باطل ما ادعاه » يجحده المقال من للقول منه يجحد 
ويكفي دليلا على خطأ من « يوحد » بين « الاضداد » وعلى بطلان مدعاه 

أنه يجحد مقال: الاخرين الذين بححدون مقاله » ولا يستطيع الجمع » أو التوحيد 


بين الرأى » وضده 3 


أن نا لد م ؟؟ 


0 «- ابن عربي والمكزون )١(‏ 


يقال ان لابن عربي جرأة وتقحّما » وشطحات وصبوات ودارس آثاره لابد 
له من تلمس ذلك ونحن سنستعرض بعضا من آرائه وتترك الحكم فيها للقارىء+ 

١‏ - من الشطحات التي أشار اليها دارسو آثاره ما جاء له في « الفتوحات 
المكية » بالنص الحرفي : 

اتفق لي مع ابنة لي كانت ترضع » عمرها دون السنة » فقلت لها يابنية 
ما تقولين في رجل جامع زوجته ولم ينزل » فما يجب عليه ؟ فقالت ‏ أي البنية 
التي عمرها دون السنة ‏ يجب عليه الغسل !! فغشي على جدتها من نطقها ٠‏ 
ويضيف الى هذا قوله : هذا شهدته بنفسي ! 

ويكرر هذه الرواية في الجزء الثالث من الفتوحات المكية » ولكنه يقولهنا: 
ان عمرها فوق السنة » ودون السنتين ٠‏ 

ويروي أيضا : أن امرأة عطست فشمتها جنينها من بطنها : وسمعه 
الحاضرون ٠‏ 1 

هذه بعض الشطحات التي رواها ينفسه » وأثبتها في مصنفاته » فمل لنا 
بعدها الا أن تأخذ أقواله وآراءه بشيء من التحفظ ؟ 

لو اعتبرنا أن للمتصوفة حالة يسمونها « الكشف » أو « الاستغراق 
)١(‏ محي الدين أبي عبد الله بن العربي الحانمي الاندلسي المتوفي سنة 78/4 ها » 
6 - .118 م ولد في مرسيه الاندلس وتوفي في دمشق » صوفي © اقام .؟ 
عاما في اشبيلية ثم رحل الى الشرق . كان ظاهريا في العيادات © باطنيا فيالاعتقادات 


اتخذ دليلا لحياته » النور في قلبه » لاني الشريمة » رمي بالرندقة » ومن موّلفاته 
الفتوحات المكية ( المنجد في العلوم والفنون والاعلام جرف العين ص 707 ) . 








لاخ مد 


والاتحاد » فهل نسلم أن هذه الحالة تبلغ المعجزة » والقدرة » وخوارقالطبيعة» 
والارتفاع فوق مستوى ذات الانسان ٠‏ 

؟ - أما الصبوات فقد نختصرها في قصة ملك الفتاة المكية دارا ء الاضبهانية 
مولدا » الفارسية جنسا وأصلا » والتي خلبت لبه » وسلبت نهاه أيام اقامته في 
مكة مجاورا لها » وقد روى قصتها في كتابه*د ترجمان الاشواق » بكل ما أوتي 
قلمه من قوة البيان » وبلاغة التعبير » وحرارة الاداء ٠‏ 

مرضي من مريضة الاجمان لاني بذكرها» عللاني 
طال شوقي لطفلة » ذات تثر . ونظامء ومتير» وبيان 
من بنات الملوك ؛ من دار فرس2 من أجل البلاد من أصبهان 

ولنستمع الى شرح هذه الابيات بطريقته الاستبطانية التي تخفي المواجيد 
الحسية قال : 

المرض : الميل » لما مالت عيون الحضرة المطلوبة للعارفين من جاب الحق 
سبحانه بالرخمة والتلطف الينا » أمالت قلبي بالتعشق اليها » فانها لما تنزهت 
جمالا » وعلت قدرا » وسمت جبروتا وكبرا » لم يمكن أن تعرف فتحب » فتنزات 
بالالطاف الخفية الى قلوب العاشقين ٠ ٠‏ 

وفي شرح البيت الثاني يقول : 

توصف هذه المعرفة انها ذات تثر ونظام » وهما عبارتان عن المقيد والمطلق» 
فمن حيث الذات وجود مطلق » ومن حيث المالك مقيد بالملك » ثم يقول : فافهم 
ما أشرنا اليه في هذا فانه عزيز ما رآينا أحدا نبه عليه قبلنا في كتاب من كتب 
المعرفة بالله © ٠‏ 


سسسب ب يها يشاب ابش بيبح مس 0ك 


اةث7 مس 


وهناك شروح كثيرة من هذا النوع يرى القارىء فيها تعملا واعتسافا 
وغموضا ولكنها ستر لذلك الهوى المتأجج اللاهب الذي أوقدته تلك الاصبهانية 
في حناياه » فليست إذآ صبواته الروحية الا تصعيدا لصيواته المادية الحسية 
واليك الدليل. من كتابه « ترجمان الاشواق » حيث يقول : 

د وهي » حرسها الله ويريد تلك الفتاة الاصبهانية ‏ تعلم أن كل "دار 
ذكرتها قدارها أعني » وكل اسم أوردته فعنها أكني » ٠‏ 

فاذا قال قائل : انه يقصد الذات الالهية ويخاطبها بالتأنيث جريا على سنة 
د القوم » فنقول ما المراد من قوله : « حرسها الله » فهل يدعو للذات الالهية 
الحارسة » أن 'تكون « محروسة » ٠؟‏ 

واليك مثالا آخر على التأويل والاستغراق في الاستيطان وهو تفسيره 
لعزوف<قكلة الجلالةه كان + ش 

اعلموا أنها تحوي من الحروف ستة ال ل اه أربعة منها ظاهرة في الرقم » 
وهي الالف الاولية » ولام بدء الغيب وهي المدغمة » ولام بدء الشهادة » وهى 
المنطوق بها مشددة » وهاء الهوية ٠‏ 

وأريعة منها ظاهرة في اللفظ . وهي : الف القدرة » ولام بدء الشهادة ,» 
وأآلف الذات » وهاء الهو ٠‏ 

وحرف منها لا ظاهر في اللفظ » ولا في الرقم » ولكنه مدلول عليه » وهو 
« واو الهو » في اللفظ وواو الهوية في الرقم » وانحصرت حروفه.» فاللام للعالم 
الاوسط وهو البرزخ وهو معقول » والهاء للغيب » والواو لعالم الشهادة ٠‏ 

وما كان الله هو الغيب المطلق » وكان فيه واو عالم الشهادة لانها شنهية » 
ولا يتمكن ظهورها الا في الله » لهذا لم تظهر في الرقم » ولا في اللفظ » فكانت 
غيبا في الغيب » ومن هنا صح شرف الحس على العقل » فان الحس اليوم غيب 


لالع سه 


في العقل » والعقل اليوم ض الظاهر فاذا كان غدا ف الدار الاخرة كانت الدولة 
في الحظيرة الالهية » وكثيب الرؤية للحس » فنظرت اليه الابصار » وكانت الغايات 
للابصار » والبدايات للعقول » ولولا الغايات ما التفت أحد الى. البدايات » فانظر 
ما هنا من الاسرار ٠٠ء‏ الخ © 

ولا نعتقد آن أمثال هذه التأويلات وردت عند غيره » فلو طلبنا الى العديد 
من نظرائمه من المتصوفة تفسير لفظة الجلالة « الله » فهل يلتقون معه في هذه 
الرموز والالغاز والمعميات ؟ لاتظن ذلك ممكنا !ا٠*‏ ا 

ابن عربي يقول : « الله غيب مطلق 6 1* 

وف القرآن هو الاول والاخر «والظاهر» والباطن ٠٠+‏ « قل أي شىء أكبر 
شهادة قل : الله » والشهادة تعني المعاينة ٠‏ 1 

وماذا يقول المكزون : ؟؟ 

ولم أثيت « الغيب المنيع «ى وأئقي « الشهادة » » والاشهاد آباتها تتلو 

قد أنكر « المشهود » من قليه ال وو ونال ليت 

ويغير جور العدل لم يتدنوا وعلىسوىغيبالعمىلم شهدوا 

هذا وآيات « الشهادة » عندهم 2 تتلى » وحكم القسط فيها يورد 

فالمكزون يرى أن الذين يؤمنون « بالغيب المطلق » هم عماة » لان من لا 
« يرى » .شك أنه « معدوم » أليس آيات الشهادة دليل على وجوده » أنه لم 
يبت « الغيب » وينفي « الشهادة » ٠‏ وانما شبت الشهادة للتخلص من فرضية 


(١)|رسائل‏ ابن عربي كتاب الجلالة ص 7 طبع دار التراث:العربي - بيروت ٠‏ 


ب 41”اسب 


العدم » كما ينفي ما بقعم تحت الحصر بلجا والحدود2)302 وبهذا يثبت«الغيب» 
أو « المجرد » ٠‏ : 
أمحو الذي أثبث من حسنها وأشهد الأثبات: بالمحو 
اسم الحبيب متاع بين الانام ويل لي 
وانما اختص قلبي- عنهم » برؤيلة عيتسي 
قال: وهل رأتكته ؟ قلت : وهل عني استتر ؟ 
وامظغفئا فيشني) عله صفالهه بالكدر 
وتفى « محدث » ما شاهدته « قدم » ثبت فيه قدسمي 
فلذا أصبح « اثباتي » له « بعياني » « نفي » مافي «ناظري» 
انه يبت « الروية القلبية العيانية » وبنفي « رؤّية العين » المادية ٠‏ 

١‏ ووه 
قال: متى همت به؟ ققلت: والاكقون ذر 
قال : اختفى » قلت: بدا قال : بذداء قلت اختمر 
قيال : فلم ؟ قلت : ليبا ديي العدل مله في القدر 
ينال :يشا كرفسه- عق له :ذا السسسسير 
قلت : بنفي الخطة عنا2 سه» وباشهِ اات القدر 
انه عرفه وهام به منذّ البدء عندما كانت الكالبات ذرا وقبل أن ترتدي 
)١(‏ رأجع بحث التجلي والظهور من هذا الكتاب . 00 


اع لد 








الارواح المجردة هذه الاشباح المادية ». فقد ظهر لها ليقيم د عدله » عليما » 
ويظهر قدره لثلا يدع لها حجة للانكار » ومن كمال معرفتك له أن « تنقي » 
الشكل والصورة التي ترقسم في تصورك له » « وتثبت » المعاجز والقدر التي 
لا يقدر على الاتيان بمثلها البشر * 
تعالت ذات مولاي ‏ عن اللادراك. باللحظ 
وعن تضمين منى الحسن 2 منها صورة اللفظ 
انه شهد قدرته الظاهرة ف آياته الباهرة ف مصنوعاته أرضا وسماء(", 
ويشهده في « وحدة » شهودية سيآتي الكلام عليها فيما بعد ٠‏ 
د ب 
وابن عربي يرتب الموجودات ف أربع مراتب » ويدعوها « المغلومات © 
ونوردها هنا لدراستها : 
ش فا معلوم الاول : هو الحق ٠‏ 
والمعلوم الثاني : هي الحقيقة الكلية ٠‏ 
والمعلوم الثالث : العالم كله ٠‏ 
والمعلوم الرابع : الانسان ٠‏ 
١‏ المعلوم الاول : ٠‏ 
الحق تعالى هو ال موصوف بالوجود المطلق لانه سبحانه ليس معلولا لشيء» 
ولا علة » بل هو موجود بذاته » والعلم به عبارة عن العلم بوجوده » ووجوده 


)١(‏ لكل مصتوع اربع علل : علة هيولانية » وعلة اضافية © وعلة صورية © وعلة 
غائية . 

فالقلم مثلا علته الهيولانية هي مادة الخشب »© وعلته الاضافية انه قلم للمعلم 
أو للتلميذٍ + وعلته الصورية هذا الشكل المستطيل »© وعلته الفائية للكتابة . 





أت د 


0 


ليس غير ذاته » وأما العلم بحقيقة ذاته فممنوع » لا يعلم بدليل » ولا برهان 
عقلى » ولا بأخذها حد » فان الله سبحانه لا.رشبه شيئا ولا يشبهه شيء » فكيف 
يعرف من يشبه الأشياء وتشيهه من لا يشيهه شيء » ولا يشبه شيئا » فمعرفتنك 
به أنه ليس كمثله شيء ٠‏ 

؟ ‏ المعلوم الثاني : 

هو الحقيقة الكلية التي هي للحق وللعالم » لا تنصف بالوجود » ولا 
بالعدم » ولا بالحدوث وبالقدم » اذ هي بالقديم اذا وصف بها قديمة » وفي 
المحدث اذا وصف بها محدثه » فلا تعلم المعلومات قديمها وحديثها حتى تعلم هذه 
الحقيقة » ولا-توجد هذه الحقيقة حتى توجد الاشياء الموصوفة بها ٠‏ فان وجد 
شيء عن عدم كوجود ما سوى الله تعالى وهو المحدث الموجود بغيره » قيل : هي 
محدثة » وهي في كل موجود بحقيقتها » فانها لا تقبل التجزؤ فما فيها كل » ولا 
بعض » ولا يتوصل الى معرفتها مجردة من الصور بدليل ولا برهان » ومن هذه 
الحقيقة وجد العالم « بوساطة » الحق تعالى » ولم تكن يموجودة فيكون البحق 
قد أوجدنا من موجود قديم .ثبت لنا القدم » وكذلك لتعلم أن هذه الحقيقة. لا 
تنصف بالتقدم عن العالم » ولا بالتآخر عنه ولكنها أصل الموجودات عموما » وهي 
أصل الجوهر » وفلك الحياة » والحق المخلوق به » وغير ذلك » وههبي الفلك 
المحيط المعقول » فاذا قلت : انها العالم صدقت ء أو أنها ليست العالم صدقت » 
أو انها : الحق » أو لبست الحق صدقت ٠‏ تقبل هذا كله » وتتعدد بتعدد أشخاص 
العالم » وتننزه بتنزيه الحق » وان أردت مثالها حتى تقرب من فهمك » فانظر 
الى العودية في الخشب والكرسي والمحبرة 27 والمنبر » والتابوت ٠‏ وكذلك 
(1) بظهر من هذا القول أن اللحابر كانت تتتخذ من الخشب في آيامه . 


م2 


التربيع وأمثاله في الاشكال في مربع مثلا من تابوت وبيت » وورقة » فالترييع 
والعودية حققانها ف كل شخص من هذه الاشخاص» وكذلك الالوا نكبياض الثوب 
يقال ان بباض الثوب جزء منها » بل حقيقتها ظهرت في الثوب كما ظهرت في 
الكاغد وكذلك العلم والقدرة والادراك والسمع واليصر وجميع الاسماء كلها آ 

© ب المعلوم. الثالثك : 
والارض » وما فيهما من العالم وهو الملك الاكبر ٠‏ 

4 المعلوم الرابع : 

وهو الانسان الخليفة الذي جعل هذا العالم المقهور تحت تسخيره9؟), 

خد 6د كر 

قاذا تديرنا هذه الاقوال وجدنا : 

» ب أنه يرتب العالم « هيوطا » أي من الاعلى الا الادنى » يبدأ بالله‎ ١ 
٠ » وينتهى بالانسان « نظرية القدمية‎ 

؟) ‏ يصف الخالق بصفتين متناقضتين » فهو ا غيب » مطلق ٠‏ وهو 
« وجود » مطلق ٠‏ 

+ ل يقول ان الباري ليس معلولا لشيء » وهذا القول يلتقي به مع كل 
ا الفلاسفة والمتصوفة, الذين .بجردون الخالق » ومزهونه عن أن يكون معلولا 
لشيء * | 

ه مس يصفه بأنه « ليس علة لشىء » وهذا يخالف كل أقوال الفلاسفة 
والمتصوقة والحكماء لان الخالق منشىء الاشياء ومبدعها » وخالقها » ولذلك 
أطلق عليه الفلاسفة منذ قدم الفلسفة « علة العلل 6 ٠‏ 
(؟) الفتوحات المكية ج ١‏ ص 1١687‏ . 1 

' انغ د 


ه ‏ وفي المعلوم الثاني نراه يقول : ومن هذه الحقيقة وجد العالم 
ب «وساطة» الحق تعالى » ولم تكن بموجودة فيكون الحق قد أوجدنا من موجود 
قديم يثبت لنا القدم ٠‏ ش 

فاذا كان العالم وجد من الحقيقة ب « وساطة » الحق » فتكون هذهالحقيقة 
« علة » العالم » وهي « معلولة » بالحق » و « وساطة » الحق ‏ كما يقول سب 
وهي علة الوجود » وهذا يظهر تناقضه مع قوله : الحق ليس « علة » لشيء +٠‏ 

7 ب أما قوله : ولم تكن بموجودة ‏ أي الحقيقة ‏ فيكون الحق قد 
أوجدنا من موجود قديم يثبت لنا: القدم ٠‏ 

. فهو يعني أن هذه الحقيقة « محدثة » بدليل قوله ::< ولم تكن سوجودة » 
لئلا يثبت القدم للخلق » ٠‏ فاذا كانت « محدثة » فلكل محدث متحدث » 
والمحد ث أقدم من المحدتث وأسبق منه ف الزمان والمكان والوجود » وهو 
«علته» والحق تعالى هو « علة » هذه « الحقيقة » وهذا أيضا يناقض قوله : 
د الحق ليس علة لشيء » ٠‏ 

+ يقول عن هذه الحقيقة : « انها في كل موجود يحقيقتها » ولا تقبل 
التجزؤٌ فما فيها « كل » ولا « بعض » وهي أصل الموجودات » ان قلت انها 
العالم صدقت » أو انها ليست العالم صدقت » أو انها الحق » أو ليست الحق 
صدقت » تقبل هذا كله » وتنعدد يتعدد أشخاص العالم »6 ٠‏ 

نحن نعلم أنه يقصد يهذه الحقيقة العقل الفعال » أو الحقيقة المحمدية في 
اصطلاحاتهم » وان لم يصرح بذلك يدليل ترتيبها « معلوم تان » ٠‏ ولكن هل 
نطبق هذا على النور الاسمى » أو العقل الفعال ؟ وهل هذا العقل موجود في 
كل موجود من الانسان والحيوان والنيات والحجماد وكل الكائنات صغيرها 
وكبيرها » وساميها وحقيرها » و « بحقيقته » كما يقول 54 


الع ل 


هل الانسان مساو للحيوان الاعجم » والفصائل الدنيا من الهوام والدبيب 
والذر ؟؟ 

هل النور الاسمى موجود « بحقيقته » وبقدر متساو في كل هذهالمخلوقات؟ 
لان هذه الحقيقة الكلية لا تقبل التجزؤٌ » وليس فيها « كل » ولا « بعض » ٠‏ 

ليس فيها « كل © ولا « بعض »© !! 

هذا القول الغريب العجيب ! فهل يوجد شيء في الكون يخرج عن أن 
يكون « كلا » أو در بعضا » ؟؟ وما كان خارجا عن حد « الكل » أو ( البعض )/ 
فهو لا شيء ٠.‏ انه العدم ٠‏ والعدم لا يمكن تصوره ٠‏ 

واذا كانت هذه الحقيقة « لا تقبل التحرؤٌ »6 » وهي بالوقت ذاته أمصل 
الموجودات » فمي اذا موجودة في كل كائن بنسية متساوية » سواء في ذلك 
الفيلسوف » وأحط الحيوانات ٠‏ 

هل انه يسبغ على هذه الحقيقة كثيرا من صفات الاله فهي لا تتصف 
بالحذوث » ولا تقبل التجزؤٌ » فما فيها كل » ولا بعض » أصل الموجودات عموماء» 
انها الحق » وتننزه بتنزه الحق ٠‏ 

جا أن يسو مسقا يصعات للختوقات © قلي ل مطلوم قال 6لا خوصل 
الى معرفتها مجردة من الصور » لا توصف بأنها أقدم من العالم » ولا توجد الا" 
اذا وجدت الاشياء الموصوفة بها ٠ ٠٠‏ الخ ٠‏ 

فهذه الصفات الاخيرة تسلبها الصفات الاولى ٠‏ 

١‏ - والاغرب من هذا انها لا « تنصف بالوجود » ؛ ومع ذلك فهسي 
ذ أصل الموجودات عموما » واذا كانت لا تتصف بالعدم » فكيف لا تتصف 
بالوجود وهل هناك وسط أو حد ثالث بين العدم والوجود ٠‏ 


5989# سم 


ونرى أن المكزون عناه كما عنى معاصره أبن الفارض بقوله : 

ويجمع ما بين النقيضين جهله وذاك محال في العقول الصحيحة 

وليست هذه الاقوال المبهمة المتناقضة وأمثالها ‏ في رأينا ‏ الا ايتعاد 
عن يسر الاسلام واشراقه » ووضوحه » وبساطته وعفوتته ٠‏ 

انها ليست من الشريعة في شيء لان الشريعة ‏ كتايا وحدنئا ‏ واضحة 
منيرة. مشرقة » ولا نغالي اذا قلنا : انها من العوامل التي مزقت وحدة المسلمين» 
وفرقتهم الى نحل وفرق تنحاج وتتشاد وتتنابذ ٠٠‏ وتتقاتل ٠‏ وبلبلت الفكر 
الاسلامي واحاطته بسرادق من الايهام والايهام * 

يقول البعض : ان الحقيقة الكلية » أو العقل الفعال هو أصل الاشياء عند 
الكثيرين من الفلاسفة والمتصوفة والحكماء ..٠‏ هذا صحيح !!.+ ولكننا لم 
نجد بين كل هئؤلاء من وصف « أصل الاشياء » بصفات جمعت السلب والايجاب 
والعدم والوجود ؛ وانه الحق » وليس اليحق » وانه العالم وليس العالم كما هي 
الحال عند ابن عربي ٠‏ 

وآأين قول أبن عربي هذا وتناقضه من قول صاحب«الاصيغر» في العقل 
الفعال أو العقل الاول كما سميه : 

د العقل الاول المحيط بالكل قوة وقدرة » وعظمة وجلالة » وكبرياء 
ومهابة » محدد الوجود » ونهاية العالم » ليس بجسم » ولا يخل بجسم » ولا بقع 
تحت جسم ء ولا يحيط به فكر » ولا وهم » ولا يقدر » ولا يمثل » ولا بحيط 
به زمان ولا بحصره مكان » ولا يدخل عليه التبديل » ولا التغيير » ولا الفسادء» 
قائم بالقوة والقدرة الالهية » والعظمة » فائضة عن ذاته سائر الذوات من مبدع 
الكل » فذاته لا تحد » ولا توصف » ولا تنعت بنعت » فهو من الوجود في كل 


7 0ل 6 


0 بلا حصر ء ولا احاطة » بل لطف لا قبلغ نهاته » ولا توصف غايته » 
قريب في غاية القرب بعيد في غاية البعد » جميع مافي الكون فيه ومنه وعنه » 
ظهر فلا يخلو منه شيء » ولأ يحيط به شيء ٠‏ وهو اسم الله العظيم وصراطه 
المستقيم ٠‏ 

فهذا النص اذا قارناه بما جاء لابن عربى عن « المعلوم الثانى » أو الحقيقة 
الكلية رأينا أن هذا بتسم بالوضوح » والترابط المنطقي » فالعقل الاول محيط 
بالكل ليس حسما ماديا ولا بقع تحت المادة » ولا تحصره الافكار والاوهام 3 
ولا الزمان والمكان » لا يتغير » لا يتبدل » لا يلحقه الفساد قائم بالقوة والقدرة 
الالهية 4 فاض عن ذاته كل الذوات بتقدير من مبدع الكل أي من الله الذي 
أبدعه » وأبدع كل شيء به » وهذا العقل الاول موجود بالمدد في كل الموجودات» 
لا بالحصر والاحاطة بل باللطف الذي لا تبلغ ولا توصف غايته » انه قريب من 
ومنه مستشسد ؛ وعنه مفاض »؛ أظهره باريه فلا دخلو منه شيىء لانه متشيتىء” 
الاشياء ؛ ولكنه لا يحيط به شيء » لانه محيط بالائياء وعلة الاشياء » لانه 
سم الله العظيم 

وجاء لمحمد بن على بن حسن الصوري ( 417 +44 ه ) من أرجوزته 
المعروفة بالصورية 7؟ 


)١(‏ هو أحد دعاة ا النزارية صاحب الارجوزة الصورية المشهورة في 
العرفان الاسما ي النزاري : ومن المعلوم- تاريخيا أن الاسماعيلية اتقسمت بعد 
الامام 0 0 نزارية ومستعلية » والدعوة النزارية انتشرت في فارس 
وبلاد النام على بد اثنين من أعاظم الدعاة وهما الحسسن بن الصباح 17 ها الذي 
اتخذ مقر دعوته قلعة آموث © وبعده راشد سنان الدين 666 ها ف بلاد الشام 
والجبال الغربية . 

5-7 


الحمد لله مغل العاعغل 
أبدعه لأمره العظيم 
وسائل يسآل : هل هو واحد ؟ 
قلنا له : الواحد مبيدا للعدد 
والاحد المبدع وهو الأزل 
أول من قام بتوحيد الاحد 
وقولنا : الابداع » يعني أنه 
وهو اختراع « فائضن » عن مبدعه 
فأول الاتنوار نور العقل 


ومبدع العقل القديم الأزل 
بلا شال كان في القديمم 
أم أحد ؟ حتى يصح الشاهد 
والاحد المبدي هو الفرد الصمد 
والواحد الداع وهو الاول 
ودل بالعلم عليه من جحد 
فملا عن الامر جهلنا كنهه 
قد فاض بالامر على مخترعب»ه 
اذ نوره أصل لكل أصل 


ولقد جمع علي . بن أبي طالب هذا المعنى » وحدد علاقة العقل الفمال 
بالمكونات بقوله : قريب من الاشياء بلا مخالطة » بعيد عنها بلا مباينة » ليس في 
الاشياء بوالج » ولا عنها بخارج ٠‏ وبه قيام كل شيء ٠‏ 
وصاحب الاصيغر. يعطي العقل الاول كل صفة من صفات الخلق والابداع 
والكعاطة والكتيريد + ولكلة «مظنيه ذزاق الخالق الاعظم » ويقول ان كل الذوات 
فاضت عن ذاته من ميدع الكل ٠‏ لانه أسمه لا ذاته ٠‏ 
ويقول الشيرازي : هو في الاشياء كائن لا كينونية محظور بها عليه » 
ومن الاشياء بائن لا بينونية غائب عنها » انه حقيقة كل شيء + عين كل شيء » 


سوى تقبيد الشيء وتعيينه © ٠‏ 


وف الاجزاء التالية سنجري المقارنة بين المكزون وابن عربي في هذه 


المواضيع + 





٠ تحف العقول للشيرازي‎ )١( 


جين 786 به 


ومن شعر ابن عربي في وحدة الوجود : 
لله في خلقه نذير ‏ يلمهم أنه البتسبير 
في كل عصر له شخيص2 تجري بأتقاسه الدهور 
ليس لانواره ظهور الا ناه اذ نا الظهور 
* ب و 
خلعت نعلي بوادي الملى وجئت بالل اه ليعادي 
وغبت بالدال عن المصماهد فلست ريا نا .ولا صسادي 
وامتحقت اتيتي اذ بدت أتيةالوتر من الوادي 
وصرت بعد «الشفع» «وترا» به وانعدم السائق والمادي 
وصارت « الفرقة » « محموعة » واجتمع الهاوي مع الحسادي 
ويقول ابن عربي في ختام كتاب < الفصوص » قال تعالى : أنا عند ظن عبدي 
أي لا أظهر له الا في صورة معتقده » فان شاء أطلق » وان شاء قيد .٠‏ 
قاله المنتقدات اده الحدود © فهو الآله الذى وسعه قلب عيده ٠.‏ 
والاله المطلق لا بسعه شيء لانه عين الاشياء » وعين نفسه » والشيء لايقال 
فيه : يسع نفسه » ولا يسعها ٠.‏ 
ويستنتج من قوله هذا : أن هناك الهين وهما اله واحد » الاول : اله 
المعتقدات » والثاني : الاله المطلق ٠‏ 
الاول : يسعه قلب العيد ٠‏ 
والثاني : لا يسعه شيء » لانه عين الاشياء وعين نفنه » والعالم هو مجموعة 
الاشياء » والله عين كل شيء ٠‏ 


عدا 





ويدرسبها دراسة الفقيه » ثم تتاول المعاني الصوفية في حرارة وشوق » أما ابن 
عربي فيرى ان الشريعة من حظ العوام » والحقيقة من حظ الخواص » ودراسته 
للشريعة انما هي تمهيد وسبيل لشرح الحقيقة ٠‏ 

وكان ابن تيسة من المتشددين على اين عر بي المتتكرين لارائه » وآراء 
المتصوفين القائلين بوحدة الوجود ٠‏ 

عد 6ن 
قلنا : ان القائلين بوحدة الوجود فريقان : 

الاول : يرى أن الله روح والعالم جسم لهذا الروح ٠‏ 

والثانى : برى أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود. الله » 
فكل شيء ‏ في اعتقادهم ‏ هو الله ٠‏ 
)١(‏ شاعر صوفي من شعراء القرن الرابع مر قو 1 
الد كور اسهد ا خمد على عه كراب علددة مهدر لوقيف الي ٠.‏ ولكن لم بتيسر 
له الاطلاع على الحوادث التي وقعت في حلب بين أتباع هالت وأتباع الجنان السسبب 
خلاف دبني بينهما أدى الى الاقتتال ٠.‏ وسلب الاموال © وكان المنتجحب العاني مع 
احد طرثني التراع » ثم تصالحا وتعاهنا ©» ولكن عادذا فنكثا تلك العهود » فكتب 
النتجب قصيدته التي ممطلمها : 


علاقة حب بالهوى تتغلب وزفرهة وحد بالحشا تتلهب 
بمدح فيها آل عمرو » حسين بن فضل وذويه © ويعاتبهم لانهم وقفوا في 
جانب أخصامه الذين احدثوا « بدعة » في الدين فيقول : 
بحسن منكم أن تصافوا معاشرا تسساعوا عليتيا باشحال » وألبوا 
وهل يسستوي قوم بنوا محد دينهم وقوم ببعي ذلك الملحد خربرموا 


دعو ظالما قد سن في الدين «بدعة» ولم بحفد الفرض الذي هو أوجب 

شح له اا كد حرم اللتوع أزلتي 1 واتجوبي 

في الدين أن د ومع ف بالله العظيم ويكذب ؟ 
> 


أ 9هث“"”ا لد 


فالكون جسم » وهي فيه روح20 نص عليها آدم ونوح 
وجدد العهمد بها المسيح وراح .يقفو اثره السليح292 
ولكن المكزون من أي فريق من الفريقين ؟ أم أنه لامن هؤلاء » ولا أولنك؟ 
ولقد مر بنا أنه لا ييؤمن « بغيب »© ابن عربي » ولا «: باتحاد » ابن الفارض » 
ولا « بوحدة » البسطامي » ولا « بحلول » الحلاج ٠‏ ' 
فا مكزون ليس من المدرسة د الاتحادية الحلولية » التي : تقول بانيشاق 
الكون من الله مباشرة » وان العالم أجزاؤه » ولكنه أي المكزون نت من 
امدرسة « الفيضية » القائلة : ان الله أوجد العقسل ا 
وفوض اليه أمر أيجاد الموجودات « فأفاض » الكون عنها:+ 3 
قضى حودها «فيض) الوحود». » فاظهرت ) عشيثتها قدما حجاب الشيئة 
فالعقل الفعال » أو النور الاول » أو « حجاب المثنيئة » « أفاض » الوجود 
بارادة المشيئة في قديم الدهور » وذلك جود وكرم قضت به المشيئة ٠‏ أو المشيء. 
+.ه ود يسمى العقل الفعال حجاب المشيئة لان الارادة احتحيت ب0. أي اورت 
الافعال به » فالمشيئة علته وهو علق الكائنات ١ .٠‏ 
وأتقن بالاقدار هن ربة الخبا "صنائع ما شسااءت بغر روية 
١‏ أي أن هذا العقل أتقن صنع كل ما شاءته « ربة الخبا » من الموجودات ٠٠‏ 
باقدارها له على الخلق والايجاد » يدون اعمال روية يل بالارادة والمشيئة » فهي 
الفاعلة ء ولكنها أظهرت الافعال به » ٠‏ 
> 0 
وفي أي شرغ ان من ثشاء منكم شر على تال شيل م 
ثم نذاتل الطر فين بالقربى »2 والايوة الدينية فيقول ٠‏ 
فهالت والجئان في٠‏ الدين اخبوة لان اليتيم المجتبى 5 أب 
وهي حوادث تظهر ناحية كبرى من حياة المنتجب 'الدينية والاجتماعية »© ولا 


التستدة دمناسيتها الامن طلم على تلكا اللحوادت :[ اسخطوظ ي( مكل طتيرية 
الاوقاف الاسلامية بحلب ) . 
0س( السليح انحن عباد النصارى © وربما قصد به الرسول محمد لغلهوره بالقوة 
ودعواته الى الجهاد . ١‏ 
# الوا ل ٠‏ ش : 7 رن 


ونرى ابن عربي بلتقى مع المكزون في هذه النقطة » لانه يقول ان الحقيقة 
الكلية هي « الحق المخلوق به بوساطة الحق © ٠‏ 
والعقل الفعال عند المكزون » أو حجاب المشيئة » هو دون خالقه ومبدعه 
مرتبة لان خالقه هو العلة » وهو المعلول ٠‏ 
وهو كذلك عند ابن عربى لانه يرتيه «. معلوما ثانيا » ٠‏ 
لم يجر ما أجرى عليه » لا ولا ساواه في الرتبة « ما )») عنه صدر 
وقد يراد بهذا القول العقل الفعال وما صدر عنه من الموجودات ٠‏ 
فالخالق عند المكزون : 
جل عن الحلول والتحويل في آل اين » وعن هجر مقال من هجر 
منفرد مئنلزه مجحسرد عن الاسامي والصفات والصور 
وهذا رد على القائلين بأن العقل الفعال » ومبدعه شيء واحد ٠»‏ 


* ا عو 

وغائب عن مشهدي يظن دعواي هذر 

يقول لي : قد اطرح ت ف دعاويك الخفر 
+ د علو 

وتتحل الافعمال لل نممل الذي عله صدر 


فهو رى أن جميع الافعال من خلق وابداع 04 وتكوين وتنظيمع لاعيان 
الوجود » كلها من صنع العقل الفعال » أو الفعل نت عن الفاعل الاسمى ٠‏ 
وأورد المعنى هنا يلسا الحال ٠‏ 

ويقول : 
لوجودك « الجرني » كليات أج ناس الجواهر أصبحت أعراضا 
والكل .. للكلي أنت » ولم يكن لو لم تكن عله الوجود مفاضا 

لوجودك أي لايجادك 2 والجزئى مفعول به للمصدر وجود الساد مسد 

١‏ #08 ند 


الفمل 'والكاف مضاف اليه من باب اضافة المصدر الى فاعله » وهنا ايجاز حذف» 
والاصل لوجودك النور الجزئي فأقام الصفة مقام الموصوف »© ويخطيء من يجعل 
نفظة « الجزئي » نعتا 'للمصدر ‏ كما بتبادر للذهن لاول وهلة ب لان ذلك 
يجعل « الجزئي » وصفا للخالق » والخالق « كل » لا يتجزا » ولا يتبعض ٠‏ 
والمعنى لوجودك النور الجزئي ‏ وهو العقل الفعال ‏ أصبحت كليات 
الجواهر أعراضا بالنسبة لجوهره وهذا الكل » أي العقل الفعال » أو النور 
الجزئي » وما فاض عنه من الموجودات ‏ الكليات والاجناس والجواهر ‏ كلها 
للكلي الذي هو الخالق » ولولا مشيئة الخالق لما «فاضت» الموجودات عنه » لانه 
د كل » الكل » وعلة « الكل » ٠‏ 
فالعقل الفعال هو نور « جزئي » بالنسية « للكلي » الذي كوته وأيدعه» 
ولكن هذا « الجزئي » هو « كلي » بالنسبة لكليات العالم » وهي أجزاء 
بالنسبة اليه +* 
شاء » فابدى للبلا مشيئة ‏ فاطرة بامره أصل الفطر 
* د ب 
بديعة حسن » دق معنلسى جداقها ‏ وعنها بدت كل المعماني الدقيقة 
لما شاء الخالق ايجاد الوجوذ أبدا « مشيئة » » خالقة بأمره » وهي أصل 
الخلق والابجاد ٠‏ وهنا يطلق على العقل الفعال لفظ « .مشيئة » باعتبار أن له 
مشيء ٠‏ 
ويقصد بالبديعة في البيت الثاني الذات العظمى » أو النور الاول الذي 
أفاض الموجودات وأبدع الكائنات بقدرة منشئه » ومبدعه وعنه بدت كل المعاني 


٠ والاسماء‎ 


| 6ه" د 


ويحجدر بنا أن نلاحظ الدقة في قوله : و « عنها » بدت كل المعاني الدقيقةء 

فالموجودات بدت « عنها » افاضة » لا « منها 6 انبثاقا ٠‏ 
جد جو 

واذا كان المكزون يقول ينظرية « الفيض » » فان ابن عربي يقول بنظرية 
« الهياء »6 ء 1 

يقول ابن عربي : 

بدء الخلق الهباء » ويدعوها غيره الذر ب أو الذرء ‏ وأول موجود فيه 
الحقيقة المحمدية الرحمانية الموصوفة بالاستواء على العرش الرحماني » وهو 
العرش الرحماني ولا أين بحصرها لعدم التحيز ٠‏ 

ويتساءل : ومم وجد ؟؟ ويجيب : من الحقيقة المعلومة التي لا تتصف 
بالوجود ولا بالعدم ٠٠‏ وفيم وجد ؟؟ في الهياء » ٠٠‏ وعلى أي مثال وجد ؟؟ على 
المثال القائم بنفس الحق المعبر عنه بالعلم بهم ولم وجد ؟؟ لاظهار الحقائق 
الالهية »+ وما غابته ؟؟ التخلص من المزجة فيعرف كل عالم حظه من منشئه من 
غير امتزاج ٠‏ فعايته اظهار حقائقه ومعرفة أفلاك العالم الاكير وهو ما عدا 
الانسان » والعالم الاصغر يعني الانسان * روح العالم » وعلته وسببه ء وصح 
له التآأله :لانه خليفة الله في العالم ( واذ قال ريك للملائكة اني جاعل ف الارض 
خليفة ) والعالم مسخر له مألوه به كما أن الانسان مآلوه لله ( الفتوحات المكية 
جاص 6٠1)ء ٠‏ 

والحقيقة المحمدية عند ابن عربي يرد اليها كل شيء فهمي الموصوفة 
بالاستواء على العرش الرحماني » ولا تتحيز » ولا يحصرها أبن وهذه حالة 
الهية » والانسان اله ومألوه في وقت واحد ».وتتيجة ذلك تظهر لنا أن أبن عربي 


ال ل 


لا يعرف النظرية البسيطة التي تقضي بأن الله منفصل كل الاتفصال عن العالم 
وإ ادس يدض اسية بج دكن مكيلا + 

ولكن ما يقصد ابن عربي في قوله : ان غاية الخلق التخلص من « المزجة » 
فيعرف كل عالم حظه من منشئه بغي امتزاج » فهل كان العالم في ضمير الحق 
على نحو ما تكون الاشجار الكبيرة في ضمائر البذور ؟؟ 

أما « الهباء » أصل الخلق عند ابن عربي » المتفعل عن ارادته المقدسة » 
والمسمى عن الحكماء « هيولى الكل » فقد قبل منه تعالى كل شيء فيه » حسب 
استعداده وقوته كقبول زوايا البيت نور السراج ( التتوحات المكية جاص 
٠ ) ٠+‏ 

ولكن من الذي أوجد الاستعداد والقوة والقبول في عالم الهباء » ومن 
ماين بين بعضها ف الاستعداد والقنول ؟ وكلها من منشاً واحد » هو الاتفعال 
عن ارادته المقدسة ؟ وما هي الحقيقة المعلومة التي لا تنصف بالوجود ولا بالعدم 
والتي وجد منها الهباء وكانت الحقيقة المحمدية أول موجود فيه ٠‏ 

ان مناورات ابن عربي وان تكن أغنت الثقافة الصوفية ‏ فقد خلصت 
الرجل من مصير كمصير الحلاج » وتركت لنا مجموعة من المعميات ٠‏ 

ونتحرز المكزون من آراء الحلوليين » والاتحاديين. فنراه يقول : 

ولي : ولها بين د الظلال » تواصل2 بغير مزاج » والجسوم قراب 

فالروح في عالم: الظلال » أو عالم الذر » أو الذرء وان اتصلت بور مبدعها 
فهو تواصل افاضة ومدد لا اتصال مزاج واتحاد ٠‏ 

وآنكر من ( ليلى » الحلول بصورة ‏ ترحلها عنها مطايا الميسة 


* # ب 
ويعدل: من عدل الهوى بادعائه « اتحادذا » لاعيان الوجود الكثيرة 


2-7 


وكيف يصح ( الاتحاد ») وشاهف العيان على الاضداد بعض الادئة 


* ب و 
والخلاصة : 


١‏ ان المكزون من المدرسة « الفيضية » القائلة : ان الوجود ننا وافاضة» 
ولم شبثق « من » الله » أو « عنه » انبثاقا ٠‏ 

؟ ‏ هذه « الافاضة » صدرت عن العقل الفعال » أو النور الاول أو الفعل. 
الذي صدر عن فاعله ٠‏ 

ب كل الكائنات صدرت عنه لا منه » وهي لذلك غير مساوية له في 
الجوهر ٠‏ 

ل الحق تعالى منزه عن الاسماء » منفرد عن الصفات » محرد عن الصور» 
وهذا خلاف لا عليه القائلون بالوحدة » أو الاتحاد ٠‏ 

ه ب العقل الصادر عن الحق يسمى مشديئة » أو حجاب الشيئة * 

١‏ - المدرسة « الفيضية » التي ينتسب اليها المكزون مغايرة كل المغايرة 
للمدرسة « السالمية » التي ينتسب اليها ابن عربي وأضرايه07) : 

؛ ‏ لا يرى أن الله هو « غيب مطلق » كما يرى ابن عربي » ولكنه غيب 
وشهادة لان الغيب يفترض « العدمية 6 ٠‏ 

م لس برى الله غيبا وشهادة ٠‏ فالعيب لثلا بقعم ضمن الحدودٍ والجهات » 
والشهادة للاثبات والوجود ونفي العدم كما سبق وقلنا ٠‏ 
(1) الدرسة السالية أسسها سهل التستري التوفي سثة 147 ها وهي التي 
أعظت المتكلم الصوفي المعروف أبا طالب المكي المتوفي عام .م8 هن وهو الذي أثر 
في الغزالي المتوفي سنة ه ١ه‏ دفي أبن عن بي المتوفي سئلة 718 ه وهذه المدرسة 
تعني بالقلب الديالكتيكي لجعل المقتضى لي اجالتتا نج الواحدية »© أي اعادة الاشياء 
للواحد » في المقالة الرابعة عشرة من القالات السالية ان الله يقرا على لسبنان كل 


قارىء فاذا! سمعت القرآن من قارىء فالما تسمعه من الله ( ماسيئيون ميجموعة 
نصؤص غير منشورة ) . 


رةه" مه 


هالا بأخذ بالجبر ولا بالحلول ولا بالوحدة الوجودية » ولا بالاتحاد ٠‏ 
٠٠‏ له رأي خاص بالاتحاد « الشهودي » الذي نلخصه فيما يلي : 
الوحدة الشهودية هي غير الوحدة الوجودية » وغير الوحدة العددية » 
وغير الاتحاد وتكون حال التجلي » ولا يتم هذا التجلي أو هذا الاشراق » الا 
اذا أقبل العبد على الله بالكلية » وقطع كل العلائق المادية » وتطهر من الرغبات 
الفانية » واستغرق بالتفكير في الجمال والجلال » وتحرر من قيود المادة » وقيود 
الجسد » فيشرق الله في نفسه ويححبه عما سواه » ويغيبه عن ذاته فيبلغ مرتبة 
الكشف والمشاهدة » فيغرق في الجمال الالهي ويسكر باللذاذات المعنوية » فيرى 
مالا عين رآت » ولا أذن سمعت » ولا خطر على قلب يشر فيكون قائما مع الله 
بالله » قيام تجل واشراق ومكاشفة » لا قيام حلول » أو اتحاد » أو مزاج واختلاط» 
لبيت لمسا دعتني ربية الحجب ١‏ وغبت «عني») (بها) من شدة الطرب 
واحضرتني من غيبتي لتشهدني) جملها في حجساب غي محتجب 
لقد غاب « بها » عن ذاته » وهذه الغيبة عن « ماديته » هي عين حضوره 
« بروحانيته » انها غياب ا الكثيف » وحضور « اللطيف » ٠‏ 
قيام ‏ في » الحق « ب » الحق » « مع » الحق ٠‏ 
قيام « اثنينية » لا « وحدة » ٠‏ 
قيام افراج » لاامتزاج ٠‏ 
لو كنت مني ما غبت علي ولا تفيرت عن كياساني 
بل أنا ممن الي لما ضللت علي » به هداني 
ولي فضل على البرايا ‏ تنشرئني كلماسا طواتي 
به أرائني» كماأراه قائيبت التفبي بالهيان 


سالهه” سد . 


وعن حلول » وعن أفول وعن تنسساعر وعن كتف تدان 
خا د عو 
م مررت بتربة مرت بهما ليلى » ولاحت دونهما الاعلام 
وجلا علي الفكر صورة حسنها معنى تداخلني له الا عظقام 
ولغيبتي «بي» عن «عيان» شهيدتي أشكو النوى » ولها الفتراد مقام 
ا علو 1 
أنسي بذكرك من ناسيك أوحشني2 وفيك عابنت فقدي عين وجدانى 
يامن بقاء وجودي في الفناء به أدم على” فناءءة فيك أبقانى 
خ# عار عاو 
يقول المجوبري ف غ2 كشف المحجوب » : الفئاء درجة كمال لا سلغها الا 
العارفون الذين تحرروا من آلام المجاهدة » وخلصوا هن سحن المقاماتو الاحوال» 
والذين اتتهى بهم الطلب الى الكشف ء قرأوا كل مرئي » وسمعوا كل مسموعء 
وأدركوا كل أسرار القلب » والذين اعترفوا بنقص كشفهم » وقنوا في مقصدهم 
ومسآالة الفناء واليقاء في آن وإلحد هى النقطة الاخطسر 
والادق بالنسبة الى كل جهد في التفسير الصوفي » حيث يلقي التوحيد بأربابه 
حين يكشف لهم « سر السر » ف هذه الحال الباطنة التى ريصفها المصطلح الصوفي 
آنا مال قاء وكا مقا :د 
ولقد وآينا كثيرين منهم يخلطون بين الوحدة الوجودية » والوحدة العددية» 
هذا هو ابن سينا برى أن الماهية المخلوقة لا يمكن أن تتقبل اشعاع :الجمال الالمى 
والخلط بين الوحدتين يحدث لهذه التحربة الصوفية العالية بمعارضتها 
.للتضاد حيث يستشعر السرور « بالاثنينية » الفئاء واليقاء في وقت واحد ٠.‏ 
ولكن « وحدة الشهود » التي يقول يها المكزون » تحل المشكلة » فليس 


سد 6ط" سدم 0 


هنالك « تضاد تتحد » » وانما هناك صفاء تحل »© يستدعيه صفاء نمس ٠‏ فيلوح 
صقاء النفس أمام صفاء التجلى بدون مزج واختلاط ٠.٠‏ وانسا ف تعال من 


الاشراق والاستعداد ٠‏ 
ومغيبي « بي 2 عنك عين احتجابى 


أزال حكم وجودي اذ تمكن بى 


فدام عمر بقائمي في الفناء له 
فأشهدنا_ في الغيب عنه# حضوره 
انحن اللخ شان لحان 


آنا في فقدي وجحودي 


وبستري هواك كشف قناعي 

عن وجودي » ففيك عين اطلاعي 
66 

وجدي وغيب ف ذات الصفا ذاتي 

وضل عن موضعي أهل الاشارات 


©»6» 
وغينا ‏ في حال مشهده ب عنا 
عن 
عن الخلق فلن ببقى 


»»»© 


الخكلق به شنا 


ومغيسسي ف شيودي 


هذه هي الوحدة التي يقول بها المكزون » وان جاء في شعره ما يستشعر 
منه غير هذا المراد فليس: ذلك الا ضروب من التعبير اللفظي » مع وحدة المقاصد 


كقوله بلسان المحاج ٠‏ 
قال أرى « الاشتات » في 


وتدعمى « وحدت له © 


دارك « جمعا » مختصسسر 


في « كثرة » لا تتحططمطسسصر 


عاد عن 


أبن ؟ لا آين كي بفر اليه 


منك ؟ بل أين أنت ؟ والاين فيك 


واليك اتتهاء كل وجود فلهذا استخ سال ما ينهيكئا 
فهذا وأمثاله على معنى « الاحاطة » » وبسط السلطان » ++ وسع كرسيه . 
السموات والارض » ثم على .معنى <« وحدة »-الافاضة » والخلق والمدد » فهو 
واحد في الخلق واحد في المدد » أي لا مشارك له في كل ذلك » ولا يعنى انه 
وخلقه شيء واحد ٠‏ وقد تقدم من ايضاح ذلك ما فيه الكفاية ٠‏ 1 
ان واجب الوجود لا يتعلق بغيره تعلق احتياج ٠‏ وانما يتعلق بغيره تعلق 
فعل وتأثير ء المعلول يتعلق بالعلة » والعلة لا تتعلق بالمعلول » ولا يمكن أن تنفى 
علاقة المعلول بالعلة اطلاقا ٠‏ 
قالوا : ترى ما به ؟ لما رأوا ولهي فقلت : فيمن أنا » والكائنات بيه 
عين الحياة الذي ما عنه لي صدر اذ ليس للحي شرب دون مشربه 
هذا ونحد أن هناك من يستشهدون بهذا على « وحدة الوجود ©» 
ولعل أبلغ ما نختم به هذا البحث هو ايراد هذه الابيات التي يحتج بها 
ساخرا متهكما على القائلين بالوحدة » وان أحدهما عين الآخر ٠‏ 
حاجج لمن قال : أنا أنت » بال غرب » وبالشتم » وبالصمك 
فان أبى ذامنك » قل : ملت عن20 توحيدك المحض الى الشسرك 
اذ رحت لا عفت ذا مثيتا الغيرك الفمل بلا شك 
666 
ويناقشون المسألة # مسالة وحدة الوجود ب 
١‏ مما لا'شك فيه أن في الانسان شمائل روحية وخلقية » وصفات سامية» 
وكلها من معطيات الخالق ٠‏ 
؟ ب وف الانسان أيضا صفات حيوانية منحطة تبعده عن الكمال والسمو» 
وتنزل به الى أحط الدرجات ٠‏ 
لا لك 


 «*‏ وحين تقول بوحدة الوجود فائنا نقضي بأتنا جزء من الله » أو اتناالله» 

فهل يلتقي الانسان سما وانحطاطا » وطهارة ورجسا في الله ؟ 

ل اننا نجوع ونظماً ونشبع ونروى » ونحب وتكره » ونرضى ونغضب 
ونقنع ونطمع » فهل نلحق هذه الصفات بنا كبشر مخلوقين » وتنزه الخالق عنهاء 
تحقيقا لاعتقادنا بكماله » ويكون بذلك اتفصال وانفصام بين صفات المخلوق 
وبين كمال الخالق وتبطل « الوحدة » وتقوم.« الاثنينية » أم نقول « بالوحدة » 
وف ذلك الحاق لكل هذه الصفات بالواحد ؟ 

ه ‏ أنقول بوقوع الثواب والعقاب ؟ أم نبطله ؟ 

من شيينا اذا أحسنا ؟ أو يعاقينا اذا أسآنا ٠‏ 

ألسنا جزءا من الله » وبضعة من واجب الوجود كما تقول النظرية ؟ أو 
كل منا هو الله كما يقول ابن الفارض « متى حدت عن قولي « أنا هي » والحلاج» 
والبسطامي » ٠‏ 

أيحسن الله » ويثيب » ويسيء ويعاقب في آن واحد ؟ 

ومن .ثيب ؟ ومن يعاقب » ومن يثاب ؟ ومن _يعاقب ؟ 

١‏ كيف يتم التكليف مع القؤل بوحدة الوجود ولم" شرع ؟ ولمن ؟ 

هذه بعض الاسئلة التي تطرح نفسها » وتطرح معها العديد من المشاكل 
كما ترى ٠‏ 

وقد حاول ابن عربي حل مشكلة التكاليف حلا طريفا فنصح العوام 
بالاكتفاء بظاهر الشريعة » فيفهمون الثواب والعقاب على نحو ما يفهم الجمهورء 
أما هو فقد احتفظ بذلك السمو الروحاني لنفسه » ولغيره من أقطابالواصلين» 
فمن سمت به التجليات الى مقام الفناء عرف أن لا موجود الا الله » واستطاع 


أذ اذ 


أن يقول : أنا الله !! ولكن هل هذا حل للمشكلة ؟ آم أنه يجددها ويطرحها ؟ه 
| وكما حل ابن عربي مشكلة التكاليف » فقد حل عفيف الدين التلمساني 
مشكلة الحلال والحرام على طريقته الخاصة » فهو لا يرى حلالا ولا حراما » 
وختى في ايتاء الكبائر » وجوابه لمن يشكر عليه ذلك : أنت محجوب ٠‏ 
فاذا كان كل موجود جزءا من الله » أو هو الله. الوحدة آ فكيف حدث 
التباين بين الناس وأصبح. فيهم خواص وعوام متفاوتون في المراتب والاقدار ٠‏ 

لماذا ينعم الخواص العارفون بالسعادة الاشراقية » ويخرم العوام الجاهلون 
من هذا النعيم المقيم وكلهم في الاصل « أجزاء » من « الكل » ؟ ٠‏ ش 

فاذا قيل : هذا يعود الى الاستعداد » وقبول وارد المدد ٠‏ 

فيقال : من الذي أعطى الاستعداد » وهياً لقبول وارد المدد ؟ 

أليس هو الله ؟؟ 

وقد يقال : ان الاخذ بمذهب وحدة الوجود ‏ على التعبير والقصد عند 
ش الحلاج والسهروردي والفارض وابن عربي وأضرابهم ‏ ينسف قواعد الاخلاق» 
فهل نملك التفريط في هذه القواعد التي تريط وتنسق العلاقات الاجتماعية » 
وأقل محاولة للنيل من القواعد الاخلاقية الطبيعية والوضعية تعرض المجتمع 
للفساد » وتودي بالفلاسفة والمتصوفة آتفسهم ٠‏ 


مم 


مقارنة 
مقارنة حول نظرية الفيض عند الفارابي وابن سينا والككزون 

تقدم معنا في بحوثنا السابقة شيء من المقارنات بين المكزون وبعض 
الفلاسفة » حول نظرية الفيض » والان نرى لزاما علينا أن نجري مقارنة بين 
المكزون والفارابي وابن سينا حول هذه النظرية » ولكن بكثير من الايجاز ٠‏ 

كثيرون من مؤرخي الفلسفة يجمعون على القول بأن أفلوطين7؟ أول من 
جاء بنظرية الفيض وعنه أخذ كثير من الفلاسفة الذين جاءوا بعده ومن أشهر 
فلاسفة العرب الذين قالوا يهذه النظرية الفارابي وابن سينا واخوان الصفاء 
وكثير من فلاسفة « العرفان الاسماعيلي » ٠‏ 

ونرى أثر افلوطين في الفلسفة العربية ظاهرا » وذلك لان الافلوطينية تتلاقى 
بالتزعة الصوفية الاتحادية » ولانه في آرائه متأثر بالفكر الهندي والفارسي » 
وينزع عن المادة الى الروح ٠‏ 

ونظرية الفيض عند الفارابي وابن سينا وأمثالهما لا تخرج عما جاء به 
أفلوطين ٠‏ 

ويقال ان نظرية الفيض هذه مشتقة من نظرية الكواكب الالهية عند أرسطو 

ونورد الان عرضا عاما موجزا لهذه النظرية عند الفارابي وابن سينا » ثم 
نورد ما جاء فيها عند المكزون ٠‏ 





)١(‏ ولد أفلوطين في ليقوبوليس ( أسيوط ) واخذ الفلسسفة عن امونيوس فيالاسكندر بة 
ورحل الى سورية والبراق وفارس واطلع على الفكر الهندي والفارسي © ثم عاد 
الى سورية » وسافر الى روما » واستقر فيها حتى' توفي وقد نشر فلسفته تلميذه 
فورفوريوس في ستة محموعات »© ودعاها « التاسوعات » . 


2 





١‏ ل نظرية الفيض علف الفارابي 


الوجود الاول © أو ائله » واجبه الوجود بذاته ولذاته 


الوجود الثاني » أو العقل الاول » ممكن الوجود بذاته » واجب“الوجود بغيره 


3 0 


222222 ا 1 


الوجود الثالث » أو المقل الثاني السسماء الاولى 
٠‏ الوجود الرابع » أو العقل الثالث كرة الكواكب الثانية 
مات ا جل رو لصفيو ا ا ار اك اكه 3 51 ال لا ل 1 ات 
الوجود الخامس »© أو العقل الرايع كرة : 
الوجود السادس » او العقل الخامس كرة المشتري 
الوجود السابع © أو العقل السادس 000 كرة المريخ 
الوجود الثامن © أو العقل السابع كرة الشمس 
الوجود التاسع » أو العقل الثامن 0 كرة الزهرة 
الوجود العاشر »© أو العقل التاسع كرة ا 
الوجود الحادي عشر » أو العقل العاشر « 'العقل الفعكل » ش كرة القبمر 


١ 


خا #6 عو 


قالفارابى يرى أن الاول هو واجب الوجود 6 لا غابة من وجوده » فعانته 


0-7 ل ا 


بذاته » ولكن وجود واجب الوجود يلزم ضرورة أن يوجد عنه سائر المخلوقات 
« فيضا » عن وجود الاول الواجبي الوجود » فوجود غيره فائض عن وجوده » 
وعلة وجود العالم ليس « ارادة » الخالق القادر » بل علمه يما يحب عنلهء 
فالاشياء ظهرت لكونه عالما بذاته » فاذن علمه علة لوجود الشيء الذي بعلمه2"30. 

تصدر أولا عن العقل الفعال « الهيولى » وهي مشتركة بين جميّع الاجسام 
وهذه الهيولى تتأثر بدوران الافلاك المتباينة بالجوهر والنسب والحركات » ومن 
هذا الدوران في الافلاك تحدث في الهيولى استعدادات مختلفة » وعندئذ يفيض 
العقل الفعال على هذه الاستعدادات صورا تلائمها » فتتكون في البدء 
« الاسطقسات » الماء » الهواء » التراب » النار » وهي عناصر بسيطة غير مركبةء 

تتمازج هذه العناصر ببعضها فتحصل من هذا التمازج أجسام تختلط فيما 
بينها » ويختلط بعضها مع بعض العناصر » فتحدث امتزاجات أكثر تركيبا » وأكثر 
تعقيدا » ثم تحدث استعدادات » وعندئد يفيض العقل الفعال على كل استعداد 
صورة تلائمه » فيحصل من ذلك الابخرة » فالسوائل » فالحمادات » فالنياتات» 
فالحيوان » وأخيرا الانسان » وهو آخر ما يحدث لانه أكثر تعقيدا في اختلاطاته 
وأكثر تشعبا في انتزاجاته” وهو أفضل .ما :يسدق .عن العقق الفعال + وأففسل 
المخلوقات في العالم الارضي » وحين يوجد الجسم الانساني الكامل الاستغداد 
فيض عليه العقل الفعال نفسا فيغدو انسانا سويا متحركا ٠‏ 

والعقل البشري الذي يعقل المعقولات « بالقوة » هو بحاجة الى العقل 
الفعال لكي يعرف هذه المعقولات ب « الفعل »6 9© 

وعلى هذا قالفارابي يرفض القول : ان النفس تنتقل من جسم الى جسم» 
)١(‏ عيون السائل . 
(0) مسسأثة القول : ب « القوة » و « الفعل » اهتم بها كثير من الفلاسفة © وأكثر 


من أهتم بها فلاسفة « العرفان » الاسماعيلي ودعاتهم . 
سا لم لد 


فهي نفيض على الجسم من العقل الفعال ساعة يتم حدوث الاستعداد في الجسم» 
كما يفهم من قوله : انها غير سابتة على وجود الجسم » فلا يجوز وجود النفس 
قبل البدن وهذا يعني رفض نظرية التناسخ 90 ٠‏ ش 

كما نرى أن الخلق ف علمنا الارضي يبدأ عند الفارابي من الادنى الى 
الاعلى » هن الابخرة حتى الانسان » وفي العالم العلوي من الاعلى الى الادنى 
من العقل الاول حتى العقل العاشر ٠‏ 

والفارابي وان استنتجنا من بعض أقواله عدم الايمان بالتناسخ » فاتنا 
نراه مضطريا في مصير النفس اليشرية فأحيانا يرى أن النفوس الصالحة بعمدا 
مغادرة الجسد تحيا طليقة من المادة وتتتكون جماعات فتحيا في نظام أبدي مؤلفة 
كيانا مستقلا وكلما غادرت نفس صالحة جسما اتصلت ف هذه الجماعة بالملاء 
الاعلى وكلما ازدادت الجماعة ازدادت لذتها ٠‏ 

أما الانفس الشريرة فمصيرها الشقاء وتتشكل جماعات من الانف سالشريرة 
وتشقى بالنظر الى هيئاتها الرديئة التي تشكلها بعد انحلال الجسد وكلما ازدادت 
الجماعة ازداد شقاؤها وبعضها تهلك وتصير الى العدم كأرواح الحيوان فتنحل 
الى العناصر الاولى وتختلط من جديد اختلاطا يكون منه حيوان ؛ أو انسان ء 

وله رأي آخر وهو : ان النفس اذا فارقت الجسد » ولما تتهذب بالفضائل » 
ولما تأت الاعمال الصالحة » فانها لا تستطيم مفارقة المادة ».ولذلك تعود كك 
جسد تحل فيه ٠‏ جسد يكون غالبا جسد حيوان تتمثل فيه الاخلاق الذميمة 








)١(‏ ابن سينا © والفلسفة العربية ».. ودراسات في الفلسفة اليونانية والعر بية. 


ا 


وحينا يرى أن النفس الشريرة'تدخل جسم حيوان وتتعذب حتى قتصفى 
من أدرانها » لتعود من جديد مستعدة لبلوغ مراتب الكمال ٠ 2١"‏ ش 

أما سعادة النفس فهي كثرة الافاضة عليها من العقل الفعال » لتقترب منه» 
' وفي هذا الاقتراب منتهى سعادتها ٠‏ 


السس ب يبي ىح سس ب 0 


”7 لد م54 


' ل نظرية الفيض علد آبن سينا 


8 الواجب الوجود 














د 

المقل الاول 

1 0000 ١ / 

العقل الثاني مادة الغفلك الاقصى نغسى. الففك الاقصى 

6 7 ١ ِ 

العقل الثالث ‏ . مادة ألكواكب الثابتة ‏ نفس فلك الكواكب الثابتة 

: ْ / 

العقل الرائبع مادة فلك زحل ‏ نفس_فلك رحبل 
' 1 

المقل الخامس مادة فلك المشستري نفس فلك المشستري 

/ ا 

العقل السادس مادة فلك الكريخ 1 نفس فلك الريخ 

ْ / 1 

العقل السابع مادة فلك الشسن نقسن فلك الشمسسن 

1 ا ا 

العقل الثامن مادة فلك الزرهرة نفس فلك الزهرة 

ا ْ ِ 

العقل التاسع مسادة فلك عطارد نفس فلك عطارد 

0 5 ا 

العقل العاشر مادة فلك القمر نفس فلك القمر 

أو العقل الفعال 

العالم الارضي 


ل 


١‏ س الله واجب الوجود بذاته ولذاته » وعلة العلل » وغيره ممكن الوجود 
بذاته » واجب الوجود بغيره » ليبس جسم » ولا مادة » ولا صورة » ولا مادة 


معقولة لصورة معقولة » ولا صورة معقولة في مادة معقولة ٠‏ 


؟ ‏ المعلول الاول الصادر عن الواجب » وان كان بسيطا غيز مركب ©6. 


فهو ليس واحدا من بجميع جهاته » ولا بسيطا من جميع نواحيه » ذلك لانه مسكن 
نذاته » واجب الوجود بغيره » وبما أنه يعلم أنه ممكن بذاته » واجب بواجب 
الوجود » ويعلم الواجب » فهذا العلم المتعدد الوجوه هو نوع من « الكثرة »6 
ولذلك أمكن أن تصدر عنه « كثرة » ٠١‏ والا لما جاز أن يصدر عن الواجب 
الوجود الاول ‏ الذي ليس له حيثيتان # الا واحد بسيط غير مركب ء» وما 
كان بسيطا غير مركب لا تصدر عنه « كثرة » ٠‏ 

والفيض الاول يحدث هكذا : 

العقل الاول يعلم < الاول » أي الواجب » فيفيض عنه « عقل » ثان » 
١‏ ويعلم نفسه أنه ممكن بذاته فتصدر عنه « مادة » الفلك الاقصى » ويعلم ينه 
كواجب الوجود بغيره فتفيض عنه « نفس © الفلك الاقصى وهكذا الى العقل 
الفعال ٠‏ 

فالعقل الاول يعلم ثلاثة أشياء : 

١س‏ بعلم الاول الواجب الوجود ٠‏ 

؟ ب يعلم تفسه أنه ممكن بذاته ٠‏ 

عاب يعلم نفسه انه واجب الوجود يغيره ٠‏ 

فمن « ثلاثية » علمه » أي علمه الاول » وعلم نفسه بحالتي الوجوب 
والامكان » حصلت له « كثرة » ولذلك صدرت عنه « كثرة 6 وهي العقل 
والمادة والنفس ء 


تال 


ويرى ابن سينا # كما يرى الفارابي ‏ أن الاخسام الطبيعية تتكون من 
هيولى مشتركة بين جميع الاجسام تفيض عن العقل الفعال » ومن صورة تفيض 
أيضا عن العقل الفصال حسب الاستعدادات. التي تحدث في الهيولى تحت 
تأثير الافلاك ٠‏ 

وعن الاستعدادات الاولى تفيض الصور فيحدث أول ما يحدث الاسطقسات 
الاربعة الماء والهواء والتراب والنار * 

وتحدث امتزاجات جديدة في العناصسر الاربعة فتحدث فيها استغدادات 
تفيض عليها صورا من العقل الفعال فتتكون أجسام » وتحدث بين هذه الاخسام 
امتزاجات جديدة » أو بينها وين العناصر الاربعة » فتحدث أيضا استعدادات 
جديدة » وتفيض عليها صور ملائمة فتحدث المعادن فالنبات فالحيوان فالانسان 

ويتوالى حصول الامتزاجات ثم حصول الاستعدادات » ثم فيض الصور» 
وهذا يعني توالي الكون والقساد في عالمنا الارضي 2 

ويرى ابن سينا أن الكائنات جميعها في صبوة الى الامثل » الى المعشوق 

الاول » الى الله » خفي العالم العلوي تتحرك الافلاك شوقا الى عقولها » والعقول 
شوقا الى الاول الاكمل » وفي العالم الارضي تنوق الارواح الى الانطلاق تلحو 
بعالمها الاعلى ٠‏ 

والمشابهة كثيرة بين ابن سينا والفارابي وخاصة في تسلسل « الفيض » 
والخلق ء فالعالم. العلوي يبدأ من الاعلى الى الادنى من العقل الاول حتى العاشرء 
والعالم السفلي على العكس من الادنى الى الاعلى من الجماد الى الانسان 
مارا بالحيوان والنبات ٠‏ 


لاب لد 


ولا يختلف عنة في القول بالاسطقسات 4 والهيولى « والافاضة 6 
والامتزاجائته » والانععداذات” » والصور 34 ولكن اين سينا يرى أن الافلاك 
والعقول هي ملائكة وان العقل الفعال هو جبريل > أو شبيه به عند الفارابي 


وكلاهما ناته واسطة بين العالمين » وان الانسان مميز عند الله » فقد بدأ الخلق؛ 


بأشرف الجواهر ‏ العقل الاول ‏ » واختتم الموجودات ‏ الانسان ‏ » وال 
العالم الصغير » فبالحيوانية يشارك الحيوان » وبالطبيعية شارك النبات » 
وبالانسانية يوافق الملائكة ٠‏ ولكنه لا يضع سببا أو علة لهذا التمييز الذي ميز 
الله نه الانسان عن سائر المخلوقات » ولكن المكزون يضع سببا وعلة لهذا التمييز» 
وسيأتي القول عنه في المقارنة بين الفارابي واين سينا من جهة » وبين المكزون 
من جهة ثانية ٠‏ 

لكن الفارابي يدعو رتب الملا" الاعلى وحجودا أو عقلا » ثم كرة » أما ابن 
سينا فيسميها عقلا » ومادة » ونفسا ؛ ويرى ‏ كما يرى الفارابي ‏ أن النفس 
ليست أقدم من البدن » ولا يسكن أن توجد قبل وجوده » وانها فيض منالعقل 
الفعال حسب الاستعدادات » التي تحصل من الامتزاجات بين العناصر والاجسام» 
فكلما: حصل استعداد فاضت عليه نفس * 

ويرى أن النفس ذات واحدة ولكنها منقسمة ‏ على نحو ما ويظهر 
ذلك بتعدد وظائنها في الجسد » وتظهر بثلاث قوى : النباتية » والحيوانية » 
والناطقة ٠‏ 

فالنباتية تظهر غاذية » ومنمية » ومولدة ٠‏ 

والحروانية : محركة » وحركتها قسمان : باعثة وفاعلة »» 

ومدركة : وادراكها قسمان : من الداخل » ومن الخارج * 


والناطقة: وهي عالمة وعاملة » فالغاملة تحرك البدن نحو الاعمال التي فيها 
ع الافسان » والعالمة تدرك الكليات وتنظر الى الاعلى لتنفعل فيه ٠‏ 
نظريسة الفيض عند المكزون 
١‏ واجب الوجود بذاته ولذاته 


؟ ب ممكن الوجود بذانه ؛ واجب ألوجود بغيره » النور الاول »© أو العقبل الفعالى» 
أو المشيئة ) أو حجاب المشسيئة »© أو القلم الجاري »© أو الكلي الجرني . 





اس العالم الاغلى 
اللوح ْ الفلك الاطلسس (1) 
ااال ل ا ا 
الحروف 1 اليسائط الاولى 
اللي 111000000000000 
الاول. كون زحل (؟) 
1١ 03‏ 
الثاني كون المثستري 
22-5555952 
الثالث كون اللمريخ 
ا ا يت 00 772060 
الرابع | كون الشمس 
١ 1‏ 
الخامس كون الزهرة 
١ 1‏ 
السادس كون عطارد 
السمابع كون القمر 
+ العالم الادنى » أو البسائط الثانية 
العنصر الاول الماء 
العنصر الثاني الهواء 
العنصر الثالث النار 
العنصر الرابع التراب 


/إا ه - العالم المركب 
١‏ الانسان » الخيؤان » النبات »© الجماد. 


5/ث7 ا 


١‏ واحب الوجود بذاته « أفاض » النور الاول » أو « المشيئة » » أو 
العقل الفعال » أو القلم الجاري ٠‏ 

؟ ‏ والقلم الجاري أفاض الحروف ء أو البسائط المجردة » أو العقول» 
أو الافلاك » أو الاكوان ٠‏ 

سم _ والحروف فاضت عنها الاكوان الاربعة كما عند الفارابي وابن سيناء 
أو الخمسة كما عند المكزون ٠‏ ويسمونها البسائط الثانية » أو العناصره 

وبامتزاج العناصر الاربعة » البسيطة قامت المركبات ‏ العالم المركب» 
أو الاجسام أي الانسان والحيوان والنبات والجماد ٠‏ | 

ه ‏ وأفاض العقل الفعال » أو النور الاول على كل عنصر ما بلائيه » 
وحسب استعداده وقبوله » كالسيل في الاودية » كل واد يسيل ب « قدره 6 .*' 


قال المكزون : 
ليس بمسبوق الوجود جوده 
جل عن التحويل » والحلول في ال 
منفرده ملزه مج رد 
« شاء » فأبدى للبدا « مشيئة 6 
لم بجر ما أجرى عليه »ء لا ولا 
« القلم » الجاريي » الذي مداده 


وحل من « تركيبها » « بسائطا » 


ججة 
(1) يقول المكزون * 
أصبحت في الكون بلا حينز 


قاين أهصل الابن ف دارتي 
ويقول * 
واتفلك “الاطلس مركرنر 


() بسمى المكزرون الافلاك أكوانا قال : 


اوقيت في الاسباب حتى صرت من 


لذاك لا فده مر الدهر 
أبن » وعن هجر مقال من هجر 
عن الاسامى والصفات والصور 
بقطرة + تامره + امبل: القطمين 
ساواه في الرتبة ما عنه صدر 
لأحرف التنزيل في اللوح سطر 
في قبضها البسط لارواح البشسر 


.وكلسا فق الكلبون ف حيزي 


والفلك الاطلس في مركزي 


به ححيطا مني الترب 


فوق السحاب » طرتامنكونالقمر 


تت ويس عت 


قدرهم بجوده د آودية » فسال منها كل واد ب « قدر »(00) 
فاحتمل الاخر منها ماكلنا نيفعه 6 شفي عن الناس الفرر 
افبظه .من راحة القلال فى .دار الفا :الحتبازة سد التظير 
والزيد الرابى الحفناء ذاههيا عن مذهب الرشد الى الغي نفر 
أورده اتدل تيتوة لالشييسيسشسة من الردى ما صده عن الصدر 
المقارنة : 
١‏ بلاحظ أن هناك توافقا بين الفارابي » وابن جأسينا + واللكزون في انظرية 
« الفيض © ٠‏ 
فكلهم يبدأون من حالة « سكونية » ثبوتية » تجريدية قبل الوجود الثاني2 
ل ا خاصة فكان 
الموجود الثاني ان 
والمكزون يعبر عن الحالة الاولى بالسكون والرتق » وعن الحالة الثانية 
بالحركة والفتق ٠‏ 
والفتق بعد الرتق » والسكون والتح ريك » والمقدور فيه » والقدر 
؟ ‏ ويلتقي المكزون مع الفارابي » وابن سينا بأن العالم نشأ « فيضا » 
عن النور الاول المفاض بأمر واحجب الوجود » وان هذا الفيض تسلسل من الاعلى 
الى الادنى وان اختلفت التسميات عند كل منهم فالفارابي يدعو كل كون وجودا 
أو عقلا ويسلسل الاكوان وفق الافلاك » وابن سينا يدعو كل كون عقلا » أو 
ماذة الفلك > آما المكزون فيدعو الاكوان العليا بالحروف لانه يدعو الكون الاول 
ابعناء 
ولقد تعددت أسماء الكون الاول فاخوان ال الصفاء .الوا : إته العقل الفعال» 
ا را وما 1 أبتفاء حلية » أو متاع » زبد مثله » 
كذلك يضرب الله الحق والباطل » أما الزبد فيذهب جفاء » وامآ ما ينفع الناس 


فيمكث ف الارض كنالك يضرب الله الامثال ( الرعند ١‏ ) 
(؟) سكونية لانتفاء الحركة » وتجر بدية لانتفاء الوصف »© وثبوتية لانتتفاع العدم. 


(؟) وهي حالة « التشييء »© ٠‏ 
سالا مح 


وأحمد حميذ الدين الكرماني أطلق عليه :اسم العقز الاول » والسجستائي سماه 
٠‏ السابق » وغيرهم سماه الموجود الاول » أو الكاف » وسماه المكزون المشيئة » 
وحجاب المشيئة » وأصل الفطر » والقلم الجاري » أو الكلي ‏ الجزئي ٠‏ وقطب 
رحى الافلاك ٠‏ 

قطب رحى الافلاك فيها بدا ودورها وهو صراط قويم 


ادوائرالافلاك أفماله وما بها ثفل عداه النعيه"١»‏ 


كما أطلق اخوان الصفاء على الحد الثاني » أو إلكون الثاني اسم النفس'' 


الكلية 0 بينما سثْمَاةٌ الكرمانى المنبعث الاول 6 وجاء غيره فسماه « التالي « أو 
الموجود الثاني وغيرهم سمأة 2( اللوح « والمكزون سماة أيضأ اللوح ٠‏ 
ويدعو الكرمائى ححة الغرافين الحروف العلوية » مبادىء عالم الانبعاث. * 
ويذكر كيف وجدت عن بعضها ٠‏ 
م # والفارابي وان التقى مع المكزون ينظرية 2 الفيض « وغيرها من 
النظريات فانه بخالفه ينظربة « الخلق الارادي »6 فهو يقول : 
الله واحد لا غاية له » ولذلك فكل نظرية تدخل الكثرة على الله » أوالنقص» 
أو الغاية فهى نظرية فاسدة » ووجود ما بوجد عنهليس سبيا له بوجهمن الوجوه» 
ولا على أنه غاية. لوجوده الاول ٠‏ , 
انه لا يقبل بنظرية « الخلق الارادي »6 لانها تجعل من وجود العالم غاية لله» 
كما أنها لا تفسر لنا كيف تصدر الكثرة عن الوحدة المطلقة ٠‏ 
آما المكزون فيقول. بنظرية « الخلق الازادي »6 ٠‏ 
«قضى» جودها «فيض» الوجود فاظهرت - متميئتها قدما حجاب امشيلة 
فالقضاء والاظهار والمشيئة تعني 'الغاية ٠.٠‏ وما خلقت الجن والانس الاليعيدؤن 
(1) في بعض النسخ نقلا بالنون » وبعضها الاخر ثقلا بالثام المثلثة. رالصواب ‏ على 
اما تعتقد انها ثفلا بالثاء المثلشة والفاء وهو حجر الرحى الاسفل » أو جلدة بين 
الحجزين » أو هو ها يوضع تحت :الحجر الاسفل © والمراد به “زبابة عن الضعة 
والتدني ©» قال زهير بن 'أبي سلمى يصف الحرب : 
فتعرككم عرك الرحى بثفالها .... وعداه النغيم : تجاوزه : 


4 س الفارابي وابن سينا يرتبان. العقل الفعال عاشرا بالنسبة لتسلسل العقول 
“القارقة :وشتسون اليه خلق أو فيض العالم الارضي فقط ٠‏ 

أما اخوان الصفاء فيتفقون مع المكزون بأنه أول الموجودات : 

ا 0 

من التفس » وأشرف منها قايل لتأبيد الباري » علام بالفعل »220 , 

0 أيضا : يسمى أول ذلك « الفيض » العقل الفعال وهو جوهر بسيط 
روحاني » نور محض »© في غانة التمام والكمال والفضائل » وفيه صور جميع 
الاشياء » كما يكون في فكر العالم صور المعلومات '» وقاض عن العقل الفعال 
« فيض »© آخر دونه ف الرتبة يسمى العقل التفمل » وهي النفس الكلية وهي 
جوهرة بسيطة روحانية » قايلة للصور والفضائل من العقل الفعال » وفاض من 
النفس أيضا فيض آخر » دونها ف الرتية د يسمى الهيولى الاولى » وهي جوهرة 
روحانية يسيطة قابلة من النفس الصور والاشكال بالزمان » وأول صورة قيلتها 
الهيولى كان الطول والعرض والعمق » فكان بذلك جسما مطلقا » وهو الهيولى 
الثانية » ووقف الفيض عند الجسه0) ٠‏ 

وهكذا تفو يتفق الكرماني والسجستاني » والنسفي والرازي » ومنصور اليمن 
والقاضي النعمان » والمكزون بأن العقل الفعال له الابداع الاول خلافا لابينسينا 
والفارابي ٠‏ 

واذا أخذنا بقول الفارابي » واين سينا » لزمنا القول بعقلين مفيضين مبدعين 
الاول يفيض العسالم العلوي بعقوله وأفلاكه » وإلثاني وهو العقل الفمال» 
يفيض العالم الارضي وطبائعه » وعلى هذا يصيح العقل الفمال قعالا من 
الدرحة الثانية ٠‏ 

ه- وسلسلة الموجودات تبتدىء عند الفارابي من الاكمل الى الاقل كمالاء» 
ومن الوحدة الى الكثرة كما هي الحال عند ابن عربي والمكزون وابن سينا » 


)ع( رسائل اخوان الصفاء ج ١‏ ص 154 . 
(؟) رسائل الخوان الصفاء ح؟ ص 1١5‏ 











3 


ويقول الفارابي ان الموجود الثاني ليس « كثرة بذاته » وائما دذخلت الكثر: 


معه الى الوجود » وبشكل غير مباشر » وفي هذا يلتقي مع ابن عربي القائل : اذ 


الحقيقة الكلية تتعدد: يتعدد 'أشنخاص العالم ٠‏ ْ 

ويقول الفارابي .ان السبب في ذلك .أي سبب الكثرة ‏ ان الثاني يدرك 
الاول ويدرك ذاته » وهذان الادراكان مختلفان » لان ادراكه للاول هو ادراكٌ 
لسبب. الوجود ٠‏ وادراكه لنفسه هو ادراك للمسبب » وادراكه الاول هو تأمل 
الواجب بذاته » وادراكه لذاته هو ادراك المسكن بذاته ٠‏ ش 

+ والعقل الفعال عند الفارابي يشرق دائما ونير العالم بالحقائق فتلقاها 
النفوس الصافية لتعبر عنها بلغة بشرية تجعلها في متناول حواس الآخرين » 
ويستطيع الفيلسوف .وحده بفضل المنطق والتأمل العقلي أن برتقي .حتى مضدر 
هذه الحقائق آعني العقل الفعال + ويدركها جلية واضحة » وبتعبير أوضح يستطيع 
الفيلسوف أن يفهم الصور العقلية القائمة في العقل الفعال » وهذه نظرية أرسطو 
وفي هذا ينتقي المكزون معه لانه يرى أن الموجودات قائممة باشراق العقل الفعالء 

وسركم في الكل سار » وانما على كل قلب ضل عن فهمه قفل 

* # يتفق الجميع بأن العناضر الاربعة هي أضل العالم المركب » واذاختلفت 
التسمية » فهي الطبائع جينا » وهيولى المركبات حينا اجر » وهي د« الاسطقسات» 
أو الإركان » والمكزون يسميها « أكوانا » ويزيد عليها كونا خامسا : 

وبالخبسة الاكوان مازلت سالكا الى كونها المائمي وهو عباب 
وف كونها النوري شاهدت نارها 2 بغير حجاب وامشال حجاب 230 ٠‏ 


وتحت. («تربي» «ماء»6 بحر على د هواه » « نار » «النور» لاتخبو 
بسائط مفروض تركيبها « ال تاسع » ما مني لما القلب 


)١‏ في كل النسخ ورد هذفان 'البيتان متعاقبين © ونعتقاد أنه سقط بيت من بينهما 


لانه يذكر ان الاكوان خمسة » ثم ليرد ذكر الا لثلائة منها وعم ؛ المام » والنار © 


٠ والنوى‎ 


مسح سم ملستسي ل 0 سن 22 سيو ل 


فهو بزدد على الاكوان الاريعة » الماء » والهواء » والتراب » والنار كونا 
.خامسا وهو كون « التنور » » وكون النور هذا خاص بالانسان » وهو الذي 
يميزه عن الحيوان والنبات » وأي ميزة للانسان عن الحيوان الاعجم لولا هذا 
«النور » » أليست الاخياء كلها وحتى النبات مساوية للانسان في عناصره الماء 
والهواء والتراب والنار ؟ فهذا الكون ميزه عنها جميعا » ويمنحه العلم والقدرة 
الاستطاعة ‏ فالانسان عالم ومستطيع « بالقوة » كبقية الاحياء » وباضافة 
هذا النور الى تركيبه يصبح علما مستطيعا « بالفعل » مميزا عن غيره » فاذا وقع 
الخير والشر في أعماله فانما يقعان بعلم واستطاعة منه » لان هذه الاستطاعة حرة 
مطلقة غير مقيدة » وغير محبرة27© ٠‏ 

أما العقل فيعطى لكل عتصر طبيعته ‏ طبيعة ذلك العنصر » لا طبيعةالعقلت 

العقل في جوهره واحد وعته يبدو التقع والفسر 

مثل ضياء الشمس في بدرها20 بردء ومنه في الثرى الحسر 

أما « التاسع » الوارد ف البيت الثاني من البيتين السابقين فهو فلك القمر» 
ويعتبر « تاسعا » ف الترتيب بالنسبة لافاضات العالم الاعلى التي تبدا بالفلك 
الاطلس » وتنتهى بفلك القمر » أما بالنسبة للبسائمط الاولى » أو الحروف التي 
تبدأ بكون « الزحل » فيأتي ترتيب فلك القمر سابعا » ومنه يكون الفيض على 
البسائط الثانية » أو العالم الادنى * 

م وهنئاك أيضا نور سادس » أو كون سادس عند المكزون » وعد 
القائلين « بعرفانه » ويسمونه « قدس المعرفة » وهو ثور شرق على نفوس 
الحكماء والفلاسفة فيمتازون عن البشر » .يما يفهبوته » ويتصورنه من عالم 
المجردات » وقد يدعوه بعضهم بالكون-< السابع » » أي أن هناك ستة أكوان 
غيره » ولقد حدده يعض أصحاب « العرفان » بأنه جزء من أربعة الاف جزء من 
نور العقل الفعال » أو النور الاول ٠‏ 

وهكذا نرى المكزون نتميز عن الفارابى وابن سينا بالقول في « تميز » ' 
الانسان عن الكائنات الاخرى » فهو يذكر « العلية » و« السسبية » » كما 


مد 7+4 شه 


ع 


غيره .يقول بتميز الانسان » والانسان الحكيم » ولكن بدون تعليل فلسفي 
ومن بدرهيات الفلسفة أن لكل معلول علة » ولكل مسبب سيبا ٠‏ 

تفق المكزون والفارابي وابن سينا » وغيرهم من الفلاسفة وأصحاب 
« العرفان ». » بالقول بامتزاج العناصر البسيطة كسبب لقيام العالم المركب 
ب الاجسام ب ء 

» ب يتفق المكزون معهما بأن العقول والافلاك العلوية هي ملانكة‎ ٠ 
٠ وان من الملائكة من هم وساطة بين العالم العملوي والعالم الارضي‎ 

وهناك آشياء يلتقون فيها » وأشياء يختلقون » وخاصة في موضوع النفس» 
ده جما واجتعاضها ٠‏ والقارية يدها لاججر اا الاح عن ان هذا ٠‏ وقد 
تقدم بعضها ٠‏ 


مه ماح تو واج وال 22 2 2ت 22 2ه 222 222 972522222552522 


ملاحظة : 


بعد أن شارف هذا الجزء على النهاية وصلتنا معلومات 
من دور اللخطوطات المربية في العراق » والجمهورية العربية 
المتحدة وغيرهما تتعاق بغزوتي الكزون واعقابه » ومى ‏ في 
مجملها ‏ لا تخرج عما ورد في هنا الجره ٠‏ 

اما المخطوط اللعروف ب (« تغريبة المكمزون:» فاغلببه 

موضوع » ومخالف للوقائع التازيخية ٠‏ 

وسنورد في الاجراء القادمة كل ما يغدم البحث ١‏ 
الوضوعي» ويزي يده وضوحاء بعد المقارنة والمناقشة والتمحيص. 


و 


١‏ لد لد ته 7ن 7د ند 7ل لل 7د لد له “لد لت ير لي "نه وحو وو ووو ووو ووو ووو ووم وو ون 


ب 


7٠‏ ل 7 ا د 7ه 7 7ه 7 7د 7ه د 7د 7ك لزاه اله 77 له لد “لد إلى 7 7ل 7 7 7 7 7ل 7 لد تن 7د 7د 7 إل لد ل تبن "بد 7ه 7ك" 


حقوق الطبع والنقل والاقتباس محفوظة. 


فهرس المحتوى 


الأوضوع الصفحة 
الفصل الاول 

كلمة ْ 0 

المقدمة . 

الاسم والالقاب والكنى 77 . 
آثار المكرون ١‏ 
نسبه وأعقايبه مه 
اللكزون الامير 11 
ولادته ©» وفناته »© قبره هل 

الفصل الثاني 

التصوف كل 
تمريف التصوف: 1.6 
عواال نشوء التصوقه ١‏ 
التصوف الاسلامي 11 
التصوف العملي ١14‏ 
التصوف النظري ‏ اللسفي ‏ 158 
العشق الالبي 00 
التصوف والفلسفة 1 
بين الملماء والمتصوفية هن 
بعض أقوال. الملماء في التصوفة 178 
تصوف المكرون وزهده 151 
مراقبة الله * 10 
التصو ف النظريالفلسفيعندامكزون 165 
ألصطلحات الصوفية نال 
مقامات الصوفية وأحوالهم 8 
الرمز عند الصوفيين بف 
أدب الصوفية 14 
الخرقة 15١‏ 





اف ا 


الموضوع ٠‏ الصفحة 
الشمولوالكليةاوالانفتاحالصوفي 16 
الفصل الثالث 
الفلسفة .1 
لحة تاريخية 24 
المذاهب الفلسفية لق 
الفلسفة الاسلامية وتطورهنا 51 
| الاتجاهات الفلسفية قديما وخديثا 19١؟‏ 
الخلاف بين العلماء والفلاسفة زرف 
المكزون والفلسفنة 517 
١‏ ثنبات إلصانع لأف 
التجلي والظهور 56 
الصفات 1" 
الاتجاعات والفرق 4" 
النفسن ... الروح 37 
التناسيخ 3246 
الجير والاختيار والكسب امنا 
وحدة الوجود 15 
المكزون والحلاج لخن 
المكزون والبسطامي قن 
المكزون والجنيد قف 
اللكزون وابن الفارض الف 
المكزون وأبن عربي - ارقلا 
مقارنة حول نظرية الغفيض ا 
نظرية الفيض عند الفارابي 8360 
نظربة الفيض عند أبن سينا ءن 
نظرية الفيض عند المكزون هلالا 
الفهر س نس 


مصادر البحتك 


ديوان المكزون مخطوطة المكتية الظاهزية 

رقم مهلام 

ديوان المكرون مخطوظة الاسكوريال ركم 
2 8. 

ديؤان الكترون مخطوطة بخط أحمد بن 

متحمد حربوق تاريخها ٠١84‏ ها . 

ديوان المكزون شرح العلامة سليمان الاحمد 

(مخطوط ). 

ديوان. الكزون. مخطوطة بخط ابراهيم 
السيد تاريخها 1١.17‏ ها 

رسالة المكزون مخطوطة خاصة . 

رسالة المكزون .مخطوطة طشقند رقم 


11104 
ديوان المنتجحب مبخطوطة المكتبة الظاهرئة 


رقم 117 عنام 

معجم الالقاب لابن الفوطي 5 

فهرس المخطوطات الظاهرية الدكتور عرزت 
٠. 2‏ 

كتاب التجريد لحاتم الحديلي (مخطوط) 
قلائد الدرر مخطوط للشضيخ حسسين! حمد 
وفيات الاعيان .. 


لرشاد المقاصد الى أسنى القاصد لشمسى: 


الدين محمد بن أبراهيم بنساعد الانصاري 


دراسات فنية في الادب العربي للدكتور 
عبد الكريم الياقي 


التصوف الاسلامي للدكتور زكي مبارك ٠.‏ 
الاسفار القدسة ْ 
جمهرة انساب العرب لابن حزم الاندلسي 
تاريخ العلوبين لمحمد أمين غالب الطويل 
الفلك الدوار لعبد الله بن المرتضى 
الاعلام للزركلي 

تاريخ ابن خلدون 

تاريخ ابن الآثير 

زبدة الحلب لابن العديم 

سير النبلاء 

النجوم الزاهرة 

دائرة المعارف الاسلامية 

الوافي بالوفيات 

طيقات الامم لابي القاسم صاعد بن أاحمد 
الاندلسي . 

العرب والعروبة لمحمد عرزت دروزة 
الطبري 

معجم البلدان لياقوت . الحموي 

تاريخ ابي الغداء 

مختصر تاريخ الدول ٠‏ 

فوات الوفيات 

الحوادث الجامعة الواقعة في المئة السابعة 
التقسيمات الادارية السورية لعام .195 
المنجد في الاعلام 

الجناهر في معرفة الجواهر للبيروني 


م 


0 


فلاسفة من الشرق والغرت اصطفى غالب 
تاريج بشداد 


الرسالة القشيزية 


. دراسات في الفلسيفة اليونانية والعربية 


لانعام الجندي : 
تاريخ الفرس الادبي لبراون 
ات قلقلة في الاسلام عبد الرحمن 
ندوي 
الاخلاق عند الغزالي للدكتؤر زكي مبارك 


تلبيس ابليس لابن القيم الجوزية 


الكلل والنتحل للشهرستاني 

الملل .والاهواء و(تنحل لابن حزم الاندلسي 
ابن تيمية بطل الاصلاح الديني 

اهل التسوف للكلاباذي' 


الرسائل لابن عربي 


التعريفات للجرجاني 

انجيل لوقا 

قازبخ الفلسفة لاحمد امين 

الامتاع والموائسة لابي حيان. إلتوحيدي 
رسائل اخؤان الصغاء 

دبو ان ابن الفارض 


| الفتوحات المكينة لآ حر بي 


الفكز الفلسفي للدكتوز. عنبى الحليم متحمود 


]| قلسفة الهبذ القديمة محمد عبد السلام 


مجاورات سقزاط ترنجمة -زكي نجيه 
محمود . 5 : 

سرح العيون لابن نياتة 

وندانث نج قله 5اا0اماعة الللاعة 


٠. وغيرها‎ 


كعم ات 


ِ 


04 


رامو 2 »م 


مرالكوراحباة 





جين 
اللامارة وال وات والة ف لوالا 32 


دراسة في أربمة أجزاء 


الجزء الثاني 





2 





اما ااام ااا ا ذخ 1 اناا ااا 2011111111111 


دده ده هم هه مق مده ده هده ف مج عو هج فس هع جد وج دده ده د وعد 8 مده مد لاع هه لع واب 9ج وده 6 احج ل هاده 18 


2-5-7 


اهمه هيو 





بارسول الله . 


راث عبمالله - 
لقداديك ريك فأعسس تأد اص : 
د ضر المقو » وأم بامعرياق » ولأعرض عب الجاهلين» 
عت تررك بالساية . 
ديت فى دلدبكم التو . 
ملت الوص الماع ال 


وأغرما يات مسغرها وتم . 
وأكريم الله ف ناى عا وغفاناً . فَِمَمَتَ ٠‏ 
رد سا ا عملم وي ما رام در صامووت » 


٠.‏ . 2-6 5 .ات 
نايك يارسولصس ان نسا نيت أسوءً مهسشاتك 
ع 


سويت و مسهي تج شوم هت و و وس وهات وبق اسه وه © سه © م و و و وهس و جو و 


اذا ا ا ا ا ا ااا ااا ا ا اا ا ا 00 


ترا 


»٠ 01‏ ه. طِ 
الا في مرك سوسا 
لصي من «جارقي» 


وار مااكايساه * 


وشت يناك علمئاً 


مع السبطات ءبالتار 
و بالمهيات م «وثري» 
مع را يدوا عيا فس 
كُليف ؟ وان ممكجررى ‏ 


7ه 5 
اللزومطصرد 


3 


1١ 
المدخل‎ 

الشاهرة : 

لا يمكن فصل أية ظاهرة طبيعية كانت أم اجتماعية ‏ عن عاملي الزمان 
والمكان » فالحركيكة المستمر”ة في نسبية المكان » وتواتر الزمان : تعمل دائماً لخلق 
لراش الاجاية والجرية + مل يون ارصم .+ 

فمن التراكم الكمتي تولد « الاضافة » وتنخذ نوعاً خاصاً » وهذه الإضافة 

أو النوعية الجديدة » هي ماندعوه « بالظاهرة » ٠‏ 


وتخضع هذه الظاهرة لنفس القانون » ويحدث التأثر والتأثير وينشاً عنهيا 
« التحول » وفقا لقانون الحركيكة المستمر ٠‏ 

فالزمان والمكان نسبيان » أو هما طريقة كونية لوجود المادة » لأن كل ماف 
الطبيعة متغيتر » وكل ظاهرة لها ماضر » وحاضر » ومستقبل ٠‏ 

والشعر كظاهرة طبيعية « تفسية » » # اجتماعية ب يصح عليه ما نصح على 
الظواهر الأخزى » بإعتبارع تفاعلاة » أو حدثاً مستم را في المجتمع » أو النفس» 
أو كليهما » ولذلك لاتمكن كأزاسته دراسة علمية » وتحديد معالمه تحديداً واعيآء 
وإبراز خصائصه إبرازاً قإما ءتنالا بربطه بالزجمان والمكان » ليمكن إعطاؤه سمة” 
بارزة2 شيرة ف سلسلة تطزرة كنل + 

وعلى هذا فليس للقارىء أن يطالبني » أو يتوقع مني » أن أورد له التعاريف 

الكثيرة التي وضعت فيما مضى لتأطير النسعر » ولا أن أتناول بالدراسة » 
والتحليل » والنقد » مدارسه المتعددة عبر عصوره » وخاصة ما عرف منها بعصرن 
الحاضر » لأنني ان فعلت هذا أكون تجاوزت مبداً ربط الظاهرة يزمانها ومكانهاء 
وفٍ هذا التجاوز مافيه من عقوق الأدب » والتاريخ ٠.‏ 


سوا ةا ب 


ولكننى مسؤول أدبيا » وتاريخيا » وعلمياء » عن إعطاء القارىء صورة 
ولى انشحمرة بويسفية اع (الخصائضص العائة:8:والمنيوات 4 والتطورات 
التي طرأت على الشعر قبل عصر المكزون ‏ موضوع دراستي هذه ٠‏ لأدلل 
بطريقة علمية ‏ على الصفات التي تفر#د بها هذا الشاعر » والمدارس التي 
ل ل ا 
وتفكيراً ٠‏ 

وأراني مضطراً وأنا أؤرخ لمرحلة أدبية من مراحل الأدب العربي القديم » 
كن أستعمل ‏ الى حدة مكا ب بعض المفاهيم الأدسة المعاصرة » لتكون عو نآ لي 
وللقارئء مآ + على غم كثير من. الظواهن الأدبية © التي .برزت في ملك الفترة 
التاردخية » التي تررخ لها بعد مضي” ثمانية قرون » لأن مؤرخي عصور الأدب 
القديمة لم تكن لديهم ‏ يومئذ ‏ القدرة على اكتشاف هذه المفاهيم » وتطبيقها 
على الزمن الذي أرخوا له ٠‏ 

هذا من جهة » ومن جهة أخرى فإن محاولة تفسير الظلواهر الأدبية 
والاجتماعية » في العصور السابقة » على ضوء معطيات ومكتسبات ذهنية 
معاصرة » تربط ذهنياً وقومياً وتاريخباء بين القارىء المعاصر » ودين تلك الظاهرات» 
ويستطيع ‏ يذلك ‏ استيعابها وتمثثلها رغم إيغالها في التاريخ ٠‏ لأنه باسقاط 
روحه المعاصرة المتفتحة على تلك العصور القديمة » يبرزها جديدة واضحة معرتاة» 
فبها متعة » وفيها عظة » وعبرة ٠‏ 


تعريف الآأدب : 

الأدب : لفظة لها عديد من التعاريف » لعل أوضحها وأقربها الى الموضوعية: 
انه الكلام الانشائي البليغ المفصود به التكثير في السامع شعرا أو نثرا ٠‏ 

وهذه اللفظة « أدب » استعملت في الجاهلية بمعتى المأدبة » قال طرفة بن 
العيد :* 


نجن في المشتاة ندعو الحتفلى © . لا ترى « الآدب »© فينا ينتقر 230 
وا ستعملها الرسول الأعظم د لمعت التهذيب «لقدأدبني ري فأحسن تاديبي» + 
واستعملها الشاعر المخضرم حنظلة الغنوي بنفس المعنى :22 


لا يمنع الناس مني ما أردت » ولا أعطيهم ما أرادوا » حسن ذا أدبا 

وإذن فالكلمة ‏ كما نرى - اتتقلت من معنى” نحستي أي الدعوة الى 
الطعام » الى معنى” ذهني « الخلق الكريم » ٠‏ وكثير من الككلم العربي استعمل 
أو و “ضع معنى7 حسني مادي2 “ ثم اتنقل الى معنى ذهني مجارى ٠‏ 

وفي العصور الأموية والعباسية أصبحت هذه اللفظة « أدب » تعتي رواية 
أشعاأ ر العرب » وأخبارهم ؛ وأنسابهم » وطرائف سيرهم » ومتلح نوادرهم ٠‏ 

قال المبر“د المتوفٍ سنة ٠م»‏ ه ف مقدمة كتابه « الكامل » : هذا كتاب 
أكفناه يجمع ضروبآ من الآداب مابين كلام منثور » وشعر مرصوف » ومثل سائر» 
وحكمة بالنة » وخطبة شريفة » ورسالة بليثة 99 , 

واتتسع معنى. الأدب حتى شمل كل الجوانب الاجتماعية والثقافية في 
حياة الناس » فقد روي عن الحسن بن سهل المتوق سنة جم ه أنه قال : 
الآداب عشرة » ثلائة شهرجانة » وثلاثة أنوشروانية » وثلاثة عرمة » وواحدة 
أربت عليهن ٠‏ 

فالشهرجانية ‏ نسبة الى الشهاريج وهم أشراف الفرس ب هي : ضرب 
العود » ولعب الشطرنج » ولعب الصوالج ٠‏ 

والأنوشروانية : هي الطب » والهندسة » والفروسية ٠‏ 

والعرية هي : الشعر » والانساب » وأيام العرياه» 
)١(‏ ديوان طرفة بن العبد .. المشتاة : زمان ومكان الإشداء ٠‏ الحفلى : 
العامة . الآدب #حناحكت المأدية . بنتعر : ينتقي واحدا دون آخر . 


0) ومثل هذآأ ف كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة التوقيٍ 1/ا؟ ه . والعقد قفر يد 
لابن عبد ربه المتوقي 18 ه . وزهر الآداب للحصري المتوفي 5015 هادا . 


آ١ا‏ د 


وأما التي أربت عليهن جميعآ فمي : الحديث والسكمر » وما يتلقاه الناس 
في المجالس © ٠‏ 

أما ابن خلدون فقد أطلق معنى « الأدب » على كل ما يعلم ويعرف » فقال : 
الأدب هو حفظ أشعار العرب » وأخبارهم » والأخذ من كل علم بطرف9؟2 ٠‏ 

ولعلنا نجد تعريفا شاملا للا“دب بمعانيه المختلفة فنقول : هو كل' جميل 
في القول والشعور والسلوك يؤثر في الآخرين ٠‏ 

ودراسة الأدب قديمآً وحديثآ » واستعراض أساليبه وصوره ومقاصده » 
وجمالاته » لا تخضع خضوعاً مطلقا لقواعد العلم وقوانيه » يل تنشابك فيهاعناصصر 
الفن والحياة تشابكاً معقكداً ٠‏ 

واذا خضعت دراسة الأدسب أحياناً للقواعد العلمية » فان خضوعها لجوااب 
الذوق والاحساس المرهفئّيئن يظل واضحا ومستمرا ٠‏ ولذلك يمكن القول : 
ان الكلمة الاخرة لا تقال ف القضايا الادبية ٠‏ 

+ عاد ب 

خصائص آداب الامم : 

هناك ثلاث خصائئص يرى الكثيرون من دارسي ومؤرخى الآداب أنها تميز 
آذ كل آنه عن أدن تغيريها وهي : الجنس + والزمان » والمكان ٠‏ 

ويرى هؤلاء أن أدب كل أمة بخضع » أو بيجب أن بخضع لهذه الخصائص 
خضوعا جبريآ ٠‏ ولكن ان صح هذا الحكم في كثير من الادباء والامم » فكيف 
نفسر اختلاف الادياء في الامة الواحدة » ذات الجنس الواحد » وف الزمان 
والمكان الواحد ؟ وهذا مشاهد ومتعارف عليه في آداب الامم » فما هو العامل 
الذي بميز بين أدب وأدب وشاعر وشاعر اذا توحدت البيئة والظروف ٠‏ 





. 1١6. زهر الآداب للحصري © ج اص‎ )١( 
٠ 1.8 مقدمة أبن خلدون ص‎ )9( 


185 سد 


قد يقال : ان الحالة النفسية والوجدانية والعاطفية والثقافية تختلف بين 
أديب وآخر فتظهر تلك الفوارق رغم توفر تلك الخصائخص ء 

واذن فالخصائص الثلاث «السابقة ليست مطردة » ويمكن اعتبارها # فيما 
اها اعتيرت غالبية ٠‏ وبمكن اعتبا ر البيئة اللفسية » والظروف النفسية ألصق 
وأبرز وأعمق في العمل الأدبي" من - البيئة العامة ٠‏ 

ويذهب آخرون الى أن الأدب بمختلف مناحيه مثل الكوائن الحية : ١‏ 
كائن حي” نام خاضع لقوانين التطور والارتقاء » وهذا تطبيق لنظرية « داروين » 
ولكن على الاخلاق وكل معطيات الانسان الذهنية ٠‏ 


امد 


أثر البيئة في التكوين 
الادي والعنوي 


عرف القدماء ما للبيئة ‏ 'بخصائصها الاقليمية والمناخية ‏ من أثر في 
تنفعة الانسان شكلا” وطبعا » وأثرها على بقية الأحياء والنبات + 

والقاراق تين خين من :دوين أثزن البيئة دراسة علمية قائمة على البحث 
والاستقراء المع ع ف ذلك الزمن المسكر » ونظرتته أقدم ما عرف من 
النظريات العلمية في هذا الموضوع ٠‏ 

يرى الفارابي أن تمايز الامم واختلافها تتحلى ف شيئين طبيعيين : الخلق 
أي الشسكل ‏ » والطباع ‏ أي الأخلاق ‏ أو الخلتلق والخللق ٠‏ 

وضيف البهما شيئا ثالئا وصئفياك » ويرى أن له مدخلاء ما ف الأشياء 
الطبيعية » وهو اللسان » أو اللغة ٠‏ 

وأول الأسباب الطبيعية لهذا الاختلاف » هو اختلاف أجزاء الأجسام 
السمائية التي تسامت. كل أمة وأقليم من الكرة الأولى » ثم من كرة الثوابت » 
م اختلاف أوضاع الاكر المائلة من أجزاء الأرض » وقرب وبعد أجزاء الارض 
ب مساكن الامم ‏ عن تلك الأكر والثوابت » والكرات الفلكية ٠‏ 

ومن اختلاف أحزاء الارض تختلف البخارات المتصاعدة من الارض ٠*٠‏ 

ويتبع اختلاف البخار اختلاف الهواء » واختلاف المياه ٠‏ 

ومن هذه الاختلافات بين اقليم واقليم كون اختلاف النياتات » وأنواع 
الحيوان + واختلاف المواد” والزرع » فتختلف أغذية الأمم ٠‏ 


باعلااثت 


ومن اختلاف المناخ » والاغذية » يكون اختلاف الختلق (التكوينالمادي)ء 
واختلاف الطباع ( التكوين المعنوي ) .20 

0 او 0 

هذه النظرية تربط الاختلاف بين الامم في تكوينها وآمتزجتها بعاملين : 

الأول : بالكواكب والأفلاإك » ومسامتتها ( موازاتها ) لأجزاء الارض » 
وهذه هي « نظرية الكلف الشمسي » التي طلع بها العلم الحديث » وعلكل بهبا 
قيام الحضارات وانحطاطها » وتقدم النوع الانساني » وتخلثفه ٠‏ 

فنظرية « الكلف الشمسي © تقوم على تقدير أثر الأشعة الشمسية على 
التكوين الطبيعي للاأحياء » وسقوطها عمودية » أو مائلة » شديدة الاشعاع » 
أو ضعيفته ٠‏ 

و « الكلف الشمسي © عبارة عن بقع مطفأة في الجرم الشمسي » أو 
ضعيفة الاشعاع » فاذا « سامتت » أي وازت » وقابلت » جزءاً من أجزاء الكرة 
الأرضية » كان أثرها عليها مختلفا » عن الأجزاء الاخرى التي يقابلها جزء متقد 
من الكوكب السكماوي لا كلف فيه ٠‏ 

وتنيجة لهذا « التقابل » المختلف » بختلف الأحياء » وتنمو الحضارات بنمو 
الانسان جسدا وعقلا” » وتنحط باتحطاطه ٠‏ 

الثاني : بالأرض وأبخرتها » وهوائها » ومائها » ونناتاتها ٠.‏ 

ولكن الارض في كل هذا منفعلة للعالم الأعلى ٠‏ 

والانسان منفعل لمعطيات الارض » ماءت » وهواء » وغذاءت ٠‏ 

وبالتالي فان الارض - البيئة ‏ هي عامل تكوينه » بدا » وشكلاء » 
واه 0 ومسا ا 





. 4.0 25 السياسات المدقية ص‎ )١( 


هآ ب 


ونرى أن الانسان المعاصر ‏ على. مكتسباته الذهنية ‏ لم يستطع أن 
يضيف الى هذه العوامل عاملاك جوهريآ آخر ٠‏ 

فالانسان يكل خصائصه ومعطياته هو عطاء البيئة ٠‏ 

وعامل الجنس والوراثة بعود أصلا” الى البيئة ٠‏ 

أما د الظرف » أو الزمان الذي يطبع الانسان بطابع خاص » فهو عامل 
طارىء على البيئة ليس له طبيعة الاستمرار ٠‏ 


د كر ور 


7 ا تك 


التار ب 'الادبي 


يمكن قسم التاريخ الادبي الى قسمين : عام » وخاص ٠‏ 

قالعام هو أن يتناول المؤرخ أدب أمة من الامم بكل معطياتها الذهنية 
والشعورية » من فلسفة وعلم وشعر وفنون » مدللاة على روافده الجنسية » 
ومصادره البيئوية » وأثر زمانه فيه » والعوامل النفسية » وأثر كل ذلك في قيمته 
وتلروو رركتي خطاءانهرك سكاس النينات العامة ,النى ليه عور خريه مرج 
آداب الامم الأخرى » موضحا بالدليل والأمثلة مدى إسهامه في التطوثر الحضاري 
والانساني ٠‏ 

والخاص : وهو نوعان : 

النوع الاول منهما هو : أن ,تناول المورخ نوعآ من آداب الأمة كالفلسفة» 
أو الشعر » أو الفنون الأخرى » مقارنا بينه وبين نظيره ف آداب الامم اللاخرى» 
مبينآ أثر كل منهما في المجتمع الانساني ٠‏ 

والثاني : أن يتناول المورخ الباحث فرداً من الأفراد الذين أسهموا في أحد 
محالات الأدب » كفيلسوف بعينه » أو شاعر » أو باحث اجتماعي » أو فنان » 
ويجري المقارنة بينه وبين نظرائه في الفن الواحد » ويوضح ما يميزه عن هؤلاء 
الأشباه والنظراء » ويقيم الادلة على مافاقهم أو قصر به عنهم » وأين يلتقون » 
وأين بختلفون ؛ ولاذا ؟ 

ونحن في دراستنا سنحاول أن نهتدي بخصائص الحنس ؛ والزمان » 
والمكان » دون أن نغفل أثر الشخصية الأدبية » وعطاءاتها الذاتية التى تنفرديهاء 
ودون أن تهمل التطور النوعي للاأدب + 


بالا سد مب » 


1 


وائنا لنعلم أن نقكاد الأدب المعاصرين توصلوا إلى ارجاع الأدب إلى أصول 
هى أعمق من أثر الجنس » والبيئة » زماناآً ومكانا » وان ينظروا في أعماق النفس 
العرة » ويحللوا العثقد التي تتراكم وتنولد لافي نفس الانسان المعاصر » 
ومجالي حياته » بل في نفوس وحياة من تقدثمه: من الأجداد عبر عصور التاريخء* 

وريما عاكلوا أو فسروا بعض الظاهرات الأدبية كالميل الى الأسطورة » 
أو التهالك على استخدام الرموز » وربطوهما بالحياة الاولية البدائية » التي 
عاشت تلك الأشاطير وكانت تراها حقائق واقعية » ولم تكن يومئذ تمتلك المقايس 
العلمية : أو العقلية الممحكصة لنقدها » وفرزها » ثم سلكت على مبدأ الوراثة أو 
« الكمون » في الاعقاب حتى تسنى لها المناخ الملائم » فاذا هي تبعث من جديد 
في تفاعل أحفادهي مع الحياة » وف آثارهم الأدبية والفكرية » والعملية ٠‏ 

كما ريطوا كثيراً من الظاهرات الاجتماعية » والفردية » بالكبت الفردي » 
أو الشعور الجماعي » ورواسب الحياة الأولى » كما نعلل نحن اليوم اشبارات 
اليد والرأس التى نمارسها عفوياً وعن غير قصد أحيانآ بآنها انحدرت الينا من 
الزمن الذي ع التعبير بالكلام » يوم كان الانسان يستعمل الاشارة والرمز في 
المخاطية » والتعبير عن مقاصده ٠‏ 

منهجية هذه الدراسة : 

في الجزء الاول من كتاينا هذا بيكنا مايميتّز المكزون عن أقرانه وأضرابه » 
وقرعائه » في التصوف » والفلسفة مطبقين مبدا الأشباه والنظائر + ومدى ‏ 
التأثر والتأثير » وعقد المقارنات » وترك الحكم للقراء » وسلكنا في منهحنا : 

أولاه : الاعتماد على التاريخ » وتطور النظريات في مختلف مراحلها » عند 
من اشتغلوا بها وبحثوها » من اليونان » والفرس » والرومان » والعرب » وطبكقنا 
ذلك على النظريات العامة » وكليات التصوف والفلسفة » والاجتماع والتاريخ 
عند هذه الأمم » وعند المكزون ٠‏ 


كمأ ده 


. ولئن كنا ف الجزء الأول معنيتين وملزمين. بتحديد معالم المكزون الفكرية؛ 
وتقصي النظريات المختلفة » التي تمرس بها » وناقشها » من. زهد وتصوف » 
وفلجفة ووم وا 1 بأوضح تفين 13:4 كنا هناك نعني. بالاغراض التي 
تضمنها شعره ©» وكأن انصرافنا الى الموضوع والمحتوى.» لا الى الشكل والقالب» 
فاتنا هنا ملزمون بالشكل والمضمون معاً ٠‏ وكما درسنا خصائص فكره هناك 
درن حفائض كتياه وككرء هنا اولعف "فق آقاقه الجنالية © شكلة + 
ولفظاً » وصوراً » وموضوعا » ونحاول اعطاء المزيد من آرائه وأفكاره وأغراضهء 
وسنربط كل ذلك بجذوره التاريخية الممتدة عبر عصور الأدب ٠‏ 


ومن باب الربط والاحاطة بالموضوع أتنا نجد أتفسنا مضطرين الى القاء 
نظرة عايرة على مجمل تاريخ العصور الأدبية » وتطوثر الأدب حتتى نصل الى 
عصر المكزون » وبذلك يسهل علينا أن نعيتن الثيارات التي أثرت في شسعره » 
والمدارس. التي تأثر بها » مطكّقين خاصة الحنس » والزمان » والمكان » 
واللقثزات الأخرى على لدي هذا التراض ع بوطان ذا افيتيه من بو الالسفرة 
التاريخي ٠‏ 


لقد مارس المكزون طاقاته الفكرية » والأدبية » في النصف الأول من القرن 
السابع المهجري على أصح الروايات © وأوثق التحقيقات » وأصدق النصوص 
التي أوردناها في الجزء الأول معلثلة بالمنطق حينآ ». ومدعومة بالوقائع والأرقام 
أحياناآً ٠‏ 

ونودة التنوبه هنا الى أن دراستنا للخصائص العامة للعصور الأدية : 
الجاهلى » والاموي » والعباسى » ليست دراسة شاملة لكل نواحي الأدب في 
نلك التضور #بحطة كل الظر اشر و الفسائقق 6 والكفاق و والضور بالالوان 
والاتحاهات » والاساليب والمعانى التى عرفتها تلك الحقب التاريخية » ولكنها 
عبارة عن رسم خطة بياني” ع نات الشعر والأدب » صعوداً » 

سات 


وانخفاضاً » وامتدادآ » خلال ثمانية قرون وآأكثر » لنخلص من كل ذلك » الى 
شعر المكزون » ونضع أيدينا على متابع هذا الشعر » وروافد هذا الفكر » 
وتنبيكن الأرضية التي أرسى عليها أسس هذا الشعر ٠‏ وتتقركى الغوامل التي 
أسهمت في تكوين هذا الفكر ء 

فدراستنا للعصور التي سبقته » وتحليلنا لروح ذلك العصر » بحعلنا تدرك 
الاسباب التي ميزت كل عصر » وبالتالي ندرك مدى انعكاس روح ذلك العصر 
ف الآثار الاديية » اتعكاسا تام أو ناقصاك ٠‏ ٌ 

عصور الادب : 

بعض المأورخين يقسكم العصور الأدبية تقسيماً سياسياً » مرتبطا بالأحداث 
التاريخية » ونحن نرى أن يكون تقسيم الأدب بحسب الظاهرات الأدبية التي 
تدل على تطوره » ونمو"ه © وانطلاقاته ٠‏ 

والتقسيم الكلاسيكي يجعل عصور الأدب سبعة” وهي العصر الجاهلي » 
وصدر الاسلام » والاموي » والعباسي » وعصر الانحطاط » وعصر النهضة » 
والعصر الحديث ٠‏ 

وعلاقتنا ب بحسب بحثنا ‏ تبدأ بالعصر الجاهلي » وتنتهي بالعصر العباسي 
الرابع10» حيث تصل الى عهد المكزون سمه ه ب مم ه » وهو كما يصفه 
التاريخ ب عصر الامازات والدويلات وضعف الخلافة » وسيادة العناصسر 
الاعحمية ٠‏ 

ولا بغْرين عن بال القارىء بأن كل بلد من بلاد الاسلام فٍ. هذه الفترة 
التي عاشها المكزون » تحتاج الى تاريخ أدبي خاص” » لتعدد النزعات © وتباين 
الاهواء » واختلاف الاتجاهات والسياسات » وانطلاق الآراء والأفكار المتبانة» 


(1) يقسسم مورخو الادب العصر العياسي الى أربعة عصور تبعآة للاحداث السياسية 
وسيادة العناصر ٠.‏ 


197/67 نيك 


وتعدد العناصر المتنازعة التي لا ينتظمها ناظم فكري » ولا يربطها رابط قومي » 
وتكاد مكون كل امارة مستقلة عن سواها » لولا رابطة اللغة + 

هناك بغداد » وهنالك مصر » ودمشق » وحلب » والاندلس » لكل متها 
بلاطها » وأميرها » وشعراؤها.» ؤاتجاهها: السياسي » ومشربها الفني » والمذهبي* 

بقايا من الفاطميين » والعباسيين » والامويين » والماليك » والعثمانيين» 
وملوك الطوائف » والمرابطين » والموحدين ٠‏ 

وعناصر من فرس » وديلم » وكرد » وجركس » وترك » وبربر » وعرب » 


وأحزاب وقانا أحزاب متعددة ©» تعمل ف الخفاء وكلها تكيد للدولة 6 و تمشر 


بسذهيها السياسي » ونزعتها المذهبية0© ٠‏ 


اااا ربب سبي ب 
لق راجع مقدمة أالجرء الاول ٠‏ 


سألا سه 


العصر الجاهلي ش 


المقصود بالعصر الجاهلي تلك الفترة التي سيقت الاسلام ؛ واذا كان بعض 
المؤرخين يعطيها امتدادآ عميقا في التاريخ » فنحن لا يهمنا منها الا تلك الفترة 
الزمنية التى وصل الينا منها ذلك الشعر المنسوب الى الجاهليين 200. 
قول العنبر بن عمرو بن تميم » وكان مجاورا في جبال بهراء9؟ فرابه أمر فقال : 
قد رابني من دلوي اضطرابها والنأي ف بهراء واغترابهما 
ويبدأ ابن سلام كتابه بالطبقة الاولى من شعراء الجاهلية وهم : امرؤٌ 
القيس » ونابغة بني ذبيان » وزهير بن أبي سثلمى » وأعشى قيس » وهذه الفترة 
والشعراء ٠‏ 





)١(‏ قال أبو عبد الله بن سلام الجمحي المتوفي 15171 ها صاحب كتاب طبقات 
الشعراء الجاهليين والاسلاميين : كان عند اللعمان بن المنذر دبوان فيه أشعار 
الفحول من العرب مما مدح فيه هو واهل بيته » ثم انتقل الى بني مروان » ولم 
يشر الى شعر مدون قبل هذا . ويقول : كان أوائل العرب بقولون الشعر ابياتآ 
في حادثة ©» وائما قصّدت القصائد » وأطيلت ف عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد 
مناف ( طيقات الشعر ص 18 ) . وفي قوله هذا : يسقط الاشعار المرواة عن عاد 
وثمود وتبيع وحمير » وف القرآن ما بنفي هذا الزعم الذي ساقه بعض الورخين : 
اهلك عادآ الاولى وثمود فما أبقى » وني ذكر عاد أيضا : فهل ترى لهم من باقية ؟؟ 
(؟) بهراء : اسم الجبل الواقع مقابل حمص غرياً »© وبهراء اسم قبيلة من قضاعة 
كانت تسكن سهل حمص وربما قسمى الجبل المجاور لها باسنمها .. 


صم 7# 


على أن صاحب: طبقات: الشعراء لا يعني من وضعه هؤؤلاء الاربعة في المرتبة 
: 0 أقدم الشعراء ٠‏ وانما وضعهم من بحيك كيم الادرية » لا من 

حيث التترتيب الزمني » والتعاقب التاريخي ٠‏ 

وبلغ الجهل ببعض المورخين والاستخفاف بالتاريخ.» والاستهتار بالعلم» 
والاستسلام للاساطير » أن أورد شعراً لادم في رثاء ينه هايل عندما قتله أخوه 
قابيل ٠‏ 

كاذا سمي العصر جاهليآ ؟ 

لم تأت هذه التسمية من معنى الجهل الذي هو ضد العلم » وانما تعني 
الحمق والطيشنى + والحجهل والسفه » ليقايل معنى الاسلام » الذي يعني الطاعة 
والخضوع والاستسلام لله » وكرم الخلق » ومنه قول الرسول الكريم لأبي ذر 
الغفاري ‏ وقد عيكر رجلا بأمه ‏ : انك امرؤٌ فيك جاهلية ٠‏ 

تحديد العصر الجاهلي أدبيا : 

جاء للجاحظ في كتابه « الحيوان » : أما الشعر العربي فحديث الميلاد » 
صغير السن » أول من نهج سبيله » وسهكل الطريق اليه » أمرؤ القبس بن حجر 
الاسلام ‏ مائمة وخمسين عاما » واذا استظهر ناه غاية الاستظهار فمائتي عام230. 

والشعر العربي قبل هذا التاريخ الذي حدكده الحاحظ ‏ أي ماك نتي عام 
قبل الاسلام . يكاد يكون مجهول الأثر » مضطرب الرواية » يشوبه الشك » 
' ويسريله العموض ٠‏ ش 

وفٍ هذه الحقبة » قضى الرومان على خحضارة العرب الشماليين » كالغساسنة 
في « بصرى ©» وكتثدة في « البتراء » وآل السميذع في « تدمر » وتقوضت 
أركان مملعة المناذرة في « الحيرة » ٠‏ 


ل[ ا لدم 


واذا كنا نجهل نشأة الشعر العربي » ومراحل تطوره قبل التاريخ الذي 
أوردناه » فمما لاشك فيه ان هذا الشعر الذي وصل الينا على هذه الشاكلة من 
التكامل اللغوي » 'والاعرابي » والعروضي » والتصويري » والموسيقي » قد 
هر لأقوان كثر قاد وطوينة الأمد » حتى بلغ هذه التجادة + وهذة التكامل أ* 

كنا أشرنا الى أن ابن سلام » وابن قنيبة حاولا كما حاول غيرهما » أن 
ينقحبا عن طفولة هذا الشعر » ولكن من الثابت أنه نشا في فترة أقدم بكثير من 
الزمن الذي حدكده الورخون » يقول امرؤٌ القيس : 

عوجا على الطلل المحيل لعلنا نبكي الطلول كما يكى ابن حزام 

والمعروف عند متؤرخي الأدب العربي » أن امرأ القيس هو أول من وقف 
واتكوقق ع وبكن وى على الطلول وو من هو انق اعراء هذا الدئ 
بكى الأطلال » وآثار الديار قبل امريء القيس ؟؟ 

وعلى هذا يمكننا أن نطلق على الحقبة الواقعة قبل التاريخ الذي حدده 
الجاحظ اسم الجاهلية الاولى تمييزا لها عن العصر الجاهلي الذي تقوم الأدلة 
التاريخية على صحة ماوصلنا منه ٠‏ 


في هذه الحقبة تكاملت لهجات العرب » وعرف الخط العربي الذي تطور 
من الخط النبطى ‏ الارامى » والذي يقال انه تطور عن الخط المسند » وهو 
الخط الذي .عرفه عرب الفنون وقد حرق الاكاديون ( البابليون والآشوريون ) 
بخطهم المسماري 220 + ومؤرخو اللغات السامية لهم أبحاث واسعة حول هذه 
الادوار والتطورات التي مر بها الخط العربي حتى تكامل وآخذ شكله المعروف» 


)١(‏ أكثانا 4صعنث قديما هي البلاد الواقعة مابين النهرين شمالي بلاد الكلدانيين 
المسماة اذ ذاك سومار أو سوفر » ولقد قطنهنا منذ اوائل الالف الرابع ق.م شعب 
سام امترج بالسومربين 4 فاندميج الشعبان وأصبحا أمة وأحدة 2 عر فت بالشعب 
الآشوري - البابلي كان من أعظم ملوكه الشرع الكبير حمورابي 00 


ست 58 سم 


اللغة العربية 


لعل اللغة العربية هى أحدث أخواتها الساميات استقلالا” واشتقاقً عن 
اللغة الأم » ولذلك قال علماء الساميات أنها أخذت عن أخواتها خير ما فيهن من 
المصطلحات والمفردات ٠.‏ 

وهذا البحث ليس من اختصاص كتابنا ولكنا نستطيع القول : ان الفصحى 
تكاملت وتوحكدت لهحاتها » أو تم تقاربها » وخاصة بين اللهحتين الحنوورية 
. والشمالية » أو تم تعرب الجنوييين ب ان صح هذا التعبير # حيث اتخذوا اللغة 
الشمالية » وكانوا ييتعدون لفظا ولهجة عن الشمالبين ٠‏ 

يقول أبو عمرو بن العلاء : ما لسان حمير وأقاصى اليمن بلساتنا » ولا 
عربيتهم بعر بتنا(9) ٠‏ ٌ 

د التقارب » وحصل هذ التكامل في القرذ الرابع 
الميلادي » أو أوامل الخامس » والى هذا التاريخ إيرجع أقدم أثر شعري ب 
البنا كامل اللفظ » مستقيم الاعراب » تام الوزن » متويدا بالأدلة التاريخة ٠‏ 

ولقد مرت اللغة منذ نشوء اللغة ( الاكادية ) الأم » الى .هذا التارمخ بأدوار 
عديدة » وتطورات كثيرة » نحد الدليل عليها في تلك النقوش التى اكتشفها 
العلماء والمنقبون والباحثون » وأولها النقش الذي اكتشفه المستشرق «ليتمان» 
في قرية « أم الجمال » غربي حوران » وتاريخه يعود لسنة 77١‏ للميلاد » وهو 
لفمر بن سثلتي الذي كان مرببآ لجذيمة ملك تنوخ » وخطئه نبطي » ويمتاز 
بظهور روابط بين الحروف » ويعتبر تمهيدا للخط العربى ٠‏ 

طيه تفش « النمارة » © الذي اكتشفه المستشرق « دوسو »© ومعاونه 


. ١١ أبن سلام 5 طبقات فحول الشعراء ص‎ )١( 
تفع النمارة على بعد ميل من أطلال النمارة القائمة على أطلال معبد روماني شر قي‎ (0 
١ . جبل الدروز‎ 


بد 58 نم 


« مالكر » عام ١‏ م بالقرب من الاماكن التي عثر فيها على الكتابات الصفوية» 
وهذا النقش كتب على شاهدة قبر ملك من ملوك اللخميين » يسمى امرالقيس 
اين عمر » وأرخ بشهر كسلولٌ سنة 550 بتقويم بُصرى + وهو يوافق شهر 
كانون الاول من سنة مجم مء وهذا نصه 2 ء 
تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التتج 

وملك الاسدين ونزرو وملوكهم » وهركب مزحجو عكدي وجا 

ري كجى في جبج نجران مدينة شمر » وملك معدو ونزل بنيه الشعوب 
ووكلهن قرسو لروم قلم يبلغ ملك مبلغه ٠ ٠‏ 
عكدي هلك سنة 7# يوم “ا يكسلول بلسعد ذو ولكده ٠‏ 
ونصه بلغتنا الحالية : 

هذه تفس ( قبر ) امريء القيس بن عمرو ملك العرب كلها » الذي عقد 
التاج » وملك قبيلتي أسد ونزار وملوكهم » وشتت مذححا بالقوة » وجاء 
باتدفاع ( باتتصار ) في مشارف تجران » مدينة شمر » وملك معدا » وولى بنيه 
الشعوب » ووكله الفرس والروم » فلم يبلغ ملك مبلغه في القوة ٠‏ 

هلك سنة 7 يوم * من كسلول ليسعد الذي ولده ٠‏ 
وبلاحظ : : ٠‏ 
3 ١س‏ ان الكاتب بدآ النص بلفظة « تي » الاشارية ٠‏ 

؟ ‏ - استعمل « ذو » بمعئى الذي » وهذه .هئ المعروفة بالطائية ٠‏ 

م حذف الالف من لفظة التاج » ونجد بعض الكلمات في القرآن محذوفة 
ألائف مثل سليمن وهرون وهكذا وهذا والسموات واسمعيل واسحق وابرهيم 
ولعي 2 





(1) العصر الجاهلي للدكتور شوقي ضيف ص ه18 560 ٠‏ 
552 نه 


4 ب كلمة « بر » وتعني ابن في الآرامية ٠‏ 

ه س يضيف واواً الى اسمي نزرو ومذجو ( نزار ومذحج ) لأن النبطية 
تضيف الى الاعلام واوا ٠‏ وعلى هذا يمكثنا تفسير أسماء بعض القرى التي 
تلحق بآخرها الواو » واعتبارها نبطية التسمية ٠‏ 

وهذا النص يعتبر طورآ من أطوار اللغة العربية » التي اتنهى تطورها الاولى 
بتوحيد لهجاتها في لغة القرآن ٠‏ ْ 1 

وبعد هذا النقش ب 18١‏ عاما عثر على تنش آخر في قرية « زيد » © 
على باب أحد المعابده وتاريخه يعود لسنة ٠ه‏ وفيه تظهر الكتاية العربية وقد 
أبلغت مرحلة من التكامل » وتطورت كيرا عما كانت عليه في تقش النمارة ٠‏ 

وقرياً من هذا وعلى شاكلته تفش حران اللجا"؟ ويرجع تاريخه لسنة 
54ه م على باب معبد وهذا نصه : 1 

أن شرحيل « شرحبيل » بر « ابن » ظلمو « ظالم » بنيت ذا المرطول 
( المعبد » سنة 415 بعد مفسد « خراب » خيبر بعم « بعام » ٠‏ 

وي هذا النص يشير الى غزو أحد الرادعنان لخر .وقد الخ الواو 
النبطية باسم ظالم كما تقدم في تقش النمارة حسب قواعد النبط ( واو عبرو ) 
كما حذف الالف من ظالم ؛ وعام » واستعملت « بر » الآرامية التي تمني «ابن ٠»‏ 

وبعد تكامل الله التريية «التسهالية يدابتة اتغرو' الجقورريه بعت اق بد من 
الجنوبيين كما سبق وأشرنا ٠‏ ولكن ظلت بعض اللهجات مستمرة بعد هذا التتكامل 
والاندماج » ولكتها لم تتوثر بعد القرآن » وان ظل منطوقا .بها في القبائل ٠‏ فقد 
أجمع واجتمع العرب على لغة قريش ‏ لغة القرآن س واعتبروا ما سواها لهجات 
)١(‏ تقع زبد جنو بي شرقي حلب » وهي خربة بين قنسرين ونهر الفرات © وهذا 


االنص وجد مكتوبا بثلاث لغات : العربية واليوانية والسربانية . 
(؟) تقع حران في الشمال الغربي لجبل الهروز « جبل العرب © :. 


52 





غير فصيحة كالكشكشة » والكسكسة؛ والجعجعة » والعئعنة » والتضحثم 6 
والاستنطاء » والتلتلة » والوهم © والوكم » والطمطمانية والشنشتة ٠62‏ 
وهناك من يبدل السين تاء” » والهمزة هاء” » والتاء ما ٠‏ 
مثال الاول : 
ياقبح الله بتي السعلاة عمرو بن يربوع شرار الناتر 
ليسوا أعفاءء » ولا أكيات 


يريد الناس وأكياس + 


اا سس اس ست 
)01 الكشكشة : لغنة لربيع » وفي الصحاح لبني اسد يجعلون الشين مكان الكاف 
وخاصة ف الؤنث »© قال أبن سيده » قال ابن جني : قرأمه على أبي بكر محمد بن 
الحسن عن أبي العباس أحمد بن بحي لبعضهم ءٍ 
علي فيما ابتفي العيشٍ بيضاء ترضيني ولا ترضيشررٍ 
وتطشببي ود بستني بنيشٍ اذا دنوت جعلت تنئيشٍ 
وان نابت جعلت قدنيثشن 2 وان تكلمت حثت في فيشرر 
حتى تنقي كنقيق الديش, 
والكسكسة لهوازن وهي زيادة سين بعد كاف اللخطاب وخاصة في الوؤنث 
أعطيتك : اعطيتكس » ويكون في الوقف لاني الوصل . وقيل هي لبكر » وروي عن 
معاوية قوله : تياسروا عن كسكسة بكر ( لسان العرب لابن منظور ) © 
والجعجعة لبني قضاعة » وهي ابدال باء المتكلم جيما قال شاعرهم ٠‏ 
يارب ان كنت قبلته حجتج فلا يزال شاحج بأتيك بج 
اقمر نهاق ينزو وفرتج 
( راجع همع الهوامع شرح جمع الجوامع على الدرر اللوامع ) ٠‏ 
العنعنة : هي ترديد الصوت في الحطق شبيه: بالبحة . 
التضجع : الامالة . 
الاستتطاء : ابدأل العين نونا كمو لهم أنطى في أعطى . 
والتلتلة : هي كسر النون في أول الفعل الضارع © ويسمى الاكتناء ٠‏ 
والوهم : كسر ضمير الغائبين مثل منهم وعنهم ٠.‏ 
والوكم : كبر كاف ضصمير المخاطبين اذا سبقتها ياء مثل عليكم وفيكيم ٠‏ 
الطمطمانية : ابدال لام التعريف ميما . 
الشنشنة : ابدال كاف الميخاطب شبينا . 


ماغنا نم 


ومثال الثاني : 

أصلعمة بن قلعمة بن 5 تمع 2 - _ لهنتك «( لد أبا لك تزدريني2317 
ومثال الثالث ماجاء في قصيدة « السمتؤال » بن عادياء؟©» وهى على حرف 
التاء ومئها: 


وفي القصيدة وردت قافية لفظة « الخبيت » أي الخبيث وهى لغة خيبر ٠‏ 

ومن أراد التوسع في هذا الباب وزيادة الايضاح فليراجع 2 المزهر « 
للسيوطي 4 والقراءات السيع 6 والصاحبي لفحمد قارس الشدياق ٠‏ 

ومن اختلاف اللمجات ما بقع في الألفاظ » ومنه ما بيقع في الاعراب » ومنه 
ما هع في البدل دين الحروف كاليدل 2 والأقلاب 4 والادغام 34 والتليين 4 
والتفخيم » والخطف »2 والتقديم » والتأخير » والزيادة » والنقصان ٠‏ وكثليث 
الحركة ٠‏ 

ونشأ الاختلاف في المسميات فكثرت المترادفات » قال الحاحظ : القمح 
لثة كنامية: ف والحقطة له كوكية + والثر: ل ة عازه 0ه 

وجاء في تفسير الآية : أدع لنا ربك يُخرج" لنا مما تنبت الارض من 
بقلها » وقثكائها » وقومها » وعدسها » وبصلها » بأن « الفوم » هى الحنطة أيضاء 

والمترادفات كثيرة جداً » ولذلك اتسع المعجم العربي » ولا يمكن للغة من 
اللغات الحية أن تحاري العربية في هذا المضمار ٠‏ 


. همع الهوامع شرح جمع الجوامع على الدرر اللوامع‎ )١( 
. (؟) السموال هو اسم صموئيل كما في للتوراة‎ 
. ألبيان والتبيين للجاحظ‎ )5( 


ايه لد 





وهنالك « التضاد » فقد نحد للكلمة معنيين متضادين كغمامة « جون » 
وهي البيضاء والسوداء و « بان « بمعنى غاب » وظهر » والستّدفة في لغة تميم 
الظلمة » وفي لغة قيس الضوء » ولمقنه للقآ : في لغة بني عقيل : كتيته » وفٍ لغة 
قبس : محوته 110 

وتغير مغنئ 'الكلمة حرف الجر الذي يدخل عليها » مثل رغب فيه 6 
ورغب عنه ٠‏ 


وتعود أسباب وجود الأضداد لنفس الأسباب التى أوجدت المترادفات»* 


ال سبي ببسب سيج 


ال 


كثرة المترادفات في اللغة العر بية 


هنالك أسباب كثيرة لتعليل هذه الظاهرة ‏ ظاهرة كثرة المترادفات ف 
اللعة العربية ب ٠»‏ 

بن المعارشة المستمرة للمسمى الواحد كالحمل والفرس غ والسيف 
والظباء » والصحراء » فتكثر أسماء المسمى تبعاً لتعدثد مظاهر حياته » وح ركاته» 
والحاجة اليه » أو الخوف منه » كما ف أسماء الأسد » والحية ٠‏ 

؟ ‏ تعدد القبائل حيث يمكن أن يطلق اسمآ على مسمتى في إحداها 
بخالف ما أطلق عليه في القبائل الاخرى ٠‏ فيجتمع له عدد من الأسماء ٠‏ 

ب ف مواسم العرب العديدة يجتمعون ويتقايضون » ويتبادلون السلع» 
وأسماء تلك السلع التي تنعدكد بتعدثد القبائل » وتنتقل هذه المسمكيات 
هذا مجمل آراء العلماء في تعليل تعدثد المترادف في اللغة العربية ٠‏ 

وهناك رأي معاصر يرتكز على الحقائق العلمية المادية نورده لطرافتهة ٠‏ 
يوم كما أشرنا على الاستدلال المادي » معلتّلاة وفرة المترادفات » وغناء العرسية 
بالحذور اللفظية 4 بقيام حضارات متعاقبة على الارض العربية 4 وفي الحزدرة 
بالذات » عبر عصور مترامية في القدم » مستدلاة على صحة هذه النظرية بوجود 
المادة « النفطية » البترول ف باطن أرض الحزيرة العرمة » لأن هذه المادة # كما 
ثبت علمياً تتكوكن وتتشكل من الموادة العضوية ‏ الاشحار والغابات ‏ 
وحيثما وحدت الأشجار والعابات »> لطف المناخ 5 وخصبت التربة 4 وهذان 
العاملان أب جودة المناخ 4 وخصوية التربة ‏ موجبان لوجود الناس 4 وتشكل 
المجتمعات 6 وقيام الحضارات ٠‏ 


”د 


ثم يفعل العوامل الحيولوجية » 1 التشكل الهلكي للتربة » أو 0 
الرمال يفعل الرياح » وزحف البحار » أو الرمال على أطراف الجزيرة شيئآ 
فشيئاً » دقنت الغابات والموادة العضوية « المنمتطة » في باطن ا 
الانسان وحضارته تقلص ونحسر » وتتراجم أمام زحف الرمال والبحار ©» 
وعوامل الطنيعة » حاملا معه تراث حضارته ومقوماتها » ومنها هذه المترادفات 
الكثيرة التي تدل على غناء الارض بالانسان» وعلى تعاقب حضارات ومحتمعات 
نشيطة » ومن أيرز نشاطاتها » غناء اللغة وإثرائها ٠‏ 

انه رأي طريف لا يعوزه التعليل العلمي ؛ ولكنه يظل مفتقراً الى الكثير 
من التحقيق والاستقراء ٠‏ 


عرب الشمال 


+ ل عدنانيون » نزاريون » مضريون‎ ١ 

؟ ‏ قحطائيون بمنيون » هاجروا تحت ضغط العوامل الاقتصادية 

ولا جاء الاسلام كان سكان مكة من العدنانيين » وأهل المدينة من 
القحطانيين ‏ الاوس والخزرج وكانت المفاخرة بالأنساب » والمباهاة بالأيام» 
والعصبية القبلية » قائمة بيتهما » وهذا يفسّر سبب هحرة الرسول من مكة 
العدنانية » الى شرب القحطانية » حيث آواه القحطانيون ونصروه » وشدثوا 
أزره على منأة فسيهم العدنانيين 02 


)١(‏ هاجر القحطانيون الجنوبيون الى الشسمال لعوامل اقتصادية »© وخاصة بعد 
سيل العرم » وخراب سد مأرب » فهاجرت كندة الى شمالي نجد © ونزلت عشائر 
من اياد ف شمالي نحران » ويعضها بمم حوض. ألفرات » وتوزعت الازد ( أحداد 
المكزون ) بين شمالي أليمن » وعنمان والمدينة » حيث أقام الاوس والخزرج © ونزل 
بنو غسسان تمالي الجزيرة في الشام ( مادة أباد والازد في دائرة اللعارف الاسلامية 
وهاجرت تنوخ الى اللبحرين » ثم استقرت في جنوبه العراق ©» حيث أسست 
لخم ب وهي أهم عشائر تنوخ - دولة المناذوة في الحيرة » ولما هاجرت قبائل همدان 
من حضرموت الى الجوف اليمني بين مأرب ونجران » هاجرت طيء الى الشمال» 
واستقرت في “جبلي: اجأ وسلمى ©» وهاحرت قضاعة وبهراء وجهينة وبلي” الى بادية 
الشام » ونزلت في مساكن ثمود وجذام وكلبه وعاملة اللائي نزان في حدود فلسطين» 
ونزلت عذرة بالقرب من تيماء »© ووادي القرى ©» كما هاجرت من الجنوب خزامة 
وكانت قبل الاسلام مستقرة في منطقة مكة » وبحجيلة وكانتت تنزل حنوب الطائف. 
وأهم قبائل القسسم العدثاني المضري قريثى في مكة © وثقيف في الطائفه ») وعبد 
© > 


٠#‏ لا لد و كن 





. وفٍ الاسلام تحمعت هذه القبائل في مجموعتين كبيرتين هما : العدنانية 
المضرية والقحطانية اليمنبة » وظهرت آثار هذا التجمع في الكثير من أحداث 
التاريخ ٠‏ 1 

والشعر الجاهلي بفاخر بالعدثانية والقحطانية » والمضرية واليمنية ٠‏ وهذا 
يعني أن التقسيم ين العصبيات كانت تعمل عملها في الحرب 
والغزوات والتحالف و.ءءء الشعر ٠‏ 

واستمرت المباهاة والمفاخرة القبلية والشية حاف الأموي ٠‏ وفيٍ 
تقائض المثلث الاموي : جرير » الأخطل » الفرزدق ما يقيم الدليل على 
امتداد العصبية القبلية الجاهلية الى ذلك الزمن » وان 8 في الماضى أكثر 
اغا # ترا رسع عد وقارة هه 20 

وهذه العصبيات والمغالاة فيها مكنت .لأعداء العرب من الفرس والرومان 

من الابقاع بين هذه القسائل » واستعدائها على بعضها » مما مكن أعداءهم من 
اسار عي : 

ولم يكن مقهوم الجنس 'العربي يومئذ واضحا في آذهان تلك القبائل ٠‏ 
ولعل أول يفظة قومية عربية كانت يوم ذي قار »:حيث تناست القبائل أحقادها 





أ23 
القيس في البحبرين »© وبئو حثيفة في. اليمامة » وتميم وضبة في' صحراء الدهناء ©» 
ويكر وعشائرها الكثيرة تمتد من. الششمال..الشرقي للجزيرة الى اليمامة والبحرين» 
ويرد اليها النسابون بني حنيفة » وبني عجل وشيبان ©» وذهل » ثم تفلب ©» وكانت 
تتوغل أكثر من بكر في شمالي الجزيرة باتجاه الشرق »© وكان يجاورها ينو النمر . 
وكانت أسد تنزل شمالي نجد » وتمتد الى تيماء . 

ومن القبائل العدنانية أيضا : كنانة وهذيل قرب مكة . وقيس عيلان في نجد 
وأهم قبائلها هوازن وسليم » وعامر وعشائرها : كلاب وعقيل ©» وقشير © ومرزئة» 
ولو معك + وعطفاق .> وافزماها الكبيران: مسن وذيان ... [ عن المص: الجاعان 
للدكتور شوقي ضيف » ودائرة المعارف الاسلامية » والمفضليات القصيدة ١6‏ ) . 


ب 38 بم 


٠‏ عرف العرب نوعا من المحالفة90© حيث تتلاقى مجموعة: من القبائل لغرض 
يكون . على الأغلب دفاعيا ٠‏ 

قال البكري : « فلما رأت القبائل ما وقم منها من الاختلاف والعرقية » 
بعضاً على البلاد والمعاش » واستضعاف القوي الضيف » انضم الذليل الى العزيز» 
وحالف القليل” مالكو وطن التو رمام وديارهم ة 
فيما يليهم 29 ٠‏ 

لقد أغنت هذه المهاجاة والمثافرة التاري الأدبي بما حفظته لنا من أيام 
العرب © وأسماء ملوكهم » وأمرائهم » وقبائلهم » ويطونهم وأفخاذهم » وما رسخته 
ف نموس الأفراد من حب المغامرة والشحاعة والحماسة والاتتخاء 3 


وكان 07 المدنة بثيرون الفتن والحفائظ بين الأوس والخزرج » ليشعلوهما 





() مأخوذ من الحلف آي اليمين التي يقسموتها » وكانوا يفمسون أبديهم في طيب» 
أو دم ويقولون : الدم الدم » والهدم الهدم © لا يزيد العهد طلوع الشمسن آلا شداء 
وطول الليالي الا مدآ » مايل بحر صوبفة 6 وأقام رضوى في مكانه ان كان جبلهم 
رضوى . . ومن الاحلاف الشهورة حلف المطيبين في مكة ©» وقد تعاقد عليه بنو 
عيد مناف »© وبنو زهرة © وبئو تميم » وبئو أسكد ضد بني عبد الدار واحلافهم » 
ونغمسوا الخ ف الااب فدعي ا 
الااتطزية 4 عد عرد ظلايعه م ويس الاسلاف التتهودة: ايف ١‏ حللكء اليكقي 6 
وهم قبائل ضبة »© وثور © وعكل © وتيم ©» وعدي . 

وحلف عسن وعامر ©» ضف ذبيان واحلافها من أسد وتميم ٠‏ 

وحلف الحخئمس بين قريش وكنانة وخراعة . 

والقبائل التي لا تدخل الاحلاف كانوا بسمونها جمرات العرب لشسجاعتها ©» 
واكتفائها بنفسيها عن مساعدة الآخرين 


6خ" مده 


ببعضهما » وتبقى لهم مكاتنهم حتى جاء الرسول وآخى بينهم فأصبحوا بنعمته 
إخواناً ٠‏ : 

ومن الأيام المعروفة بين الأوس والخزرج يوم يعاث والفجار ( سمي 
بهذا الاسم لأنه وقع في الاشهر الحرم » وكانوا لا يقتتلون بها » كما يدل عليها 
اسمها ) + ويوم البقيع » ومعبكس » والربيع » ومضراس » وفارع » وسمير » 
وحاطب والسرارة + | 

أما هحرة اليهود الى الحزيرة العربية. » وسكناهم في بقاع متعددة منها 
. كالمدينة وخيبر » وتيماء » وفدك ؛ فترجع ‏ على الأرجح ‏ الى اضطهاد الرومان 
لهم على بد .ظيطوس, القائد ومن حيث أجلاهم عن فلسطين » وهدم هيكلهم 
سنة 7*٠‏ م ء .كما طردهم القائد الروماني هيدريان قطعل»11 سنة ١+‏ م فتفرقوا في 
الحزيرة العربية » وتعلموا لغة العرب » وصناعة الأسلحة ٠‏ 

ولما هاجر الرسول الى المدينة ء والتف أهلها من الأوس والخزرج حوله » 
وآمنوا بالرسالة التى جاء بها » بدأ اليهود بجبك المؤوامرات » وحوك الدسائس» 
حتى كانت موقعة الخندق بين المسلمين والأحزاب » فاتتفض اليهود من الداخل 
محاولين طعن المسلمين ف ظهورهم » وايقاعهم بين نارين * ولكن الرسول وأصحابه 
تداركوا الأمر » وأخمدوا فتنتهم قبل اندلاعها » فاتكفاً بنو قريظة » وبنو 
المصطلق على أغقابهم خاسرين ٠‏ 


القبيلة 

تتألف القبيلة في الجاهلية من ثلاث طبقات : 

١‏ أشاوها ' وهم الذين يجمعهم نسب واحد » ومنشاً هذا الارتباط 
. بعود الى أصل طوتمى 01 ك ْ 

؟ نس عبيدها : وهم الذين حلبوا من البلاد المحاورة فكانوا أرقاء ٠‏ 

ع ب خلعاؤها : وهم الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جرائرهم » ومنهم 
الصعاليك المعروفون كالسليك بن السلكة » والشتفري » وتأبط شراً » وعروةين 
الورد » والبر#اض بن قيس الكناني » ويلحق بهم طرفة بن العبد بدليل قوله : 

الى أن تحامتني العشيرة كلها وأفردت افراد البعير المعيد 

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند 
وقرب من هذا ماروي عن امرىء القيس فقد خلعه أبوه وطرده » فكان يجوب 
مياه العرب مع لفيف من لداته يصطادون ويخمرون ودقصفون ٠‏ 

ومن آفاتهم : الخمر والميسر 4 والاستقسام بالأزلام 6 واستباحة النساء » 
ووأدهن » وتوالي المغازاة ٠‏ 

أسواقهم : 

كان للعرب أسواق وأهمها عكاظ » وكانت تقام في نحد بالقرب من عرفات 
من منختصف ذي القعدة حتى نهانته ٠‏ وكانت سوقاً للتحارة وتبادل السلعم كما 


يب عد 


كانت سوقا للخطابة والشعر » يتبارون بها » ويعدون أيامهم » وأمجادهم » ويروون 
أن النابغة الذبيانى كان حكما في سوق الشعر » وكانت تضرب له خيمة من أدم» ؛ 
وبحتكم اليه الشعراء ٠‏ وكانوا في هذه الاسواق أو المواسم التجارية ينظرون في 
منازعاتهم وخصوماتهم » ويحملون الديات الى الموتورين ٠‏ 

وبالقرب من عكاظ كانت تقام .سوق « ذي المجاز » وتبقى حتى نهاية موسم ' 
الحجيج ١ «٠‏ 

واقً اراق القرى .كل نحنة وكوب العتدل سباق نجدا وخب ع 
والحيرة » والحجحر باليمامة » وصحار وددنا بعكماث ٠‏ والمشقر بهحر 2 والشحر 6 


واخفر مؤت 6 واسواق نعاء وعدن ولكل سوق وقت محدد لقيامه2150 ٠‏ 


علد عاد علا 


)١(‏ أسواق الجاهلية كتاب المحبر ص 511 »2 واليعقوبي ج ١‏ ص 5١5‏ . وتاريخ 
العرب قبل الاسلام لجواد على ج ؟ ص 18؟ والفصر الجاهلي للدكتور شوقي ضيف 
ض /الا . 


7 لو ا 


الدين 


آلهة العرب ف جاهليتهم متعددة » وأكثرها. من الكواكب » أو مظاهر 
الطبيعة » أو ما أصله طوتما صهنصغ»1 » وعبادة الكواكب تسردت اليهم من 

وكان بعضهم يعبد القمر » أو و“د” » والشمس » واللات والعزى » والزثهرة» 
وكانوا يعدسون النار 0 5 وكان فِ البحرين وعمان شيء من المحوسية 6 وهي 
عبادة إلمين اثنين : النور والظلام » أو: الخير والشراء 

ويذكر القرآكث بعضاً من آلهة العرب 9 أفرأًيتم الللات والعرى 3 ومناة 
الثالثة الاخرى .٠‏ ولا تذر*ن”ة ود”آ » ولا ستواعا » ولا بغوث ويعوق ونسراً 
وقد أضلوا كثيراً ٠‏ ٍ 

ولذلك سموا : وهب اللات » وعبد العزى » وعبد شمس » وعيد ود » 
وعبد مناف ٠‏ ومناف اسم صتم + 

ووود” وهو القمر كان ؤلف مع اللات والعزى ثالوثاً مقدساً برمزن الى 
الأب » والأم » والابن » وكان صنمه منصوياً بدومة الجندل حتى جاء الاسلام7 © 

ونظرا لحياتهم القطرية الساذجة لم يربطوا بين الأسباب والمسببات ربلا 
محكمآ ولم يتعمّقوا في النظر الى الأشياء » بل ينظرون اليها نظراً عارضا سطحيات 
وليبس لديهم مدركات كلية » ولا نظرات شاملة » بل شفون عند الحزئيات » 
وكل معارفهم ضروب أولية تقوم على التحربة الحسية الناقصة » ولا تر : على 
)١١‏ الحيوان للجاحظ ج 5 ص ©561١‏ . 
لو الاصنام ص 5ه والمحير ص 5١؟‏ ومعجم البلدان في « ؤند 6 . 


صاتسلاات 





قاعدة » أو نظرية » ليس لديهم علم ولا نظر عقلي » مؤسس على أسلوب علمي» 
ولذلك شاعت فيهم الخرافة » كالعيافة 4 والقافة والسحر والكهانة والتطشير » 
والفراسة والعرافة ٠+‏ 

كان العرب علماء بالأنساب » ولديهم شيء من علم الأنواء » ومهابة الرياح 
بالتجربة » ولشدكة علوق ذلك بحياتهم ومعيشتهم » وكانوا يرصدون مطالع . 
النجوم » ليهتدوا بها في ظلام الليل » في :صحرائهم الواسعة » المترامية الابعاد » 
حبث لا إمارات ولا هاد ٠‏ 1 0 

سئلت أعرابية : أتعرفين النجوم ؟ فقالت : أما أعرف أشباحا وقوفا علي" 
كل ليلة ء ووصف أعرابي لبعض أهل الحاضرة نجوم الأنواء » ونجوم الاهتداى 
ونجوم ساعات الليل » والسعود والنحوس » فقيل لشيخ عبادي كان حاضراً : 
أما ترى هذا الأعرابى وكيف يعرف مالا تعرف ؟ فأجان العبادي : من لا يعرف 
أجزاع بيته ؟؟ 00 

والى جاب وثنية العرب كانت تظهر في أشعارهم مصطلحات اليهودية » 
والنصرانية لمجاورتهم لهما » تقول عدي بن ثابت العبادي : 


سعى الأعداء لا يألون شرا علي » ورب مكة + والصليبر 
فجمع دين رب مكة الوثنية يومذاك » والصليب + 

ولامريء القيس : 

يضيء سناه » آم مصابيح 3 أهان السليط بالزبال المنتل 

وللمرقش الاكبر : ٠‏ 


وتسمع تزقاء من البوم حولنا ل ضربث بعد الهدوء التواقس 





"١ الحيوان لفجاحظ ج11 ص‎ )١( 


سم 886 سنت 


وللنابغة الذيباني في وصف أعياد الغساسنة : 
رقع انان لك خوام. ‏ دبكرة اتطافين السانت 
"التي ع عد لاف هد لاض 0 
ولأوس بن حجر يذكر عيد الفصح وكانوا يوقذون فيه المشاعل : 
عه ساح الازى ققه ‏ التسيره وسضوه اآزيالة اكد 


أما ذكر الله » فيقال : إن المسلمين وضعوه ف أشعار الحاهليين بدلا” من لفظة 
« اللاكت » وهي تسدة مسدها في الوزن الشعري ٠‏ 
وفكرة الحساب: والبعث والقيامة » جاءتهم من اليهودية والنصرانية ٠‏ 
وهناك من خرج منهم عما كان عليه قومه » والتحق باليهودية 6:.أى 
النصرانية » أو الحنفاء + ومن هؤلاء ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى » 
وعبيد الله بن جحش » وعثمان بن الحويرث » وزيد بن عمرو بن تفيل » 
وكلمة حنيف تعني المائل عن دين آبائه » ومن هؤلاء أيضآ : قس بن 


.؟. 


ساعدة الأمادي. » وأبو ذر الغفاري » وصرمة بن أبي أنس أحد بني النجار في 
المديئة » وعامر بن الضرب العدوانى » وخالد بن سنان العبسى ©» وأمية بن 
الصلت الثتفي » وعني بن ندب الجهنى + ْ 

وهناك من حرم الخمر والسكر » والإزلام مثل عبد المطلب بن هاشم » 
وقيس بن عاصم التميمئ وحنظلة الراهب بن أبي عامر غسيل الملائكة » وكل2 
هؤلاء داخلهم شك فيما كانت عليه الجاهلية الوثنية ٠‏ 


١غ‏ سد 


كيف وصل الينا الشعر الجاهلي ؟ ؟ : 


قال الحارث بن حلزة اليشكري (2© : 
من الديار عفون بالحئيس آياتها كمهارق الفثرس 

والأخنس بن شهاب التغلبي 9© : 

لابنة حطان بن عوف منازل كما رقكش العنوان في الرق كاتب 
والمرقش الك 9 

الدار قفر » والرسوم كما رقش ف ظهر الأديم قلم 
ولسلامة بن حجندل0؟» : 

لمن طلل مثل الكتاب المدنمق خلا عهده دين الصليب » قمتطرق 
وللبيد العامري 7 : 


وجلا السيول عن الطلول كأنها ‏ زير تحد متونها أقلامها 
ألا تدل هذه الأقوال على أن العرب عرفوا الكنابة في ذلك الزمان ؟؟ وأشاروا 





١؟؟ المفضليات ص‎ )١( 

(؟) المفضليات ص 7 
(9) المفضليات ص 17 . 
(؟) الاصمعيات ص ١5"‏ .. 
(ه) شرح المعلقات . 


مك هك 


الها ف اتعارهي كنا كزين قت عدب الأبيات دلالة لا تقبل الشك » ولا تدع 
محا لاه للارتياب ف أن الكتارة كانت معروفة لديهم ٠‏ 


أما كان للنبي كتبة وحي ؟ » وكتبة رسائل ؟ أما جعل النبي فداء أسرى 
ا مث ركبن تعليم عشرة صبيان من أبناء المسلمين من تقنون الكتاية من أولئك 
الاسرى ؟؟ 

والى جانب الكتابة التي حفظت لنا بعض أشعار الجاهليين نحد الروابية 

رواية 7 الرية 8 الكثير من أشعارهم 4 واخارمم 4 شول 

فلا'هدين؟ مع الرياح قصيدة مني منلغلة الى القعقاع 

ترد المياه » فما تزال غربة2 ف القوم بين تمثثل وسماع 
ويقول عمير بن جَُعل نادماً على هجائه قومه بعد أن سارت قصيدته في القبائل20): 

ندمت على شتم العشيرة بعدما مضت » واستتبت للرواة مذاهيه 

فأصبحت لاأسطيع دقعآ لما مضى كما لابرد الدر في الضرع حالبه 
ومن هذه الأقوال نستدل على أن الرواية كانت عاملا هاما » وأساسا متيناة في 
حفظ أشعار العرب ونقلها عبر الأجبال حتى وصلت الينا ٠‏ 

واذن فهناك وسيلتان حفظتا الشعر العاعان 6و كام الينا » وهما الكتابة 
والرواية ٠‏ ايد كانت معروفة لديهم فاتها لم تكن منتشرة 5 على 





.- المفضليات ص ؟5”‎ )١( 
,. 5*9 الشعر والشعراء ج؟ ص‎ )0( 


2 


الشعر العر بي غنائي 


اليونان س وهم من أعرق الامم أدبا وفلسفة وشعرا قسموا الشعر مذ 
تلك الفترة القديية في التاريخ الى أربعة أنواع : 

٠ قصصي » أي شعر الملاحم‎ ١ 

؟ س تعليمي * 

م #6 غنائي ء 

# تمشيلي + 

والشعر العربي بالنسبة لهذا التقسيم لم يعرف الا نوعين من هذه الأنواع 
في عصوره الأولى : 

الاول : هو الشعر الغنائئى - وبكاد يكون الششعر العربي كله غنائية ‏ 
وذلك متأتة 0 الاج المح :© لان انوي ى المنفرد ‏ غاليآً ‏ في 
الصحراء لايد له من المناجاة » فيناجي أقرب الاشياء اليه وهي نفسه » ولذلك 
كان أكثر هذا الشعر ذاتيآ » وقد لا مكون منفرداً فينخاطب. رفيقه يما يختلج في 
نفسه » أو يعتمل ف خاطره ووجدانه ٠‏ وهذه المناجاة أكثر ماتكون في الاغراض 
الذاتية كشوقه الى حبيبته » وديا رها وآثارها » وفيٍ هذا الحنين مثار للعاطفة» 
وإبقاد للشوق » فتثحيش أحاسيسه » ويصعدها غناء> وأنغاماً ٠٠‏ ولهذه الأنغام 
« قملة » في آخر كل بيت » حيث يقف عند ( القافية » في النهاية لافر فراغ الشحنة 
العاطفية مستسلماً لرنين القافية وموسيقاها ٠‏ فكانت القافية التى تربط «نغمية» 
القصيدة برابط عام غاية يصل اليها المرء ليستريح عندها قليلا » ثم يستاتف 
الرحلة في البيت الثاني من جديد وهو على موعد الملاقاة مع القافية + 


قت 


والنغم ف القصيدة العربية مدعاة للاستثارة » ومذكاة للعاطفة » ووعاء 
يفرغ فيه الشاعر عواطفه الجيكاشة ٠‏ 

ويشير الشعر الجاهلى .الى خاصكته الغنائية ٠‏ 
يقول أبو النجم في وصف قينة : © : 

تغنتي فان اليوم يوم من الصحّيا ببعض الذي غنى امرؤ القيس» أو عمرو 
ولعله يقصد عمرو بن قميئة ٠‏ 


ويقول حسان بن ثادت :20 


ولذلك قالوا : أنشد الشاعر » والإنشاد ضرب من الغناء ٠‏ 

وليس الحداء والمزج » والارجاز » الا أنتواع من التغنتي المعروف عندهم ٠‏ 

عرف العرب ف جاهليتهم نوعا من الشعر القصصى يصف حوادث منفردة 
ذاتية ب في الغالب مارسها الشاعر بنفسه كقصة الحطيئة مع ضيفه الطارق 
المنتاب » الطاوي ثلاث جوعا , العاصب البطن » مسد ليستطيع الحركة والمسير في تلك 
البيداء التى ضاعت رسومها وأعلامها وصواها ٠‏ 

وطاوي ثلاث. » عاصب البطن » مرمل2 ببيداء لم يعرف بها ساكن” رسما 

فهو يذكر ف هذه القصيدة طروق هذا الجائع الضائع في رمال الصحراء » 
ويصف فقره هو » وجوع أطفاله الحفاة العراة الذين لم ,يغتذوا خبر « ملكة » 
ولم يعرفوا طعم خبز البثر” « الحنطة » كل حياتهم » ويصف خجله لأنه لا يملك 
ما يقري به ضيفه ٠‏ ثم تنفرج الأزمة النفسية » وتنحلة العقدة المادية بظهور 
سرب من حتمثر الوحش العطاشى القاصدة الماء » فيكمن لها » وقد أعد قوسه . 
)١(‏ الشعر والشعراء ج ١‏ ص 5 . 
(6) العمدة : لابن رشيق القيرواني . 


سه 56 ند 








ولا فوته أن يعرض لنا صورة « خلقية « إشاخز بها الأعرابي » فقد أمهلها حتى 
شريت » وبلكت أوارها » وأطفأت عطشها هه فأحكم فيها من كناتنه سهما ٠‏ 


فخر"ت نحوص” ذات جحس فتيكة“ “قد اكتنزت لحمآوقد طتبتقت شحما 
وقد عم الفرح أولاده 48 وهو بحرثها اليهم 5-5 
فيا بشره اذ جرءها نحو آهله 2 ويا بشرهه لما رأوا كلسها يدمى 
ومثل هذه القصة ما جاء للشنفرى في قصيدته الثائية حيث يروي لنا قصة 
غزأة له مع رفاقه الصعاليك الفثتاك » وقد حمل زادهم رفيقهم تأبط شرا ٠‏ 
ومثلها قصة بشر بن عوانة مع الأسد 4 وقصة الفرزدق مع الذئب » وعمرو 
مع السكعلاة ٠‏ ْ 
وقد ترد بعض القصص التى لها صفة أعم كالاحداث التي روتها القصائد 
المعلقات » وكلها تدور حول المفاخرة والمباهاة بالأيام التى حققت فيها قبيلة 
الشاعر اتتصاراً على أخصامها ٠‏ 
أما الشعر التعليمي فلم موف الاق التصر “المناقين ]ذا "اننا عضن 
#لتصامح لبعض الشعراء » وسنشير الى ذلك في خصائص العصر العباسي ٠‏ 


أما التمثيلي فلم يعرف كغيره من أنواع الشعر الاخرى 0 وستعلل الأسباب 
التي حالت دون ا الشعراء به ١ ٠‏ 


ع به 


أغراض وخصائص الشعر الجاهلى 


قال الثعالبي يصف العرب : ٠‏ 

وجوههم للصباحة والسنتهم للفصاحة ؛ وأيدهم للسماحة » وعقوامم 
للرجاحة ٠‏ وهذا القول من باب الاطلاق والتعميم أوحت به عصبية قومية » ولا 
تقول : أقرته حفيقة واقعية » ويرجح أنه قيل تحديا وتعاليا على الشعوبية ٠‏ 

واذا رجعنا الى المبد الذي قررتاه في صدر كتابنا وهو ربط الظواهر 
على اختلافها ‏ بزمانها ومكانها » فان فهمنا لطبيعة البيئة العريية « المكان »» 
وللعصر الذي تورخ له « الزمان » » يمكئنا من حصر الملامح العامة والصفات 
المميزة للشعر الجاهلي » وعوامله وبواعثه ٠‏ 

صحراء وبادية متراميتا الابعاد » كثيرتا المجير ه قليلتا المياه والامطار » 
الا في بعض فصول السنة » يشتد حرثها » بنسبة اشتداد قرها » فلا نمجب اذا 
كثر في تعاييرهم وأشعارهم ألفاظ الصن والصكثير » والحر والقر » والهجير » 


والهاجتوة والزمهرير ( . والأداد 2 والوطيس » ولذلك اك : امسر الله 


الي البرويست والهاى ننه ل ااي لا 
وسكوب وسمحة » وجون » وديمة ومدرراة » وهي سحابة » ورسول الخير » 
وكل ذلك لعلاقته المباشرة وام وبواديهم » وحتى في 
الاسلام فقد شرع لهم صلاة الاستسقاء 

وهذا الانسان الضارب في الصحارى والبوادي من يعايشه ؟؟ وما يعايشه 
في رماله الملتهبة » الصاقعة » الا الجمل والفرس » والذئب والشاة » والغزال 
والضك؟ 


# مسد 


هذه الحيوانات التي تضاهيه بالصبر »وتحمشل المشاق » واحتمال الجوع 
والعطش ٠‏ 
وبيداء مرت لييى فيهاً امالك يمر بها إلا ضباب وعنضب 


اذا ما اشتكانا الهيم فيها من الظماً تعاوت بها'من شدة الجوع أذؤب200 


هن 


ولذلك قالوا : الجمل سفينة المحراء والخيل معقود بنواصيها الخير”" 
واشتقوا اسم الغنم يتح الغين من « النثتم » بضم الغين ٠‏ 

وجا قم افونيا مجر" . كان السووة اوسا لسري" 
كتملا" تتا سمنآا وإقطاً ويا لك من غنىة تسبع ورية 


وماذا تكون مساكتهم وهم رحكل 6 وألبستهم وأطعمتهم وهم ف الصبحراء 5 
مساكتهم وملاسهم وأطعمتهم كلها من أصواف وأوبار ولحوم وجلود 
وألبان نباقهم وشياههم » وقليل من ثمر النخيل » ويوجد في أماكن دون أخرى 
من أرض الجزيرة العربية يقايضون عليه بما في أيديهم » ولذلك ورد في أقوالهم : 
اذا تبكر لك الأسِضان كو الأسودان فآنت ف عيشة راضية » والأسودان 
والأيضان : التمر واللبن ٠‏ ش 
<< وجود السماء » أو بخلها » بارسال الغيث أو إمساكه » ربط حياتهم بالترحال 
المستمر” طلبآ للكلا" » ومواقع الغيث « من الإغائة » » وهذا التنقل جعل حياتهم 
عرضة للاصطدام بغيرهم » وولد ف نفو سهم تحمل المثاق » وعناء الاسفار كما 
تنج عنه الحرف والاقتتال والمزاحمة على الماء والعشب » أليست مساقط العيث 
اا ممما 0ك 
)١(‏ ديوان محمد النتجب الدين العاني : الجحمل « الهيم » يحتمل العطش. خمسة 


آيام » والذئب يحتمل الجوع اسبوعا . 
(؟) بعضهم ترى هذا كولا مأثورا . 


0 1 ها انه 


ومنابت العشب تشبه الثروات الاقتصادية في أيامنا التى بتنافس عليها المتنافسون؟ 

وطبيعة الحياة القاسية تدفم بالمرء الى المغامرة » فكان الغزو والاقتتال » 
وطلب الغانم » وسيادة شريعة الأقوى ٠‏ ْ 

وعلى العزو والاقتنال » والسبى والسلب » ترتب الثآأر والمغارم » وطلب 

وحياة الصحراء المعرضة للمفاجآت » والتى سادت فيها شريعة القوة » كانت 
مدعاة لقيام العشيرة والمحالفة » والموالاة للحماية ودفع الاعداء ٠‏ وصيانة المرعى 
من المزاحمة والغلية ٠‏ ش 

لما قام كيان العشيرة وصح الاعتماد عليه » والأخذ به » ارتبطت .به اليطون 
والأفخاذ والسلالات » فتشكلت المحتمعات القبلية الضيقة » وتميكتزت هذه 
المجتمعات بالمغالاة في نفسها » وبالائفة والحمية والنحدة لأفرادها » والمفاخرة 
بأمحادها » والتحدةتي لأعداتها ٠‏ 

قوم اذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا اليه ذرافات ووحداتنا 
لا سألون أخاهم حين يسألهم في النائيات على ما قال برهانا 

ومغالاتهم في العشيرة » وشدكة ارتباطهم بها » جعلهم يغالون ف أنسابهم والمحافظة 
عليها ولذلك كانوا أكثر الناس حميّة للاأعراض » وصياتتها والإدلال بها ٠‏ 

ولكن طبيعة المغازاة كانت تعرض رجالهم للقتل » ونساءهم للسكبي » فكان 
الثأر ودفع المذمة » وغسل العار يعقب كل غزاة » لاسترداد الاعتبار » ورد" 
السليب » ودفع المهانة ٠‏ 

وبلغ بهم الغلوث فِ الحفاظط على المرأة والخوف من سبيهاأ وعارها 4 أن 
وأدوها حية » وفاخروا بهذا الوأد » حتى جاء الاسلام فقال : واذا الموؤودة 
سكئات أي ذف قتلت ؟؟ 


ب 46 ست مك 


ولذلك كانوا يتشاءمون من ولادة البنات » لأنهن. عرضة في كبرهن للسبي» 
ومحلبةة للعار » وفنكد القرآن “مزاعمهم. هذه : واذا بمتشر أحدهم بالانثى ظل 
وجهبه * مسودا وهو كظيم » يتوارى من القوم من سوء ما بشر به » أيمسكه على 
هثون أم يدسثه في التراب » آلا ساء ما يحكمون ٠‏ 

ولعدم اعتمادهم النظرة العامة #ولشهة صحرائهم » وتشابه الحياة فيها » 
وعدم تلويها »الو يعرفوا :من الخياة الا شرو ع ع 
هذه الصحراء ٠. ٠‏ 

ولسعة الصحراء » وقلة الايناس فيها » وعمق ليلها حيث ينتظم نصف الحياة 
فيها » فقد ينتشر عامل الخوف والرهبة والوهم والابهام في تفوس الكثيرين من 
أبنائها » وتكثر . تتيجة لذلك ت الأشاطير ؛ وذكز الجن وعزيقها »:والستعالى » 
والألهة المتعددة 4 ويرد ذلك في أشعارهم 6 وأحاديثهم وأسمائهم » قال" 
المعري مشيرا الى ما جاء في أساطيرقم يصف راحلته ٠:‏ . 


اذا لاح إدماض سترت وحجوهها كأني عمسرق والمطي” سعالي 237 


(1) هو عمرو بن بربوع بن حنظلة بن مالك » بن زد مناة بن تميم » زعموا .أنه تزوج 
السعلاة » وقال له أهلها ستجدها خير أمرأة مالم تر برقا كأنهم بحذرونه من 
حنينها الى وظنها » فكان اذا لاح اليرق سترها عنه ©» وولدت» له أولادا » وغفل 
عنها فلاح البرق فتركته وسارت »© ولم: برها بعدئذ وسمي قومه بني السعلاة ©» 
قال الشاعر بهحوهم : با قبح الله بني السعلاة راجبع ص 8؟ من هذا الكتاب 


لما و2 مم 


أغراض الشعر الجاهلي 


نظرة العرب الجزئية السطحية 'في جاهليتهم » وطبيعتهم الفردية » وطبيعة 
صحرائهم » جعلتهم لا يتناولون من الحباة الا ما بقعم تحت حسهم » وما يتصل 
بذاتهم » أما الأغراض العامة الخارجة عن الذات » والتى يصح أن ندعوها 
« موضوعية » فليس لهم نصيب منها » لأن الطبيعة الفردية تتجافى عن مشاعر 
ثم يعود فيراها تنثطوي تحت أربعة : هي المدح ؛ والهجاء » والحكمة » واللهوء 

فالمدح في رأيه ب يشمل المرائى والفخر » والشكر » والتلطشف في المسألة» 
والهجاء : ينطوي تحته الذم والعتاب » والاستيطاء والتأنيب ٠‏ 

والحكمة 8 تشمل الأمثال 2 والزهد 4 والمواعظ ٠‏ 

واللهو : بجمع الغزل » والطرد » وصفة الخمر » والمجون ٠.‏ 
ويراها ابن زاقنيق اسع 09 النسيب والمدح 6 والفخر والرثاء » والاقنتضاء ء» 
والاستنحاز والعتاب 6 والوعيد 4 والانذار 0( والهحاء والاعتذار ٠.‏ 

وشول أبو هلال العسكري2؟ إنها خمسة : المديح » والهجاء » والوصف» 
والتشبيب » والمراثى ولا جاء النابغة زاد عليها فنا سادسآ هو : الاعتذار + 

/ 
وأبو تمام يجعلها عشرة2» وهي الحماسة » المراثي » الأدب » النسيب » 





٠. العمدة‎ )١( 
5 الصناعتين‎ 68 
. الحماسة‎ )9( 


1ه 00-2 


الهحاء » الاضياف »© ومنها المديح والوصف » السكير والنعاس » الح » مذمة 
النساء ٠‏ 1 

ومما لا شك فيه أن هذا 'التقسيم الذي اصطلح عليه في العصور الاسلامية ٠‏ 
أدخل فنوة لم تكن معروفة لدى الجاهليين ٠‏ 


5ه س3 


مميزات الشعر الجاهلي 


١‏ الصدق : يصفون أنفسهم 4 وأعداءهم فينصفون أنفسهم وأعداءهم» 
ولقد أجمع النقاد الاسلاميين على تسمية بعض قصائدهم ب « المنصفات © لهذا 
المي + 1 ش 

لابن الوضوح : فالشاعر الجاهلي واضح اللفظة والاسلوب 2 واضح 
المقاصد » لبساطة تفسه وطبيعة حياته » أما ما نجده من الألفاظ الغريبة ف أقوالهم» 
فمردةه الى أن هذه الألفاظ كانت شائعة وسائغة » ومستعملة عندهم » ولا يرون 
فيها شيئآً من الغرابة التى نراها نحن اليوم » كما كانوا يستعملون اللفظة # على 
الأغلب ب بمعتاها المباشر ٠‏ 

بم« الوصف الحستي » لأن جميع معارفهم متأتية عن طريق الحواس » 

ب صورهم ومعانيهم تقريربة ( وصف الواقع ) » لا أثر للخيال فيها 
الا ماندر اء 

ه ‏ البعد عن الطلاء » والكلفة » وتزويق الخال ٠‏ 

د تيد قصائدهم ‏ على الأعم” الأغلب ‏ بذكر الديار وأوصانها » 
والرحيل » والحنين الى الأحبة ثم وصف الراحلة والممازة »و« والوصول الى 
الغرض من مدخ أو فخر » أو هجاء أو حكمة بدون « حسن التخلص » والإتنقال 
الى الغرض فحأة ٠‏ 

, 
فكرية سابقة ذا تشمول » وانما يربطون الصور ربط فرديا » في ذات فردية » 
فالمروءة « جماع الفضائل © م والكرم والشحاعة ليس لها ف أذها نهم صفة 
عامة » أو مطلقة » وائما بروثها قي الفرد ويربطونها جه وفق رقتهم 00١‏ 


عت ماك 


+ كل شيء مرتيط بالمحسوس »© وكل القيم والمعاني مأخضوذة من 

اح شاع ل يحلكل بي واحاسييمه “وعواطعة: .وما امن" ادن من 
الخواطر » لأنه لا دعرف النفوس وخمقاياها » وان عرف شيئاً من طبيعة هذه 
النفوس بالتجربة » فلا يستطيع أن يبني على هذا الفهم قاعدة صحيحة ٠‏ فكل 
فهمه منصب” على التعامل والفهم الماديين 4 مع الأرض 0 » والحموان ©» 
تلذلك جرع التسيامين الوضط المصط به » فخياله مقيكد مشدود الى الحس 
والمادية ٠‏ 

المرأة شمس » قمر » ظبية » دركة » بقرة وحشية » 

وريما + جرف المقنهية + قاد منهما وزاء ملائمآ لغرضه ٠‏ فيأخذ من الغزالة 
عنقا وده كلد الغصن ميسانه ولدوتنه » ورقنه *٠‏ 
0 أسنان المرأة أقحوان » بنانها عنم » وريقها خمر » أو شهد عسل » كفلها 
كتين : 

'وممدوحه : بحر ؛ مطر » أسد » سيف » كوكب » وربما كلبآً وتيسا وفحلات» 
وحيكة » فمعانيهم وتعابيرهم تدور ف فلك واحد « المادة والحس” »6 فكلها تكاد 
تكون متشأبهة لتشابه حياتهم ٠‏ 

ول النايفة : 200 

ذلك ليس ولوك ترايت" ٠‏ «لالسطيع ل بين مون عر 
لقنا التنيس لساك مويه ل 0 
وقال طفيل الغنوي : 7 
نجوم سماء كلما غاب كوكب بدا ساطعآً في حندس الليل كوكب 





(1) الحيوان ج؟ ا ص 3186 ٠+‏ 
(9) الحيوان ج 7 ص 111 . 


عن 508حه 


وقال لقيط بن ذرارة 297 : 


واني من القوم الذين عرفتهم 0 اذا مات منهم يقد قاغ ضاحييه 
نجوم سماء ؛ كلما غار كوكب بدا كوكب » تهدي اليه كواكبه 


وهكذا نجد تناوب الصثور والمعاني والتشبيهات في الشعر الجاهلى تبعاً 
لنظرهم المكرر المتشابه للاشياء المتكررة المتشابهة + بعيدة عن عمل الخيال » 
وسعة آفاقه » وتعدد ألوانه ٠‏ 

يقول زهير : 


ويقول عنترة : 

هل غادر الشعراء من متردم ؟؟ 

ولكن هذه الصور الحسكّية المتشابهة التقريرية » تمتاز بالحركة مما يجعلك 
لا تملتها » بل تنابعها بلذة وشغف وإعحاب ٠‏ فالصدق والحركية خير ما بميثز 
شعرهم ٠‏ 

ولعل” الحركة في شعرهم جاءت من طبيعة صحرائهم التي تفرض عليهم 
الحركة والاتنقال المستمر » وربما نستطيع أن نرجع هذا السبب « سرعة الحركة 
والاتقال «( ف الشعر لعدم استيفاء شاعرهم موضوعه 6 ولآأنه إتناول أهم 
أجزائه » أو ما كان منها أكثر علوق بذاكرته » أو حواشسته » ثم بنتقل فجأة 
وبدون منأسبة أو تمهيد ‏ الى صورة ثانية قد لا تربط بالأولى ٠‏ 

أما في وصف الراحلة والأطلال والمرأة فلا تمنعه سرعة الحركة من ريطها 
ببعضها لأنها مستمرة في حياته ٠‏ والتفكك الذي نلمسه ف قصائدهم » وإمكان 





(؟) مختار الشعر الجاهلي والحيوان 59/9 . 


سا 08 أمدم 


فرزها الى أجزاء مستقلة عن بعضها » فمنشكره طبيعتهم التي لا تهدأ ولا تستقر » 
وليس لها « وحدة » » ولا ناظم * 

والناظم العامة » والرابط الوحيد لقصائدهم » والجامع بين صورها المتعددة» 
وأجزائها المستقلة ؛ هي تلك « القافية » وذلك « الوزن » المنغكم ٠‏ 


قا 


اللفظ الجاهلي 


الشبعر العربي الجاهلي غني” بموسيقاه ونفمه » وان دورانهم في دائرة 
الصور الحسية وضيق آفاقهم جعل كل معانيهم متشابهة كما قلنا ٠‏ ولذلك تجد 
الشاعر بأخذ الصورة التي أوردها غيره » فيعمل بها صقلا" » وتشذيبآ » لتأني 
بحلة جديدة » وغلبت هذه الصفة » صفة الصقل والتهذيب ‏ على عدد من 
شعرائهم » فأغدقوا عليهم ألقاءاً تدل على مدى معاناتهم لأسلوب شعرهم » 
واتنقائهم للا'لفاظ » وريما للانغام ‏ البحور ‏ فهناك : المرقشان الاكبر 
والاصغر » والمحبّر » والفحل » والمثقب » والمنخكل » والمتتخل » والمهلهل » 
والملمق» والتابغة » وعبيد الشعر » وكلها أسماء تشير الى تحويد هؤلاء لشعرهم 


لفظآ وصورة .20 


استعمل الجاهليون اللفظة بمعتاها المباشر » أو بالمعنى الذي وضعت له عند 
اكتمال تطورها » ولم يحملوها الكثير من المجاز ‏ الا ماندر ‏ وهذا ما جعل 
معا نيهم وألفاظهم متكافئة” لا يطغى أحدهما على الآخر ٠‏ 

كما عرفوا التشبيه بكل أركانه التام والبليغ والتمثيلي » لأنهم كثيراً ما يالجأون 
الى عرض المشبته على المشبكه به » لزبادة الإيضاح » وتركيزه في الذهن ٠‏ وعرفوا 
كذلك الاستعارة بنوعيها المكنية والتصريحية » ومثلها الكناية ٠‏ 

آما المحسكتات البديعية فلم تقع في شعرهم الا5 عفواً » ودون تعشّد ؛ أو 








)1١(‏ المرقشى الاكبر اسمه عمرو بن سعد »© والاصفر هو ابن أخيه واسمه ربيعة بن 
سفيان © والمخر انمه طفيل: 6 والفخل لقب علقمة مباحت ارزع القن © 
والمنخل : هو المنخل اليشكري صاحب المتجردة زوجة النعمان بن المنذر »© والمهلهل 
هى امرقٌ القيس بن ربيعنة التغلبي » والنابفة هو نابغة بني ذبيان » وااثقب : هو 
الثقب العبدي . 


م 9م سه 


قصد ء الا « المطابقة » فهي ترد في أشعارهم لأن من طبيعتها المقابلة بين نقيضين » 
وهذا يقتضى ذكرهما معا » وهذا ما يسميه البيائيون : البيان بالتضاد : 
ولعل من أبلغ وأدق التشبيهات قول عنترة العبسي ف وصف روضة من 
لقنه : 
حادت عليها كلة عين ثركقر فتركتق كل مما خميلة كالدرهم 
وخلا الذباب بها يعني وحده هرجا » كفعل الشارب المترنم 

غرداً بعك ذزاعة بذراعسة: قل الكن” على الزناد > الادم 

خاتمة : ' 1 

هذه نظرة عامة على الشعر الجاهلى » وقد تبسطنا بها أكثر مما تتطلبه 
طبيعة يحثنا « شعر المكزون » وريما رأى البعض فيها خروجا عن الغرض » وهو 
وفلسفة ‏ والعوامل التى أثرت فيه +٠‏ 

لكتنا # وكما عوتدنا القارىء في الكتاب الأول نطبق مبدأ ( الاستقصاء 
التاريخي » لكل فكرة » ولكل نظرية » ولكل” مذهب أدبي » أو فكري لنستطيع 
الإلمام نشوء تلك الفكرة وتطورها 4 وامتدادهأ عبر التاريخ حتى زمن المكزون 
السنجاري » ومن ثم نضع أيدينا يسهولة على روافد شعره فكراً ولغة » ونعرف 
كيف انحدرت اليه من أعماق التاريخ ٠‏ 

وبالمقارنة والموازنة تضع هذا الشعر: ل شعر المكزون ب حيث ستحق 
بين شعراء عصره » كما نلمس مدى تأثره بمن سبقه ٠‏ 

ولهذا لح كنت وما زات ب أستضيء شور التاريخ 6 وأهتدي بدليله 7 
.وحسبك به من هادر ودليل ٠.‏ 


ب 0 سم 


استمرت في تلك العصور المتعاقبة وظلكت على هذا الاستمرار شكلاء » ومضموة 
وغرضاً ٠‏ ش ش 

وكل ما يطلب «منا, أق*“تنلمكس الظاهرات . الجديدة في كل غصسرر » وأن 
ندرس عوامل هذه الظاهرات + ونعني بالظاهرة كل> جديد في الألفاظ والاساليب» 
والأغراض والافكار » وبهذا تسكن من تترابئط سلسلة تطوثر الشعر العر بي * 

وطبيعي” ان الظاهرات الي كالظاهرات الاجتماعية » تقعم بفعل قانون 
«البتراكم» الكمى » وتكون الظاهرة هي. تلك «الاضافةالنوعية») » وهى جيرية 
حتمية كما سبق وقلنا في مطلع هذه الدراسة ٠‏ . 1 

والظاهرة الأدبية مرتبطة زمانا ومكانا وطبيعة بالظاهرة الاجتماعية » 
فالثورات والأحداث العامة من سياسية واجتماعية واقتصادية تخلق الظاهرات 
الأددية ». كما تخلق ظاهرات النظام الاجتماعي وهنا ندعوها ظاهرة أديية » كما 
ندعوها هناك ظاهرة اجتماعية اقتصادية » أو سياسية ٠‏ 


94م سم 


١ 


آثر العصير الجاهلي 
قي 
شعر اللكزون 


: ان أثر الشعر الجاهلي ظل مستمراً في شعر ما بعد الاسلام » لأن 

الشعراء في صدر الاسلام وما بعده » ظلوا يرون به المثال الذي يجب أن يماثل 
والنهج الذي يجب السير عليه ٠‏ والمنار الذي يهتدي به من يسير على هذا 
السبيل ٠‏ 

والمكزون كشاعر. من شعراء الغصر العباسي الأخير » لم بخرج على سنة 
من تقدمه من الشعراء في فى الاتكاء ‏ ف كثير من الاحيان ب على الشعر الجاهلي 

صورا ولف وأسلوبا » كما اتكا على المصور الأخرى التي أعقبته » وهذا أمر 
لبيعي أن غترف الانسان من معين التاربخ » ويتنعكم بمائدته الممسوطة » ثم 
يضيف اليها ما عنده » لينعم بها من يأتي بعده ٠‏ 

ولولا ما تركه الأولون للا"خرين » وما أضافه الآخرون الى تراث 5 
لا تعمت الحياة يما تنعم به اليوم من عطاءات الفكر والعلم والادب » وخيرات 
الانسانية المتعاقبة » ومخلفات الحضارات المتلاحقة ٠‏ 

ولعل أبرز صور الشعر الجاهلي ذكر الاطلال والأحبة ». والحنين اليهم » 
فلتسمع قول المكزون ف ذلك : 
١‏ مذ آقفرت ممن أحب الأر”شع درست معالمما الرياح” الأركم” 
٠‏ وجفا الحا أطلالها » لما جفوا فجرت عليهم ‏ لا عليها ‏ الأدمع 


سا و1 سه 


م # صاحوا الرحيل» وودعوني » فاتثنى قلبي بودعني عشية ودعوا 
4 ب وسرواء وجسمي يعدهم كعراصهم من ناظريت » ومن فؤادي بلقع 
ه ‏ شالوا الجكمالعلىالجمالهوبالنوى عن ناظري بعد السفوو تبرقموا 
* س فحشاشتي من بعد طيب وصالهم بنثدى مدى هجرانهم تتقطع 
7 ب بعداً لدار ككدثرت بعد الصفا فيها التزيل بكل خطب يقرع 
حت رما كم فيها قادم بقدومه الا وساء ذوبه » وهو موداع 
هل والعيش فيك » وان تطاول عمره كرجوع طرف » أو كبرق يلسع 
فالألفاظ الجاهلية هى : ش 

أقفر » الأريئع » درس »ء المعالم » الرباح ٠‏ الحيا » الأطلال » الرحيل ؛ 
الوداع » الشرى » العراص » البلقع » الجمال « يكسر السين » الوصال » 
المحران » النزيل » البرق + 

هذه الألفاظ كلها جاهلية 4 وتدل على معان جاهلية .وصور منتزعة من 
صميم الحياة البدوية 3 قالقتفر والربوع 4 والمعالم الدارسة بععل الرماح 
المتناوبة » وهذه الأطلال التي هحرهأ المطر 2 الحيا وهو مشتق من الحياة أو 
الإحياء » » والبكاء عليها » م الرحيل عنها » ووداع الأحمة عشية » والعراص 
« ساحات الديار » التى استحالت الى بلقع بعد مشراهم » والحمال الفتان الذي 
شالوه على جمالهم » والوصال ؛ والهجران » والحشاشة المتقطعة » والدار التى 
تنناوب الخطوب نزيلها والتى لا كسر قادما بقدومه اليها » الا وتحزن ذويه ساعة 
وداعه » قعيشها ومسراتها أسرع انقضاء من رجوع الطرف ولمع البرق ٠‏ 

الصور والتعابير جاهلية » عرفها الشعراء الجاهليون » وطرتها أكثرهم » الا 


[١‏ سه 


ومثال ثان : | 
ما أو مض البرق بين الطلح والبان الا وناب الغوادي 9 القاني 00 
ولا شدت ساجعات الوارق ف ورق الاغصان » الا شجتنى فوق أشجاني 
وذكرتني بنعمان الاراك”؟ هوى شبيببة سلفت في ظل نعسان 
أيام أركض أفراس الممسرة في روض الاماني» وروض اللهوميداني 
وساكني الغور منوادي الغضاسكني وجيرة العلم التحدي جيراني"» 


الالفاظ الحاهلية :. 
: 

)001( الطلح : شجرة حجازية 2 حناتها كجنا الستمرة » شوكها أحجحن »© منابتها 
بطون الاودية » وهي أعظم العضاه شوكا © وأصليها » وأحودها صمغاً © وبعضهم 
تدعوتها أم: غيلان 7 ع 

قال 'أبو حنيفة : الطلح 3 أعظم العضساهة حجماً » وأكثره ورقآ » وأشله 
:جاء 2 وأذ ٠.‏ شوكا 3 

والعضاه : كل شجر شائك 58 

(؟) قال الراعي : 

صنا صبوة” “من لج © وهو لجوج وزايله بالأنعيين حدوج 
والأنعمان هما نعمنان الأراك بمكة » وهو نعمان الأكبر ». وهو وادي عرفة ©» ونعمان 
الغرقد بالمديتة » وهو نعمان الأصغر . قال عبد الله بن نمير الثقفي : 

ضوع عتنا رط "تبان آذ علد ١‏ يرسق ينك علارات 
وهو. نعمان الأراك . 
وقال خليد ٠‏ : 
أما والراقصات بذات: عرق ومن صلى بنعمان الأآراك 
واضيف الى الأراك وبعو شجر بكثر في ذاك الوادي ٠‏ | 
(م) الغضا : واد في تجد » واهل الغضا هم اهل نجد »© قالت آم خالد الخثعمية : 

وليت سماكيا تطير ربايييه قاد الى أهبل «الغضا» رمام 
وألغضا شجر يضرب المثل بشدة ناره » فيقال : آحر من نار الغضا ٠‏ 


للك اعم 


إدماض البرق » الطلح 4 البان » الغوادي » القاني » الشدو » السبجع « 
الوارق » نعمان » الأراك » الافراس »؛ الميدان » الغور » الغضا » العلم النجديء 

ففي الابيات ذكر لثلاثة أماكن في الجزيرة العربية » نعمان الأراك » وغور 
الغضا » والعلدم النجدي * وفيها ثلاثة أشياء لا تنبت الا في بلاد العرب وبواديهم 
وهي : الطلح والبان » والأراك ٠‏ 

وفيها أشياء تتعلق بحياة البدوي مباشرة : إبماض البرق المبتشر بالمطر » 
والغوادي التى تحمل اليه السقيا » والفرس التي لا مستطيع الاتتقال أو المنازلة 
الا بها ٠‏ 


وحياة ساكنيها » وطبيعة سكتاها ٠‏ ومطبوعة بطابعها 2 لايل منتزعة اتنزاعاً من 
البيئة والحياة الجاهلية » 


ولكن ٠٠‏ هل نقف عند حدود الالفاظ » ومدلولاتها القربة الأولية النى 
تلوح لنا لأول وهلة ؟؟ 


خا عاد عر 
وف وداع الأحبة » والوقوف على أطلالهم : 
#اد وسان: » والعي غنوه علج عجدل . :وأققر ١‏ الزيم. اللأدسين- بحيوة دان 
ل وقكقمتك بالعهمد الباقى أناشده عنهم 4 وأندب فيه عهدنا الفانى 
سس وأشتكيه صباباتر لبعدممح وشأن أطلالهم من بعدهم شاني 
فالوداع ؛ والمسير » والحى » وإقفار الربع » والوقوف بالمعهد » والندبي ء» 


بت لا سه 


' والاشتكاء » والأطلال » تربط بين هذا الشعر » وبين الشعر الجاهلي برباط التعبير 
والتصوير » وعفوية المعنى » ووضوح الصورة » وصدق العاطفة ٠‏ ' 

هذا التقليد » وتقمقص الشخصية البدوية » وتمثثل الأماكن والأشياء » 
ومحاكاة النفسية الجاهلية يعواطفها وأشواقها » واستجلاب صور الصحراء » 
واستحضارها ذهنا » يجعلنا تقول : ان قدرة المكزون على التمثل » والانسلاخ 
من ذاتها » وتقمشصها شخصية العصور السابقة » "تجعل « المحاكاة » أغلب من 
«المعاشة» في شعره وتفوثت عليه صدق الاتفعال » وعمق العاطفة » وحزارة 
الاحساس ٠‏ 

هذا ما يتبادر الى ذهن الناقد » وهذا ما يقرره مبدئيا » ولا يلم الا 
يتقريره » لأن الزمن الفاصل بين عصر الشاعر والشعر الجاهلي الذي يحاكيه لا 
يدع مجالا للشك أو للتردد في الحكم بأن الشاعر مقلشّد » ناقل » محال » لم 
عش الحدث مباشرة » ولم ينفعل فيه مشاركةت » ولم يمرك به تجربة * 

ولكن ما يصدق على شعر الآخرين من الاحكام لا يصدق على شعر المكزون 
لأن « الخلفية » التي وراء شعر المكزون تختلف عن المعانى والمقاصد التي 
ترد في شعر غيره ٠‏ ش ْ 

فالصور والالفاظ التي مركت بنا » والتي تضم بين بدي الناقد أدلة” قاطعة 
على أنها مستوحاة » أو منقولة ‏ وبطريقة تقليدية ‏ عن العصر الجاهلي » وقد 
اجتمعت فيها كل خصائمص ومميزات ذلك العصر ٠٠‏ هذه الصور وهذه المعاني 
وهذه التعاس لها تُعدان : 

البعد الاول هو ما رآه القارىء » وما حكم عليه الناقد من نسبتها الى 
الحاة الحاهلية ٠‏ 

أما البعد الثاني فهو مراد المكزون الصوف » ذلك المراد الذي لا يدركه 
الناقد العادي » الذي يحكم على الاشياء من وجهة واحدة وقربة ٠‏ 


4 سم 


فالمكزون يوري:<2 من: التوربة » بغور الغضا « ونعمان الاراك « والعلم 
التحدى » عن عالم القدس » ومحل 'الانس » حيث كانت الارواح ناعمة هتاك 
قبن سكون هذه الاشباح » ذلك العالم الذي يحن الى العودة اليه المتوسمون 
من أصحاب الشوق والذوق والمجاهدة 2 والكه نف » 

وكل ما بورده من الصور 4 والمعاني يمكن ربطها يذلك العالم المعقول 
المحر#د ٠‏ فالمعانى « العقلانية » ورتى عنها ببعان« مادية » فكان لشعره ‏ كما 
ذكرنا ‏ يُعدان شف النقاد عند أقربهما وهو البعد المادي » وشف. المتتبع 
العارف بأغراض القوم عند البعد الثاني ٠‏ 

لذلك لا يمكن اتهام المكزون بالتقليد 6 وعدم المعاشة » الا اذا جكردنا 
شعره من المقاصد العقلائية » والصور المحردة ٠‏ ش 
فلا نستطيع الا أن تقول : أن الاتفعال 4 وحرارة العاطفة » وصدق التحرية » 
تطغى على شعره » وتطبعه بطابع « المعايشة » والواقعية التي يمارسها في كل 
لحظة من لحظلات حماته الروحيكة ٠‏ 

ولقد أكثر من ذكر الاماكن التى وردت في الشعر الجاهلي : 


ا- لم ننه عن ذكر ضال «طوبلع» وشرايه خدع المنى يسمرأبه 
اع عو ش 


؟ ‏ ولا اخترتدارآغير دار «بحاجر»وه ولا اعتضمتعن جنات« نعمان) بالأثل 


خا © © 
م« غزالة بين « الصريم واللوى:'»26 علمني الوجد بها نظم الغزل 
خا وا © 


0ت م4 سداة 


ع حث الركاب بنا فالقوم قد وقفوا 1 دون الحمى وعلى ضالالغضاعكفوا 
ظنوا سراب الفلا ماء » قمال بهم عن مورد الرى فيالوعساءفاعتسفوا 
قالوا » فمانوا » فلما انهم نديوا الى القياس أبانوا العجز.» واعترفو(١»‏ 
هاموا بأوصاقفهافيالغيب» واطرحوا عند : الشهادة معناها الذي وصفوا 


و « باللوى » عرفوها وهي سافرة 2 وأتكروا «بالمصلتى» عين ما عرفوا 


ع وا ور 
هسه أن حيرة بلوى 2 الأبرقين ع«( دنا باتتزامكم” حين حيتي 
خا رد عن 


5- ومل الى «الخيف» عنالخوف الى ظل « اللوى ©» » والبلد الامين 
نو الوفا والصدق اخوان الصفا قوم وفود «الحجر» و «الحجون» 


لا # ور : 
7 أهل « النقا » لا بقيت يعدكم) مهجة حب رغبت بالبقا 
لا * 6ن 
هم حل" « بالجزع » فحلتى دوحه وسقى مله التدى ذاك النقدي 


فمحياه حبا الضوء « الاضا »26 وحياه البس الوشي الأشي 
وبطيب التشر منه » أصبحت « طبية »© تطوى اليها الارض على 
وثناياه التى أهدت لا منه » ما أخفت ثنيات « اللوي » 
)١(‏ البيت الثالث من هذه القصيدة حاء سادسا في قصيدة لابي العلاء المعريمطلعهاة 
خاب الذي سار عن دنياه مراتحلا وليس في كفه من دينه طراآف” 
وحاء ألبيت هكذا : 


قالوا » قمالوا »> فلما آن حدوتهم إلى الغياس أبانوا المجز ©» واعترقوآأ 
ولم يختلف بيت المكزون عن هذا آلبيت الا بابدال « مانوا » ب « مالوا » و« أنهم 
ندبوا » ©» ب « أن حدوتهم » ونعتقد أن المكترون ضمن البيت تضميئا في قصيدته 


ساةخ5ة سدم 


وب برق الكرى أهدىلعيني «الابرقاه بضيائمه » فأعاد أعياد اللقا 
فحرى عقيقاآً «بالعقيق» لذكر منب 2‏ قد كان يجريه نقيا « بالنقا 006 
+ اع عو 
ويذكر أشياء البادية وحيواتاتها : 
١‏ فان حملتني «ناقتي» نحو دارها وصلت » والا مت في دار غربتي 
+ اغد عن 
قانزل بها ان جزت زوارالحمى باسائق «العيس» فدع حث” «الابل» 
اخ و 
م ب ليت حادي «مطيهم» يوم سارا خفف السير ف القلوب. الأسارى 
+« اخ وو 


ب لم ينل « سائق الركائب » رشدا نحو ستعدى» لولا سنى نارسعدى 





١؟)‏ العقيق : اسم لامكئة عديدة في بلاد العرب حجمعها اعقه وعقائق . والعفيق هى 
كل واد شقه السيل » وانهره ووسئمه . هناك عقيق اليمامة © وعقيق المدينة وفيه 
الحديث : أبكم بحب أن بغدو الى بطحان العقيق © وعقيق في غوري”' تهامة ©» 
ا ا ا له الا د وهو المكان 
والضمير لاهل العراق 5 
حجارة جد يد نزنتها نبي :"الأبرق + 

وجيل أبرق فيه سواد وبياض . وبارق موضع قريب من الكوفة . 

قال أسود بن يعفر : 

أرض الخورنق والسدير وبارق وآلقصر ذي الشر فاته من ستداد 


سالاةا سم 


ه. ‏ ولا ينكل" عند الوصال وصالها 


خا ور 


5 ومن حدا يوم النوى «بنياقهم» 


ا كر 


37ت مرابع سسعدىق للعيون مر اقبع 


خا عر 


+ ب سطوت لأن الوقت سيف على العدى 
3 

هلم ثثنه في الحب عن قصده 
4 


٠‏ ل فذكرت موقتها ولي ولعذلي 


ميممها الا «: بعقر المطيكة » 
3-3 
أكى أصم السمع ؟ وهو المسمع 
و 
وفيها « لأآساد » العرين مصارع 
عا 
ومن. وقنه «سيف»» بحق لهيسطو 
عا 
«سيف») ولا «رمح» ولا «جرخ» 
او 


فيها بأطراف « الرماح » خصام 


فالنوق وا 7 » والحادي » والمطية والناقة » والأسد » والسيف » والرمح » 
كلها من مقتيات الأعراب في بادتهم » ومن متطلبات حياتهم في جاطليتهم ٠‏ 


وبرد ف شعره أسماء آلمتهم وأصنامهم - 


١‏ ل واحجج البيت وطف سبعآً به 
وعن «اللا“ت» الى الذات اقترب 
والى العزة لا « العكزى »© أنفب 
و «مناة» الرجس عن داري اقصها 


واجف من لى « و*د” » ثداً نصبوا 


واقض فرضي فيه » واقصد علمى 
ساجدا لي فهي أقصى مسجدي 


ومن الأوثان طهر كعبتى 
وتداعوا « هتبلا » أعلى على 


سامخ ند 


؟ ‏ أنا أبرا من ودثهم » وسواع وبغوث » ومن بعوق ٠:‏ وتنسس 
وأوالي لآل نوح اليا مين سفين النجاة من كل شر 
3# عا ور 
فاللات والعزى » ومناة » وو*د ؛ وهبل » أوثان كان العرب في جاهليتهم يعبدو نهاء 
وبحجون اليها ‏ في مواسم معينة ‏ وذكرها القرآن : أفرأيتم اللاتت والعزى» 
ومناة الثالثة الاخرى > ألكم الذكر وله لب م 59 + 
وود" » وسواع » ويغوث » ويعوق » ونسر » أصنام لقوم نوح » ورد 
ذكرها في القرآن في سورة نوح : وقالوا لا تذرن> الهتكم ولا تذر”ن> وداً » 
ولا سواعاً » ولا يبغوث » ويعوق وئساً » وقد أضلوا كثيراً ٠ ٠ ٠‏ 
كما أورد شيئا من أساطيرهم : 
١‏ أصبحت من.عنقاء متغرب أعجبا ١‏ من عاج بي » يزداد فيك تعجثبا("» 


جد عدا 





)١(‏ عنقاء' مغررب” : طائر خرافي ©» يزعمون أنه يكون عند مغرب الشمسسى . وقيل: 
لم .بره احد ».ومن أمثالههم : 'طارت: بهم العنقاء؟ الغرب” .. قال الشاعر' : 
.واولا مبليمان الخليفة حلغت به من بد الحجاج عنقاء' مغر ب" 


جد 1ن 


عصرا صدر الاسلام والاموي 


عة: 
مكة منتصف الطريق بين اليمن والشتام » تنيخ بها القوافل التجارية المتتقلة 
ومكة مهو ى أفئدة العرب 04 ومقر آلهتهم 4 ومستودع أصنامهم 4 بحجحون 
اليها ف أشهر معدودات وأيام معلومات 4 ومواسم عامة ٠‏ 
وتتقايضون السكلم 0 ونشدون أشعار المباهاة والمفاخرة 3 
ومكة في وسط الحزيرة العربية » بعيدة عن مجاورة الفرس والرومان 
والأحياش 4 فالعربي فيها مطمئن آمن لا تتخطفه أبدي الأعداء » ولا تصل اليه 
ومكة يأمن فيها الموتور والواتر طوال الاشهر الحرم » فمي « هدنة » 
ستوية » تحقن فمها الدذماء »© وتقف الخصومات » وتصان الحربات نكر يماللا لهة» 
وفٍ مكة « برلمان » العرب » أو « ندوتهم » يحتمعون فيه كلما حزب أمر» 
أو. غقد صلح بين متقاتلين منهم » أو فرضت غرامة » أو دفعت ديات » أو وضعت 
دماء وترات + 
فول عرف بي ننه قاد ريبلا ته امار : 
أبا مطر هلكى الى ضصلاح 2 قفتكفيك النداء 00000 
فتأمن وسطهم » وتعيش فيهم آبا مطر ء هّديت لخير. عيش 


| ءل/ سد 


وتنزل بلدة* عزت قدمماً وتأمن أن يزورك رب جيش 


وكان التجار :يومونها من بيزنطة » وفارس » والحبشة » وقد لزمها بعض 
' منهم واستوطنها » مثل الصحابيان : صهيب الرومي » وسلمان الفازسي97» * 

ركان قزل عرق بيدانة الكمة رورينها الععاء و السويا لشيارة 2 غررد 
قرافليا نا ين الحمار والبين فقا # دين نك العام ضينا* 





: سلمان الفارسي : احد الثلاثة السابقين الى الاسلام من غير العرب . وهم‎ )١( 
سلمان الفارسي » وصهيب الرومي » وبلال الحيشي .. أصله من فارس منآسرة‎ 
نبيلة من أساورة الفرس « فرسائهم » أو من دهاقين « حي » بالقرب من أصبهان‎ 
» اسمه روزبة بن المزربان »© أو مابه بن بردخشان ( راجع المزي »© وابن بابويه‎ 
والطبري ج١1 ص 17/74 ) » ولد على المزدكية  في رامهرمز على قول عوف الاعرابي‎ 
المتوتي 115 أو في ارزن قرب كازرون على قول ابن مندة »© أما اسمه العربي فهو‎ 
سلمان والاأسم مشتق من. أصل آرامي © فيكون فارسيآ مزدكيآ » أصيح عربيا‎ 
. مسلما » يبحمل أسمما آراميآ‎ 


غادر قارس بطريق نصيبين - الموصل » دمشق ‏ القدس على أصح الروابات» 
وفي سفره الى الحجاز غدر به أدلاؤه ©» وباعوه كعيد رقيق الئ بهودي من بني 
قريظة » هو عثمان بن الاشهل » أو الى امرأة من الانصار © ثم اعتق نظير غرس 
ثلاثمئائة من النخل لسيده © وأربعين أوقية من الذهب ( الاوقية وزن متعارف 
عليه ) وال : ان سعد بن عبادة الانصاري دفع قسممآ كبيرا منها . 

واشار على النبي بحفر الخندق حول المدينة بوم غنزوة الخندق وهي طريقة 
فارسية في الحصار 4 وكخى النبي بينه وبين أبي الدرداء عو يمر الانصاري 2 أو 
حذيفة بن اليمان » وف بعض الروايات » مع أبي ذر الغفاري » أو المقداد بن عمر بن 
ثعلية بن الاسود الكندي 4 توفي ف هلية لابي قرة الكندي ف أنداين عام لاا ها 
( الاستيعاب على هامشنل « الاصابة » لابن ححرج ؟:' ص 51١‏ ) ودخل عليه عند 
وفاته ابن مسعود المتوق سنة 76 مع سعد بن مالك »© الممروف بأبي سعيد 
الخدري »© وقبرة في المداين العراق ‏ وبعرف بقبر سلمان باك © وباك لفظة 
فارسية معناها الطاهر ©» وفيه قال الرسول : سلمان مئا اهل البيت ©» وهى 
صاحب الكلمة الفارسية 'المشهورة بوم سبعة سقيفة دني ساعدة ( كرددد ونكرديد) 
أي : ( أصبتم ذا السكن منكم واخطاتم آهل بيت نبيكم ) « راجع الاردبي والمدائني 
والبلائري وابن شبة 6 . 


| إلا ل 


من قلب مكة هذه » من رمال الصحراء الملفثاة » من منابت الششيح 
والقيصوم والثمام » من الوسط القبلي » والمجتمع الوثني » تفجكر ذلك النبع 
السلسال » وامتد” واتكسع وانساح حتى غمر رمال جزيرة العرب » واستفاض 
ذلك النور الإلمي حتى أنار العالم القديم بفيضه » ولؤلائه » وأحال كلك الجزيرة 
القاحلة الى جنان وارفة الظلال » كريمة الجنى » وانداحت تلك السرايا تحمل 
.تلك الرسالة الانسانية السمحاء التي تربط الأرض بالسماء فاتفتحت أمامها 
حصون كسرى ومعاقل قيصر » فنشرت فيهما العدالة والمساواة » والخرية والاخاء 
والمحبة والسلام ٠‏ 

تيم أمتي » بعث رسولات في الأميين » يتلو عليهم الآيات » ويعلمهم الكتاب 
والحكمة » وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين ٠٠‏ فما هي الظاهرات الادية 
التي رافقت » أو انطلقت عن هذا الخدث العظيم ؟؟ : 

ش + جد ع 

غيكر الاسلام مجرى حياة العرب » وحوتلها من حياة ضلال الى حياة 
هداية » ومن التفرقة الى الوحدة » ومن الشرك الى الابمان » ومن عبادة الآلهة 
المنعددة الى عبادة الإله الواحد ٠‏ 


كانوا تعد دين فوحدهم » متنابدذين فألئف بين قلوبهم 6 فأصيحوا. شعمته 
إخواة ٠‏ 


كان بأسهم ف ادي لامع اسن جهادا ور سيل الدعرة 6 وامم 
أحدى الحسثيين +200 


تناول الاسلام حياة .العرب من جذورها فكراً » وعملا” » وسلوكا .. 
أخرجهم من حصارهم في جزيرتهم » وفتتح أمامهم العالم الرحصيب ٠‏ 
' كانت لهم آلهة عديدة من ضنع أيديهم » وحسب ميولهم وأهوائهم » فأصبح 
لهم اله واحد توحكدت فيه ميولهم ونزعاتهم » ومقاإصدهم وعبادتهم » وغابءاتهم ٠‏ 
| كانت لهم عصبية جاهلية » ونزعات فردية متأصلة حمقاء » فآنخى بينهم » 
وجمع كلمتهم وقلوهم ٠‏ 


نم اا سب 


كان لكل قبيلة قيادة وشارة » وتكنية وهتاف » فصارت قيادتهم واحدة » 
ورانتهم واحدة 4 وهتاقهم واحد ٠.‏ الله أكبر ٠‏ 

كانت لهم أعراف وتقاليد » وعادات 2 » وعرتةافون وقضاهة 558 
وفق هذه العادات والأعراف ٠‏ فأضببح لهم تش ربنع سماوي” مقد“س 4 وكتاب 
محكم ينفتّم علاقاتهم » وشؤو نهم العامة » والخاصة » أفرادآ » وأسرة” » ومحتمعآ» 
يعد بالخير والنعيم المقيم » من أعطى داتقيٍ وصكدق بالحسنى ويِسّره 
لليسرى » وينذر بالعذاب الاليم من بخل واستغنى وكذان بالحسان تو مشر 
للعسرى ٠‏ 

هذا الاتقلاب العام آكر تأثير؟ عميقا وجذرة في الحياة والنفسية العربية » 
فظهر أثره وانعكاساته في شعرهم » وأدبهم وعلاقا” تهم » وتشكل طائفتان من 
الشعراء : 

الاولى : استحابت للدعوة » وأذعنت للداعى » وانضوت تحت رابتها » 
وعملت للدفاع عنها » وصد أعدائها وعلى رأسها حسان بن ثابت والنجاشي 
وأمثالهما ٠‏ 

والثانية : أبت واستكبرت » ورآت في الدعوة الجديدة خطراً محدقاً هدئد 
أمتحادها وآلهتها » وامتمازاتها » خناصيتها العداء » ومنها عمرو بن العاص وعبد 

واتنصرت الدعوة س دعوة الحق ب وتمت الكلمة واستكان المناوئون 7 
واتكفاً الشعراء على أنفسهم » ودخل العرب في دين الله أفواجا ٠‏ 

تخلى الشعراء عن العصبية القبلية » والنزوة الجاهلية » وتركوا التبامي 
بالأيام » والتنايذ له سوق الشعر لما بهره من آنات الذكر الحكيم 04 
و بلاغته المعجزة ٠‏ 

ولما أمروا بالجهاد انطلق الشعر من عقاله حاملا” معه النكفّس الجديد 
والروح الجحديدة 4 والمعطيات الحديدة » من المعانى والأفكار والالفاظ التى جاء 


5 


يها الاسلام » مضيفا الى ثروتهم اللفظية التى عرفناها في العصر الجاهلي » ألفاظاً 
جديدة 4 أو ألفياظا قديمة حملت معئى اسلامياً جديدآ 6 كالصلاة 7 والصيام 2 
والزكاة والجهاد » والفسوق » والايمان » والكفر » والمعصية » والطهارة » والتقوى 
والجنة » والنار » والحور » والولدان » وجهتم » والمراط » والستدس » 
والاستبرق » وغير ذلك مما لم يكن قبلا في ذاكرتهم اللغوية الغنية » 
أو كان معروفاً عندهم 6 ولكن الاسلام أغطاة مفهوماً جديداً ٠‏ 

يضاف الى هذا العطاء اللعوي والفكري عطاء فنيآً حمله اليهم أسلوب 
القرآن المبهر المعجز » يما فيه من وضوح وإعجاز وسجم » وانسياب » وتم » 
ورنين > وايجاز » وتوكيد ف مواضع الترهيب والترغيب » وتبسشط واسترسال 
ف مواطن التشربع والتنظيم » مما أعحز . بلغاءهم 4 وأعيى حكماءهم 4 وأبكم 
سجكاعهم وكهانهم » وأسكت خطباءهم البلغاء الفصحاء ٠‏ 

ات الافكار والمعاني والاغراض التي أوجدها الاسلا 36 

؟ ‏ الألفاظ الجديدة التى جاء بها القرآن » أو التي حمكلها معاني جديدة» 

م # الفنعّية الجمالية التي طالعهم بها أسلوب القرآن الحكيم ٠‏ 

والشعر العربى فٍ هذه الفترة أخذ شصيب من هذه الظلاهرات 4 ولكن 
الطايع الجاهلى ظل مسيطراً ومستمراً ومتلبعآ ف القصندة ٠‏ 


العصر الامو يِ 


عودة الى التاريخ الجاهلي : 

قريش قبل الاسلام وبعده متميزة بين القبائل العربية » لها في الجاهلية 
المقام الاول » ولذلك كان لها شرف سدانة الكعبة ‏ أشرف بيت للعرب ب » 
بيدها مفاتيحها » وهي القيكّمة عليها ٠‏ 
ابن كلاب » بن مرة » بن لوي » بن غالب ٠‏ 

ويموت عبد مناف سيد قريش مخلكفآ ولدكه : هاشماً » وعبد شمس ٠‏ 

وسموت عبد شمس مخلفاً ولده أمية ٠‏ 

كان القيتم على سدانة الكعبة ‏ يومذاك ‏ هاشم بن عبد مناف » فنازعه 
ابن أخيه أمية على شرف السشّادة » وحاول اغتصاب سداتة الكعبة منه » واتنصر 
لكل من العم” » وابن الاخ فريق من مؤؤيديه » وأهل بيته الاقريين » واتصل 
الامر بسادة القبائل » فتنادوا لعقد اجتماع عام في « دار النكدوة » برلمانالعرب 
في مكة ء وف هذا الاجتماع استعرضوا أسباب الخلاف بين هاشم وابن أخيه 
أمية » ثم حكموا على أمية بالجلاء عن مكة مدة عشر سنين » وبتغريمه متة ' 
من الابل ء* ش 

انصاع أمية مكرهاً للحكم الصارم الرادع 4 وخرج بأهله من مكة » 
حاملا” معه الحقد العارم على عمه هاشم وأهل بيته » وعلى قادة القبائل التى 
أنزات به هذا القصاص ٠‏ 


ا ولا 


استمر العداء بين طرفي البيت « المنافي » الواحد » واتتقل هذا الخلاف 
الى بعض القبائل التي تشايع أحد الطرفين ٠‏ 

ولما بزغت شمس البعثة المحمدية قام الاموبون - وعلى رأسهم أبوسفيان 
حرب بن أمية ‏ بنازعون الرسول » ويناصبونه العداوة بكل أنواعها ٠‏ 

ل ل ا ا 
أبى سفيان » وعداء الج دص العم ل د 

ولغ هذا العداء ذروته »> وتحلى بأجلى 0 غزوة بدر :يما فعلته 


هند زوجة أبي سفيان وصويحباتها من التمثيل بحثث قتلى الهاشميين » ومنهم 
حمزة عم الرسول » وسيد العمد افد انلك فكت مره + وافرعف كد 
0 حقداً وتشفياً ٠‏ 


واتتصر لحن وكاو اسان خرن بقل لبوق الناس الى ما 
سيكون من أمر أبي سفيان » وأهل ببته وقد أصبحوا في يد المسلمين » بحكم 
فيهم الرسول يما يريد ء* 

ويؤتى بهم الى الرسول » فيخاطبهم قائلا : ماذا تروني فاعلا بكم ؟ قيجيبونه: 
خير ما يفعله أخ كريم وابن عم كريم » وينادي منادي الرسول : من دخل الكعبة 
فهو آمن » ومن دخل ببت أبي سفيان فهو آمن » ثم يخاطبهم الرسول الكريم 
قائلا : اذهبوا فأتتم الطلقاء ء 

ع ع 


استكانت العصيية العائلية بين فرعى البيت « المتافي » : الهاشميين والامويين» 
وتؤارى العداء طوال حياة الرسول » ومدة آيام الخليفتين الاول والثاني » وهما 
وان كانا قرشيين ‏ من تيم اللاث » وعدي ».لكنهما بعيدان عن البيت «المنافي» 
المتنازع ١ ٠‏ 


منذ زمان طويل » وحاولوا أن يستأثرو! بالحكم » والثروة والسلطان دونغيرهى. 
واضطربت الامور وكان. الخليفة الثاأك ب على ورعة ل ضعيفاً » .لين 
الخلق » وادع الشيخوخة ؛ فوهنت بده » ولكن سئدتها يد أخرى هي بد مروان 
بن الحكم 2600 وولى أقار نه امور الدولة قفى دمشق وغيرها من الامصار ولاة 
أموبون همهم المناصب 4 واشادة الدور » وجمع الثروة0") و« 
يقول المستشرق كازانوفا : ان القوم الذين نشآ فيهم عثمان كانوا أقل 
اهتماماً بأمور الدين والآخرة منهم بأمور الدنيا 6 وكان همهم الفتس 4 وجمع 
المال 29 , ْ 
وبقدر ما كان عهد الخليفة عمر متحرجآ من التبسقط والترف » فقد كان 
عهد الخليفة عثمان متبسطا في ذلك ٠‏ ْ 
وكما كان الصحابة في المدبئة يرون أن التجافي عن الترف والرفاه واجب . 
دنى » كان أهل الشام يرونه حقآ لازم لحمات ٠.‏ 1 
ويذكر التاريخ : أن الخليفة عمر بن الخطان م ولتى معاورية على الشام 
أقام ب هذا الاخير ب الحرس 2 واتخد الش رتل والبوابين 6 وأرخى الستور 7 
ومشى الحرس بين يديه بالحراب » وجلس على السرير » والناس تحته 290 . 


)١(‏ كان الرسول قد نفى مروان بن الحكم عن المدينة » ولما آل الآمر الى أبي بكر 
سيأله الامويون أن بعيد مروان فقال : لا كوي طريد رسول آلله © ولما تولى عمر 
سأله الامويون بشأن مروان فقال : لاآوي طريد رسول الله وطريد خليفته » 
ولا استلم عثمان أعاد مروان واستوزره ( راجع أدب الشيعة للدكتسور عبد 
اليب حميدة وكيل كلية اللغة العربية في جامعة القاهرة ص ١6‏ ) . 

() كان من الاسسباب التي تذرع بها الثائرون على عثمان ابتناء الدار ( راجع 
اليعقوبي ج ؟ ص 5.29 ). ْ 

58 عممم)ب نالآ مائهلكط70 والمقدسي في أمراء الشعر العربي ص .”7 '. 
(؟) اليعقوبي ج؟ ص 1١‏ والفخري 1/8 . 


س# لاي سدم 


وروق ابن خلدون : ان معاوية لقي الخليفة عمر عند زيارته للشام في أبهة 
لملك » فأفكر عمر عليه ذلك » وقال أكسروية يامعاوية ؟ 237 ٠‏ : 
وقول المسعودي : أن الصحابة أيام عثمان اقتنوا الضياع » والمال »> 
واتنوا الدور ذات الشرفات 2 وثارت القبامل بالخليفة الثالثك » وقتل ٠‏ 
أيديهم الى آيدي بني عمهم الهاشميين » وامتنع معاوية في الشام عن المبايعة » 
متذرعا بمقتل عثمان مطالآ بقتلته, ٠‏ 
لم يعرف التاريخ حتى الآن من هم قتلة عثمان بشكل قاع ٠‏ 
وتعاقيت الاحداث المعروفة تاريخيا كموقعة صفين » ومسألة التحكيم » 
وخروج الخوارج 29 على الطرفين المتنازعين تحت شعار « لاحكم الا لله » ٠‏ 
00 : 
(1) مقدمة ابن خلدون ج7؟ ص ٠ 5٠١9‏ 
000( المسعودي طبعة بارس ج61 ص 15697 ٠.‏ 
(,) الخوارج أقدم فرقة في الاسلام نخرجوا على على بن آبي كالب لقبوله ميا 
السلطات من آموية ©» وعياسية » حتى اضطروا الى الهجرة الى المغرب ٠‏ 
تفرقوا فرقا عديدة : أهمها الازارقة والحرورية والاباضية ( أصحاب عبد الله 
أبن أباض اللر”ي ( والعمحاردة ( أصحاب عيك الكريم بن عجرد الشهرستاتي ) . 
والى العجاردة ينتسب الصلتية » والميمونية » والحمزية © والخلفية » والاطرافية» 
والشعيبية » والخارمية . . 
واشتهر الخوارج بالشكدة ف مذصهم © .ومن شعر انهم عمران بن حطلان » 
والطرمئاح بن حكيم © ومن فرساتهم قطري بن الفجاءة » وابن طريف ». وغزالة 
الحرورنة التي هرمت الحجاج ف اكثر من موقعة 2 وقال أحد الشعبراء يعيكره 
بذلك * 
أبسدك علي" 4 وق الحروب نعامة ربداء تتحفل من صفير الصافر ٍ 
هلا برزت الى غزالة في الضحى ثم كان قلبك في جتاحي: طائر ! 
صدعت غزالة حيشه يعسساكر ترركت جحافلب> كأمسرر الشةابر 


ساملا د 


وأتمر الخوارج بالثلاثة الذين يرون أنهم أسباب النزاع . : علي » ومعاوية» ش 
وعمرو بن العاص ٠‏ فقتل علي على بد الخارجي عبد الرحمن بن ملحم » ونجا 
الآخران آي 


اتتقل الى الاندلس على نك عبد الرحمن الداخل ع ين 5-7 لا 
عامآا ٠‏ 


كان معاوية من أدهى الساسة » فرأى بثاقب بصيرته السياسية ان الامر 
الذي آل اليه مهدكد بالضياع » ومعرك>ض للاغتصاب » لان الكثيرين ف الامة 
ينكرونه عليه » أو ينافسونه فيه » وفيهم الزبيريون والهاشميون » وأبناء الصحابة» 
فعمل على جعل الخلافة وراثية ليحصرها في آل بيته » وبحول دون اتنقالها الى 
غيرهم » ولو تجاوز آكبر وأقدس قاعدة أوجدها الاسلام للديمقراطية وهي 
الشورى « وأمرهم شورى بينهم »290 ٠‏ 





)١(‏ .أيديولوجية الاسلام 
أقام الشارع الاعظم الاسلام على ركئين أسسا : المالدة والروح « المدرحية» 
ليمثلا الانسسان جسدا وروحا 4 ليعتدل الفرد 000 تبعاً لتعادل هاتين العيمتين . 
وجاءت الضوابط التشربعية لتضع لكل من المادة والروح حدودها »> قلا تطغى 
أحداهما على الاخرى » فيتم التناسق » وسستمر التوازن : 
« أعمل لدنياك كأنك تعيش سرمدآ »© ولآخرتك كأتك تموت غدآ » . 
وارتكر تنظيم الدبولة الاسلامية أيام الرسول وخليفتيه الاول والثاتي على هذين 
الاساسين فكان الاسلام زلا ديناآ ودولة ( أو 2 مدرحياً ») مادة وددوح لا بنفصلان ٠‏ 
1 وبفضل هذا التنظيم » وصحة هذا « التركيب » وعمق وسلامة هذه 
2 الايديو لوجية « استطاع الاسلام أن يفتتح الامبراطوررات والعديد من الممالك 
وششر فيها تعاليمه وهداه ويسط عليها ظلٌ عدرالته ومسساواته . 
الشطار الابديولوجية الاسلامية : 
كان عهد الخليفة الثالث أرهاصا بالصراع بين ثيارين جديدين © شكلا ل فيما 
بعد مدر سين مسستقلتين عن د بعضهما هما : مدرسة 1: السياسة 62 ومدرسة الدين. 
١‏ 6 


سن ء#ل/ا سدم 


أصبحت الخلافة منذ ذلك الوقت ملكا عضودا توارثها الابناء عن الاباء 
د وورك“ثها معاؤية يزيدا » ٠‏ ّْ ا 
عانى معاوية وأصحابه من بعده صعوبات كثيرة يسيب هذا الخروج على 

««الشورى © وتحويل الخلافة الى وراثية كسروية200 فاستعانوا على ذلك : 
لي سي بمب بيه 
س2 

وهذا يعني انشطار « الابديولوجية » الاسلامية . وغلبة أحد شقيها على الآخر. 

تحلى هذا الصراع بين فنتين : أولاه.ما تسعى لاستغلال مركن الخليفة » والافادهمن 
شيخوخته الوادعة ©» وقرياه العائلنة لتستمتع بأثال والجاه والسلطان © والاغراض 
المادية ويمثلها الامويون ١ ٠.‏ 

والفثة الثانية : رات في احراز المكاسب المادية » واحياء العصبية العائلية' » 
وما بخالف روح الانلام 34 وهدد وحدة المسلمين 4 ويتحرف بهم من النزعة 
الروحية الزاهيدة والمؤاخاة ©» الى الانغماس في المادة ؟؛ وبعث العصبيئة الجاهلية. 

وبلع هذا الصراع ذروته في مقتل الخليفة الثالثك . وتوتي الخليفة الراببع 
ومقتله » واحالة الخلافة من « الشورى » الى الملكية الوراثية ٠‏ 
« الغاية تبرار الواسطة » ١ ٠.‏ 
)ع( يروي لنا الشارخ الملآسي التي وكعت ونشأت عن 2 الملكية العضود «ن( ونظام 
الورائة . فكم من وريث فاسق » وولي عهد ماجن » ولي أمور السلمين » وصرافها 
وفق نزوأته وأهوانه ٠.‏ . ' 

كما بحدثنا: عن وسائل الؤامرات » وطرق الاغثيال بين أفرآد البيت المالك التي 
عر فتها تلك العهود » 

وطغفت مدرسة السياسة فلم ثّق لمدرسة الدين الا مظاهر شكلية لاعلاقة لهابالشؤٌ ون 
العامة كمنصب « قاضي القضناة » ونعائة الاشرلاف لتستخدمها لافراضها عند 
الحاحة . : : 





وبلغ من تبعية المدرسة الروحية لمدكرسة السياسة واستخدام السياسة للدين 
أن أوجدت مصطلح « ظل الله » ونظرية « الحق الالهي » ذاتء الطابع الديني ©» 
ولتاخذ صفة الاجماع . والى هذا أشار المكزون * 
جعلوا ملوكهم الطفاة ائمعبسة للراشدينا 
لم آدعوا : أن السسلامة 5 اختمساع المسلمينا 


| هكم ندم 


٠ د باشغال الناس بالفتوح‎ ١ 

باحيناء العصبية القبلية لالهاء القبائل » واشغالها ببعضها » والتاريخ 
ينقل لنا صورا ووقائع عن ذلك ومنها حادثة النعمان بن بشير وهجائه للانصار 
بتحر بض وتشجيع من معاوية » ولشدة حرصهم على توزيع أمر. القبائل واذكاء 
عصبيتها فقد توصلوا ‏ بوسائلهم ‏ الى جعل كل .بلد مقسوما الى عدناني 
وقحطاني » وربيعي ومضري * 

م أشاعوا في الناس مذهب « البر » ٠‏ والقول بالقضاء والقدر » ليؤمن 
الناس أن الامر الذي صار اليهم انما هو نتضاء الله وقدره ٠‏ 

| 4 لم يتشدتدوا بالحفاظ على الشريعة » فقد كان في خلفائهم من يسكرون 

ويلهون كيزيد » والوليد » والتاريخ يحدثنا كيف كان الاخطل التغلبي يدخل 
على عبد الملك بن مروان ولحيته تقطر خمرا » وقد أخذ الخمر بلسانه ومعاقد 
أجفانه » ثم يتعالى عليه » ونتطاول على حرمة مقامه : 


اذا ما نديمي علكني » مم علكني ثلاث زجاجات لهن هدير 
خرجت أجر الذمل تيهاً » كأنتني عليك أمير المؤمنين أمير 
فيتغاضى الخليفة عن كل هذا » حرصاً على اصطناعه » واصطناع قبيلته 
تغلب ذات القول والصيال ٠‏ ونقائض المثلث الاموي » جرير » الفرزدق » الاخطل» 
دليل على مدى ما وصل اليه ابتعاث القبلية ورعاية الحاكمين لها وتشجيعهم 
لثيريها ٠‏ 
وبالوقت نفسه أغرقوا الححاز وساكنيه بالترف » والاموال » والقيان » 
والمغنين » واللهو » والملاذ » ليصرقوا أبناء الصحابة والتابعين عن السياسة 
والمطالية بالحكم ٠‏ فانصرف الكثيرون منهم الى المتع والملاذ كعيد الله بن جعفر 30 
)١(‏ كان كثم الحواري والقيان . 


كت ا 


رفوك الله لوي © والوليد بن عقبة أخو عثمان بن عفان والوليد بن عثمان 
ابن عفان وحفيده العرجي الشاعر » واين ن أبي عتيق حفيد أبي بكرا" ٠‏ 

وممن اشتهر بالسكر واقتناء المغنين والجواري يزيد بن معاوية؟» وسليمان 
ابن عبد الملك » والوليد بن يزيد»اء 

وامتلا" الححاز بالمغنين الذين تتسقطون أخبار الشعر الغزلي ليتغنوا 00 
ويعلموه تلامذتهم أمثال مسحج » واين محرز » وسريح « مكيون » ٠‏ وطويس» 
ومعبد » وجميلة ( مدنيون ) ء وعزة الميلاد » وحنين » والغريض ٠‏ 

واشتهر في الغزل بهذا العهد » الاحوص » ويزيد بن الطثرية » ونصيب » 
وعمر بن أبي ربيعة » والعرجي ٠‏ ش 

التعليم : ش 

روى البلاذري : ان الحجاز في بدء الدعوة الاسلامية » كان المتعلمون فيه 
لا يتجاوزون سبعة عشر شخصا » ومن المعروف ان النبي جعل فدية الأسير من 
أسرى بدر ممن يعرفون القراءة والكتابة تعليم عشرة من صبيان المسلبين ٠‏ 0 

وذكر الحاحظ عددا من المعلمين في العصر الاموي مثل الجهني والشعبي» 
وعد الصمد الاعلى » والكميت ين زيد » وقس بن سعد » وعطاء بن أبي رياح » 
وعبد الحبيد الكاتب : والحجاج بن يوسف0) 

ولهذا فقد ازداد عدد المتعلمين » ونشطت حركة النسخ والتدوين » وذكر 
المسعودي : أنه في معركة صفئين رفع جيش معاوية نحو خمسمائة نسخة من 
القرآن ٠29‏ 


)١(‏ حَده عمرو بن العاص بمصر في الخمر . (أمراء الشعر العربي للمقدسي ص 
؟” والكامل للمبرد طبعة مصر 17.8 ج ١‏ ص 9989 ب 995 »2 والعقد ( بولاق ) 
ج * ص 4.5 - 4.7 » والثويري طبع دار الكتب اللضرية ج 6 ص 1١1-118‏ 
( شهد عليه أهل الكوفة انه صلى بهم الصبح أريع ركعات وهو شكران . 
) الكامل للمبرد طبع مصر ج١‏ ص ؟ؤلا . 
(2) الاغاني ج11 ص .لا ٠.‏ 
(ه) الستطرف طبع بولاق ج؟ ص 188 وأمراء الشعر للمقدسي ص 6” . 
(5) آدباء العرب للبستاني . 
) ألبيان والتبيين ع ص 156 . 


ل لالم ندم 


٠ 





وبدأ عهد الترجمة والنقل » ويقال انوك واكام واتع خالك بن ب نم 
معاوية » فقد نقل له رجل اسمه اسطفان علم الكيمياء0؟ ٠‏ 

'ويقول ابن النديم : أن هشاما ‏ أحد كتبة عبد الملك ‏ نقل بعض رسائل 
أرسطو ٠‏ 1 

ونشأت الشعوبية في وسط « لموالي » لإفراط الامويين بالنزعة العربية» 
فقامت الحركة الشعوبية كرد فعل على مغالاة العرب + 

الشعر : 1 

وبعد تشكل الخوارج كفئة ذات عقيدة سياسية » وموقعة الحرة9" , 
وفاجعة كربلاء ظهر الشعر السياسى العقائدي وازداد الحاقدون والناقمون » 
وتشكلت الاحزاب العقاكدية في الحجاز الزييريون » وف العراق الشيعيون» 
وف كل مكان تنبه الموالي » وهناك العباسيون والعلويون ٠‏ 

أصبح الشعر أناشيد جهاد » وثوران عصبية » وأطماع أحزاب » ولسان 
عقيدة » ومدعاة فتنة » وانطلق شعراء كل فئة وحزب يبثون مبادىء حزبهم » 
ويعبرون عن تطلعاتهم » ويمكنون لنزعتهم السياسية والمذهبية ٠‏ 

وتتلخص الظاهرات الادبية والاجتماعية في العصر الاموي بما يلي : 

٠ ل تحولت الخلافة من « الشورى » الى الولاية » والملك العضود‎ ١ 

٠ اتتشرت عقائمد الجبر » والقول بالقضاء والقدر‎ ٠» 

م ب تمزقت وحدة الامة تنبحة للاحداث والثورات التي قافة + 


4 كثر الاقبال على التعلم والكتابة ٠‏ 


(1) ألبيئان والتبيين ص 5١١‏ . 
(؟) الحرة موضع بقرب المدينة حدثت فيه موقعة الحرة المشهورة بين اهل 
المدينة لانهم خلعوا بزيد بن معاوية © وبين مسسلم بن عقبة المري قائد جيشن يزيد 
وأباح المدينة ثلاث » سنة 3835 م وفيها بقول يزيد : 

ليت أشياخي ببدر شهدوا جرع الخزرج من وقع الاسل 


د الم لد 


ه ‏ بدأ النقل والترجمة والتدوين ء 
> اتشرت دور اللهو والغناء والملاذ ٠‏ 
٠7‏ ل وفر الشعر الغنائي كنتيجة لهذه الحياة اللاهية ٠‏ 
م ل ظهر الشعر السياسي العقائدي ٠‏ 
ه ل رق الشعر » وظهرت فيه الليونة وأثر الترف » ولكنه ظل متأثرا 
بشكله وطابعه العام بالشعر الجاهلي وشعر صدر الاسلام ٠‏ 


بدك وح 


أثر عصري صدر الاسلام والاموي ش 
في 


2-7 


شعر المكزون 


المكزون كشاعر اسلامي نقل الينا أفكاره 3 وآراءه الاسلامية بواسظةشعرهه 
ونستطيع القول : انه لم نترك لفظا أو معنى” اسلاميا لم بأت به في هذا الشعر » 


وبصورة خاصة ما إننعلق بالشعاثر والآداب الاسلامية : 


واس احا لوا اج ها 
؟ ‏ وعذ بها من غفلة عن أمرها 
م ب واعمل بمسئون الهوى في ملتي 
4 ب واسلك سبيلي في هواها نحوها 
منت واتفة القيلنة قط وحهها 
٠‏ ب وقل اذا قمت على صلاتما 
7 ل وجهت وجهي للتى جمالهما 
م ل مسلّياً مستسلما لأمرها 
هل واتل” ثناياها راكعاً وساجداً 
٠١‏ ل وصم لها بالصون للسرة الذي 
١د‏ ل وقنم النفس © وكن مزكاياً 
؟ ب وزر حمى” حل” به جمالما 


قا قصدها من الخيساء والتلن 
في سترهاء تعقب فيالكشف الخجل 
وارفض فروض غيرها من الملل 
ولا تمل دون الحمى الى الطلل 
فهي لأهل العشق من أرضى القبل 
حي" على خير الصلاة والعمل 
عن جهة الأوصاف بالتكحديد جل” 
معتصماً بحبلما من الزلل 
عساك تحظى بالقبول » ولعتل 
حمكلت منه عن جهول ما حمل 
الى مواليها بما عنك فضبل 
تستغن عن حث” المشرى الى الجبل 


ات 6ه 


٠‏ ب ولا انزر معهد ربع قاد خا وزر حمى” عنه سناها ما اتنقل 
14 ل فذلك الحجة الذي ان نلته نلت حجا لم تتله بالإبل 
١‏ واجهد" علىمرضاتها النفسوكن 2 مجاهدا بالسيف فيها من عدل 


فالاسلام » والاستعاذة بالله من الغفلة عن أوامره » والسئنة » والفرض » 
والملة » وسلوك السبيل © والاتجاه الى القبلة » واقامة الاذان » وتوجيه النية » 
والتسليم 2 والاستسلام لامر الله » والاعتصام بحيله > والثئاء » والركوع 6 
والسجود » والصوم » والقناعة » والزكاة ‏ زكاة ما فضل من ماله والزارة 
« العمرة » + والحج » والجهاد ب جهاد النفس ف مرضاة الخالق # وجهاد 
المأرقين والعادلين عن سبيله بالسيف ٠‏ 

هذه ألفال منهنا ما جاء به الاسلام جديدا » ومنها مأ حمل معاني الاسلام 
الجديدة 4 ونرى أنه ذكر الاركان االخمس الصلاة والصيام 4 والزكاة والحج 
والحهاد » وذكر أشياء مما تعلق بها 4 وفي البيت السادس يشير الى نزعئنيه 
الشيعية ‏ حي على خير العمل » ٠‏ 

وفٍ البيت العاشر يلمح الى معنى صوفي الى جانب المعنى الشرعي « صم » 
بالصون » وني القرآن ف قصة مريم : فكلي واشربي » وقترتي عينا » فإما ترين” 
من البشر أحداً » فقولي : اني نذرت للرحمن « صوما » فلن « أكلتم” » اليوم 
اننا + ' 

وفٍ قصة زكريا : فخرج على قومه من ,المحراب ف « أوحى » اليهم : 
أن ستّحوا دكرة” وعشياً ٠‏ والابحاء هنا بالاشارة لا بالكلام 3 

ولكن هل يعني « الصكون » معنى « الصمت » الوارد في القرآن في قصتى 
مريم وزكرياء ؟؟ أم يعني الحفاظ » والكتمان » +٠‏ و « التقية © ؟؟ ٠‏ 

وفٍ البيت الخامس يقول : الجهاد جهادان : جهاد النفس » وجهاد السيف» 
وفيه معنى قول الرسول : رجعتم من جهادكم الاصغر الى الجهاد الاكبر » وما 
سئل ماهو الحهاد الاكير ؟ أجاب : جهاد المرء نفسه ٠‏ 


مد ثكم مد 


وقوله: 

١‏ والخنس الكنس ف أفلاكها وما طوى منها الضحى » وما نشر 
٠‏ والمد” في العيان للظكّل الذي على الصفاء دونه الطرف قصر 
خ# د عو 
م« ب وظكن أن ماله أخلده أفكان ما ظن ٠٠‏ ولكن ف سقر 
خا عر كو 


جهنم » هاوية » جحيمها للى. سعير » زمهرير » وسقر 
خا © رو 


ه ‏ سعى لسمع الذكر » واتقاد الى دعوة عبد الله منهم في تمر 
> عو 

5 ل مبتهلا بالكتعن للضد” الذي على أبى « الفكار » بالنار افتخر 
د ور 

حا والشامرقة 6 وكيسوان غوله ٠‏ وتسفه فق البم* لا اضيان ره 

م وقتل داوود لتحجالوت » وطا لوت » ومأ النهر الذي عنه نهر 

و وما الذي أويب من جباله والطير » والعود » وكم فيه وتر ؟ 

٠‏ ل وصاحب ‏ لملك الذي لا يشبغي الا له » ابن ثوى حالة خثر ؟؟ 

١‏ - والكهف » والرقيم » والفتية والكالي » وما أظهر منهم » وستر 

؟ س وسير ذ ي القر نين » واتشباعه الاسباب » والسكه المشاد » والزثثر 

ففي كل ببت من هذه الاببات اشارة الى معنى ورد في القرآن : ففي البيت 
الاول : لا أقسم بالخنس الجواري الكنس ٠‏ 


سس لالم سد 


وف الثاني : ألم تر الى ربك كيف مده الظل *٠٠‏ 

وفيٍ الثالث : ويل لكل همزة لمزة » الذي جمع مالا وعدده » بحسب أن 
ماله أخلده 333 1 

وف الرابع : يبورد أسماء طبقات النار كما وردت في القرآذ * 

وفي الخامس : يشير الى استراق نفر الجن للسمع من الملا الاعلى > والى 
ما جاء في سورة الحن : وانه لما قا عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ٠‏ 

وف السادس : الى قصة ابليس الذي لم سجد لآدم 2 أبي الفخار » 
وافتخر عليه «النار : خلقتنى من نار وخلقته من طين ٠ه‏ » خلق الانسان من 

وق السابع : اشارة الى قصة موسى »© وارتداد قومه » والسامري” (نسبة 
الى السامرة. في. ة فلسطين ) الذي جاءهم بعحل له خوار ٠‏ 

وف الثامن : الى قتل داوود لجالوت ٠‏ والى طالوت ونمره : قال : ان الله 
مبتليكم نهر قمن شرب منه فليس مني *٠‏ 

وف التاسع والعاشر : اشارة عه با 4 : باجبال أو”بى معه والطير 
وآلنا له الحديد وه 

« وصاحب العود هو داؤود » ٠‏ 

والى قول سليمان : ربي هب لي ملكا لا ينبغي لأحد يد 
د ل ل سه د خر> (سقط) 

تبيكنت الجنة أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ٠‏ 

وبقية الاببات تشير الى معاني وآبات من الذكر الحكيم + ولكنها الى 
جانب ايراد القصة » تحمل معنى صوفيا أبعد غرضا من معنى القصة المباشرء 

ع نا 

مثال ثان : 

حاف ارين المناكة يكوا ٠‏ وان فوشي تنقيا 


نب جنا نه 


* ب. ووجهي توكوا قبلة في صلاتهم ونحو مقامي سلكموا حين أسلموا 
#«ل وبين بد”ي” نجواهم لي تصدتقوا ببر”هم” في أمسرتي وتكلكوا 
س ولو بلغوا بالهد'ي في الحب كعية . . سوى كعبتي » لم يقل الله منهم 
فالالماظ الاسلامية هي أثبة » والتسليم » والتوجثه » والتولتى » والقبلة» 
والصلاة 4 والمقام 6 والاسلام » والصدقة 4 والهدي 6 والكعبة 4 وكلشها من 
المصطلحات التي جاء بها الاسلام » ولم تكن لها هذه المعاني التي حملتها بمد 
الاسلام ء 
لم أقض في حبكم حجي » ولا تفثي ان لم أرح هاجرا للفسق والرفث 
فالحج والتفث ( غسل الادران ) والفسق » والرفث ( الجماع ) ألفاظ 
وعلى هذا فالمكزون استخدم في شعره الالفاظ والتعابير التي جاء بها 
الاسلام » وأضاف الى معانيها الاسلامية المباشرة معانى صوفية اسلامية غير 
مباشرة » يحتاج الانسان لفهمها وادراك معانيها كثيرا من الجهد » واعمال 
الفكر » والروية ٠‏ 
هذا بالاضافة الى أنه لم ترك شعيرة في الاسلام الا وأوردها في شعرهء 
آأما يقول ؟؟ : 
وكلة ما أوردته » شساهده آي* الكتاب »© أو حدرث » أو أثر 
في العصر الاموي : 
وف العصر الاموي لم يطرأ تغيير على أسلوب الشعر وشكله » بل لل 
امتداداً للعصر الاسلامي الأول المنكيء في شكله وألفاظه على القديم ٠‏ 
هناك الأحداث » والظاهرات الاجتماعية الكبرى » التى أغنت مضامينهء 
وأبرزها تحويل الخلافة الديمقراطية « الشورى » الى الوراثية » والقول ببذهب 


ماهم ب 


الجبر » والقضاء والقدر » وظاهرة الشعر العقائدي الذي يجمع بين الملاحاة 
السياسية والحرارة المذهبية ٠‏ 
ولقد اهتم المكزون في شعره بهاتين الظاهرتين : 

١‏ عبيد « اللات © فيما جاء عنهم سيون الاله بغير علم 
؟ ‏ وآما « المجبرون » فعن يقين 2 يسبون الااله بكل ظلب27 
اج عا 
ست حتى اذا جاز بظلم نفسه ميلا عن العدل الى الجور«جبر» 
خا ا عور 
وت جعلوا « ملوكهم » الطفاة درئممسة» للراش ديا 
مب :وا اصيديرا » أن السلامة في « اجتمساع » المسلمينا 

ففي البيتين الاخيرين يلمح الى الخلافة وكيف أصبحت يتوارثها «الملوك» 
الطغاة الذين جعلوا منهم « أكمة » للمسلمين أهل الرشاد ٠‏ مدتعين ان السلامة 
والحكمة في « الاجتماع » الذي تم بين المسلمين على جعلهم ملوكا وأممة + وان 
كل خارج على ذلك هو غاو خارج عن « الاجماع » 

+ - قالوا : الدليل على أن الرشاد لهم اجماعهم » ان من ناواهم غاوي 
م - ولو تنكر من اظهار قدرته بما رووه » أبانوا الطعن ف الراوي 
و ل فليعتبر منصف برهانهم » ليرى أي الفريقين في سر الهوى هاوي 


اا ل لامك 


)0( راجع ص ١٠.5‏ وما بعدها من. الحزء أالاول 5 


سذاعة سد 


فالاجماع لا يكون « بقلة » المسلمين » وانما « بأغلبيتهم » كما يدل عليه 
معنأه اللعوي 2 الاجماع ») وكيف ببدتعى 2 الاأجساع » من نسف قاعدة 
2 الاجماع ع« التي جاء بها الكتاب ٠‏ 
خ* كد هون 
وأرى أن الاببات من ؛ حتى ه بالاضافة الى اشارتها الى مسألة الخلافة 
تشير الى « التناقض »© الفقهي المنصوص عليه * فاذا كان « الاجماع » هو أحد 
أركان التشريع فكيف وضعت القاعدة الثانية : « اختلاف » الاقمة رحمة بالامةء 
وكيف يكون « الأجماع » رحمة « والاختلاف » رحمة ؟؟؟ 
ولفظة « مولى » كانت معروفة بالعصر الجاهلي ولكن يمعنى « التكابع » 
أو الخادم ولكن ف شعر المكزون رما حملت المعنى السياسى الذي أراده 
المسلمون العرب للمسلمين من غير العرب « الموالي © ٠‏ 
مولى” مواليه « الموالي » للورى ولديه سادات الملائك خنشكع 
*#د و عر 
قمن مثلي وقد أصبحت « مولى” » للولى7 ماله في الخلق مشل ؟ 


فالمباهاة يلفظ « مولى » في البيت الأخير » تحمل « ضمنيا » دفاعاً عن 
« المولى » في العصر الاموي » وانه بموالاته للاسلام بحق له الماهاة » لانه 


وف الاسلام “حملت لفظة « مولى » محموعة من المعانني 3 


فمي تعني « التابع » كما كان يفهم منها في « التنابذ » في ذلك العصر بين 
العرب و« الموالي » ٠‏ ّْ 


وتعني المأوى 8 النار هي مولاكم 3 
وتعني الناصر : الله مولى إلذين آمنوا 84 والكافرين لإا مولى لهم ٠‏ 


شد إقانيك 


وتعني السيد : كما في الشطر الثاني من ست المكزون20 ٠‏ 

كما أنها تعني : : الخادم ٠‏ 

وشير المكزون الى حادثة وقعت في هذا العصر وكان لها ين وخطرهاء 
وهي حادثة مقتل حجر بن عدي وابنه » الذي قتل في مرج « عذرى  »‏ عدرا س 
بالقرب من دمشق » وهو أول قتيل في الشيعة » وقد حارب مع علي في موقعة 
الجمل » ولم ينفك عن مناوأة معاوية حتى قتل ٠29‏ 

بأبى عدي واشه نلت المنيين وغدوت من بعد الحهالة موقنا 


فهو برى أن مقتل حجر بن عدي وابنه قد. كشف له الحقيقة » وأنقذه من 
الجهالة » وأصبح موقنآ من أنهما قتلا دفاعا عن الحق ‏ حق الخلافة والشورىب 
التي جاء بها الاسلام » وندب اليها الرسول « وشاورهم في الامر » وان قاتليهما 
خارجون على هذه القاعدة الديمقراطية الكبرى +٠‏ 





)١(‏ ومن معائيه : المالك »© والمعتق والمعتق »© والمتعم والمنعم عليه » والمحب ثم 
والصاحب »© والحليف » والجار © والنزيل » والشريك © والاين ©» والعم .. 
وآبن العم » واين الاخت »© والصهر © والقريب مطلقا » والولي ؛ ويبنى منه فعل 
فيقال : هو يتمولى علينا » أي يتشبه بالسسادة . 

(؟) معجم الاعلام والعلوم والفنون ص 1615 ٠.‏ 


ةا ند 


العصر العباسي 
8-6ه؟ام 


باتتهاء العصر الأموي انطوت الخصومة بين طرف بيت « عبد مناف » التى 
بدأت قبل الاسلام » وامتدت حتى زوال حكم الامويين ه74 م لتظهر من جديد 

بفلاد : 

كانت قرية فارسية تقام فيها » سوق » فاحتلها المثتى الشيباني » ثم اختارها 
المنصور مركزا للدولة » قاتتاها 6 وأصبحت قِ أيام الرشيد من أعظم عواصم 
القرون الوسطى » وتلاقت فيها عناصر شتى من الامم والاجناس » والعناصر » 
أهمها ثلائثة : 


ب الاتراك : وفيهم رجال الجند ( وهذا في العصر العباسي الثاني ) ثم 


السلاجقة في العصر العباسي الثالث وتدفقت على بغداد ب عاصمة الخلافة ‏ 
ثروات البلاد الاخرى ؛ فرفلت بأثواب الترف والحضارة : 
فغدا الرشيد يقول ف بغناده أبان شئت يا غمامة » فامطري 
فجميع ماقد تمطرين » خراجه2 يجبى الي مم العديد الأكثر 
والثراء الموفؤور يقود الى الترف والانغماس في اللهو والملذات » وقد ذكر 


لاا ثاية ا ب 


الاصفهاني أنه كان للرشيد ألفا جارية 2١(‏ » وللمتوكل أربع آلاف جارية9؟ » 
وأدى هذا الى القصف» وشرب الخمر والمجون والغناءه والناس علىدينملوكهه©» 
قال ابن خلدون في دفاعه عن الرشيد : انه لم يكن يشرب الخمر ولكن 
كان يشرب النبيذ على مذهب أهل العراق » وفتاواهم فيه معروفة » ولم يكن 
تحور عند 21003 
قال أبو نواس نتماجن ويتذرع لشرب الخمر : 


أجاز العراقىة النسذ وثربه وقال : الحرامان : المدامة وا 
- عر 2 


وقال الحجازي : الشرابان واحد 2 فحلت لا بين الختلافهما الخمر 





)1غ( أنيس المقدسي أمراء الشعر العربي 5 
(0) الاغاني جة ص 88 ومروج الذهب للمشعودي ص الا؟ جلا . 
١‏ الف لابن النقيب عبد الرحمن © بن محمد © بن كمال الدين محمد الحسيئنى الملقب 
بابن حمزة »© وابن النقيب قصيدة فريدة في بابها » محكمة في نسجها وأدائها » 
يصفه قيها مجالسس الاهو والخمر عند الخلفاء الاموبين »© والعباسيين © ويذكر 
مغنتيهم » وقيانهم ©» وجواريهم »© وزامريهم »© وقارعي الطبول » وقصفهم © 
ومجونهم » وقد نشرت! مشروحة في ر خلاصة الاثر ) ج؟ ص 5560 :6 ونششيرها ‏ مع 
الشرح ‏ شاعر الشام الكبير خليل مردم بك في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق 
في الجزء الاول من المجلد ١؟‏ ص ”# سنة 1١161‏ 
ونشرت أيضا قف ديوان ابن النقيب الذي حققه عبد الله الجبوري ونشره المجمع 

العلمي العربي بدمشق عام 1957 م ص 57 ./ا؟ وص ١517-1١١8‏ ومطلعها : 

كلما حتّدد الشجي” ادتكاره أزعج الشوق قلبه » واستطاره 

ليت شعري آين استقل عن اللمو بنوه ؟ وكيف اخلوا مزاره ؟ 

ونقتطف منها هذه الابيات في لهو يزيد بن معاوية 1 1 

كم فتى من بني أمييبة أمسسى وخيول الهوى به مستطاره 

كيزيرد وشلأنه مع أبي قي سلن١١)‏ 4 وما قد عراه في عمّاره 

ونداماه كابن جعدة » والاخطل اذ عاقراه صفوا عقاره 

وقضى ليله مع ابن زياد وقتيب بن ملم © ونهاره 
( 200 أبو قيسنى قرد كان بنادمه يزيد » وربما وتقب فقعد على عاتقه » وعبه معه 
في الكاس ولما مات كفنه ودفنه © وامر أهل الشام فصلوا عليه ؛وجلس للعزاء به 
( شرح القصيدة في ديوان ابن النقيب طبع المجمع العلمي » ) . 
(:) مقدمة ابسن خلدون ص ١18‏ 

عه قاد 


الكل رديار 
قيام الدولة 03 وثمتين ٠‏ دعائيها 04 ولقد , ردت موقعة الزاب00) قيادة 0 مسلم 
الخراساني للفرس اعتبارهم » وداتتهم من العرب » واشتفوا منهم .بعد قمر هم 
في القادسية ٠‏ : 

اتدمج العرب بالفرس اندماجا عاما » شمل العادات والاخلاق والتقاليد» 
وكل 88 الحياة 4 وأفانين المعيشة 6 وتعدكى كل هذا الى التزاوج » واختلاط 
النسب 0 والاعراق ( فالمنصور والرشيد 4 وابراهيم بن الممدي والمأأمون 
وأ لمنتصر وا لمستعيز » والمهتدي » والمقتدر » والمعتز وا لمستضيء 6 وا لمستكفي » 
والناصر » من الخلفاء العباسيين كلهم أبناء اماء فارسيات9؟© ٠‏ 

وبهذه المناسبة تقول : ان التزاوج والاصهار الى العناصر الاعجمية بد 
منذ العصر الاموي ‏ على تشدثد الامويين في النزعة العربية ‏ فأم يزيد بن 
الوليد فارسية » وكذلك أم يزيد بن عبد الملك29 ٠‏ 

فهذه العناصر التي شملها الاسلام من الفرس 6 والروم 6 والترك 6 
والسريان وغيرهم 4 وربطهما برناط الدين واللعة لم تنصهر قومبا ف العرب © 
ولم تتخل” عن نزعتها الشعوبية » وحنينها الى ماضيها » ولم ونس 
دون العمل على استعادة أمحادها وحضارتها ٠‏ 





)١(‏ الزاب الاعلى نهر بين الموصل واربد يصب في دجلة ©» وعلى الزاب كانت المعركة 
الفاصلة بين حيشس مروأآن بن محمد آخر خلفاء بني أمنة في المشرق العربي © 
: وجيوش أبي العياس الفاح الزاحفة من خراسان بفيادة أي مسلم الخراساني 
وقيها تمت الغلبة لابي مسلم والقضاء على الدولة الاموية : وقامت الدولة 
العياسية . 
(؟) التمدن الاسلامي لجرجي زيدان .. 
(9) رسسائل الحاحظطل 5 والى هذا أشار شاعر عر بي : 

أن أبنسباء المسيابنا كثروا سارب متها 


1 


ها 


وهنا ملاحظة : 
البلاد التي كانت آنذاك تستث الى السامية ‏ أي العتصر السامي ‏ تم” 
تعريبها تعريبآ تامآ » واستمرت على عرييتها » أما الاندلس وفارس فلم تتعركب 
الا جزئياً » والى زمن محدود » ولما ضعف حكم العرب © وانحسر ظلهم عن 
الاندلس وفارس » تقلكتص معه ظل اللغة العربية » وتبدلت معه العاداتوالتقاليد 
العربية 6 لتحل محلها عادات وتقاليد ولغات تلك الاقوام ٠‏ 
': هذه ملاحظة جديرة بالاهتمام 6 لم شر اليها المؤرخون لا قديماً ولا 
حدثا » ويمكن تقديم الدليل على صحتها ما تشاهده الان ف منطقة الشرق 
العربى ‏ وفيها العديد من القوميات ‏ لكنها كلها تجمعها رابطة اللغة والثقافة 
والتاريخ » وترتبط ارتباطا وثيقآ بالتاريخ العربي » فهي ممتزجة لغوياء 
وتاريخيآ » وثقافياً ”3 
الشعوبية : 
حركة « الموالي » في العصر الاموي » أخذت في العصر العباسي اسماً آخر 
كان العرب ف العصر الاموي بدلشون ويفخرون على الموالي بالاسلام » 
والعروية 4 فاضطرت الشعوسة 6 وخاصة العنخاصسر الفارسية دفي العصمر 
#لعباسى أن تدلة وتفخر على الدولة » والعناصر العربية » يما حملته اليهم من 
الحضارة » وارساء قواعد الدولة » وألوان الحياة » وضروب الثقافة + وانطلق 
الشعر الشعو بي على لسان أبي نواس نتقص من العرب 6 وحماة العرب ٠.‏ 
عاج الشقي على رسم سائله وعلحئت” أسأل عن خمارة البلد 
يبكي على طلل البالين من أمسد لادرت درثك » قل لي: من بنوأسد؟؟ 
ومن تميم ؟ ومن قيس ؟ ولفتهما؟ لبس الأعارب عند الله من أحد! 


ونتهكم ساخراً على الاسلوب العر بي ف الشعر 4 واستهلال القصدة 
العربية بالوقوف على الاطلال : 


ا 2 


قل لمن بكي :على رسم درس واقفآ » ماضر لو كان جلس ؟! 
ويبالغ في الاستهزاء والزراية على العرب : 


أننت علدي عره بتي ليس في ذاك كلام 
غربي” » عربىي عربي” ٠ ٠ ٠‏ والسلام 


شعر أجفانك قف صوم » وشيح » وثمام0© 


ومهما بركر الورخون هذه الحركة » أو صبغوها بصبغة التطور » وأطلقوا 
عليها صفات التجديد » فانها تحمل دوافعم شعوبية » وأغراض سياسية وقوميةء 

ان الثورة باسم التجديد في كل زمان ومكان لا ترتبط بالثورة على 
العرق والجنس والقومية » ولا تحمل « خلفيات » ونزعات عنصرية وسياسية » 
كما هي الخال في شعر أبي نواس وبشار بن برد ومهياء الديلمي وأضرابهم ٠‏ 

وتبلغ الجرأة بالشاعر الشعوبي أن يهد”د الخليفة المأمون » ويذكثره بالمصير 
الذي اتنهى اليه أخوه محمد الامين : 


انى من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك » وشرتفتك بمقعد 


تناظر فارسي وعربي أمام يحيى بن خالد » فقال الفارسي : ما احتجنا اليكم 
ف شيء قط » لافي عمل ولا تسمية » وقد ملكتم فما استغنيتم عنا في أعمالكم » 
ولا لفتكم » حتى ف طعامكم وشرابكم ودواوينكم وما فيها » فهي على ماسميناه 
ماغيرتموه ٠‏ 

فالشعوب التي دخلت في الاسلام كانت على جانب كبير من العلم والحضارة» 
فرأى العباسيون أن يستفيدوا من معارفهم » ويستغلوا تجاربهم الحياتية » 





00 سالاية لد‎ ْ ١ ١ 


فأطلقوا لهم حرية الفكر والقلم » وشجكعوهم بالمنح والجوائز والاعطيات » 
فاتكيثوا على النقل والترجمة والتأليف » وكانوا من أسباب نهضة العلوم والفنون. 
التي بلغت ذروتها في عصر المأمون ب العصر الذهبي ب 

على أن العصر العباسي الاول » وان كان قام على سواعد الفرس » وكانوا 
يوجهون سياسته » ويطبعوته يطابعهم » لم يجعل الخلفاء العباسيين يتخلون 
عن الحزم واليقظة » فقد بطشوا بكل من سودّلت له نفسه ان يتبسط على حساب 
دولتهم » أو يتطاول على مراكزهم » ومقام الخلافة » فقتل أبو جعفر المنصور 
أبا مسلم الخراساني الذي يعتبره المؤرخون مموسس الدولة العباسية عسكري](07©» 
وتكب الرشيد البرامكة 29 » لتسلطهم على الدولة » وتفر”دهم بادارتها » ولميلهم 
لأبناء عمه العلوبين ٠‏ ولئن كانت حرية الفكر والثقافة مطلقة » فحرية السياسة 


٠ مصدة‎ 


)١(‏ حشد آبو مسلم الخراساني سنة 68لام جيوثا في خراسان تمكنت من الزحف 
على البلاد العربية والقضاء على الدولة الاموية في موقعة الزاب الاعلى حيث هزمت 
جيوش مروآن بن محمد آخر خلفاء بني أمية في المشرق 2 

ولفظة خراسان مركبة من « خور » الشمسس و « أسسان »© أي المشرق ومعناهلا 
بالفارسية مشرق الشمس أو الشمس المثرقة . 
(؟) يرمك تعني خازن النار في معبد نوبهار » وكان هذا المعبد في مدينة بلخالفارسية 
حتى جاء الاسلام . 


اه عد 


الشعر العباسي 


بدأ الشعر بالتحضر ف العصر الاموي » وظهر ذلك فيه على أثر الفتوح 
والاختلاط بالعناصر الاعحمية واتتقال الخلافة الى دمشق حيث القصور الشاهقة» 
والجنائن الوارفة الظلال ؛ والانهار التاغمة الانسياب » ولكنه لم بلغ مابلغه في 
العصر العباسي : 

١ل‏ لأن العصر الأموي اتنظمته سلسلة من الفتن والثورات » فلم تهدأ 
الحياة فيه كما ف العصر العياسي ٠‏ 

؟ ‏ لان الامويين كانوا يفضلون أساليب البداوة والجاهلية » ويؤثرون 
العرب الخلتص ٠‏ 

أما في بغداد فقد امتلا'ت الخزائن بأموال الفرس والرومان » ونعثم الناس 
يما لم ينعموا به من قبل ٠‏ 

وبعد أن استتب الامر ودانت الاحزاب » انصرف العرب الى اللهو + والتمتع 
بالملاذ » ورفدهم الفرس بكل ما وصلوا اليه من المتع والقصف واللهو أيام 
حضارتهم » وشارك الخلفاء أنفسهم بهذه الحياة الراقهة اللا”هية ٠‏ 

رق الشعر برقة الطباع » ورقه برخاه الحضارة »© ووكر بوفور الهناءة والدعة 
وخفض العيش » قلانت العبارة 6 ولطفت المعانى 6 وقلتت الألفاظ الحوشية « 

لم تنغير أوزان الشعر وقوافيه » لكتهم بدأوا ينظمون على البحور الرشيقة 
الصالحة للعناء » فكثرت. الخمربات © وشعر الغزل والمحون 4 ومحالس القيان 
والشراب * 

وكما تحدتد الاسلوب والتعابير تجد#دت المعانى » وجاءوا بالافكار الحديدة 
التى اقتضتها طبيعة الحضارة » ورفدتها ثقافات الامم والاقوام التي اختلطت 
وذابت ف الحضارة العرية ٠‏ 

وتجافوا عن « عمود الشعر » الجاهلى » أي الوقوف والاستيقاف » والبكاء 

8 0 
ءاية ده 


والاستبكاء على الاطلال ٠‏ الا الفئة المحافظة فقد رأت أن كل ماجاء به المولدون 
هو بدعة وخروج على الاصل » ولا عتدة به ٠‏ 

التجديد والدفاع عن القديم : 

من الطبيعي في هذه الحياة المتفتحة المتطورة » أن ان عن نا 

القديم » وأنصار الجديد » وهذه سككة تنازع البقاء » ولا فرق ف هذا القانون 
العام قانون التنازع ب بين الممالك والاديان » والاخلاق » وبين العلم والادب» 
والشعر » والفنون ٠‏ 

ولئن ثار الجديد على القديم ب يوسائله ودوافعه ب فقد صمد له القديم» 
وجنكد أنصاره » وأعدة عدث”نه » ومنذ العصر الاموي بدأ النحاة » ورواة الشعر» 
تتجافون عن شعر الموّدين » ولم بحتجوا أو يستشهدوا به عندما « قكدوا » 
اللغة العريية ٠‏ 

كأن أبو عمرو بن العلاء اذا ذكر الثنعر المولتد يقول : ماكان من حسن 
فقد سثيقوا اليه » وما كان من قبيح فهو من عندهم + وكان يقول عن شعر جرير 
والفرزدق : لقد حسن هذا الشعر حتى هممت أن آمر صبياتنا برواته : 

لذلك نجد بعض الشعراء المولدين يحاولون أسلوب الشسعر القديم » 
وينسجون على منساجه » تقرباً من الخلفاء والجماهير التي ترى الخير كل الخير 
ف القديم » كما فعل أبو نواس ف الكثير من قصائده0© ٠.‏ 

الشعر السياسي : | 

أما الشعر السياسي فقد نحا. منحى” عقائديا » واستخدم ححج الدين » 
والفقه » وعلم الكلام » ليروج أغراضه بين الناس » وينال من الخصوم السياسيين» 
ولعل أبرز الشعراء عصبية » ولدد خصام » السيد الحميري عن الطالبيين» ومروان 
ابن أبي حفصة عن العباسيين ٠‏ وهناك من يعتصمون بالتقية » فيمدحونالعباسيين» 
ويوالون الطالبيين ٠‏ 





. مثل قصيدته التي مطلعها : أيها المنتاب عن عتقثره‎ )١( 


لدم ةو د 


ولمل أول لون للشعر السياسي هو شعر الملاحاة » وهجاء القبائل بعضهاء 

وتطور هذا الفن في صدر الاسلام » فزاد على تلك الملاحاة الدعوة الى 
الى الدين الحديد عند معتنقيه » ومحاريته والتتفير منه عند أعدائه ومناوئيه ٠+‏ 

وف العصر الاموي برز ف شكل حزبي” وأحزاب : هاشميون » أمويون » 
زبيريون » خوارج » شعوبيون ٠‏ ولكل فئة شعراؤها » تنشر دعوتها » وتمهد 
لذهنيا الات 237 :4 | 

ون قد الباسي است الل عي الحوات: لاني كين الل ب 
.وأصحاب التحل » فقد تدخلت هذه الفئات بالقضايا العامة » ومشاكل الفكر » 
وهذا لايخرج في جوهره عن الدعوة السياسية ولكنها مصبوغة بصيغة الدين » 
لتأخذ طريقها الى تفوس الجماهير ٠‏ 

بعض هذه الفرق كان همها مقصورا على ترسيخ نزعتها وفكرتها » واستمالة 
الحاكمين الى جانبها » وبعضها يطمح بالسيادة والحكم » مستخدما لذلك كل 
الوسائل » ومن أبرز هذه الوسائل الشعر والشعراء ء 

ولئن رق الشعر ورفه تبعا للحياة الجديدة » ولئن ظهر آثر هذه الحياة في 
اللفظ والاسلوب والصور والمعاني والاغراض »© فقد ظل آثر القديم وتقديسه 
مستمرين » وتعليل ذلك يعود : 

ب حئين العرب الى ماضيهم © وفيه أمجادهم القبلية ٠‏ 

؟ سب تقديسهم لذلك الماضي ومغالاتهم في ذلك لا في طبيعة البدوي من 

« طوتسية الاجداد »6 ٠‏ 





)١(‏ من الشعر الذي أثرى الادب وأغناه شعر شعراء الشيعة والخوارج »© لما قبه 
من تدفق العاطفة ©» وصدق العقيدة 4 فهى نتاج عاطفتين : عاطفة الحزن 2 
وعاطفة الغضب » حزل الالفاظ »© محكم النسسج » رصين العيارة » تاطق بما تجيشش. 
ل ب مجو الع الو 1ك اموت اساي 0 
مدى اخلاصهم وتضحياتهم في سبيل عقائدهم © فهو بحق ‏ أدب العاطفة 
والسياسة »؛ والعفيدة . : 


مد 11 نك 


على الحضارة » والعريقة في هذه الحضارة ٠‏ 
كل جديد يقابل بالتحفظ والحذر ء لانه تجربة وظاهرة لم تتجل” 
واقعيا 4 ولم تمتحن اجتماعبا » أما التراث قبدعمة التارمخ 4 وتشدثه جذوره 
الضارية في أعماق هذا التاريخ » وف تفوس أبناء الامة ٠‏ 
وهذه الأسباب جعلت المحد”دبين نتراوحون يبن تطلعاتهم » وين القديم 6 
فيضطرون أحياتا الى السير على طريقة القدامى في تخطيط القصيدة وبنائيتهاء 
لع 3 وا فظة 1 
واليسر 8 ومحاولة التحديد 6 وعلى مافي مقاصده من شعوبة وتحدة للعرب 
يقول : 
اتنا اليك من الظليم 6 قدأسم طلع” اللحادة نا وجيف” الأأنن 
يتبعن مائرة الملاط » كأنما 2 ترنو بعينتي” مقلت لم تفرق 20 
لقد انصعت والشتاء له وجه براه الرجال جهما قطوبا 
سيرات اذا الحصروب أبخت هاج _صتكيترها » فكانت حرونا 
)0 الظليم وداسم مكانان . التنحاد المرتفع من الارض »© الوحيف : السسير السريع. 
الاينق : جمع نياق أي جمع جمع . الماثر : المتحرك سرعة » الملاط : كتفا الدابة. 
المقلت : المرآة أو الناقة التي لا بعيش لها ولد ©» أو التي لها ولد. واحد ومن 
أساطير العرب : أن اللقلاة من النسساء اذا وطثنته على قبر رجل كريم قتل غدرا 


حملت وسلم ولدها . قال بشر بن جازم : 
تتظل « مقاليت » التسباء بطأنهة2> بقلن : ألا بلقّى على المرء متزر ؟؟ 


وقال غيره : . 
بغاثك الطير أكثرها نتاحآ وام الصعر « مقلاة » نذور 


الكت 


فضربت الشتاء في أخديه ضروبة” صيرته قوداً ركوب]17) 

فالشاعران لهما مدرستان متميزتان في التجديد ‏ على اختلاف مدرستيهما 
في التعبير والمقاصد والمعاني ب ومع تحجديدهما فهما مضطران أن يتقربا الى 
الجماهير يما يرضي أذواقها ويربطها بماضيها ٠‏ 

الاول نتقرب حبا وتقديسا للماضي العربي * 

والثاني مراءاة وزلفى للحاكمين ٠‏ 

على أن هذا لا يعنى أن الشعر الجاهلى يخلو من السلاسة والرقة » 
والاسلوب المنمق المتألق الرشيق 4 والصورة الاخاذة ٠‏ 

ففي شعر المنختل اليشكري » وعمر بن كلثوم » من رقة اللفظ وسلاسة 
الاسلوب ووضوح المعاني ما بكاد يفوق مافٍ شعر الاسلاميين ٠‏ 

وهذه الظاهرة في الشعر البدوي ترجع للاسباب التالية : 

٠ حالات الشاعر النفسية » ومدى اتفعاله‎ ١ 

؟ ب طبيعة الموضوع ثفسه ٠‏ 

م« # اختلاف الشاعر الجاهلي بين البادية » والحاضرة ٠‏ 

ب أن تكون القصيدة وضعت في عصر لاحق » ونسبت لشاعر جاهلي 
لأسباب : ٍ ش ْ 
أولها : اضافة قيمة آدبية له تعصبآ لشعره » أو لرابط قبلي ٠.‏ 

(1) الاخدعان : مثنى الاخدع . عرقان في صفحتي العنق قد خفيا وبطنة ولهذا 
يقال : لأقيمن اخدعيك : أي لاذهبن كبرك وتعاليك . 
قال بشار : 
أذا الملك الجبار صعئر خده مشينا اليه بالسيوف تعاتبيه 
والقود : الذئيل » السهل الانقياد . 


١#‏ سمه 


وثانيها : أن تنسب اليه لجهل في الرواية » وعدم 'التثبت من صحة نسبتها 
البه ٠‏ 

وثالثها . الغرض القومي » أو الشعوبي أيام الملاحاة والمفاخرة دين العناص 
في العصور الاسلامية ٠‏ 

ه ‏ ف الشعر الذاتىي ‏ وأكثر الشعر العربى ذاتى . تنطلق الشساعرية 
مع الاستثارة » ومع الحالة النفسية ٠‏ فيآتي الشعر عفو الخاطر » سهلا طيتّعا » 
لانه وليد الطبيعة والعاطفة الصادقة » فلا بقع ف ساح الشعور الا الاحاسيس 
الواضحة المعبرة عن خلجات النفس ٠‏ 

ل وأما الشعر الموضوعى الذي يعالج موضوعا 0( وحالة خارحة عن 
الذات » فهو منتزع اتتزاعا من الوسط الخارجي » تقلا ومحاكاةة » وقد تكون 
« المحاكاة » بارعة وتامة » ولكن عنصر الاتفعال دكون ضعيفاً 4 أو معدوماً » 
وتكون أدوات التعبير ب تبعاك لذلك منتقاة وفق ملاءمتها للموضوع ء لا 
عفوية الطبيعة ٠‏ 

أما الشعراء الشعوبيون فكما تقدم القول نشطوا في هذا العهد لإدلالهم 
على الدولة » والتغاضي عن جرأتهم على النيل من العرب * 

شيوع شعر الفزل والمجون 

نمض الغزل بنوعيه البدوي العفيف » والحضري الماجن » أما الاول فقد 
ضعف واضمحل » وآما: الثاني خاتتشزر وشاع شيوع الله والخلاعة ف أمصار 
الدولة »حت شمل شعراء البادية الواردين الى العاصمة متكسيين ٠‏ 

وظهر الغزل المذكر لكثرة الرقيق والغلمانث » وساعدت للزاة الأعحمية 
وسبايا الفتوح على هذا الانحلال الاجتماعي وكانت تفوق العربية في محال 
الادب والفنون » تنادم الرجال » وتنقن الغناء » واستعمال آلات الطرب » فاستهتر 
الناس بالقيم الاخلاقية 4 وبالغوا ف اقتناء الاماء ع فانطلق الكثيرون من الشعراء 


ب ع1 ند 


يعبشون من متّع الحياة » وكان شعرهم صورة صادقة لتلك البيئة المريضة الاخلاق 
« وكان غزلهم ظاهر التكلف » لا أثر فيه للعاطفة الصادقة »910 ٠‏ 
شعر الزهد والحكمة والنصوف : 
كان للحياة العابثة في العصور العباسية رد فعل قوي في تفوس الكثيرين من 
الشعراء وأفراد الامة » فقامت فثات تنكر هذه الحياة المستهترة ؛ وتدعو الى 
حياة فضلى مثلى ترتكز على الزهد والتصوف » وحب الحكمة » 
اشتهر بالشعر الزاهد أبو العتاهية بعد حياة لهو وقصف ومجون طويلة» 
كما ظهر هذا اللون في أشعار المجكان في أواخر حياتهم كما ورد عن أبي نواس ٠‏ 
آما شعر التضوف : وهو المبالغة في مظاهر الزهد » فقد حاول أصحابه نقل 
المفاهيم واللذائذ المحسوسة المادية » الى مفاهيم معقولة معنوية » فحولوا 
«٠‏ الخمرة » الى لذاذة وسكر روحي » كما أحالوا رقص القيان الماجن الى رقص 
2 سماح » وأثاشيد روحية » معبرة عن اللهيف النفسي » والشوق الروحى ٠‏ 
والشعر الفلسفي : عرف ف هذا العصر بعد أن ترحجمت الفلسفة اليونانية» 
وتقلت كتنب المنطق والعدد » والفلك والطبيعيات » ومطلع القصيدة التى أشدها 
محمد بن عبد الملك أمام المأمون محرضا على قتل عمه ابراهيم بن المهدي. توضيح 
الى أي مدى” بلغ أثر الحكمة من النفوس » واشتغال الناس بها ٠‏ 
ألم تر أن الشيء للشيء علة2. يكون له كالتبار تقدح بالزند 
وفيها ضروب القار » والشبٍ والنهى وأصاف كيريت مطاولة الوقد90؟ 


ومن اثمد جون » وكلس وفضة ومن توتياساء في معادنه هندي 





. آدباء العرب للبستاني‎ )١( 
. النتهئ : الرجاج‎ )( 


عد 68ه6أ ند 


ال أل 1 8 0 

آما الشعر التعليمى : فكان شعرا مصطنعا بعد أن ازداد اقبال الناس على 
العلوم » وطريقته لا تحتاج الى عمل الخيال » واقتناص المعاني » بل كل هم” من 
فارمه أن معن :القالب. التيظن: للنعى ابوك آنامة 6 وهذ! تطبه كل 
نظكام 6 وكثيرا ما يطلقونه أراجيز غير مقيدة يقافية »6 وانماآ تلتزم بحرا واحداء 
والقوافي المتعددة لاتقيد الناظم » وائما تسهل عليه توفية المعنى المراد وأيضاحهء 

الشعر التمثيلي : 

أماأ القتعو التمثيلي ب المسيرحي افطل حي بسررف 6د 
غير مطلوب لذاته » فالمجتمع الاسلامي في هذا العصر وان 5 تمتع بالحرية الفكرية» 
ما كان ليسم للمرآة أن تظهر آمام الجماهير » أو على مله ب من الناس في محل 
عام » لتقوم بعمل أدبي أو فني ؛ والمرأة عنصر ضروري لهذا اللون من الادب ٠‏ 

نكن هل ان للراةا؟ عات #تازمن نترينها كاملة قن مجالن الستمر 
والطرب » وتحذق الغناء » واستعمال الآلات المختلفة » فهل كان العرب يجهلون 
هذا اللون المسرحي خلم يظهر في شعرهم وأدبهم » ولم شقل اليهم مع مانقلوه من 
علوم الفرس والروم واليونان ؟ وقد اشتهر هذا اللون في آدابهم ٠‏ 

وف الشعر العربي ثترى عنصر الحوار بين المرأة والرجل واضحا « 

لوقا البين” 

قالت : آلا لا تلحن دارنئنا ان بان ا رجل غائر 

قلت : فاني طلاب غكرة” منه » وسيفي صارم باتر 

قالت : فحولي اخوة سبعة قلت : فاني غالب قاهر 

قالت : فان القصر عائي الببسا قت : فاني فوقه طاسائر 

قالت : فان البحر من دوتا قلت : فانيى سابح ماهمر 

قالت : فان الله من فوققا قلت : فربي راحم غافب, 


"أ ساد 


5 


2 
قالت : لقد أعييتنا ححة فات اذا ما همجعم السامر 
فاسقط علينا كسقوط اللدى لبلة لا نآام » ولا زاجر 


فكل مقو”مات الحوار الد لتمثيلى تتجلى في هذه الاسات » كما أن فيها «العقدة» 
المسرحية » و «حلكها » أآخيرا ٠‏ ومثله قول أبي دلامة لسليمان دن عبد الملك * 


كنال ان فنا سعلناة” .ونين البيسيول اكسمم 


قلت : انئ ان أقل ما فيكما بالحق تجزع 

قال : كلا » قلت : مهلا قال : قل لي : قلت : فاسمع 

قال : صفه » قلت : بعطلي قال : صفني : قلت : تشسع 

النقد: 

في هذا العصر ظهر النقد البياني » وأصبح الشاعر مسؤولا » وخاضما 
لمقاييس أدبية » لفظية ومعنوية + تميز الصحيح من الزائف » والغث من الثمين» 

ومن كتب النقد التي ألفت في ذلك العهد كتاب الصناعتين لابي هلال 
العسكري : وقد جاء قبه : « اذا جمع الكلام العذوبة والحزالة » والسهولة » 
والرصانة » مع السلاسة والنكصاعة » واشتمل على الرونق والطلاوة » وسلم من 
حيف التأليف » وبعد عن سماجة التركيب » وورد على الفهم الثاقب قبله ولم 
يردكه » وعلى السمع المصيب استوعبه ولم ينجّه » والفهم بأنس من الكلام 
بالمعروف » ويسكن الى المألوف م620٠‏ 

وكتاب أسرار الصناعة للجرجاني وقد جاء فيه : 

وآما رجوع الاستحسان الى اللفظ فلا يكاد يعدو نمطا واحدا » وهو أن 





إ(ا) الصناعتين : طبع الآستاتة ص 61 . 


نب اعت 





تكون اللفظة مما نتعارفه الناس ف استعمالهم » ويتداولونه في زمانهم + ولا 
يكون وحشيا غريبا » ولا عاميا سخيفا ٠‏ 
هذا في الالفاظ » أما في المعائي فقد ترك لنا ابن الاثير بحثا طويلا عن توليد 
المعاني جاء فيه : ش 
ان المعاني على ضريين : ما ينتزع من شاهد الحال » وما ينشاً من غير 
شاهد الحال (© ولعل خير مثال على النمط الأول قول أبي تمام يصف مصلوبين: 
بكروا » وأسروا في متون ضوامر قيدت لهم من مربط النجار 
لا سرحون ء ومن رآهم خالهم أبداً على سفر من الأسفار 
وعلى النمط الثاني قول المتتبي : 
وزائرقي كأن بها حياءت ‏ فليس تزور الا في اللنسسام 
ويسكن اجمال المعانى العديدة التى عرفها ذلك العصر » وطيها تحت أربعة 
١‏ الابداع : وهو أن بأتي الشاعر بمعنى لم يطرقه من سبقه ٠‏ 
؟ ‏ الاختراع : وهو أن بأني بصورة مؤلفة من معنى سايق » أو أكثر مما 
سبقه اليه غيره » فيخرج منها معنى يتميز عن المعنى السابق : 
سب # التوليد : أن يأتى الشاعر بالمعنى العام فيحيله الى معنى خاص » أو 
)١(‏ اللثل السائر لابن الاثير ( بولاق ) ص ١99‏ . 
(0) ربما قصد المتنبي في قوله : أن الحمى تبكي بأربعة دموع »© ما قصده الشاعر 
في قوله : 
فبالدموع الاريع » أو الاربعة عبارة عن أربعة آمناق ©» لكل عين موقان * الانسي 


لامها د 


4 ل التجديد : أن يأخذ المعنى المسبوق اليه فيصقله ويبرزه يحلة جديدة 
فيصبح أكثر علوقا في الذهن للا لحق به من جدة في الخلق والتلوين ٠‏ 

وهذه المعاني منها ما يأتي من عمل الخيال » ومنها ما يجيء من عمل الذهن 
والعقل » ومنها ما يشترك فيه الخيال والعقل » فالصورة التى ايعندعنها. الشيال 
لا تستقيم وتكمل الا اذا عمل بها الذهن صقلا » والعقل تنسيقا ٠‏ 

الصناعة اللفظية : | 

عرف المولدون ‏ منذ بشار بن برد س ضروبا من المحسنات اللفقية ء 
لنوشية الكلام وتزويقه » وتزيينه » دعيت فيما بعد بالبديع » أو الصناعة اللفظية 
البديعية » وأول من « قعكد البديع » أي جعل له قواعد » وصنف فيه كتابا هو 
عبد الله بن المعتز ( القرن الثالث المجري ) وتبعه قدامة بن جعفر » ولكنهما. لم 
يتجاوزا فيه ( البديع ) عشرين نوعا ٠‏ وجاء بعدهما أبو هلال العسكري صاحب 
الصناعتين ‏ النثر والنظم ‏ فزاد عليهما أنواعا ٠‏ فأصبح هناك خمسة وثلاثون 
نوعا ٠‏ وما جاء القرن السادس والسابع # عصر المكزون ‏ حتى بلغ البديعيون 
في هذه الصناعة غايتها » وربما تجاوزوا الغاية منها وهو تزبين اللفظ » وتفكهة 
المخيلة » فجعلوها غاية تطلب لذاتها » بعد أن كانت وسيلة تراد لتحقيق مطلب 
بيانى ٠‏ وكثيرا مأ بنى بعض الشعراء البيت » أو الابيات » أو القصيدة كلها 
لاعراض فيه .+ 

وجاء أبو تمام فاستنها سنة أدبية » وكوكن منها مدرسة عرفت بأسمه » 
ولولا تضلع هذا الشاعر من مفردات اللغة » وسعة حافظته » وقدرته على تصريف 
الالفاظ » وتكييف المعاني » لذهبت هذه الصناعة بروئق شعره »٠‏ 

السيف أصدق أناء من الكتب في حده الحد بين الجد واللمب 

بيض الصفائح» لاسودالصحائفي منتو نهمن” جلاء الشك” ؛ والرب 


لسداةهة!ا أ 


شعره كما فرى في البيتين السابقين » فقد أغرب وأسرف ف الاغراب ف استخدام 
الاستعارة والكنابة والمحاز 3 


ترد“ى ثياب الحمد حمراً » فما دجا لها الليل الا وهي من سندس خضر 


فقد استعار للحمد » وحسن الذكر ثانا حمرا » وهى كناية عن استشهاد 
سدوسةء وعدم الثباب التي تردتاها حمراء في النهار » استحالت الى سندس 
أخضر وهي ثياب أهل الجنة # عندما يسط الليل ظلاله « عاليتهم شاب 
ستدسن خضر واستبرق » وحلوا أساور من فضة .. » الآبة ٠‏ 

لم يبتدع المواتدون ومن- حاء بعدهم هذا المذهب الكلامي الجميل » 
وانما عرفه القدماء » وجاء في شعرهم عفو الخاطر » لكنه عرف النضج والتدوين 
ف العصور العباسية ٠‏ وهذا النوع كما يقول العسكري : اذا سلم من التكلف» 
ويرىء من العيوب كما هو الحال عند القدامى ‏ كان غاية في الحسن » 
ونهاية فى الحودة0ا» ٠‏ 

وأكثر من استعماله مسلم بن الوليد » وصفي الدين الحلثّي » وعمر بن 
الفارض » وشهاب الدين الموسوي « ابن معتوق 6 * وفيٍ عصور الاتحطاط 
أصبح أدب الرسائل والشعر مقصورا على هذه الزخرفة اللفظية » والتنميق 
الموشتى » كما فيٍ مقامات الحريري وأضرابه » مما أورث المكرة والصورة 
سقما وضعفا » وتشويها وهزالاً ٠‏ 

الالفاظ الاعجمية : 

توسكع المولدون في استعمال الالفاظ الاعحمية تنيحة التحاك” والاختلاط» 
وسمحوا لاتفسهم ‏ أحيانا ‏ بالخروج على قواعد اللغة تساهلا » أو حهلا » 
يقول الجرجاني : 

ان المحدثين قد اكسعوا قيه ( أي استعمال اللفظ الاعجمي ) حتى جاوزوا 
الحد ؛ لما احتاجوا الى الافهام » وكانت تلك الالفاظ أغلب على آهل زماتهم » 

ل تتمة 





)١(‏ الصتاعتين : لآابي هلال العسكري ص 8 ان 


سا ءهآاا سه 


وأقرب الى افهام من يقصدون » وقد أفرط أبو نواس حتى اسستعمل زئمردة » 
وبازئدة » وباربكندة20 , 

واستعمل ابن الرومي زرباب9© ودوشاب29») وكوش 9©» , وشير(0» 5 

وللمعري ألفاظط أعجمية منها : الفرزان » والفرازين » والبيادق ) أسماء 
قطع للشطرنج ) والزيج » والاسطرلاب ( أدوات للفلك ) 3 
0 وهذا الاستخدام يتأتى عن ثلاث طرق : 

؟ ‏ أن يخالط أقواما يتكلمون غير لفته » فيتعلم لفتهم » أو يقتبس بعض 
مفرداتها ٠‏ 

* ب أن يكون غير عربي » أو منحدرا من سلالة غير عربية » ويتقن احدى. 
اللغات الاعحمية ٠‏ م يدخل بعض مفرداتها على العربية لغة الدولة والحكم 
والسلطان ٠‏ 

وف هذا العهد كثر الخروج على قواعد العربية حبا بالتجديد » أوالانطلاق 





(1) الوساطة بين المتنبي وخصومه ص [إه#”# لد وو" . 
(؟) ماع التهب ٠.‏ 

(9) النبيذ الاسود » 

(©) الاذن ©» 

(0) الاسد , 


ال 2 


آثر الفلسفة اليونانية 


أثينا والاسكندرية كاتنا مركزين للحركة الفكرية في العهود اليونانية » 
خالاولى تمثل التيار الادبي الاجتماعي ٠‏ ْ 

والثانية تمثل الاتجاه الديني الروحي + 

| ولا اجتاح الاسكندر ا مكدونى الشرق ترك فيه آثاراً فلسفية دونانية ٠‏ 

فنشا من امتزاج الفكر اليوناني افون الفارسي والديانات الشرقية الوثنية ( 
فايس الي اللي + 

ولما اضطهد الرومان علماء وفلاسفة أثينا ترح هؤلاء الى بلاد قارس ©» 
وطعكموا الفكر الفارسئى بالفلسفة اليونائية » وكانت مدرسة نصيبين وجند 
يسابور مركزين لهذه الفلسفة ٠‏ 

ولما استقر العرب في سورية ومصر وفارس » واكتفوا من الفتح المادي 
تطلعوا يتلمسون أسباب الحضارة الفكرية » فوجدوها في ما تركه اليونان من 
كقلسفة وطب » وهندسة وغيرها » ووجدوا فِ اتطاكة والر”ها » وتصيبسين 
وجنديسابور » من يقدم لهم هذه العلوم صافية منقاة بلعتهم العربية ٠‏ 

واذن : فالشرق الادنى كان قبل الفتح الاسلامي ب مشبعاً بروح 
الفلسفة اليونانية » ففى مدارس القسطنطينية اليونانية » وفي مدرسة حكران 
الصايكية » وفي مدرسة جنديسابور الفارسية » والرها السريانية » وفي مدرسة 
الاسكندرية الوثنية » كان الفكر اليوناني سائدا » ولكن هذه السيادة كانت 
على درجات متفاوتة ٠‏ 0 

ف هذا المناخ المشحون بالفكر اليوناني ع ونشاً وتفتكح المكر 
العر بي العلمى » مستمداً من الشرق روحه » وعواطفه الدينية » وآخذا من 
الغرب نظرياته العلمية المبنية على المنطق » وملاحظة الطبيعة وفلسفتها » 


1١50‏ سد 


وهذه المعارف تسرتبنت الى العرب عن طريقين : 

الاول : طريق الاحتكاك بهذه الامم احتكاكا مباشرا ٠‏ 

والثاني : طريق النقل والترجمة ٠‏ 

وكان المناخ مهيئا لهذه العلوم كما ذكرنا ٠‏ 

ولم يكتف العرب بالاطلاع على تفائس علوم اليونان والفرس والهند » 
وغيرها من الشعوب الذين بسطوا سلطاتهم عليها » بل درسوها وتعمقوا فيهاء 
وشرحوا مضاميتها 4 وزادوا عليها « 
سينا » واين رشد »ع ومنهم من اعتمد المنطق. ودلالاته في دعم الشريعة » وهم 
الكليون +3 علماء الكلام ٠‏ 

ومن هدا نتضح أن للفكر العربي العلمي لا الادبي ثلاثة وقد 5 
0 وفلاسفة ومتصوفة المسلمين هم من 
العناصر الاعجمية » فسيبويه » وأبو على الفارسي » والزجاج » والفارابي » وابن 
سينا » والغزالي » والحلاج » والبسطامي » والحنيد » والشبلي » والسهروردي 
وأكثر حملة الحديث ورواته 6 وعلماء الكلام كلشهم أو أكثرهم أعاجم «٠‏ 
وجاء عن الرسول قوله : لو 'نعلق تعلق العلم بأكئاف السماء ء لنا له قوم من أهل 
زفق 


و« 


7 
عن الفارسية ابن م 500 العو يج د 0 
والحسن بن سهل الفلكي » والبلاذري » واسحق بن زيد » وكثيرون غيرهم ٠‏ 


. راجع أبيات صفوان الانصاري ص 9؟؟‎ )١( 
. (؟) بعض الاحاديث في تفضيئل الاعاجم وضعت من قبل الشعوبية‎ 
. 5١4 القفطي ص‎ )( 
ب مندم‎ 1١# ب‎ 


كما كان هئالك اتصال مباشر بين الفرس »© ومملكة الحيرة قبل الفتيح 
الاسلامى » وبين الروم ومملكة الغساسنة في الشام » ترك آثاراً أدبية واجتماعية 
بين الطرفين ٠‏ 
وهذه العلوم والمعارف المستفادة من الفتتح والاختلاط والتحاور والنقل 
ل 
000 
«٠‏ _ تيار الفنون والاآداب ٠‏ 
وبرزت هذه المصطلحات الفلسفية » والاشارات العلمية ف الشعر العر بي * 
ودخلت حنته » وزرت جحيمة وشكرت رضواناً » ورأفة مالك 
2 فالمقدمة » من مصطلحات المنطق » وهي نوعان : كبرى وصغرى » 
و« النتيجة » هي الحكم على المقدمة » وقد تكون ابحابية » أو سلبية تبعآ للمقدمة 
الاولى أو الثانية » وهذا في « القضايا » ٠‏ 
وقال على بن المهندس 5 
تقسكم قلبي في مجبة معشلر 200 بكل فتى منهم هواي .منوط 
كآن فؤادي ا محيط »© وأهوائى لجيه خطوط 





. أمراء الشعر العربي للمقدسي‎ )١( 
. 116 (؟) القفطي ص‎ 


ب 118 سمه 


كما كثرت الاشارات الى الروح ؛ وعلمها » وجوهرها ٠‏ يقول المعري : 
العاتم العالي برأي معاقير كلعالم الهاوي يحش ويعلم 
زعمت رجال أن سياراته .تسق العقولء وانها تتكلم 

وقول : 
قد قبل : ان الروح تأسف بعدماأ تنأى عن الحسد الذي غنيت يه 
ان كان يصحبها الحجا » فلعلتها 2 تدري » وتفطن المزمان » وعثبه 
أولا » قكم هذيان قوم غابر في الكتب » ضاع مداده في ككنثبه 


'ومثل ذلك قصيدة ابن سينا في النفس ء وتقدم التعليق عليها في الجزه 
الاول صن 5/8 ب 58٠‏ ء 


ب !١©‏ سم 


علم الكادم 


السياسة # ولا شيء غيرها ‏ قسمت المجتمع الاسلامي الى فئات وأحزاب» 
ثم الى فرق » ونحل ٠‏ 

السياسة حي 00 ا ف 6 قوى | السلبين 6 2 بأسهم 
هناف 0 ٠”‏ 

وحجاء .المنطق 2 وعلم الكلام ليدعما السياسة سياسة كل فئة ا ب بالحجاج 
الديني و العقلي 4 وأقبل المتحاحشون بدعمون بهما سسياستهم كالمعتزلة 6 
والاشاعرة » والحنابلة » والشيعة ٠‏ 

قبعضهم وقف عند النص الحرفي في الكتاب والحديث كالحنايلة » ولهم 
منطقهم الكلامي وأدلتهم 4 و بعضهم تعدى النص” الى العقل كالمعتزلة 4 ولهم 
منطقهم وبراهينهم ٠‏ ووقف الاشاعرة والشيعة دين بين » ولهم منطقهم وأدلتهم 
وحججهم ٠‏ 

ونشا التأويل والتنزيل 4 والظاهر » والباطن 6 + قبعض الفئات سلكمت 
تسليماً قرب من السذاجة 6 دذعمة الامان الفطفري سختلف اللصوص 4 
والآخرون لجأوا الى حكم العقل والمنطق في كل القضايا قائلين : النص” لا 
بحكم عليه الا بالعقل » فالعقل اذن له السلطة » واليه التسليم ٠‏ 

وراء كل هذه الخلافات والآراء المذهبية تكمن السياسة 0 السياسة التى 
المكزون لم يكن بمنحاة من هذه التيارات ٠‏ 

]ابد 


فهذه الحركات الفكرية انعكست على الادب كظاهرة نوعية تنيجة لتراكم 
الخلافات « مبداً التراكم وخصائص الزمان والمكان © ٠‏ 


النتيجة : 

هذه نظرة عامة » والمامة عجلى » بعصور الادب العربي حتى العصر العباسي 
الرايع17» حاولنا فيها أن نضع السمات العامة المميزة لكل عصر » ونشير ب بقدر 
الامكان ‏ الى تداخل خصائصها » والناظم العام الذي يربطها ببعضها » كما 
جهدنا أن نرصد الاحداث العامة التي هيأت المناخ والظروف لنمو” الظاهرات 
الادبية والاجتماعية » ونحدد العوامل الفاعلة والوسط النفسي والاجتساعي 
المنفعل بتلك الاحداث » هذا الاتفعال الذي استحال أدبا وشعرا » وتكو”زعاطفة 
وفكرا » وفلسفة وتصوثفآ وزهدا » ونقل الينا متعة وثقافة » وعظة وتاريخا ٠‏ 

ففي العصور الثقافية رأينا كيف اكتملت الثقافة العربية التي اغترفت » 
أو الاصح تشسكلت من خليط الثقافات الفارسية والهندية واليونانية مضافا اليها 
ثقافات الامي 0 » متكئة على آثار وجذور الفكر الهليني الذي امتزحت 
فيه ثقافة اليونان الوثنية بالديانات الشرقية أثناء اجتياح الاسكندر للشرق وبلاد 
فارس والهند » ومصر وما بيئهما من شعوب البحر الابيض المتوسط » والشزق 
الاوسط ٠620‏ 


هذا العصر تجمع فيه تراث الامع والشعوب »© ومدئنتها وحضارتها » 
وقيمها الفكرية » واستطاع ‏ أو حاول ‏ أن يصهرها في ثقافة عربية » وبوحد 
بين خصائصها » ويجمع بين شتيت نظرياتها » ويخضعها للعقيدة التي بكر 
وحملها الى شعوب العالم » وسسطها على الممالك والامم 3 


)١(‏ عاصر المكزون ثلاثئة من الخلفاء العباسيين هم الظاهر © والمستنئصر » والمعتصم 
الذي قتله هولاكو عام 1141 وهو آخر الخلفاء العباسيين ويقسسم المؤرخونالعصر 
العباسي أدبيآ الى أربعة عصور ٠.‏ 

)١(‏ البحر الابيض التوسط والشرق الاوسط : اصطلاحان حديثان . وكانت 
التسمية القديمة : بحر الروم ©» وجزيرة العرب . 


اذن لا نعجب من .تلك « التوترات » » والصراع الذي حدث أثناء تلك 
المحاولات ؛ محاولات الفكر العربى » أو الثقافة العربية لبسط ظلها على الثقافات 
الاخرى » واخضاع تلك الحضارات العريقة » ذات الاصول الحضارية التاريخية 
الراسخة » ليشكل منها « ابديولوجية » حضارته الجديدة » التي أعطت ثمارها 
وتركت في التارمخ صفحات مثرقة. وضاءة ٠‏ 

الشعوبية » والمذاهب > والفرق ‏ » والاحزابٍ » في ذلك العصر كلها كانت 
5 لذلك الصراع » وتعبيرا عن المقاومة الكامنة في طبيعة الحضارات والاقوام 
والاقكار 4 والثقافات ٠‏ 


هذه الصراعات ظهرت على الصعيد الاجتماعي متذرعة بالفكر والقيم » 
ولكنها تستهدف أغراضا سياسية وقومية » فمي ‏ وان أحدثت في كيان الدولة 
تصدعا وقلقا وهزات واضطرابات وثورات فقد أغنت الفكر والثقافة العربية 
وأحدثت فيهما اتساعا وعمقا » ومنحتهما ثراء وخصيا ٠‏ 


: واذن فنحن غير مخطئين اذا حدكدنا ذلك العصر بمظاهره العامة فقلنا‎ ٠ 
أنه عباسي الخلافة » أعجمي السياسة » فارسي الحياة » عربي اللفة » يوناتي‎ 
الفلسنفة » معتزئي العققل » أشعري الكلام » غنوصي الاسرار » أفلاطوني الرعةم‎ 
باطني التأويل » ظاهري النص ». اسلامي الزهد » هندي التصوف » يعب: من‎ 
> هذه الروافد جميعا » وتتجاذبه كل هذه التيا رات » وترفده كل هذه المعطيات‎ 
فتتعد”د آلوانه » وتتباين نزعاته الفكرية والسياسية » والادبية » والقوميةء»‎ 
٠ والشعوبية » والمذهبية » والقبلية‎ 


ب 8م١!ا‏ ده 


انعكاسات العصر العباسي 
على 
شعر المكزون وفكره 

وتقنضينا طبيعة البحث الآن أن نحدد انعكاسات هذا العصر على شعر 
المكزون السنجاري وفكره ٠‏ ونبيكّن مدى عمق وأثر كل تيار أدبي > أو فكري 
ف أعماله الادبية وآثاره الفكرية » ونربط شعره وفكره بأسيابهما وبواعثهما 6 
والعوامل المؤثرة والمهيتة لهما » معتبرين ‏ كما قررنا في مطلع الكتاب ب الشعر 
ظاهرة نوعية انطلقت حتميا وجبريا من تراكمات العصمر الذي عاش قيه الشاعر» 
ومن العصور التي سيقته ٠‏ 

28 

0 يبحمل اسمه « ديوان المكزون » ولم تعرف 
على التحقيق ل ل و و ا 
سوتب 00 والمواخ ضيع ضيع » ولم تأخذ قصائده أسماء> 
ولا أرقاما » ولذلك بلقى الدارس الباحث صعوبة كبيرة في الاهتداء 0 
غرضه نقلا » أو استشهادا » ويضطر الى تقليب صفحات الديوان كلها » وتصفيح 
قصائده ينآ بيتآ ليظفر بحاجته » ويهتدي الى غايته » ليضم بيتا في الزهد » أو 
في التصوف » أو الفلسفة الى نظيره » أو الى أي غرض من الاغراض المبثوثة 
في ثنايا الديوان ٠‏ 

وسبق أن أشرنا في الكتاب الاول الى أغراض المكزون و1 الك الي 
والتناسخ » والزهد » والتصوف » والى شىء من الفلسفة » وآ راء بعض أهل 
المذاهب » كالجبرية » والمعتزلة » والحنابلة » والاشاعرة » في الصفات » وحرية 
الارادة والكسب ٠٠‏ وعقدنا بعض: المقارنات في بعض النظريات بينه وبين بعض 


لب هاا ب 


كبار المتصوفة » كالبسطامي والحلاج » والجنيد » وابن عربي »© واين الفارض» 
وبعض الفلاسفة » كاين سينا » والفارابي » وخاصة في نظرية الفيض عند هؤلاءء 

والآن ونحن ندرس شعره نرى 7 علينا واستيفاء لحق البحث أن 
تتعرض لكثير مما سبق أن بحثناه بشيء من التبسط والايضاح : 

ولا نرى فى ذلك اعادة أو تكرارا ولكنه استكمال للدراسة واستقصاء 
للافكار » واستقراء وتنبشع: لجواب البحث » وعناصر الموضوع » واضافة جديد 
اليه » تعتير من مستلزمات الدراسة ء 

ودارس شعز المكزون بيجب أن لا ينظر الى هذا الشعر كشعر مسرحه 
العاطفة والوجدان والذات فقط ٠‏ بل يحب أن ينظر اليه بالاضافة الى ماذكر 
كشاعر صوفي متفلسف » ذي نزعة مذهبية » يستخدم الشعر وطرقه ©» والفلسفة 
وبراهيتها » وعلم العلام وأدلته » لدعم هذه النزعة وترسيخها ٠‏ 

انه من شعراء. الزهد والتصوف والفلسفة » ولكن كل ذلك مرتبطارتباطا 
وثيقا بعقيدته وفكرته » وقد عرفنا روافد الفكر العربي » واصطراع التيارات 
في عصر المكزون » والحياة التى حضنته » والبيئة السياسية والادبية والنفسية 
التى جادت به ٠‏ 

أنه امامى اثنا عشري » متأثر يتلك النزعة » وما يرط بها من سياسة 
شلوك اهلاق قله جعارة به تقانا بت كيرا ننم الأعراف والشطحات 
والنزعات التي تسربت الى الفرق » والتي ترجع ‏ ف أساسها ‏ الى دسائس 
شعويية » موكهتها السياسة » وطيعتها بطابع دني »2 ومنطق صوري » وكدن 
مكابر ٠‏ 

أما التصوف فهو السلوك الاخلاقي الذي يراه متلائما مع فكره السياسي» 
ونزعاته العقائدية » لما فيه من نزوع الى « المسالمة » » وكثير من شعره يدور في 
هذا الافق - أفق الاخلاق والسلوك المنهمجى الصوف ‏ وتفسير مظاهر الكون » 
والحاة » ومقاصد الاسلام وفق فلسفة الزاهد اللتصوف » الذي يهتدي بالعقل 


والنقل معا وان: أغضب ف اعتماده العقل 0 النقل » وابتعد عنه في النقل 
أصحاب” العقل ٠‏ 

انه وسط بين الفكر الاعتزالي » والفكر النصتي » انه يحكتم العقل في كثير 
من القضايا على طريقة المعتزلة » وبأخذ أخيانا بالنص كما هو الحال عند الحتابلة» 
ولئن كان للاشاعرة موقف /مماثل من الطرفين » فانه يختلف عن الاشاعرة أنه 
يلتقي بأحد الطرفين بوحي العقل » ومع الآخر بأحكام النقل » أو بالاثنين معا ٠‏ 

وبحثنا لشعر المكزون في العصر العباسي يتناوله من تاحيثين : الشكل 
والمحتوى » أو المبنى والمضمون ٠‏ . 

الشكن » أو الممتى : 

: الالفاظ‎ - ١ 

أولا : تمتاز اللفظة ف شعر الكزون , بالسلاسة والتلاؤم مع المحال2 
الوشوع ا ١‏ 

ان الس عن الكو انه والعوقية ولاك ال ماكنى نامي تنه كاله 
كثيرة الذيوع والتداول ٠‏ 

ثالثا : يستعمل اللفظة أحيانا بمعناها المباشر » وأحيانا “بمعناها المجازي . 

أما: الالفاظ الصوفية والفلسفية » فهى الى جانب معناها المباشر » أوالمجازى 
تحمل معاني بعيدة. المقاصد » عميقة المدائيل » كثيرة الاحتمالات » ذات «خلفيات» 
معنوية تأويلية * 

رابعا : وردت لديه بعض الالفاظ الفارسية مثل الابريز » وهرمز » ومنوشهر» 
ويزدان » وبهمن » والدستبند » وقم » وبلخ » وخوي ( خوارزم ) وكيوان ٠‏ 

خامسا : وردت عنده بعض الألفاظ الغريبة ‏ وهي قليلة جدا بالنسبة 
لؤفرة شيره نت كتولك: ْ 


15١‏ لد" 


١‏ - وصلييرتث ف الميزان كا 
7 


0# 


تجن الفح 
وق 


مب وتشرب الخمن 


١‏ 4 نس تحير العالم في جمالهما 


35 
ه ل وأسمع هن سنى” يو نداء 
2 

امك وائما الجاهل أعبساءه 
0 قٍ 
ومن مقولي لي صارم» فيه صارم 
عاد 


للتحوةالتلعم' اشير" 017 
* 

ان لم أرح هاجرا للفسق والرفث”2©9 
و 

ف نجوه لس 5 
#ا 0 
واليكت "التاق فيا ايند 140 
* 

الى أهل “الهوى أوخاه يوح < 
* 


سيف » ولا رمح » ولا جل لخ" 
ا 


تولاه في مم الصيابة لاميه(ة» 


لحثة أعدائى » وللهام شادخ0) 
ق 


)١(‏ المشمخر : العالي 


(0) النفث : الاتسباخح » والرفث الجماع » والفحش . 
(؟) المذي : العسل » أو الخمرة الممروجة . 
(1) قدد : فرق متعددة . 


37 الل نضعة ٠“‏ من لحمه بالسيفف . 
5 ال 4 4 شدخ الراس : كسيرة ٠.‏ 
ب 189 سد 


م سعو احينظنوا الآل ماء,وعندما أتوه » وراموا ورده دونه انبطوا 
بتبديلهم للشكر كفراً تبدلسوا20 بجناتهم حّزة به السّدر والخمط 


فالالفاظ : المشمخر » التفث » والرفث ( وردتا في القرآن ) ٠‏ والمذي» 
والقدد » ويوح » وسنخ » وشادخ » وانبط » والسدر والخمط ( الاخيرتان وردنا 
في القرآن أيضا ) ٠‏ هني آلفاظ غير متداولة » ويحتاج في فهمها الى مراجعة المعاجم ٠‏ 
ش ومن الجدير.بالملاحظة أن هذه الالفاظ جميعها وقعت في القوافي » وتعليل 
ذلك : ان القافية تكون أحيانا حرونا شموسا » لا قسلس قيادها فيحتاج الشاعر 
الى استعمال الالفاظ غير المأنوسة لقلة الالفاظ المأنوسة في تلك القافية » وخاصة 
في قوافيٍ : الزاي » والذال » والطاء والظاء » والصاد والضاد » والخاء » فهى أقل 

واستعمل الابدال في الحروف في بعض: كلماته كالذال بدلا من الدال كقوله: 


ومثله ف القصيدة التى رواها على بن النقيب » والنى رححنا نستها 


للمكزون : 

جلا تحت ياقوت اللمى عقد لؤلى- نضيد » وأبدى عارضا من زمرذ 
فمعمذ وزمرذ وردتا في كل المعاجم بالدال لا بالذال ٠‏ 
)١(‏ وبهذه المناسبة نقول : ان أحد جامعي الشعر .العربي رتب ما جيعه على 
الحروف العجمية ؛ ونا بلغ حرف الظاء لم بجد به ما بسد هذا الباب فقال : 


ففيه من اللفظ الغليظ ©» مفيظه ومبهظه » وألفظ »© واليبظ © واللظ 
والمبهظ : المتعب المثقل © والفظ : الغليظ الطبع » السيء الخلق »© الخشن الكلام . 
والبظ : يقال : فظ بظ على الاتباع : الغليظ »© واللظ : المتشدد يقال : هوا كظ 
لظ على الاتباع أيضا . 


م 81# لم 


كذلك استعمل بعض صور الاعراب خلافا للقاعدة. العامة : 
١ :‏ ل كرفعه أسم « أن » المؤكتدة والمشبهة بالفعل ٠‏ 


فان أبعدتنى بعد قربى «فان» لىي2 اليها ‏ وان طال الزمان ‏ اياب” 


والصحيح ايانا بالتصب » الا على لغة نادرة جدا وهي اعتبار ضمير الشأن «الهاء» 
اسما لأنة » وعلى آنه محذوف ٠‏ وف كل هذا ما فيه من التمحثل » واضطراب 
؟ ل رفع خبر « كان » في قوله : 


اناءف هواها متشهد ومغيكب فاعجب لكونى واصف ومحرد 
والقاعدة العامة واصفا ومجردا بالنصب ء 

سم# استعمال الاسم المشتق في غير معناه في قوله من مخمسته يصف نار 
الهداية التى تجلت لموسى : 
فظن صحبي أن دون الضرام ركدئى 


وقد تيقنت في « تأميمها » رشدا 


عن جانبي؟ » ومن خلفي » ومن قتبلي 


فلفظة « تأميم » لاتودي معنى أم> يومة + بمعنى قصد ٠‏ 


لد 1598 سه 


أسلوب المكزون 


عصر المكزون بلغت فيه الاناقة البديعية أعلى الدرجات » فهو عصر القاضي 
الفاضل » ١١0‏ ب ١١.٠‏ م (0) والعماد الاصبهاني 1١١١٠5‏ ب 2019.1 ان 
التعاويذي "018462-١٠‏ واين التبيه2؟» » والبهاء زهير 6م١١‏ ب .ه600 
واين سناء الملك250, وعلي بن أتحب الساعي 217 وابن الفارض 7( فهو أمثالهم ٠٠»‏ * 
وجميعهم عرفوا بولعهم الشديد بالصناعة اللفظية » ؤتكلف أنواع البديع ٠‏ 


ولم يشذ المكزون عمن عاصرهم في أسلوبه » بل ريما فاقهم وتحاوزهم في 
التأنق اللفظي » البديعي ٠‏ وتكاد هذا الصناعة تنتظم شعره كله » فلا يكاد يخلو 
له بيت من نوع أو أكثر عن انرا البح اللفتي + الجناس: الجاع 4 او" الاين 





)١(‏ من مشاهير وزراء صلاح الدين الابوبي » رافقه ف رحلاته في مصر وسوربة» 
وتولى عنه تدبير الدواوين © وتوسط بين أولاده بعد وفاته لحلم خلافاتهم © 
وليحول دون الحرب الاهلية بينهم . 
(؟) ولد في أصبهان »© وتعلم في بغداد وعاش وتوف في دمشق ٠.‏ بحكى أنه لقي 
القاضي الفاضل وهو راكب على فرسه فقال له : 
« سر فلا كبا بك الفرس » فقال له القاضي الفاضل : « دام علا العماد »4 وكلا 
'العبارتين تقر طردآ وعكسا . 
0( أبو الفتح محمد كاتبه في ديوان مقلاطعات بغداد » عمي في آخر عمره 04 ومن 
شعره كوله للوزير عضد الدولة , 

قضيت شطر العمر في مدحكم | ظنا بكم أنكم أهئه 

:"وعدت أفنيه هجاء بكم فضاع فيكم عمري كله 
ورحل'ألى .نصيبين »© فسسكنها وتوقي فيها . 

> 


376 


أو المحرف » أو الملفق » أو المششتق » أو المرقش » وريما جمع في بيت واحد أكش 
من نوع من هذه الانواع ء* 

يضاف الى الاسراف ف استخدام الخناس الاكثار من استعمال المطايقة 
البيان بالتضاد ‏ ومراعاة النظير » والتفويف » والتوشيع » والطي والنشر » 
ورد العجز على الصدر » وءوءو مما ستقدم الادلة عليه ٠‏ 

والى جانب تحلية أسلوبه » وتوشية كلامه يضروب البديع » وأفانين الصتّناعة 
فان لهذا الاسلوب ست" ميزات آخر : 

أولا : التعقيد » وبتحجلتى ذلك بالتقديم والتأخير وف كثرة العوامل في 
العبارة والجمل » والروابط كقوله : 


واتي ‏ مذ رفضت عوى اللواحي 2 عليك بسئة الابدال ب سني 


قالعامل « ان » ف أول البيت قد ورد معمولها « خبرها » ف آخر البيت » 





ج23 

٠ بالابوبيين‎ 

() ابن سناء الملك مه 5.8 ه هو هبة الله بن جعفر بن سناء الملك السعدي 
شاعر مصري اللولد والوفاة ٠.‏ 1 1 

9) علي بن أنجب الساعي 9م 9/4" ه من كبار المصتفين في التاريخ © مولده 
ووفاته قي بغداد » ومن تصانيقه : الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السكيتر» 
بقع في .1 مجلدا » وله تاريخ الخلفاء » وتاريح الشعراء وفٍ هذا الاخير شيء من 
شعر المكزون وحياته كما يشير الى ذلك ابن الفوطي في معحم الالقاب » وله مؤلفات 
كثيرة غير ما ذكرنا . 

(م) ابن الفارض 5ل/ام ‏ 585 هه هو عمر بن علي الحموي الاصل » المصري المولد 
'والدار والوفاة ©» لقب سلطان العاشقين . 


185 سد 


ثانا : الاسراف في كثرة العوامل » 
نا ء عنتا اختفت منكا » وفينا 


مثل : 


بدت تمدي لطائفها الينا 


فالجوار” عنا » منا » ينا » فينا » الينا » وقعت في ببت واحد » ولكل جار متعلق 
وهذا ما سبب التباسا في المعنى ولا يهتدي للمراد من الببت الا من يعلم معاني 


الصوفية 2 وأساليبهم ف التعبيز ٠‏ 
ثالثا : الاغراب في المقاصد الكلامية 


كقوله : 


رابعا : في المقاصد الصوفية المبنية على التناقض : 


انا ف فقدي » وجودي 
وقيودي ؛ في سراحطي 
وتعيسسي 0 في حيبي 
ومثله : 
نطق جستمعق :سوق لساتي 
وف خف أه عنى » الشتشحجية 
لعجا عابط ار فين 
خامسا : الاغراق في. الصور المركبة : 
وبدر دجى شعر متى برقت به 


ب »1 


ومغييسي في شضوهودي 
واعترافسي + سي جحودي 
وقصوري » في لحودي 
وبواصتيق + سحي يودي 
فزت باللبس الجديد 


ون قؤافق هوق عافشحسى 
لما بدا ل منى دعانى 


صقاه » به سدو لرائيه وصمفه فلو حال فيه المكر » للعين جلاه 
ومثله: 


بدر تي » طلعة الشمس لا ريه و لصوي في 


فلفظة بدر خبر لمبتدأ محذوف » تقديره هو بدر تم “ » وطلعة الشمس مبتداً 
وقوه سادق ١‏ ناس الب وس هود سلا ل جا تف 
الحسن جملة معترضة ومتعلق الجار والمجرور « للا » محذوف محله من 
الاعراب الرفم صفة للفظة (في”) وتحليل البيت وتركيبه : هو بدر. تمام » طلعة 
الشمس فيه للا لاح في غرته في الحسن ٠‏ ما الموصولية في محل جر وجملة 
لاح لا محل لها من الاعراب ( صلة الموصول ) » ومن غرته : متعلق بالفعل لاحء 
و «.فٍ الحسن » أبدل حرف الجر » وحقه أن يكون « من » الحسن ٠‏ والتناقض 
المعنوي ف البيت نتضح في أن المعروف : ان القمر يستمدة نوره من ضياء 
الفمسن + والمراع مطل رك الفببي ااكلوعا الي الاج جك لجن 
نور غرة هذا البدر التام ٠‏ 


سادسا : الانغال في المقاصد الفلسفية .: 
طلب الدليل على الضحى رأد الضحى2 يقضي بفقد ضياء عين الطالب 
وكذاك حالة ممكن ف شه بسوه » اذ يبغى ثبوت الواجبي 
خا د عاع ١‏ 
لوجدي جنس نوعه » فصل عدقي)2 ومنه خصوصي ليس فيه عمسوم 
وسبب هذا الغموض والتعقيد والاغراب بعود لاسباب عديدة أهمها : 
2 الحفاظ. على أفكاره ومقاصده من العامة التي لا تستطيع فهمها » 
أو ضنشه بها على غير أهلها » أو١‏ على الذين لا يرون رأيه بها » ولقد أشرنا في 
الحزء الاول اذا يستعمل المتصوفة والفلاسفة التعقيد والغموض والرمز0© ٠‏ 





. الجزء الاول ص ؟/!١ وما بعدها‎ )١( 


لالكل5آا د 


* ل ليعد مقاصد الصوفية » وقد قيل : ان معانيهم تستعصي علىالعبارة 
فيكتفون بالتلميح والاشارة ٠‏ 1 
“م ب لشيوع هذا الاسلوب عند أصحاب هذه الطريقة في عصره » حتى 
أصبح تقليدا يحتذى » ويطلب لذاته ٠‏ 
للمتصوفة مصطلحاتهم الخاصة التي تحمل معاني وراء المعاني المباشرة 
التي يدركها الناس ٠‏ وقد أوردنا معجما خاصا في الجزء الاول لهذه المصطلحات 
ليستعان يه في فهم مقاصدهم 29 ٠‏ 
ه ب وللفلاسفة مصطلحاتهم التي لا توصل الانسان العادي الى معانيها 
وأغراضها ٠‏ 
> لان المكزون جمع بين مصطلحات الفلاسفة والمتصوفة » ومزج بين 
مقاصدها الصوفية والفلسفية » ومع كل هذا فللمكزون سرحات وجدانية رقيقة 
اللفظ » سهلة الاسلوب » غنية الصور ء ثرية المعاني » تلج القلوب والآذان بلا 
استئذان : 
١‏ وقل : سلام الله في كل ضحى عليكم » باساكني هذا المحمل 
' لبيكم » لبيكم من مغرم أذاله البعد ء وغرته السبل 
يعلل القلب بكامال اللتقا وليس تثسفى بالتعاليل السل 
نان عه ال السنات تلستسة وعد عاديا ل افيد 
فكان في أفماله كقاتل امستين سه لبو شين 
فهذه الجمل الانشائية » وهذا النداء الهاتف « ياساكني هذا المحل » وهذه 
الاجابة المتكررة للتأكيد » « لبيكم ؛ لبيكم » » وتعاقب الجمل الملحة على المعنى 


(0) الجزء الاول ص 159 ب ١9.‏ 





قلات ماه 








الواحد » أذله البعد » غرته السبل » يعلل القلب » ولا يشنفى » ساق به قلبه الى 
الاحتضار » وعاد عنه نادما » باكيا  »‏ لانه قاتل ‏ رحمة لمن قتله » هذه الحمل: 
كلها تزخر بالعاطفة المتوقدة » وتعيج بالاحساس الرهيف » وتعتلج. بالمثساعر 
المكلومة 4 يرقدها الالم » وبوهتحها الحنين 6 ويذكيها الشوق اللاعج ٠.‏ والامل 
اللاهف » وذلة المحب العاشق المبعد ٠‏ 


»؟ ل صددت » فصد عن عيني رقادي وقرح جفئها وصل السهاد 


والبسني جفاك ثياب سقمر 
وقد روكتى الثرى دمعي » وقلبي 
وها أنا بالجفا ‏ مذ ملت مضنى 
أكاتم فيك عكذالي غرامي 
واستر لوعتي بك عن صحابي 
أيا من قد تملكنىي ه واه 


خلعت بها الخلاعة عن فؤادي 
الى وشل المراشف منك صاد 
يطو”ح بي الهوى فٍ كل واد 
وهل يخفى ضنى” في الجسم باد 
وأوصابي علئي به تنادي 


وأوئق ف محتسهة قيادي 


بصدق الود كنت شريت قلبي 2 فحين ملكت ملت عن الوداد 


فهذه المقطوعة # وان كانت عادية الصور » مطروقة المعانى ‏ تعتمد على 


الصناعة البديعية ل المطايقة ى صددت » وصل ‏ أليسني » خلعت ب روكى » 
صادر ع كا » ساد » استر » تنادي ٠٠‏ التخ فهي صادقة العاطفة » ناغمةالجحرس» 


عذية المع 0 9 ألوان لا يدركها الا المتذوق العارف بأسرار صتاعةالشعر» 
أو من كابد الحب » وابتلى بالهحر والصد » فقرحت عيناه من السهاد » وجمفاها 
النوم والرقاد » وظهر كل ذلك سقما في جسده » والتياعا في كبده » فابتعد عن 
المسرات » وتلاعبت به أيدي الصيابة » وطوحت به ف كل ناحية وواد » وهو بكاتم 
العاذلين خوف الشماتة »© و تست رحية أمام أصحا به حدر الاقتضاح 04 ولكن أنى 
ينفع الكتمان » ويفيد التستر » وسقم جسده القت جداد ةروع لحي . 
تفضحان كتمانه » وتظهران ما يستره ودخفية ٠‏ 


ل ل 


د لباتتنا هواك » وما لبينا 


لتطوى دمن شبدكك :ما ددرن 


ولو لم تظمري يحمى المصلى . 


“عوقن دنس مطردك ناتسردتنها 
ولا أن حججت بناء» حجنا 
وللمثل الذي أظهرت فينسا 
وأثتينا على. أوصبافه سعدى 
بروحي من تمرول نحو وصلي 
ينا عنا اختفت » منا »:وفيشنا 


سوى أسم به عننه كينا 
وتنشر من جمالك ما طونا 
لاصيا عاك درل يي 
ولكن من شرابك ما ارتوضنا 


اليك » وندن” أنفسنا هدنا 


سحدنا طائعين وما عصينا 
ومعنى - , لك ما شي | 5 


اذا ما جثتها أمشي الهوينى 


بدت » تهدي لطائفها الينا 


فالاسات تعتمد أولا : 


على الصطلحات الشرعية : المصلى » طفنا » سعينا » حججنا » الهدي » 
البثدءن ‏ بدن الاتفس ‏ وهذه كلها من مناسك الحج ٠‏ 

:وثانيا : على التضاد الصوفي وجمع النقيض نطوي تنشر » الهرولة » الهوينى 

ثانا : على الاغراب وذلك بتعدد العوامل كما ف البيت الاخير ٠‏ 


. أرابعا : بتضمينها القصصي : كاشارته الى آدم « المثل » وسجود الملائكة 
له » وعصيان ابليس وابائه عن السجود وهي ‏ مع كل ذلك عاطفية السرحة 
والنغمة يدرك القارىء مدى عمق الوجد والحنين الكامن وراء كلماتها ٠‏ ولعل 
اختيار البحر ‏ الوافر # وانسيابه وانطلاق الصوت بحروف المد الثلاثة الساكنة 
,يعطي تعبيرا عن الشحنة العاطفية » وحرف اللين « تأسيس القصيدة » أدعى 
.لاستثارة العاطفة بما بحمله من تخميكة مضافة الى هذا الرنين فى قافية النون » 


ب ]ةا سد 


كل ذلك يتعاون متضامنا لرسم خط بباني متعرج يبثل توترات النفس ورجيشان 
العواطف 02 . 
الخاصة اكميزة : 
وق شع قرول وان لاسر ون أي ابو الس يا قوق 
عندها ء لما لها من أثر وتأثير على العاطفة واثارتها » وهي « الهتاف » ويشمل 
النداء بأنواعه » والندبة » والاستغاثة كقوله : 
-١‏ وقل : سلام الله في كل ضحى عليكم » با ساكني هذا المحل 
خ#د و عر 
؟ ‏ فان أقل غير هذا فيك.٠واخجلي2‏ من الغرام ٠٠‏ وواكفري واشراكي 
ع وا 
ع ان لم يزدني ي العلم في حبكم علما يجهلي فيه ء واجهلي 
وان عقلت النفس عن صبوتي فيكم » فوا حزني ع ا عَم لى 


+ # وو 
؛ سيا عذولي كف عن عذلي ليس لي بالعذل اسار 
اج هو 
ه ل يامن بصرفي اليه القصد بدلني 2 بالذل عزرا ء وبالاقلال إكثارا 
ا« وي 
> س ياحبكذا حبي الاذى فيه ء اذ في فيه درياق لقلبي السليم 
+ ا كر 


٠!‏ # فيا حيثذ احبثي الاذى فيهوى هوى دمن عزه عله بعزته الذل 
خا ا ر 





خصائص البخور العربية ‏ » والملقاظع الضوتية » ومخارج الحروف »2 واثر كل ذلك 
في أثارة العاطفة . 
وو 3 


م امن به ولهي » ومن حبي له أمسيت من شغل الانام مف رتنا 


خا يا كا 
خا غر 6ن 


٠‏ ب ونافلة لى منك أضحى تهجحدى بذكرك » بامن سنكة الحب فرضه 


كا 6ن 
١‏ سيا عستت » للسساهرهة باطن معلى الحسسن 
كا ور 


؟٠‏ س ويا حبذا ذاكَ الخيال الذيسرى من المسجد الاقصى الى المسجد الادنى 
* خ# و« 


٠‏ س يا غادزين بمن وقى ورعى العهمود سمقلتهيه 


+ ا عل 

5 س يا راقدا في جهل_ به من رقدة الجهل اله 

واعمل على ما سشّتضنى عللمك ؛ لا مادنت به 
3-7 

١‏ ل ياولتي الفتقل ؛ بالفضل من العدل أعذني 
# ع وي 


5 س يامن هع دلوا على معشتىى العرام قلبي 
علا غلا © 


٠‏ س أيا من ضيعوا عهدي » وعندي 2 لحفظ عهودهم حرز حريمز 


2 


اع اذاف افق اوضان.. ‏ عس عن تسوك يدف : 


كا عر 
وا ل وا حيرتي عنك اذا لم قز دني حيرتي فيك نور الدليل 
ووا ضلالي عن سبيل المدى متى عداني منك هادي السبيل 
# وا ور 
٠س‏ يا جيرة» جاءت بحسن مبدع 20 نسخ الفرام بتكل عشق أول 
علا #6 علو 


وهذا يكفى للدلالة على ما للعاطفة من أثر في شعره » بدليل استخدامه عوامل 
:الاستثارة وأدواتها ٠‏ 


2 


حدم مهيز 


النضاد » أو جمع النقيضين 


يعود التضاد في العرفان الصوفي » لكون الانسان ك « موضوع © مؤلف 
من عرض وجوهر ‏ حسد وروح ل والعرض والجوهر » وان تجاورا وتآلفا 
فهما بطبيعتيهما بشكلان « تضادا » ٠‏ فاذا أشرق الله » على الانسانث ‏ التحلى 
تلاشى العرض الجسد ‏ وهي حالة « الفناء » وقام الجوهر ب الروح ب 
وهي حالة « البقاء » وكل هذا بتم في آن واحد ء 


وعلى هذا المبدأ يمكن تفسير كل « تضاد » وكل « تقيض © في المقاصد 

٠» الصوفية‎ 

اس نك وصلى » عمكن سواك انقطاعى وستري هواك » كشف تناعى 

ومغيبي بي منك » عين احتجابي عن وجودي » ففيك عين اطلاعي 
خا كا عو 

فجمعت » بلا وصتل وقرقت 4» ملا فصل 
علد وخ علا 

م ب قليرل في الورى مشثللىي- عزيز»ء عزبال ذل 

لمنن أن سره بمعطدىق ومن هو قبل من قبلي 

وكليلاسات جزئيات ما ظهر من كل سلي 


اله 


» س أنا في ققدي » وجودي ومغييي »؛ في شلهودي 
واتتياهى » في من اى واعترافي » في جحعطل سودي 


وصعودي » في هبونئلي وهبولي »؛ في صعودي 


وغيسي » في جحسمسميىي 0 نضحت فيها جل ودي 
وبخلعميىي خلهيعم قنز اللبس الجديم سد 
عا عا عن 
هو وجودي فيك مفققلود وفقدي فيك موجود 


ومعتقودي محلول 
ومسدودي مفتوح 
وتعدبمندي توحبد 
وموعودي ملقود 
ومشهودي مس كور 


ومقصسودي مرفوض 


ع 


ومحل_ولي معقود 
ومفتسوحي مسدود 
وتوحيدي تعدايمد 
| ومنهقودي موعود 
ومستوري مشهود 
ومرقوضي) مقصود 


2 


5 وجودي لك فقدانى 


وتعدبدك ف وص في 
وغيي لك 6 اثبساتي 


وف الاعحخام ء اعرابي 


سا1 لد 


ونسيانك » لى ذكير وفي دكسيزاك+ نسسيانى 
وف قربك » لي بعملد عن انس » وعن جطلان 
وهكذا كما نرى ‏ فاذا كان الضمير قِ التضاد والمقاصد من المتضادات 
النى تعود الى الانسان » فالتضاد واقع حتما دين العرض والجوهر » بين الحسد 
والروح ٠ ! ٠‏ 
واذا كانت مقاصد التضاد تنعلق بالله » فهى تدور حول الوجود « كصفة» 


.وبين التنزيه » كمطلق ء 
واذا كانت المقاصد تشمل الله والانسان ٠‏ فالتضاد « تأويلى 6 ء* 


جد 7 امه 


آثر العصور 


في 
أسلوب المكزون وتعبيره ومقاصده 


المكزون في أسلوبه وتعابيره نتكيء على العصور الادبية المتقدمة فنرى في 
ألفاظه مائراه في مختلف عصور الادب جاهلية » واسلامية ( أموية وعباسية ) 4 
وقلسفة واليك المثال *: 
١‏ ب بدت'لعيني بالستور » والكلل 2 ثم اختفت برفعهما عن المقل 
+ غزالة بين الصريم » واللوى 2 علمني الوجد بها نظم الغزل 
سم ب بذلت فيها مهجتي » وليتها تقبات من المحب ما بسذل 
تلك التي ما حدثت صباتي بها ء لكتنها من الازل 
ه ‏ واحدة الحسن التى عن حسنها سرت تفاصيل الجيال » والحكمل 

هذه الابيات من قصيدة هى مطلع ديواته » فاذا أنعمنا النظر ف مفرداتها 
ومصطلحاتها » وصورها » ومعائيها » وأفكارها » وجدتاها تنتظم كل” عصور 
الادب العربى + كما نجد فيها الدليل الواضح على الافكار الفلسفية التي 
تسريت الى العصور العباسية في تلك الحقبة الادبية الزاهرة من التارمخ ٠‏ 

١‏ - الستور والكلل ألفاظ جاهلية وعباسية » فقد كانت الظعائن في 
هوادجهن تكقين الهجير » ولوافح الصحراء بستور رقيقة بسدلنها عليهن» ويعتصمن 


50-3 





بها من زمازم رمال الصحارى ٠‏ كما كن فٍِ العصور الاسلامية: يتخذنها سترا 
لهن » وصونا لحمالهن من العيون » فالتعبير والصورة جاهليان» عباسيان ٠‏ 


ولكن الشاعر تقل هذا المعنى البدوي الجاهلي » الساذج المادي.» الى معنى 


صوف معنوي ٠‏ فالمعنية هنا ليست تلك المرأة الصحراوية 0 
وتضرب في عرض القفار والمتاهات مع قبيلتها 4 اتنجاعا للماء والكلا؟ 4 ولكن 
المعنى هنا هى الذات الالهية يكني عنها بهذه الصورة والتعابيي البدوية 5 

والستور والكلل كذلك اتتقلت من معنى مباشر » الى معنى مجازي 6ه وهو 
الاسماء والصفات المختلفة » ونحن ب لغة ب نعلم أن الساتر يخفي ما وراءه » 
ولكن المقاصد الصوفية لا تمقف عند حدود الالفاظط والتعايير » فهذه الحبييسة 
ظهرت » بالستور » وهذا من النقيض » كما أنها « اختفت » برفع هذه الستور 
عن مقل الناظرين » وهو من التضاد أيضا ٠‏ فهى ظاهرة بخفائها وسترها » مختفية 
بظهورها وكشف هذه الاسثار ٠‏ 

قرفع الستور كناية عن الظهور » ولافراط الجمال والنور ف حال الظهور 
غيب الناظر في حال الحضور ء ونلاحظ الصناعة البديعية في البيت في : بدت» 
واخة 32 ( المطابقة ) ٠‏ 

؟ ‏ نحد المفردات اللغوية والصورة ا ال 

والوجد وان كان يحمل معنى جاهليا قهو هنا يمل معنى صوقيا ( رلجع 
مصلحات الصوفية الجزء الاول ص م١٠‏ ) ء 

وف البيت جناس ناقص : غزالة » الغزل » ونوع من رد العجز على الصدر 

ب فيه من الصناعة البديعية : رد العجز على الصدر » بذلت» بذل» ومراعاة 
النظير بذات 4 تقبلت « والمعنى جاهلى ٠‏ 

4 الصبابة هنا تحمل معنى صوفيا » ونحد مصطلحات الفلسفية : المحدث 


لاوا د 





'والازل ٠‏ كما نجد الاشارة الى قدم العالم وأزليته210 لانه يقرر أن محبته غير 
حادثة » ولكنها أزلية ٠‏ والازلي لغة : الذي لا بداية له ء وهذا لا ينطبق على 
اعتقاده المعروف عنه وهو الاعتقاد بحدوث العالم لينفرد الله والله فقط ب 
والقدمية ٠‏ 

وهذه المسألة شغلت جانيا من الفلسفة اليونانية والهلينية » وفلسفة العصر 
الوسيط » كما امتدت الى علم الكلام ٠‏ وريما قصد المكزون بذلك المالغة في 
قدم العة + :وق العذيك والأزل طباق يديس + 

ه ‏ وف خامس الامات نجد المقابلة البيانية : واحدة » تفاصيل » جثمل* 
كما نرى المذهب الافلوطيني القائل : ان « الكثرة » انبثقت عن « الواحد © .. 
كما أنه يرمز الى المذهب « الفيثاغوري » الذي يقوم على « الوحدة » العددية» 
والواحد ‏ ف هذا المذهب ‏ أصل الاشياء » كما أنه أصل الاعداد » فالاثتان 
تكرار الواحد » والثلاثئة عودة الى الواحد + وهكذا ٠‏ فذات الستور « واحدة» 
ولكن التفاصيل والحِمل « الكثرة » سرت عن حستها ٠‏ 

وهذا يختلف عن مذهب « وحدة الوجود » الافلاطونية » فالتفاصيل والحمل 
و ا عو ب ا ا رين 
وهذه,هي نظرية الفيض التي يقول بها الفارابي » وابن سينا والمكزون ٠‏ 

فآنت بعد دراسة هذه الابيات ترى : 

ان هناك ألفاظا وصورا جاهلية خاصة ء 

؟ ‏ هناك ألفاظا مشتركة بين عصور الادب عامة ٠‏ 

م« كما نجد صورا بسيطة تحمل معاني بعيدة المقاصد * 

لانجد ببتا بخلو من الصناعة البديعية » وهي المدرسة التي بلغت ذروتهاء 
أو أخذت سمتها وأصولها منذ عهد أبي تمام ٠‏ وتوسع بها مق بجاءوا تعناه :+ 





(1) نظرية برروقليبس . 


باءعإ سه 


ه - الاغراض الصوفية والفلسفية هي « خلفيات » للصور الاولية في 
الابيات » وابماءات لا بدركها الا المطلعون على صناعة القوم » وأسرار فلسفة 
قلك العهود ٠‏ 

لذلك 00000 
المكزون الادبية والفكرية » أن ضع نصب عينيه الاخذ بهذه الصفات العامة التي 
ينطوي تحتها كل شعر المكزون » أو أغلبه » » لتكون له دليلا على أغراضه » 


وهاديا الى الوصول الى مراميه » واذا لم .بفعل ذلك قمن لا ا 


هتدي الى أغراضه الاسلوسية والمكرية 8 
واليك أمثلة على أغراضه ومعانبه وألفاظه القريبة +٠‏ البعيدة !! . 


وساكنى الغورمنوادي «الغضا» سكنى وجيرة « العلم النجدي © جيرانى20©) 


فالالفاظ والصور مطبوعة بالطابع الجاهلي » أو. منترعة اتتزاعا من صم 
البيئة الجاهلية هوه ولكن هل نقف عند حدود الالفاظ » ومدلولاتها 0 التي 
تلوح لنا لاول وهلة ؟؟ كما ذكرفا في غير مكان ٠‏ 


كلا !! قالمكزون ‏ كما نبهنا ب يحب أن تنلمس « الخلفيات » الصوفية 


وراء معائيه العادية » ونرصد بدقة وعمق الايماءات الورائية ٠‏ 


فالاماكن المذكورة هنا ترمز الى عالم الروح الاول » وهذا الليهئف والحنين 
ليس الا تشوق للروح الى عالمها والعودة اليه » لان عالم التصوف هو عالم 
2 الجسد ٠‏ 


-١‏ والدهر قد رقدت عنا توائسه وشهمت للتصابى كل وستان 
)١(‏ راجع الصفحة ؟5 من هذا الكتاب . 


ب ١8١‏ سا 





؟ ب أغن » تغنق عن الضهباء ريقتبه: وزهر خديه عن أزهار يستان 
سن # يدير من طرفه سحراً » ومن بده خمرا » فسكر الندامى منه سكران 
ع ل أطعت في حبه أمر الهوى؛ وعصى ١‏ قلبي عليه نهى من عنه يتهاني | 
يدر» لشمس الضحىمن تحتطرته صبح ب بدافي الدياجيمشرقا | ثان 

فالدهر الذي رقدت نوائبه 3 ونبه كل راقد للتصابي والحب هي صورة 
عباسية نواسية » والغزل المذكر في الأنات الاخرى لم يعرف الا في العصور 
العباسية بعد شيوع الجواري والندمان والسقاة والخدم » وصفة الاغن هي 
تواسية » وآزهار البساتين لم يعرفها العرب قبل تحضرهم وب لدت إذات 
الحتان ٠‏ 

أما وصف الخمرة فهو معروف في كل عصور الادب العربي ٠‏ ولكن 
أنة خمرة قصدها هذا الشاعر الصوفي » المسلم » المتحرج ؟ وكيف أباح 
لنفسه شربها » وأنجاز التغزل بالمذكر.ء وهذا لم يعرف الا عن الخلعاء والمجانء 

هل علمت أن هذا الاغن رمز عن الذات الالهية ؟٠*‏ ولكنه عبر عنها 
بهذا التعبير الشائع والمتعارف عليه عند المتصوفة » وان الخمرة المسكرة هنا 
هي الحب والمعرفة ؟ 

اذا عرفت هذا زال استغرابك , : 2 لك القصد » وأشرق أمامك 
النهج والسبيل ء ٠‏ 

وهل فاتك مافي الابيات من الصناعة ؟ » وقاطة الجناس والمقابلة » 
رقدت » نبكهت » أغن » تغني » أطعت » عصى © +* نهى © بنهى ٠+‏ بذر > 
شمس مع ا 

وفي آلبيت الثالث : التسميط والنشر والطي ٠‏ 

وق الخامس : المقابلة ٠‏ 


185 سم 


وكل هذه الالفاظ والمعانى من معطيات العصور العياسية ٠‏ 
لم أقض في حبكم حجي» ولا تفئي2 أن لم أرخ هاجرا للفسق والرفث 


فالحج » والتفث » والمهاجرة » والفسق » والرفث » حملت آلفاظا ومعاني 
اسلامية خاصة بمئناسك الحج اا وتقدم شرح 'معاننها ٠‏ 


ب 12 سد 








الصناعة البديعية 

الشعر نوعان مطبوع ومصنوع : 

فاللطوع : هو الذي بأتي طبيعة » وعفو الخاطر » لا كلفة فيه » ولا اجهاد 
فكر » ولا اعمال روكة » تقذفه العاطفة المنفعلة بالحدث » فهو الصورة الصادقة 
ألفاظه كفاء معاتته » وتعابيره لباس صوره » محاله النفس بما هي نفس © أو 
النفس بما هي في المجتمع » أو الفن يما هو اتفعال للواقع النفسي » أو الواقم 
الاجتماعي ٠‏ 

وهذا النوع من الشعر متوفر في الشعر الجاهلي » حتى ليمكن القول: 
بأن جميع الشعر الجاهلي مطبوع 2 لفظه وتعابيره وسيلة صحبحة لمعانيه 
وأغراضه التى هى الغاية » فالغاية والوسيلة في هذا الشعر متكافئتان ٠‏ 

أما الشعر اللصنوع : فهو ما عملت فيه الصناعة لا الطبيعة » تجاوزت 
تعأبيره وألفاظه الوسيلة الى الغاية » وطثلبت ألفاظه لذاتها » فكثر فيه التزويق 
والتوشية » والبهرجة والتعمل » واقتيدت الصور والمعاني اقتياداً » لتلبس هذا 
الوشى المنمق » واقتسرت الفكرة اقتسارا لتخضع لهذا التخطيط المتعمد المقصود 
ونقلت الطبيعة « محاكاة » لا انفعالا » فضمرت الفكرة » وأسقمت الصورة » 
وحمت الحيوية » وتململ المعنى ٠‏ 


158 سد 





بها غرضا ببانيا » أو بحرك فيها ثائرة نفسية ٠٠‏ أو تطلبها المقام لاكمال بنائية 
العمل الفني » كما هو الحال في طبيعة الكلم العربي » في مجال التضاد » أو 
المطابقة والارصاد ٠٠‏ ان جاءت بغير تعمد » أو يقليل من الجهد بحيث لا يظهر 
«تطاول» أو طغيان اللفظ على المعنى » ان جاءت هكذا كانت بنثابة تفكهة 
للمخيلة » ومدعاة لراحة النفس وكانت عملا أدبا صحيحا واكسبت العمل الادبى 
روانها وتشؤرف م وخطت لقب بدزكة واتشاها هذا ها تفده بطر كلهت 
في الجاهلية » وصدر الاسلام ٠‏ ش 

اما أن تصببح الالفاظ غابة ووسيلة في آن واحد » فذلك خروج .عن غابة 
اللفظة » ووسيلة الغاية » لان الالفاظ ف خدمة المعاني ٠‏ 

واليك أمثلة من التلاعب اللفظي الذي اشتغل به الشعراء زمنا طويلا : 


على رأس عبد تاج عزة يزرشه وفي رجل حرة قيد ذل هينه 


فقد طابق بين كل لفظة في الصدر بما يقابلها في العجر : 
الصدر العحز 
44> ق 
رأس 4©4هه رجل 
حر" 
قد 








عبد | »> 

قاج 4م 2 

عر 4ه ذل 

يزنه 4ه 00 بهينه 

ومثله في التصنع والتكلف » والتمحثل والتعمل قول الآخر » وهو يقرا 
مو أله الي شرم وعكنا من القرها للح "وده 


مودأته تدوم لكل” هول وهل كل مودكته تدوم ؟ 


جداة4 ات م١١‏ 








ومثله ما جاء للقاضي الفاضل » ورد العماد الاصبهاني عليه » وتقدم في. 
فهذا وأمثاله بدأ من مدرسة المولدين » بدءا بأبى ي نمام » وبل ذروته عند 
ابن المارض » وشهاب الدين الموسوي المعروف باين - معتوق » وكذلك علد 
المكزون » وتجاوز الحدود في عصر الاتنحطاط ٠‏ 
'تصيدا 200 » وتعمدوا أنواع البديع تعمدا ٠‏ وأصبحوا مع المتابعة والملاحقة عبيد 


الصنعة * تملككتهم » واستأثرت ا امي السمة المميزة لآثارهم 


«٠ الادبية‎ 


: الجئاس أبواع متعددة » قمته التام مثل‎ )١( 

سأسرع نحو « رأس » « العين » خطوي واقصدها على رأسي وعيني 

والمماثئل : وبكون لفظاه من نوع واحد »© أي كلاهما أسم » أو فعل : 

شافل القلب هوى عذب اللمي2 عن هوى ليلى وعن حب لمي 

في البيت الجناس الممائل ( من اسمين ) . والتام أيضا ( التساوي بين اللفظين في 
الحجروف والحركات ) هذا اذا اعتبرت لفظة « لمئئ' » في آخر البيت تصغير لمي 
( اسم امرأة ) وني هذه الحالة لاتنون لفظة « حب » الواردة قبلها » أما اذا نونت» 
ا ل الع دن اه ين هذه الحال يكون 


الجناس ممائثلا . 
الممستوفي : وبكون من أاسسم وفعل ولكن م الحروف المتشابهة كقول 
أبي تمام : 
مامات من كرم الزمان قانه «بحيا» لدى «بحيى» بن عبد الله 


الركب : كقول المكزون : 1 
١‏ فيا طربي به طبر' بي اليه وعن عين الفلاة اليك عني 
ب باحبذا حبي الاذى فيه اذ في فيه درياق لقلبي السليم 
المحرف : ويكون باختلاف بعض الحركات أو الحروف كقوله : 


50ةع١ا‏ لد 





والى القارىء الامثلة التطبيقية على صحة ما أوردناه من الحكم على شعر 
علا كا © 
؟ ‏ « ولا فيه » لقلبى شفتكنى 2 من « لمى ‏ فيه » دواء » ود'وتي 
خا > و 
س ‏ «دجاجات» دجىء جاءت الينا 2 ببيض البيض في _حضن. بحكتضن 
«لديك » ما «لدتيك»» له ومنه الاذان أزال عنى وقر أذنى 


#د خرد كر 


والى «أم” القرى» «أم“القرى» من «أقاصي» الارض فدار «قصي”» 
مدهب «الخوف» عن «الخيف»ومن «فل» جيش «الفيل» صرعى بال و'دي” 
«حل>» بالجزع» «فحلكى» دوحه 2 وسقى منه «الندى»6ذاك«النشدي”» 
«فمحياه”» حبا «الضوء»«الاضا»ه «وحياه» ألبس «الوشي»«الأ*شتي”» 
و« لطيب »© النشر منه » أصبحت « طيبة » تتطوى اليها الارض طىي 


علو ا ور 


2 
وأقصتني وقصتني ومنها بحب الحب في قفحصسي حبتني 


الناقص : ويكون النقصس بالجر كات والحروف كفيو له : 
١‏ - لديك ما لديك له » ومنه الاذان ازال عني وقر أذني 
#دارويطات تعر من متهت - قية ري[ الها الأرد يش 
وهناك حئاس القاب. والمكرر » والمردود والمذيل » والكردوج »> وقلب الكل ©» وكلب 
البعض © وكلها متوفرة في شعر المكزون . 


ند 1897 سد 





ه .و«أقصتنى»» و«قصكتنى» ومنها. 


فلو «للعر"“ف» منه شممت«عرقاً» 


علا 


5 ل مذ أقفرت ممن أحبة «الأربشع» 
فحشاشتي من بعد 'طبب وصالهم 
ِ ٍ 


شالوا«المتال»على«الجمال»وبالنوى 


علا 


وأمثلة على الطباق والحناس معا : 


مدني واعنا رسيي 
١‏ 1 


ئ 
بكري لبعد قلتي وعتدسينا 


٠7‏ المغيب قلبي في هواكم مشضهد 
1 5 
3 


ما عن شربعته لصادر مصدر 


1 ١ 
فيه توحدت القلوب على اله وى‎ 
١ 
ف ظلل ظاهره ثووا » فمعوار‎ 
١ ١ 


« بحتب «الحُن“©» في قفصى «حبتنى» 
لنلت من : «المنى» أقصى«التمنى» 


ب 

درست معالمها الرباح « الأربع” » 

«بمثدى» «مدى» هجرانهم تنقطع 
8 1 


عن ناظري بعد السفور تبرقعوا 
أ ١‏ 


يو 


نشري طائمرا لما طوتني 
١ ١‏ 


عار 


دعتني بعبد صرت مولى” لرفقني 
1 31 


0 ١ 
8 
اذ ما لبادر فِ سواه مورد‎ 
١ 1 00 
وتعددت أهواؤهم » فتعددوا‎ 
51 
ف قصد باطنه » وآخر منحد‎ 
0 1 


لامعا سد 


م ب طليق دموع لا يثفك له أسر فبي منه عن كر” به في الوغى الفرة 
أ 1 1 1 


وكالميت حى2 دام ف الذل راغيآ عن العز بالعيش الذي حلوه هو 
١0 5 ١ 3 1‏ ؟ 
خا عر عر 


وه اليك أنسي بناسي زاد ابحاشي ومنك قربي” عني أبعد الواثشي 
١ 5 ١‏ ؟ 


#د رد عاو 


٠١‏ سب ماسس فقيها قادم بقدومه الا وساء ذويبه وهو موددع 
١ ْ 0 ١ ١‏ 


خ * عا 
والتورية90© : 
فحدء فما في الجد” للمجد يافعم 2 وعنقصدييضالمجدء لاتثشكالسمر 
والتورية هنا بالسمر واابيض : السيوف والرماح » والصفتان للمرأة ٠‏ 
والتسميط كقوله : 
فنعماهم يؤسى » وراحتهم عناً وأمنهم” خوف” © وقربهم شتحختط” 
وهكذا نرى الاسراف ف الصنعة اللفظية » وائه بجمع ‏ أحيانا ‏ بين أكثر من 
نوع من أنواع الجناس > أو الطباق » أو غيرهما ٠‏ 
وستخدم ألوانآ أخرى كالتوشيع » والطي” والنشس » والاستخدام » 


: التورية : اطلاق لفظ له معنيان : قريب وبعيد » ويراد البعيد كقول الشباعر‎ )١( 
فسقى « الغضا » والسساكنيه ©» وان هم شبئوه بين جوانحي © وضلوعي‎ 
© فالغضا له معئيان : الاول أسم محل 04 والثاني الشجر الشديد حرارة النار‎ 
. فأعاد على الاول ضمير المحل « الساكنيه » وأعاد.على الثاني ضمير النار «شبنّوه)‎ 


:ع1 سا 





والارصاد » ومراعاة النظير وكل ما عرف من أسرار الصناعة التى وقمت في شعر 
القدامى عفوبآ » وتقصكدها بشار بن برد » ومسلم بن الوليد تفصقدا » ومكذ"هبها 
أبنو تمام » وقعتكدها ابن المعتد 650 وأوغل فيها من جاء بعدهم ٠‏ 


ومع هذا فأناشيد الوجد الروحي » وأنغام اللهف القلبي فوالولة النفسي 
ف شعر المكزون تصرف القارىء عن هذه المحسّنات البديعية » وترتفع به الى 
عالمة الروعى + وجوه الغاطقئ + وتبتلك عليه حو اكه » و تسكزه ه بخمرة الحب» 
وتسمو به فوق عالم المادة » وتميل به عن زخرفة الشكل الى سمو المعنى 
والمقصد ٠‏ 


ولولا هذه الميزة ‏ ميزة الاغراق في الحب ل وما تتعلق بذلك من حرارة 
العاطفة » وعمق الانفعال » لذهبت الصناعة اللفظية بالكثير من جمال شعره ٠‏ 


وبضاهيه في هذا شكلا ومضمونا معاصره ابن الفارض » والسهروردي » 
والحلاج وان اختلفت بعض مقاصدهم الصوفية ٠‏ 

ونختم هذا الباب بهذه البديعية البديعة : 
١‏ سا متى منا محب مكد عينا الى السلوان أتكر ما اد“عينا 
. * ب وعنكا تفسّه » من رام عنا البين مثرامه في الحخب ينا 
ماب واين من الغرام » وان عراه ال غرام” جو ؟ تشكى منه أنا 
4 ب تدرتعنا الغرام » وما ادكرعنا وروعنا الملام » وما ارعوئا 
ه ‏ وبدكتنا الهوى بالعز ذلا وغير البين عنه ما إينتا 
ومن درج الصعود الى المعالي الى درك الهوى فيه هوئشا 
ب وأمرء الآمرين به أطعشنا ونمي ذوي النهى عنه عصينا 
م ل وللاحباب ان غدروا » وأبدوا ‏ مذكتنا » بذمتنا وفشنا 


ا( 
ىر 


(؟) قعنّد المسألة حعل لها قاعدة . 


ب ٠ء16‏ ناد 


هب وألفينا الهوى صعبآ » ولما اآلفناه » علينا صار هيئنا 
٠١‏ ل وكم رام الوشاة” بنا انثناء” عن الظبي الأغن » وما الثنينا ؟ 
١‏ بروحي من له ولهي » وروحي320 به صرف اللبانة عن لبينا 
؟١٠‏ ل بذثايل قدته ورد جنية ممناعت: كلما منه اجتذتا 
م٠‏ ب لتفرقة الملاحة فيه جمع اذا طلب الجمال به آأتبنا 
14 - يستتينا المدامة ان صحونا. ويطونا اذا نحن اتتشينا 
6 ل قعته الصير أصعب ما فقدنا وفيه الموت أهون مالقنا 


المر ا ل 


الضمون 
في 
شعر المكزون 


: الرهد والتصوف‎ ١ 

بحثنا في الجزء الاول تعريف التصوف والزهد » ومنشأهما » وجذورهما 

ونضيف هنا : ان التصوف فِ الاسلام كان ف أوله نظاما روحما زهديا » 
استنه الرسول » ودرج عليه أصحابه ذووا النزعات الزاهدة » وفيه مافيه من صقل 
الروح » ومحاربة ملاذ الجسد » والاقلال من متتع الحياة » والانصراف “الى 

أما التصوف كنظام لاهوتي فلسفي » فعلى مافي التحياة الاسلاميةمن فلسفة 

زاهدة 6 ومافي القرآذث من منطلقات الفلسفةوالزهد» فقد اصطبغ بصبعات هندية» 

وفارسية » ويونانية » وهذا طبيعي لما حدث من امتزاج بين حياة المسلمين وحماة 
هؤلاء الاقوام الما+> درة والعقلية 6 وخاصة في 2 توافق « الفكرة وتشابهها كما ف 
الافلاطونية الحديثة ٠‏ 

قالافلاطونئة الحدثة أعطت فكرة « عودة © الرة وح الي أصلها « العقل 
الفعال » ٠‏ 

والاسلام أعطى : يا أنتها النفس المطمئنة « ارجعي © الى ربك ر 
مرضية » فادخلى ف عبادي وادخلى جدتى ٠‏ 

وأعطت الهندوسية فكرة « الاتحاد الروحى » والقناء ف « النرخانا » أو 
« البرهما » ٠‏ ش 

ومن هنا جاءت فكرة 2 وحدة الوجود « أو 22 الاتحاد 4« والفناء والبقاء 


1١ 55‏ ع 


ف التصؤف الاسلامى » كما هو الحال عند السهروردي والحلاج » والبسطامي» 
وابن الفارض » وابن عربي ٠‏ 

: وبلاحظ أن الافلاطونية الحديثة أعطت الروح « استقلالا ذاتيا » في 
الموجود الأكبر ٠‏ 

نما النلاوقية قالت « تلاشيها » في الموجود الاكبر ٠‏ 

والاسلام قال « برجوعها » الى « المكان » بدون امتزاج » أو فناء » وأعطاها 
« الحاقاً » في ع الموجود الاكبر لافي 0 ذاته ٠‏ 

أما الاثر الفارسيى اه ف أن 00 من الذين تصوفوا ف الأسلام َ( 
دلوا لصوقن ‏ اماومع حر وت من أصل مزدكي » أو مانوي » 
زرادشتي ٠‏ 

ولعل” محاربة الملاذ2 في التصوف انطلقت أصلا من المانوية » ومن قولها 
بالهين اثنين يمثلهما في الكون : النور والظلام ٠‏ 

ويمثلهما في المجتمع : الخير والقشر ٠‏ 
فمحاربة الملاذة تعنى محاربة الحسد » محارية الشر » محارية الظلام + وبالتالى 
تعني اتتصار النور 2 اتنصار الخير » اتتصار الروح ٠‏ 

1 + # هو | 

في كتاب 2 دوجا واسستها » عطاءئزوه دوجملا : أن جميع الروابط والعلاقات 
هى سلاسل من الأسمر والعبودية » والمسر”ات كلها أمراض فتاكة ٠‏ كل انسان 
تخدعه نفسه © ثم تسوقه الى شراك الاهواء والرغبات » فييتلي سصيبة 
« تكرار المولد » + وان علة جميع المصائب والالام هي « تريسنا 6 1504 
أي الوعنه فِ المآرب الدنيوية ٠‏ 


2 


والتأمل العميق هو الوسيلة الى الحق ٠‏ 
أليس هذا هو الزهد كل الزهد ؟ سواء في الاسلام » أو غيره من الاديانالكبرى؟! 

أما يسمى الصوفي كل السعي ويجاهد كل المجاهدة في محاربة الشهوات 
المادية « تريسنا » التي هي أساس الآلام 59 ء ش 

هل يرقى الى «الوحدة» أو «الاتحاد» أو «الكشف» والمشاهدة الا اذا 
تخلص من « الكثيف » الجسد ‏ ورغياته ؟ وقطم كل الروابط والعلائق مع 
المادة » وأحرز اتنصارا روحيا على عالمها » لينطلق الى عالم الروح » عالم السعادة» 
ويصل الى الحنة » الترفانا » النجاة » ملكوت السماء ؟؟ ٠‏ 

وف الاسلام ‏ زيادة على أسس التصوف الموجودة في الكتاب » وسيرة 
الرسول والزاهدين بت بأتي عامل ردود الافعال فقد كان لردود الافعال ‏ أفعال 
حماة الترف والانغماس في الشهوات » في العصور الاسلامية ب أثر كبير ٠‏ 

فمنذ العصر الاموي وثورة المحرومين والزاهدين وعلى رأسهم أبو ذر 
الغفاري » وحتى العصور العباسية التي غرقت بالمتارف والملاذ” » كان الزهد 
و انحر ف فجر ال فاق بردو الذقما ل 4 و يفلقاق اركانات تق اللضيعة 

ويصح القول في العصر العباسي ‏ الا أقلته ‏ أنه جمع المتناقضات » فهو: 

مسحد وحانة » قارىء وزامر ٠‏ 

مجتهد يرقب الفجر » ومصطبح ومغتبق في الحدائق ٠‏ 

ساهد في تهحثد » وساهر في طرب ٠‏ 

تخمة من غنى” » ومسكنة من املاق ٠‏ 

ايمان في يقين » وشك” ف دين ٠‏ 

#اخ و#* 
واذا كانت الحياة في عرف المتصوفين رحلة » أو مسيرة » أو حجا نتدرج 


تبت: 116167 صب 


فيها السالك من « المقامات » الى « الاحوال » لينتهي الى الله » فهم مختلفون في 
« الوصول © ٠‏ فبعضهم شول « بالكشف © كالمكزون ومشابعيه ٠‏ 

و بعضهم بالحلول - كالحلاكج وأمثاله 5 

وهناك من يقول بالوحدة كاين عربي 4 وأصحابه ٠‏ 
والتدليل على اهتمامه وتقيّده بمصطلحاته » وأغراضه كنظام عملى وفكري» 
له طرقه وأنظمته » وممارساته العملية ٠‏ 

ومن الملاحظ أن المكزون ف تصوفه وزهده لم همل الحسد 6 ومقومات 
الحياة » لكنه مضع الحسد والنفس تحت رقابة العقل » ويعطي السيطرة للروح» 
لا للرغبات الجسدية » ويرى أن الجسد يحب أن يقوم بوظائفه ضمن نطاق من 
التهذيب والاعتدال © لينعم تحت ظلال العقل والروح بحياة منسكقة ومتكسقة» 
وهذا الاطار للحسد هو ماسميح به القركن 2 وش ر"عه الاسلام 5 

القامات والاحوال : 

ولكل مقام حال أو 2 أحوال 6 ء* 

و« الوقت » هو مدة « الحال » في « المقام » ٠‏ 

والمقامات الها السالك بحده الخاص” ٠.‏ 

أما الاحوال فموهبة يمن الله بها على من ,شاء ٠‏ 

ولذلك قيل : المقامات مكاسب » والاحوال مواهب ٠‏ 





)0غ( راجع ف النجزء الآول © تصوف المكزون 5 ص ٠. ١51‏ 


اهمها ب 


الاولى تأتي ببذل الجهود » والثانية تأتتى من عين الجود ٠‏ 
قال السهروردي : الاحوال مواجيد » والمقامات طتر”ق المواجيد ٠‏ 
والمقام يعني : اقامة المريد حيث هو مشتغل بالرياضة ٠‏ ولا ثنقل من مقام 
الى آخر مالم يستوف أحكام ذلك المقام20 ٠‏ 
+ اخ وي 
عدد المقامات : 
اختلف المتصوفون في عدد المقامات » وجعلها الشيخ الطوسي سبعة 9) 
وهي : 
التوبة » والورع » والزهد والفقر » والصبر والتوكل » والرضا ٠‏ 
| التوبة : 
التوبة أصل كل مقام » ومفتاح كل حال وتعريفها : اتنباه القلب من رقدة 
الغفلة » ورؤية العبد ما هو عليه من سوء الحالة2©9 ٠‏ 
قول المكزون : 
قلت : فالتوبة تمحو ذلتي2 قال : للااوبة في الرثجعى تمي" 
كلك «#اخسة ا فخ بعت ٠‏ .شعة” الإضية “سه كل عبني 
* ا و 
با راقدافيٍ جهيله من غظلة الجهل اتتبه 


واللفينيق” عتلن مثا" قن الك اميه 


. الرسالة العشيرية‎ )١( 


[فة عوارف المعارف للسهر وردي ص 11 والقشيري ص كه . 


| كاه سم 





ظ ؟ - الورع : 


وهو أن لا يتكلم العبد الا بالحق » غضب » أو رضي » والورع دليل 


الزصد : 
هو أن تأتيك الدنيا صفوا عفوا ؛ فتتركها خوف الابناس بها 29 . 
أو ترك لذائذ العاجلة طمعا بلذائد الآجلة ٠‏ 


أو الزهد في الحلال الموجود2»2 ٠‏ أما الحرام والشيه » فتركهما واجب 5 


دقول المكزون : 
لاض قي برجا كود روعي بن اميه 
وقوله: 


توهم الجاهل المغرور عن سكفتهر أن الفضيلة في الاثراء لجل 
وظن أن لباس المرء منقصة ذذاغدا المرء عرياة من الحثلل 
وقوله: 


اصن وعد امداق رحس .اطخ ة شوم ينيم 





. 5568 اتحياء علوم الدين للغزالي ص‎ )١( 

30( أحياء علوم الدين للغزالي صن 178 5 

(9) المكزون لا يرى هذا الراي اسمع ما بقوله : 
ليس زهد الفتى بتحرم حل من نكاح ومطعهم وشراب 
وارتباط باليربط » او باعتزال 
بل يقصد قيما أحل »© وزهمد في حرام © ورفبة في ثواب 

فهو لا يرى الزهد في الحلال © وانما برى القصد والاعتدال . 


في جبال »© ولا برقع تياب 


الاهة! سما 


الفقر : 
ولا بعنى عند الصوفي قلتّة المال » بل قلكة الرغبة في المال ٠‏ 
وحدكده أحد المتصوفة يقوله : أن يخلو القلب مما خلت منه اليدان ٠‏ 
ويرى السهروردي : أن الزهد أفضل من الفقر » وهو فقر وزيادة » لان 
الفقير عادم للشيء اضطرارا » والزاهد تارك للشيء اختيارا ٠‏ 
بقول المكزون : 
رابا بغناقه عن فقرنا بالزهد فيك » الفقر قد أغنانا 


اج في 

و العَة له ؤذي المة 5 أذى الى 3 8 

ااا شد فكو الرمان ييه 
خا ع ور 


غناك « عن » الشىء عين العنى وأما « به » فهو ثقر اليه 
وليس من الزهد في 00 أخو رغية في ثتاء عليه 
الصبر : 
قيل : لكل شيء جوهر » وجوهر الانسان العقل » وجوهر العقل الصبرء 


قبل للشبلى : آية صبر أشدة على الصايرين ؟؟ فقال : الصبر في الله » 
قال السائل : لا ! 


فقال : الصير لله ء فقال السائل : لا ! 
قال السائل : لا ! 
فقغضب الشبلى » وقال : ووبحك ! أي شيء هو ؟ 


ب ها سا 


فقال: ناكل المبين تعن الله .+ 
فصرخ الشبلي » وسقط مغشيا عليه90© ٠‏ 
يقول المكزون : 
واي الرجد وكنعيي فلي ٠‏ انها تبرق عله راع معدن 


ب ف 
راض النفس بالصبر الجميل. على الاذى يتلك الرضا قاض عليك به قضى 
اع في 
قتدركةع في لقاء الخطب صبرا 2 فأصعبه على الصبكار هيئن 
اخ« فو» 


ولحبي” الصبر الجميل زهدت في ال ات » حين رغبت في النيران 
خا علو ور 
التوكل : 
هو استسلام السالك استسلاما كليا لمشيئة المالك ٠‏ 
والتوكثل : أن لا تفكر في غدك ٠‏ 
قال المسيح : تشبتهوا بطيور السماء » انها لا تزرع : ولا تحصد » ولا 
تخزن في الاهراء ٠‏ 
يول المكزون : 
عليك اتكالي » اله الورى وتفويض كل أموري اليك” 
وغير خنفية بأن الوجود وإأهل الوجود عطايا يديك> 
لذلك لم يبق فية اختياراً ‏ لنفسى حسن” اتكالى عليك- 
* #ر عور 
)١(‏ السهروردي في عوارف المعارف ج14 ص 7.6 . 


و6١]‏ سد 


شرف » وعززي » أنكم دون الورى شرفي » وعز”ي 
والتكم تبرق 4 انيحيكية. 'خلك اللسي عسو كل التق 
وعليكم حسر اتكالي ‏ صسر من أعداي حرزي 
الرضاء : 
هو سرور القلب يمر القضاء ٠‏ 
قالت رابعة العدوية : ان العيد يرضى بالمصيبة رضاءه بالنعمة ٠‏ 
وقال الغزالي : الرضا ثمرة من ثمار المحبكة » وهو أعلى مقامات المقريين27© 
ل المكزون : ش 


ولي رض ا عنه » بسا عشي له فيه رضا 
اع عي 
أرضى » وان سخط العذول على من حكم الحبيب بكل” ما ُرضيه 
ور ار 
الادوال : 


الاحوال عند صاحب اللشمع عشرة وهي : 
المراقبة والقرب » والمحبة والخوف » والرجاء والشوق » والانس » 
والطمانيئة » والمشاهدة واليقين ٠‏ 
وجمع المكزون ثما نية منها في قوله : 
أراقه » خوفآ » وأرجو » مم الحيا وأشتاق » قربا منه وهو بقيني 
وأشهده في غيبتي بحضوره 0 بغير حجاب في عيون عيوني 
ولكنه زاد « الحياء » عما أورده الطوسي في لمعه ٠‏ 


.2 5 احياك علوم الدين ص 156 ج‎ )١( 
حت 55 انيه‎ 





اكراقمة : 
هي تر كيز الفكر والتيققظ حيث لا تحد وساوس الشيطان الى القلب سبيلاء 
فبالوياضة » والمراقية تتستأصل الرذائل » وتتأصل الفضائل ٠‏ 

يقول المكزون » وقد جمع عددا من الاحوال أيضا: 
أراقبه » وهو الرقيب بخاطلري وفي له مني عيون وأعوان 
وبين الرجا والخوف» والامن؛والحيا 2 يقلبي جنان » من هواه ونيران 

+ خا وو 

أراقبه في حالة الخوف»ء والرجا2 وأصبح بين الحالتتيئن كما أمسي 
اذا قبضتني دونه وحشة” الحيا دعاتي اليه الشوق*فٍ بسطة الانسر 


وأضبح قلبي مستقتر تتقتر” يقيسن-ه-) بشهده القدسي” في كوني الحستي 
القرب : ش 
قال الجنيد : يقرب الله من قلوب عباده » على حسب ما يرى من قرب قلوب 
عباده اليه ٠‏ 
يقول المكزون : 
أخلصت للوجد حتى أصبحت للوجد وجّدا 
فزاد ني القرب منه عن أعين الناسن يبعهمذدا 
+ اخ« و 


وعن طرب » أصفكتق اذ تغنتي بأنى منك حين دنوت مني 
وما عني يعدت" وحق” فرسمسى اليك » وما الذي سعد*ك 00 
ومن حيل الوريد غدوت” أدنى الى قلبى ٠‏ واكك غير أتلي 
2 2 5 .. 

. 6» في كل النسمم « يبعدك » وهي مجزومة اعتباطا » والاصح « يشصيك‎ )١( 


ا 5 مد ١اآا‏ 


الحمة : 


وسمعى » وبصري » وأهلى ومالي » ومن الماء البارد ٠‏ 


وقال أبو الحسين الوركاق : 


المحبة فار في القلب تحرق كل” دنس ء 


وقالت رابعة العدوية : الهى ان كنت” أحببتثك خوفآ من نارك فأحرقني 


بها » وان كنت” 3 ل م ف حدكتك فأبعد ني عنها » 


وان كنت” أعبثدك 


لذاتك فلا تصرف عنى جمالك السرمدي .٠‏ 


ول المكزون : 


تجرد" وجدي فيك عن كل صورة 


علا علا 


حتمول لأعباء الهوى » غير طائعر 
+ الل 

يا من هم دلهوا على 

ميم كا تله بها 


خا 6و 


أطعت أمر الهموئ فيكم بمعصيتي 
المال والجاه عندي في محبتك 
وهل بعيكر حبي عنكم” سكفّه* الله" 

عر 


بان رود اللا يدك احكي 


وعدت" بها الوثهكاد في جنةالخلد 
د 
لواش » ولا عاص لأمر الحيبة 
ا 
معتسى العرام قلبي 
عرف > : 


٠.‏ لها 


بالحب2 


# منغي رماغ رثةعنكم ‏ نهى الناهي 
من ذا يزهّدنى بالمال والجاه ؟ 


حي » وحبتي لكم ‏ والله ‏ فيالله؟ 


2 


الى نشس أرواح المحسين نافخ 


115 سه 


وافي بتنزبل المجة عاالم هفي سنت تأويل المحبكة راسخ 
اج و« 
ولست ممن غدافي الحب متكهما 2 وقد تعلكقت* من لمياء بالسكبب 
خا كا علا ش 
عاب لما غاب عن مشهد .قبسي فرط حثبي أكمه* عن قيرطر حييشي 
خا وو 
”حبك حبآ جاوز الحب5 بعضشبه وفي طول عمري ليس يمكن عترضله 
ونافلة لي منك أمسى تهجثدي )2 بذكرك » يامن ستكة” الحب” فرضكه 
ش + جد و 
ما زال يخفيني الفسرام بحبتكم 0 حتى خفيت”* به عن الأوهام 
* ا وي 
الخوف : 
ليس الخوف الصوفي تفوراً وفرارا » بل هو لجوء* الى الله من الله ذاته» 
يقول المكزون : 
أراقبه في حالة الخوفء والرجا2 وأصبح بين الحالتيئن كما أمسي 
الرجاء : 
هو المحبة الوائقة النى تستنيم الى الرحمة العظمى ٠‏ 
يقول المكزون : 
لدف ارا سك ارط سي لعي وصطاتل ادس 
« *# و 
وبين الرجاو الخوفءوالامنءوالحيا لقلبي جنان في هواه » وتيران 


15ت 


الشوق : ْ 
هو امتداد النفس الى المحبوب ٠‏ 

قال أبو عثمان : الشكوق ثمرة” المحبة » فمن أحب> شيئآ اشتاق الى لقامه. 
يقول المكزون : 


الانس ٠‏ 
هو محادثة الارواح مع المحبوب في مجالس القرب ٠‏ 


ولقد جعلتثك في الفؤاد محد”فى)20 وأبحت” تفسي من أراد جلوسي 


اا 
ويقول المكزون : 
بخ كا عير 


اليك أنسي بناسي زاد ابحاشي ومنك قربي” عنتّي أبحد” الواشي 


علو ا ور 
وف ذكراك لي أنس بذكري وأنسي وحشةة” العكذكال منى 
كا ير 


شهدت” مغيب الشمس في مشهدالشمسن فزدت بأنسى وحشة” فيه من أنسى 


156 سم 


الطمانيئة : 
هئ اسلام القياد للمحبوب » والاطمئئان اليه لك 5 
يقول المكزون : 


الك شي لسن نه لفن ها مزق نول ارجو النها 
ولأنينا امشو لالع ست عي قن الل انعط نامرف شق 
#د ا ور 
متى ادتعيت” وصولاالثرام؛ ولي فيه اختيار" فاني عنه متقطع 
+ ا جا 
بخن الا طن عسو اخبارلال “لقع لدت عب وسار مفازا 
المشاهدة » أو الكشف : 
وهي الوصل بين رؤية العيان » ورؤية القلب ٠‏ 
يول المكزون : 
يا مهدي من حسنه | ماغبت” فيه علي 
| اج و 
ها ريكة الستر » هل للكشف من أمدر 2١‏ ثقضى ؟ فيتجلى قذى عبني برؤياك ْ 
عد عر ٍ. 
وى الكاشفةع والاشراي" ق الفين والعان 6 وهو غالة طريى البق * 
يقول المكزون : 


تبصّر* بنور الحق تلق حقيقة ”2 بعين بقين لا مُدافعها الظنة 





٠. 1١١8 جيور عبد النور : التصوف عند العرب. ص‎ )١( 


:1ه 


بعلم اليقين » وحق” اليقين ‏ شهدت » وحقكقت” حق” اليقين 
وحسن” يقيني بأهل اليقين فمن. نزفات ظنوني يقيني 
علا ا و : 
وهذه المقامات والاحوال بتألف منها طريق الحق” » وبتخاكل هذه الد“رجات 
الذكر”* والمجاهدة* » وهناك « الوقت ©» : / 
وهو الحال الذي يكون عليه السالك في المقام ٠‏ 
بقول المكزون : 
سطوت لان « الوقت » سيفي على العدى ومن وقته سيف »؛ بحقة له سطو 
والبسط والقبض : 
اذا قبض الله عبده عصمه من المماحات 4 حتى الاكل والشرب والكلام 6 
واذا بسطه ردثه الى هذه الاشياء ٠.‏ 
شول المكزون : 
وكنت” بها » والقلب”* في قبضٍ سطها أرى سائر الأكوان في قبض بسطتي 
١‏ .> كا كوا 
ولقد باسطني في خلوةر أصبح البسط* ما في قبضتي 
د ا 1 
السكر والصحو والاثبات والمحو : ٠‏ : 
السكر : غيبة القلب في معانة الحق” عن مشاهدة الخلق » والصحو* 
الرجوع الى ما غاب عن عيانه» والاثبات للقدر 4 والمحو للصور ٠‏ أو الاثبات : 
قيام الروح في الله والمحو : تلاشي الجسد حال التجلتي ٠‏ 
بقول المكزون : 
فبان بسكرتى صحوي » لصحبتي باثيات الذي فيه محتنى 
عا ع كر 


]أ سا 


. ؤرحت من راح هواها » ولا أفرق بين السشكر والصحو 
أمحو الذي آأثبت 2 من تفشدحننها وأشهد” الائبات” بالحو 
الفيية والحضور ٠‏ 
الغيبة : فناء السالك عن ذاته » والحضور : قيامه بروحه مع الخالق + 
يقول المكزون : 
فأشهدنا ‏ في الغيب عنه ب حضوراه وغيكينا ب في حال مشهده ‏ عنا 
المحو » وجمع الجمع : 
المحو أيضا : صعقة السكر النى تعقب الصحو الاول » ويعقبها محو 
الجمع » وهو الرثقبه العليا » وفيها 1 الاتحاد عند أبن الفارض وآين عر بى» 
أما عند المكزون فيتم « الكشف » أو المشاهدة ٠‏ 
الفرق والجمع : 
الفرق قيام 2 الاثنينية 6 6 والجمع تلاشي ذات السالك قِ ذات الخالق» 
حتى لا تبقى الا ذات” “” واحدة » والتفرقة : تعلق السالك بالبشرية230 ٠‏ 
ول المكزون : 
ما “شلهد الطرف” حجاب” الذي رأى فؤّادي منك بالسمع 
فما طفى اذ ما عذا حكده ولا بغى بالفرق والجمسع 
1 * # ور 
. الكشدف والستر : 
البواده والبوارق ٠.‏ 





(1) جامع البدائع ص لالم طبع مصر 1519 ٠‏ 


ب الا11 سم 


يول المكزون : 
أأكشف حالا » ستره في النهى شرط وأستر ماف كشفه اتكسم الخط* 
وأعرب اعجام الكتاب لأكمه2 عادافهمّه عن خطلهالشكل'والنقط 
امشل : 
وهو الانسان عند المتصوفة » أو الصورة البشرية ٠‏ 
شول المكزون : 
والمبرن : ! 
وهو تصوقاً : العالم المشهود من عالم المعاني 6 وعالم المادة ٠‏ ولغة2 : الحاجز 
بين الشيئين ٠‏ 
يقول المكزون : 
ولي برزح من دون بحرتي”* صبابتي ودونهما للعاشقين برازخ 
الكمال : 
وهو التنزيه عن الصفات ٠‏ 
يول المكزون : 
وشاهدت أوصاف الكمال لحستها ولم بشنى عما شهدت تقاب 
الرداء : 0 
وهو الظهور بصفات الحق ء 
ثنى عطفى على أعطافه2 بقباه بقثبا ردة الشردي20 
ب 5 : 





() تصغير الرداء . 


م1اأا - 


العموم والخصوص : | 
العموم ما بقع من الاشتراك في الصفات » والخضوص : أحتدربة كل ” شيءه 
سول المكزون : 

لوجدي” جنس » نوعه » فصل عدتي 2 ومنه خصوصيء ليس فيه عموم 

وفي البيت « الكليات الخمس »© عند المناطقة ٠‏ 

فلذا اتمفصلت عن العموم بيبش هدي الكلىيء في بعض من الابعاض 
الاإتصاد : 
تعبير الذاتين واحدة » ولا يكون الا بالعدد ٠.‏ 
يقول المكزون : 

وكيف يصح الاتحاد ؟ وشاهد ال عيان على الاضداد بعض الادلة 
ويقول الصوقيون الاتحاديون : ان كل واحد من الموجودات بعشق الخير 


الطلق عشقا غريزيا » والخير امطلق بتجاشى لعاشقبه » وغاية القربى منه هو قبول 
تحاش على أكمل مافي الامكان » وهو « الاتحاد »© ٠‏ 


الحجاب : 
وهو كل ماستر مطلويك عن عينك ٠‏ 


الى أكبر من أن بحويه علي ححاب 
خ# وي 
وفاتسجمتي عو ملالر + وانمينا ٠.‏ الى" لأعل العقدق كه جتوات 
التخلي : 


اختيار الخلوة » والإعراض عن كل” ما يشغل القلب ٠‏ 


ب كة| ب 


ان في خلوتي بجلوة محبوبي مغيبا عن أعين الراء 
الفناء والبقفاء : 
الفناء تلاشى ذات السالك» واليقاء قيامه مع الحق» فيكون الفناء عين البقاءه 


© عر 
والخلاضة : لقد صعد المكزون كل الدرحات التى تخطاها السالك » وحل 
في كل المقامات » ومارس كل الاحوال » وعبر البحر ‏ بحر الحب الذي لم 
بصل الى حافته ‏ الكشف واليقين ‏ الا الاقلون ٠‏ كما رأيت فيما تقدم ٠‏ 
وتصوةفه تصوةف عملي » باطني » ذوقي » وليس مج ركد نظربة آمن بها 
واعتنقها » بل هو حال 3 نفسية » ويعتبر تصوةنه متمما لعقيدته » ومنظما لسلوكه 
وليس مذهيا نظريا يزين به شعره » ويستعين به على اقرار فلسفة معنية ٠‏ 


انه متميكز عن المتصوفة « المتواجدين » الذين عناهم بقوله : 
تواجدوا في هوى ليلى ؛ وما وجدوا وجدي » ولا كفي في حبها كلفوا 


المتصوتفة يرون أن العقل آلة المعرفة » ولكنه عاجز عن ادراك الحقائق الخفية» 
أي الاشراق ٠‏ والحكماء ‏ والمكزون منهم ومعهم ب يقيمون منهجهم على العقل 
ومعطيات الحواس معا ٠‏ بيئما يقوم منهج المتصوفة على الذوق والانجذاب » 
والاتصال الروحي 000 

وليس في منهجهم الذوقي ما يقوم على أساس عقلي » وان حاولوا ‏ أحيانا # 
آن يتكئوا على معطيات عقلية + 

تصوثف المكزون يعتمد العقل » ثم ترفده العاطفة » فينفتح له القلب » 
فينتهى الى اتنصار العقل » واشراق الذهن » وتزكية الحواس والنفس » وتصفية 
القلب » نلتكون الحواس مستعدة لتلقي « الفيض © وبوارق الاشراق منالعقل 
الفعال + 


2 02 


انه عن طريق استقراء الحواس للنوجودات » والتأملٍ العقلي في المصنوعات 
والاستغراق كُ الوحد © يرتفع عن المادة 4 ونتحركد من علائقها ولواحقها فيقوم 
روحا محردا » أمام الروح الكلتي ينعم بالاشراق الاسنى س الكشف والمشاهدة ب 


خا ع ور 


المتصوفون السالكون ثلاثة أقسام : 
؟ ب العبكاد : وهم القائمون بالتكاليف ٠‏ 
مب العارفون : وهم الذين اتصرفوا بأفكارهم الى الحق » حتى أشرق في 
فهو زاهد 3 ترك الامارة وعاقف الجاه » وتخلتى عن السلطان ٠‏ 
وهو عايد : ورسالته وأدعيته » وما أورده من شروط العبادات 4 وطرق 
تأديتها واقامتها بدلة دلالة واضحة على مسلكه التعبشدي ٠‏ 
أما عرنانه : فان ديوانه الذي نحن بصدده بوضح مدأه وعمقه + 
وسؤال آخير : 
هل كان تصوثف المكزون ذوقيا باطنيا ذاتيا ؟؟ 
آم اجتمع له هذا وذاك ؟؟ 
ومن المقركر تاريخيا أن هناك فئتين : 
الاؤ م 


؟ ‏ المتصوفة ٠‏ 
الفقهاء يفون عند « النص” العرف 6 
والمتصو”فة ستسلمون لنزعات القاب » ولذات الذوق ٠‏ 
فالنص عند الفقهاء هو الاساس » وهو الحكم » وعنده يجب الوقوف » ولا يجوز 
تجاوزه » ووضعوا القاعدة القائلة :: لا احنتهاد مع وحود النص ٠‏ 

آما المتصوفة فيرون ‏ في المجاهدة ما يردي بهم الى « الكشف © واشراقات 
السكنا » وبوارق الانوار » فما دخل العقل في كل ذلك ؟؟ 

انها ف رأبهم ‏ معطيات ذوقية » وتجليات روحية » لا سلطان للعقل عليهاء 
وقيامها يكون بظاهر أعمال الجوارح 5 

أما المتصوفة فلا يفون عند الظواهر » وربما قالوا ببطلانها ٠‏ 

أما المكزون فان تصوفه يقوم على المجاهدة » والتكاليف وهي قيام أركان 
الاسلام الخمسة » ولكته لا قف عند أعمال الجوارح بل تتحاوز ذلك الى أعمال 
الحواس الباطنة ٠‏ 

فالطهارة مثلا لا تكون بنظافة البدن فقط » وانما' تكون يبنظافة القلب 
والسريرة من الخبائث » فالطهارة هي أولا : تطهير الجوارح من الاحداث » ثم 
تطهير القلب من الاحقاد » وتطهير السريرة مما سوى الله » ولا تنم الطهارة الا 
بكل هذا ٠‏ 

والصلاة ‏ عند المكزون # لا تنمة بتحريك اللسان بالعلام » والجسم 
بالركوع والسجود فحسب » بل بفهم المعاني والمقاصد من الصلاة كصفاء القلب » 
ورسوخ الايمان ٠‏ ش 

فالحواسة الظاهرة تقابلها حواسة باطنة » والجسد تقابله الروح » فاذا قام 
الجسد بأعمال صحية ورياضية وسلوكية فيجب أن تقوم النفس بدورها بما عليهاء 


]17 سم 





والا "عدت الانسان ب بحسذده وروحة لس مشلولا » وعلى هذا فالعلم والعمل 


المطل بالوعد أذى سطل حق الصدقه 
وعقق + :اتسرائففة .ون مين الققة 


وعلى هذا فالمكزون صوفية وفقيه في آن واحد » بينما يختلف مع الصوفية 
الذين لا يقيمون الشرع ظاهرا ٠‏ ولا يلتقي :مع الفقهاء الذين يبحمدون عند نص 
الحرف ظاهرا » ولا تتحاوزونه الى الباطن ٠‏ 

وهذا ‏ كما قلنا في الجزء الاول ‏ ظاهرة جديدة في التصوثف » وفي 
الفقه ٠‏ 

لقد _أعطى المكزون العقل دوره الفعكال ف القضاءما والاحكام 4 وأفاض 
على تلك الاحكام العقلانية تلك الروحانية التي تشعة من الروح والقلب 2 
فلاءم ‏ بهذا بين العقل والنقل » والا فكيف نفهم مضمون النقل ومراده اذا 
لم نسلك اليه طريق العقل ؟؟ 


- 


تخ تع كا 

وظاهرة .أخرى : . 

ند المكزون يعتمد نصوص التوراة والاتجيل أحيانا » وآراء فلاسفة ‏ 

اليونان حينا آخر ٠‏ ولكنه ‏ ف كل ما يستقيه من غير الاسلام ‏ لم يكن الا 

وسيلة لفهم الاسلام فهما عميقا صحيحا » ودعمه بالبراهين الدااكة على صحته » 

وصلاحه للحياة العملية والعقلية والسلوكية والروحية » وموقفه هذا يشبه ‏ الى 
حدة بعيد ‏ موقف حجة الاسلام أبي حامد الغزالي ٠220‏ 





)1ع( راجيع أحباء علوم الدين للغرالي 8 


ب 19 ل 


الفلسفة في شعر المكزون 


في أواخر القرن الثالث الهجري ظهر فريقان متميتزان في الفكر الاسلامي * 


35 الغفريق الاول : : 
الفكر المعروقة يومئذر الفيلسوف الكندي ٠‏ وتح كت هده المدرسة بالالهيات» 
وما وراء الطبيعة + وكان ظهورها الاول فى مرو 22107 وظلت حتى أيام الكندي تابعة 
للمدرسة الفيثاغورية ثم انحرفت عن فيثاغورس » وأقبلت على أرسطو بعد أن 
الست تعاليمه ميادىء الافلاطونئية الحديثة دموتصعدام ج21 « نيوبلاتو نيزم » ٠‏ 
وهذه المدرسة تبحث الاشاء « فى مبادنها © ٠»‏ وتتح ركىقى ا معنى والفكرة 





والروح 8 وتصف الله بأنه 2 واجب. الوجود ©" » ولا تصفة بالحكمة فِ الخلق 
ولا بالعلة الاولى » وتقدر الاشياء بوجودها » وكان الفارابى من أكبر أعلام هذه 


المدريةء 


والفريق الثاني : 

قلاسفة الطبيعة 4 وكان ظهورها بحران واليصرة 6 وقصصبرت هذه المدرسة 
بحثها على ظواهر الطبيعة المادية المحسوسة » وترقكت الى البحث الذى تحدنته 
الاشياء في عالم الحس”ء ثم تجاوزت ذلك الى البحثفي النفس والرو-و القوةالالهية» 
فعر“فتها بالقوة الاولى أو « الحالة الحكيم « الظاهرة حكمته في مخلوقاته » وكان 
(؟) تاريخ الفلسفة العربية ص 85؟ ٠‏ 


5 0 


والمكر الفلسفي بصورة عامة » نشأ # أول ما نشا في البيئة الاسلامية ‏ 
ف أحضان الدين » أو في صلب التفكير الديني » وانتشر في مدارس المعتزلة قبل أن 
تناوله الفلاسفة المعروفون ف الاسلام 6 وعرف النقاش' حول الله:» وصفاته ) 
وبساطته » وعلاقته بالكون » فكانت النزعتان : العقلية والمادية ٠‏ أو العقلية » 
والحرفيكة ٠‏ 

ترأس النزعة العقلية المعتزلة ٠‏ 

وترأس النزعة الثانية الحنالة ٠‏ 

ووقفت سنهما المدرسة الاشعرية ٠‏ 

فالفكر الاسلامي انطلق أولا مع الفيرق » وخاصة المعتزلة والحنابلة والاشاعرة 

والشيعة + وقد حاول تفسير الوجود » ومعالجة قضايا الكون في الحدوث والقدم» 
وقضية الجزء الذي لا يتجزأ » أو الجوهر الفردء والهيولىالكلية» وحريةالارادة» 
ومشكلة المعرفة »© تارة بطريق التجريف » وطورا بطريق الحواس ؛ واحيانا بطريق 
الاتهام ٠‏ م 


أحيانا بالفلسفة والعقل » وأحياتا بالنص” والنقل ٠‏ 

آنآ يلجأ الى ظاهر التنزيل ٠‏ 

وآونة يغرق ف باطنية التأويل ٠‏ 

يحاول أن يوفق بين الفلسفة والنقل تارة ٠‏ 

وشكر أحداهما تارة آخرى ٠‏ 

وقد يستخدم احداهما لتأييد الاخرى ٠‏ أو لاثكارها ٠‏ 

عن طريق النظام الفيثاغوري بحاول أن يوجد نظاما اجتماعيا قائما على 
الفكرة العددية ٠‏ كما جر”ب أن يوحكّد العالم تبعا للوحدة الفلسفية ٠‏ . 

وظهر أثر المذهب الذرتي في الكلام الاسلامي وفي مذهب الاشعري ٠‏ 

وتجلى> أثر المذهب المادي الرواقي في تفكير المعتزلة » 


| هط - 


ويرز المذهب الفيثئاغوري ف فلسفة اخوان الصفاء ٠‏ 

وهذه التيارات الفكرية الفلسفية اتنقلت الى الفكر العربي الاسلامي عن 
خمسة مصادر : 5 ١‏ 

١‏ النساطرة : بالنقل والترجمة0©) 

؟ ‏ البعاقبة : التصوف والافلاطونية الحديثة9" 

م # مدرسة جنديسابور الزرادشتية الفارسية ٠‏ 

غ» # مدرسة حران الوثنية : وفيها امتزجت البابلية © والصابئية » 
والوثنية السامية بالافلاطونية الحديثة » والفيثاغورية ٠‏ 

ه ل اليهودية ٠‏ 
يضاف الى ذلك مدرسة نصيبين السريانية +٠‏ م وان كانت لغتها اليونانية ٠‏ 
ومدرسة الر"ها وقد أنشأها الفرس #” م وفيها كتبت لاول مرة أسفار العهد 
٠‏ القديم بالسريانية » 

أما المنبع الرافد فآثينا والاسكندرية » وقد تلاقى تياراهما مع الفكر 
الهندي » والفارسي + وتفاعلت هذه التيارات جميعها في يبئة الشعوب السامية» 





)١(‏ النساطرة : نسسية الى نسطوربوس ومنءمعه21 المتوفي .10 للميلاد » ومذهيه 
' قول بطبيعتين اثنتين للسيد المسيح » أو اقنومين هما : أقنوم الناسوت © وأكنوم 
اللاهوت , 

(0) اليعاقبة : نسية الى يعقوب البرادعي المولود عام ..ه للميلاد . ومذهبه يعقوم 
على القول بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح . 0 

() البابلية نسبة الى بابل : مدينة قديمة © أنقاضها واقعة على الفرات » قرب 
الحلة على مسافنة .11 كم جنوبي شرقي بغداد . آسسن فيها سومرالوم الامثوري 
ووحلد سومئر واككاد .. خضعت بابل لسورية بضعة قرون » وأصبحت بعد 
سقوط ( نيتوى ) "١15‏ ق.م عاصمة نبوخف نصّر ©» وجعلها الاسكندر عاصمة 
الشرق » ثم اتحطت في زمن خلفائه السلوقيين اي في القرن الثالث ق.م ٠‏ 


ا كلاظ! - 


ومع عقائدها » فنشاً عن هذا التفاعل ما عرف بالفكر الهليني2©92 ٠‏ 

فالتعليم اتتقل من مدرسة الاسكندرية المتأثرة بالافلاطونية الحديثة الى 
انطاكية » ومنها الى حران » ومن حران الى بغداد وريثة أثينا؛ والاسكندرية ٠‏ 

وكانت مدرسة الاسكندرية تحاول التوفيق بين الاندارابة الحدشة ” 
الماك اويا « 
دراسة:الفارابي > واد 0 شد » يتشح مدي تأثير هذا الدع 

ْ ١ # ع#اع‎ 

اشتعل العرب ثلاثة قرو بالعلوم الفلسقية والاديية و:الدنية » والعلمية التى 
أعطتها حضارات الامم القديمة » مستفيدين من ست. لغات حملت الهم هذه 
المعارف » وهى : العبرية » والسريانية » والفارسية » والهندية » وأخصها اللغة 
البونانية9؟؟ ٠‏ 

بدأت هذه الحركة في القرن السابع الميلادي » وتنامت في الثامن » ونضجت 
في التاسع ٠‏ 


ا د ور 


الحقيقة التى تسعى اليها الفلسفة متعلقة « بأكية »0© الاشياء » لان كل ماله 





)١(‏ الفكر الهليني » أو الحضارة الهلينية هي التي نثشات عن تفاعل الفكر اليوناني 
الاصيل مع الافكار والديانات الشرقية التي تسربت اليه بعد احتياح الاسكندر ٠‏ 
الكدوني للشرق عامة »© ولمصر والهند وفارس بصورة خاصة ٠.‏ 
(؟) من اللغة اليونانية استعمل العرب الفاظ : الاسطورة »© الاسطقسس » الاسقنج» 
الاسطرلاب »© المحسطي » الانبيق © البلغم © الترياق © الجنسى ؛ الطغمة . 

ومن الفارسية : الكون » الابريق »© الطشست ». الخوان » الطبق © القصعة ) 
السكرجة » الفيروز »© البلور » الكعك » القلفل »© القرفة © الرنحبيل . : 
(؟). أخف مترجمو الفلسفة اليونائية لفظة « انية » من نمصا1 اليونانية »© وتعني . 
ألكون ©» واعتمدوا في ذلك على « أن » العربية التي تفيد التأكيد ) وتقوية الوجود, 
على سبيل اضمارها الضمير « أله » . 


كك م ؟١‏ 


د أنية » فله حقيقة » فالحق اضطرارا موجود » اذن « الأقتيات » موجودة ٠‏ 
والحقيقة والكائن في نظ أرسلئ # شيع واحد د 

ونال مسرل الى الاين ت أي الفلاسفة + تلك التي خلتها. 
أفلاطون » وأرسطو » وفيثاغورس ٠‏ وهذا هو رأي الكندي «٠‏ 

وأعلى أنواع الفلسفة مرتبةء هو علم « الحق, الاول > الذى رطق عله لز 
حق + لان علم العلة أشرف من علم المعلول 237 ٠‏ 

الله هو.« الأثثية » البق ».التي لم تكن < ليس » ء ولا تكون «أليسة  »‏ 

أبدا » لم يزل » ولا يزال « أيسآ » أبدا9؟ ٠‏ 


14 


5 رسيائل الكندي الالسكية :دو بارا‎ )١( 
٠ الانية : هي الوؤجود » م هو اللاموجود »؛ والاسن : هو الع ( دسائل‎ )( 
١ ٠ . ) الكندي‎ 


ين 3- 


0 المكزون والفل فية 5 


يمكن القؤل ' : انْ المكزون ف 1 زائه الفلسفية 0 أن الحققة الكونيئة . 
واحدة ٠‏ ولذلك فالحقيقة الفلسفية واحدة » وهذا ما حدا يه أن يرى « وحدة » 
الاديان والمذاهب » فهى منكفقة حقيقة وأصلا » وان اختلفت مظهرا وشكلا ٠‏ وهذا 
هو مذهب « الكوفيق » أو.مذهب « التخيثر » ذو النوعة الشاملة الوحدوية ٠‏ 

ووحدة الاديان الفلسفية في رأي' المكرّون لا تقود الى وحدة الوجود البو 
عند خلا وأضرابه 3 7 

: آن واحدة الاديان هي وحدة الوسيلة » لا ؤحدة الغاية م أنه « :وحدة » 
الطريق الى « الغاية » ومذهب ( الكؤفيق » هذا مغروف عتد فلاسفة: العترب 
والاسلام *٠‏ م فالافيعرية كان الها عظوة ومكانة لمحاو لنها 2 التوفيق « .بين أصحاب 


العقل » وأرباب النقل » أو بين المعتزلة والحنايلة * 

والشافعية لقبت قبولا ونجاحا لتوسشطها بين الحنفية والمالكية ٠‏ 
« وحدة ة الحقيقة » وان تمدتدث مظاعرها ٠‏ وعلى هذا كان أكثر فلاسقة اله 
وخاصة اخوان الصفاء » -.. تت 2 كن 

وهذا مانحده عند المكزون 6 وقد بحثنا هذه الظاهرة عنده ف الحزء الأول 
ما سوس 0 ش 


ايها 3 


فاختار من الفلسفة ما نتلاءم مع نزعته العقائدية » ونحلته المذهية » قاذا وافق 
أرسطاطاليس ف علم الطبيعة » فقد خالفه بالقول في « قدم » العالم ٠‏ 

ورفض رأي أرسطو في النفس » وفضكل عليه رأي أخلاطون » لا في مذهب 
افلاطون من صفة روحائية 0 وصبغة دشية تنفق والدين الأددي الذي ينافي 
نزعة أرسطو المادية ء 1 

أما في الله والصفات فهو معتزلي. » ذو نزعة امامية ٠‏ 

شاك من قد عند إلى الملخدية ار "ومنت القن لازو أله كي 
عاقل للكون يتجلى جمال تدييره وحكمته في هذا التناسق البديع » والنظام الدقيق 
المحكم العجيب ٠‏ ش 

جنيد حل امس زوق نم لافار ورا قي 
الى هذا عقيدة اسلامية ونزعة شيعية امامية صوقية ٠‏ 

. واذن.: فله في اله لفلسفة نظرتان : نظرة غيرية » ونظرة ذاتية ٠‏ ' 
بعتمد ف الاولى أدلة الفلاسقة » وبراهين الفلسفة » وأحكامها المنطقية 
العقلية + . ش 

وف الثانية يجاول.أن يطبعق كل ذلك على عقيدته مخضعا الفلسفة لاغراضه 
الدينية » أو مستعينا ‏ على الاقل ‏ بال لفلسبفة لدعم هذه العقيدة » ولتر سيخها قي 

كما نراه ‏ أحيانا ‏ يكتفى بايراد آراء الفلاسفة بدون أن سدي فيها 
رأنا خاصا » ولكن هذا قليل جدا في شعره ٠‏ 

خا جا ها 
المؤخودات ب قِ رأي المكزونٌ الفلشفي # كسان + 
الاول : مااذا اعتئير ذاته « وجب ©» وجوده. ويسمى:واجب الوتخؤد . 


أ[ عكم1ا 0 


والثاني : مااذا اعتثبر ذاته «لميجب» وجوده » وسسمى ممكن الوجود ٠‏ 
وهذا هو ما عند الفارابي وابن ن سينا » وابن رشد والغزالي ٠‏ ش 
فالواجب الوجود بذاته : هو الذي تقتضى طبيعته وجوده » وهو الذى اذا 
فرض عدم وجوده لزم عنه محال » ولا يجوز كون وجوده بغيره لانه السبب الاول 
أمأ الممكن الوجود بذاته » والواجب الوجود بغيره » فهو الذى لابد لوحوده 
من علة 4 والذي اذا وجد كان واجب الوحود بغيره 6 كالتور الذى ليآ بوحد 
« بالفعل » الا اذا وجدت الشمس ٠‏ فهو ممكن الوجود بذاته قبل وجود الشمس» 
وهو غير ضروري الوجود بطبيعته » أما اذا وجدت الشمس فهو واجب الوجود 
بغيره ٠‏ ار 
وهذا الممكن الوجود برهان على وجود العلة الاولى اذ لايد للاشياء الممكنة 
من اتتهائها الى شيء واجب وهو الموجود الاول » اذ أن سلسلة الممكنات تحتا 7 
د بها ] دي أن ل مها الى 116 ل سمط أذ سي بايا الوجودء 
ولا بد لها من كائن واجب الوجود تعطيها هذا الوجود 5 والا 2 دار «( القياس 
«-وتسلسل » فلا :ينتج كما هو مقرر منطقيا ٠‏ 


تقول المكزون : 
دور الوجود لعيني ‏ بكوره قد تسلسل 
كني اشير أن “#العينه + ضفيع: أول 
قالكور والدور من مصطلحات الحكماء وسنأتي على شرحهما قِ الهزء 
الثالث » ورشير المكزون هنا الى « الدور » والقياس المنطقي » مثلا : 
اذا نينا مقدمة « سلبية » على مقدمة أو أكثر سلبية فاننا لا نحصل على 
« تنيجة » بل يتسلسل معنا القياس ويدور » فلا ينتج ٠‏ 
وكذلك اذا أسندنا. كل٠«‏ ممكن » على ممكن آخر » واعتبرناه علة له فاتنا 


185 سد 


لا نحصل في النتيجة الا على ممسكن + ولا بد لسلسلة المسكنات من اتنهائها ضرورة 
الى علة 2 واجبة « نذاتها » ولذاتها ٠.‏ : : 

كل ١‏ » ب وكل ب » ج »ء وكل حٍ » ل ع وكل ل؛ ن وكل ن » هوهكذا 
تتسلسل القياس دور فل تتح + لافاكل مقدمة لها أول وتالي - » وتاليها 
أي الثاني منها يصبح أولا ف المقدمة الثانية 4 وهكذا عن كينا سبق ل ستمر 
الدور الى مالا 2 وهو محال ٠‏ . 


وه هو المراد من قول عزون :فى" النيت "الثاني 
كما 5: امد شيعم أل 


أي أن سلسلة المسكنات لو امتدت لآخر الزمان « الآن » فسيظل تالي كل 
مقدمة » ينتقل الى أول الثانية بدون نهاية » وبدون تتيجة.ء* 

كل دوكلا اهاج وكل بي ل ح وكل ل ؟ ذاه و كل0ة 
فكل ه ١‏ أي أصبح « ١‏ » أولا وآخرا » وكان القياس منتجا واتتهى تنهى الى العلة 
الاولى * ْ 
خ# 6 ور 

ونظرية « المثثل © الافلاطونية لها نصيب كبير من قلسفة المكزون .ء 
فهو. يقول. بصور ومثل روخانية » وراء عالم الحس » لكنه لا يقول بأن هذه 
« المثثل » هي قائمة في العقل الالمهي لابداع ما يبدعه على مثال.تلك الصور ٠٠‏ 
بل يقول بصور في العالم الحستي لها مثال في العالم القدسي ٠‏ 

والفرق بين نظرية افلاطون » والنظرية التي يقول بها المكزون هو :. ان 
. افلاطون يرى ان « المثل » ف العقل الالمي وجدت لتنشأ على مثالها صور 
الكائنات ٠‏ كما هبيء المهندس « التصميم ع«( قبل الشروع ف البناء « 


5مآا ل 


وهدا يعني أن الصانم الحكيم أنشا الموجودات على 2 مثال » سابق 
عن اد كنا هي عليه ٠‏ أما المكزون فيرى أن الصاذ نع الحكيم سدع ماشاء 

من الصور على غير « مثال » سايق » وهذا أدعى 0 ٠‏ ولكن الموجودات 
لها « مثال » أعلى » يفوقها شرفا في القيمة والجوهر » والمكان © فهي نز”اعة 
اليه » تعمل جاهدة للوصول الى علمه لنبلغ الكمال » قتسعد ٠‏ 

أما أرسطو فلا يقول بمثل قائممة بذاتها ٠‏ لان تفسير الشيء لا يكون 

بشيء خارج عنه ٠‏ ولان <« المثل »6 وهي أجناس كلية كالحيوانية مثلا ب 


ل اد توجد خارجا عن ذهننا ٠‏ اذ لا وجود ‏ في الواقع ‏ الا للجزئي 
( كالانسان » والحيوان ». والنبات )20 ء* 


كا رب 
والمذهب الفيثاغوري يظهر لنا في قول المكزون9؟ ٠‏ 
“متزشئ بالآن » والإبن »؛ وروح القدس شدو 
راهب كالبدر في الب نس منه الوجه يبدو 
قلت : توحيدك في اتشليث » للتوحيد ضد 
قال : برهاني على التو حيد فيه» لا يرد 
تنه اع ال رق طعمة : حمر وشهد 


وهو في الاكاد حكثر < وهو في الاقفواه برد 





(1) الانسان هو كل” بالنسسبة لافرراده كزيد وعمرو وخالد © ولكنه جزء بالنسبة 
للاحياء .. والحيوان كل بالنسسبة لأفراده المنطوية تحته » ولكنه جزء بالنسسية 
للاحياء . وسياتي شيء من هذا البحث فيما يأتي . 

(0) فيثاغورس 7066م : فيلسوف بوناني تفرغ من صغره لطلب الحكمة 
فزار مصر والشسام وبايل » ينسب اليه تقويم الحساب المعروف ( بجدولالضرب). 
قال بتناسخ الارواح » وهو صاحب اذهب العددي المعروقه © توفي في جزيرة 
ساموس نحو .." ق.م . ش 


أ م1 ما 


وبزناري ‏ بخصري وله حل” » وعقد 


فهو يسوق المنطق الصوري لتأبيد نظرية « الواحد » في « التثليث » وهصو 
الاساس في المسيحية » مع أنه يرجع فلسفيا الى نظرية فيثاغورس التي ترجع الاعداد 
كلها الى « الاصل » أي « الواخد © وعنها نشأت ظرية « وحدة الوجود » 
واعادة « الكثرة » الى « الواحد » ٠‏ 


ومثله قوله : 
وجه ليث التصارى بان في قكد حبيبي 
فهو بدر » فوق غضصن الاح من فوق كتثيب 
وهو موضوع لحمل البدر محمول القلوب 
ووركى بالموضوع والمحمول منطقيا » عن ا موضوع والمحمول لغويا ٠.‏ 
وتقسم الفيثاغورية الى قسمين : 
أولا : النظر الى الكون وعلكته ٠‏ 
ثانيا : التصوثف » أو الطريق الى الغاية ٠‏ 
في القسم الاول تثرجع الكون الى الحقيقة التي لا حقيقة بعدها » وهي قائمة 
في العدد » فالعدد مبداً جميع الكائنات » فهو جوهر الوجود ؛ تزول الاشياء 


وهو لا يزول ه والكائنات متفر *عة ة كالعدد من « الواحد » الى 2 الكثرة « 
العددية » والكثرة العددية عائدة الى الواحد الذي هو مبدأها » ونقطة تفرعهاء 

وطبّق الفيثاغوريون فلسفتهم هذه على الجمال » والسياسة » والاخلاق» 
والترسة 5 ووجدوا علاقات خفيكة دين الاعداد العشرة الاولى 8 وجميع الكائنات . 
المادية والروحية + وهكذا فالثلاثة تطابق المكان بابعاده الثلاثئة « الطول » 
والعرض » والعمق » ٠‏ والخمسة تطابق الصفة » والستة تطابق الرطوبة » والسبعة 


185 نت 


تطابق العقل والنور والصحة » والثمانية : الب والصداقة » والتسعة : الروكة» 
والعشرة : وهى عدد بحتوي هذه الاعداد كلها ٠‏ ولهذا فهي ذات طبيعة الهبة 
« للأحتواء » ٠‏ وتطابق تركيب الكون الذي يحتوي جميع الاشياء ٠‏ 

فالعدد فرد » أو زوج ٠‏ 

والفرزد اق مناه “التلبيقة بخل الجدرية الكامل 

-أما الزوج فهو اللامحدود الناقص ٠‏ 

والاعداد قابلة للتمثيل الهندسي ٠‏ فالنقطة ( . ) تمثل الوحدة » والنقط 
تنرتب على سطح منبسط ؛ أو في الفضاء ٠‏ 

فيكون لنا الاعداد الخطية كالعدد ( ؟) ( , , ) ٠‏ 

والاعداد المثلثة كالعدد ( *) (50 ٠)‏ 

والمربعة كالعدد ( 4 ) (:: ٠)‏ 

والمرمية كالعدد (ه ) ( : : ' ) وهكذا .20) 

ويصيح العدد الواحد هو العنصر الاول لجميع الاعداد » والمبدا المفرد 
للعدد « اثنين » ٠‏ والاثنان أول عدد زوج ء والثلاثة أول مجموع للزوج والفرده 

والاربعة الحاصل الاول لمضاعفة الزوج الاول . 

والعيرة مجموع الاعداد الاربعة الاولى +ع سبع ب ١٠١‏ 
والمكزون يشير الى مذهب فيثاغورس الهندسي العددي » ويحسشل هذه 
المصطلحات معاني صوفية وفلسفية ء 

ونقطتىي سطح لخظة غدا دائرة » شكل لما القل 


فالنقطة هي الاساس » ومنها ينطلق الخط” » وكل خط” ينتهي بنقطة كما بدآ 
بنقطة » والشكل ‏ بين النقطتين » أو النقاط » هو السطح ء 


. لتوضيح النظرية يجب أن نصل بين كل نقطتين بخط. مستقيم‎ )١( 


ساءهم] سد 


والخطة ثلاثة أنواع 1 مستقيم » أو منكسر » أو منحنر ٠‏ 

واذا كان الخط متحنيا يشكتل في النهاية دائرة » وللدائرة مركز هو منها 
بمثابة القطب » وهذا ما بوضحهة البيت ٠‏ 

ولكن المكزون ب 55000 
وخاصة الكلمات التي تعتبر أسسا في مصطلحات العلوم » بل يضمنها اشارات 
ومعاني” وخلفيات كونية 4 وما وراكية و« وهو هنا العثير النقطة أساس السطح 
والخط” والششكل ومركز الدائرة كما ف المذهب الفيثاغوري تماما ٠‏ 

ولعل المعري من الأخذين بهذا المذهب بدليل: قوله المماثل : 

خطة ازدهارر بدا من نقطة عجبا أفنت خطوطا وأقلاما وككابا 

في الجيومتريا “انشلة قمقاعة الهندمة شناظة لزاني قابضناغة العلاذه 

وف الاسطرونوميا : الشمس وأحوالها بين الكواكب » كالواحد في العدد, 
والنقطة في الهندسة ٠‏ 

وف النكسب العددية : نسبة المساواة أصل وقانون كالواحد .في صناعة 
العذد ٠‏ 

وف الموسيقى : الحركة كالواحد » والسبب كالاثتين » والوتد كالثلاثة ‏ 
والفاصلة كالاربعة ٠٠‏ وكذلك الشأن ف علم العروض ٠‏ وسائر نغمات الالحان 
والعناء مركبة منها كما أن سائر الاعداد من الاحاد والعثرات والمين والالوف 
مركبة . من الاربعة والثلائة والاثنين والواحد ٠‏ 

وف المنطق :. الجوهر كالواحد » والمقولات التسع الأخر كالآحاد التسعة» 
أربعة منها متقدمة على باقبها وهى الجوهر » والكم » والكيف » والمضاف » 
وسائرها م رككّب منها ٠‏ 

وف الهيولى : الجسم مركتب من الجوهر » والطول » والعرض » والعمق» 
وسائر الاجسام مرككية من الجسم المطلق ٠+‏ ْ 


ألناكم!ا د 


وف المبادىء . الباري نسبته من الموجودات كنسية الواحد من العدد ٠.٠‏ 
والعقل كالاثنين » والنفس كلثلاثة » والهيولى كالاربعة ٠‏ وسائر الخلائمق مركبة 
من الصورة والهيولى المخترعتيئن من النفس الكلية »: والنفس الكلية منبعثة 
من العقل الكلتّى 6 والعقل ملبتداع بأمر الله » أبدعه من لاشىء » وصوار 
فيه جميع الاشياء بالقوة والفمل © . 

ويقول المكزون أنضا 1 

بالعدد الكامل لما بذا تمكت له في الدائر الحجي”* 

وصار مالات » وهو فرد” » بلا جذر » ولا مالر له كعب” 
فالعدد : اما تام » واما ناقص » واما زاقد  .‏ / 
فالتام 5 هو ما تساوت أجزاؤه كالستة مثلا, ففيها النصف » والثلث » والسدس 
أي *“ + ؟ + ١‏ - ه وهو عدد تام ( كامل ) ٠‏ 

.والناقص : هو ما تناقصت عنه أجزاؤه كالثمانية مثلا » ففيها النصف: «؟6» 
وليس فيها الثلث لانها لا تقسم على ثلاثة بدون باق كنري ٠‏ وقيها الربع52» 
وفيها الثمن »١«‏ فيكون 7١+44‏ وهو عدد أقل من الثمانية فهو ف صناعة 
العدد عدد” ناقص ٠‏ 

والزائد هو ما زادت عليه أجزاوه كالعدد ؟١‏ قفبه النصفا «5» © 
والثلث «5» ٠‏ والربع »4 والسدس «» » وقسمه على نفسه يعطى ( ١‏ ( 
قيكون ‏ + ع دس ب » + ١ح‏ وا وهو لذلك عدد زاقد ٠‏ ش 
أما قوله في البيت الثاني : 


وصار مالا” » وهو فرد” » بلا جذر »ولا مال له كعس” 





. ١66 رسائل اخوان الصفا 1 ص‎ )١( 
حَ‎ 


امات 


فهو .بقصد به ( الواحد » الذي « تكثكر » وهو مذهب فيثاغورس في 
« الوحدة » و« الكثرة » أو « الكثرة » التي نشأت عن الواحد » باعتبار الواحد 
لكن 'المكزون ألبس -النظرية الفيثاغورية لباس علم الحساب ٠‏ فلما استعار 
الواحد العددي » للواحد الخالق » رشكح هذه الاستعارة باضافة كل ما يناسبها 
البها ٠‏ فقال هو فرد لا يتعد”د » ولكنه صار « مالا » ٠‏ والمال هو الجمع الحاصل 
هى « المال » ٠‏ 
واذا ضريت « الحذر » «4» في المال «6»1 كان هو الكفن » أو المكعب +* 
ه جذر لا 1 مال - 54 كعب + 
وفٍ الرسالة الجامعة بقول اخوان الصفاء : علم الحساب هو لسان نطق 
بالتوحيد والتنزيه » وينفي التعطيل والتشبيه » ويردة على من أتكر الوحدانية 
وقال,الثكنويةءوذلك ع 0 فسدنظامه» وتعطكلت أقسامه ٠‏ 
سال 03 0ك 
يقول ارون أيضا : 


يسكري صحوي ف هوى من أ"حبثه بيب ادا عله 00 م 
فهو يعني « الواحد » الذي لا يقبل القسمة » ولو ضربته في مثله فانه لا 

يعطيك الا واحدا » خلافا لبقية الاعداد وه أنه واحد من جميع الحهات ٠‏ 
ويرى اخوان الصفاء أن المعلومات في علم الله مثل كون العدد في الواحد» 


. #”. الأرسالة الجامعة ج! ص‎ )١( 








ه18 سه 


وعلمه تعالى من ذاته » كما أن العدد من ذات الواحد9؟ ٠‏ 
وكما أن الواحد محيط بالعدد كله » فالله كذلك عالم بالاشياء وماهياتهاء 
فتعاليم اخوان الضفاء قائئة على المذهب الفيثاغوري المددي + ويرون أن 
« الكثرة » هي جملة « الأحاد » وأول « 0 » الاثنان فالثلاثة ثة ( والواحد 
هو الاصل » ولا يدخل. في الكثرة ) ٠‏ 
والكثرة نوعان : أما عدد ٠‏ واما معدود ٠‏ 
والفرق بينهما ان العدد هو كمية صور الاشياء في تفس العادت ء 
وانا المبدودات فين الأكاء هنها صنو ' ش 


والمكزون ب كنا وابينا بد يمد على نظرية فيثاغورس العددية » لكنه 
يحملها معاني صوفية » ومقاصد عقائدية ٠‏ 


وسنأتي على كل ذلك عند شرحنا لقصيدته امنطقية الهندسية ‏ العددية 
ف ند" 
هب” منطقي سمعك يا وهب20 وعلج" به ببد* لك العجب 
وعندما نجري المقارنة بينها ودين أرجوزة ابن سينا المنطقية التي مطلعها : 


الحمد لله النذي لعيده تيل الثناء » لا له في حمده. 





ا تت ا ا ا ا 020017 
)١(‏ الرسائل 1 ص 8؟” 1 516؟”؟ . 
زفق الرسائل: ج ا ص 56 . 


ملقم[ ات 


الصفة ‏ الصورة ‏ التجلي 


منذ دخل « التحسيد الا لبى السيحي » في التاريخ اتتقل المتموم الصوري. 
ب نسبة الى الصورة س من المفهوم عد فلاف آخر 
يعتبر أساسا في المسيحية ٠‏ 

فالتحسيد يعني الصورة المتحكرة بأبعادها الثلائة » وحهاتها الست » ولكنه 
يمتاز عن بقية الصثور المادية بأنه : م تحسيد اختياري © + 00 

وق انها يدعم النظرية المسيحية في « الخضية الاختياري 6 ذعبا عن 
مباشر : « وما قتلوه » وما صلبوه » ولكن شلبته لهم © ١ ٠‏ 00 

انه يشبت الصشورة الني قالت بها المسيحية » ولكنه يعطيها ممهوما يختلف 
عا جاءت به السيحة + فهناك في المسيحية صورة مادية محسوسة ٠‏ 

وهنا في القرآن « شبه صورة » ٠‏ وهذا يعني « النكيكف »© من «الصورة» 
الى « شبه »6 الصورة ٠‏ ' 1 : 

ولعل القَرآث جمع بين نظر ني البعاقية والنساطرة » فأوقع القنل والصلب 
على « الششبه  »‏ أما الذات ء أو الطبيعة اللاهوتية » فما قتلوه ولا صلبوه ٠‏ 

وستدل من القرآن في « شبته لهم » على أن هناك صورة مشابهة للمادق» 
وليست مادية لان لها صفة « التكيثف » أي الاتتقال من المادة الى «الشكبه» 
فهى مقارقة بالارادة » وهذا ما سمكتاه 2 التتحسيد الاختياري © » 

والصوفيون أخذوا نظرية التحلثي من هذه « المشابهة » ٠‏ فالخالق بتحلئى 
لعيو نهم © أو عيا نهم 2 بصورة مشمابهة لهم لبحصل التلاؤم بين استطاعة العبد 
وطاقته على رؤية المعبود المشابهة لعبده » وذلك عدل منه عليه » وآنس منه له* 





نظرية الهوهو : 


وهُذا انق" .ان القنابية كاذت: يلين 5 الى القول بالحلول 1 
أي حلول الله بالانسان ٠‏ فكانت نظرية « الهوهو م 2, 


'” وقالت فنة ثمانية ت والمكزوق فنها ليس هناك« هوهو » بل « هوهي» 
لان: القول. الاول ( هوهو »© يعني الؤحدة بين الذات. والذات ؛ ذات النخالق » 
وذات المخلوق ٠‏ وفي. هذا .تفي للاثنينية كما.هي الحال عند الحلاج وابن الفارض ؛ 
وابن عربي وأضرابهم ( : 


__ا_______ل سس اا! :)برح 
)١(‏ الحلولية:: فرقة من: المتصوفة تعتقد بمذهب الحلول وهو المروف ب 
« البانتييسم » تلدترنخصه<! والحلول عند العلماء عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث 
تكون الاشارة الى أحدهما اشارة الى الآخر » كحلول ماء الورد في الورد كقول 
الحلاج. : 

0 


أنا من أهوى © ومن ن أهوى انا" نخن روحان حللا بدنا 
فاذا. أيبصرته. أبص رتسي واذا ابصرتني أبصرزتنا 


الي سوا و محمد لسري امد 
0 


وظاهصيرا باطئيما تجلى ' 1 في كل شيع 4 لكل شيء ا 
ياجملة الكل: لسسته غيري فما اعتذاري مني التي ؟؟ 
وهناك الحلول « الحيتزي » : كحلول الاجسام في الاحيان »أي الامكنة . 
والحلول الوصفي : كحلول السواد في الجسم ٠‏ 
والحلول الجواري بكسر الجيم : وهو عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفا للآخر 
كحلول الماء في الوعاء . 
والحلول. السترياني .بفتح الراء : كحلول الصورة في الهيولى » أو حلول الاعراض 
النفسانية في النفس . 
0( راجع في الجزء الاول المقارنة بين المكرون والحلاج » والمكزون دابن الفغارض ص 
553 و9 . 


ب ١ؤآا.‏ سه 


دلي من أصح الرؤيتين اشارة تنزه عن معنى الحلول عقيدني ‏ 
فقد جاء له: ١‏ 
متى حدت عن قو لي : أنا هيه ؟ أو أقل : وحاشا لمثلي ‏ انها في حلتتر 


وهذا يعنى أن الخالق لا يحلة في المخلوق حلولا لم يكن من. قبل ولكنه 
د 3 اكاك سياف باكيم طول واد 


تعبير الهوهو : 
نرى أن تعبير « الهوهو » تعبير شاع بخنلا عند عقن التصوفين + أو 
الياحثين » يُتعبير «. هوهو »© يعني الاخبار عن ذاتين غائبتين باستعمال ضمير, 
و « الهوهو » يعني الاتحاد او وار ات وهو اناك 7و بع 
الذي أخبر » أو يخبر عن هاتين الذاتين حالة الامتزاج 2 9 
فاذا كان المخير ذانا ثالثة » فقد بطل الاخبار » لان حالة التلاشئن » أو 
الامتزاج » أو الاتصال ء أو الاتحاد » أو الامتحاق » أو الامتحاء » أو 0 
أو الغناء » لا تحصل الا للذات الممحوكة » المثبتة من جديد في « الهو الالمي ٠»‏ 
وف هذه الحالة شتفي أو ستحيل وجود الشخص الثالث ليخبر أن الذات”” 
« المخلوقة » '» .اندمحت قِ الذات « الخالقة » وأصبخت « هوهو » ٠‏ 
ولذلك لا يضنح الاخباز الا بلفظ « آنا هو » أو « آنت هو > م 
أما تغبير « ها هو » فيعثي التاكند غلى الذات ٠‏ ' 
د عن 
أما:ن الهو هي »6 أي الذات والصورة « لد ل ٠‏ فالا ثم هؤ «الهو» 
أي الذات ٠‏ لا « المي » أي الصورة ٠‏ وهذا القول « يشبت » الذات الواجبة 
الوجود * و ( يني » الصورة:« المشبهة لهم 6 * 


ا 0 


ولعل أحسن ما جاء في هذا المعنى » وخير ما يوضح هذه المقاصد »© ماورد 
في رسائمل الحكمة 22 عند الموحدين الدروز عن الصورة والذات + عن «هو» 
الذات و « هي » الصورة +٠‏ 

« لانقول : ان هذه الصورة المركية هي هو فتحعله 000 محدودا » 
بل تقول : هو هي ٠‏ استتارا وتقر"يا وايناسا بدون حدة » ولا شبه » ولا مثل ؛ 
وذلك كما جاء في القرآن : كسراب بقيعة بحسبه الظمان ماءة حتى اذا جاءه لم 
إبجده شيئا ووجد الله عنده ٠ء‏ الآبة ٠٠‏ 

لكنه تقركب الينا ينا » وآنس عقولنا بصورنا » وظهر لنا بجميع أفعالنا 
لتقبله أفهامنا » كمثل الناظر في المرآة فهو يرى نظير صورته بي لمس » ولا 
ادراك كيفية » ولا تحديد ماهية ٠‏ 

فهذا النص” يلتق مع النظرية المسيحيكة في « التحسيد الالمي » أي أن 
الخالق تقرحب الينا ينا » وآنس عقولنا بصورنا » وظهر لنا بجميع أفعالنا ٠‏ 

واذا كانت النظرية المسيحية تعلّل « التحسيد »© بالفداء » وحمل خطانا 

نى الانسان » فان الفلسفة الدةرزية التوحيدية تعثل ابحاده الصورة: بالاشاس 
0 الافهام ٠‏ 

واذا كانت وسيلة الفداء في المسيخية « التتحسيد » فهى ف فلسفة الدروز 
« المشاكلة » ٠‏ وهي « المشابهة » التي وردت في القرآن « عه لهم »6 ٠‏ 

وف الفلسفة الدرزية: التوحيدية : ان المشاكلة بالصورة «.هي » » لاتضع 
« هو » ضمن حدود الصفة والحيز والاشياه ٠‏ 

وف مثال المرآة تلخيص وتكثيف لهذه المعاني الدقيقة » فالصورة المنعكسة 


)١(‏ الرسالة الثالثة عشرة : تأليف أسماعيل بن محمد بن حامد التميمي أحد الدعاة 
الدروز » وهي من مجموعة الرسائل المخطوطة في المكتبة الظاهرية بدمشق باسم 
مجموعة التوحيد تحت رقم 5998 . كما نقل هذا القول بنصه الاستاذ عبد الله 
النجار في كتابه : مذهب الموحدين ص 1١7‏ ولكنه يجعل ترتيبه الرسالة 6؟ لالا1 
كما في مخطوطة المكتبة الظاهرية . 


ساشساة1 ا مثا 


في المرآة هي صورة ما يقابل المرآة + كما أن صورة السيد المسيح هي « شبه » 
كما ورد ف القرآث ٠‏ 
وهذه هى نظرية المكزون وامثاله من المتصوفة والفلاسفة الذين يرون أن 
التجلتي عي الصورة » والصورة تنفي العدم » وتثبت الوجود لواجب 
الوجود ٠‏ ولكنها : لاحقة بالخلق » مسلوبة عن الحق ٠‏ 
ان الذي عانته عيني مرآة وقتي 


هي هو وجوداء وماهي هو ف حدود ونعت 


فالصورة المتحلا” ة هي هو وجودا ونمي > عدم » وليست هو هي تحديدا وصفة + 

وكنا ذكرنا في الجزء 00 الصورة أربعة أنواع23 و 

٠ ل مادية : وهي ما يدرك بالحاسة‎ ١ 

؟ ‏ انعكاسية : وهي ما يرى في المراء » والاجسام الصقيلة ٠‏ 

مذ طيفية : وهي ما يرى ف الاحلام + 

4 تصوترية : وهي ما يرتسم في الذهن بمحرد هثير داخلي » أو خارجيء 
وهذه الصور تقسم أيضا الى زمر : 

٠ ل حسئّية : كصثوتر الاشكال والالوان وتدرك بالحاسة الباصرة‎ ١ 

؟ ب معنوية » أو معقولة : وهي ما يرتسم ف الذهن » أو مستحضر في 
الحافظة أو الذاكرة عند الوصف أو التصوثر لشيء مادي » أو معنوي ٠‏ 

٠‏ لا حسئّية ولا معنوية كالصثور التي نراها في الحلم » فالحواش لم 
تعمل. في استحضارها ولا في استيعابها واستعراضها ٠‏ لان الحواس” في حالة 


. 525 راجع الجزء الاول ص‎ )١( 


194 سه 


النوم تكون معطكلة عن العمل ٠‏ وكذلك القوى العاقلة ».أو ما تسمية الحواسن 
الباطنة لم تعمل في رسمها ونه تشكثلها ٠‏ 

حسية معنوية كالصتثور التي نراها في المراء والماء والاجسام الصقيلة» 
فهى مرئية بالحسش » ولكنها ليست مادكة » وان كانت انعكاسا للمادة » فهي 
والحالة هذه غير محسوسة ٠‏ ويما أنها ليست محسوسة فهى اذنُ معقولة 

واذا كانت نظرية « التحسيد في المسيحية » وجدت لها تفسيرا من قريب 
أو بعيد في نظرية « التجلى » الصوفية ٠‏ فقد أكرت كذلك نظرية المنصو”فة من 
قريب » أو بعيد في فكرة ‏ الامام » عند بعض فرق الشيعة » وفكرة « الغوئية » 
أو « القطبية » عند بعض رق السنة ٠‏ 

التاريخ : 

فكرة تحسيد الاله سبقت المسيحية بأجيال وأجيال ٠‏ قفى الديانات القديمة 
الهندية قصة الاله « كريشنا » ٠‏ 

وفي العقائد المصرية قصة الاله « حورس »6 * 

وف الإغريق قصة « بروميثيوس »© ٠‏ 

وبلغ عدد الآلهة المنحسكّدة في الصين 1١5٠‏ الها 3 

وفي اليونان تعدكدت الآلهة يتعدد مظاهر الطبيعة وقواها ٠‏ فهناك اله 
للحرب 2 واله للسلم ٠‏ والاهة” للحكمة 4 ومثلها للحمال والخصب وآلهة 
للغضب» والخمر » والبحر » والعاصفة ١ ٠‏ 

وهكذا تنقارب الاديان وتنلاقى النظريات » وترتبط عبر التاريخ ٠‏ 

وكما نحد فكرة « تحسيد » الاله ضارية عبر التارمخ ممتدة الى جذوره 
الاولى 6 تنتظم الامم والشعوب » فاننا نحد المشابهة في الأخلاق والعادات التى 


هة] ا 


. تربط هذه الامم وتلك الشعوب بهده الالهة ه فكما تشابهت الآلهة في «التأئيس» 
ب الايناس ‏ تشابه عثبكادها في طرق عبادتهم » وممارسة الطقوس ٠‏ 
وأوضح مثال على ذلك تلك « الاعياد » التي تلازم كل شعب. تجاه آلهته» 
أو الهه » فهى تتشابه كما تشابهت الآلهة ٠‏ 
فالفصح ١‏ لمسبحى هو عبد عشتار عند البابليين +٠‏ 
وعيد الميلاد هو عيد فرعوني خاص بمولد الشمس * 
والتكعميد في المسيحيكة يقابله مافي الديانات القديمة من تكريس الطفل 
وغمسه بالماء تكريسا لحياة الشباب ٠‏ 
وفي المسيحية أوجه شبه كثيرة لما في الديانات الهندية القديمة ٠‏ 
الاله » والحساب والعقاب والصراط والميزان والصلاة والتشريع الاسروي(200 5 
وهكذا فالعقل عند مختلف الامم والشعوب مرك بمراحل متشابهة » 
فتشابهت أعماله وعطاياه » وآثاره وترك د كما يقولون ‏ بصماته على التاريخ * 
وليست نظرية « الهوهو » عند الحلاتج وشيعته » ونظرية « الهو هي » 
عند المكزون ومشابعيه ٠‏ والاقانيم الثلائة المتوحدة فق المسيحية 6 وما تصل 
بهذا من تصوثف الاسلام » وما تنج عن كل ذلك من الآراء 6 الا مراحل متميزة 
0 البشري وعااك حت الى ال الاله ؛حتى لغ مرحلة « التوحيد » ٠‏ 
الاخيرة ال معاصرة 34 الل 0 ب على 0 التحرةر 7 تنود تراث 
أظير آثارعا أحانا فى كتر مها حوضكل آلنه ى.مريظلته الغلبية المعاصترةا+ 





٠. رأاجع الجزء الاول ص ه88 1ه‎ )١( 


اموا سا 


واذا أنعمنا النظر في أديان الهندوس مثلا نرى عندهم « التعدثد » ثم نزعة 
« التوحيد » ف آن واحد ٠+‏ 

فهناك « برهما » فشنو » سيفا » وهي مظاهر الاله من حيث هو موجد 
وحافظ ومهلك ٠‏ وهكذا أعطت الهندوسية للمسيحيكة وحدةة ف تثليث » أو 
تثليثا في وحدة ٠‏ 

والله عند البراهمة هو الموجود الاول بذّاته » لا تدركه الحواسة » وهو 
فصدق الكائنات جميعها » لاحدت له » وهو الاصل الازلي المستقل الذي يستمد 
منه العالم وجوده ٠‏ 

فهل فِ هذا التعريف البرهمي ما بخالف ماجاء به أفلامون والكتدي 
والفارابي واين سينا.والغزالي ؟ 

وف قوانين « منو » : 

ف البدء كان الكون ضمورا في الظلام » ولا يمكن ادراكه » وخاليا من 
كل وصف مميز » لا يستطاع تصوره الا بالعقل ٠‏ كأنه في سبات عميق ٠‏ فلما 
انتقضى أمد هذا الانحلال تعلكقت ارادة المولى الموجود بذاته » التى لا تدركها 
متلا'لئا بالنور الاقدس » واقتضت حكمة « برهما » الذي لا بدركه الا العقل 
فصارت الحرثومة سضة لامعة » وعاشت داخلها الذات الصلبة على صورة 
1 « برهما » وهو جد جميع الكائنات ٠‏ وبعد سنة يرهمية » وهي تعادل ملابين 
السنين البشرية ٠‏ صنع السماء والاارض والكائنات » وعيكن لكل كائن أسمة ٠‏ 
وخلق الزمان وأقسامه » والكواكب والانهار » والجبال والبحار0؟ ٠‏ 

فهذه القصة العريقة في القدم لا تختلف عما جاء في « سفر التكوين » » 
وحتى ف كلماتها وتعابيرها ونسق أفكارها وتسلسلها » ومعانها ٠‏ 


)١(‏ دائرة معارف القرن العشرين ج؟ ص 1١89‏ ب 108 والاساطير الهندية صص/ال؟ 


لاوا ا 


أما يبدا سفر التكوين بنفس الكلمات ؟ ف البدء كانت الكلمة وكانت 
الارض ظلاما » وكاذ روح الله درف على العمر موه 

وف الاسطورة الهندية : اقتضت حكمة « برهما » أن يبرز من 
مادته المخلوقات المختلفة ٠‏ هش 

وفي التوراة نريد أن نخلق انسانا على مثال صورتنا ٠‏ 

وفٍ الاسطورة : أوجد الماء أولا ووضع فيه جرثومة ٠‏ 

وف مذهب داروين - النشوء والارتقاء . بأن المثلام - الماء والطين بس 
ات فبه ذوات .الخليكة الواحدة من الاحباء 04 وتدرت“حت ناموس التطشور 
والارتقاء الى ذوات الخلايا المتعددة الى أن وصلت الى مرحلة الانسان » عبر 
سلسلة طويلة من التطورات المتعاقبة ٠‏ 

وف الاسطورة : ان الحرثومة صارت بيضة لامعة عاشت داخلها الذات 
الصلبة ء 

وهل يختلف هذا عما وصل اليه التشريح العلمي المعاصر من نمو” «الحوين» 
داخل « البويضة » أو « كمون » النواة ضمن الغلاف النووي في « البلازما » ؟ 

والسنة البرهمية. التى تعادل ملادين السئين > أليست هى السنة التى جاء 
بها القرآن : ان يوما عند ريك كألف سنة مما تعدون وهي تعادل ( .ووم » 

وف الاسطورة : وعيكن لكل كان أسمه ٠‏ 

وفيٍ القرآن 0 وعلتم آدم الاسماء كلكها 54 

وف الاسطورة : انه بعد خلق السماء والارض والكائنات خلق الزمان 
وأقسامه + 1 


اسالمواب 


فهل ببعد هذا عن فلسفة « النظرية النسبية » التي تقر”ر : ان الزمان هو 


وبوجود الكائنات عثرف الزمان حركيا نسبيا 6 مستمرا "0 


له الدهر آن” » والزمان الذي اتنهى اليه بحدكيئه لوصل به قصل (© 


٠. ديوان المكزون‎ )١( 


هوة!] ب 


المعرفة عند المكزون 


للمعرفة مصدران : العقل والحواش + 

هذا ما عرفه اليونانيون : وقال به فلاسفة العصر الوسيط ٠‏ 

أما فلاسفة الاسلام فقد أضافوا الى هذين المصدرين مصدرا ثالثا : هو 
المصدر الالمي » أو ما يسموته بالالهامي » أو الاشراقي ٠‏ 

قالتعامل المتبادل بين « الجهاز الحستي » والوسط الخارجي ينعكس عبر 
طرق ومسالك عصبية » وذهنية » حتى تصل هذه الانعكاسات الى « الجماز 
الواعي » أو العقل فيتم التبادل وتقوم المحاكمة » والاصطفاء ؛ ثم يصدر الحكم» 
وتكون النتيجة » وتتمة المعرفة ٠‏ 

وقد يُظنة أن العقل تحصل فيه صثور الاشياء مباشرة » أو عند مباشرة 
الحواسش للمحسوسات بدون وساطة وتوسقط ء* 

لكن الامر ليس كذلك فان بينهما وسائط> وسيلاك وهو : ان الحسّ. 
بباشر المحسوسات » فتحصل فيه صوترثها » فيؤدثيها الى « الحسّ المشترك »+ 
وما ان تحصل فيه حتى يقوم بدوره يتأدية تلك الصور الى المخيلة » ثم تقوم 
المخيلة بتأدبتها الى قوكة التمييز » وهذه القوة تعمل فيها تشذيبا وتنقيحا » ثم 
تؤوديها الى العقل ٠20‏ 

وللعقل عند الفارابي أربع درجات » أو هو أربعة عقول : 

أولها : العقل الهيولاني » أو المادي وهو أدناها ٠‏ 


(1) جواب المسائل للفارابي ص 7 . 


عبن 76 فك 


وثانيها : العقل بالفعل » أو بالملكة ٠‏ 
وثالثها : العقل المستفاد ٠‏ 
ورابعها : العقل الفعكال المفارق 4 واهب الصور والمعرفة ٠‏ 
فالعقل الهيولاني أو المادي » هو عقل بالقو“ة أي انه مستعدة و مستطاع 
لان دعقل الاشياء ٠‏ باوطامة اتنزاع ماهيات الاشياء كلها 4 وصورها » دون 
موادةها ٠‏ 
وبعد انتزاع صثور الاشياء وماهياتها دون مواد”ها قتصيح فيه بالفعل2©0 
أما العقل بالقعل أو بالملكة » وذلك ما اذا حصلت هذه المعقولا تب,الفعل للعقل 
فللمعقولات اذن وجودان : وجود بالقوة في الاشياء قبل أن تعقل » ووجود 
آخر ف العقل ٠‏ 
فاذأ 6 00 هذه لامر ا عن 00 واتي حصلت له » 
العقل المكقاة - 
والعقل المستفاد : هو العقل بالفعل الذي عقل الموجودات المجرتدة » وصار 
قادرا عللى ادراك الصشور المفارقة9؟ ٠‏ 
والعقل الفعال : وهو آخر العقول العليا المفارقة لم يكن في مادة » ولا يكون 
أصلا في مادة » وهو واهب المعرفة » واهب الصور ٠‏ 

(1) المعقولات؛ قل أن تنعقل تكون معقولات بالقوة » ويكون العقل عقلا بالقوة أيضاء 
(5) الفرق بين المعقولات المجرئدة » والصور المفارقة أن الاولى كانت في مواد 
فاتتزعت منها »© وآأما الثانية فهي دائما مفارقة اللمادة » وليبست في مواد” أصلا . 

فاذا استحضرت صورة لطفولتك فهذه صورة مجرئدة كانت مادة في السابق .. 


مأدة ... 





آاء"؟" اد 


وبمكن تلخيص النظرية وتمثيلها بهذه الصورة : 


1- العقل الانساني ب العقل الفعال 
أو وأهب المعرفة » 
العقل العملي العقل النظري واهب الصور 


١ 


١ 
العقل الهيو لاني العقل بالفعل العقل المستفاد‎ 
أو المادي‎ 
أو العقل بالقوة‎ 


د 6ن 


واذا أخذنا بهذا القول فبحب أن نعتبره مقصورا على الاشباء التي 'توحجد 
'صورها في النفس على نحو مجركا » وليست هي مجر“دة في حقيقة وجودها ٠‏ 

ويرى أيضا أن المعارف تكون عن جهة الحواسٌّ » وادراكنا للكليات تكون 
من جهة ادراكنا للحزئيات + والتفس عالمة بالقوكة والحواسسن هي الطثّرق التي 
1 تستفيد النفس منها المعرفة ٠‏ 

ولكن هذه المعرفة لا تمككننا من معر فة طبيعئة الاشياء » فنحن لا نعرف من 
الاشياء الا الخواص والعوام والاعراض ٠‏ 
ائنا لا نعرف حقيقة الموجود الاول » ولا العقل » ولا النفس » ولا الفلك » 
ولا النار » ولا الهواء » ولا الماء » ولا الارض » ولا تنعرف حقائق, الاعراض + 

كما أننا لا نعرف أيضا حقيقة الجوهر » بل كل ما نعرفه : هو شيء له 
هذه الخاصة » وهو أنه الموجود بلا موضوع » وهذا ليس حقيقة ٠‏ 


ولا نعرف حقيقة الجسم » بل نعرف شيئًا له هذه الخواصّ. + وهي :.العرض 


8 ات 


"والطول والشتق ١‏ قرفا ادن لها سدق الطا رات" الى ستتسية الأقمناء 


وجواهرها » وهى وليدة الاختبار الحستّى الذي “يمكثننا من إدراك الجزئيات 
الحفوسة م ومن هده أرقرج الى سكرنة العلناكر د وؤللة اق الا ال ووه 
هى غير المعقولة + والمحسوسات هي « أمثلة » للمعلومات ٠‏ ومن المعلوم أن 
د الثال » غير « الممثكل » + 

فالخطة البسيط المعقول الذي يتتوهكم طرفا للجسم غير” موجود مفردا من 
خارج » ولكن ‏ مع ذلك ب هو شيء يعقله العقل * 

والصثور في العقل محرةدة عن المادة » ولذلك فهي غير مطابقة لما في الخارجء 
أما الفارابي فيرى أن الاشياء التي تتعلم صنفان : 

. صنف : يعرف بالتصديق أي بالفكر والروية والاستنياط‎ ١ 

؟ س وصنف : يعرف بالتصور أي بطريقة حدسية مباشرة وهذا يشمل 
المقبولات والمشهودات » والمحسوسات والمعقولات الأ*وتل ٠62‏ 

ولهذا فالنفس من جهة لديها استعداد لقبول المعرفة +٠‏ ومن جهة أخرى نراها 
مفطورة على بعض المعقولات الآ*وكل » أو المبادىء الاولى التى تجعل المعرفة 
ممكنه ٠‏ ثم تعمل الحواش عملها » ويحصل الادراك في النفس عند مباشسرة 
الحواسش للمحسوسات ٠‏ ثم تنتقل الصثور من حالة الى حالة حتى تصبح مح ركدة 
تجريدا تاما » وتصل الى العقل فيعقلها » ويصبح بها عقلا بالفعل » وتصبح هي 
معقولات له بالفعل ٠‏ 
)١(‏ اللقبولات : هي ما تقبله من شخص تثق به . واللشهودات : هي الآراء الذائعية 
مثل بر الوائدين. واجب . وشكر المنعم حسين وجميل . والمحسوسات : هي 
الاشياء المدركة باحدى الحواس . 1 

: أمنا المعقولات « الال © فهي الآراء التي نجد أنفسسنا قد فطرت على معر فتها» 
واليقين بها » ولكننا لا نعلم في بادبىء الامر كيف حصلت . مثل : ان كل! ثلائة عي 


عدد فرد ٠.‏ وكل ماهو جزء لشيء فهو أصغر من ذلك االشميء 4 وكل مقدار مسساور 


أ[ د 


لكن العقل لا يستطيع الاتتقال من القوة الى الفعل الا بتأئير العقل 
الفعكال واهب المعرفة 60 «٠‏ 

فالمعرفة اذن لا تحصل الا من العقل الفعكال واهب المعرفة» وواهب الصثوره 
والمعرفة ‏ والحالة هذه ب معرفة اشراقية » وهذا لم يقل به أرسطو » أو لم 
يعرفه » بيئما عدكه أفلوطين أعلى أنواع المعرفة ٠‏ 

بخ ا ور 

وقرب من آراء أفلوطين في المعرفة رأي المكزون » فالمعرفة عنده «اشراقية» 
وطريقاها العقل » والالهام ٠‏ 

أما الحوان فلا يراها أداة” لادراك المعرفة العليا » وان كانت آله للمعارف 
الاولية ٠‏ 


لو كات النفس بالآلات مدر كة2 لم تلق في النوم لا نعمى ولا بوسى 
ولا رأت مقتضى الرؤيا بيقظتها من بعد ما كان بالامكان محسوسا 
فالتفس لا “تدر ك بالآلات : آي الحواس » ولو كانت كذلك لما لقيت الالم 
والفرح في النوم ٠‏ لان الحواس في حالة النوم تكون عاطلة عن الحسش والادراك» 
ولو كانت تدرك بالحواس فقط ما استطاعت أن تدرك باليقظة كل مارأته 
في الحلم ٠‏ لان الصور التى أدركتها في اليقظة كانت في النوم محسوسة بالامكان 
اله بالواقم؟© ٠‏ 
ويرى ب كما يرى الفارابي ب ان المعرفة تقوم بالتصديق » والتصوةر ٠‏ 


الفيلسوقف بعينهأنا.. والذي بغي البقين بظكته متفلسف 


قد أثبت «التصديق» نفي «تصوري» معنى” ٠+‏ سواه بالتصوثر إشوصف” 
ممم 00060 

() كراء أهل المدينة الفاضلة ص 7" ل 56 ٠‏ 

(؟) راجع التعليق على هذين البيتين في الجزء الاول ص 97ا؟ - لا19؟ ٠‏ 


| 588 سم 


وما « تصور » علمي عالم بكلم* الا انثنى يتبع «التصديق»لى تبعا 


*#ا اد © 
تصوثري تصديق أهل النمى نذا بدهمتي لمم كسب”* 
* كا هون 


والمعرفة الاشراقية التى يقول بها المكزون مصدرها الله + 


2# بو و 
ذكر ربي لغيره أنسساني حين ألقى سمعي شهيد” عياني 
علا #6 © 


بكم عرفت الجب » ما عرفت سكي" بالحم” ا 
فكل شيء يأتيه من الخارج « اشراقا » » لا عن طريق: الحواس.» الا اذا كانت ْ 
الحواش أداة” للتلقتى ٠‏ 

> و 
لم يتوصل الجهازان الحسّى والواعى الى اكتناه الحقيقة المطلقة » وكل 
ما توصكلت اليه الملاحظة والتجربة أن وضعت للاشياء قوانين ذات علاقات 


ثابتة » ولكنها نسبيكة ٠‏ 


وسيظل العقل يمارس بخصائصه وبطريقة المبادلة مع الحواس” # 





|[ ه6م؟؟ سد 


دراسة العالم الخارجي والتعرثف عليه 2 واصدار الاحكام النسسيكة على ظاهراتة * 

ولما كانت المعرفة تشتمل على نوعين من المدركات : المدركات المادية » 
والمدركات المعنوية » فالمكزون يصرف كل” همه للبحث في المدركات المعنوية ٠‏ 

وأسمى المدركات المعنوية البحث في معرفة الموجود الاول » وما يتعلق به 
على وجوده » وصحة معرفته ليصل الانسان الى السعادة العظمى ٠‏ 

فق مقدمة رسالته فصل يبحث في المعرفة وحصولها » نقتطف منه الفقرات 
التالية : لحاحجة اللبحث اليها » ومن أراد التوستعم فليرجم الى الكتاب الاول 
ص 8غ ب اه ٠‏ : 

معرفة الله لا تصح الا بذاته » وذاته لانعرف الا برؤيته » ورؤيته لاتمكن 
الا نتجلتيه » وتجليه لا فرك بكماله ٠‏ 

والتجتي يقع بحسب قوة الناظر اليه . ومعناه رفع حجاب الظلمة عن بصر 
المبصر ليشهد من ذات المتجلي على قدر طاقته في حد عجزه ٠‏ 
من شهادة المتحلتى + وبالتالي لا جمة أو لا تتحصل له المعرفة ٠‏ 
ليشهد من ذات المتحلى يعنى 2 الكشف © » وحصول الشهادة بحسب الطاقة 
والاستعداد ٠‏ 

م شعل الى تعداد الفئات التى حاولت « المعرفة » فأخطأتها » وضلكت 
حلريقها » ويذكر منهن سبع فئات فيقول : 

١‏ ل من الناس من يقول : عرفت الحق بالعجز عن معرفته » فاقتتع من 
المعرفة عجره دون معرفة الحق وذلك سيل الحائرين ٠‏ 
المنقطعين ٠‏ وملاحظ أن الحكي على الفئة « ١‏ » يدور حول « عمل » العقل ٠‏ 


الب ا 


وان الفقرة « ؟ » تدور حول ملاحظة الطبيعة » وذلك من عمل «الحوامس»+ء 

ونظرة المكزون الى المعرفة تطابق الى أبعد حدود المطاقة نظرة الحلاكج» 
وبلوح لي أن المكزونٍ أخذا « تصنيف » طالبي المعرفة عنه » ولكنه وقف في 
تصنيفه عند سبع فئات » بينما ارتفع الحلاج بتصنيفه هذه الفئات الى أكثر 
من ذلك ٠‏ ش 

واليك بعضا مما أورده الحلاكج 2600٠‏ 3 

« ما صحت المعرفة لمحدود قطة », ولا لممدود » ولا لمجهود ؛ ولا لمكدود. 
المعرفة وراء الوراء » وراء المدى » وراء الهمكة ؛ ووراء الاسسرار » ووراء 
الادراك » هذه كلها شيء لم يكن فكان » لايبحصل الا في مكان » والذي لم 
يزل » كان قبل الحجهات والعلا”ت » والآلات كيف تضمئنته الجهات ؛ وكيف 
تلحقه النهايات ٠‏ » 

١‏ - من قال عرفته بالعجز عن معرفته فالعاجز منقطع » والمنقطم كيف 
ددرك المعرفة ؟ 

؟ ‏ ومن قال عرفته في صنعته فقد اكتفى بالصنعة دون الصانع ٠‏ 
لاحظ قول المكزرون ١‏ و +“. 

وشّول الحلاكج : 

ويقول المكزون : 1 

ب ومنهم من قال : عرفته بأوصافه » ولم يعرف أنه جهله بادخاله في 
حد” الصفة الموجودة من قبل الواصف 033 الخ ٠,‏ 


)01( الطواسين ص ٠‏ لاا فصل بسستان المعرفة 7 


لا لاه5] لدم 


# ومن قال : عرفته بالاسم » فالاسم لا يفارق المسمكى لانه ليس 


بمخلوق ٠‏ 
ويقول المكزون : 
#أنت وميم من قال : عرفته بأسمائه » والاسماء يُعرف بها من نكاتة 


حدة العارفين يه *٠٠‏ الخ ٠.‏ 

يقول الحلاج : 

ه- ومن قال : عرفته بالحقيقة فقد جعل وجوده أعظم من وجود المعروف» 
لان من عرف شيئا على الحقيقة فقد صار أقوى من معروفه حين عرفه ٠‏ 

ويقول المكزون : 

ومتهم من قال : « عرفته بكلتيته » فآدظه في حيتز معرفته » وتاك 
دعوى التائهين ٠‏ 

يقول الحلاج : 

5- ومن قال : « عرفته حين جهلته » فالجهل حجاب » والمعرفة وراء 
الححاب لا حقيقة لها ٠‏ 

ويقول المكزون : 

٠‏ ومنهم من قال « عرفته بنفي معرفته » ولم يعلم أنه قد جوتز مكان 
العدم لوجود ذاته تعالى لان مالا يمكن شرحه ومعرفته لا يمتنع عدمه » وتلك 
اشارة الملحدين ٠‏ 
#بفاع لخاد ” 

# من قال : « عرفته بفقدي » فالمفقود كيف يعرف الموجود ؟ 

م ل ومن قال : « عرقته بوجودي » فقديمان..لا نكونان ٠‏ 

هى- ومن قال : وض مشج قد إخار الى معروفين ٠‏ 


و5 د 


٠‏ ل ومن قال : « عرفته على حدكين » فالمعروف شيء واحد لا يتحيكز 
ولا يتبعتض +٠‏ ْ 

١‏ - ومن قال : « كما عرفني عرفته » فقد أشار الى العلم » فرجع الى 
المعلوم » والمعلوم يفارق. الذات ٠‏ ومن: فارق الذات فكيف يدرك الذات ؟ 

؟ ل ومن قال : 2« المعروف عرف نفسه ©» كقد أقر أن العارف ف 
البين متتكلف به ».لان :المعروف ١لم‏ بزل كان عارفا بنفسه ٠‏ 


2. 


ثم يتابع قائملا 
فالمعرفة عن المكو”تات بائنة » مع الديمومة دائمة » طثر”قتها مسدودة ما 


كأنها كأنه » كأنه كأنها » لاهي هو » ولا هو هي » ولا هو الا هي » ولا هي 


الا هو ٠ ٠‏ 
فالمكزون ‏ كما نرى ‏ أخذ ذ بعض أقوال الحلاكج أحيانا 
يمعناها 4 وأحمانا بمعناها وحرفيتها 4 و شتهمى المكزون كينا طنمي الحلاج 


الى تحديد الصفة المشهودة حال التجلتي 2600 فليست الصفة هى ذات الموصوف 
حدا وحصرا » وانما هي وصف الموصوف اثبانا ووجودا » وني عدمية ٠‏ لاهو 
الا هي » ولا هي الا هو ؛ ثم لاهو هي » ولا هي هو ٠‏ 
والمعرفة عند الحلاج بائنة عن . المكو” نات » لا تدركها 2 الحوااش «( ولا 

تلحقهاأوصاف الناس» وال معرفةالتي لا تكون مصدرها « الحواس © فهى معرفة 
« اشراق وكشف وتجل وايناس » كما هي عند المكزون + 

مازلت أتكر بعد عرفاني الموى عند الوشاة على الهوى عرقاني 

وأبين عن ولمي به ولها لهم حتى كلمت الحب عن كتمسانى 
أليست المعرفة عند الحلاج وراء الوراء » ووراء الاسرار أيضا ٠‏ ؟ 


٠. رأجع ص 8861م من الجزء الاول‎ )١( 


ساواء؟ ا م ١6‏ 


وغاية المعرفة الحب + وهو غمل” قلبي” ونفسي” : 
' عرفت : فآثرت الهوى » وبجهلهم . بمعرفتي » لي الجراجة ضكرا 
وهناك المعرفة التأويلية :. ش 
وعرقت تأويل الحروف جميتها العريي والعبشري والسرياني 
وقد تجتمع المعرفتان التأويلية والتنزيلية : 
وظفرت بالتأويل والتنزيل في اللتلورة والانجيل والقرآن 
واذا كانت المعرفة هي معرفة الموجود الاول وهي متعذرة على الانسان الا اذا 
تدركج في مراحل السلوك حتى يبلغ درجات « الكشف » و « الاشراق » وامتحاء 
. الانا » فلا بد لهذه المعرفة من آلة توصل الانسان الى غانته » وهذه لآلة هي 


العلوم ٠‏ وهي المنطق » والعلم الطب ؟ والرياضي” » والعلم الالهى لمي 04 والكلي 
وأشرفها العلم الالمي 0 هذه العلوم < جمعها المنطق ٠‏ 


فالمنطق يعاشمنا الاصول التي 30: ا 
والعلم الطبيعى : ببحث في الامور المخالطة للمادة حدا وقواما ٠‏ 
والعلم الرياضي : .يبحث ف الامور المخالطة للمادة أيضا دون أن تكون 


خاصة بمادة معيكتة 
والعلم الالمي : ببحث في أمور لا تصلح لان تخالط المادة » ولا تدخلها 
الحركة ٠‏ 


والعلح الكلي : بحث في أمور قد جمغالط ا 0 فتكون 
موجودة في ما يخالط المادة وف ما لا بخالطها كالوحدة والكثرة » والكلتي 
والحزثي » والعلكة والمعلول 

وعلم الاخلاق : شاك السلوك الذي حفضشي بالانسان الى السعادة . ٠‏ 


ساءااسب 


وهذه العلوم جميعها يستخدمها المكزون في ارساء عقيدته كمسلم » متصو”ف 
وسنعرض لكل هذه العلوم..عند. دراستنا لقصيدته الجامعة المسماة ب 
« الوهبية » في الجزء الثالث ٠‏ 00 ش 


ا 


مصطلحات العلوم 


في 


شعر المكزون 


من يقرأ شعر المكزون يعجب كل العجب لهذا الشاعر « الموسوعة » الذي 
استقطب في شعره كل علوم عصره » ونفذ الى مضامينها » واستجلى خفاياها 
وأسرارها » واستخدمها بطريقتين اثنتين » لغايتين مختلفتين حينا منكفقتين أحياناء 

الطريقة الاولى .- هي استخدام مصطلحات هذه العلوم ف مواضيعها ذاتها 4 
وهذه هي الطررقة البسيطة . 

والطريقة الثانية : هي نقلها من مصطلحها الموضوعي الى مصطلح صوفي » 
صحته » وجعلها أساسا ومرتكزا ومتطلقا لهدذه العقيدة تدعمها 4 ونصدة نيانها 2 
الححة 4 واعطاء الدليل والمرهان « 

ان امتلاكه لزمام علوم عصره » وتعمفة بكلياتها وجزثياتها » وشتات 
واللعة والفقه » والحديث والتاريخ 74 وعلم الكلام والجدل 3 جعل هذه العلوم 
طيمعة بين يديه » سهلة الانقياد لما ريده ويقر”ره من الآراء ... 

واستطاع أن بوحّد منها ف العرض 4 ويزاوج ف المقاضك :هنا حعلها 
تنساند لتصل الى كل غرض بريده © أو غانة نرمى اليها » واليك المثال <: 


لوجدي” جنس »© نوعه » فصل عدتي ومنئه خصوصي » ليس فيه عموم 


- 518 د 


ففى هذا الببت بورد « الكليات الخمس © الحجنس »© النوع » الفصل + 
المقصود » فالغرض هو أبعد من ذلك » فهذه « الكليات » التي تستغرق كل” 
شي +6 وتتعتبر كلواحدة منهاكليةاتحتهاء وجزشية ؛ لمافوقهاء» يحممّلهامغا ني" وأغراضا 
صوفية لا يهتدي اليها الا السالك المنتقطع لهذه المعاني » المدرك لدقائقها واشاراتها 
وعيا راتها وخصائصها ٠‏ 

فالجنس كالحيوان بالنسبة لكل ذي حياة » والنوع كالانسان بالنسبة 
للحموان200 ٠‏ 

والفصل كالصاهل بالنسبة للحيوان الاعجم ٠‏ 

والعرض وهو نوعان : 

عام : كالمشي للانسان والحيوان ٠‏ 

وخاص : كرعدة الخوف 4 وحمرة الخحل 5 

نحن نعلم هذا ٠‏ ولكن هل يقف المكزون عند هذه “المعاني الاولية 
الموضوعية التي تدل عليها هذه المصطلحات دلالة مباشرة ؟؟ كلا ! ولكنه يريك 
بها معاني أبعد منألا وأعمق غورا 0 أوجد لها من هذه المصطلحات الرابط 
الاستدلالي والتصوري والذهني والعقائدي ٠‏ : 

انه يربط بين هذه المصطلحات المنطقية ب على سعتها اللغوية وشمولها 
المعنوي وبين وجده ٠‏ فهذا « الوجد » بمعناه الصوفي ب له جنس ونوع 


جتس ا وعمرو ٠.‏ 


ا اسه 


يميتّزانه عن أجناس الوجد وأنواعه » وله « فصل © ينفرد به » واذث فهو خاص » 

وف الصفحات : همؤ - ما /لما ‏ هذا أشرنا الى استخدامه لعلمى 
الحساب والهندسة ٠‏ ش ش 1 
مصطلحات العلوم واللغة ٠‏ فاليك الدليل : 


١س‏ ونحوي” المعرب من كل اعجحسام » وفيه تلحن العكرب” 
باب اسولعنى » قعلهة* » حرقفة يجرةه رقع » به التنصب 
عبةه اذا عدا السشقم بدا الطب 


و« 


#0 وكل معتل صحيح 
هل وجير* كسري ضمة فت له قابلنسي في وصفه الحبة 
4 فلو رأى مبيتدأي عاتب لم ثثنسه عن خبري العتب 
عندما استعار هذه المبادىء رشكح كل استعارة » وقرن بها ما يناسلها كنا 
نعرف عن الاستعارة الكرشيحية في علم البيان والبلاغة ‏ فلما ذكر في البيت 
الثالث الفعل المعتل: ( الذي أحد أصوله حرف علة ) ضم> اليه ما نناسيه وهو 
السقم » والطب »© والصحة ٠‏ 

وبهذا يكون استخدم الكلمة بمعنيين كما هو الحال في « التورية » ٠‏ 
قرن به القسمة والضرب من مبادىء علم العدد » أو الحساب ٠‏ لان لفلة 
« التكسنير » كما تعنى الجمع المعروف نحويا » تعنى أيضا التكسير » أو 
2 الكسور 04 الحسابية ٠‏ 


0ت 








ولقد يبدو لك غربا » وبعيدا اذا قلت لك : انه ألغز باسم « على » في 
00 ات عم اتحواء وأا ا الثلاثة : الاسم » والفمل » والحرف » 

ولكن لو وقف عند هذا الحد من معاني الكلمات لكان المعنى غثا باردا » 

ومعرفتنا بأساليب المكزون ومراميه البعيدة وان ظهرت قريبة » تحعلنا 
تؤمن أنه لا يقف عند حدود الكلمات ومعانيها المباشرة » بل تتجاوزها لمكن 
أبعد » وآماد أوسع » وآفاق أرحب ٠‏ 

لفظة « علي” » تكون اسما » وتكون فعلا « علي" » وتكون حرفا جارا«على» 
وهذه « العوامل » : أي الاسم والفعل والحرف لابد لها من « معمول » وهذا 
« المعمول » أي الفاعل » أو المفعول » أو المحرور لابد أن يظهر عليه « العمل » 
أي الرفع » والنصب » والجر ٠‏ 

وبذلك يكون لفظ « علي” » بحالاته الثلاث الاسم والفعل والحصرف 
( علي" » علي" » على ) رافعا ما بعده أو ناصبا كفعل » مرفوعا أو منصوبا أو 
مجرورا كاسم » جارا ما يليه كحرف ٠‏ فانظر واعجب * 

وفٍ قوله : « اسم لمعنى » يرمي الى أغراض كثيرة » وأقرب هذه الاغراض+ 
ما جاء في تعريف الكلام : « الكلام هو اللفظ المفيد بالوضع » وأقسامه ثلاثة: 
أسم وقعل » وحرف جاء لعنى” © ٠‏ 

كما يرمي الى « الاسم » الظاهر وهي « الكلمة » الملفوظة » ثم الى «المعنى» 
الذي يرتسم في الذهن عند تمثتل الكلمة المنطوق بها ٠‏ 

وهناك أيضا معنى صوفي نطوي تحت هذا التعبير : وهو ان المظاهر المادية 
ذات الاسماء المتعددة بوحّدها « معنى © واحد . ' 


8 5ه 


الاسم للوضف بدا باطنا وهو _ لعتى كوتهة ب ظاهر 
شين كنت فقا ؤرما "وحن ناص كهها بتار 
وفي البدء كانت الكلمة كما تقول التور أ ٠٠‏ وفيٍ البدء كان 2 المعنى « كما 
يقول الصوفيون + ومن مصطلحات المتصوفة والحكماء والعلاسفة ان الله من 
الوجود » بمثاية « المعنى » من التعبير ٠‏ 
يقول المكزون : 
معنى ال معانى » غاية الغايات » عقم العقل » قدس القدس » روح الروح 
وقال: 
بدر” بدرة غسره ميتسما » أضا الأضا 
مستقيل الوجه له وحاله »> وما مضى 
فالبيت الثاني نتضمن الاشارة الى الازمنة الثلاثة : المستقبل والماضي والحاض» 
لكن من اضافة لفظة المستقبل الى « الوجه » نصرف ذهنك وتفكيرك واهتمامك 
الى أنه يريد « تورية » وراء الازمنة الثلاثة ٠‏ 
ومثله قوله وقد جمع فيه أفعال الطن واليقين : 
ظننت » حسيت » خلت » زعمت » أن قد ديق وهات انق اونا سينا 
ولولا دخل « أفعال التعدتي » عليك مع انخفاضك ما اتتصينا 
أفعال الظن والبقين تنعد”ى الى مفعولين وهي ذلك « أفعال تعد » وقد 


أورد منها في البيت الاول سبعة أفعال ولكن ماهي « أفعال التعد”ي » الصوفية؟ 
التى دخلت على الذات الالهية فانخفضت » وارتفع الخلق بهذا الانخفاض ؟؟ 


أفعال التعدي الصوفية هى « الصفات »© التنى أظهرتها الذات » والتعدة ي 


امح [أوقت 


ل 90 للانها ون يدك لفق لانن يلة 
الخااق ,» : 


وقوله: 
ولازم السقم جسمي بعد هجركم*- نزوم نون مثنى الاسم في العدد 


فمثنى الاسم في في العدد هو « اثنان » ونونه لازمة وثايتة لانه لايضاف » وليس 
لهذا المت مقفيد قد يدولا ميل الا محل لنظه الطالدن .+ 


ومثله : 
ليته كان رافعا نصب الاعرا ض عني » وجكرني يذنوبي 


ففيه « تورية » بالرفع والنصب والحر » وهي حركات الاعراب » ولكن يراد 
« باللتصب » المعنى الثانى : أي التتعب » وقد يراد بلفظة « الاعراض »© المعنيين 
لذلك ٠‏ 


واذا كان البيتان السابقان أقل من سواهما في هذا الباب غموضا وصعوية 
وبعد مقاصد فاليك هذا الببت ٠‏ 


وبنقطة الحرفين من ففل اسسمه.. ‏ في الحسن فزت يكوته النؤرائي 


ولكن ما المراد بنقطة الحرفين » وبالكون النوراني ؟؟ 
الاكوان عند المكزون خمسة : 


و هي الماء والهواء والتراب والنار والنور 6 وهتاك كون سادس » وسابع 030 


ب 9(ك] ات 


وف علم الفلك » وحسب نظرية « الفيض » عند الفارابي : ان فلك القمر 

هو الوجود الحادي عثر من سلسلة العقول المفارقة وهو العقل الفعال ٠‏ 

وعند المكزون هو التاسع ولكن الفلك الاطلس والبسائط لاتدخل ف 
.من زحل22 في الاعلى *٠‏ 

واذن ففلك العمر أو كون القمر أو العقل الفعال هو الذي أفاض 
« الاسطقسات »© وعنها ف العالم السفلي 5 ) الحماد 4 والنبات » والحيوان ). 

وسمى عا ما سفليا تمييزا له عن العالم العلوي » أو عالم العقول المفارقة. 


ع ور 


بعد هذه المقدمة التي لابد منها نعود الى. البيت 0 لنربط بين مراد 
ل ل ل البيت بدوتهاء 
فى البيت ‏ كما قلنا كوا سات ا ب ب 
ات الثلاث توجد نقطتان على حرفي" الفاء من لفظتي” ( فعل 
حرف ) ء فاذا جمعنا هاتين النقطتين على حرف الفاء صارت قافا ( ق 0 
الرمز « الغنوصي » للقمر » أي ان حرف القاف هو أول حروفه الثلائة » والقمر 
هو الكون النوراني بالنسبة الى الاكوان الاخرى وهو العقل الفعال : أي الحادي 
عشر عند الفارابي » أو العاشر عند اين سينا » أو التاسع أو السابع عند المكزون 
في سلسلة ترتيب العالم الاعلى *٠‏ 


فهل بعك هذا د طْمم القارىء الى المرور تشعر المكزون مرورا عايراعاديا؟ 
مأخوذا بمعانيه القربة التى تعطيها ظاهر كلمه وتعابيره + 





)0 راججيع نظربة الفيض عند الفناراأبي 04 وأبن. سينا 4 والمكزون ص 1516 لاك . 
من الجرء الاول ٠.‏ 


.م1؟ م 


لاثنك أنه بعد هذا يقف متدبرا مستوعبا مستوعيا كل كلمة من كلماته» 
وكل تعبير من تعابيره ؛ عالما بأن وراء معانيه القربة معانى” بعيدة لا يصل اليه 
العقل الا بالتدبشر » واعمال الرويكة » وبذل الجهد » وصقل الفكر + ولا ,بظفر 
بها الا من كان على قدر كبير من سعة الاطلاع » متمكنا من مختلف العلوم فيه 
تلك العصور » عميق الثقافة دقيق الملاحظة » تمر“س بأساليب 2 القسوم « 
وطثر'قهم الصوفية » وبرع في حل” رموزهم الفلسفية » وحذق علم حبيكلهم 
الرمزية » المعنوية واللفظية ٠‏ 

واليك مثالا على استخدام مصطلحات النحو فيٍ شعر شهاب الدين 
الموسوي المعروف بابن معتوق ومتها ندرك الفارق بين المكزون وبين غيره من 
الشغراء في بُعد المرامى والمقاصد ودقة المعانى : 


ومضارع_ للبدر » ماضْ لحلسه متستر” فيه ضمير فنون 
مهموز صدغرء كم صحيح جوى”بة 0 بلفيفه يشكو اعتلال السين 
رقنا” ا ار تبني على فتتح السثهاد جفوني 
والفيطيها بخ مهنا ا كعات تي ايا قريب »© بطريقة « التورية » 


فالمضارع هو : المشابه وهو أيضا أحد أقسام الفعل » ومثله الماضي ويراد بهالزمان» 
كما يراد به الحادة القاطع وهكذا +» 


الاطلاع » وعمق العور 0 واكتناه علوم زمانه » وأن كلماته لننوء بالمعانى التى 
1 1 ب - 


ب 16؟ سه 


الحمرة في شعر المكزون 


وردت تشريعات وتعاليم في الكتب المقدسة حول الخمرة » ففي التوراة : 
كانت الخمرة تقدكم في « التقدمة » المؤلفة من حوايا الحيؤان » وغلة الارض » 
وخمرة الكروم » والمر” والليان ٠‏ 

وفي الانجيل : قليل من الخمر يفرح قلب الانسان ٠‏ 

وفي جدل بين السيد المسييح » وبين الفر”يسيين والكتبة والعشارين جاء 

وفى عرس قانا في الجليل كانت المعجزة أن ملا أجرانهم خمرا ٠‏ 

وفي الفصح الاخير سكب الخمر وأعطى تلامذته وقال : هذا دمي فاشربوهء 

أما في الاسلام فقد مرك تشريع الخمر بثلاث مراحل : 

المرحلة الاولى : ومن ثمرات النخيل والاعناب تنخذون سكرا ورزقا حسناء 
وقد ذكر السكر مع قرينة الرزق الحسن » والمراد بالرزق الحسن مسر النخل 
والعنب » ولم يوح هذا القول بالنهي عن الخمر » وانما ورد بطريقة الاخيار 
« تنخذون »6 ٠‏ 

المرحلة الثانية : ولا تقربوا الصكلاة وأتنم سكارى » فهذا نمي صريح » ولكنه 
'مقرون بزمان وهو وقت اقامة الصلاة ٠‏ وللمفكّرين أقوال متعد”دة في أسباب 
نزول هذه الآبة 6 ولماذا »م ويمن نزلت !! 

يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير » ومنافع للناس »© واثمهما 
أكبر من تفعهما ه فالخمر هنا مقرونة بالميسر » وفيهما اثم كبير » ولكن فيهما منافم 
للناس ء ثم أخبر بأن اثمهما أكبر من ذلك النفع الذي يجلباته للناس » وتعتبر هذه 


بد ؟]؟أ نم 


الآبة تمهيدا وارهاصا بمرحلة التحريم والمنع لانها أجرت مقارنة » ثم أصدرت 
حكما ١ ٠‏ 
المرحلة الثالئة : أنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجسن من عمل 
' الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون » انما يريد الشبيطان أن يثوقع ببنكم العداوة 
فالخمرة هنا تنصدكر « المحرتمات » وتتقدام بشرلها على الميسر والانصاب 
والازلام » وكلهن « رجس © ومن « عمل الشيطان » وبحب « احتناب »6 هذا 
الرجس ؛ أما التمنتّي هنا فهو للتحضيض والرجاء » ولا يتوقع الافلاح أي نجاح 
الانسان الا باجتناب هذا الرجس + عمل الشيطان ٠‏ 
ثم يفوكد ان ارادة الشيطان هي ايقاع العداوة والبغضاء بين الناس ووسيلتاه 
لذلك هما الخمر والميسر ؛ ثم يأتي هذا الاستفهام الانكاري » التقريري » 
التتقربعي » فهل أتنم منتهون ؟؟ 
خ ب وي 
وقبل الاسلام كانت الخمر من كبريات لداذات القوم تليها المرأة والمغازاة» 
قال طرفة : 
ولولا فلاث هن من حلية الفنى وجدةك م بالينت أن قام عوكدي(0) 
فمنهن سبقي العاذلات بشربة كميت » متى ما تشعل” بالماء تثزيد 
وكر“ي اذا نادى المضاف محكبا كسيد الغضا ذي اللبدة المتورئد 
و تقصير يوم الدجن» والدجنمعجب سهكلةر تحت الخساء المعمكد50؟) 
فالخمرة ‏ كما نرى س من أوائل اللذاذات التي تحبتب الحياة الى الانسان “٠‏ 
)١(‏ في بعض النسخ : هن من « عيثة » الفتى . ١‏ 
(5) المضاف : اللخاط به قي الحرب . المحنب : المتحتن » المقوس الظهر من الكبر » 
الطالب النجدة .' البهكنة : المرأة الثاممة . 


١]؟‏ ب 


وهذه اللذاذات الثلاث غالجها الاسلام بحكمة وآناة وتدرثج » ووجتهها توجيها 
اجتماعيا اسلاميا سليما » فمر“ت الخمرة بالمراحل الثلاث التي أشرنا اليها وذلك 
تدرشجا مع تطوثر العقلية في المجتمع الاسلامي الناشيء » وتبعا لتطور ابدعوة» 
وقؤة الاسلام » واستجابة القبائل له ه ولو حركم الاسنلام هذه المتتع المتأصلة في 
تفوس العرب دئعة واحدة وبدون تهيئة النفسية العرسية واعدادها لتفيثل التحريم 
: كلقي منهم مقاومة وعنتا وتمرثدا وخراء ولكن الحكمة اكتطرت أن شقل 
بهم تدربحا واعدادا حتى وصل الى مرحله المنع والتحريم ٠‏ 

ومع تحريم الخمرة ف المرحلة الاخيرة » وبعد أن سيط الاسلام نفوذه 
على الجزيرة العربية » ودخلت القبائل في دين الله أفواجا ٠‏ بعد كل هذا 
فيها 'أنهار من مامز غير امن © وآتهار من لبن لم يتعكر له © وأنهار .فن 
عسل مصفتى » وأنهار من خمر لذة للشاريين ٠‏ و ٠‏ لا فيها غول ولا هم 
عنها يثنزتفون ٠‏ | 

أما اللذة الثانية ‏ المرأة ‏ فقد أبقى لهم بعض العادات التى كانت 
معروكة عندهم 6 35 مطكقة واقعيا ف مجتمعهم كالجمع بسن الاخدين « كعد مب 
ببقاء « ماقد سلف » من ذلك » وحرتمه في « المستقبل » » تحريما قاطعا ٠‏ 

وأبقى لهم التعد#د _ تعد الزوحات : فاتكحوا ماطاب لكم من النساء 
مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة +٠.‏ ثم كد في آية أخرى 

كذلك وعدهم بتحقيق هذه المتغة في الجنة أن أحسنوا العمل : وحور 
غَيْنْ , كأمثال اللؤل المكنون » جزاءت بما كانوا يعملون +٠‏ خؤر مقصورات في 
الخيام ووه وغندهم قاصرات الطرف .عين 5 

أما المغازاة فقد أبقاها لما فيها من الشحاعة والعز"ة والمنعة والدفاع عن 
النفس والممتلكِ » والموطن » ولكنه نظكمها وتقلها من الوسط الداخلى الى 
الغزو الخارجى في سبيل نشر الدعوة والعدالة والمساواة وهداية الناس 0 وجعل 


تن لام 


واب الجهاد احدى الحسنيين ' : الارض واالسبئن و الفيء للظافرين ».والجحنة 
وف الاسلام » وبعد التشريع والمنع والتحريم + وقف الناس من الخمرة 
أربعة مواقف : 1 ا 
اولا : موقف ا متح ر جين المتشدثدين ف التحريم 6 المتقيكدين بالتشربع نصا 
وروحا » فقد طبقوا على شاربيها الحدود » واعتيروها آم الاثم والخبائث ٠‏ 
وأوردوا الاحادث ف تحر دمها مسئودة الى الرسول : مثل : لعن الله شاربها 
وبائعها وعاصرها وساقيها ( على خلاف في التعبير لافي القصد ) ء كما وضعوا 
القاعدة الفقهية العامة : كل ما أسكر كثيره » فقليله حرام ٠‏ 
ثانيا : موقف االمستهترين : الذين شربوها » وجاهروا بعصيانهم » وتمركدوا 
على الدين والشرع واستهتروا بالكتاب والحديث (2© وفسروا الايات المتعلقة 
بالخمرة حسب أهوائهم 0 وافتروا بعضص الاحادث 6 وعقدوا المقارنات ف هذا 
اليباب دين الدين الاسلامي 04 والاديان الاخرى 95 


ال كتر ياك الله دوييية. “عا #«اجتبنة الشاوييكا 
+فلق كانت حراما لخ تكن اق بعنان القلدد عزن لين 


يطوف عليهم الولدان فيهسا" تيكاسات المدام » مخلدين|9) 


لقد وصقها هؤلاء المستهترون من الخلعاء واللحكان وافتنشوا ف وصقها وأجادوه» 
ونعتوها بأجمل النعوت » وذكروا لونها وطعمها وسورتها ودبيبها في جسم شاربهاء 





(1) ومن هؤلاء بعض الخلفاء في العصرين الاموي والعباسي ( راجيع شرح قصيدة ابن 
التقيب لشاعر الشام خليل مردم بك طبع المجمع العلمي العربي بدمشق ) . 

(0) ولهذا جنح بعض المفسرين الى القول : بأن اوصاف اللاذ في الجنة كلها أوصاف 
معنوية لا مادية . قال ابن عباس : ليسى في الجنة من الدنيا الا الاسماء وهذا يعني 
عدم مادبة الجنة . . : 


-900؟؟ سم 


ولذلأتها ف الكأس » وقهقهتها عند سكيها من الدكن ء» ووصفوا أوانيها ودنانها 
وأقداحها 6 وقدمها 4 وتعتيقها 6 ومحالسها 4 وندمانها واصضطباحها واغتباقها « 
و نشوتها » ومحاربتها للهموم » والاديرة والبلاد التي اشتهرت بعصرها كما 
وعذوبة الرنٌ » ولداتة القوام » وغنكة الصوت » وتخضيب الكف التي تحمل 
كاس المدام » الى غير ذلك من ضروب الوصف والوان التشويق » التي أغنت 
الادب العربي 6 وأثرت اللغة فكان لنا منها معين أدب هو أعذب وأروع وأبرع 
ما حمله الينا الادب الوصفى قال أبو نواس متهكتما على علماء الطبيعة : 

رأت طبسائع الانسا 2 ن أريمة هي الاضل 

فأربسة لاريسة) ككل طبيعة طلل, 
وعلى علماء الفقه وقاسمى أنصبة المواردث . 

جنان ل قلبى فما أن فيه من باق007) 

وثلثا ثلث ما سقى وثلث الثلث للساقي 

فتبقى أسهم سات 5توزكع بين عاق 
وريما استغلوا خلاف الفقهاء في بعض المسائل ليتوصلوا الى معاقرة الخمرة ٠‏ 


فقد أفتى بعض الفقهاء بشرب النبيذ » وتحريم الخمرة فقال أبو العتاهية : 


أجاز العراقىة النبيذ » وشسربه 2 وقال: الحرامان: المدامة والسكر9») 





. جنان : جارية كان يتغزل بها ابو نواس‎ )١( 
(؟) العراقي هو الامام أبو حنيفة والحجازي هو الامام الشافعي . وقد آشار أبو‎ 
٠ : العلاء المعري الى هذا‎ 

فضل الشيب والششبان منا وما اهتدت الفتاة ولا العجوز 


ب 558 لم 


وقال الحجازية: الشرابان واحد فحثلكت لنا بين اختلانهما الخمسر 
سآخذ من قوليهما طرفيهما وأشربها » لا فارق الوازر الورزر 


والى هذا أشار المعري : 
د#وارطق_مشعب والكوقه ازمتك - :وباقوا راي ى حدر يننا 


ثاثا : موقف الذين تظاهروا بالتحريم “تقيةة » وشربوها سرا » واليهمأشار 
أبو العلاء : 


الوذه أن شيف وات عدرزة  .‏ اطام ا عرلة .مف اينات 
يحرم فيكم الصهياء صيهآ وشربها على عمد مساءٌ 
تقول اق :> عدوت لا كاحجياك ١‏ بوفاحاناهما زتتن اعسات 
اذا فعل الفتى ما عله نهى) فمن جهتين ‏ لا جهة ب أساءة 


رابعا : موقف المتصوفة : وهتولاء نقلوا الخمرة من معناها اللغوي والموضوعي 
ا 0 
معنوية ٠‏ من الحقيقة الحسية المادية » الى الحقيقة المجردة المعنوية ٠‏ 
كنا :فملوا تببتثة المنائ كالجبة 4 والنان + والسكر والصحوءه' والاقات والحوء 
والحياة والموت 3 

فالخمرة عندهم هي الذات الالهية » أو معرفة هذه الذات © والسكر 
بهذه الخمرة هو الغيبوبة عن « الكثائف » أي الاشياء المادية » والصحو هو 
العودة من هذه الغيبوبة الى اليقظة الطبيعية ٠‏ أو هو حضورهم مع الحق حال 
تجلكّيه لهم » ولقد افتنتوا بوصف هذه الخمرة حتى لحقوا بالمستهترين » أو 
فاقوهم بالوصف لان الاولين عنوا بوصنها الملدي » أما هؤلاء فقد اجتمع لهم 
الوصف المادي والمعنوي ٠‏ واشتهر من هؤولاء ابن الفارض والسهروردي وعمر 
الخيام » وغيرهم ٠‏ 


2 ه؟؟ ا م دوا 


وكنا نشرنا خمرية اين الفارض في الكتاب الاول ص كما ل /لما ٠‏ 
وجاء للشيخ الرئيس أبي علي بن سينا قوله : 
قم فاسقنيها قهوة كدم الملا يا صاح بالكاس الملا بين الملا 
خمرا تنظل لها النصارى سحكدا ولها ينو عمران أخلصت الولا 
لو أنها يوما وقد ولعت بهم قالت:ألست بريكم ؟ قالوا: بلى! 


وله 


ولو لم تكن ف حيكز » قلت : انها هى العلة الاولى التي لا تعلكل 


خد و ور 


ظنتها في الكأس نارا فطفاهما بالمزاج 
او 

نزل اللاهوت في ناسوتما كنزول الشمس في أبراج يوح 
قال فيها بعض من هام بها مثل ما قال النصارى ف المسيح : 
هي والكأس ٠‏ وما مازجها كأب 00 وابن » ودوح 62 

وجاء للفارابي : 

يزجاجتين صرفت عمري 2 وعليهما عوتلت أمري 

. علطي ااشوكيي وى بسي الأكينة السافئة تمر‎ ١ 


فزجاجة ملئت بحبر وزجاجة ملئت بخسسير 
فبذي أدو ةن حكمتي وبذي أزيل هموم صدري 
ويظهر من هذه الابيات المنسوية الى الفارابي ان خمرته مادية لا معنوية » تزيل 
ما نزل يصدره من الهموم ٠‏ 
وتعشر المكزون من كبار المتصوفة الذين وصقوا الخمرة وكنكوا بها عن 
الذات الالهية 6 ودرج على طريقتهم في وصقها ماديا ومعتوبا ووصف كأسها 
وساقيها » وساقيتها ولكن ‏ كما قلنا ‏ كل أوصافه معنوية ٠‏ 
شربت الراح من را حة معسول اللمى » أغيتد" 
فعرردت »؛ ولا عتب على السعران ان عرد" 
ويصقها مشبها اياها بالنار » ويذكر أثرها ف النفوس ٠‏ 


الراح كالنار في زجاج_2 تضيء في باطلن اللبيب 
وهى اذا الجاهل احتساها 2 تبدو دخاننا يلا لهيب 


ل ل نا 
ويصف ساقيها الاغن الذي أدار عليه خمرتين في وقت واحد خمرة ريقه وألحاظه 
الساحرة 04 والخمرة الصهباء فكان له وللندامى من ذلك سكرتانث ٠‏ 

أغتن> تتغثني عن الصهباء ريقته ١‏ وزهر خديه عن أزهار بستان 


مُدير من طرفه سحرا » ومن يده خمراءفسكر الندامى منه سكران 


وهناك شمسان : شمس الحميئا » وشمس محيا الساقي أشرقتا فانعكستا على 


خد2 الساقى الوضاء » وعلى كأسه المشعشعة فرأى الندامى أربع شمو س : 


سا5 سم 


شسسان خالهما الندامى أربعا جثليا من الساقي على الجلاس 
شمس الحميئًا » والمحا أشرقا فتقابلا في خده »؛ والكاس 
وبلاحظ ترك تاء التآنيث في الفعلين أشرقا » وتقابلا » ويجوز ترك التاء في المونث 
المجازي اذا كان جمع تكسير » أو فصل بينه وبين الفاعل بفاصصل لفظلى » 
والشرطان غير متوفرين في البيت ٠‏ 
خا ا ور 
وف البيت اشارة لقول « الفادي » لتلامذته # وقد سكب لهم الخمرة في 
الفصح . : هذا دمي فاشربوه : أي داوموا على محبتي ٠‏ 
بخ © »نر 


شربت من الحمياما سقتني 2 بكاسات المحيا ‏ ذات حسن 
والبيت الاول يلتقى مع ابن الفارض في مطلع تائيته ( نظم السلوك ) ٠‏ 
سقتنى حميا الحب راحة” مقلتي وكأسي محيامئن* عن الحسن جات 


وف بيت ابن الفارض ثلاث استعارات : حميا الحب » وراحة المقلة » وكأس المحياء 
وت المكزون بحوي استعارة واحدة ٠‏ « كاسات المحيا » + 


كا عو 


ونشر”* الخمرة أي رائحتها تنشر الاموات من طي الاجداث » وتذهب 
وقر الاسماع » وتجعل الاكمه بنظر في الليل » وكم هي كثيرة تلك النعم والمئن 
التي نتبحها له حبيبه في حال السكر » كتقبيله شمس الراح من كف البدر ٠‏ 


558 لد 


من الصهباء بالنشر من طي البلى نشري 
ومن راووقها يذهب ما بالسمع من وقر 
ومنه ا بنظر الاكسه ء في الليل ضحى الفجر 
وقد طال بها عهدي ولم تنفك من فكري 
تكمو نف تماد ٠ه‏ الجوي فالس 1 
وكم قبكلت شمس الرأ ح فيه من يد البدر ؟ 


خا كا ور 


| وما زالت الى أن زال عقلي ولامتتي على خرق السياج 
وف لفظتي « الصرف © و « المزاج »6 تورية عن معنى صوفي دقيق » فالصرف 
ف عرف القوم هو تحلتى الذكات 7 والمزاج هو الوحدة - وحدة الاشياء 57 
خا # ور 
وعن الله جاء ف الذأكر : أجر* الستتبكر فيها للمر# ترك الصلاة 

هذا المعنى الغريب لا يعرفه ولا يستطيع تأويله الا ثطتس المتصوفة » وقد 
يحكم « الحرفيون » على قائله بالادانة والاستخفاف بالشرع » وهو مأخوذ 
من الآبة : ولا تقربوا الصلاة وأتتم سكارى * 

وقد مرك معنا ان هذه الآبة جاءت ف المرحلة الثائية من التشريع الخاص 
بالخمرة » وقبل أن يشتدء عضد الاسلام » ويجابه العرب بالمنع والنهي القاطعء 


سدااة؟5 لم 


أما المتصوفة فيرمزون بالسكر الى الاستعراق والغيبوية ف ذات المتجلتي 
حال التحلى ٠‏ ولا بتمة هذا « الكشف ‏ الا بعد المحاهدة » وسلوك المقامات 


والاحوال » وذلك غابة ما يصل اليه السالك ٠‏ وف هذه الحال كون روحا 
محردا من علائق الجسمانية والمادة » قائمما في الحضرة القدسية الازليةالسرمدية 
وهذا خير من الصلاة » لان الصلاة وسيلة وطريق للوصول الى هذه الغاية » 
ومتى تحفكقت الغاية فقد بطلت الوسيلة 5 

شربت من عين الحياة شربة آمني بها من خوف موت الابد 

فما ظمئتت بعدهاء ولا غدت) علقة بغير ساقيها يدي 

* > وو 
لي خمرة » راس بها الراس في مزجهماللناس اشاس 
بكاسها كاس الندامى » ولو للاالراح ما ارتاحواء ولا كاسوا 


مي ج19 عبتت 


المدائح في شعر المكزون 


المكزون أمير » وسليل أمراء سبق لهم الولاية على جرجان وطبرستان » والرملة 
وبعداد ودمشق وسنجار ٠‏ ولهذا لم نحد له مدائح ف ملوك وأمراء عصره » 
لانه لا يقل مقاما وخطرا وشرفا ومحتتدا عن ملوك وأمراء عصره ان لم يفقهم 
أو يفق الكثيرين منهم » فهو الامير الغازي المجاهد المنتصر على الاعداء المحاط 
بأنصاره ومشايعيه ومؤيديه ٠‏ 

والمادح عادة يرى أن ممدوحه يفوقه رتبة ومقاما » وربما نسبا ومحدا 
وعراقة » أو ثراء وأعمالا ٠‏ أما شاعرنا فلا يرى من يفوقه أو بدانيه في كل هذا ٠‏ 


كالشيخ الخصيبي ‏ آل الخصيب ‏ صاحب الطريقة الصوفية » وشيخه ‏ شيخ 
المكزون ‏ عبد السلام الذي درس عليه التصوثف » وطريقة القوم * 

وهذه المدائح أكثرها ثتف” جاءت في بعض قصائد ديوانه » بتطرقمنها 
الى مدح آل الخصيبي » وآل نمير ( فئة » أو قبيلة منهم السيد أبو شعيب محمد 
ابن تصير العبدي البكري التميري الذى كان بوابا وحاجبا للامام الحسن 
الآخر العسكري )20ء 





(1) العسكري نسسبة الى عسكر. سامراء ©» وهو الموضع الذي أقام فيه الخليفة 
المعتصم مع جيشه 695 م عنلما أنشأ سامراء وفيه عاش ودفن الامام العاشر على ٠‏ 
الهادي وابنه الحسن الآخر »© ولذلك سميا العسكريين » ولقب الحسن بن علي 

الهادي بالآخر تمييزا له عن الحسن الاول ابن علي بن أبي طالب . 
كان السيد محمد بن نصير من أصحاب الحين العسيكري اللمقر بين اليه ©» 
ولقد قام عنده بدور الحاجب »© وتلقى عنه أصول فقه الدين ©» وآداب الشريعة . 
ولما توفي محمد بن الحسن صغيرا © وانقطعت بوفاته سلسسلة الامامة عند 
> 

نه ااه 


اا سوكس ماسب مم جد ع و ولس ع 


١‏ واقطع أخا الجهل » وصل كل فتى ١‏ شب؟ه على دين الغرام » واكتمل 


2# 
الاثني عشرنة رأت فئّة من أصحاب الحسن العسكري أن تأاخذ آداب الدين عن 
تلميذه محمد بن نصير العبدي البكرى 'النميري فتسسبت أليه 4 

( راججع في معجم الاعلام ص ١554‏ داو هلام مادتي تصيربة والحسن 2( 

وبهذه المناسية نرى لزاما علينا » واخلاصا للحقيقة والتاريخ أن تدفع تهمة» 
ونزيل التباسا تاريخيا » ظل عالقا'في بعض الاذهان طوال قرون عديدة ٠.‏ 

في دار الكتب الظاهرية بدمشق نسخة مصورة لمجموعة من الرسائلالخاصة 
بالموحدين الدروز تحت رقم 1915 توحيد . وفي أول هذه المجموعة رسالة 
بعنوان : الرسالة الدامفة في الرد على النصيري . 

وملخص هذه الرسالة أن هذا ( النصيري ) ألف كتابا دعاه « كتاب الحقائق 
وكشف المحجوب » حلل فيه المحرمات »© واباح المحظورات . 

والمهم في القضية أن تيس الامر على بعض الاخوان الدرون فيختلط اسم 
هذا « الاباحي » الللقب « بالنصيري » باسم الفثة المنسوبة الى محمد بن تنصير» 
لوجود هذه النسسة الشتركة . 

والمسألة . كما نزرى ونعتقد ل هي : 





١‏ - ان الكتاب بجملته ب موضوعا ونسية ب مدسوس ومختلق © أريد به 
التشنيع على فئة من فنات الاسلام هم أتباع السيد محمد بن نصير لازكاء الفتنة» 
وزدع التفرقة والانعسام ببن أبناء الامة الواحدة لتمزيق وحدتها ٠.‏ واقامة 
الحواجز الذهبية بينها . 

؟ ‏ قام. الغيورون من الدروز بمكافحة ماجاء في الكتاب من الاباحية والبدعة 
حفظا للمعتقد » وحمابة للاخلاق » والذي نراه أن الكتاب المشار اليه « وضع » 
وأنفد اليهم قصدا! للاثارة » فكانت تلك الرسالة في دحض تلك اليدعة . 

اذا ملح كيه هنا 9: ل ») تاريخيا فهو وا بحل مايه الرسالة ب 

6 لم يذكر اسم مؤلف الكتاب الصريح » ولا تاريخ تأليقه » كما لم مووجد له 
أصل بين الآثار المطبوعة أو المخطوطة »؛ الامر الذي الم بدع مجالا للزيب بأن 
الكتاب مدسوس والغرض منه اثارة الفثات» ضد بعضها . 

ه ‏ أن نظام ( التقيئّة ) الذي كان سود حياة « النصيريلة 4 و « الدرون » في 

>46 ِ 

ا سج لد 





؟ ل من آل حمدان الذين في الهوى 2 بصدقهم يضرب في الناس المثل12» 





احج 

تلك الحقبة المظلمة من التاريخ . كان يحول دون اتصالهما واختلاطهما » ويمنع 
اقامة الحوار بينهما ليتسنى لهما ‏ نتيجة لذلك ‏ جلاء الحقائق » واقرار ماهو 
حق »© ونبذد هذه الاباطيل » ودفبع هذه التهم » وقطع الطريق على المتآمرين عليهما.: 

1 - الاماميون المنسوبون الى محمد بن نصير يبرأون - كما يبرا الدروز ب 
من كل ما جاء في ذلك الكتاب براءة مطلقة . 

/ا ل من المعروف تاريخيا أن بعض الفئات الاسلامية كانت تكيل التهم ‏ 
وتحوك الدسائس والمؤامرات ©» وتفتري الاحاديث واتختلق الروايات ضد الفئات 
الاخرى »© اما لشعوبية متأصلة في طبعها » واما لتعصب مذهبي ذميم . 

4 على العرب والسلمين أن يعيدوا الال 0 #ارنتم © ويتدارسوه على 
ضوء العقل ومعطيات العلم الحديث » ليتمكنوا من تصحيح اخطاء التاريخ ‏ وما 
. اكثرها ل ويسقطوا منه كل الروايات» الكاذنة » والدسائ المختلفة » فيحطموا 
تلك الحواجز الروحية والمقاهيبية والتاريخية ©» ويقيموا وحدة روحية قومية على 
أساس الفكر والعلم » والحوار الهادف الواعي اليناء » والحقائق العلمية الممحصة.. 
)١(‏ آل حمدان هم آل الخصيبي . 

اسمه : الحسسين بن حمدان بن خصيب الخصيبي الجتبلائي أو الجنبلاني . 

كنيته : أبو عبد الله . ْ 1 ١‏ 

وفاقه : في ربيع الاول سنة هلا هد . 

وفي رواية آخرى أن وفاته كانت في حلب يوم الاربعاء لاربع عشرة ليلة.خلت من 
ذي القعدة سنة “514 ها وشهد وفاته بعض تلامذته ومريديه ومتهم أبو محمد 
القيسي البديعي »© وأبو محميبد الحسين بن محمد الاعزرازي وأبو الحسسين محمد 
بن علي الجلثي ودفن في حلب »© وذكر له ولد يدعى أبو الهيثم السري © وابنة 
تدعى سرية . والفرق بين الروابتين ؟١‏ عاما ونرجح هذه الرواية لانهةا وردت 
في آثار اتلامذته ٠‏ 

نسبته : في الخلاصة : الحضيني بالحاء المهملة والضاد المعجمة والنون قبل 
ياء النسبة . 

وعند ابن داوود : الخصيبي بالخاء المعجمة والصاد المهملة »6 والباء قبل باء 
النسية : تسبة الى جبده : خصيب » أو اسم المنطقة آلتي ولد فيها ٠.‏ 

الجنيلائي : نسسية الى جنبلاء بالمد : بليدة بين واسط والكوفة » وينسب اليها 
ايضا جنبلاني بالنون قبل ياء النسبة كما ينسهبه الى صنعاء : صنعاني . 

>66 1 


لا “الا الم 


م # لزان أسرار 0 » ملجاً العشساق » من أهل الشقاق والحدل 
4 ب قوم”» أقاموا سثنن الحب الذي جاءت به من عند « لياء » الر#سل 
هاتلوا زتبور حكمها كما أتتى ‏ وركلوا فرقانها كما تزل 


+ أولئك القوم الذين صداقوا ال حيبت ء ففازوا بالوصال :> 
7 فو : و3١‏ 


ون ]زو اق كيف م ماين # عقا ...من قعلهاة الراك يها ##أزي الفستل 
م ل وعن سييل قصدها ما عدلوا ولا أجابوا دعوةة لمن عذل 





أقوال المؤرخين فيه : 

النحاشي © وأبن الغضائري » وصاحب الخلاصة من التحاملين عليه . 

وف الفهرست : الحسسن بن حمدان الخصيبي الجنبلائي يكنثى آبا عبد الله » 
روى عته التلمكيري © وسمع منه في داره بالكو فة » سنة 544 وله منه أحجازة .. 

وف لسان اليزان : الحسين بن حمدان بن خصيب الخصيبي أحد المصنئفين 
في فقه الامامة » روى عنه أبو العباس بن عقدة واثنى عليه . كان نوم سيفه الدولة 
علي بن حمدان في حلب . 

وفي أعيان الشيعة للعلامة محسن الامين : ترحمة للخصيبي وأقوال العلماء 
فيه » ورد على المتحاملين عليه كاين الفضائري والنجاشي وصاحب الخلاصة. 
ويقول لو صح ما زعموا لما كان سيف الدولة يأتم به . 

وقول : ان ابن الغضائري لم سبلم منه أحد ولذالك لم بعتن العلماء تملقوفة: 

وفي رواية التلمكبري من أنه : أجيز: منه . ما فيها من الوثاقة به »© والتدليل 


' على مكانته العلمية . 


مؤلفاته : ذكر ا محسمن الامين مؤلفات الخصيبي 6 وأورد أسماء من 
أتوا على ذكر بعضها » ومحِّص تلك الاقوال فصح له منها عشرة كتب : وهي 3* 
الاخوان » المسائل ©» تاريخ الائمة » الرسالة » اسماء النبي » أسماء الائمة » 
المائدة © الهداية » الروضة » أحوال أصحاب الرسول وأخبارهم ٠‏ 
( كتاب أعيان الشيعة للشيخ محسن الامين الحزء 24> الصفحة م8 الرقم /اااه) 
ويوجد الآن من أتياع الخصيبي قِ أبران وحدها مليون ونصفا ©» سلككئون 


ضواحي كرمئشساهة وكرندوذهاب 4 وزنجان 6 وكزوين وفي نفس طهرآن وضواحيها 
'('عن السسيد حسسن الامين ثقلا عن السيد محمد باقر حجازي صاحب <« جر بدة 


روزنامة وظيفي ا«( شارع خبابيان - ثاصر خصسرو ).م 


ل[ ع لم 


به أهل الوفاوالصدق» اخوانالصفا ١‏ كواكب الركبان » أقمار” الحثلل 
٠١‏ س دار”هثم للعاشقين قبللة” وترب مغناها محل" للقثبز 
-١‏ وقد حوت علما وحلما » وتقى” في طي” أمنر واتخلاعر 3 وجذل” 
؟ ‏ فانزل بها ان جزت زوتار الحمى2 يا سائق العيس » ودع حثء الابل 
٠١‏ ب والثم ثرى” » من ليبأنألثثمه نيابةت عن الشفاه بالمق عر( 

١‏ ليس في هذا المديح آثار.» ولا علائق » ولا دواقع مادية من مال وجاه 
وسلطان » ولكنه مدح صوفي يقتصر على الصفات الروحية + 

»؟ ‏ آل حمدان أهل صدق ووفاء » وعلم وحلم وتقكة » وحفاظ 3 
المحبة » واختزان لاسرار الغرام » لجأوا الى كهف المحبة فنالوا لذة الوصال » 
وأقاموا كل ما جاءت به الرسل من *سئن الحب » وفروض الايمان » وعرفوا 
محكم الزبور كما أتى » وترتيل الفرقان 53 نزل ٠‏ 

فدار”هم ملجاً العاشقين السالكين يأمنون ف ظلالها من أهل الشقاق 
والجدل والماراة العادلين عن الدعوة » العاذلين في المحبة » ثم ينعمون فيها 
بالامن ويمارسون الانخلاع ويعمهم الجذل ٠‏ ش 

والانخلاع والجذل صفتان طقسيكتان يمارسهما الصوفية » وتعتبراث من 
أصول الارتياض ٠‏ ش 

ثم يدعو مخاطبه ‏ ومخاطبه تجريديا ‏ أن ينزل حمى القوم » ويّدع 
حثة مطاياه فقد بلغ القصد » وشارف الغاية والهدف ٠‏ ووصل كعبة 
العاشقين فلينعم بلثم ثراها » وليعتض عن شفتيه بعينيه عند لثمه * 

م« ب يكنتي عن الذات الالهية بلمياء وسليمى جريا على طريقة القوم 
وسنكنهم ف الكنابة والتكورية ٠‏ 


ايو ل 


أما « الوصال © فهو ا لكشف والمشاهدة عند المكزون ٠ه‏ والاتحاد عند 
غيره » وهو أعلى: الدرجات 4 ولكن المشاهدة عند القوم على درجات أيضا : 
فهناك البواد ه 6 وهناك اللوائتح وهي تطراً وتنقطم ٠‏ أما الاشراق فيستمر 


ولا ينقطع ء 


حت بده 


كم صرعطت من أسشد العريسن 
وكم حشسى” سالمة من الأسى 
ومقلةر راقدة عن الهلوى 
وق في الري تيجا 
فما الظيى أقتتل من نواظرر 


عين* المما بأسهم العيون 
اميتي سا انين ديوز 
أشظته ا بسن الحفون 
فانبعثت حزنا من ال وْرون 
للظبيكات الآنسسات العين 


ربائب الدل* » المثدلاكت على الصكب بسفك دمه المحقون 


المثربات من جمال وحيا 
فان أضعن ٠‏ فالحفاظ مذهبي 
هن> السراب » فاطكرحهن” > وميل 
ورمل" الى الخيف» عن الخوفءالى 


الماطملات بقضا الديم ون 
وان غدرن + فالوفاء دشي 
الى الحمى » وورده المحسين 
ظل” اللوى » والبلد الامسين 


حمى” به آل الخصيبى» عصمة الخسائف من زمانه الخ فوّون 


نو الوكا © والضدق لعوآن الما 
أميال بيت الله » أعلام الهفدى 


قوم وفود الحجر والحح ون 
الطاردون الشك” باليقين 


هنا سدأ مد بحه بالغزل تبعا لعادة الشعراء في عصره » وغزله مادي » صوره 


ث5 سم 


حسئّية » فالعاشقون « أسئد عرين » » والنساء « مها عين » تثريش سهام عيونها 
قتصرع الاسود "00 
كبلين> الأحناء للاسل © ويافظن ايفان الزافدة الى مويق ,بتطراتين 
الوسنى » ويذين تفوس العاشقين فتسيل حزنا مع الدموع » فنواظرهن لا تقل 
فنا عن السسوقا:ه اا ش 

يخجلن الشمس بطلعتهن » والفصون باعتدال قوامهن وميسانهن » مدلات 
يخطراتهن » متعززات وممنّات” على الصب بسفك دمه + غنيات بالجمال والحياء 
ولكنهن ‏ على ثرائهن ‏ ماطلات بقضاء ديون المحين ٠‏ 

ان أضعن العهود فالحفاظ مذهيه » وان غدرن بالمب » فالوفاء دنه . 

انهن كالسراب الخادع الذي ليس له حقيقة واقعية يجب أن لا يغتر به 
الظاميء » بل يجب عليه أن يتجاوزه » ويميل عنه الى الو رد المعين والبلد الامين. 

وهنا يتخلكص الى مدح « آل الخصيب » عصمة الخائف من خيانة الزمان» 
أهل الوفاء والصدق » واخوان الصفاء وافدو الحجر والحجون ؛ ميال «مواقيت» 
بيت الله » وأعلام الهداية » الذين يطردون الشك من تفوس من والاهم بما 
بثلقونه في نمسه من أنوار اليقين ٠‏ 

ويمكن القول : ان ما ساقه من أوصاف الغزل انما يقصد بها الصفاتالتى 
أطلقها الناس على الذات الالهية » فهي في نظره كالسراب الذي لا يمثل الحقيقة 
فيجب طرحها » وعدم الاخذ بها » أو الرقزت عندها والاتجاه الى « الخيف ©» 
مكان يقرب مكة ‏ ليأمن من الخوف » والخوف في عرف الصوفيين هو 
الوقوف بين مقامين » أو المحنة » والمحنة هي حجبهع عن الذات بالصفات ٠‏ 

والمدج هنا مجترىء" محذوة »«مقتضر على "الضيفات الخلقنة والروسة م 
لا يخرج عما سبق من اسباغ صفات الوفاء والصفاء » والصدق والدين والهدايةه 
على ممدوحيه » ولكنه صادق العاطفة » متتقد المشاعر » واضح المقاصد ٠‏ 


سس #5 لم 


عن 7 اسه 

ومن قصيدة يوازن فيها قصيدة الشاعر محمد المنتجب العاني التي يماح 

بها علي بن بدران المهاجري وأولها : : 

يا نارقا لاح من أكناف كوفان هيكجت لي فرط أشواقي وأحزاني 
ومطلع قصيدة المكزون : 

ما أو مض البرق بين الطلح والبان 


ومنها في المدح .0 وقد اين التخلشص : 


وقفت بالمعهد الباقي أنائده 
واشتكيه صبابات لعدهم 
ولم أزل بوشاح السقم مكشها 
حتى اتنهيت بأصحابي الى حسرمر 
قوم أقاموا حدود الدين»واعتصموا 
واستآنسوا بالدجىالنار التيظهرت 
لم ينسهم عهدها تبديل” معهدها 
وفوا لعتلوة بالميثاق » واتتحدوا 
هم الجبال الرواسي في علوةهم 
سمو" » فلم ترهم عين الجهول بهم 
صلى الاله على أرواحهم » وكسا 


عنهم » وأندب فيه عهدنا الفاني 
وشأن أطلاله من “بعذهم شاني 
أغشى فنون الاسىطوراء وتغشاني 
حثماته سادة من آل حمدان 
بحبله من طغاة الانس والحان 
بطور سيناء من أجبال فاران 
كلا : ولم شنهم عن حبها ثان 
على الحفاظ + وجافوا كل خوان 
وأنجم الليل تمدي كل حيران 
الا كما نظرت من شخص كيواذر 


أشباحهم حثللا من روض رضوان 


فالخصائص - خصائص مدح المكزون ‏ هىهي في كل مدائحه فدار آل حمدان 


لال5 لم 








ل ل م و واستانسوا ينار 
لقصة موسى ) التي وردت في التوراة واقران 7 : 

ويعبشر عن الذات الالمية با سم ف علوة » كنا عثر عا دياه وسلينى » 
والميثاق هو العهد المأخوذ علنى الارواح ف الذرء الاول : « واذ أخذ ربك من 
بني آدم من ظهورهم ذريتهم » وأشهدهم على أنفسهم » ألست ركد لو 
بلى». 

ثم يبالغ 6 فيشمّبه آل حمدان بالحبال ر“سثو ”1 وعلوكا 6 وبالنجوم التي 

تهدي الحيارى الضالين ف ظلام اللبل ودياجيه +٠‏ و يصقهم بالارتفاع والتسامي 
عن أعين جاهليهم » فلم يبروا منهم الا ماتراه العين من نجم زحل لعلو فلكه وبعد 
مداره » وكيوان هو الزحل بالفارسية » ولفظة « شخص » جاءت قلقة في مكانها 
ولعلها مبدلة ٠‏ 

0 مدنحنه بالدعاء 0 بالصلاة من الله على أرواحهم » والباس 

ص املاع م او ب الجنة كالاروا ح + وتكتسي 
من لبوسها حللا ؟ 

أم أن الخالدين يرتدون أشباحا جديدة غير أشباحهم ‏ أجسادهم ل التي 
فارقوها في الاجداث ؟ . 

وفي القرآن : .بوم دخر جون من الاحداث كأنهم حراد منتشر ٠‏ 

وهذه المفكرة التي أوردها المكزون لها علاقة بكثير من النظريات الفلسفية 
القديمة التي تتعلق بمسألة الروح ومصيرها وخلودها » والاجساد وبعثها وفنائهاء 


١‏ سا5 سدم 


الاسماء الرمزية كلذات الالهية 
عند المكزون والمتصوفة 


الصوفية أكثر الفئات استعمالا للرمز » واستخداما له » وقد ذكرنا في 
الجزء الاول الاسباب التي حدت بهم للاسراف ف استخدام الرمدلك ٠‏ 

ولما كان استعمال الرمز يشير فيما يشير اليه للتقيكتة والسّركة » 
وكانت هاتان الصفتان أكثر ما تكونان عند الصوفية والباطنية والمؤو”لة » فقد 
جاءت أغراضهم وأفكارهم كلها مرموزة » وأحيانا معمكاة ٠‏ 

ومن رجع الى ما ذكرنا من مصطلحاتهم » وأدرك مدى ما بحملون هذه 
الالفاظ من المعانى البعيدة المراد » المشحونة بالرموز والمعمكيات » أدرك معاناة 

متتبتم لدراسة آدبهم لما فيه من الصعوبة البالفة المقصودة لستر مراميهم 
وغاياتهم * 

فالخمر التي عبكروا بها عن الذات الالهية أو معرفة تلك الذات ربطوا كل 
ما نتصل يها بذات الاله فالسكر هو غيبوبة السالك عن ذاته البشرية بذات 
الاله الصمدائية » والصحو هو العودة الى الحالة الطبيعية » والنشوة عبارة عن 
ذروة الكشف والاشراق والتجلي ٠‏ 

والذات الالهية كما عبروا عنها بالخمرة » عبروا عنها بأسماء مئوئثة ليجاروا 
في ظاهر تعابيرهم شعراء الغزل » ويكنتوا عن مصدر حبئتهم ودف الا 1 

قال شهاب الدين الموسوي المعروف باين معتوق : 


تل سس شت 


)١(‏ الجزء الاول ص ؟/[١‏ نس إاكرأ بم 


8588 سد 





أؤزتني عن هلواء بحب ايلستى ‏ :وفيه تغزثي' ».وبنه: امستغالي 
كم كه كيه 
وقال المكزوّن : د : 0 
ثباتنا هواك وما لبتيبسا سوى اسم به عنه كينا 
وأثنينا على أوصاف ( ستعدى »26 'ومعنى” غير حسنك ما عَنيْتَنا 
لو قيل: من تمد وسركعتيسها لتيل قن ا شك ننه 
ويقول المكزون 


أغالط فيه عقول ارجال " .وأقصد بدرا 4 وأدعو ذكاء 


: والمكزون نيصف الذات بأسماء وكنانات عديدة 04 فهى « واحدة الحسن « 


و « ذات الخمار » وهى « الحسن » ذاته ٠‏ و « رنّة الخباء » و«ركة 
الخدر ©» و د ركة الحجب » و « ركة الكلل »6 و « بديعة الحسن » وهى 
ليلى » وسلمى » وعلوة 2 وستكعدى » ولمناء 0 وهي”: و لثبنى » و «عتب» وهي 
غزالة » وشمس وء وء و الخ ٠‏ 
« غزالة » بين .الصّريم » وفاللوى علكمني- الوجد بها نظم الغؤل 
# # و 
« واخدة الحسن. »6 التى .عن .حسنها سرت تفاصيل الجمال » والحثمل 


كه ما فنا 


اح 1 #4انينت ام ١١‏ 


ووهوا فاعحن له من عاشق مغفك ل مجهل من ١‏ ذات. الخمار 4 ماعقل .. 


علا علا عند 


حىة على معرفة 2 الحسن « الذي قد وهب الحسن لرنات البكلل 


81 #0 2 
قوم أقامو! سنن العبٍ الذي جاءت به من عتد «المياء »الرسشق 


4د #ر ©#ر 


أووا الى كهف « سليمفى » فجنوا من نحلها الزاكي بها أزكى العسل 


دما كما كن 


ولا رأى عشاق « سلمى 6 انسنم , ستكتهم » صارواء كماشئت)شد شيعتيٍ 


ا 00 
فصحت بأصحابي:امكثو اعلكنازى هدانا الى الاتوار من نار «علؤة» 
« 08و 


واكر امن اتن © العلول بصورة كلها عمااسانا القسسية 


# عا ور 
وأتقن بالاقدار من « ركة لخا ع( الما كاءت مدي روكيه 
ليا كم كما 


لولا سنى” من « ركةالخدر » بدا لم يلق حادي المدلجين الرشدا 
و ور 


ل 5839# اسم 


لبتيت” لما دعتني « ربكة الحجتب »6 . وغبت عني بها من شدة الطرب 
ال« 8# 
ا« مي » مل الهبوى ايفاك 7 سال ضب5ة.صسبا: الا لمعناكر 
0000 * 
وما على « عتشبر » وعشاقهما" في مني ححده» ولا عتب” 
* # #0 
شاغل القلب » هوى عذب اللشسي* عن هوى «ليلى» وعن حب «لثي» - 
5 0 : 2 8 
وف البيت الاخير ما عرف بغزل المذكر جريا على ما كان معروفا ومتيعا في ' 
العصور العباسية ٠‏ .وني كل ذلك يرمز المتصوفة لذات الاله ٠‏ 


ظ ل 7547# اله 


الحكمة والاخلاق 
3 
شعر الكزون 


القبمة الاخلاقية اذا وضعناهاء خايج الزمن وكانت ارتساما ذهنيا مجردا 
منشؤه تجارب الحياة فمي 2 الحعكم « أو لولم الدعني .« 

واذا كانت حاة” ومنادة ومعاتاة» فمي 2 الاخلاق » أو الواقم العملي ٠‏ 
والقيمة الاخلاقية بنو"عبتها الواقم الذهتى + والواقع العملى اما ابحابية واما 
ألقيغ الاخلاقية: متطو”رة -تبعآ لتطوثر الرّمان والمكان ومئناج. النفس .* 
وتطوثرها بعنى نموء الوجدان الاجتماعى ؛ ويختلف هذا النموة سعة” » وعمقآ » 
وضيقا » بين مجتمع وآخر » وبين مرحلة وأخرى ٠‏ 

في مراحل التاريخ الاولى وقبل نمو الوجدان الاجتماعي » أ*لزم الانسان 
الزاما بهذه القيم » وأقيم عليه حسيبا ورقيبا » يراقبه وبحاسبة على سلوكه ع 
وارتباطه بهذه القيكم ٠‏ 

وهذه الهيكم ف هذها مرحلة اما 2 مفترضة ع«( واجبة الاداء 4 واما 
« مندوب اليها » جائزة التطبيق وام" مسنتحبكة ٠‏ 

وأطلق على مجموعة القواعد والقيم الاخلاقية اسم « الدين » وقنتنتها 

' وتحدتد هذه القيم الاخلاقية علاقة الانسان بالفيب » وبنفسه » وباسرته» 
وبالجماعة. ب». 


75482 با 





ولا اكسع “نطاق: العلاقات” الاجتباعية نج المصلحوف: والمفسرعون الى 
استعطاء « الكليات » ف التتش ربع المقدكس مرونة * وتوستّعا اللتتطيعو «تأطير» 
القواعد الاخلاقية » وضبط سلوكية الفرد والجماعات و 


الومنا ا البق عالن التهريم المقدس خرف الترعع حورا 
في وقت بكر وسابقر على الرسالاات الكبرئى وهذا 1 الحقيقة واحدة 
في كل زمان ومكان. 2.٠‏ 4.. 
ومن روح هذه « الككّات © استنيط هرق ير > التاريخ 
القديع والوسط والحديث © فكانت القواعد الناظمة للسشلوك الاجتماعي ٠‏ 
«عافل الناس بمثل ما تريدا أن كاك يدي عسوو را 
اناد موابية م 0 5 
. كل القيم الاخلاقية 0000000 الانسان » وتدعيم ا 
والتوصثل الى السعادة والرفاه والمساواة ٠‏ فالكتب المقدكسة » والفلسفة » 
والحكمة » والادب:» والشعر كلها سجلات لهذه اقيم عو هو وتدعو اليهاء 
بالتكرغيب حينا '» 'وبالتكرهيب أخيانا ٠‏ 
وفى ظل الاخلاق. نما الضمير. والوجدان الاجتماعي فتجاوزا جد" الرقابةه 
وحدود التكرغيب » والمثوبة والعقاب » وأصبح الخير والجمال ينبعان من داخل 
النفس البشرية + ويشعكان. على المجتمع ٠‏ 1 
ش ويرئ الاخلاقيون ان الأنسان. متتضئل برعاية' ' الاخلاق » وثمو* الضمير الى 
الحيآة المثلى ٠٠+‏ الى اللجتنم. الامثل "٠٠‏ الئ “الستعاذة. + 
'واللكزون كشاعل وحكيم ذغا* ' للاخلاق. .في-شعره 6 'وأوسع لها في حياته 
وتفتكيره + وربكخها في محتبعه ٠‏ ويلاحظ دارس شعره أن للاخلاق عنده 
مظهريئن : 000 ٌْ 
مظهر عام ٠‏ ومظور خاص : 1 
فالإخلاق العامة أو نظام الجتبع الاخلاقي ‏ ترد في شعره على شكل 
حيكتم ء أو عظات » أو أنظمة وقوانين ٠‏ آما الاخلاق الخاصة » فتنجلى في حياته 


6 (0 


الصوفية » وسلواكه. الرثوحي » وهذا يختلف كثيرا ع 


الاخلاق العامة : 


عن السثلوك لام 5 


في ديوان ارون اتسين بل عترين ينا ضتها آم جازيا به في الحياة» 


وما براه 
5325 طليو دموع لا يثفكة له أسر 
؟ د وكلميت حي دام في الذل” راغبا 


م # فرح منفقا عصرالشبيبةفي العلى 


4 س وأية حياة ينعم” البال> طولئها 
ه س وشيب الفتى فيها التهاء. شبابه 


5 ب فأول عمر المرء » مضمار سبقه - 


٠‏ ب فجثدت فما في الجد” للمجد يافع 
م - ولا تحذر الامر الذئهو صائر 
ومن في ابتداء العمر لم يعد فاتحا 
٠٠‏ ب فان رهبت أمرالاغنىعن لقائه 
5 وخض غمرات الموت لاباخلا بما 

ب قلا خين في عز" اذا كان مختبى” 
مو ب وكن عالما أن "لا فرار من القضا 
4 - ولا بد من ورد الردى فاغدساميا 


©6- فكم من فتى سادالكهو ل ححيته؟ 


من السلوكٌ وبدعو اليه من الاخلاق ٠‏ وأولها : 


فبي منه عن كر" غ به في الوغى القرة 

عن ' العز” بالعيش الذي حلوه مرث 
وقل قي لمحن :اعس' الفتن: مثمر 
ودون المتى للمرء ف مدةها قصر؟ 
وستر عوار الشائب الهرم القبر 
وما فيه للواني ظهير » ولا ظهر 
وعن قصدبيض'المجد لانثثنيك السمر 
اليك» فمنه عنك لن يغني” الخيذر 
تغور المعالني لا يرام له نصار 
فلخثه بقلن دونه كماع العييق 


بذلة » وأي"المره بجلبه السكتر؟ 
وأين يفر المرء ممن له الامر ؟؟ 
بعزمك نحو الموت بلس * لك الذكر 
وما الضدر الا من له اكسع الصدر 


14 وأولى الورى بالمدح من عوفضلها لاقام » ومنهم عمك أتعامنه الششكر 


لك 


٠+‏ سد وان أشد النامن ذما لنفسه ‏ اذا افتخروا من بالرةفات لهالفخر 
٠١‏ فكل غنى” بالكنوز فظاهمر الى مابه استغنى عليه بدا الفقفر 
14 ولم يسع في الدنيا لبيب لغيرما ‏ من الله فيالاخرى يحاز له الاجر 
٠‏ ب وأغبىالورىمن]زرالتخلفبالذي 2 يخلتفه عفوا » ويصحيثه الوزر 

١‏ ل من الملاحظ أن مطلع القصيدة لا يرتبط من قريب ولا بعيد.» بموضوع 
القصيدة » وكل ما يربطه بها هو وحدة الوزن والقافية ٠ ٠‏ 

بست القصيدة. لا تجمعها وحدة موضوعية 4 تنصية على أجزاء الموضوعء 
وتفرعاته » لتشكل منها « كلا » » فكل بيت من أبياتهما بقيم وحدة تامة 
مستقلة ٠‏ وهذه ميزة عامكة ف شعر الحكمة والامثال والعظات » لان الحكمة 
والموعظة ترسل في جملة مستتخلصة ء فطبيعتها لا تقتضي التبسغط » والاسترسال» 
والترايط » لان اضطرار الشاغر الى التنقشل من غرض الى آخر 4 يحول دون 
الوحدة » والترابط ٠‏ 

م ب وردت المبادىء. الخلقنية في أبيات .القصيدة بثلاث صيغ :. 

ثانيا : بصيغة العظة والز“/جر .' 

الثا : بصيغة التقرير والحكم . 0 

بعضها. جاء من واقم الحياة كالموت والقضاء » والقدر » وغرور الحياة » 
ويطلاتها ٠‏ | ش 

وبعضها جاء من واقع النفس الانسانية كالعزة والمذاكة ٠‏ والشسباب 
والشكيثب » والشيخوخة » والمفاخرة ٠.‏ 

وبعضيها. خاء من واقع المجتمع كالغنى والفقر ». والصكداقة: واكتناز المال 6.. . 
والكرم ٠‏ 9 7 : 


لس /9 584 سيد 


. منها ما يعتبره جتميا جبريا. يجب الخضوع له والتسليم به .كالقضاء » 
ارك 5 وقصر الحياة ٠‏ 


ا يعرضه ١‏ و بحض” ه على التزامه ‏ والتخلئق به ٠‏ > كاغتنام ومو قدا 
وطلب العلياء « وصدق العزدمة ١ ٠‏ 


ومنها ما ” فر منه 6 و بحفش على اطتراحه » كالمذكة ع والماهاة بالاجدادء 
وحمب > المال » والحرص عليه « 


00 تقريريا ٠‏ 
. فالمنطق'».والحكمة ؛ والحتكتثم .» تنماشى معا في « تقنينه » الاخلاقي ٠‏ 
"ومن حكمة:: 


ا رإقدا في جيه 501 الجهل اتتبه 
2111 قتيضي. . عليك .فيما د نت بيه 
وجاب التقصير في الدين » وختف” من عقبهٍ 
فالحكمة في هذة الابيات مقرؤنة بالرتدع ارد 5 
00# 
ومثله : ش 


.مضت اللنثلب تزشنه -وبه- شان الجاهل 
والنطق ان أخطا الصوا20 ب به يشان الغاقل 
ا 00 ش 
المفل بالوعد أذى” , 5 حق الصدقه 
ظ ومنفق. » اسراف يت يزيل فضل النفقه 


5 01 


ومدتعي العلم يغوي عيبل » ما أحشقه 
55 ### ا 
الحزم زين للفتلى وشينه التمشورء 
والجهل للصاحي من الخسرة » خمسر مسبسكر 
وموسسر بيخل ؛ أضامله سمح ممعسر 
وشاهد بنقصله من بسواه يفخر 
المظهر الاخلاقي الخاص : 
ونقصد به أخلاق المتصوتفة » فلهم سلوكهم الخاصّن » وهل الاخلاق غير 
السلوك ؟؟ والمكزون كشاعر صوي" تميكز بأخلاقه ولوك الصوفٍ » وأودع 
كل ذلك شعره ٠‏ 
أراني فيك ممسوسا من الشيطان بالتكد 
والتمع من جاري وبالعصيان من ولدي 
وأبرح ‏ مااكايبده” مع . الاحوان: بالنشيين 
ولست بذاك 2 فكيف ؟ وأنت معتمدي . 
..فالمتصو“ف يتحمكل. مسيس تكد الشيطان في الله » وتشنيع جاره عليه » 


وعصيان ولده » وحسد اخواته ولا يكترث بكل هذا لاله يتمد على الله » لا على 
علاقاته مع خلقه ٠‏ 


خا ا ىر 
وهبت“اشتهاري في هواك صبابتي ليشنهد فيك العاذلون تهبغ> 
وزعكدت في" الراغبين عن الهبدي بخلع التثقى من بعد لبس التبسغك 


20 


ولكن توحيدي هواك بغيرتي2 صصون عن الالثقاء سم مشرك 
ا اج عو ْ 


و ليس زهد الفتى بتحريم حل من. تكاح ومطهم وشراب 
؟ ب وارتباطر بالر#يط » أو باعتزال ٠‏ في حال » ولا برقع ثياب 


م بل بقصد يما أحل » وزهصد 2 في حرام » ورغة في ثواب 
+ #8 في 


ع غناك عن الشىء عين الغنى وأما به » فهو ققر اليه 
ه ب وليس من الزهد في رتبسة, أخو رغبة في ثناء, عليه2© 
فالاخلاق الصتوفية ‏ كما نعلم ب تمتاز بالتكسليم لتوعر من « الجبرية » 
فيما .تعلق بالقضاء والقدر والموت والحوادث » لانها تنطلق من مبداً «المحنة» 
فل هذه الآلأم. « ابتلاء » وتكفير. وامتحان » فلا اعتراض عليها » ولا تذءش 
منها وخير ما يقوم به 2 المنتحكن »6 ب يفتح الحباء ب الصير والرضاء » 
والاستسلام لارادة « الممتحن » ب يكسر الحاء ب ٠‏ 
رض النفس بالصيرالجميل علىالاذى بذاك الرضى قاض عليك به قضى 
ولا تحذر الموت الذي هو مخرج لنفسك من ضيقر الى سعة الفضأ 
عر ور 
تدرةع ك لقفاء الخطب صيرا قأصعبه على الصيكار هبسن 


. 18. راجع بشأن الابيات الخمسة الاخيرة الجزء الاول ص 1497 و‎ )١( 


سسا +58 ندم 


لأنك لأ سك بأن> حين الصطساة 2 أخيره هرم وحيكن 


وتشتهر' الاخلاوه 0 الى. ها بذكن ب شكران الذات 2 
والحن” » والتسامح » والزهد ف المتع 2 والعتزروف عن الشهوات المادية ٠‏ 
بغية> الحصول على المتتع المعنوية » واللذاذات العتلى ٠‏ وقيها أيضا كثير من 
المظاهر والاخلاق « الرواقية 6 

والاخلاق العامة والخاصة ميثوثة ف ددوانه » تستقلة عن بعضها حينا » 
وشترك فنا حينا افر »نوهي ع كنا رابعاات اول شلوك القرد وو اجاتيه 


: الاجتماعتة 8 والدنية 6 وتجارب الحياة 04 وتوقشم السعادة ٠‏ 


[اه5 بد 


مدرستا الاشراق واكشائية. . 
واثرهما 


في شسعر المكزون 


.اليا .الققيض لا انحن لنونا ولحدةء أن .متقاريا + 
الفيض يعني الصدور عن: متفيض * 
والاشراق يعني الصدور عن ممُشرق ٠‏ 
أما في المصطلح الصوف ‏ الفلفي » فيختلف معناهما أحيانا ٠‏ 
فعند ابن سينا والفارابي والمكزون يعني الفيض ابداع العقول المفارقة » 
وتسلسل علمها بدءا من العقل الاول واتتهاء بالعقل العاشر ( على اختلاف في 
العدد ) ٠‏ ثم يبدا خلق العالم المادي وهذه هي المدرسة المشائية » وزعيمهاأرسطوء 


والإشراق يعني أن النور مبدأ وجودي ٠‏ وتتسلسل الانوار من نؤر 


الانوار ( ويقابله في نظرية الفيض الواجب الوجود ) الى آخر عالم الانوار * / 


ثي 'ييدا عالم الظلام وهو عالم الاسام المادية » ورئيس هذه المدرسة افلاطؤن 
ثم أفلوطين حتى السهروردي وتلامذته ٠‏ 

وبعض المتصوفة والباحثين يطلقون معنى « الافاضة » على كليهما ٠‏ 

فالفيض هو « اشراق » العقول العلوية ٠‏ 

و « الاشراق » هو « افاضة » الانوار + 

وكلا. النظريتين تقوم على التسلسل « النازل » » وكل درجة تفيض على 
ما دونه 


لاه سه 


أ 
ا 
ا 
: 
ٍ 
و 
ا 
: 
١‏ 
1 





١‏ ف الفيض لصدر عن واجب الوجود عقل” أول 6 وعنه .تصدر النفس م6 
أو العقل الثاني » ثم د سثمر الفيض ٠‏ وشف عند العقل العاشر ٠‏ 
وف « الاشراق » يصدر عن نور الانوار نور” أول » وعن الاول يصدور 
الثانئ » وسبتمر' الاشزاق : والصدور حتئ. العالم المادي '٠‏ : 
وهنا ف كلا المدرستين ‏ تظهر فكرة « الوسائط »© التى شاغت في 
المذاهب الاسلامية والتي تميزت بها الافلاطونية الحديثة'ء٠‏ 
ولقد. وردث ف الاتساق الفازسى الزرادشتى ٠‏ 
: كما: وردت في الكتب المقدسة « نظام الملائكة م4٠‏ 
وفكرة الفيض في الافلاطونية الحديثة 7 قرطل كرو واد 
الوجود : واجب وممكن 290 ٠‏ ش 
ٍ انمسق م لايقوم بفسه آصلاء بل يستند الى و الواجب © فد وجوده 
« صحْعئدا » الى واحد لا ل له اللا اذاته اه ْ 1 
فالفقيض : هو صدور الممكن عن الواجب ٠‏ 
..... والاشراق: هو اشراق الممكن عن الواجب ٠‏ 


» ومن أدعية السهروردي. : با قيشوم أكّدنا بالتور » 5 0 النور‎ <٠: 
اح ار وا سي بويا رس وى ار ا‎ 





5 الاشارات لابن سينا . ّ' 
(؟) راجع شرح بيتي المكزون : ,0 
دور الوجود لعيني بكوره قد تسلسل 
كمنا لآخسر آن تاليه يصيج :أول 
في هذا الكتاب ص 181 . ش ش 000 
(؟) هاكل الثور .. 


2-0 





وف الاشراق'تحصل « المشاهدة » ٠‏ 

وتخذ الأشراق والمشاهدة فعلين عكسيكين 0 
الاشراق ذو اتخجاه « نازل » ٠‏ ش 

والمشاهدة ذات تجاه « صاعد ». ٠‏ 

وهذا هو عين « التجلشي » و « الكشف » عند المكزون ٠‏ 

والاشراق لا يتوة الا.اذا « عدم » الحجاب بين المتشرق والقابل للاشراق» 

وعند المكزون . : التجلتي يقع بحسب قوة الناظر اليه » ومعناه « رقع » 
ححاب الظلمة عن بضر المبصر ليشهذ من ذات المتجلي على قدر طاقته في حد” 
ل 0 0 

والاشراق ليس فيه اتفصال جرمي ا 


وق الاشراق يخصل الفيض دون اتفصال حزء ف ليقن لان الا نفصال 
والاتصال فن نخواص الاجرام ٠‏ لا من ضفات الانوار المحردة ٠‏ 


سر موحي شرق اجات العاتي يعر" توجب 

وجاء للسهروردي : ان وجود نور من تور الانوار » ليس بأن ينفصل 
منه شيء » وقد علمنا ان الاتفصال والاتصال من صفات الاجرام » ولا نتقل 
منه شيء لان المنتقل لا يكون جوهرا 0 


وعند المكزون : تعالى الله عن الحركة عد وتنزكه ارا 
الاحساد 6 والتعير والفساد ٠‏ 


#ر و 
المدرسة الاشراقية تقوم على الذوق والمشاهدة » واشراق النفوس العقلية 
على النفوس بعد تحرثدها ٠‏ 


م و 2 سيقت 
(1) ما جاء للمكزون_هنا هو من مقدمة رسالته ( راجع الجزء الأول صن .0 )0 


أ 5984 عه 


والمدرسة المشائية تقوم على البحث والحجج العقلية والنطفية توي 
الصؤر » وتمثثّل صورة: الموضوع في الذهن ٠‏ ش 

وف فلشفة” الأشراق » شرق #وغرب .0‏ * 

فالشرق هو عالم العقؤل والانوار ٠‏ واشرية* هنو عفرب النفسن : 
اتصالها بالمادة ٠‏ 

.يقؤل. .المكزون : 


كو“ني” من كون حبيسي الذي ٠‏ قد غربت في شرققه نفسي 
خا و ور 
شهدت مغيب النفس في مشهد التتفس ١‏ فزدت بأنسي وحشة” فيه من أنسي 
0 و 
متى لم يتنسني ذكراك سي بغيبي فيك عن عقلي وحستي 
فلا غربت شرق :منك روحي ولا بزغت شربر فيك شسي 
قلناة: ان النور في هذه المدرسة مبدأ وجودي : 
فكما يقوم الوجود في المذاهب المادية على اعتبار المادة أساسا للحقيقة 
الموضوعية ٠‏ 
وكما تعتبر النفس أساسا ومعيارا للحقيقة في المدرسة المثالية “الذاتية ٠‏ 
والله » أو الواحد ف المدرسة المثالية المتعالية ٠‏ 
فكذلك تتتخذ المدرسة الاشراقية التور أساسا وحقيقة لها » ومبدأ” ثقيم 


به :الوجؤؤود ٠‏ وانْ استطاعت القشفات أن تقيم حدا » أو رسما ؛ أو تعر نما لظرياتها 
ان المبدآ التوزي في المدرسة. اراي لا بخضم للتعريف .المنطقي لانه بديمي 
التضور .٠‏ 


ل[ 58686 ممه 


"ناريج الاشراق ٠:‏ 
*يرجع السهروردي هذه المدرشة الى حكماء الفرمن واليوان » وبابل 
ومصر : والهند ء فكل هزلاء قالوا بها ء.ولما تلاقت هذه الفلسفات في البيئة 
العربية الاسلامية » أو في الفكر. المعروف بالهاتيني توضكحتٍ هبذه المدرسة 
وأصحت ذات « تقنية 5 ش 
ومشائيو الاسلام خلطوا بين المدرسة الاشراقية » والمدرسة المشائية 
مذهب التوفيق ‏ كالفارابي واين سينا » والمكزون ٠‏ فقد مزجوا الافلاطونية 
الحديثة بآراء ارسطو » واستخرجوا نظريات افلاطونية محدثة في جوهرها » 
مشائية بعرضها ٠‏ 1 
ففى كتأب الربوية لارسطو © والتاسوغات لافلاطون نجد أمؤلا لفكزة 
النور اله المباشر » كما هو الحال عند الغزالي في مشكاة الانوار ٠‏ 
وكان للمدرسة الاشراقية في فارس أثر على « البهائية » » وفي بعض النزعات 
الشيعية » وقد تعاونت مدرسة النجف تعاونا وثيقا مع أصفهان وشيراز وقزوين ٠‏ 
ويوجد الآن طريقة مركزها كربلاء فٍ العراق تسمى « السهروردية » لها 
عميد في صحراء كربلاء » ولكن الجانب النظري تلاشى من هذه الطريقة » ول 
سق:الا السلوك الصوق ٠‏ ش 
03 و«المتتبع لتاريخ المدرسة الاشراقية يرى أن المغرب العربي عرفها ف مذهتٍ 
ابن مسرءة الانذلسي مهم ب اسه م قبل أن يغرفها المشرق في مذهب السهرنوردي 
واتلامدته ٠‏ ' ا 
.- وقد اتتشرت هذه المدرسة وتآثتر بها فلاسفة أوربا وأدباؤها » وظهر أثرها 
في ««الكؤميديا الالهية » ٠‏ 
ولابن مشركة هذا كتاب يدعى 2 توخيد الموقنين » بتكم فية عن الصفات 
الالهية ووحدتها » ويشير الى عالم مادي » والى عالم روحي » عقلي » توراني» 


585 يه 


.ومن أتباع هذه المدرسة في المغرب العربي ابن عربي 'وابن سبعين20 ويعتبر 
الى « وحدة الوجود » ٠‏ 

وضها تداك ل نه حكاق الكديان وكيا «ووفدة الأانناء والزبالات :+ 
فهى ف معدنها جامعة انسانية قامت على الفكر والصفاء ٠‏ 

كما تأثر بها ابن باجه » وابن ن الطفيل 08١‏ ه ف حي” بن شظان حيث سمثل 
2 حي « العقل الانساني الطبيعي شرق عليه نور من العالم العلوي 7 فيتدرج 


ب بدون تآثير المجتمع # ف طلب المعرفة » ويقوم بالارتياض كما هي الحال عند 


أهل الشرق » واقلاطون ٠‏ 
.ولكن ٠٠‏ 
السؤال الذي لم بجد له الاشراقيون حلاك ‏ على كثرة المحاولات ب هو 
كيف نثنا النكلام ؟ أي الاجسام المادية من النور ! 
النين: الور ميذا وجودي في هذه المدرسة ؟؟ 
هل 00 الضد عن. الضشد ؟؟ ٠‏ 


وهل ني الحرة « النازلة » في اليش الود » ان 0 2 1ل » في 


المادية 2 

وهل يمكن اعتبار 2 اللا"تناهي « ف النور ؟ وق المادة ؟ 

واذا اعتبر هذا ».أما تكون المادة. مساوية للنور من حيثث القبمة المطلقة ؟ 
اذ أن 2 اللاتناهى ع« بيعطلى الخصب. والعطاء والغنى والديمومة ٠‏ 





لالاه5 مداه م الا 


ولكن +٠‏ اذا كانت هذه مشكلة المدرسة الاشراقية » فهل استطاعت المدرسة 

المشكائية ان تتغا على المشكلة وتجد لها حلاء ؟ 
عد ور 

بين الاشراقيين والمشائنين اختلاف في القول. بالانوار المجركدة العقلية ٠‏ 

فالاشراقيون يقولون : ان اختلافها بالكمال والنقص ٠‏ 

أما المشائيون فيقولون : ان اختلافها بالنوع والفصل ٠‏ 

وححكة الاشراقيين : ان الانوار من طبيعة واحدة من حيث البساطة الوجودية» 
والاضل النوري لي 

وحبكة الشائيين : ان.هذه الانوار لا يمكن التمبيز بينها الا عن طسريق 
الانواع المنفصلة القائمة بذاتها ٠‏ 
لا يفسح محالا للقول بالتكوعية 2 7 الاساسي ٠‏ 

وبرد المشائيون : أنه لو كانت الحقائق النورية من نوع واحد ا كان 
أحدها عاكة والاخرى معلولا ٠‏ ولاقتضى التعليل بأن احداها ترجكحت على الثانية 
بون مرجّح أو مخصكّص ٠‏ 

ويرى الاشراقيون : ان الاختلاف من حيث النقص والكمال كاف لاظهار' 
مبدأ « العلكّية »6 ٠‏ ْ 5 

واذن : فلا المتلاف الا من حيث النقص والكمال ٠‏ 

ويرد”ون على المشائيين قائلين ال 
بالفصول والانواع ) الفصل والتوع المنطقيان ) لكان مركا من أجزاء » أقلها 
حزءان ٠‏ 


ساكؤرة5 مه 


وهذان الجزءان اما أن يكون كلاهما جوهرا غاسقا ( غير مضيء ) أو يكون 
لحدهما جوهرا غاسقا والآخر هيئة ظلمانية ٠‏ 

ففي الحالة الاولى يستحيل الحصول على نور لاستحالة تركيب النور مما 
ليس ينور ٠‏ 

وكذلك في الحالة الثانية : 

وف الحالة الثالثة فليس لغير البور مدخل في النور لاستحالة حصو[ النور 
مما ليس يلور ٠‏ 

واذن : فلا تختلف الحقيقة النورية » اذ هي حقيقة واحدة غير مختلفة نوعاء 
بل متميتزة من حيث الشدكة والضعف النوري ٠‏ 

والنور في رأهم ورأي السهروردي قسمان : 

غني” » وفقير ٠‏ 

فالغنية هو : ما لا تنوقف ذاته » ولا كماله على غيره ٠‏ 

والفقير هو : ما تنوقكف ذاته وكماله على غيره ٠‏ 200 

وصفات الشيء اما أن تكون له في ذاته » وأما أن تكون له يسبب الغير * 


0 والغني* 00 هو ما يكون غنيا من جميع الوجوه » وهو الذي لايتوةكف 
على غيره في ثة أشياء : . 


ش ١‏ ساف ذاتهه 
؟ ‏ في هيئات متمكنة في ذاته ٠‏ 


ع في هيئات كمالية في نفسه هى مبادىء اضافات له الى الغير12) 7 





... 585 حكمة الاشراق للسهروردي ص‎ )١( 


لالهه5 ا تت 


:. ونحن نرى أن المشكلة ‏ مشبكلة خلق عالم المادة ‏ تشحل2 في المدرسة 
المشائية » لانها تقول بالفصل والنوع بين العقول النورية المفارقة ٠‏ 

فالفصل والنوعية يعطي الانوار طبيعة التهيثو والاستعداد لخلق.عالم المادقع 

بدون أن يقف « التضادة » حائلا » كما هو الحال ف النظرية الاشراقية لان النور 


لا يعطى مادة ٠‏ 


ونظرية « ذبول » الانوار » وتنقصها » واستغساتها » لا يدنينا من حل” 
. المشكلة اذ يمتنع أن يستحيز النور ‏ وحتى ف هذه الحالة ‏ الى مادة ٠‏ 
1 ومن تنبشع أفكار المكزون الفلسفية » وتعيين المدارس التي استقى متهاء 





اؤرفدت فكره » بتضتح لنا آنه يأخذ من المدرسة الاشراقية بنصيب » كما 


١ ِِ 3 2‏ 
بأخذ من المدرسة المشائية بنصيب أيضا ٠+‏ 


فمن المدرسة الاشراقية قوله : 
وأبدت لعينى ف دثجا الستر ناركها 
فقلت لاصحابي : امكثوا علكنا نرى 


ولما نزلنا وادي” القدس «أشرقت» 
١‏ ا 


وبنقطة الحرفين من فعل أسمه 
م ظ 3 2 
يأتي الرسول من البعيب 
وأراك أدنى من رسو 
بااعيك: عكين سيدق وت 


فعرقته بك اذ بدا 


وشنووره عرقتل سي - 


ليكشف عنى «نورها» حجب غفلتى 
هدانا الى «الانوار» من نور «علوة» 


علينا شمؤس الانس من بعد وحشة 
وير 


في الحسن » فزت «بكوني النوراني» 
٠ 5‏ ي 
د هه الى البعيد مخبثرا 

لك في الفؤاد وأظهرا 
سكن عنه رحت معيبكسرا 
نورا لديك مسن كرا 

"من بين أفتات السورى 


2 


ومن المدرسة المشائية قوله : 
قضى جودها «فيض» الوجودفاظهرت 
وأتقن بالإقدار من ريكة الضا 

+ 
لم بجر ما أجرى عليه لا » ولا 


عا 


مدار الحق مركزه. 


وناء فى الكون» من كون 


لان الخلق 5 عن علق 


أن الاستع “مق لعجتو 


03 


للا 


وكان العالم « الثاني » 


مشيثتها .قدا'ما حيلينان المشيئة ., 
ناعم ما شاءت بغير روك20© 
علا 

ساواه في الرتبة « مأ » عنه صدر 
جار 

وأوسطه وحيّزه 


له »ويه »2 ومعحزه 


لأمرر 9 - تح كل مشر زه 


به بدعى مُعزتزه 


ال *ا اخ 


وهذا الحجاب أو المشيئة هو مدار الحق 6 وهو.مركز المدار 6 وأوسطه 4 


هدرسة الما ييز ٠‏ 


وهو الحيتز المحيط بالاكوان » وهذه هي نظرية الأفلاك » أو العقول المفارقة في 


واذا اعتبرنا المشيئة « كونا » أولا » فيكون الحيتز المحيط بالاكوان هو 


. الواحد مُُ الواجب الوجود ٠‏ وعن الكون 2 الأول «( م ما م من الموجودات٠‏ 





. يراجع التعليق على هفين البيتين في الجزء الاول ص “#ام”".‎ )١( 


ب !"5 د 


وعله تم ما تمه يخلق ليس بعحزه 
+ 6د هر 
شاء » 1 للندا 92 مشيئةت” فاأطمرة” بأمره 6 أصل الفط 
فالوجود عند المكزون عالمان : 
العالم الاعلى » أو الاول ٠‏ 
٠‏ والعالم الادنى » أو الثانى و« 
لما أراد الخالق « افاضة ©» الوجود » أظهر حجاب المشيئة » أو المشيئة الفاطرة ٠‏ 
وهذا الحجابٍ « أتقن » باقدار الخالق له كل « الصنائع » التي شاءها 
الخالق » بغير روكة أو مثال سابق ه وهذا نفي لنظرية 2 ا 04 الاقلاطونة٠‏ 
فالوجود اذن « صنائع متقنة » # تتشتييىء ‏ أتقنتها المشيئة باقدار المشيء* 


والعالم الاعلى أو الاول تم خلقه على شكل « الافاضة » وتسلسل الانوار 
بالميدا « الهابط »6 ٠‏ 


وكلة نور أو كون بالسلسلة « النازلة » يمتدة ويستمد” من الاغنى منه 
بالسلسلة « الصاعدة » فهو مفتقر اليه » ويعتبر علة له » معلولا لغيره وفق سلسلة 
الممكنات » التي تنتهى ضرورة الى علة أولى وكل نور أو 0 السلسلة 
النازلة أو الصاعدة تميكز « نوعا » عن الآخر ٠‏ 


وهذا التمايز « النوعى » يجعل آخر السلسلة « النازلة » أشد فقرا » 
. وأكثر: ضعفا 5 


لم يجر ما أجرى عليه لا » ولا « سواه » في «الرتبة» «ما» عنه صدر 
والعالم الادنى » أو الثاني نتميكز عن العالم الاعلى بالوصف « المادي 6+ 
وكنان العالم الثانى بأوصاف سكزه 


سس لاكالا سد 


ب دي اباو ورا ع حي ب ل ع لوو ايم د 1ج 


واذن فالافاضة على العالم الثاني تختلف عن معنى الافاضة على العالم 
الاول » وان اشتركا في مفهوم « الوجود © ٠‏ 

فهناك في العالم الاعلى افاضة أنوار تتسلسل « هيوطا » وتختلف «نوعا» 

وهنا في العالم الثاني تعني 2 الأقاضة » معتى « المدد والعطاء » لاالتسلسل 
النوري + وقد بيقصد بمعنى « الافاضة الوجودية » ان العام الثاني ستدة 
وستمدة عطاءه من آخر سلسلة الانوار « النازلة » في العالم الاعلى + ويكون 
المدد والافاضة لقيام العالم المادي وضبطه » لانه يتألف من طبيعتين ٠‏ وبهذا 
يطلق معنى « الافاضة » على الوجود علوكه وسفليكه ٠‏ 

قفى .جودها ٠.‏ فنض الوجود © فأطهرت مشيكتها قدما حجاب” المسيئة 
و « قدما » تعني قدامية المشيئة » أو حجاب المشيئة » لا « قدمية » العالم 
كما يرى بروقليس ٠‏ 


ا 2 


الجدل واكذهب الكلامي ' 
في 
شعر المكزون 


علم الفقه يقوم على النص والنقل * 

وعلم الكلام يرتكز على العقل. ٠‏ 

وعلم التصوف يقوم على الالهام والذوق والحب ٠‏ 

فالدقائق الجدلية في العقائمد ٠‏ والتعريفات المعقكدة ف الفقه هما ١‏ اعدى 
أعداء الحالة القلبية أو النفسية عند المتصوفة * 

ولئن تميكز المكزون بأنه جمع بين العقل والنقل ٠‏ والالهام الوق 6ق 
تصوفه » فقد تيكر له أن يجمع بين النص” وعلم الكلام ين 
وحجاجه ؛ الذي تغلب عليه النزعة الكلامية » وآراء المعتزلة » والمتكلمين » 
وخاصة بما يختمش بنزعته الشيعية الامامية . 0 

لقد أخضع النصّن للجدل » واستخرج منه ما يويد آراءه وأفكاره السياسية 

والمذهبية » وقارع أصحاب العقائد في تقاشهم حول الله » وصفاته » والخير 
والشر » ومصدرهما » والارادة وحرنتها » والامامة والخلافة » معتمدا الكتاب 
والحديث » والعقل والمنطق » لدعم ما يراه ٠‏ ش 

وقبل أن نورد آراءه في الكثير من أمهات مسائل الخلاف » نورد بعض هذه 
القضابا لنتبين موقفه منها » ولتكضح لنا أفكاره » ونستطيعم أن نقدكر مدى 
ارتباطه بكل مدرسة ٠‏ 


ع5 لدم 


اس وجي سم وجوه سبج ساسا اي 





المعتزلة » وأهل النص » يشكلان في أؤسع قضايا الخلاف طرفين متناقضين 


ولعل مدرسة الاشعري تمثكّل دور الاعتدال بين المدرستين » وتعتبر مثالا 


. للمذهب « التوفيقي © ٠‏ 


المعتزلة عقليون والعقل عندهم فوق النص + 

والنصيون حرفيثون والنصة عندهم فوق العقل ٠‏ 

ححكة المعتزلة : ان النص؟ نفسه لا يمكن فهمه والاهتداء الى مرادالشارع 
منه الا بالعقل » ولهذا فلا سلطان على العقل ٠‏ 

وحجكة النصكبين وقاعدتهم الفقمية الون يصدرون عنها : لا اجتهاد مع 


ومسائل الغلاك كليزة ومتشعكبة » 0 هنا على ايراد أهمها : 

: الصفات‎ ١ 

المعتزلة والرافضة والجيرية يقولون : ببطلانها » ولذلك فهم في نظر النصتيين 
معطتلون ٠‏ 


الحشوية والمشبئهة .. اهل النص - قولون : بائباتها » وأثها مثل صفات 


| الانسان . وهم في نظر الاولين مشبئهة ٠‏ 


الاشعري يقول : ان الصفات حقيقيئة ازلية » لكنها ليست كصفات البشر . 
؟ - الاغصال : 
المعتزلة والقدرية يقولون : ان للانسان. قدرة على خلق أعماله.  »‏ وعلى هذه 


1 القدرة سئثون الكسب ٠‏ 


الجيرية انكرت قدرة الانسان على خلق أفعاله » كما انكرت: الكسب ٠‏ 
الاشعري : :- برى أن الله يخلق الافعال 5 الانسان 2 وليبس للانسان الا الكسب ٠»‏ 
؟ - رؤية الله : 


المعتزلة والجهمية والنحارية : شكرونها ٠‏ 


س- 558 سد 


الحشوية : يروث أن الانسان برى الله ف الآخرة كما يرى جميع الاشياء 


ا مرئية * 

الاشعري : يرى أن الله رى تالابصار » ولكن في غير حلول » وحدة » 
وكيف ٠‏ 

+ - التاويل : 

المعتزلة يرون : أن اليد معناها القوة » والوجه معناه الوجود » والعرش 
معناه السلطان ٠‏ 


أهل النص يرون : أن اليد والوجه أعضاء جسمانية والجلوس والنزول 
حقيقتان في نظر الحشوية ٠‏ 

الاشعري : يرى أن الوجه واليد والنزول والجلوس والعرش كلها 
صفات حقيقية كالسمع والبصر والعلم والقدرة22 ٠‏ ش 

وهناك مسائل مختلف فيها كخلق القرآئ وقدمه وحدوثه ٠‏ ومسائل 
الادمان » والعقاب والشفاعة والخلافة ٠‏ 

هذه الخلافات وان أغنت الفكر العربي الاسلامي وأثثرت الادب وصقلت 
العقل ٠‏ فقد كانت عاملا فعالا في 'تفريق كلمة المسلمين وتوزيعهم الى مجموعات 
' متنابذة » متدابرة متشاركعة » وبالتالي أفسحت المجال للعناصر الشعوبية التي 
تخفي مقاصد سياسية » وتحمل روحا عنصرية » فاستغلتها » وألبست أغراضها 
الساسية-الهدامة ثوبا دينيا لاستقطاب .الجماهير ٠‏ 

هذا بعض من أمهات مسائل الخلاف ٠‏ فلنأت الآن ببعض-من آراءالمكزون 
في بعض هذه القضايا ومنها يتضح للقارىء المدارس التي ينتسب اليها » والتي 
يحاجثها ويجادلها ٠‏ 


بيب ب ا أ ا ا ا ا الل 7ت ا 


(1) الجويني © واين عساكر .. 


لااكةاما ند 


-١‏ اذا كان الخلا منه مُحالا فغيبة” علمه عضا محال 
لان مفيد أتفسنا هذاها مجاني” ذاته عنا الغلال 
فهو هنا يلتقي مع المعتزلة القائلين : ان الله ف كل مكان ٠‏ ولكنه يضيف إلى 
هذا حكما آخر فالمقدمة الشرطية التى بورد بها رأي المعتزلة في « المكان © اقيم 
عليها حكما آخر وهو القول بالرؤية » أو « الشهادة » ردا على القائلين بالغيب»ه 
فاذا كان خلوة مكان منه هو محال » فالقول ب « الغيب » محال ء لانه 
ألهم كل نفس من أتفس خلقه هداها » فلا يجوز أن يلحق بهذه النفوس الضلال 
عن ذاته ١ ْ . ٠‏ . 
؟ ل زعموا أن كل من أعمل الرأي ؛ وأخطا بيه نال الشوايا 
.هذا رد على المدرسة الاشعربة القائلة : كل محتهد ' مصيب ولو أخطاً » فان 
أصاب فله أجران » وان أخطأ فله أجر واحد ٠‏ ودررى أن هذا « التخريج © 
القائم على « النية » مخالف للمنطق والعقل ». يراد به تبربر بعض الاخطاء التى 
وقعت في ممارسة الخلافة ٠‏ 
ائه يراه « زعما » لانه ‏ لا يصح أن ندرك الصواب بالخط » ومحال 
أن يكون الخطا علة للاصابة:ء 
ل ان كان فعلي لبه مرادا ‏ فلم" يما قد أراد يُعصى ؟ 
ولم” دعاني الى أمسسورر مني لها الخلكف ليس يُحصى ؟ 
وهذا رد على القائلين بعدم حرية ارادة الانسان » وان الارادة » أو خلق الفمل» 
أو القدرة على الفعل هى لله ٠‏ ْ ْ 1 


لسك لالاكا سدم 


فاذا كان ما يفعله الانسان مثرادا من الله ومقضيكا منه » فهل يريد الله 
أن. “نعم من عبده .؟ أز بخلق فيه ارادة العصيان ؟ 


وما هي الحكمة من الاوامر والنواهي ألتي بأمر الله بها » أو ينهى عنها 
عباده » اذا كان يخلق فيهم ارادة 'المخالفة والعصيان لما أمرهم ودعاهم اليه ؟ 

و قل لمن قال : ان باري البرايبا ليس في خلقه مريد سواه 

م" تثرى أن أراد بالعبد شرا راح في العبد كارها ما قضاه؟ 

اتقوا الله ذاك أمر محال ان درى ساخطا رضاه رضساه 

واذا لم يكن » فقد ثبت القمبل» لعبد ٠.٠»‏ ومان فيما ادكعاه 
وهنا أيضا تراه: مع المعتزلة بالقول بحرية الارادة » والرد” على القائلين بتقيبد 
اه والحجة التي يسوقها هنا هي تساؤله ٠‏ 

من الذي يقضي على الانسان بالشر ؟ 

قاذا كان القاضي هو الله كما تزعبون « لا ارادة الا لله » فكيف يكره 
"الله .لعيده ما قضى عليه نه ٠٠‏ ان الله لا يرضى لعباده الشر ٠‏ 


هل يرضى بشيء أولا ء ثم ينقلب ساخطا على ما ارتضاه آخرا ٠٠‏ أنه 


محال واذا لم دكن الامر كذلك 6 فقد ثبت الفعل وحرية م للانساق ».٠‏ 
وكذب القامل" يسلب الارادة عنة ٠‏ 


وسؤال : 


هل الارادة ارادة الانسان عند المكزون مطلقة اطلاقا كليا ؟ أم مقيدة 
تقيدا حرشا ؟ِ 


كما نراه تقول : 0 
فلو كانت ارادتسه تعالى ارادمقفا لدم لنننا المراد 


لاخة5 لد 


7 وما اختلفت دواعينا وكان الصسلاح بها”» وما عثرف الفساد 
ش * خ# و 
لنبو كان باركتسنا: قالن.' . .نسالة كينا اراد 
لم تختلف هيبّات ما أبدا » ولا قيلت زياده 
فلأرسدت» ف اباتك أو اناد ليا اعستادء 
وهكذا نرى الحجج الدامغة » ولتدّد المخاصمة » والقدرة على سو قالادلة 
الكلامية » والبراهين المنطقية والعقلية » والاسانيد النقلية في شعره ومانه » 
ستخدم كل هذا في موضعه من حجاجه وجداله ٠‏ ولقد امتد هذا المذهب 
المنطقي الكلامي الى غالبية شعره » فميكزه » وطبعه بطابع خاص” ٠‏ 
ومع اعتماده على أساليب الكلاميين وادلتهم فقد هجا علم> الكلام : 
أغبى الورى من لم بجا فسة . تخصكه الا براي العتبسوام 
وأبعد الخلق عن الحق من , يتجاول الحقء بعلم الكلام 
وآخرا : 
ماذا تسمي هذا المذهب الفكري الذي يجمع الكثير من المذاهب ؟ 
هل هو المذهب « ارقن » بين العقل والنقل والذوق الصوفي ؟ 
يلوح لنا الاخذ بهذا الرأي أحيانا ٠‏ 
ولكنه يتدع” مدرسة العقل أحيانا ليدعم مدرسة النقل ٠‏ 
وأحيانا نرى العكس ٠‏ 


ن نسمية مذهمه هذا مذها « اتتقائما » ؟ كخذ النقل ما واف 
1 2 : 2 . من فق 


ا اله 


العقل » ومن العقل ما يدع به النقل » ومن كليهما ما يتلاءم مع الالهام » والذوق ٠‏ 
الصو ؟ 
والاحكام على مذهب المكزوث الفكري ٠‏ 

ولكنه ب قبل وبعد كل شيء ‏ يرجح حكم العقل ٠‏ 


للك ذف 0355 


القصيدة اللزدوجة في المنطق ظ 
بن محمد السهلي في « كركانج » وليحفظها ( علي” ) أخو الشسيخ الرئيس00) . 
العيد تلت الذي محلم زلبك لكام وود 
والحمد” لله كما يكستوجب” 2 بعزته العالى الذي لا يشفت 
والحمد” لله الذي برهانه”' أن ليس شأن”* ليس فيه شائه 
والحمد” لله بقدر اللتمجكة لد قدر و أسعر العيك. ذي التناهى 
والحمد” لله الذي من نكر" فاننا بتتكر” من اص وءرحية 
كم على نبيكتا الامين شارع خير مكة ودينر 
أشرف” من سشبعث” ف القيامه" أفضل” من أرسل> للدمامه" 
مصدر غلاةة رب المالكم وآله النشرة الكرام الانجمر 
* *#ا ور : 
مسمس سي سس سس 
)١(‏ ورد ذكر. هذه القصيدة في كتاب تاريخ فلاسفة الاسلام ص 55 للدكتور محمد 
لطفي جمعة)» وقدتشر هاف مجموعةالفلسفةالعربية العلامة سمو لدرز» ولكننالم نعثر عليهاققي 
المخطوطات والطبوعات العربية رغم البحث والتنقيب طوال سنوات؛ . وآخررا أهدانا 
السيدٍ زاهدي غلام محمد من طهران صورة مصورة لهذه القصيدة عن مخطوط 
يعود تاريخه الى القرن الثامن الهجري كما ارسل الينا اليد مولى جاد الحق من 
رجمهورية مصر العربية كتاب منطق المشرقيين لابن سينا طبع المطبعة السلفية » 
وبه نفسسن القصيدة . 
وبمقابلة النسختين المطبوعة والمصورة عثرنا على تحر بفات سيطة تدا ركتاها» 
فجاءت القصيدة كما برأها القراء فبريدة في بابها » ويمكن اعتبارها مفتاحا ينطق 
المككرون ٠‏ 


ب الاعا ب 


والحمد للاله رب” العقطلل 


5 


تهيأت" لان تكون” عا | 


أشرف” من ذي العالتم المحسوس 
.قيه الكمال ينل هو الكمنال* 
مثركٌي” فيه وجود” الكل" 
. فكلة ما تحسشه وتعقله” 
ليس على وجوده الخسيسٍ 
هذا اذا أكدها التوفيق” 
واحتتهدت للحق” حتى تعقسلا 
فان طغّت ونسيت” مولاها 

و 
وفطرة” الانسان غير كافيه*؟ 
مالم" .ركد بحصول آقسنه 
فيها بيان” الحق” كيف يطلتب” 
.وما الذي يتغلئط الإنسانا 
وت" وثجوهم دمزءك. الصكوابر 
وما الذي يعرف ببالبرهباذر 
وما الذي يُوقع نتنقا عاملا 


عس راع 


ونا الذي خه في ها يثوجب”. 
02-2 


2 الدم اخ 


والنفسر حتى خرجتت بالفعل 


متصوكرا من كل” شىء. مُحكما 


مفيرة” مق 5 5 و وسر 


جوهر*ه” اليهماء* والجال* 
والعلم” بالله مثفيض العدلر 
فيه كه من الوجود أفضله" 
أعنى وجود” الثميء ف المحسوس 
ولم يخالف* أخذتها الطريق” 
وركغبت ف الح لخيرر حتى 'تعملا 
مهما وتيا اا يجار 
* 

في أن ينال الحق* كالعلائيه“ 
واقبة الفكر من الضكتلاله" 
متى أراد” الحقة والسيائنآا 5 
وكيم" لكل” متطلب, من ياب 15 
فيثوقع” التصديق” بالإيقان ؟ 
مثغالطيكا كان » أو مثجاد لا ؟ ٠‏ 
وتّصم 


الور عاد ك1 
لا العقد> والتصديق” مما قيلا ؟' 


سس طا/ا؟ا مم 


وكيه بشو تيا تيه 
ب 


وهذه الآلة* علمة” التق 
ميراث ذي القرفين لما سالا 
لن قد لض “اريسي 
ودر لحي م قد سأله 

الس الح تيلم سبيل” 
*. 


52-7 الع ائيش سرك 
ذاك الذي له أيادر 6 


أن أودع” المنطق> نظم” الشكعرر 


لا سيكما » ولي أخ* في حتجثري 


.أوصى أن أقضى” فيه حقكه" 


فيا « علىة «6 اجعلته* ظه القلبر 


عقلت” ما استظهرت” منه عقسلا 
وافنا الثر الكفير + الحكييه 


وأن يكن" أخوك” حين> تعقبل” 
وصار ف أخرى حمات في ٠‏ 7 


كشال ارروع لساشحية 
فادع” له » والتمس. الاخؤانا 


عامس 


.ونا الذي في حدته يتحتثد ؟ 


#؛ 
مله 0 ل 0 اوقبي 
7 فيه زففه يد 
يكن 1 كله وفصكل له" 
ما لم تثقدكم" قف الحو 
* 5 3 
ذاك الذي تم لديه الفضل” 
فوق. الذي بثوقتم* تحت” الححده 
حتى يكون ثاتاآً ف الد كتير 
وصيئة” الوالد عند المتجكرر 


وان أثريه في الضكواب 0 


حتم اذا بلغت سن 7 اللشى2 
وصرت” ل سن للق أبعي + أمسلا 


أدر“كته” 00 اللشيوق الأجل". 
' والجسم” مله مود>ع” فور 


مالك كوو اها كناك 
أن يذكروه ف الدثعا أحيانا 


(1) مزيد الاسكندر:ذي القرئين "ابن فليبس »© ووتزيره أزسطو' ٠‏ 


لس 300 سم 


م م١‏ 


انتباء المنطق 


اللفظ” إمكا متفرد” افيا الى 
وهو ابنذ قيل بلا تاليف 
أو الذي تعرفكه* بالقور 
وهو الذي في ضمنه تاآليف* 
وكلة لفظ ملفردر + لإكممنا 
كقولن : الحسي* » فان الجسما 
وهو الذي يُعرف” بالكتتي 
فهو الذي يُوقع” بالمعنى الأحّدء 
كقولنا محمد” » أو حفص” 
دكلة كتير » فضا انا رفع 
كالجسم للانسان » والنبات 
أو الذي لو لم يكن" معلوما 
كالضحك للانسان » والبياضٍ 
لخ اكه سانانا 


في الالفاظ 


ان من الذانى2 ما معتساأاةءة 
أي ما الذي تكامل” الموصوف” به" 


أمكا الذي وقوعئه” أعسية 


ليس” لجزعر مله جزء” المعضى 
كقولنا زيد أو الظريف 
للجزء مله دكلة جزء” الكل" 


كقولنا زيد” هشو الظشريف” 


بعوث معناه الكثيرت عمكا ! 
تشيل* متام كيرا تهنا 
أما الذي يُعرف” بالجزئي” 
على فريدر واحدر من العتّدد" 
وهو الذي له شقال” الششخص” 
وجود” ما قيل عليه ستتتسع” 
فهو الذي له يثقالء” الذاتي 
الشيءر لم يحعل* له معدوما 
تلك التي عرف بالاعراضر 
حتى تم خمسة” ال سا 


ع تو در عو سيت 
كما تقال* جوهر” أو جسه” 


- 


قانه أعمة من ذي'النفس 
أو ما يكون دونه في الجسسع 
كالجسم ذي. النفس قما يعسي 
والنوع” نوع” اجنسله: بالطيع 
ودنام ل جترب الاي" 
عراقة السلر رايب الوه 
والعترءضية منهما قسسماذر 


فالضحك” للانسان ليست خاضة" ‏ 


ثم البياض” لسواه بعر ض” 
فكل ما أشيبهه” مُسمئى 
وكلة لفظ مفرد يددلة 


أو خاصة” » أو ع رآض” 4 أو جنس 


وهو الذي تعرفه بالجنس 
وهو الذي تعر قفه* بالتوعر 
دون الذي كان يعم الجسمم” 
والجنس” أيضا هو جنس” التوعر 
كنزلها: الاضانة آي سني" 
لنوعنتا 6 وللحمار ناهق” 
فنك والتيكاض :الباق 
لغيرهٍ منه ويدعى خاصكتةة" 
فالثلج”* والققنئس أيضا أبيض” 
بالعترضٍر العام . فحقكقآً عا 
على كثيرر فهو إمكا قتصصل” 
أو هثو” نوع” فمي هذي الخمس” 


ف المقولات الصشر 


وكل نعت فهو اما جوهصر*” 
وليس بالموجود في الموضشنوعر 
بل مثل” انساذر ومثل” الشجكرةة 
أو مثل* قولي : الطول وهو الحاوي 
وبعداه الكيف” كقولي : حكرة 
وكلة من شابّه » أو تشابها 


ثم المضاف” وهو بالقياس *' 


قوا ع 3 . مشقركر” 


مثل” وجود اللون والتريعم 


| أو هو كي؛ مثل” قولي : عتثشره" 


فصل” التكساوي» وسوى التساوي 
انق اي 1 
كيف 0 تعره . ألم م3 بها 


الى سواه مانت* كالراس 


.هللات 


انيه رام »القع تبات 


لا يبقل” العبد” » ولا مولئ* لبه 
والأين” أيضا أحد” ا معانبسبي 
كقولينا : في الييت. > أو في الخاذر 
كنسية الشوعء “الى الرمسحان: 
وبعد”ه .الوضع” .كفولي .: قبائم” 


والوضع” حال” ين ار 


الى حهاتتر أو الى. أماكتبيا. 
وبعد”م الفعل* كقولي ١‏ : قطعبيا. . 


فهيبذه هي النعسوت” العتزه, 


كذلك الإجوان” للاخسوان: 
والاخ” ان لع يعتقد؟ أخاله 
كنسيبة الشيء اللسى المكيسان 
و بعد" 5 متى من 5 من الملمب ساني 
كقو لنا: في الغيند أو في. :الآذر 

أو اه » أو ساجد” ».أو نانم ” 
بالاتحراف ؛ أو على السكواءر 
وبعده المثلك” كقولي : ذا غنسنا: 
والانفعال مثل قولي : اتقطعصيا. 
والغبدة لله على عا تكرت 


“في القصايا 


والقول” 0 


فائه صدق”“ 


إفنا “قابل” للصدقر 


4 أو الانسلشدان” 


ومنة ما ئيس لذاك قتنمايلا: 
ق” ولا.ككتذب” 
وانسا الاول* .فيه الكتسر” 


فانه لا صاد 


أو .-جازم* 8 وذاك اما الإستط . 


تكشترط" 


: :الانسنان” عي ناطق *: 


والكذب ؛ كالانسان هو ذو نطق 


لظي .6 فهذا كذ ب* هت ان* 


كقولنا::.:ياليت” لي .فضافك يلا 
وليس.للبرهان في هذا سكبب 
ذاك إسمثه قضية » أو ختبره 
وهو الذي ما فيبه شرط” يشرط" 
قانه. بغير شرط: صنسادق” 


أيبسط ما توهمئتةة” القضيكه" 


بصير قولا واحدا .لبا ارتبط”: 


ل 


أو قولنا : 
فبالرباط صار“قولاك واحن ددا 
وآأول- القسمكينٍ مُدعى المتتصل” 
فقسمثه الاول” في القناكر 
وكلة. حملسية.لنه: جزءاإن 


إن كانت “الكؤاكب” 
إمكا النفؤس” باقيته* 


له 0 كيل" مه جو , : 
فانه المحمول” » إكا واجبا 


كقولنا : الامية ليس كبا 


ليس سوى هذيئن قول“ حملي 


فائه كير الششيك تب 
فان يك” الموضوء” افظا كتي 


في كله ؛ أو بعضه قد حملا ' 


كقولنا : الأنسان” يمشي » أو يكن 
سثمتي” بالمحصور مثل” فون 1 
فشه ما أيجاشه بالكل” 
ومله ما ايجابّه بالبعض 
ونه ما تسلبئه عن بعضر 
ومته ما مُسلب” بالك 4 
وكلة محصور هن الكللام 


طالعة“ + فقرص” شن تخساري” 
أو عند ما تبلئ الجسؤوم”* باليه* 
قولان 'قد توك دا:فضاعسدا 
مُسمى المنفصسل" 


متقدثم” » وما يليه تال 


وذلك الثاني ث 5 


أو“لبه” موضوعغ به » والثاني 
فالجسم” موضوع” ؛ وأما الآخر* 
0 الذي اقلت" » ب ساليبا 
: النبية ليس كاذبا 
وكلة يت فإمكا كلي 
عرناء 


أو قولنا 


من البركه" 


افاتهم سمكوه” قولا حالم لا 


أبين” مافي اهيلات الم يبن" 
كلة أمرعر فإنه ذو عقلل 
كقولنا" لاك أمرى عر ذو عقل 
كقول ؛ نعض” الناس عدل” مرضي 
كليس” بعض” الناس بالمثييتضٍ 
كقولنا : ليس امرؤ" بيكس" 


يحصّر* في آربعة, اقسام 


د الات 


وذلك اللفظ* الذي المحصور” 
قكلة ما عدكد تبه مان 
عن مكيلة لكين عق انيه 
بلقي انا واي رط كس 
أو ممكن .ليس يدوم أبدا 
أوسعجل» دال* التطتسييلان 


بة شال الحصر فهو السشور” 
اثناذر شخصيكان : ثم اثقان 
محصورة* > فته منانيته» 
كما تقول” : كلة زوجر علدد” 
كما تقول : أن زيدا قعذدا 


كقولك : الانسان” غير قفاذر 


قي النقية 


ان فق" قولان في الاجسزاء 
واكفقا في الجنزء والزمان 
وق الاضافات 4 وهذا واجب” 


وذاك جزئي؛ » وه ذا كلتي 


ف الكفظ ولمعنى على السكواء 
والفعل والقو“ة 24 والامكسان 
وذلك الآخر* قول” سالب* 


فبو التقيض” في جميع التقتوال 


في العكس 


ان تكس الموضوع” والمحسول 
كله امرىءٍ أنس" » وكلة أنسر 
هر ها ”موي ضيبا 
فان سلب الكل” مثل سه 
والرئسية الفرعية 1 والملسدوة 


وسالب” البعض بغي عكس ‏ | 


ولا تقول : ليس كلة أنس 


ف القول وهو مثل” ما تقول 
امرؤٌ” » وليس قلتله بالعكس 
ذاك الذي يدعونته” ملتعكسسا 


. يصير* سكلب> الكل" عند عكسه 


فالسكسن* شه مومل* جزقبيية 
لدي كت امور الس 
بجوهر على طريق العكس 


108ب 


في القياس. 


ان القياس هو قول” وضعاا 
منها مقال* غيرهما يستلز م* 
فسسه ما بلزم” باقتران 
ولا اقتران" قط ما لم يُذكرء 
وكلة ما سميتسه” قضيمله* 


ففي القياس سه مثقدمه* 


تنيحة” » وس حدكا أوسكتطا 
وما بقي » فالطرفيئن سمشوا 
في قولنا : الجسم” له تمكثن” 
فإنت ذا التمكين: الملكرار”* 
والباقيان منهسا حصول” 
.من بعد ما قثلنا فكلة جسم 
موضوعء ما ينتج” حدكا أصغرا 
كقولنا : مكوتن” » فالكثبرى 
ما'فيه حّدة أصغر” ء والاوسئطء 


منها بأن يوضع » ثم بح لا 


1 كقولنا : كلة امرى عر متجسكم* 


وبعداه أن يحمل> الخ دان 
كقولنا : الجسم. .ثرى © والعقل” 


ف ضمنه أشياء كبى" بحتمعا 
وكان مجهولا فصساز يعكم”. 
ومسه بالتكترط وذاك انر 
في خبكرين, : واحد” مكركر* 
شرطية” تكون ؛ أو حكمليكه" 
وجزءتها حدكا وما قد كز مه" 
ما قيل” في القوثين حتى ارتبطا 
كقولنا : مشكوتن” > أو جسثم” 
وكلة ذي تسكثنر منكسسكون” 
وقد بقي لكل” قول آخسير* 
تتيجة القياس اذ" فول 
متكو“ن” 2 أي موجّد” » فسّم” 
كالجسم » والثاني> حد"! أكسيرا 
ما فيه حّدة أكبي” » والصتغرى 
أحواته* ثلائة" اذ مُربط* 
وشكلثه هذا يُسكى أولا 
وكل* جسم جوهر" متكمكم* 
عليه هذا الشككل” يُدعى الثاني 
ليس يرى »ء فالحالتان التحمثل” 


0/1؟ ا - 


وفلتة أن يوعد “العسكدانة 


كالقول:: كلة طائسسرر" ذو صككم ' 


ما, له تكن كبرى 'التنباء الاول 


ولع تكن صتغراه قولا موجببا. 


مالم .تكن كيرى البناء الثاني 
في السكلب والابجاب لن يتفقا 
مإلم. تكن مرق اليباء الآخر 
في نظمه » وكان قولي كلسي 
7 كان في القوليئنر قول* يي 
ندا 5 يكن" في الاوليئن كي 
لكقه ف ثالث الاش كال 


00 ه » وهذا ثالث” المماني 


وليس كل طاشرر ذو صتمكمر 
كبخمت و ادال سوستل» 
أمكن ما ينتجه أن يكذبيا 
كليفة » ولم يل الجزءان 
أمكن ما ينتج* أن لا يصئد”قا 
أوجب” 0 الاصغرر 
فيه » وليس مثنتحا في الشككل 
فليس ما ينتج* قولا كساتي 
فكلة ما ينتج ره جتزرئقئي 
ل ينتج" الكلتي في الاقوال 


في القياس المستثنى المعروف بالشرطي 


5 اا : من كلام متكصل” 


بغيداه ينتج .عنسين التالي: 


قف سرهبة سوال 
لكمن كل»:. متنا يكون” حالا 
فالخلق ليس أحمسه :الاحوال 
كقولنا : ان كان جسم” سرمدا 
لكنكه لها قتببول” حامسل” 
وعين* تبال ونقيض” الاولر 


فاستئن .من مثقدتمر .كما حثميل* 
كقولنبا.: ان. كان كله حببيال . 
فالخلثق”* ليس أحجبد* الاخوالر 
كيفية ما تسسسسرع” الزموالا 
واستثن أيضا بنقيض النتالي 
لم يقبل الاعراض 


قطة أبدا 


. فقولنا : .الجسم” قديم” باطل” 


وير م 


” لكنه في . المتقصسلات اسشتئنر 
ننج ان كان لببله جتزءان 
ألعين بالنقيض » لا بالعسسين 
وان تكن" كثيرة الاج سنزاء 
عتين” » فان سائر التوالي 
فان يك* النقيض” فالتوالي 
0 اذا جميعئهن است ليا 
.وان يكن" في واحد الاجزاء 
عين بل النقيض” مثل أمعا 
أو تنحز”! صورة المعقولر 
ل أن النفس” ليست جسما 


"أن انك" القيضن أذ بلسي 


خلاف ما استثيتة ه في الشاني 
وعكرثه وذاك قِ الحزئنين 
وكان ما قد قيل في ا 
باقية” يبحسالة اتفصبال 
أتنج عينة واحبد قد بكقياسا 
ستلب” فسلا يتنج" باستثتباء 
أن لا تكون النفس” قطة جسما 
لكن* تجزتبهسا من اميل 


فقد قضينا في القياس حتكما 


ف الاستقراء ٠‏ 
وان يكن" حكم” على كلسي لأجل ما شوهد في الجثزرئي” 


فذلك المعروف” باسستقرار 


تومن بكثرة الاجسزار 


في التمثيل+ 


وان: يكن على. شبيه حتكىما 
فذلك العروف” بات يل 


بمثل مافي , شُبفه :قد عثلما 


وعند” بعض الناس بالد يل 


في مواد الكقدمات 


لا يعرف المجهول” بالمجمسول. 


وإن حكه: ا أن كل” ما عثلم" قد كان مجهولا فهذا ينتظضلم” 


الآ ب 


اابعايي اعبات اليد بحا بإاده امسيس بض سج ولد دب | 


إل مدعنا بع فاق وال" 
فيعضها. مقدامسات* الحسّش 
ويعضثها توجيئها الاوهام 
وكلة ما شدر كله الحواس” 
وان يكن فٍ ميدأ الجسوم 
أعم» من لواحق. الاجسسام 
والنقص والعاكة والتناهفي 
تكله يعرض” للانسانر 
فان فعل” الوهم في النفوس 
وأن. كن افحن ماقنة بكلا 
ولم يكن" ييجكم مشل التقسر 
يشاكة في ذأك » وان سم يمت 
كتوانا : لا بد من خسلاء 
وقولنا : ما ليس في مكلساذ 
وسقتها متذكنات* «العسيسسي” 
صارت لنا مومّتة” ببركه 
فبعض” هذا صادق" لككتة 
كقولنا » الظلم قبيح” » والكذ ب" 
والبعض” تعطيه الصواب” الشرط 


5 عند أحدر در ايتَلنه" 
منهما بحاز” علم” ماقد “*يجهل 
كظلمة الليل » وضوء الشمس 
فان يكن" موضوعُهما الاجسام” 
انن قا ارسي لباه 
وف أمورهن في العتنوم 
كالفسردر والكثرةر والتكمام 
فان حكم” الوهم فيها واهي 
تهون جيلة الأس سار 
فعل' سوى المحسوس كال محسوس 
حكما كما مهما أحس>؟ يلا 
الاك على ما يقتضيه الحشي 
وكان فيه الوهم ليس يستري 
في خارج الغالم » أو متسلاء 
فليس" بالموجود في الاعيانر 
محمودة* » في العاقلين شائعه" 
كأنها حاصلية” :: بالفطرءه* 
ليس بديهيا كما قد ظتكله 


عار” » وان العدل” خير" متستجم 


ود .اي لا 3 


5 


فيه قطة 


1852 سم 


ولو توهكننا بأنا الآنا 


رأي” 6 ولا رسم” 5 ولا آداب* 


وبعضئها ذائعة » في اللادي 
كالقول : عاؤن" ظالمنا أخاكا 
وبعضثهما يتعرف” بالمقبولله* 
كما قبلئنا نحن” عن امامينا 
قبل” الزو“ال » والدثماء” مُنقض” 
ونعضها مقدكمات” العقلٍ 
.حصولها لعقلنا بالفطسره» 
وبعضتها مقدثمات” مُوةهت" 
وتهثي” التي تتعرف” بالمناتتفه" 
وبعضها مقد”مات"” انسا 
كقولنا : هذا السحىة بحم * 


جنا الى الديا ء وما أتانا 
أمكتنا ف كلها ارهاب 
ان فتثشت عادت الى الفادر 
فربكما أقنع> ان فاجاك سا 
كرأي من ترضى » وتهوى قيله* 
جواز” ان توري” في صريامينا 
من أي” عضو خرجت منه الواضو 
كالقول : ان الجزءء دون" الكغل2 
لا مُمكن التشكيك فيه الفكرء.* 
مُجمّع” منهن* قياس” السكفسطه* 
ثقال اليل “لآ آنا خبدينا 
أو قوكنا : هذا الوسيم” سَدره 


في المر همان 


مقد”مات” احج 3 اليره ان 


أو كان محسوسا بلا.اشكال . 


فبعضه برهان « أن » انما 
يفيد. للوجود مله سسببا 


ما كان بالفطرة للا سار 
كما ضربناه” من الاشال 
شد أن الشيء موجود” ٠.‏ وما 
بل رما كان له مستبا 
عن قمرر قد جاز” في السكير, العرض" 


أفاد « أقا » لم فد" « لاذا © 


م لام؟ ا 


ليس 'الكسوف” عل للسشتر 
فان يكن" أوسطئنه معلولا 
وبعضشته برهان” « لم” » أوسطه” 
كقولنا : غدا كسوف” للقمر 
فان كون” قمر في الجوزهر” 
نورك انيف اللجتععاةر 
وكان من وجهيكن هذا علكله 
اذ كان ذاك” علئة عتة الجساة 


وكان لا يعطي اليقين دائما 


ونا متيعت متظلقة البرعان. 


أوائل” البرهانر صدق*” مسبرمدا 


لذاك ليس الحمل” فيها كلتي 


كلا ! وفي كل” زمانر كلشه" 
والحمل”* فيها أولية ذاتي 
والاولية : أن يكون” الحصل” 
كحملك” الحي؟ على الانسان 
فكل ذاتئ” فامكا حاص سل” 
كالحي” للانسان + والاقفارٍ 
أ وار وفوطة ف عمد 
مثن القنا للااتف » والتكربيعم 
وكلة محمول. على الحميسنعمر 


بل هو معلول” له في البدر:' 


لانه بحصل عند الجوزتهتبير: 
علكةة احداثر الكسوف في القمر" 
وعلكة” للثبيء في الاعساتر 
ليس على ماقد ذكرنا قبلتبه". 
لا علكة” للشيء في الاعيان 
بل قدر ما يبقى الوجود قائسا . 
طم بإن القصده هذا الثاني 
لا نستحيل”* أببذدا 
الا الذي إشمل” عند المشلر 
قليس يخلو واحد عن عخملة , 


ضرورة 


متناسب” المطلوب في الحالات 


ليس على الاعم” منه قبل 
لا الجسم ٠‏ أن الحم تخمل» غان 
في حّد” موضوعاته » وداخل” 
للجسم » والناهق لتعطممعشار 
لانه ب«وجد قيه وحد 
والنشلم اذ ككيء الوقسسشوع: 
وأوئي” الحمل. للؤض سوع 


اسع ]اسه 





وحمليّه في جيلة الزمسان 


. ان .كانت الحدود في البرزهسيان. 
وعاكة الوجودر ف الاي ان 


غير” الذي إتناسب” اللوييهم 


فذلك الكلى”. في الرهصسان 
ذاتيةة وعلكقةة الييان. 


. أيضا فلا يدخل في البرهان 


وليس من طباعسه غريا 


قي المطالب ٠‏ 


5-7 5 0 
أو «لم هو الشىء .» الذي إبراد 


و « الهلث » ,أما هل وجودالشيء 
ذاك » وأما هل" كذا محسول” 
هل تبطل النفس اذا انجل» الجسد 
5 دال» اما طلب اه الذات 
أو طلثب” معنى إسم, شيءر كالخلا 
وخرع مب الاسشعي ا امسوم 


والحدة للموجود دون ما نقد 


و.< اللكم* » يبغي عكة المعلول 


وتارة” علّة تفس الأ يهم 


أو « ماهو » الشيء الذي قديسأل. 
و « الأية » أيضا ركما يزاد. 
وذاك قبل «اللكم"» و «ما»و«الاي» 
على كذا وهو كما تقبول” : 
هل الزمان هو قدر” ؟ أم عتدد؟ 
كالقولر : ها الجراق. والنيبات 
يسيق هذا الاسم في «الماء» «الهلا» 
يعون" للنوجود و«لمعدوم 
قان ما ليس شيم لا شد" 
مم طورا علكة العسيوت ٠‏ 
وهو الحقيقية على م جدرك 


في الجدل والخطاية والشعر والغالطة 


ألذائدات” واللواتى تثقبتل* 
والذائعات” بادي” الستماع 
وذلك .الوهمية . والشسبيسيئه* 


قافنا موضبوعئهن* الاجدلء 


ا مغالطى”. 0 ممبوءو” : 


وذلك الموقعم للتخيل' 


فهانده ما. قيل في التصديقر 


يصلح في الشعر سوئ الدايل 
والحمد” لله على 'التوفيق 2 


في الحد 


العلي” : منهما هو التصوثر 
ويحصل” التصديق بالقياس 


والحدة منة يبحصل” الت م 


اذا أردت. أن تحدة حدا 


فاته بخصر” كل> واقتسممى” 


ثم اطتلبر «الفصول» فهي الحاده* 


أو فاعل” » أو غابة” للشسي” 


والائف للاقفطس + والصمسراء 
وان و جمدت وام دا مميكزا 


كام قياف ولس الفسية 


.بل أطلب الفصول” حتى تنفقدا 


لان يحصل الشيء” على جميع ما 
محمعلا في ذاه معقولا 
سه القسيةة بل ميلا 
لان ذات الشسيء كله وصفه 


بعض صفات ذاته أن يوجذدا 
هذاه وأما الرسم فهو قول” 


ومنه تصديق” لشسيءر ع 
وقد شرحتاه بلا التباس 
والرسم” أيضا منه فيه أثترة 
فب جنوه القريب””جسكنا 
دكون” للمحدود ف الصتّفقاتر 
من صورةر أخذتها » أو ماكية 
كالنقطق للانان ب الجن 
للغي” » والمتحة للدتوامر 
ذو حف" حت يلون مسرا 
ساذج” عير كد الشيييه 
فاق “#ضنة العقلر قينا حتبيدةذا 
به من الاوصاف قد تقو”ما 
فاق ضمت “فرة* شنولا ++ 
قما علمت الشيء علما كامسلا 
ما كان ذاتيا وكا يكفهة 
كذاك لا يكفيه ان مُحاعدا 
مثميئز" » وليس فيه فصل 


كم - 


بل عترةض” + كقولنا للبشسر ٠‏ في رسمه حي” عريض” الظثمشر 
منتصب” القامة » بادي الجلدٍ والجنس* في الرسم كما في الحّد* 
اذا أريد” الرسم” رسما كاملا وكل” قولٍ لم يكن* مشمائلا 6 
كما حتدد"ناه ٠‏ فحدة ناقص” أو هو رسم” ناقص” لا خالص” 


فلختم الآن> الكتاب” نت | فقد نظمنا العلم” فيه نظمنا 
بخ > هنا 


587 ل 


فهرس الاملام 300300300ا'ء 


وال كك | أسود بن تعفر /9" 
ابن خلدون 719 0020000000 أوسس ين حجر [6 
ابن شلام ؟؟ © 155. ل أمية بن الصلت الثققي ©.51١‏ 
امرق القين ]؟ 2 56 )2 للا 5.6 الاخنس بن شهاب التغلبي: 11 
أعشى قيس ؟؟ أمية بن حرب ٠7.‏ ش 
كتدم #ا؟ > (18 أمية بين عبد شمس. ها 


أبن الفارض 11١.‏ 11.4 ©1584 854[ أبو سفيان الا 
إن[ 2 19 2 ]؟؟ 824؟؟ 5512 . ابن طريف 8لا 


ابن معتوق .4215546411 .غ6؟ . ابن أبي عتيق 5م 

ابن الرومي 1١١‏ . ابن محرز 5/ 

ابن الآثير ٠. ٠١8‏ الاحوص 735 

ابن المعتر ١.5‏ »© ابن النقيب 58 © 5199 

ابو ذر الغفاري ؟؟ © [5 © الا أبو نواس 1٠٠664 1٠.١564 1٠..46495564556‏ 
ابن قتيبة 114 الى اي 

لأبو النجم م 2 ٠‏ أبو مسلم الخراساني 18 6 18 

ابن رشيق ١ه‏ ابراهيم بن المهدي 18 4 1٠١6‏ 

آبو هلال العسكري ١ه‏ »4 لا١٠ ©1١56‏ أبو العتاهية ه١٠‏ »© 

ل 1 أبو دلامة /إ.1 © 

آبو تمام 1م 6 .1 1.864 5564| الاسكتبر المقدوني ١١5‏ © 

أبو حليفة 59 4 5191 أبو الدرداء الا » 

ابن حزام ١6‏ الاخطل 754 © (8 © 

أبو عمرو ين العلاء 8؟ »6 1٠١.‏ الاصبهاني 15 

امروٌ القيس بن عمر 51 © الامين /11 

أحمد بن فارس بن زكريا الرازي 51 ٠‏ أبن سينا 1١٠١6421١15 4) ١|‏ 4 لالا١|‏ © 
آم خالد الخثعمية 17" (9ز )2 لإؤ! > 8!؟ 2 "5"؟ 2 21505 


اكرات 





كه؟ »6 

ابن رشد "#ا١١‏ »2 لإلا١ا‏ 

أبو علي الفارس ١١7‏ 

ابن النديم 1١1١7”‏ 

ابن المقفع ١١‏ 

أبو الحسن علي بن يزيد التميعي [1١١‏ 
أسحاق بن زيد 1١‏ . 

أبو القاسم الاصيهاني ١١5‏ 

آين عربي .؟! 2 ه1! 2 151 2 لاه؟ 
أبن سسبعين لاه؟ 

الاشعري 18؟ 556 2 

ابن النبيهةه ه؟١‏ 

ابن التعاويذي ه١١‏ 

ابن سنناء الملك ه؟( 

ابن المعتزر .16 © 

أبو الحسين الوراق 1517 

أرسطو 6ل/ا١‏ »> 6لإ! © 1لإا١!‏ 2 .18 © 
ما »ةا 5.52 2 ه15 5ه" 2 
انلاطون ١/8‏ ©» ١لإ!‏ 2 .18 2 181 »© 


أبو محمدالحسن بنمحمد الاعزازي فر 


ابو الحسين محمد بن علي الجلي ؟1؟ 


أبو الهيثم السري 257 
ابن الغضائري ؟؟9؟ 
أبو العباس بن عقدة 594 
أبن مسرة 1ه؟ 
ابن الطفيل /اه؟ 
أبن باجة /01ه؟ 
حي بن يقظان /151], 
بدا الة مم 
يشر بن عوانة .2 
البراض بن قيس 57 
بلال الحيشي الا 
بشار بن برد /إا9 © لا.! © .هط( 4. 
بشر بن حازم ٠١5‏ »© 
البكري ه؟ »© 
البلاذري 5م »> 1١١‏ 
البسطامي 2.1١. »© ١١7‏ 89ما 
البهاء زهر ه١١1‏ 


0000 بروميثيوس ١18‏ 
اسماعيل بن محمد بن حامد التميي115 برهما 1519 © 1958 . 
أفلوطين ١.5‏ 000 
ابن عبياس 5117 تبئع 11 
أبو المتاهية 5؟؟ تأبط شرا لالا ©» 55 »6 
أبو شعيب محمد بن نصير [/ا؟ © 5 7ا؟ 4 التلعكبري 155 
10 2 5-0 
أبو محمد القيسي 5917 ثمود 1؟ 
14م مب كا 


التعالبي 817 .. - 
اأشاج- 

الجاحظ ”7 2 319 ثم 

٠١1 الجرجاني‎ 

جميلة الغنية / 

الجهني 1/ 

6» ١٠.١. 4» 5> أجربر‎ 

جالوت /8 

٠.1914 1١1١. 4 ١١9 الجنيد‎ 

ساجح د 

حنظلة الغنوي ١1١‏ 

الحسن بن سهل 21١‏ .,. 

حمير ؟1؟ 

الحطيئة ه48 ٠‏ 

حسان بن ثابت 46 © 8لا 

حمورابي 15 © 165 

الحارث بن حلزة اليشبكري. 21: 

حنظلة الراهيب 41- 1 

حمزة بن عبد المطلب الا ٠‏ 

الحجاج بن يوسفا 6»2018 5م 

حئين أبن أسحاق ٠. 65١‏ 

حجر بن عدي 1١5‏ 

حذيفة بن اليمان الا 


الحلاج 0 00 فلن 


لاحلا /1.؟ >6 ىء؟ ااا 
الحسين بن سهل ١١١‏ 
حورس 1١16‏ 


ً 


الحسسن العسكري !([589” © 
حسسن الامين 1595 18 ١‏ 0 
ماخ 
خليد 15 
خائد بن سسئان العيسسي 2١‏ 
خالد بن يزيد بن 'معاوبة 8م 
خليل مردم بك 112554 
الخصيبي (7؟ © “5# )4 5815 
00 
داروين "“ا١‏ ©» 1١58‏ 
دوسو ه؟ ش 
داوود 48/8 
ولت 
الراعي ؟” 
الركيد 15 © 56 © 158 
رابعة المدوبة .15 ©2 ١59‏ 


قات 


زيد بن عمرو بن نفيل 4١‏ »2 ' ْ 

كا ا 0 1 

الإصاع وشا ل ا يي 2ه 
2003 

السموال 51 


السسليك- بن السبلكة /ا؟ . 
سلامنة ين جندل 15 
سلمان الفارسي الا 


- 4 





سربح 2م/ 

سليمنان بن عبد الملك ١م‏ 
سليمان بن داوود. مم 

سعف بن 'عبادة. الاأنصاري أو 
السيد الحميري 
سسيبونه ١١19‏ © 
السهروردي ١6972 1١97‏ » لإاه1 2 يم" 
65 2 5ه" )اكه )2 كهكآء. 

سيقا /ا5١1‏ . 


.أ © 


الاو 1 + 
الشنفري لاا ©. 43, 
الشعبي 7م 
الشبلي 1١68 » ١١٠‏ 
الشافعي ؟؟؟ 
حاص ع 
صفي الدين الحلي 11١‏ 
صهيب الرومي الا 
صفوباآن الانصاري م.1 »> 
صرمة بن أنس 41١‏ 
داطات 
طرفة بن العبد ٠.‏ لوا 6 1؟ 
طفيل الغتوي 000 
طيطوس ١‏ 
القظرماح بن حكيم الباهلي //و 
طويس 856 
طالوت إم " 
الطوسي 7165 


م ظاب 3 
الظاهر /ا١١1‏ 


ستاعابت 
عاد ؟؟ 


عمير بن جعل 19 

عنترة هه ©6 6/ه 

عمرو بن يربوع 8؟ 516 2 .م 
عدنانيون لاا 6 156 . 

عروة بن الورد لال 

عدي بن ثابت الانصاري .5 

عبد الله يبن جحش. 2١‏ 

عثمان بن الحويرث 5١‏ 

عامر بن الظرب ,)4١‏ 

عمير بن جندب الجهني .1١‏ 

عمرو بن كلثوم ١.7‏ 

عبد للطلب ؟؟ »2 4١‏ 

عبد الله بن عمرو بن العاص “الا »> 4لا» 
م4 

عبد الله بن الزبعرى لا 

عبد مناف هلا 17 7 
عبد شمس الا 

عتمان بن عفان للا 66لا © 1/ 
عمر بن الخطاب لال © /لا 

علي بن ابي طالب 4لا »2 784 2 41 
عيد الكريم بن عجرد الشهزستاتي /لا 
عيد الله بن اباض المري 98 

عمران بن حطان './ ا 


841؟ ن' 


عبد الرحمن بن ملجم الا الفحل /اه 


عبد الرحمن الداخل 7/1[ الفارابس 1١1‏ »2 .5( »© لإلا! © .5.6 © 
عبد الملك بن مروان ١م‏ .5 4 ما؟ 5552 2 5ه5 2 
عبد الله بن جعفر 41 فيثاغورس ١16 > 1١/8‏ »© 1817 © 
عبيد الله بن عمر 15م فشضتو /151 ا 5 
العرجي 85 © 4817 00006 
عمر بن أبي ربيعة 5م قابيل ”159 
عيد الصمد الاعلى 810 ٠‏ قذامة بن .حعقر أم )© .ل 
عطاء بن أبي ريا 5/ قحطانيون لاا » 154 
عيد الحميد الكاتب 5م قسن بن ساعدة 541١‏ . 
عزة الميلاء 41 : قيس بن عاصم التميمي .64١‏ 
عبد الله الجبوري 15 قطري بن الفجاءة 8ل 
علي بن المهندس 115 قسن بن سعد 5م 1 
علي بن النقيب 117 القاضي الفاضل ه؟١‏ © 1515 
العماد الاصبهاني 1١16‏ اك- 
علي بن انجب الساعي 150 الكميت بن زيد 45 » 
عنبد- الله التجار "191 كريشنا ١16‏ © 
عشتار 195 . عالات 
علي الهادي 1 لقيط بن ذرارة مه 
علي بن بدران المهاجري 198 ليتمان 8؟* 
قات 0203020000 ا لبيك العامري 65 
غزالة الحرورية //ا الكندي ١15 > 1١198‏ 
الغريض 892 امات 
الغزالي 1(19 2 .5( 4 8لا( 61/6( المكزون موضوع الكتاب وفي أكثر صفحاته 
عافات الود 51 
كين اح سكن :10 مسلم بن الوليد ١٠١١.‏ © .16 »6 
الفرزدق 6" 62 1م 6 .أ المنتجب العاني 58 » 5118 


581 - 


)1816 ١|٠54 1١١١6 5562 المعري .ه‎ 
2» 1١ه‎ 

المر فشن االاأصغر لاه 

الملحير لاه 

انقب مام : 

اللنخل اليشكري لاه > 1# 
المهليل ١1م‏ 

المنمق لاه 

المتنخل لاه 

مالكر 1"؟ 

المرقشس الاكبر .؟ 4942 4 لات 
المسيب ين علس 248 

مروان بن الحكم /الا 

معاوية بن أبي سفيان لالا » 4لا 4 9ل » 
٠خ‏ © م 

المسعودي 0 

مسسحج 2م 

معيبد ؟5/ 

مسلم بن عقبة المري 1م 

مريمع 6م/ 

موسى // 

المتوكل 44 

المنصور 16 ) 58 

١.6 © 586 المأمون‎ 

النتصر ه14 

المسستعين ه40 


الهتدي 16 
القتدر ه46 
المعتر ه46 
الستضيء 16 
المستكفي 18 
مروآن بن محمد ه» 
مهيار الديلمي /ا1 
مروآن بن أبي حفصة ١٠.١‏ 
محمد بن عبد الملك ه١١‏ 
المتنبي 1١١١ © ٠١8‏ »6 
المقداد بن الاسود الكندي الا 
المستنصر ١١9‏ 
اللعتصم /ا١١‏ 
منو 1919 
محسسن الامين 1515 
محمد باقر حجارزي 5١1‏ 
سنت 
النتابغة الذبياني ؟؟ ©» 4 2 4م 
النعمان بن النذر ؟؟ 
النجاشي 78 
نصيب :5م 
الناصر 46 
النساطرة لاا 
هات 


هاشم بن عبد مناف 59 »© ولا 


91 ا 


هابيل ؟؟ لاي - 


بعيدربان 151 : يزيد بن الطثيرية 45 
هند زوجة أبي سفيان الا بريد بن الوليد 56 

وات : بزند بن عبد الملك 16 
ورقة بن نوفل .4١‏ بحي بن خالد 31 ا 
الوليد بن عبد املك ١م‏ بريد بن معاوية الم »© 65م >2 81م > 15 
الوليد بن عقبة 5م' اليعاقبة 1975 


الوليد بن عثمان بن عفان 5م 
الوليد بن بريد ١م‏ 
وضاح اليمن 1٠١1‏ 


ةك - 


الظاهرة ؟ »2 ل(“ 2 1١9‏ 
التراكم 1 6 1ه 
الاضافة 1 ») وم 
الحركة والتحول 1 © 114 


الزمنان والمكان 5 © ١9‏ © لا 


١١ الشهرجانية‎ 

١١ الانوشروانية‎ 

١١ العربية‎ 

أثر البيئة ١5‏ 

الاير المائلة 16 

الكلف الشمسسي ١5‏ 
الجنس والوراثة 15 © | 
الظرف 15 

العنقد 18 

الاسطورة والرمز 18 
الكمون 1١8‏ »> 118 

آلكتب الفردي ١8‏ 
الشعور الجماعي 18 
الاشيباه والنظائر 14 
الاستقراء التاريخي 11 
التقبسيم. الكلاسيكي .؟ 
الكشكشة /؟ 
الكسكسة لم» 

الجمجعة 58 . 

العنعئة م١‏ 


التضجع ١8‏ 
الاستنطاء /؟ 
التلتلة ,م١‏ 
الوهم. م5 
الوكم 58 
الطمطانية /؟ 
الشنشنة م/؟ 
البدل 55 
الاقلاب 51 
الادغام 591 
الثليين 9؟ 
التفخيم ؟؟ 
الخطفه 59١‏ 
التضاد .؟ 


العوامل الجيولوجية ١‏ 
المواد المنفئطة م 

الطوتم /الا 2 ١98‏ 

العقلانية م56 

الملدية 64> 

المعايشة 6 

الابديولوجية 9لا »© 8م١١1‏ 
المدرحيلة 9/9 

الحق الالهي .٠م‏ 

الجبر ١م‏ © .5 

الشوري ١ل‏ 2 6م 2 إلم 4112 


5 5 


العا قا 

عمود الشعر 11 

القافية »؟ 4 5م 

التضاد 6؟1 

تأسيس القصيدة 1١‏ 

المذهب الفيثاغوري العددي .16 6 0/! 
> 6م > مما > كما 2 لاما »> 


الاسطرونوميا 185 


4لنسب العددية 185 

الموسيقى 20102723185 

المنطق 185 

الهيولى 185 

الرواقية لإل[( 6 34٠.‏ ا 
المثل الافلاطونية 149 © 143 »2 5357 0 


خا 1856 . التحسيد الالهي .191 »4 5019178 1 

وحدة الوجود ١1.‏ ©» 155 2 لاه؟ التحسيد الاختياري 0 

الجناس 1١15‏ ْ الهوهو 191 1505242019556 

الطباق 118 الحلول 191 © ؟5١‏ 1 

التورية 1١65‏ الهو هي 191 © 199 15356 4 1.1 
الافلاطونية الحدثة +5( »> ع7( 4 لإلاو الصورة .9![ © |5١78‏ 4 195 4 516أ مس 
+0 ع2 : << الغوثية 220112196 

الملقامات م4١‏ © 1515 التعميد 1١15‏ 

الاحوال ١5٠.‏ 6 155 مذهب النشوء والارتقاء 3219/7 

الفيض .17 6 * النسبية 119 

الحرقيون .17 المعرفة الاشراقية *.1 4 1.1 

المذهب المادي هلآ الانتية لا/ا١‏ ْ 

المذهمب النري هلا١‏ الوسائطا 17ه؟ 

اللذهب التوفيقي ل/الا1 © 19/4 1311-6 الدرسة الاشراقية 59؟ © “(ه؟ 6 86؟» 
الشمول أو الكلية .18 © 7 م1 55062 76 1 1 
قدم العالم 000000 0( الئرسة المشائية:؟0؟:4 هه ارم 
الحيومتريا 1485 ا م 


ا 00 


ات 


مصادر الكتاب 


جد بكلوانا طرفة ين ادي 

؟ ‏ عيون الاخبار لابن قتيبة 

" ب العقد الفريد لابن عبد ريه 

؟ ‏ زهر الاداب للحصري 

ه ‏ مقدمة أبن خلدون 

+ السسياسات الدنية للفارابي 

1 م طبقات الشعر اءلا بن سلام الجمحي 
الحيوان للجاحظ . 

2 3 الجامي للدكتور شو كي 


3 هيع البوامع في شرح جمع الجوامع 
على الذر ر الأوامع 
١‏ - سيان العرب لابن منظور .. 
؟١‏ - البيان والتبيين للحاظ 
17 . الاضداد لاني زيد بن أوس 
: الانصاري 
بت المفضليات . 
1 ب معجم ما[ ستعجم لليجري 
5 أسواق الجاهلية ‏ كتاب الخحير 
4 ل اليعقوبي 
4 ثار بخ الغرب قبل الاسلام لجواد علي 
15 الأعمنام : 
19؟ ب الشعر والشعراء 
11 ل العمدة لابن رشيق 
ستديوان المنتجب العلاني 
56 ب الحماسة لاد 5 
7 - الصناعتين لابي هلال العسكري 
- مختار الشعر الجاهلي 


م أدب الشيعة للدكتور عيد الحسبب 
حميدة 
#99" أمراء الشعر العربي للمقيد 
عر يوي سي 
8" ل الفخري 


ه# ‏ المسعودىي 

7 ب الكامل للمبرد 

لال ب الاغاني 

4 المستطرف 20 

- أدباء العرب للبسمتاني 

6٠‏ ل معجم الاعلام َس والفنون 

1ح ديوان أبن |النقيب 

؟ ل التمدن الاسلامي لجرجي زيدان 

49 رسائل الحاحظ 

5 - المثل السائر لابن الاثير 

م6 - الوساطة بين المتنبي وخصومه 

1 ب ألمة 

 ./‏ معجم الالقاب لابن الفوطي 

14 - عط82+23515 ولا 

9 االرسالة القشميرية 

.ة ب اللتمع للطوسي : 

أه #., عوارفب اللعارف للسهروردي 

؟ه لم أحياع علوم الدين للغرالي 

1 3 التصؤفه عندالعرب لجبور عبد النود 

5 جامع البدائع 

هه ب تاريخ الفلسفة 'العربية 

الرسائل الفلسسفية للكندى 

لاه ل رسائل أخوان الصفاء 1 

6ه الرسالة الجامعة 

8 - متاهب المورحدين الدرون العبد الله 
النجار 

٠‏ - الرسالة الدامغة لاسماميل بن محمد 
بن حامد ١ل‏ 

3 اسم دائرة مَغنارف . القرن العشرين 


ل الاساطير الهنذيلة 


5 حواب. السائلن: لثفارابي ” 

5 آراء اهل المبينة الفاضلة للفارابي 
هك الطواسين للحلاج ْ 

5ت منطق: الشرقيين لابن أدنيتا 

17" ل أعيئان الشيعة لمحسسين الامين 

14" الاشارات لين سبيننا 

8 ل الفلسفة الاشراقية 3 

٠‏ ب دائرة العارف الاسلامية 


5997 سم 


فهرس المحتوى 
املوضصسوع 
مقدمة 
أيها الحق 
المدخل 
تعريف الآدب 
خصائص آداب الامم 
آثر البيئة في اللتكوين المادي والمعنوي 
التاريخ الادبي ش 
منهجنة الدراسة 
؟ ب عصور الادب : 
العصر الجاهلي 
لماذا سمى العصر جاهليا.؟ 
تحديد العصر الجاهلى آدييا 
م ب اللغة العرسة : 1 
كثرة المترادفات 
عرب الشمال 
ع القبيلة 
أسواق العرب 
٠‏ الدين 0 
كيف وصل الينا الشعن الجاهلي ؟ 
الشي العري غناي 
د.. © أغراض وخصائمص الشعر الجاهلي 
أغراض الشعر الجاهلي 
” مميزات الشعر الجاهلي 
اللفظ الجاهلي ‏ 


ب2مة5] با 


١» 


1 
17 
م1 
0 
5 
ادف 
وف 


> 2 + 4 2ت 


3 
3 
7ع 
١ه‏ 
ع 
/هعه 


سا العا ا ايد جع 01 


الموضسوع 
خاتمة 
أثر العصر الجاهلي في شعر المكزون 
ه ب عصرا صدر الاسلام والاموي 
العصر اللاموي. 


التعليع 
الشعر 
5 دأئثر عصري الاسلام والاموي ف شعر المكزون : 
7 ل العصر العباسي : 
الطابع الفارسي 
الشعوبية 
م ب الشعر العباسي : 
التجديد والدفاع عن القديم 
القتسر. السياسي 
شيوع شعر الغزل , 
شعر الزهد والحكمة والتصوف 
الشعر الفلسفي 
الشعر التعليمي 
الشمر الشثلر 
النقد 5 ٠:‏ 
الضناعة اللفظية 
الالفا. الاعجبية 
آثر الفلسفة اليونانية 
الكلا 
0 ل العصر العباسي على شعر المكزون وفكره 
الشكل أو المبنى 


ب 536 ب 


1: ١ 
١١ 


ا" 


١١6 
١١ 
15 
15 
1١7 
1 
لل‎ 
١ 
١15 


وا 


لك" 


اللوضصوع 


أسلوب المكزون 
الخاصة المميزة 
التضاد » أو جمع النقيضين 
أثر العصور ف أسلوب المكزون ومقاصده . 
الصناعة البديعية في شعر المكزون 
١‏ المضمون في شعر المكزون 
المقامات والاحوال 
الاحوال 
؟؟ س الفلسفة في شعر المكزؤن 
المكزون والفلسفة 
5ن الضووة تب" التملي 
نظرية الهوهو 
م١‏ _ المعرفة عند المكزون 
#4 مصطلحات العلوم في شعر المكزون 
الخمرة ف شعر المكزون 
5-- المدائح ف شعر المكزون 
بإ - الاسماء الرمزية للذات الالهبة عند المكزوث والضوةه 
1 ب الحكمة والاخلاق ف شعر المكزون 
5-0 “داريا الاشراق والمشائية وأثرهما في شعر المكزون 
ا ب الجدل والمذهب الكلامي ف شعر المكزون 
١؟‏ ل القصيدة المؤدوجة ف المنطق 
؟” ل فهرس الاعلام 
س9 # فهرس المصطلحات والنظريات وللذاهب 
أع؟] لم . مصادر الكتاب 


0ت فهرس الموضوعات 
1 مشاركة ... وموقف 


وهاو ا سد 


نينا 
زفددًا 


م١‏ 
15 
1 
همه١‏ 
1١5٠‏ 
175 
امل 
1 
ةا 
وو 
51 
حرف 
لضف 
5:٠‏ 
55> 
5 
4" 
فق 
4 
60ة؟ , 


ندا 
5514 
لجنا 





مشاركة ٠+‏ وموقف 


من فضيلة الشيخ. اسماعيل محمد الرقمة ب يانياس الساحل وردتنا 
زوسألة ملخصها ٠:‏ 

ان لدى فضيلته مخطوطة لديوان الامير حسن المكزون: السنجاري مؤرخة 
عام ٠+‏ ه وردت فيها رواية مجد الدين على بن النقيب حول زيارة الامير 
حسن المكزون للمشهد الغروي » وتحتوي على الابيات التسعة التى استنشده 
إياها ابن النقيب » وتضيف أربعة أبيات زيادة عما ورد في المخطوطات الاخرى» 
وعما أورده صاحب الوفيات » كما تحدد الزيارة بعام و.5 ه خلافا لكل 
المخطوطات التي أوردت الرواية والتي تحدد الزيارة بعام .لا هاء 

وكنا أوردنا رواية ابن الثقيب ف الجزء الاول وعلكقنا عليها » وتشككنا 
بصحة تأرمخ الزيارة التي أوردته بعض مخطوطات ديوان المكزون(92ا, 

وتعليقنا على ملاحظات هذه الرسالة القيمة هو : 

١‏ ل ان الابيات الاربعة الملحقة بالمقطوعة ليست من شعر المكزوزقطعا 
لما قيها من الضعف اللغوي لفظا » وتركييا » ومعنى واعرايا ٠‏ و نكتفي بالاشارة 
اليها دون ايرادها للسببٍ المذكور ٠‏ 

؟ ‏ ان التاريخ الذي جاء في الرسالة هو أقرب الى الحقيقة من كل ما 
ورد في بقية المخطوطات الاخرى » لوقوعه ضمن الحوادث التى عاصرت حياة 
المكزون » وأخصها تاريخ ولادته » وغزوتيه » وتاريخ رسالته » ووفاته ٠‏ 





.. راجع ص .7 من اللجزء الاول‎ )١( 
َ 


جه لاا 


فاذا صحت ولادته عام سمه ه فيكون عيره يوم زدارة المشهد 55 عاما 
باعتبارها حصلت عام "٠9‏ ها ٠‏ ْ 

شكرا وتقديرا بالغيئن لفضيلة :الشيخ اسماغيق :محمد الذي شارك بتمحيص 
هذه الحقيقة التاريخية المتعلقة بجده الاعلى الامير حسن المحزون ٠‏ 

وعتابا رقيقا لأولئك: الذين :وقفوا موققا سلبيا أملته عليهم طباعهم * 

و « تمربوا » من مواجهة الحقيقة » والمناقشة العلمية الهادفة » الواعية 
البناءة. » وهل كانت الحقيقة الا.بنت البحث ؟ 


ل 


المطبوع : 
١‏ - ثورة العاطغة ( شعر ) 5 أجزاء 
؟ ل المهوى السحيق تمثيلية 
:؟ ل في سبيل الحقيقة والتاريخ 
لك عبق ( شعن ) 
هس أضاميم الاصيل ( شعر ) 
5 أفراح أاثريف « أوبريت » 
7 الريف الثائر « أوبربت » 
م - الخنسساء « مسرحية » 
5 المكزون السنجاري الجزء الاول 





٠١ .‏ - اللمكزون السنجاري الجزء الثاني 





١‏ - الاغنية الشعبية 

؟ - الاشتراكية في الادب العربي 
؟ ل الجمالية في الشعر العربي 
5 ل أدب ونقد واجتماع 

ه , كرز بوجوع « شبعر » 

. خواطر حرة‎ 1١ 

1 - نسماء عربيات 

- المكزون السنجاري ج ”7 وى ). 


خا ا ودحو سكا م و 22 2 22 212 2 1ج و و وو و و 


خطا وصويب 


الصفحة السطر الخطا 


الصواب 


1 4 وقوانيه وقوانينه 

٠ 15‏ احمدفارسالشدياق أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن 
حبيب الرازي صاحب كتاب « الصاحبي» 
المتو في ه52 هبه . 

7 1 كالب طالب 

٠ 1‏ وما يخالف ما يخالف 

41 )0 وهجائه للاتصار وهجاء الانصار 

الى 7 عزة الميلاد عزة الميلاء 

ملاحظة : 


ورد ف بععيض النسخ في الصفحصة © والسطر الثناني : المثنى بن حارئنة 
الشيباتي » والصواب : هاني بن مسسعود الشيباني . 





شباط 19/1 حقوق الطبع والنشر والاقتباس محفوظة للمؤلف 





و1 عر 





مرإلاكوراكميأة 


الازو !ماري 


إلا حَارة واارة ” 3الضِوف #الماس _ رخ ' 


دراسة فى أربعة أجزاء 
الجزء الثالت 
الطيةالأول 44و١‏ 


عامسحن 


للمؤلف 


روشنملا-١‎ 


١‏ ثورة العاطفة شعر 5 اجزاء 
"١‏ عبق : شعر 

 '“‏ اضاميم اللاصيل : شعر 

؟ - المهوى السحيق : تمثيلية شعر 
© افراح الريف: اوبريت شعر 
5 - الريف الثائر: أوبريت شعر 
المكزون السنجاري ج١-7‏ 
- صالح العلي ثائرا وشاعرا 


4 - في سبيل الحقيقة والتاريخ . .: 
٠٠‏ المجموعة الكاملة المجلد الأول 


١‏ - الشعر بنية وتشريحاً 
١‏ المكزونا لسنجاري ج" 


؟ - المخطوط . . 


١‏ اغاريد: شعر للأطفال 
>” - رواد عبقر: تقد 

“ - المكزون السنجاري ج54 
4 - محاكمة التاريخ العربي 


.ه_الخنساء: تمثيلية 


5 المتنبي : ماله وماعليه 

المعري : ماله وما عليه 
8 - ديوان العرب 

4 المجموعة الكاملة ٠-7‏ 
ادتساء عربيات 


١١-الجالية‏ في الشعر العربي 


" خواطر: احاديث اذاعية‎ -١7 
. كرز وجوع : شعر‎ - 1 


اللزو لساري 


قدم له 


١‏ الاستاذ عبد المعين الملوحى 
* - الدكتور عمر موسى باشا 


توق الطيع والإقشاس حزرظة للمؤلن 


مطبعة عكرمة ‏ دمشق بحصة 
هاتف 71444 ص. ب 11441 
عدد الطباعة ٠٠٠؟‏ 


١‏ - حامد حسن قٍ كتايه 
المكزون السنجاري 
بقلم الاستاذ عبد المعين الملوحي 


اكسير العشق الالخي 


أن يتحول قائد عسكري مظفر خاض المعارك والحروب انتصاراً لأهله وعشيرته» 
وانتصر مراراًء وهزم مرة أو مرتين.:: أن يتحول هذا القائد المتتصر الى داعية كبير للوفاق 
بين المذاهب» وإلى مبشر بالانسانية ووحدة الشعوب. والى صوفي يفتح قلبه للبشر جميعاً 
ويقول: 217 


أمسي الشريعية والمقيم لما أبي وبلو بنيها كلهم اخوانن! 
أأعق والدتي» وأنكر والدي والى العداة أفرَ من اعواني؟ 
وأفرّ من انبى الى وحش الفلا إن كنت ذاك فلست بالائنسان 


أقول : ان يتحول هذا المقاتل الى صوني كبير القلب امر عجيب. 

ان اكسير الصوفية» اكسير العشق الالمي هو الذي حول هذا القلب المحدود القامي 
الى قلب رحيم كبير. 

هذا ماعرضه لنا الاستاذ الشاعر حامد حسن في جزأيه الأول والثاني من كتابه الكبير 
«المكزون السنجاري» ويتابع عرضه في: الجزء الثالث الذي هو بين أيدينا الآن. وسيتابع 
عرضة في الجزء الرابع من دراسته الذي ارجوله الصحة وطول الحياة ليستطيع متابعة جهده 
الرائع . 


١65 المكزون السنجاري الجزء الأول ص‎ )١( 


ان المكزون السنجاري في ابياته الثلاثة التي سردناها وفي ابيات أخر كثيرة يذكرنا الى 
حدٌ بعيد بقول أبن عربي شيخ المتصوفة : 


لقد صار قلبي قابلا كل صورة ‏ فمرعى لغزلان. ودير لرهبان 
وبين لأوثان. وكعبة طائفب وألواح توراةٍ ومصحف قران 
أديسن بدين الحب أنى توجّهت ركائبه. فالحب ديني وايياني 

هذه الصوفية التي تجعل الحب دينها هي التي تقرب بين الأديان والمذاهب والتي نؤيد 
هذا الجانب الانساني منها علل أقل تقدير. 

هذه الصوفية المتعبدةفي محراب الله هي التي حولت ذلك القائد العسكري الى شاعر 
نساني يبشر بوحدة المذاهب. ويدعو الى الالفة بين البشرء وماأحوجنا في هذا الزمن 
لصيل ال هذا اكيب 


خيج المؤلف في الكتاب 


يعرض المؤلف في مقدمة الجزء الأول من كتابه منهجه في البحث فيقول: 

قارئي . 

داننى - في هذا الكتاب ‏ لاأتعصب لرأي» أو نظرية» اومذهب. ولكنتي استعرض 
آراء والمذاهب والنظريات .. 

استعرضها استعراضاء متلمساً خصائصها وبميزاتها. مقارناً بينها وبين نظائرها 
أشباههاء لتظهر الفوارق.ء وتتضح نقاط التلاقي والابتعاد.» وتتبين مواطن المقاربة 
المشامهة . 

وعلى هذا فمنبجي في هذا البحث هو «منهج «الاشباه والنظائر» للدلالة على مدى 
تأثير والتأثر» . 


«واد ننى أطوف بك ف رياض الفكر الانساني. ومجاهل العقل الفلسفي . وعالم الروح 
الصرق(0 


ويقول في موضع آخر من هذا الجزء: 

قلت في منهجية البحث: انني أعرضها (هذه الآراء والنظريات) عرضاً تاريخياً 2 
وأقارن بينها مقارنة علمية منطقية ثم أدع الحكم للقارىء ليقرر بدوره أين تكمن الحقيقة» 
واين تعشش ا خرافة . 

ليس للقارىء ان يطالبني بالأحكام القاطعة النهائية» فذلك ماأعتيره خروجا عن 
منبجي الذي قيدت نفسي به والذي يرتكز على عقد المقارنات و «المحايدة» لأن الرأي 
الشخصي مهما كان منصفاً ويجرداً من أثر «الأناء فهو عرضة للنقد والتجريح 

لقد حاولت جاهداً ان أجانب كل هذاء وابتعد مااستطعت عنه وان أراقب نفسي 
مراقبة تامّة متيقظة خوف جنوحها الى «الحزبية اللاشعورية»(3١)‏ : 


مدى تقيد المؤلف بمنبجه 


يتقيد المؤلف تقيداً تام بمنيجه الذي وضعه لنفسه في الجزأين الأول والثاني» ومايزال 
يحافظ على هذا المنيج في الحزء الثالث الذي بين أيديناء ومن المؤكد أ نه سيستمر في منهبجه 
هذا في الجزء الرابع الذي ننتظره . 5 

ولكن هذا التقيد يتخذ مع ذلك وجهين اثنين: 

-١ |‏ الوجه الأول وجه القبول به والرضا عنه وذلك مثل : 

أ- عندما يستعرض المؤلف المذاهب الفلسفية» المذهب المادي ‏ المذهب العلمي - 
- المذهب الروحي - استعراضاً صادقاً أميئاً * ثم يترك لك حرية الاختيار بين هذه.المذاهب 
الثلاثة . 


> الجزء الأول ص‎ )١( 


7١ مقدمة الجزء الاول ص‎ )١( 


ب حين يستعرض لك تاريخ الاحاديث النبؤية» وماطرأ عليها من دخول أحاديث 
موضوعة ومفتراة ومكذوبة نتيجة لنزوات الأفراد وتعصب المذاهب» وحتى للفخر والمباهاة 
بين الاقاليم والشعوب؛ والمدّنء ثم يترك لك الحكم على مدى صحة كثير من هذه 
الاحاديث. ْ 

ج - حين يتحدث عن الصوفية وآرائها ومعتقداتها ودعائمها الروحية والغيبية ثم يدع 
لك تقدي هذه الآراء والمعتقدات . 

د حين يدرس المكزون السنجاري وشعره وتاريخه وتأثره بالشعر العربي في جاهليته 
وعباسيته» وصوفيته» ويشرح كل ذلك معتمداً على شعره في ديوانه» ثم بخلي لك حقك في 
اتخاذ موقفك من هذا الشعر وهذه الآراء . 

الوجه الثاني لهذا التقيد الشديدء معدن القرى لان قر ويدفعك 
الى شيء من الاستغراب» وتتمنى عنده ان يخرج المؤلف من تزمته في عرض الوقائع 
والمقدمات للوصول الى بعض النتائج الواضحة المبنية على تلك الوقائع الواضحة . 

ولأضرب على ذلك مثلا : 

في الجزء الثالث يضع المؤلف الفصول الآتية: 

1 القصل الأول: الانسان والاله واعتبر ان الفكر الانساني مر بثلاث مراحل : 

١‏ مرحلة ماقبل التاريخ 

؟ ‏ مرحلة التاريخ المدون 

مرحلة العصور الحديثة 

واستعرض النظريات الدينية والعلمية حول عمر الأرض» وعمر الانسان» ونشأة 
الكون والحياة. . 

ب - الفصل الثاني : القواسم المشتركة بين الاديان. واستعرض مرحلتين: 

١‏ مرحلة التعدد. 

 *”‏ مرحلة التوحيد. 


وفي هذا الفصل يطرح امامك نظريات سفر التكوين في التوراة وعند السومريين 
ثم البابليين والكنعانيين والهنود. ويحسب في دقة عمر الانسان في الكتب الدينية فلا يتجاوز 
عشرات الآلاف بينها يمتد عمر الانسان عند العلاء الى مئات الملايين من السنين» او 
عشراتها 0 تقدير. 

- وف الفصل الثالث يخطو بك خطوة ة أكثر خطراً فهو يعالج مسألة الطوفان كما 

وردت في 0 وكا وردت في بابل القديمة» وفي سومر ويتساءل في هذا الفصل أسئلة 
محرجة حقاً. 

ولكنٍ المؤلف يؤثر رغم كل هذه العروض والوقائع والمقدمات ان يتجنب الوصول الى 
النتائج تقيداً بمنبجه الذي وضعه لنفسه. ويريد منك ان تصل انت الى هذه النتائج بعد 
اطلاعك على تلك الوقائع والمقدمات . د 

ولقد سمحت لنفسي وقد هرّني هذا «الحياد» ان أصل الى نتيجة واحدة تكاد تكون 
بديهة من بدائه الفكر والعلم وهي : 

ان كل الامم والشعوب والأديان أخذ بعضها من بعض. واقتبس واحدها من 
الآخر» فاقتربت في المصادرء وتشعبت في النهايات» وان من الخير لما وقد عرفت مصادرها 
الأولى أن تغض الكو عن كثير من الفروق التي وصلت اليها في ناياتها لتعود الى الينابيع 
الأولى . ثم لتبني عالما متجانسا لاتصل به الفروق الى اعلان اروب بين الامم والشعوب». 
والى العدوان بين الاديان والمذاهب. :فالحضارة الانسانية واحدة. وهي بالتاللي تدعو الى 
الوحدة بين الناس» والالفة بين الشعوب بغض النظر عن الوانها ولغاتهاء واديانها 
ومعتقداتها . 

ان انسان العصر الحاضر في اعتداده بالقنابل الذرية بين يديه. مدين لذلك الانسان 
البدائي الذي كان يقبع في الكهوف. ويتسلح بالعصا أو الحجارة. . والفرق بينهما فرق في 
الزمن والعرض لافرق في الجوهر. . . وماقلتاه عن انسان العصر الحديث بسلاحه نقوله عنه 
ف أفكاره ومعتقدأته . 


هذه هي النتيجة التي ابحث لنفسي الوصول اليها بعل قراءة الفصول الثلائة 


السابقة» وهذه هي النتيجة التي آثر المؤلف ان يترك للقارىء الوصول اليها بنفسه. لانه 
حرص حرصا على منهجه الأول ثم بالغ في الحرص على هذا المنيج . 

واذا كان المؤلف قد حاز اعجابنا بتقيده في منبجه فترجو أن يسمح لنا بالثورة على هذا 
المنبج مرة واحدة بعد أن ضقنا به الى حدٍ بعيد» وله بعد ذلك علينا ان نستغفر ونتوب . 

ولكن لاذا ندعي اننا نحن ثرنا على تقيد المؤلف بمنهبجه. ووصلنا الى هذه النتائج ؟؟ 
ولانرد للمؤلف حقه. فنقرر ان المؤلف نفسه ضاق بمنهجه ذات مرة فأوحى الينا ايحاءً هذه 
النتائج عندما قال في اختصار مفيد» وايجاز شديد: 

«الحقيقة واحدة. ومطلقه. ولا تتعدد, ولاتتقيد. واطلاقها يرتفع بها عن الحصرء 
ووحدانيتها تمتنع بها عن المشاركة. وطلاءها يشتركون في الايمان بوحدانيتها»7» 

ويقول بعد ذلك بسطرين اثنين في وضوح وجلاء : 
0 (ليست الحقيقة محصورة, أو مقيدة في زمان او مكان, ولا مقتصرة على أمةٍ دون 
أخرى» ولا على قوم دون اقوام» ولا على جيل وقبيل دون جيل آخر وقبيل7) 

(لاجديد تحت الشمسء. هذا!! ماقاله حكماء الصين القدماء. واذن فلا يجوز 
والحالة هكذا ان ندل أو نغالي ب نؤمن ونعتقد52) 

ألسنا نرى في هذه الفقرات الثلاث نوعاً من الخروج عن عرض الوقائع الى الوصول 
الى النتائج ؟؟ ولابدٌ للمصدور ان ينفث! ! 


جرأة المؤلف 
تتبدي جرأة المؤلف في مظهرين اثنين: 


)١(‏ مخطوطة الجزء الثالث ص /ام 


(١)و(١)‏ مخطوطة الجزء الثالث صن /الا 


أولاً: في نشر الكتاب . 

ثانياً: في ابحاث الكتاب . 

ولقد لقي المؤلف من الفريقين: الفريق الذي يعارض نشر الكتاب والفريق الذي 
يعارض ماني الكتاب من ابحاث ودراسة . 1 

أقول: لقد لقي من الفريقين عنتا شديداً» ولكنه نشر الكتاب وزاد مافيه من 
دراسات وابحاث» وَاضددٌ الحزءين الاول والثاني وهاهو يصدر الجزء الثالث» ونرجو ان 
يصدر الجزء الرابع عن قريب . 

اما الفريق الأول فقالوا له: 

لماذا خرقت الجدار؟ وهدمت الاسوار؟ واخرجتنا من ظلام الليل الى ضوء النبار؟ 
فأين التقيه؟؟07) 

ويرد الاستاذ حامد حسن على هذا الفريق رداً موضوعياً حاسً فيقول: 

اما الذين يخافون الظهور والصراحة والوضوح ويؤثرون القبوع في الظلام. ويرون 
في التخفي والاعتصام بالتقية ملاذاً لم . وستراً لضعفهم وامراضهم فنقول لهم ماقاله السيد 
المسيح : ليس لأحد ان يوقد سراجاً ويغطيه باناف أو يضعه تحت سريرء بل يضعه على 
المنارة لينظر الداخلون النور, لأنه ليس خفياً لايظهرء ولا مكتوماً لايعلم ويعلن» فانظروا 
كيف تسمعون, لأن من له سيعطي ». ومن ليس له فالذي يظنه له يوذ منه9» 

ويعالج المؤلف بعد ذلك موضوع التقية» وانها اصبحت بعد زوال اسبابها السياسية 
جبناً متوارثاً وخوفاً تاريخياًلم يبق له أي مبرره ويسهب في هذا الموضوع اسهاباً لاتغني عنه 
الفقرات التي نقتبسها منه. ولايسدٌ مسدّه الا قراءة الصفحات التي يعالج فيها التقية 
وضرورة الخلاص منها قراءة متأنية واعية ولاسيم| هذه الفقرة النابضة بالحق والوعي . 

(علينا ان نرفض اليوم كل اسلوب تقليدي يقوم على الظن بان البعض يملك الحقيقة 
كل الحقيقة» وان الاخرين لايملكون الا قبض الريح !! 


١١ الجزء الاول ص‎ )١( 
وقول السيد المسيح من انجيل لوقا الاصحاح الثامن.‎ ١1 الجزء الأول ص‎ )١( 


2 12 


واما الفريق الثاني من المعارضين تدصر نذاريهم في نقطتين: 

النقطة الاولى : لماذا أحيا الاستاذ حامد حسن شعر المتصوفين؟؟ 

النقطة الثانية: لماذا وسع بحثه ليشمل اوسع المعارف الانسانية؟ اما الاعتراض 
الاول فغير وارد» ذلك لان الأدب الصوفي جزء هام من التراث الاسلامي والعربي وكل 
اضافة من الادب الصوثي أغناء لهذا الثراث . 

ويرد عليه المؤلف رداً حاسً فيقول: ماأحوجنا الى ماينشر في النفوس وفي المجتمعات 
أنداء الرحمة» ويبسط عليها افياء العطف والحنان والتسامح» ويوشحها بعال الحب 
والتعاطف بدلا من حميم الظلم ويحموم القطيعة والاكداء والاحقاد والتباغض )١(‏ 

اما الاعتراض الثاني فلايثبت على النقد. فمتى كان الطواف في رياض الفكر 
الانساني عيباً في كتاب يدرس شاعراً متميزاً من شعراء العرب؟ وهو كما قال المؤلف: (ان 
هذا الشاعر يختلف عن غيره من الشعراء» فهو شاعر ومتصوف ومتفلسف. ولا اغالي اذا 
قلت: فيلسوف,. تعمق في كل علوم عصره الحافل بثمرات العقول والافكار» والعاجج 


بمختلف الثقافات . 

عالج في شعره المنطق. والفلسفة, والطبيعة؛ والفلك» والرياضيات» والتصوف» 
والفقهء والشعر©©) 

ان المرصد الصغير بفتحته المحدودة يطل على افاق السماء وعلى عالم النجوم 
توافت : ' 

وهكذا أطل علينا الاستاذ حامد حسن بشاعره المكرزون على آفاق الفكر والدين 
والفلسفة والعلوم . 


أين بقية كنوز الفكر الاسلامي والعرري؟؟ 
وانا معتمد على جرأة الا': <ام' .حسن بي نصدّيه لفتتين من المعارضين» وعلى 
منطقه السليم في الرد على هاتين الفئتين أدعو: 
ع( الجزء الاول ص ؟١‏ 
() الجبزء الول ص ل 


-175- 


١‏ الى نبذ الطوائف الاسلامية جميعاً أمبدأ التقية بعد ان زالت الى الأبد اسباها 
السياسية 0 20 
الى اخراج الكنوز الفكرية 0 0 زونة لدها الى عالم النورء وبذلك نغني 
التراث 0 والاسلامي الذي ضاع كثير منه في ميأه دجلة في : :داد سين كثير منه 
في ظلمات القرون» والذي مازال يحتجب في الكهوف . 
ولو فعلنا ذلك لأمكن ان نصل الى تفاهم يزيل ماخلفته قرون من التخلف ومن 
التفرق والاحقاد والأضغان, وأبادر فأقول: 
لايمكن ان نصل الى هذا التفاهم مادامت الآثار الفكرية والأدبية قابعة في الظلام» 
ومادامت «التقية») مسيطرة على العقول. 
في عام 1١956‏ وكنت مديراً للتراث العربي في وزارة الثقافة عرض علي يخ جليل 
من مشايخ احدى الطوائف الاسلامية تراديات يجهول فشجعته على ذلك كثيراء وبعد 
عدة زيارات قال لي الشيخ الجليل : عفواً لااستطيع نشر هذا الديوان. 
واليوم وفي عام ١941/‏ ونحن نرى الاستاذ حامد حسن يصدر دراسته عن المكزون 
السنجاري في جزئها الثالث لانملك الا ان نجله ونحترمه». ونكير فيه هذه الجرأة» وهذا 
الحرص على نفض الغبار عن ترائنا العربي الكريم . 
وأصرح دون مبالغة ان المكزون السنجاري يحتل مكان الصدارة في التراث العربي 
الاسلامي » وان الاستاذ حامد حسن في اصداره هذه الدراسة قدم لنا كنزاً رائعاً من كنوز 
هذا التراث» وأرجوان يمدنا بكنوز اخرى مثل هذا الكنز الثمين» وانا أشكر الاستاذ حامد 
حسن الذي أتاح لي شرف كتابة هذه المقدمة . 
كلمة ختامية 
ولا ارى خحاتمة لهذه المقدمة الوجيزة خيراً من ان اختمها بآيتين من كتاب الله المجيد. 
مسو لس ا ا ا ميد 
و 07 55 


)١(‏ سورة البقرة الآية ١41١‏ (7) صورة المؤمنون الآية رقم 17م 


-173- 


ثورة على السلبيات 
بقلم الدكتور: محمد حاج حسين 


الشعراء اما أن ينظموا شعراً رديئاً؛ او شعراً جيداء وقلة منهم يوفقون الى ابداع 
الشعر الجيد» وهوية حامد حسن التي تتحد به. ولاتريم عنه انه شاعر هتف بالشعر 
الرائع» وحلق في عالمه الفياح. ومنذ ان كان فتى غض الاهاب راع الناس بشعره البارع 
الذي تل في ديوانه الصغير «ثورة العاطفة» المحمل بالانداء» والديباجة التي تسيل موسيقى 
متناغمة ثرية» والعاطفة الدافقة. والخيال المجنح الذي يبز الأعماق» . . وتابع هذه المسيرة 
الخيرة خلال أربعين عاماً ظلت فيها قريحته الشاعرة على ألقها وتوهجها تطفر الى عالم وضيء 
في عدد من الدواوين وجد فيها كل من قرأها النشوة الفنية التى تسعدنا. فالفن في حقيقته 
ملجأً نفزع اليه من الويلات المحدقة بنا. ْ 

هذا الشاعر الموهوب أصدر منذ عدة سنوات دراسة عن الشاعر الأمير المكزون 
السنجاري قال: انها في اربعة أجزاء صدر منها اثنان تلقفهما القراء باعجاب . 

وهاهو الجزء الثالث يتهادى أمامى ليكون بين ايدي الناس عما قريب. وما لاشك 
فيه إن لايد عسي الفضل الأكن العم ل تعريضا هذا الشاعر الفذ الذي كان مجهولا 
لديناء ومعنى هذا ان الشاعر حامد حسن اصبح ناقدأً ومؤرخ أدب. فهل وفق الى ذلك؟؟ 
وبمعنى أدق هل يمكن للشاعر ان يكون ناقداًء ومؤرخاً أديياً؟؟ 

أدرك الباحثون منذ زمن بعيد ان اتحاد الشاعر والناقد أمر صعب المتال. . يسال 
. بعضهم الفرزدق عن معنى شعر له. فيجيب : علينا ان نقول وعليكم ان تتقولوا فالشاعر 
يبدع والناقد يفسر هذا الابداع. ويدلنا على موطن الجمال فيه. . انه يقربه الينا لنتذوقه 
ونسيغه. ونعيش في عالمه الجميل . 

واكتنه المتنبي هذه الحقيقة فكان دوماً يردّد: ابن جني اعلم بشعري مني» فالفنان - 


-15- 


كا يقول اوسكار وايلد ‏ : أبعد الناس عن إن يكون احسن النقاد. 

1 لد افسح معروقاً ان الشاعر لايمكنه أن يقوم بوظيفة الناقد التقويمية فعندما 
انتشرت الرومانسية في المانيا ثم في فرنسا هاجمها اللورد بأيرون يكال ٠‏ أن هذا الوباء محصور 
ا ولن يصل الى جزيرتناء لم يدرك ان شعره كله رومانسي , وهو قطب كبير فيها . 

وهذا بول فرليي عندما استفاضت الرمزية في فرنسا وعده النقاد رائذ! عا اصتبد به 
الغضب ونفى عن نفسه هذه التهمة. ولم يستطع ان ية ا 
هذه المدرسة., الجديدة. ١‏ ْ 


ودئناات .س اليوت عن نواقص الشاعر كناقد ويرى ان الخباعر عبدها كتين 
النقد يحاول دوماً ان يدافع عن الشعر الذي يكتبه هو لأنه مثله الأعلى» وعبر عن استيائه 
من ان المقالات التي كتبها عن النقد قبل أربعين سنة يعتبرها الناس كأنها كتبت أمس» وهي 
خطرات كتبت في مناسبات . . وليست كل احكام أليوت صائبة فذات مرة جرح ملتون ثم 
عاد عن رأيه. . وحملته على شلي وبايرون وتمجيده لن يحتاج الى كثير من المراجعة 
وا موضوعية . 

وبما لاشك فيه ان هنالك بعض الشعراء اتحدت فيهم الشاعرية مع النقد كدانتي 
وغوتيه وكولرج . . ومع هذا الا يحق لنا ان نتساءل كيف فضل كولرج وهو الشاعر العبقري 
والناقد العظيم شلي على غوتيه؟؟ 

الشاعر تحكمه عاطفة فهي أقوى من العقل عنده فيندفع معها. . فورد ثورث 
اجحف بحق كيش» وتوماس غري لانهها لم يوافقاه على رأيه حول اللغة البسيطة الي يجب 
ان يكتب بها الشعر. 

لماذا كل هذا الكلام؟؟ لأقول: ان مشاعر حامد حسن وافكاره الخاصة تخفقان في 
دراسته للمكزون. . فقد وجد فيها مجالا واسعا لاعلان ثورته على ظاهرات كثيرات في حياتنا 
وتاريخناء وثقافتنا في مختلف نواحيها . 

هذه السلبيات التي تأذى بها اسلافنا ى] اننا نتأذى بها . 


هذا الجزء الثالث من هذه الدراسة النيرة امامي , وأجد حملات شعواء في المقدمة على 

تارفنا. ٠.‏ لابن من وققة[ !نان تاغننا ويد خلال بالشازة ؟ لذ نوالف ألا! ! 

تاريخ العالم كله تتجلى فيه أبشع الاعمال. وتجوس فيه الرذائل وتمرح فيه الشرور» 
وتحتدم فيه الصراعات» والابرياء هم الضحايا تحطمهم المأسبي() لماذا هذا كله؟؟ لأن 
التاريخ معرض لحياة الناس» والشر متأصل في النفوس» فمن الطبيعي ان ينعكس هذا 
الشر في التاريخ » وهذا كبير مؤرخي عصرنا «توينبي» يقول: التاريخ ليس سوى معرض 
لحماقات البشر. 

في انجلترا تقتصر دراسة التاريخ في المدارس على التلامذة حتى بلوغهم الرابعة عشرة 
فينقطعون بعدها عن دراسته, ومبهذا يبتعدون عن هذه الجواء الرهيبة ‏ والاحداث المنكرة» 
والحروب الدامية التي ينبض بها التاريخ . . فليس تاريخنا وحده مليكاً بالفتن الرهيبة بين 
المسلمين لاختلافهم في المذاهب. .. المذابح التي حدثت في فرنسا بين الكاثوليك 
والبروتستانت في سانت برتلمي لامثيل لها في تاريخناء والحروب الداخلية والخارجية فاقت 
كل تصورء فهنالك حرب الثلاثين عاماً. وحرب المئة عام . 

التواريخ في العام كله مترعة بالشرورء وقد يكون تاريخنا من اكثرها نقاءً وانسانية . . 
وغوستاف لوبون يقول: ماعرف التاريخ فاتحا ارحم من العرب237). 

الأصوات النبيلة التي ترتفع في تاريخنا تدعو الى الخير والحب والحق ليست قليلة . 

جاء في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر للامام العارف الرباني عبد 
الوهاب الشعراني طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر عام ١1959‏ في الصفحة ١‏ مايليٍ: 





(1) هذا صحيح ولكن العالم كله وفي هذا العصر لايستلهم سيكات التاريخ بل يتجاوزهاء يتخلى عنهاء ولايعتد بالاخطاء . 
بل يتجاوزها وينساها. 

اما نحن فتاريخنا مقدس وهو المثل الاعلى والمنهل العذب عند الكثيرين من كتابنا . . ائنا نستلهمه» نلجأ اليه نسغير به 
جاهيرنا. نشحن عقول ابنائنا به| فيه . . . وماذا فيه؟ لنوجه هذا السؤال الى الدكتور عبد الرحمن بدوي » 0 الحريري ١‏ 
َك 30 3 ٠‏ مايقنم 
والحسينى عبد الله وعبد الحسين مهدي العسكري ؛ ومصطفى جحا واضرابهم. وفيا كتبوه ونشر وه ونفثوه من السموم 
الكاتب الكريم بصحة اتبامنا للتاريخ والمؤرخين وخاصة المعاصرين منهم . 
(١)ولكن‏ العرب لم يكونوا رحماء فيم| بيتهم . 


1 


قال الامام .الشعراني: سمعت سيدي علي الخواص رحمه الله يقول: من ادّعى مقام 
المعرفة وهو يجرح عقائد احد من اهل الفرق الاسلامية من كل وجه فهو كاذب» فان من 
شرط العارف بالله تعالى دخول ا حضرة الاطية. واذا دخلها رأى عقائد جميع المسلمين 
شارعة اليهاء ومتصلة بها كاتصال الاصابع. والكف. ٠‏ فأقر عقائد جميع المسلمين بحق 
وكشف ومشاهدة(١)‏ 1 ١‏ 

وعلي الخواصٍ من كبار الصوفيين العارفين بالله وهؤلاء لهم كشف ومشاهدة وبرحمة 

من الله رأى جميع الفرق الاسلامية على الطريق المستقيم وليس من طريق للنجاة كى| يقول 
الشعراني سوى الحق المطلق. والصدق المحض. والحق المطلق هو الله» والصدق المحض 
هي معرفته تعالى والاقرار بوحدانيتهء هذا هو الخلاص وجوهر الحتيء وجميع الفرق 
الاسلامية تؤمن بالله ووعدانيتهء وليس امام كل فرد سوء. العمل الصالح بعد هذا ليكون 
الزاد لاخرته الرضية» فالدين المعاملة.. 

علماء الغرت الذين بحثوا عن الاديان ودرسوها وسلطوا أشعة العلم عليها آمنوا 
بوجود الله. . وان الكتب الساوية» وبراهين الفلاسفة لم تقنعهم بوجود الله. ولم يجدوه 
ويعرفوهء ويؤمنوا بوجوده الا عن طريق الصوفية. . . *1اما: ان الصوفيين في جميع الآديان 
الساوية وغير السماوية من امم شتى » وبلغاتهم الخاصة تحديو دعن اتصالاتهم بالله» وعن 
تجاريهم في الدخول الى الحضرة الالهية» وهؤلاء الصوفيون من شتى الأجناس والاديان 
والمذاهب متفقون كلياً في الحديث عن تجارمهم التي تنسجم في اتساق تام مما يدل على صدق 
مايقولون ويروون. وهذا الدليل الساطع اقنع العلماء الباحثين فانطلقوا يدرسون الاديان 
بعد ان تأكدوا من وجود الله تعالى في هذه الرؤى الصوفية؛ فالعارف بالله على الخواص لم 
يتحدث عن مشاهدته الالهية رغبة أو رهبة وهو الذي لاتساوي عنده الدنياً بكلٍ خوالبها 
ومفاتنها جناح بعوضة . . فلاذا اذن هذا التناحر بين الفرق الاسلامية الذي كثيراً ما اذى 
الى فتن هوجاء سالت فيها الدماء غزيرة» وحملت الويلات الى ابرياء لاناقة لهم فيهاء ولا 
جمل كما يقولون . 


)١(‏ اين هذا من فتاوى بعضى العلاء بتكفير فئات كثيرة من المسلمين؟ 


في عصرنا قام بعضن من لاذمة لهم يؤلفون الكتب السقيمة العقيمة» البعيدة عن كل 
صدق وحقيقة يؤججون بها الفتنة بين السنة والشيعة فيجرحون عقائد الشيعة ويلصقون بها 
ته لاسند لها من الحقيقة ولا هدف لها سوئ بث السموم للتفرقة بين الامة الواحذة. . ومنذ 
قليل وقع بين يدي كتاب عنوانه : «ظلموا الشيعة» الفه احد علاء العراق يرد فيه على بعضص 
ا ا ا ل ل ا ا 
وتنعتهم تمجوس هذه الأمة.'. فكان رد العالم العراقي , محكمًا تجوسه لهمجة عنيفة. ولكن 
أليس الباديء بالشر أظلم؟؟ 

ان هؤلاء الذيْن يكتبون امثال هذه الكتب خربو الذمة» فاقدو الضمير يبثون الفتنة 
وآ ثرفة. . . ولِعن الله كل من ايقظ الفتنة!! ش 

الصديق حامد حسن اكثر الناس تأذياً هذه الفرقة التي فرقت المسلمين في الماضي 
وتحاول تمزيقهم في الحاضر, وان تطل + برأسها البشع في أيامنا #كقلبة الخاعريميجها وعقله 
الواعي لايضمهاء فينطلق بكل ماأوتي من وهج في الشاعرية مندداً بهاء يود ان يجتثها من 
أصوطاء وانا اطمئنه انها سائرة الى زوال فالناس اصبحوا يرون بأعينهم , ويفقهون بقلوبهم » 
ويعون بعقولهم . وكلهم في طريقهم الى المحجة الواضحة» فالاسلام يظلل باجنحته الدافئة 
كل المسلمين من مختلف الفرق والمذاهبء قهل هنالك ثمة مانع ان يكون هنالك تفسيران 
للاسلام احدهما سني والآخر شيعي مادام الجميع يؤمنون بالله وكتابه ورسوله؟؟ 

ان هذه الاصوات المنكرة التى تظهر بين الفينة والفينة ليست سوى الدليل على العافية 
فهي آخر الانفاس النتنة الي يطلقها الشر». وسيأقي اليوم القريب الذي يدرك فيه الجميع 
ان لافرق بِيِنُ هذه المذاهب في الأصول. . والفروع أراء:قاها بعض الناس» وكلها تنصبٌ 
في بحر واحد هو الاسلام بسماحته وتوره . 

ليغفر لي القارىء هذه الاطالة. وشفيعى انه كلما خطرت لي هذه الفرقة امتلأات 
نفسبي بالمرارة . للع باتعام كل :ادق بالشرة جانع الى الفتنة التي تورثنا لعنة الله وغضبه 
وعذابه . 

يحدثنا حامد حسن عن منهجه في البحث فيرى التبسط في مقدمات الابحاث وعقد 


-18-- 


المقارنة بين الاشباه والنظائر والاحتكام الى العقل عند اضطراب النقل» والتتبع التاريخيٍ 
واستعمال المصطلحات الفلسفية» ولقد استغرقت معالحة قضايا هذه المقدمات قسيًا كبيراً 
من الكتاب» وانا لاأقر هذا المنيج رغم المتعة الكبيرة التي انداحت لي وانا أقرؤهاء ففيها 
جهد كبير. وبحث مستقص » وتتبع.علمي . ومناقشة رصينة» وفهم عميق لمختلف 
التيارات الاسلامية التاريخية والدينية» والفلسفية والصوفية» قلا تتوفر لباحث. . يجلوها 
عقل عُلّل. وتسودها عاطفة مشبوبة» وثورة على كل السلبيات مفعمة بالمرارة. . ولايخالجني 
شك ان القارىء سيجد فيها العلم الغزير» والفوائد الجلى» ومع كل هذا اقول بصراحة 
لصديقي حامد: ان الدراسة الادبية لاتتحمل كل هذه المقدمات رغم جودتها وعمقها 
تدعا 

فالدراسة الادبية الحديئة تبتعد عن كل المقدمات التاريخية وقد تبالغ فترفض الحديث 
حتى عن بيئة الشاعر وحياته. وليس امامها - في رأبي -متوق النص. ولا علاقة لما بشيىء 
آخر! ! تمعن في النص تحليلا ودراسة . 

ولهذا أرى ان حامد حسن وجد. في دراسته للشاعر المتعدّد الآفاق الامير المكزون 
فرصته ليقول برأيه في مجالي الثقافة الاسلامية الواسعة. وليهاجم التمنلبيات التي يعافها قلبه 
الشاعرء ويأباها عقله النين والحق ان ثورته بها لاينشد منها سوى اخير هذه الأمة لتزيح 
الأشواك عن طريقها. 

ان دراسة حامد حسن للامير الشاعر المكزون اجمل مافي الكتاب لقد استمتعت بها 
كثيراً والحق ان المؤلف خير من يستوعب هذه التيارات الاسلامية التي عالت مير 
المكزون, فلا عمجب اذا جاء تحليله عميقاٌء وفهمه أصيل» وتجاوبه مع الشاعر قوياً. . 
وأجمل ماني هذا الشاعر تلك الابيات السمحة الكريمة التي تدعو الى التاخي والحب. ونبذ 
التعصب المذهبي » وهي في الواقع اكثر مايشغل بال حامد حسن . 

حسبنا أن نسمع المكزون يبتف بهذا القول الكريم 


-14- 


وترم معي 5 هذه الابيات الخيرة التي تفيض بالحب والساحة : 
واغد مؤقاً بصنديق بفي تيم وابغ م الحجر من حجر عدي 
وبعثان الى وجهي انجه كسفتقى لك عن وجه السني 
وعلل باب جنات 1 المتدى فأت مله تجن داني. . جنتي 
وعلى جعهم في جامعي كام صلَيتَ لي صل وخيّ 


- 


ومتى فرقتهم فارقتهم بالتعامي مائلاا عن ملت 

نضر الله ثراك ايها الشاعر العظيم . 1 

وبعد : 

لقد اتحد الشاعران حامد حسن والمكزون في هذه الدراسة الطريفة وتفاعلت فيها 
روحان ساميتان» وخفق فيها قلبان كبيران يحملان الحب والولاء والاخلاص لكل الناس» 
ونشدة الخير للمسلمين لتنتظمهنم وحدة مكينة . . أخوة كاملة تشرق في الحب والتفاهم . 

لقد وجد شاعرنا حامد حسن ضالته في هذا الشاعر الامير العظيم فتفاعل معه) 
واتاح له ان يطل علينا بآرائة الحقة في الخياة الفاضلة التي تأبى هذه الفرقة بين الفرق 
الاسلامية فمصدرها واحدء وهدفها واحد. ْ : 

انني انجي خالص التهاتي الى شاعرنا المبدع الصديق الغالي حامد حسن الذي كرس 
الوقت الكثير, والجهد البالغ» وسهر الليالي في هذه الدراسة الموفقة الجي انعكست فيها 
ثقافته الاسلامية المتعددة الجوانت راجياً ان لاتتراخى المدة بينها ونين الخزء الرأبع » ولاشك 
انه فاعل هذاء 'فمن أحب امراً انجزه مهما تعقدت المصاعب. ومن حق المكزون الشاعر 
الأمير ان يأخذ مكانته الادبية الحقة في عصرنا بعد ان ظل مجهولاً طيلة هذه الحقب الطويلة 

من الزمن . ففي شعره غذاء للعقل ومتعة للروح وعالمه حي انساني اسلامي في ضوفية 

جمنحةء وانطلاقة روحية سامية نخن بأشدٌّ الحاجة اليها في" :هذا العصر الذي سيطرت فيه 
المادة الصفيقة حتى كادت تطفىء النور الذي تستمد منه الانسانية وهجها وحيويتها 


وروعتها وسيرورتها الى مستقبل رخيّ تمرح فيه احلى الاماني» واعذب الرؤى. 
د. محمد حاج حسير 


نون المكزون 
أو 
كنز النون ٠‏ 
3 بقلم الدكتور: عمر موسى باشا 
رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة دمشق 


عهدي بالشاعر المكزون قديم , عرفته شاعراً متصوفاً لا كغيره من الشعراء المتصوفة » 
واعجبت به كل الاعجاب حين اطلعت على ماكتبه أخوان كريمان هما الصديقان الشاعر 
حامد حسن والدكتور اسعد علي . 

والآن بين يدي الجزء الثالث عن المكزون السنجاري للشاعر حامد حسن بعد ان 
اتحفنا بالجزءين “الاول والثاني عن المكزون الستجاري بين الامارة والشعر والتصوف 
والفلسفة . 

لقد تحدث المؤلف في هذا الجزء اولاً عن الانسان والاله ليربط بين نظرية الالوهية في 
التاريخ منذ فجره الاول حتى يصل الى عصر المكزون ليظهر لنا تطور عقل الانسان منذ 
طفولة هذا العقل حتى نضجه في العصور الحديئة حيث توصل الى القول بالاله «الكيال 
المطلق» والذي ليس كمثله شيء؛ كا جاء في القران الكريم» وليبين لنا كيف فلسف 
المتصوفة والفلاسفة هذه النظرية وكيف توضحت في شعر المكزون الفيلسوف المنصوف . 

كان المؤلف موفقاً في بحثه التاريخي وني ابرازه القوائم المشتركة بين الاديان كلها ى| 
بتحدث عن الطوفان لورود اشارات عنه في شعر المكزون» وانتقل فتحدث عن العرفان 
الصوفي ثم توقف مطولاً عند ظاهرة الحوار والحجاج والمطارحات عند الشاعر المكزون». 
وابرز من خلال ذلك آراءه في قضايا جوهرية مستمدة من شعره» ومستوحأة من تصوفه . 

كان المؤلف بارعا في ذلك كله يناقش أهم الآراء بموضوعية وتجرّد معتمدا على العقل 
والمنطق في تعليلها وتفسير بواطنها اذا لم تأت واضحة في صحيح النقل . 
اعتماد المكزون في تصوفه وعرفانه يقوم على الشريعة والكتاب, على القران والسنة 


ا 


الي لاتقبل النسخ : 
بسن ةلاتقبل النسخ وآيات | كتاب طيها في انتشر 


3 


كل حرف من الكتاب كتاب 2 محكم. ما لحكمه الدهر نسحُ 
' ويرى المكزّون ان الشريعة جامعة وانها أم المسلمين وكل ابنائها اخوته 


أمي الشريعة والمقيم لا ابي ويبنو بنيها كلهم انخحواني 
أأعق والدتي. وأنكر والدي والى العناأة أفسر من اعواني؟ 
أأفر من انسى الى وحش ألفلا؟؟ | ان.كنت ذاك فلست بالاننسان 


هذه الابيات السمحة المطربة المعجبة الموفقة في مرماها ومغزاها هي التي جعلتني بل 
أوحت الي ان أتوج.موضوعي هذا بعتوان نون المكزون. أو كنز النون ولقد تقدست النون 
في شعر المكزون فاشار بها او لماتحمله من رموز الاعداد الى عروج الملائكة في يوم مقداره 
خحسون الف سنة . 


ويوم ضرب النون في الغين وما يعرج فيه وبغين ماحصر 
النون في حساب الجمل "6ه 

والغين ٠١٠١‏ 1 
كما ان النون الرمز ؤردت في القرآن الكريم وبصيغة القسم (ن والقلم ومايسطرون) 


فمن النون والقلم والحرف والرق والكتاب والسطور انطلقت قصة الحضارة وابداعات 
الفكر الانساني يقول المكزون: 


1ه 


والقلم الجاري الذي مداده لاحرف التنزيسل في اللوح سطر 
وحل من تركيبها بسائطا 4 جهن الجبسط لاررح البشر 


والمكزون يمجد العقل فقد بهره فيضه فخضع لسلطانه وتحدث من خلاله عن الذات 
الالمية والنور.المحمدي كا تحدث عن النفس المتمثلة في العقل . 


النفس في العقل اذ تصفو لرؤيته له مثال تراه فاعقل المثلا 
كالعين تشهد في المرأة صورتها ومااستحالا ولا حالا ولا انتقلا 


ولكن العقل يتضاءل عنده عند التزوع الى الحب والجمال المطلق «العشق الالمي» 


ويصبح تابعاً بعد ان كان متبوعاً : 
وتابعت امر العقل حتى اذا لكم دعاتي المهوى اضحى لي العقل يتبع 
ويقول: 


ان لم أخالف زاجر العقل عن صبوقي فيكم فواجهي 
ومتى عدلت بيحبكم احداً قي في الكون واعد لي عن العدل 


اذا كان شرع الله في الدين واحداً وعن مسلك التفريق فيه نهى الرَّسلٌ 


فان سبيل الرشد للناس واحد ولا غيّ الاا في شتابعةالسبيل 


5# 


أنه يندّد بالطائفية والمذهبية والعنصرية» والقلوب المغلقة» والافكار المتحجرة» وان 
الغي كل الغي .في التفرقة والتعصب» وما أجدرنا اليوم ان نمتدي بآراء المكزون ونتجاوز 
.ظلات التاريخ خ الأسود ليشرق نور تاريخ التحرر من اغلال الجمود والتعصب الأعمى . 

ان الشريعة واحدة لاتتجزأء ولاتتمذهب مادام الكتاب المحكم - القران ‏ المنزل هو 
الأصل والجوهرء. وهو العاد والمعتمد» وحينئذ تتخلص الشريعة من الادران ويصمو 
جوهرها المحض فالسنة شيعة» والشيعة سنة وحينئذ تتحقق وحدتهاء وفي تحقيق هذه 


الوحدة يتغير وجه التاريخ . 


وهكذا كان حامد حسن في بحثه ودراسته عن المكزون فقد توختى تطبيق آرائه 
والدعوة ال الكل الدينية بين المذاهب با واللواتق والأديان 00 الاسلام جاء جام لباق 

وهذه هي الدعوة عند المكزون وقد 1 عنها 53 بقوة وشجاعة غير مبال 
بالمعترضين الذين يسعون لتهديم صرح الامة بزرع بذور العذاوة والتفرقة والتنابذ 
والبغضاء. ويتخدذ من التاريخ شاهدا ويطلب الينا ان نتعظ بالماضى لنقيم صرح المستقبل 
على دعائم من الوحدة والعودة الى الاصول تاركين البدع والضلالات والفروع ونستقي من 
اليتبوع الفياض من نون القرات معشوقة ة المكزون (ن والقلم ومايسطرون) كنز معرفة الله . 


1 


المقدمهة 


قارئى : 

هل لديك"الطاقة :والققرة + والصبروالفحال؟ 8 

اذا وثقت من نفسك فرافقنى في هذه الرحلة الطويلة! ! 

رحلتي شاقة ومضنية!1 - 

ولكنها بنت الرغبة» ووليدة الطوع والاختيار والتصميم! 

هي رحلة مع العصور عبر الزمن المتهافت . 

اها تبدأ من الالف السادسة قبل مولد الناصري» وتقف في النصف الأول من القرن 
السابع من هجرة ابن عبد الله وليد مكة. ونزيل يثرب . 

هناك يستوقفني شاعر» مفكرء متصوف» فيلسوف. 

هناك يستوقفني المكزون السنجاري - 586 - 5178ه د تلفت غدله "ومن خلال 
شعره» وفلسفته, ومن منظوره الاسلامي كيف يتسنى لنا ان نتصور الاله فلسفياً. 

أقف عند هذا الشاعر المتفلسف الصوتي بعدما تدرجت عبر رحلتي هذه مع تصور 
الامم والشعوب والاديان للآله عبر سحي التاريخ . 

من التصور الساذج للآله المتمثل بالحجر والشجر والنبات. والجبل والحيوان . والاله 
الجبار المتمثل بالعاصفة والصاعقة والرعد والبرق والنار والبركان والبحر والكواكب . 

من الحة سومر ويابل والهند واليونان وفارس الى آله التوراة والانجيل والقران . 

من «التصوّر» الى «التصديق» الفلسفي» والبرهان المنطقي في شعر المكزون 
السنجاري عبر مقدمات يقينية حيث الآله «كيال مطلق» لايحدٌ. ولايدرك وليس «كمثله 
شيع . 

اننى أشفق على القارىء الذي يرغب في مصاحبتي في هذه الرحلة . ولكنني واثق انها - 
سترفد عقله بزاد فكري وتاريخي عن تصور الانسان للآله وعن تطور هذا «التصوره من 
التجسيد والتحديد الى التجريد والتوحيد مع كل مايتعلق بذلك من ثقافة وفكر وتاريخ . 


-7560- 


ستحرر عقل القاريء من «موروثات» استوطنت عقله فاصابته بالشلل. 
«مسليات» استبطنت مشاعره فأورثتها لمكي 

ومن خلال شعر المكزون ايضاً ساستعرض التاريخ » وخاصة التاريخ العربي 
الأميلاي بوعل مدى ستة قرون بدءاأ من هجرة الرسول العربي وانتهاءا رمن المكزون 
السنجاري فروراً ببعض ماحمله الينا هذا التاريخ من التكبات والمصائب والكوارث 
والمصاعب». والمثالب والمعايب, والحقائق والاغاليط في حياتنا الاجتماعية والدينية والفكرية» . 
وماجره ويجره على الامة من العواقب. متنكراً لكثير من الحقائق . متشحاً ببرود الدين؛ عامل 
للكيد من الاسلام والمسلمين. 

سأمسح ضباب القداسة عن هذا التاريخ ىا تمسح اللهاث عن بلور المرأة لتبدو 
صورتنا واضحة جلية مشرقة . 

ساعريه من بروده الفضفاضة كا تتعرى السماء من الغيوم في ليلة صائفه حيث يبدو 
ألْق النجوم , فترتاح نفس الناظر وتتملى مشاعره من حمالاتها . 

ولكن... . 

الذين يعيشون بأرواح أجدادهم. ويغوصون في أوضرر التاريخ » ويفكرون 
بأعصابهم لابعقوهم , ويستسلمون للعاطفة على حساب العقل » ولايميزون الصحيح من 
الزائف من تاريخهم. ولايفرقون بين الاصيل من تراثهم وبين الهجين والدخيل . 

هؤلاء كل هؤلاء!! 

سينغضون رؤوسهمء ويلوون أعناقهم. ويغمضون عيونهم عن رؤية الحقائق 
الباهرة في هذا الكتاب!! ولكن. . 

متى استطاع الخفاش ان يواجه اشراقة الشمس؟؟؟ 

سيقولون : 

انه التاريخ فهل نتنكر له؟؟ 
انه التراث فهل نتعداه؟؟ 
وفات أفهامهم. وتعدّى مداركهم ان تاريخنا العربي الاسلامي. أو بعض تاريخنا 


درت 


العربي الاسلامي . 

يشعل شمعة ليحرق مملكة!! 

ويمتدح سلطاناً ليهجو شعباً! ! 

ويصدر فتوى ليكفر أمة!! 

ويورد بعض الاحاديث ليحدث اتقشاماً! ! 

ويسرد خبراً ليوقظ فتنة! ! ش 

ويقص رواية لينشر بدعة!! 

ولا أدل على هذا من الواقع المرير- واقع الفرقة والانقسام. والتنابذ والشحناء 
والتخاذل والمعاداة» والتقاطع والتدابر» والتهديد والمواثبة» الذي يعيشه المسلمون في كل 
أقطارهم, وتعدد امصارهم. واقتراب وابتعاد ديارهم» وذهاب ريحهم وخمود نارهم وكل 
ذلك بفضل هذا التاريخ ومايذخر به من الفتن» ويغرس في صدورهم من الاحن» ويؤجج 
بينم من نيرة المحن(1) وماحمله الينا عبر عصوره من النفثات السميمة ونقله من اللهثات 
المحمومة !! 

هذا"التاريخ الذي جرعنا الدسيس من السموم» وأداف في شرابنا الغسلين والزقوم 
ونشر فوقنا ظلال الحميم واليحموم, لابارد ولا كريم . 1 

هذا التاريخ . 

زدع الزيغ في العيون فتعذّرت عليها رؤية الحقيقة . 

وغرس اللحقد في القلوب فانبتت أشواك البغض والكراهية . 

وأجج البغضاء في النفوس فجف فيها معين الالفة والمحبة . 

واحكم اغلال التقاليد في الأعناق فاطرقت مغلولة لاتواجه وهج الصباح . 

وكبل الاقدام بسلاسل العبودية فتنكبت دروب الحرية . 

وأطفأ من الادمغة انوار العقل فخيّم عليها ظلام الجهل وعشعشت فيها الخرافة 
والاساطي 

السياسة» الشعوبية» المذهبية» القبلية هى التى كتبت تاريخناء وتركت لنا مااختلفنا 
)١(‏ نيرة: بكسر أوها وفتح ثانيها جمع نيران لد 


-/ا- 


فيه وعليهء ونختلف فيه وعليه بالأمس واليوم وغداًء وبعد غد! ! 

تعال معي لأعرض لك بعض مراحل هذا التاريخ وبصورة خاطفة لأقدم لك 
البرهان» وعسى ان احصل منك على بعض الاقتناع! ! 0 

م تكذب قريش الرسول؟؟ اما أوذي؟.وحورب؟ ورجم؟ وبيت لقتله؟ وتسلل 

متخفياء وطورد مهاجرا؟؟ 

اما تفئّن ابو سفيان ومشركو قريش بايذاء اصحابه» وتعذيب انصاره: والمؤمنين 
بدعوته. والصابكين الى دينه» والقائلين بصدق دعوته؛ وصحة رسالته وهجر وهم مرغمين 
مكرهين؟؟ 

قد يقال هذا صراع بين الشرك والتوحيد» والكفر والايهان» والوثنية والاسلام» ولكن 
. الله. اظهره عليهم وقال لمم : اذهبوا فانتم الطلقاء. . 

ولكن: 

هل مضى على.موته الا ساعة أو بعض الساعة حتى هب الطلقاء وابناء الطلقاء وكل 
صحابته ‏ الا أقلهم - لاقتسام ميراثه؟؟ : ْ 

أما شهدت سقيفة بني ساعدة الصراع القبلي. والنزاع العائلٍ» والنزوع الجاهلٍ. 
والموائبة على التركة والغنيمة؟؟ ش 

أوس وخحزرج» قيسيون ويمنيون» قحطانيون وعدنانيون» يمنيون وحجازيود, 
مهاجرون وأنصارء قريشيون وأمويون وهاشميون. - 
202 منكم اميرء ومنا امير. 
5 نحن الامراء وانتم الوزراء . 
2 نحن اهل بيته اولى بميراثه . 
3 نحن اهله وعشيرته . 
8 نحن أنصاره أويناف ومتعناه منكم . 
3 نحن هاجرنا معه بأنفسنا وأهلنا وأموالنا . 

ملاحاة وتحاج ! ! 


-58- 


شقشقة ألسنة» ولواذع كلام !! 

إدلال بعاض »ء وموائبة على حاضر: 

كل هذا والرسول الكريم لم يزل مسججى في بيد سل جث "لم بي مدفته» 
وصوته لم يزل يتردّد في مسامعهم . ش 

م 

الم ترتدٌ القبائل عن الاسلام بعد ذلك بقليل» وتراق الدماء» وتسبى النساءء ومشعل 
الابرياء؟ وقصة مالك بن نويره لم تزل مثار جدل بين المؤرخين ! !ويقتل الخليفة الثاني بعد 
انذار اليهودي كعب الاحبارء ولكن الخليفة لم يعبأ بانذاره2١)‏ 

وتخرج الامصار على الخليفة الثالث فيقتل وهومكبٌ على القرآن» ويمثّل به فيخبط 
بالسلاح» ويبعج بطنه بالحراب, وتفرى اوداجه بالمشاقص وتشدخ هامته بالعمّد ويطئون 
اضلاعه وتقطع اصابع زوجته<" والقتلة كلهم مسلمون والمقتول خليفة الرسول. خليفة 
المسلمين» وزوج ابنتي نبيهم الذي اخرجهم من الضلالة الى الهداية. وكل المسلمين 
مجمعون على ان دم الفاسق - حتى الفاسق حرام كدم المؤمن الا من ارتِدٌ بعد اسلام» أو 
زنى بعد احصان» او قتل مؤمياً متعمداً . 

ويخرج ابن ابي سفيان على الراشد الرابع وترع أل طلحة والزبير وعائشة احدى أزواج 
النبي وتقع حروب الجمل وصفين والتبروان وتنتهي بمقتل الخليفة الرابع 

.- حصل كل هذا خلال ثلاثين عاماً وهي الفترة الراشدة وكان الاسلام م يزل ندياً 
وعهد. المسلمين بالرسول لم يزل قريباً .. ويتحول الاسلام من الشورى الى الملكية القيصرية 
الكسروية العائلية . 

. وتقشمع. فاجعة كربلاء وينقسم الاسلام الى معسكرين يكيدان لبعضها وتنطلق 
الشعوبية. -بخلال.هذا الانقسام جاهدة في تمزيق وحدة المسلمين فتُشكل الاحزاب » وتضع 
)١ 3‏ اجاء كعب الاحبار الى الخليفة عمر بن الخطاب وقال: ياامير المؤمنين ستموت بعد ثلاثة ايام فهزأ به الخليفة ثم جاء قي 
اليوم الثاني فتقال : مضى يوم وبقي يومان ثم جاء في اليوم الثاني وقال: : ذهب يومان وبقي يوم واحد وتم قتله في اليوم الثالث على 


يد ابي لؤلؤة فها رأي المؤرخين والعلياء في كعب الاحبار؟؟ ونبوءته؟ 
(؟) رسالة النابتة للجاحظ ص 7- 8 








-754- 


الاحاديث المكذوبة بتأييد حق كلا المعسكرين تمكيناً للفكيدة وتكريساً للتفرقة» وليكون 
لكل فريق سند ديني. وحق شرعي واليك بعض القواعد العامة دليل على ذلك . 
١‏ من قتل متأولاً فلا قود عليه . )١(‏ 
” - من استخلف ثلاثة أيام لن يدخل النار! ! 
*- الخلفاء لاحساب عليهم ولا عذاب!! 
5 - الصلاة وراء الير والفاجر! ! و.و.و 
هذه القواعد, هذه الاحاديث تبرر أفاعيل القتلة المجرمين لام كلهم قتلوا 
متأولين! ! 
الى تبرىء ساحة يزيد والوليد والسفاح. . والحجاج من اللحرائ ثم التي ارتكبت 
والاموال التي اغتصبت؟؟ 
ثم يضطهد الامويون الماشميين علوبهم وعباسيهم كأشتع وأبشع مايكون 
الاضطهاد! ! 
ثم يقغي المروانيون على السفيانيين 
ألم تبح المدينة حرم رسول الله؟ وترمى الكعبة بالمنجنيق؟؟ ويمزق القرآن رمياً 
بالنشاب؟؟ : 
ويموت الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز في ظروف غامضة؟ 
- ويأتي دور «الظل والسحاب2) ليقضي العباسيون على الامويين ويلاحقونهم في كل 
فج ومخرم » وغور ونجدء ورابية وواد» وسهل وغار» وكذلك فعلوا بابناء عمهم الحاشميين . 
ويموت المهدي والحادي بدسائس الخيزران اليربرية . 
ويقتل محمد بن علي. على يد ابن اخيه المنصور.. ويعقبه قتل ابي مسلم: الخراساني » 
وابي سلمة الخلال وزير ال محمد. ويقتل الربيع بن يونس علن يذ الهادي. ويعقوب بن 
داوود على يد المهدي . والبرامكة على يد الرشيد . والفضل بن سهل على يد المأمون. ويقتل 
المأمون اخاه الامين . 





)١(‏ القود: اخذ القاتل بالقتيل. (7) شعار راية العباسيين 


ونقف هنا ممسكين عن متابعة المأسي وتعداد الداري 
5 0 0 : غاية! ! 


ووسيلة 506 لحار هذه السلطة 


ماذا ثار الحسين بن علي» وسليمان بن طرد الخزاعي . وقيس بن سعد بن عبادة, 
وحجر بن عدي , والمختار الثقفي . وصالح بن سرح وشبيب بن يزيد الشيباني ومطرف بن 
المغيرة» وعبد ال رحمن بن الاشعث. وزيد بن علي وابو حمزة الخارجي . ويحبى بن علي . وعبد 
الله بن معاوية؛ والحارث بن سريح ؟؟ وغيرهم . 

هل ثاروا الا على الظلم والطغيان, والاذلال والحرمان. والدونية والامتهان, وانتهاك 
مقدسات الانسان, والانحراف عن مبادىء الاسلام » والانجراف في هذا الانحراف؟ واذا 
كان المجتمع كله ضلال فان ضلال الخروج عليه هو الفضيلة الكبرى. كل هذه الحركات 
والثورات"|م ينتصر لها تاريخنا الحميد المجيد بل أطلق على هؤلاء الغاضبين للحق. المطالبين 
به الخارجين على الظلم والجورء الناهين عنبماء كل ماني لغة العرب من الفاظ المذمة» 
وتعابير الشتيمة فهم ارذال» سفهاء. طغام اخساء. رعاع» غوغاء. فسقة. فسدة. 
سفلة. كفرة. فجرة» مارقون. خارجون, مبتدعون, غلاة» حلوليون» نفاة معطلون, كما 
افتى العلماء باهراق دمائهم» واستباحة نسائهم. واستعباد ذرارمهم» واصطفاء اموالهم. ٠‏ 
واستئصال شأفتهم<7) ولاذا كل هذا؟؟ لانهم غضبوا للحق. وخرجوا على الظالمين ومنهم 
يزيد والوليد والحجاج والسفاح خلفاء المسلمين» وولاة أمرهم . 

لقد احتفظ لنا تاريخنا الحميد المجيد» بأفانين القتل» واساليب التعذيب» التي أنزيها 
الساكمون العادلون ببؤلاء الثائرين والمتهمين. والمأخوذين على الطنق فقتلوهم قصعاً 
بالنبيوف :روجا بالرماح ووجا بالحراب» وشدخاً بالعمد. وتحريقاً بالنار. وصبراً وصلباً 
في الجر والقر, وهناك التعطيش والتجويع . والتجصيص. والخنق والشنق» وصلم الاذان» 
وسمل العيون» واستلال الالسنة والرض والسم . . وان لله جنودا من عسل9) 


7 1 راجم المستظهري . وفتاوى أبن تيمية؛ ونوح الحامدي‎ )١( 
. كا‎ ١ 
مل حي الس لاطا ا شتر و ن عل وا مصر‎ 


ات 


اما الانغياس في المخازي » والارتماس في المعاصي فنكتفي بالاشارة اليها بقرد الخليفة 
يزيد» وحبابة وسلامة الوليد, 25 وغادرة الرشيد» وعريب المأمون؛) 

قد يقال: ان في تاريخنا نقاطاً مضيئة كثيرة» ونقول: هذا صحيح . . ولكن لثن 
عرفت الفترة الراشدة الاسلام روحاً وطبقته فعلاً وعملاً فان ماحدث في تلك الفترة - على 
رشدها وقداستها ‏ يكاد يطغى على الحسنات . 

ولئن تجلت رحمة الاسلام وعدالته في سيرة بعض القادة الفاتحين كطارق بن زياد 
وموسى بن نصير وقتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم . والمثنى بن حارثة وأمثالهم . 

مؤلاء القادة الذين م يضمروا غدراًء ول يبيتوا قوماء ولم يقتلوا طفلاء ولاشيخاء ولا 
امرأة. ولم يقعروا شجرة» ولم يذبحوا شاة الا لمسغبة؛ ولم يحاربوا قوما الا بعد الدعوة الى 
الاسلام فان لم يستجيبوا فالجزية » فان أبوأ افالجلاء | شرع لهم الاسلامء وسن لحم قادتهم 
الاعلام . 

اقول لعن فخر تاريخنا ببؤلاء فانه ليطرق خجللً ويندى حياءً عندما يضم في صفحاته 
السوداء امثال النعمان بن بشيرء ويزيد بن شجرة» وعبد الرحمن بن قباث. وزهير بن 
مكحولء ومسلم بن عقبة» وسفيان بن عوف. وبسر بن ارطاة» والضحاك بن قيس» 
وسليمان بن عوف الغامدي واسوأ رجال التاريخ الحجاج بن يوسف الثقفي . 

لئن نشر اولتك القادة الفاتحون الاسلام» وعدالة الاسلام» ومساواة الاسلام» في 
البلاد التي افتحوها فقد نشر هؤلاء الرهط المشائيم الفساد والرعب والقتل في المسلمين» 
ومجد تاريخنا المجيد اعمالهم وافعاهم . 

هذا بعض مااحتقبه تاريخنا في عيابه على مستوى الرجال والاعمال والافعال» اما على 
مستوى الفكرء والعقائد. والمذاهبء» فقد حمل الينا الجبر والتفويض والارجاء والاعتزال» 
والامامة؛ والوصية والعصمة» والبداء. والغيبة» والانتظار» والرجعة, والولاية» 


سمرقندء رار وفرغانة على يد قتيبة لم والهند 0 القاشمة لغرب عل يذ مين بن نصير» واشاد 
الجامع الاموي , والمسجد الاقصى . 
(4) راجع ديوان عبد الرحمن بن النقيب تحقيق خليل مردم بك وقصيدته في هذا الموضوع) 


1ت 


والصفات . والباطن والظاهرء والتأوي يل» والعقل والنقل والسنة والشيعة والرفض والنصب 
واهل. الاثبات والنفاة والغلاة والقلاة. كا نقل الينا ماهو أشر من هذا كله وهو تلك 
الاحاديث وال وضعها المعسكران» وأصحاب هذه الآراء والنحل باسم الدين, وعلى لسان 
رسول الاسلام لتأييد مدّعاهاء وتمكين أغراضها وقيق اهدافها باسم الدين. | 
وهذا 0 ان ركز 2 عليه» ونقف عنده طويلاٌ لان شاعرنا المكخزون السنجاري 
ان مانتج ع الآراء والمذاهت أؤجد الفرقة والتفريق , ومككن للتشتيت والتمزيق 
وكرس التتخلف والتعويق » واضاع علينا معالم الطريق . 1 
انني اشير وادلل واحاكم وأدين سيئات هذا التاريخ : واخطاء من ستبقونا لتتحاشاهاء 
'لنتقيهاء ونتقي من لايتقيها. | : 
لماذا لانقوم اعوجاج هذا التاريخ ؟ لماذا لانعدل مساره ف الاتجاه الصحيح نلثير هذه 
الامة؟ 


اذا لاتتمرد على الكثير من مسلاته بعد ان تبين زيغيه! مخطرها؟؟ 

لماذا لانفضح أغراض رواته» وغايات كاتبيه. وجهل حماته:» وجهالة حافظيه؟؟ 

لماذا لاتشير الى ركام سيئاته. ونادر حسناته» متخطين كل عقباته. ومزالق زلاته, 
ومهاوي عثراته؟؟ 

ذا لأنعة ل من السليه الى التفكير» ومن الموروث الى النقد. ومن المثالية ‏ ان 
وجدت الى الواقعية؟؟ 

في كتابي هذا سأوقف هذا التاريخ أمام محكمة العقل المستنير» والضمير المتيقظ. 
سأوقفه متلبساً بجريمته» متلفعاً بجريرته» متشحاً بجلباب عاره وكفاه عاراً انه كرّس 
الفرقة والانقسام وأثل العداوة والخصام وكاد ينحرف بالمسلمين عن رسالة الاسلام با 
استوعبه من الركام . 


1 


2# ساسترشد في رحلتي مع هذا التاريخ ببدي هذا الشاعر ‏ المكزون ‏ الذي عانى - 
على مايظهر من شعره ‏ من هذا التاريخ ماعانى» وعالج من امراضه ماعالج . ولاقى من 
عنت المقلدين مالاقى , وناقش من هذه الآراء المنحرفة التي احتقبها هذا التاريخ وكرسها 
ماوسعه النقاش بمنطقة الحكيم, وعقله السليم» وعلمه الواسع وحجته البالغة. وشعره 
المتين» وحجاجه الرصين» وحرصه على تعزيز الاسلام» ووحدة المسلمين. 


# إن دراسة سلبيات التاريخ لاتعني التشهير بالأمة أو بعصورها التاريخية» بل هو 

للحيلولة دون التردي فيه مرة أخخرى . 
أن محاولة إهمال» أو إغفال أو إخفاء مالايروق من أحداث التاريخ لأسباب دينيه » 

أو سياسية أو عنصرية أو شخصية ماهو إلا يانة للحقيقة التاريخية وانكار متعمد لوجودها . 
انه سخف يسخر منه البحث العلمي ويذكرنا بغباء النعامة التي تخفي رأسها في 


الرمل حتى لاترى الحقيقة . 
ساطرح التردد والوجل» والحذر والمخنجل داعياً الى خير العمل . 


له 


-534- 


مدخل 


جاء في الدراسة المعمقة التي تفضل بها الدكتور محمد حاج حسين مايل : 

«ان: الدراسة الأدبية لاتتحمل كل هذه المقدمات رغم جودتها وعمقها وفائدتهاء 
فالدراسة الادبية الحديثة تبتعد عن كل هذه المقدمات التاريخية» وقد تبالغ فترفض الحديث 
عن بيئة «اخاض روعاف وليس أمامها - في رأبي - سوى النص. ولا علاقة ها بشيء آخرى 
تمعن في النص تحليلا ودراسة . 

مع تقديري لرأي الدكتور حاج حسين أقول: لو تسنى له ان يقرأ شعر المكزون 
ويتجول معه في افاقه البعيدة العمق., المترامية السعة والشمول لعلم انه لم يقعصر على تازيخ 
عصره. ومايزخر به من ضروب المعارف وأفانين الثقافة» ولا على التاريخ العربي - 
الاسلامي ومافيه من الأحداث والمذاهب, ولأدرك ان فكره في شعره يمتد ويمتد عبر 
العصور السحيقة يتلمس خصائص الأمم والشعوب والأديان والمذاهب والنحل . 

وني المقاطع التالية التي اقتطفها من قصائده المطولات, وأقدمها هنا كميرر وتمهيد 
ومدخل بين يدي هذه البحوث التي يتضمنها هذا الكتاب ‏ خير دليل» وأصدق شاهد. 
وأوضح عذر, وأبلغ حجة على «المنبج» الذي انتقيته. وقيّدت نفسي به وارتضيته, وسقت 
به تلك المقدمات التاريخية التي اقتضتها لابل فرضتها طبيعة تلك البحوث ومن ذلك يظهر 
للقاريء والدارس ان مقدماتي التاريخية لاتخرج عن الموضوع . والنص الذي يرى الدكتور 
حاج حسين وجوب التقيد به؛ والاقتصار عليه . بل ترتبط به ارتباطأ تام ومباشراً. ولاتتعدى 
مقاصده العامة . 

والى القراء تلك المقاطع . 


اع واحدة الحسن 


١‏ واحدة الحسن التي أمسيت من 
؟"'- وصرت فيها(أمة» يأنم بي 


 *‏ صبا الي الصايئون اذ رأوا. 


؛ - واتحذ المجوس قلبي قبسلة 
ََ ه- وم أزل متسشعاء فليما 
5 - وبي اقتدى في الحب من ثُنّى ومن 
/ا ‏ وشيعة الحق ارتضوا بسنتي 
:.- والحتقاء تابعوني اذ رأوني 
4 والملحدؤن حمدوا طريقتي 
٠‏ والحكماء العارقون صوّيوا 
6١‏ وظنني مجسداً في حستها 
١1‏ فلا أرى في الكون شخصاً واحداً 
-1١‏ لأن داري لم تزل «دائرة» 
14 وكل شيء خارج عنها اذا 


ن_- الأشتات 


١‏ قال: ‏ فهل غيرك من 
١‏ - قلت: نعم في المند أجيالء. 
9 وفي نواخي السند والنوبء 
4- وفي بي اليونان بالروم 
ه وني بلاد الفرس من 
5 وخلف صين الصين من بنيسه 


'بصورة 7 غدا 


كل محبٌ راح فيهالء أو غدا 
طرفي لنجم الحسن فيها رصذدا 
لا رأوا للئار فيه موقدا 
تخمسّاً ‏ مفثقاً. محّدا 
ثلث أو أسلمء أو عهودا 


واتفذوني في الغرام مشهذا 
في اتباع رسلها بمجتهدا 
لما رأوني هواها ملحدا 
رأيي برفع التوصف عنيدا والببدا 
يحنّدا 
يعوئ هرَّى الا وبي فيه اقتعدى 
تجمع من ضل السبيلء واهتدى 


اأعتيرته. وجدته منها يدا١)‏ 


المجتمعة , 

يُمزى اليه في البشر؟؟ 
وفي الترك تفسر] 
وفي أرض الخزر 
الأساطين الكبر 
أولاده ش منو شهر 
أصئاف أخر 


د 


لاا ومنه في الشرق 
4- والصابئون منه كهف 
4)- ومهم القوم الاولى 
-٠‏ وكل من هاد ومع 
-1١‏ وقوم موسى) ولالى 


175 ومتهم من للمسيح 


علا اغال:*. أرى. “الاشتمات» في 


وفي الغرب ميامين غرر 
الحتفا هم وزد 
لم ينحلوا .يزدان ‏ شر 
طالوته خاض النبسر 
هم سليمان حشر 
الحس ٠‏ لل > "التل». ضر 
دار ك0 جمعاً ختصر(") 


ج - توحيد القلوب وتعدد الأهواء 


١‏ - فيه توحدت القلوب على الهوى 
؟ - فارغب الى دار تخطاها الشقا 
*- بالهند قبتهاء وني أتراكها 
؛ - وبصين أهل الصين منزل غيبها 
-لم يصب عنها الصابئون ولم بهد 
5 انافي هواها مشهد ومغيّب 
/ا- ومئزه ومشبهه وموحد 
4- ومفوض والجير غير مجاحد 
9- ومكلف, ومرفهء ومبصر 
-٠‏ متلفسف. متصوف»ء متسئن 


١#9-15-1-ديوان‏ المكزون تحقيق ونشر الدكتور اسعد علي 


لك 


وتعدّدت أمواؤهم فتعدذدوا 
ولأهلها فيها النعيم السرمد 
بئرء وقصر بالعلاء مشيد 
للشاهدين على الشهادة مشهد 
الا اليهاني الموى المتهود 


فاعجب لأنٍ واصفا ومجرّد 


م . 


ومعدد ومقرب ومبعد 
ومسبصر ومقلد ومقلد 


متشسيس ع ذو رغبة. متزهد) 


فهاذا يرى القارىء؟؟ انه يري أولاً : الامم والاجناس : الهندء السند الفرس الروم » 
الترك. النوب» الخزرء اليونان» الصين 
ثانياً: والاديان الصائبة» المجوس » الحنفاء اليهودية» المسيحية؛ الاسلام 
ثالثاً: المذاهب والنحل السنة» الشيعة» الثنوية» التثليث» التعديد» التوحيد» التجسيد. 
التجريد. الاعتزال. التشبيهء التفويض» الارجاءء الج التصوف. وارباب الحكمة 
والفلسفة!!! 

اما يعني هذا مسحاً عاماً للتاريخ منذ فجره الأول حتى عصر هذا الشاعر ورصداً لكل 

ماتوصل اليه الانسان من المعارف في تلك المراحل الطويلة!! 

لذلك فان دراستنا تقتضينا ان ندرس التاريخ دراسة عامة وشاملة لا أن نكتفي 
بالدراسة الآدبية بدون مقدماتها التاريخية . 

ان دراسة الأمم والشعوب والآديان والمذاهب والثقافة توصلنا الى نتيجة كبرى وهي 
ان الانسانية بكل مظاهرها تلتقي في نقطة واحدة وترمي الى هدف وغاية واحدة وان اختلفت 
الوسائل وتعدّدت المسالك» وتباينت الطرق.» وترامت المسافات . 

وعلى هذا ليس لأحد أن يُدلٌ برأيه» أو يتبجح بعقيدته ويقول: انني أملك الجوهرة» 
وغيري يملك الحصاة, أو انني أقبض على الحقيقة» وسواي يقبض على الريح . 

ونريد ان نقف ويقف معنا القراء عند قول هذا الشاعر الكبير في البيت السابع من 
القصيدة الاولى. 


وشيعة الحصسق ارتضوا بسنبي واتفذوني في الغرام مشهسدا 
وعند البيت العاشر من القصيدة الثالثة : 


متفلسفء متصوف. متسئن 3 متشيع. ذو رغبة متزهد 


ونعقب عليها بقول العلامة صدر الدين شرف الدين : «التشيع : يعد كفراً وله ١‏ 
الجاداء وم يعل التسنن ضلالة ولا خروجاً على الاسلام كذلك» وانها هما في مفهوم الوعي 


.-”"8- 


الحديث جدولان يتالف منها خبر الاسلام الكبير فلا يخطىء ء الاسلام متدين. تشيع. أو 
تسئن » اما الذين يخطئونه حقاً فهم المرجفون. المفرقون, المتعصبون من الفريقين7) 

نما دعوة حقة؛ صريحة» لوحدة المسلمين وابهان واستجابة لقوله تعالى : : واعتصموا 
بحبل الله جميعاً ولاتفرقواء + فقشلوا وتاقب ركم 


> صدر الدين شرف الدين في مقدمة كتاب وابو هريرة» لمحمود «ابورية» ص‎ )١( 


35ت 


مقدمة الجزء الأول» 


قارثى : 
إننى في هذا الكتاب لا أتعصّب لرأي» أو نظرية» أو مذهب. ولكنني استعرض 
الآراء» والمذاهب» والنظريات . 
استعرضها استعراضاًء متلمسّاً خصائصها ويميزاتهاء مقارناً بيبا وبين نظائرها 
واشباههاء لتظهر الفوارق. وتتضّح نقاط التلاقي والابتعادء وتتبين مواطن المقاربة 
والمشاءهة . 
وعلى هذا فمنهجي في هذا البحث هو « منيج الأشباه والنظائر» للدلالة على مدى 
التأثير والتأثر. 
انفي أطوف بك في رياض الفكر الانساني. ومجاهل العقل الفلسفي ؛ وعالم الروح 
الصوني . 
قد تطالع فيا تقرأه آراء الفلاسفةء ونظريات الحكماء. وشطحات المتصوفة» وخياللات 
الشعراء . في كل جيل وقبيل» وزمان ومكان» من اليونان» والفرس» والرومان» والهند. 
وقدامى المصريين» والعرب . 
وقد أطلٌّ بك على مختلف الأديان السماوية : كاليهودية» والمسيحية, والإسلام . 
والوثنية : كالبوذية» والجينية والزرادشتية» والصابئة. وربهما اتسع امامك الإطار, 
.فتلمٌ بالآراء الجدلية, وعلم الكلام؛ ومذاهب الفرق والنحل» من الأشاعرة والشيعة» 
والخوارج والجبرية والمفوضة, وحتى الزنادقة والملحدين . 


0 نتمكن من اعادة طبع الجزء الاول والثاني فوضعنا مقدمتيها في أول هذا الحنء. والمقدمة تكون عادة كمفتاح ودليل لابحاث 
الكتاب . 


وتتعرّف على مدارس الفكر الصوفي من الاتحادية» والتجريدية» والشهودية» 
والوجودية» والاشراقية» والفيضية.» والسلمية» و. و. و. الخ . 0 1 

وقد يطيب لك أن تسألني مقدّراً أو منكراً. جاداًء أو هازلاً» لم كل هذا؟؟ وانت 
تدرس شاعراً متصوفاً! ! ْ 

وجوابي: إن هذا الشاعر يختلف عن غيره من الشعراء» فهو شاعر» ومتصوفء 
ومتفلسف - ولا أبالغ إذا قلت: فيلسوف - تعمّق في كل علوم عصره, الحافل بثمرات 
العقول والأفكار, والعاج بمختلف الثقافات . 

عالج في شعره المنطق» والفلسفة» والطبيعة» والفلك؛ والرياضيات, والتصوف. 
والفقه. والشعر. 3 

ومارس الزهد والتقشف . 

وراض السياسة والإمارة . 

وقاد الجيوش» وغزا الأعداء . 

وانتصر. . ومُزم . | | 

وشارك في الاختلافات, والجدل المذهبي, ومسائل الإمامةء والخلافة» وكل 
النزعات المذهبية» التي عرفها المسلمون في عصره. وما قبل عصره . 

كا ناقش أهم المسائل والنظريات لكبار الفلاسفة والمتصوفين والمتكلمين. والمحدئين» 

بمنطق يجمع بين البلاغة» وقوة الحجة» والسند العقلي والنقلي. 

اذا علمت هذاء فاني أرى أنه من المفيد أيضاً ان تعلم أن العصر الذي عاش فيه 
المكزون امتازعن غيره من العصور السابقة» وحتى اللاحقة بها توفر له من العلوم والفنون؛ 
والثقافات المختلفةء فقد تلاقت فيه الحضارات من فارسية» وبيزنظية» وهندية » وعربية» 
وغيرها. . . وتفاعلت فيه العقول والأفكارء والمعارف. واختلطت فيه الأمم والأجناس» 
والشعوب والعناصرء فكثر فيه نتيجة لذلك ‏ الجدك. والتنافر» والتلاحي والتفاخرء 
والتشاحن والتطاحن . 1 


ا 


عناصر مختلفة من فرس ورومان» وترك وسودان. وجركس وديلم. وأرمن وأكراد. 
وكرج وكلدان. وآشوريين وعرب . 

وهناك الآديان المتعددة : 

المسلمون. واهل الذمة. 

والنصارى واليهود» والمانويون بلدا 

أضف إلى ذلك المذاهب والفرق كالقدرية» والدهرية» والجهمية» والمجسمة» 
والحشوية» والمرجثة. والجبرية, والمعتزلة» والحنابلة» والاشاعرة» والعلويين. والعثمانيين» 
والخوارج» «والشيعةء والامامية (السبعيةء والربعية. والائني عشريةء والزيدية 
والاساعيلية) . 

والغلاة٠‏ (السبثية. والعليائية» والكيسانية؛ والسليمانية» والمخطابية» والراوندية» 
والنعانية) . 

وهناك الصوفية والمتصوفون., والفلاسفة» والمتفلسفون, وأرباب النزعة الكلامية 

وأهل الظا؛ ر والباطن» وأصحاب النصء والقائلون بثنائية الشريعة. 

عناصر وأجتاس.» وأديان» ومذاهب. وفرق ونخل» تتصارع وتتلاسن» وتتشاد 
وتتلاحى. ولكل رأيه الخاص. وحلمه الذهبي» وغايته المذهبية؛ والسياسية التي يسعى 
لتحقيقها بها يملك من الوسائل . اي الأمر ببيعض هذه الفرق أن تخرجح عن حدود 
الجدل». وأدب المناظرة» فتكفّر نظراءهاء وتنّهمهم بالمروق» وتقيم عليهم النكير» وتجيش 
عليهم العامة والرعاع » وتحرض ضدهم ذوي التنفوذ والسلطان. وتلفق الأقوال. وتفري , 
الأحاديث» وتبيء شهود الزورء وتستصدر الفتاوى والأحكام , ؛ فتقتل. أو تصلبء» أو 
تحرق الأبرياء لمجرد أم نهم اخصامهاء أو تزج في غيابات السجون. أو تلقي في متاهات 
النفي » وصحارى ى الشرد من ( يشيعها. 

جدليون لاهمهم أن ينتصر الحق» أو تعلو كلمتهء وإنما همهم انتصار أرائهم » 
وتدعيم سياستهم. شأنهم في ذلك شأن ملافنة اللاهوت المسيحي في عهد بيزنطة. . 
دولتهم تنهار وعدوهم على أبواب مدينتهم » وهم في نقاشٍ حاد؛ وجدال حار في جنس 


-475- 


الملائكة» وكيفية انبثاق الروح القدس . 

هكذا كان شأن علاء المسلمين في القرنين الخامس والسادس المجريين. 

الفتن تشتعل في كل مكان ونار ين البلاد والقيناد يعي في الدولة ,' 

خلفاء يقتلون سّأء وصلباً. وصبراً. وتجصيصا.ء وخنقاًء وشنقاً. ونساءء وعناصر 
أعجمية تدير الأمورء وتسيطر على القصور. 

وبعض الخلفاء والولاة يخمرون ويلهون تاركين أمر الدولة لاتباعهم وأشياعهمء 
وجوارمهم . ش 


الفتن والثورات تهبدد اندر من الداخل» والتش والمغول» والصليبيون والعناصر 
الأخرى الحانقة الناقمة تتحفز للانقضاض عليها من الخارج. وعلماء المسلمين مشغولون 
بتشريح اللهء وتحليل صفاته. 

تحت وفوق؟؟ 

ألسانه متحرك منذ الأزل؟ وباذا؟ ولن؟ 

إن صح أنه عليم» فهل يصح التقرير إنه العلم؟ 

وإن صح التقرير انه قدير» أيجوز القول: انه القدرة؟ 

هل هناك عرض وجوهر؟ 

إلى غير ذلك من المشاكل. وضروب الكلام» وتعدّد النزعات» وتباين الأقوال. 

وهكذا نرى يجتمعا متفككا متبليلا. متنازعا ومتقسّاء تسوده الفوضى . ويعم 
الاضطراب كل مظهر وناحية منه . 

قوم ابتلاهم الله بالجدل والتناكر» والأطماع والتنابك! ! 

ف هذا العصر. بل ف هذا اليبحران السيابى كا المكزون وعاش » ومارس طاقاته 
الفكرية والسياسية» وكتب شعره » وأودعه أراءه وأفكاره وأحكامه في كل قضايا عصره . 


65د 


إذا علمت هذا زال استغرايك» وانجلت أمامك الحقيقة, وانتحت الشبهة والتشكك 
اللذان راوداك» واستبان لك القصد وحسن النية اللذان دفعاني لتقصى هذه الآراء 
واستخلاص هذه الأفكار من مئاتٍ المراجع والمظانٌ» وعرضها أمام ناظريك في هذا 
الكتاب» وعقد المقارنات بينهاء ليتسنى لك الحكم الصائب لماء أو عليها. 


وإني لأعلم مسبقاً أن هناك أسئلة كثيرة سيطرحها القراء عقب صدور هذا الكتاب» 
ووصوله إليهم. بعضها جدير بالإجابة» وبعضها خليق بالاطراح والإهمال. 

فمن قائل : ما الغرض. وما القصد والغاية من كتاب يضعه مؤلفه في مباحث الروح 
والتصوف في منتصف النصف الثاني من القرن العشرين قرن المادة والذرّةء وارتياد 
الكواكب؟؟ 

وقد لا أعدم من يقول: لماذا خرقت 500 وهدمت الأسوار وأخرجتنا من ظلام 
الليل إلى ضوء النهار؟ فأين التقية؟؟ 

وسيرى قوم فيه تأكيداً على القوى «الغيبية» وشغالٌ للأذهان والأقلام بخفاياها, 
ومجاهيلهاء وهي التي غلفت هذا الشرق قروناً وقروناً حتى اختلطت فية الحقيقة بالخرافة» 
والتبس الواقع بالأوهام » وان دخان التصوّف مازال يعمي أبصار الشرقيين عن رؤية الحقائق 
العلمية. لأنه أسلوب حدمي تخميني» يفسر الواقع بالشعر والخيال؛ ويخضع الحقيقة 
والواقع للحالات الوجدانية» ويعتبر العقل عاجرا عن قهم الكون . 

ٍ وجوابي لهؤلاء وأولئك : . 

اولا : 

إن سيطرة المادة في هذا العصر على الروخ والمشاعر والعواطف الإنسانية» وتحكمها 
بتصرفات الفرد والماعة. وطبعها بطايع المادة الصرف االحاف القامييء سيقود الإنسانية في 
طريق الويلات. والبكاء. والدموع وصرير الأسنان. ‏ 7 

إن استغلال الشعوب, واستعبادهاء واستنزاف مواردها وطاقاتهاء ما كان إلا نفعل 
سيطرة المادة» وتحكمها بالميول البثترية, وعدم تقديرها للقيم الإنسانية. 


- 45 سه 


إن مؤسسات الشر على تعدّدها من السجن الصغير إلى المجازر الرهيبة. وهن 
الخنجتر إلى القنبلة الذرية المدمرةء.ومن الجؤع الفردي» إلى تشزيد الجماعات, كلها 
مرتبطة ارتباطاً حميمياً بالنزعة المادية» واستيلائها استيلاءً يكاد يكون مطلقاً على ميول وعقل 
الإنسان المعاصرء وتمردها عن أحكام الضمير ونوازع الوجدان» وقوانين الأخلاق. 
5 قد يقال: إنها قوام الحياة» وعصب: الحضارة» وسر حركيتها. . . هذا صحيح!! 
ولكنها بحاجة إلى الصقل والتهذيب. والتنسيق» وإن الإنسانية والنزعات السّامية بحاجة 
'ماسة وملحة إلى الحاية من جرائمهاء وطغيان وبائها. 
لهذا كله ولأغراض أخرى مبسوطة في المقدمة مقدمة الكتاب ‏ جئنا بهذه النفحات 
الروحية لتسهم ‏ ولو بقدر يسير - في تلطيف جو المادة اللاهب. ولتنثر رشاشاً روحياً على 
شعير النفوس . وتمد ظلالا ندية علئن الصحاري العطشى الملظاة . 
ما أحوجنا إلى ما ينشر في النفوس» وفي المجتمعات أنداء الرحمةء ويبسط عليها أقياء 
العطف والإخسان, والتسامخ . ويوشحها بغلائل الحب والتعاطف بدلا من حميم الظلام 
والأكداء والأحقاد, والتباغض . ش 
- ما أحوج المرء ‏ كل امريءٍ ‏ إلى ما بهدهد أحلامه واماله» ويصقل مشاعره» وهذب 
ميوله الطاغية» وعواطفه المتحجرة» وضميره المتمرّد» ويشعره بتلك «الرقابة العلياء التي 
تطلّ من فوق رقابة الأنظمة والقوانين» ليسير وفق نظام الأخلاق» وضمن قواعد السلوك, 
وشروط مثالية الفردء ليخلقء. اؤ ليساهم في خلق المجتمع المناضل المثالي الذي تغمره 
السعادة وتسوده الفضيلة. وترفرف عليه الطمأنينة» ويحقق فيه الإنسان إنسانيته . 
ثانياً : ١‏ 
وأما الذين يخافون الظهور والصراحة والوضوح. اويؤئرون القبوع في الظلام» 
ويرون التستر والتخفي والاعتصام بالتقية ملاذا هم وَسيرا. لضعفهم وأمراضهم » فنقول 
لهم ما قاله السيد المسيح : ليس أحد يوقد سراجاً. ويغطيه بإناءء أو يضعه تحت سريرء 
بل يضعه على المثارة لينظر الداخلون النور. لأنه ليس خفيّ لايظهر, ولا مكتوم لايعلم» 
ويُعلن» فانظروا كيف تسمعون, لأنه من له سيُعطي » ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ 


-50- 


)1١(هنم‎ 

إن التقيّة بعد أن زالت أسبابها السياسية لم تعد إلا جبناً متوارثء وخوفاً تاريخياً ‏ 
يبق له أي مبرر. 
٠‏ ليت هؤلاء لين علموا أويعلمون أن «تقاهم, أعطى كتبة التازيخ حقاً وأفسح 

فم مجالاً أن يتقولوا عنهم وفيهم ما طاب لهم التقوّل» ويظنوا بهم الظنون» ويرموهم بشتى 

الهم وهم كل العذر في الكثير ما تقولواء وظنواء واتهمواء فالمجهول عرضة لكل 
افتراض. والخفيّ موضع كل احتتمال» والمتلبس مأخوذ بتهمة الالتباس!! 

وماذا وراء هذا التخفي والإتقاء؟؟ هل وراءه إلا الإفراط والمغالاة في الحزبية 
السياسية؟؟ وهل كان أحد الطرفين أقلّ إفراطاً من الطرف الآخر؟؟ 

كل ذلك كان من جراء «التمذهب» السياسي» وقول كل طرف من الأطراف المتنازعة 
في صدر الإسلام أن .صاحبه أحق بالخلافة من سواه. أو أولى بالتقدم على من تقدمه. وهل 
يخرج كل هذا عما هوجار في هذا الزمن» وني كل زمن, بين الفئات التي تتنازع على السلطة 
والنفوذ! !؟؟ 

لقد تصرم ذلك الزمان ومضى المتنازعون إلى ريهم » فلماذا نبقي النزاع؟؟ لماذا تبقى 
«التقية» امتداداً ودليلاً على ذلك التزاع؟؟ 


لماذا نبقيها عنواناً على الخوف والاضطهادء بعد زوال الخوف والاضطهاد؟؟ 

إن فساد المواء لا يأتي إلا من النوافذ المغلقة!! 1 

والجفاف لا يأتي إلا من الانغلاق على الذات. 

والانفتاح على التجارب الإنسانية يثري التجربة الإنسانية ويغنيها. 

وما كان للبشرية أن تطل على مشارف حضارية جديدة من فكرية وأخلاقية وسياسية 
لولا هذا الانفتاح . 





1 انجبل لوقا الاصحاح الثامن‎ )١( 


1غ 


إن التردّدء والجزع ؛ والعُقد المتراكمة» والدجل» والتوتر العصبي , ليست إلا سياطاً 
لاهبة تسوط التفتح النفسي . 

علينا أن نرفض اليوم كل أسلوب تقليدي ية .م ' الظن ٠‏ البعض يملك 
الحقيقة » كل الحقيقة» وأن الآخرين لايملكون إلا قبض الريح . 1 

هذا ظن ثم يضر بالحياة» ويقضي على روح المواتحاة والمعايشة . 

علينا أن نرفض بكبرياء كل انغلاق يسمّم الحوار المفتوح . ويتعارض مع الأخذ والردّ 
والعطاء . 

وعليد - وقبل كل شيء أن نذكر دائمًا أن كل انحراف والتواء في سير أمتنا التاريخي 
لم يكن تابعاً من طبيعتها الإنسانية. وإنا عملت له. وهيأته الشعوبية الحانقة الحاقدة 
المترنصدة. فقسمت الأمة إلى معسكرات متصارعة» فسهل عليها بذلك قزيق وحدتهاء ول 
تكتف بكل هذا بل صبغت كل أعاها بصبغة دينية» لتجعل ها طابعاً شرعيً. إمعاناً في 
الكيد. وترسيخا للخلاف» وتعميقاً للتفرقة, «وتكريساً للانقسام !! 

فعلينا أن نغسل نفوسنا وتاريخنا من أدران الشعوبية » ومن كل ما يتصل برواسب تلك 
الحقبة التاريخية التي تجاوزها الزمن» وتنكر لها العقل الواعى 

هذا!! وأراني مضطراً إلى القول + نهاك تين ممق القرنة فاول] ف مين 
إلى العلم وأهله. وهي مغرقة في الجهالة والأوهام. وأسوأ الناس في نظرها من يحاول 
تصحيح أفكارها المشلولة الآسنة الراكدة . 

' في زحمة تطلعات العصر لا نستطيع أن نمنع عقلنا من البحث والتفكير لأنه أشرب 

حب المعرفة التجريبية» وامن بالحق والحزية . 

إنك لا تستطيع أن تقول للناشىء الذي درس العلوم الحديثة : اترك هذا الرأي» أو 
دع تلك الفكرة: ولا تؤمن بهذه النظرية» لأنك أنت لا تقر ذلك» أو لا تومن به. لأنه 
يتعارض مع اعتقادك, وإن أول ما يجيبك به هذا الناشىء الشابٌ هو سوّاله لك. . لماذا؟؟ 
وأنا بدوري أسألك اذا تحاجه فيا ليس لك به علم؟؟ 

إن العقل المزود بالحوافز الحضارية, والدوافع الغريزية. وحب الاستطلاع » وحاولة 


/ 


اكتناه أسرار الكون وبإصرار عجيب, لا يقف عند الحدود التي نرسمها له., أو رسمها له 
التاريخ البعيد! ! ْ 

مرح قا فوطي اوتا عد عمرنو عاك عله مويف ولا أن 
نعيش في نطاق تكوينهم العقلٍ والفكري والفلسفي إلا بعد امتحان هذا التكوين» وعرضه 
على المقاييس العلمية 1 والوصول إلى النتائج التي يصح. التسليم بهاء والركون 
إليها. 0 

إننا بالفحص العلمي لبنيتنا الفكرية والعقلية والإجتماعية نستطيع أن نستخلص من 
تراثنا - وبطريقة علمية ومنطقية محصة ‏ حالة فكرية واعية غير متعارضة مع العقل والمنطق 
والحقيقة. الى : 1 ١‏ ش 

وفي الوقت الذي تدعو فيه إلى مناقشة أفكارنا وتراثنا وتنقيتها من الشوائب.. وتصفيتها 
من الأدران» نعلن أن ذلك لا يقتصر على النواحي والجوانب السلبية منهاء والعمل على 
فرزها وتنحيتها من حياتنا الفكرية والعامة. . في.الوقت ذاته ندعو وبإصرار إلى صقل 
الجوانب الإيجابية الوثيقة الصلة بالحقيقة» والحركة التاريخية المتطورة» وإلى العناية بنشرهاء 
وعرضها والوقوف عندهاء والمباهاة والإعتزاز بها . 

ما أشبه الحقائق التي ورثناها بالجواهر التي سقطت ‏ بسبب ما - في الأوحال» فغشى 
ذلك على بريقهاء وخنق لمعانها ولألاءهاء فا أحوجنا لصقلها وجلائهاء وتخليصها وتصفيتها 
ما علق مها. 

أما أولئك :المتاجرون بالخرافة والشعوذة والأسطورة» والوهم والإبهام» الواقفون عند 

القشورء فنقول لهم : إن عصر الإتجار بالله» والإستغلال» والتمويه على البسطاء وَالسَذْج» 
وقصار النظرء وضعاف المعرفة, وصغار العقول. قد انتهى ٠‏ ودالت أيامه . 

لقد تطورت الأشياء والمناهج حتى ماله صفة الاستمرار كالحق والخير والجمال . 

لقد استحالت العبودية إلى إقطاعية» ثم إلى رأسالية» ثم انتهت إلى اشتراكية» 
وأصبح الناس يؤكدون وجودهم. ويحققون المعرفة والعدالة بأنفسهم مباشرة. لا بالواسطة 
التي تدّعونها وتمارسونها. 


-48- 


لقد هزم الإنسان الخوف. وأصبح يبت آماله على المعقولات» لا .على الأخيلة 

والتمنيات» ونشاط الوسطاء بينه وبين قوى الغيب. 
الإنسان ماله إلى الله. وم تعد به حاجة إلى الأدلاء. 0 . 

إن دارسي الكيمياء من أبنائنا يلهون بالعالم الذي ل ويتركب بين أيديهم » وأمام 
أيصارهم بدلا من أجدادهم الذين كانوا يتلهون بالتائم والتعاويذ. واستحضار الأرواح! ! 

وطالبي لا 
ثالثا : 3 5 

-١‏ أن الغاية من 1 ا الغيبية هي إبراز: الحقائق وتجريدها تما علق بها 
من الأوهام ‏ والخرافة والأساطير, وما أكثر الأؤهام والخرافات والأساطير في حياتنا العقلية . 

” - العمل على تخليص الإنسان ‏ إنسان هذه البقعة من 5 - من الزواسب التي 
شلّت عقله وتفكيره» وكل طاقاته . 
*- ولعل من أولى الدوافع وأبرزهاء وألحها .علق نفسيء وأكثرها اعداداً وتبيئة لهاء 

وأقواها دفعاً:وحماساً لإنجاز هذا المشروع ‏ مشروع الكتاب - وإظهاره من عالم الرغبة إلى 
عالم الواقع هوما يعانيه مجتمعنا بصورة عامة: وناشئتنا بى ررة خاصة من الفوضى الفكرية 
والقلق النفسي » والتمزق الروحي » والضياع والازدواجية. وتجزئة الذات, وتورّح الضمير 
والوجدان بين موروثات تقليدية تجمعت فيها الحقيقة والأسطورة. والوهم ولع التاربيخي » 
وبين معطيات حضارية علمية حديثة . 

تلك تشدّ بنا. إلى الوراء بقوة وعنفء. وهذه تدفع بنا إلى الأمام بالغتف 3 
نفسيههما!! . : 2 

قوتان تتصارعان قٍ إأنفقسناء وي 0100 على 5 وحياتنا وأعمالناء واتجاه 
مجتمعناء ونحن نتراجح بين هاتين القوتين» ونعاني مرارة هذا التصارع . 

إن الالتفات إلى الوراء». والوقوف عند عطاء التاريخ القديم والجمود عند هذا العطاء 
الذي تجاوزه الزمن ‏ أو تجاوز أكثره ‏ إن ذلك ليعوق ركبنا عن مواكبة زكب الحضارة 
الحديثة» ويصيب تفكيرنا بالشلل» ومجتمعنا بالتردي والجمود والتخلف, ويفرض علينا 


-49- 


الغقم» وبالتالي الانقراضن. ‏ 0 2302 5 
إن القناعة والرضا والاستسلام لمخلفات مؤروثة لم نستطع أو لم نحاول إخضاعها 

للتحليل المنطقي العلمي مو السبب المباشر لتخلفنا الفكري والمادي . 

ش َ هذه الموروثات والمسلّات. .وهذا الزكام من التقاليد. عطلا فينا كل طاقة مبدعة 
هذه المورؤثات التي خخلفتها عصور الجهل.والغفلة والإنحطاط 7 نستطع مهما حاولنا 
أن نثبتها بشروط علمية» فهل من العلم في شيء أن نحتفظ ب لا يقره العلم؟؟ 

إن تفكيرنا مشلول»: مقيّد مغلول لآنه دقل كل شي - لأعوق غعض» يفسر كل 

ش ٠‏ تفسيراً لاهوتياً» ويعالحه علاجاً لاهوتياغيبياً. 

وخيالنا ‏ نتيجة لذلك - إذا انطلق انحرف عن موضوعه لعجز في طاقته عن تخطيّ 
واقعه الذاهب في أعاق التاريخ . ش ْ 

"هذا الخيال على خصبه ‏ عاجزدكل العجز عن اجتياز الأسوار التي تحده وتحاصره . 
إنة لا يستطيع الإفلات من قيوده وأغلاله» إنه محاط بتصورات غيبية متحفزة 
مترصدة» ومشدود شدا محكمً إلى عإلم مركب تركيبا عجيبا غريبا تخيفاء يذخر برغبات وصور 
متعددة متباينة . : 
هذا العالم ‏ على ما وصفت' هو الذي يصنع تفكيرنا» وله يصنعناء ويصوع 
شخصيتنا القَلقَة المعذبة. 

د: إن تفكيرنا: الموروث» - وإذا تساهلنا-قلنا: الكثير من.هذا التفكير ‏ لايمنحنا إلا 
أفكاراً تاريخية ثابتة. لا تتحرك بالسرعة التي تتطلبها الحياة المعاصرة» وطبيعة الزمن» 
فالأخكام الفكرية والعقلية التي انتهينا.إليها منذ ا 0 بلي نفس الألحكام التي 
نحيا عليها اليوم . 

إننا ونحن. في وداع القرن ارين نشد جميع. وحدات هذا الكون وحقائقه إلى 
تفسيرات نهائية لا نتحول عتها. 


نحن لسوء الفهم لا نتصور التاريخ والأمم. والحقائق الكبرى الكونية والإجتياعية 
حركة دائبة مستمرة خاضعة لناموس التطور العام . بل نتصورها تصوّ رأ غيبياًء وعلما 
يجعلنا في غربة فكرية» وعزلة عقلية مريرة موحشة . 


الجمود التقليدي يقضي على حيويتناء ومعركتنا مع الحياة تقتضيها الحركة والوضونع: 
فلياذا وإلى مق يظل.تفكيرنا وتاريخنا خخارج القانون العام؟؟ - 
لماذا يظل تفكيزنا جمودا بلا خحركة؟؟ فهل تفردنا نوجود خاض يتحدى الطبيعة؟؟ 
إلى متى يظل تفكيرنا اتكالياً هارباً من نفسه؟ أو يسير سيراً اليا جبرياً ضمن حدود 
فرضٌ عليه أن لا يتجاوزها؟؟ ' 


اماذا ريد أن نؤمن» ار 


والأرض وخلق اي 


أما الإييان التقليدي فهو قائمم على مبدأً 17 حواسك وامن». . : 

لماذا اجرب من مواجهة الحقائق ق إذا كنا نملك سلاح المواجهة؟؟ إن «المتابعة المستمرة» 

والتفكير بغقلية جامدة لا يكوثان إلا عند قوم لا يق رت بالخلق والإبداع» قوم عقيمين 
اتكاليينٌ. 8 


إن كل ارتباك في تفكيرنا يعود أساساً كا سبق وقلنا ‏ إلى بقايا نْظم وأفكار اجتماعية 
إننا نعوة بالشك» ولدينا القليل من الحقائق الواضحة. 


لذّلك كله رأيت أننا بأمس الحاجة را وده ريم ا ا هذه 
المخلّفات والنظريات» والمسلات التقليدية التاريخية 


مك7 


وكا قنك تبج البحذا: : إنني أغرضها عوضاً تاريناً. اي 
3 منطقية» ثم أدع 0 ليقرر بدوره أين تكمن الحقيقة» وأين 


بلص الكرافة” 
لينين للقارىء أن يظالبي بالأحكام القاطعة النهائية, فذلك ما أعتيره روجا على 


منبجى الذي قيدت نفسى به والذي يرتكز على عقد المقارنات و «المحايدة» لأن الرأى 


١-601 


الشخصي. مهما كان منصفاً ومجرداً من أثر «الأنا» فهو عرضة للنقد والتجريح .. والمظنة 
والاتهام . 
لقد حاولت جاهداً أن أجانب كل هذاء ا وإني أراقب نفسي 
مراقبة تامّة متيقظة خوف بجنوحها إلى «الحزبية اللاشعورية». 
قد يمتلك الفرد منا الهوى. ويستيقظ في اماه لفل فل محف ند 111 
فيضع في سبيل وخدمة هذا الحقد كل قدرته على الإبداع الجدلي العمل وهذا هو الجهل 
المخجل . 
ولكن ليطمئن القارىء أن جميع الآراء والنظريات الصوقية 57 والفلسفية التي 
أعر ضة ا في كتابي هذا مشبعة بالبحث والتتبع التاريخي المنبجي » واضحة وجردة تطريقة 
المقارنة والموازنة» والمقايسة» وبذلك تبدو له جليّة معراة تأخذ محانها من سلسلة القيمة 
والتقدير» فيضيفها إلى حصيلة الأفكار التي يؤمن مهاء أو يطرحها وينبذها. 
وأنا موقن أنه سيجد تفاهات تثير الدهشة والاشمئزازء وهذه يمكن عزهاء بيسر 
وسهولة. كا سيجد حقائق بالغة القيمة في عَالم الحقيقة والعقل» وهذه يمكن اعتبارها 
مقوّماً عقائدياًء ونظاماً خلقياً. ومنهاجاً حياتياً يني رآفاقنا العقلية» والاجتماعية والإنسانية . 
هذا بمجموعه ما حدا بي إلى التركيز والتأكيد. وتسليط الأضواء على القوى الغيبية» 
لأنني أريد أن تجرد هذه القوى من كل ما علق بهاء وصيغ حوطا من الأوهام , وما ارتبط بها 
من أساطير» ليكون العلم والإيهان بها صحيحبين . 
لقد أفرطنا في الركض وراء القيم, ووماضي كيرم ف رقي وات ل 
أغرقنا. أنفسنا وتارحنا نا «بالماورائيات» حتى غدونا نعيش ف «الغيب» وحن على 
الأرض» فتنكرت لنا الأرض . : 1 
٠‏ والحق أن في وسعنا الوصول إلى. ,نانج 0 دل فيها ا نحن ع الوقائع 
نقلها إلينا التاريخ على محك النقد. 
إنا ندعو إلى تعادل القيم الروحية والمادية «اعمل لدنياك كأنك تعيش رد واعمل 
لآخرتك كأنك توت غداً». 


-675- 


والذين دفعوا بسقراط إلى" تناول السم. وسيمروا المسيح على الصَليب» واحرقوا 
«برئوع ا وعذبوا «غاليلو» واضطهدوا المصلحين لأنهم بشروا بحرية الفكرء واطلقوا 
العقنل من عقاله. وتمردوا على التقاليد البالية» وعاشوا «الإنسان». إن هؤلاء لم يعد 
باستطاعتهم أن يحضروا السموم القاتلة الناقعة» ويبيئوا خشبات الصليب» ويسعروا النار 
المؤججة للقتل والصلب والإحراق.:. .هؤلاء لم يعد بإمكانهم التحكم بمصير الإنسان 
والإنسانية. 


لشورة الفكر تاريخ يحدثئنا بأ الفا مسيج دوا ضلبَا 


وبعد!! فهذه الدراسة ‏ دراسة المكزون ‏ تستعرض بصورة مباشرة» أو غير مباشرة 
المراحل «الحادة» التي مر بها هذا الشرق العربي ‏ والإسلامي منذ ثمانية قرون» والتي لم تزل 
آثارها مستمرة. وعصاها اللاهبة الراعفة ل تزل تسوط فكرنا وعقلنا حتى اليوم . 


إنها مرحلة عنيفة من الجدل الفلسفي, والتَشْبّث المذهبي » والتزمت الديني تميزت 
عما سبقهاء وأثرت فيم| تلاها من مراحل التاريخ . 

تلك الحقبة التى قال فيها أحد الزنادقة ‏ وقد جيء به للقتل -: أمهلوني إلى غداة 
غدء والله لقد وضعت من الأحاديث ما حللت فيها الحرام, وحرمت الحلال» لقد فطرتكم 
يوم صومكم ٠‏ وصومتكم يوم فطركم . 

فهل يتسنى لنا ‏ في هذه الدراسة ‏ أن نميز الغث من السمينء ونفرز الصحيح من 
الزائف» ونصوم ونفطر في الأيام المعدودات له كا أراد لنا ذلك الزنديق؟؟ 

إن الكثير من المحاجات والمشارّات» والآراء الجدلية الي حفلت بها تلك الحقبة 
التاريحية, سنعرضها بأمانة ووضوح أمام القارىء منذ نشوئها حتى زمن المكزون» فكل ما 
تجاوزه الزمن ن بالنسبة للقارىء المعاصر يستطيع أن يحيله إلى متحف التاريخ » وما هو أصيل 
وعميق في طبيعة الفكر. والإنسان والحياة فعليه أن يتناوله جوهراً نقياً نفيساً يتحلى به . 


م 


الزبد يذهب جفاءً» وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض . 


إنها - كما قلنا نفحات من دنيا الروح, عرفها هذا الشرق في عصوره ال حالمة» نقدمها 
في هذا العصر المحموم» المتقلب على جر المادة» وهيب الأطماع ء ونامل أن تلظف من هجير 
النفوس, وتهدهد من صحراء القلوب, وتنطف: ظلالاً وأنداءً على دروب الحياة» ويجد فيها 
شبابنا الظامئون جُرَعاً من معين الروح تطفيء المواجيد الظمأىء وتريح الأنفس التعبّى » 
وتعيد إلى الأذهان صورة مشرقة وضاءة من فلسفة الشرق الروحية . . . صورة منتقاة مصفاة 
من الشوائب والأكدار خالصة لوجه الحق والخير والحياة والإنسان . 


دمشق ف 1917١/4/١‏ 


حامد حسن 


05 


تت 
مقدمة 
الجزء الثاني 


الأسوة الحسنة 


يا رسول الله. 

يا ابن عيد الله . 

لقد أدبك ربك فأحسن تأديبك. ... 1 
خذ العفوء وأمر بالعرف. وأعرض عن الجاهلين. 
جكت قومك باهداية . 1 

وفرشت في دروبهم النور. 

وحملت اليهم الساء : 

فكذبوك . 

واغروا بك سفاءهم . 

فرجموك . 

وأشرق الله في قلبك حبا وغفرانا فهتفت: 

ربي اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. 

ولنا بك يا رسؤل الإنسانية أسوة جسنة . 


0 بيت 


المميج 


اولاً : التبسط في مقدمات الابحاث . 
ليسهل الوصول الى النتائج(١)‏ 
ثانياً: عقد المقارنة بين الاشباه والنظائر. 
وأثر السابق في اللاحق7) 3 
ثالثاً: الاحتكام الى العقل عند اضطراب النقل0© 
رابعاً: التتبع التاريخي .© 
خامساً : استعمال المصطلحات الفلسفية كاطلاق: الواجب الوجود. أو الوجود بذاته» على 
الله. 
واطلاق : الموجود الثاني» أو الموجود بغيره على العقل الفعال. ‏ - 


سادساً: عقد المقارنة وإيراد أقوال التاريخ في قضايا الخلاف. والتزام الحياد. وترك الحكم 
للقراء . 


ويظهر ذلك في: 
١‏ مباحث التصوف في الجزء الأول ومدارسه حتى تم لنا تحديد تصوف المكزون. 
٠ .‏ المدخخل الى الادب واللغة في الجزء الثاني . توصلا الى أدب المكزون . 
(0) مباحث الحديث والاجماع . 
 »4(‏ مباحث الالوهة والدين في الخزء الثالث تدرجاً للرصول الى الفاسفة الإطية عند المكزون . 


والمقارتة بين أديان التاريخ والكتب المقدسة . 


-61- 


الفصل الأول 


د-لاهم- 


اسان والاله 


من أين نبدأ؟؟ 

للإجابة على هذا السؤال» أو التساؤل» لابدٌ من وضع مخطط لمراحل الفكر 
الإنساني» وتعيين مدى تطوره عبر عصور التاريخ . 

ويمكن أن نعتبر أن الفكر الإنساني مر بثلاث مراحل : 
ا الي ابل التاريخ ع أو مرحلة الأساطيرء وتشدل عليها بامكبدفات والأحافير» وما 

تقرر علمياً على ضوء هذه الوعشفات: 1 

ا - مرحلة التاريخ دونه ونيا الت المقدشّة#بدءاً من العهد القديم ‏ التوراة ‏ في 
تقصي وتنتبع فكرة الألوهة في هذه المرحلة اللاحقة . 
“اء ‏ مرحلة العصور الحديثة, والأدلة علمية منطقية وعقلية . 

واذن: فلابد للعقل الإنساني في حركيته المستمرة» وتجاه هذا المسألة خاصة ‏ مسألة 
الألوهة ‏ من التحرك في اتجاهات ثلاثة : 
أولاً : اتجاه ديني معتمداً بالدرجة الأولى الكتب المقدسة, والفلسفة أحياناً. ولكنها في هذا 
الطور من التاريخ خاضعة للدين. 
ثانيا: الإتجاه الفلسفى مستعينا بالأقيسة المنطقية» والبراهين العقلية» والإنشاءات الذهنية . 
ثالثاً: الإتجاه العلسى معنا عل المنطق الرياضى» والمكتشفات» ونظرية التطور. 

وإذا اناد الحادكب فرغلةها فلل الكازية المدون» ومرحلة التاريخ ‏ ظهر لنا 
أن مسألة الألوهة والدين تشكلان حلقتين مرتبطتين لاتنفصلان, ولا تنفصان في كل 
مراحل الحياة عبر هذه الحقبة الطويلة؛ فالدين هو المظهر العمل لإرادة الا وهو المحرك 
لإنسان تلك الأحقاب, كما يظهر لنا بها لايقبل الجدلء ولا الشك. أن المرحلة السابقة 
أثرت بالمرحلة اللاحقة تأثيراً يكاد يكون من الصعب فصلهما عن بعضها لا بيهها من 


-8ه6- 


العدال وا 0 إلى القول: بأن ما ندعوه بالخرافة أو الأسطورة التي 

تقوم عليها المرحلة الأولى ‏ مرحلة ما قبل التاريخ المكتوب ‏ أصبحت في المرحلة اللاحقة 
حقيقة راسخة .. 

ومن المسلم به أن الأسطورة. أو الخرافة أسبق من الفلسفة في تاريخ | الإنسانء لأن 
الأسطورة هي من معطيات العقل البشري في مرحلة طفولته» ؛ بينها الفلسفة هي من معطياته 
في مراحل تفتحه ونموه ونضجه . 
1 .وقد شملت الأسطورة أكثر ‏ إن لم نقل كل العصور القديمة _ حتى ليمكن القول : 
ان كل أديان ومعتقدات أمم:وشعوب تلك العصور تقوم على الأساطين بل هي أساطير. 

فتعدد الآلمة. وتعدد اختصاصاتها بتنوع مظاهر الطبيعة دليل على مدى سيطرة 
الأسطورة على الإنسان إنسان ذلك الزمن ن - الموغل في القدم » وشاهد على سلوكه وتفكيره . 

ونستطيع القول: بأن الأسطورة والخرافة الْلبِينَ سيطرتا على عقل وتفكير إنسان 
العصور القديمة» وانتظمت حياته» وأنهاط معيشته. وطررق تفكيزه 1 لمعم عليه كيب 
بل تجاوزتاه وامتدتا حتى شملتا عصورنا الي ندعوها بالحديثة . 

إننا نزعم أننا تخلصنا من رواسب البدائية» وأصبحنا ننحو منحيّ علمياً خالصاً 
متحرراً من مخلفات التاريخ فكراً واعتقاداً وسلوكا . 

إذا كنا نُؤُمن ينذا الزعم فإننا كاذيون» أو مخدوعون جاهلون . 

إننا برغم وسائلنا العلمية لكايه رتوار و كيدي الفداء ول ننقهاء ونحرزها 
من قيود الماضي وأغلاله» وأطره الفكزية . ش 

إن التراث الأسطوري م يزل جزءاً من ذواتناء ومكوناتنا الغقلية يفعل أفاعيله في 
مشاعرناء ويستبطن لاشعورناء ويؤجه - إلى مدى بعيد - سلوكنا . 

إننا حتى الآن لم نُعطّ وسائل المراقبة على مشاعرناء وتحديد تصرفاتناء وفق منظور 

إن ما نلمسه ونحسّه ونشاهده ونعيشهء ونتحققه في الكثير من جوانب حياتنا 
الفكرية والاعتقادية من تغلغل الأسطورة» ونموهاء واستمراريتها في مجمل حياتناء لا يدع 


-6094- 


عمال للنشك؛ ولا المكابرة» في القول: اننا لم نتحرر من الأساطير والأوهام . والحقيقة أثنا 
لانكاد نجد خرافة من خرافات العصور القديمة إلا وها لون من الحياة القائمة بيننا اليوم . 

إن الكثير الكثير من «المسلات» التاريخية والاعتقادية ليست سالمة نقية خالصة من 
الشوائب والأوهام ‏ ويجب إخضاعها للمعايير العلمية للتأكد من صحتها() أو للشك ف 
هذه الصحة ثم عزها من حياتنا الفكرية . 

إذا كان لبعض هذه «المسلات» صفة «القداسة» فلا يجوز أن تمنعنا هذه القداسة من 
إخضاعها لمقاييس العقل والعلم, فإذا ثبث أنها جديرة بالقداسة والتسليم» سلمنا بصحتها 
على ضوء العلم والعقل. وأخذت طريقها إلى مجموعة الحقائق الني صاغها العقل وحصّها. 

إن نظرية الإله عند السومريين والبابليين» وقدماء الحنود والمضريين» واليونانيين 
الال ا راجيا ربجي حي لبس رن وإن اختلفت في 
الوسيلة بالنسبة للزمان والمكان . 


إن تصور اله «ضابط الكل» مايرى, ومالايرى» هو تصور مشترك بين الأديان» وأن 
الوسيلة لمعرفة هذا الإلهء والزلفى إليه هو الدين 
فيا هو الدين؟؟ 

للدين مجموعة تعاريف. لعل أقربها للفهم العام أنه عبادة القوى الكائنة فوق 
الطبيعة. أو دما يحدّد سلوك الإنسان تجاه الإله». أو أنه جميع الممارسات التي ترضي الإله . 
ومنشا الدين هو الخوف من جيروت هذه القوى والمإرسات الطقسية هي طلب لإرضائها 
ودفع لما الخوف!! وقد تطور هذا الخوف فانقلب حا ىا هي الحال عند المتصوفة! ! 

وتختلف هذه المارسات باختلاف الأديان» وطبائع الأمم والشعوب . ولكن الدين 
على إختلاف مظاهره عبر التاريخ أصبح ترا تراثا وجدانياً وعقلياً واجتماعياً. 

ويعلمنا الدين أن الإنسان هذا الكائن الحي الذي يعيش ويشغل فراغاً على هذا 
الكوكب السيار الآرض - هو أرقى الكوائن الحية التي تعيش عليه وهو مخلوق على صورة 





. راجع مقدمة الجزء الأول المنشورة في هذا الحز‎ )١( 


الإله(') وهو خليفة هذا الإله في الأرض2) . 

أما العلم ا الإنسان امع بتطوره .الي المتعاقب عبر سيد 
الكوائن الحية . 

والتاريخ رغم قدمه. وسعة مكتشفاته يستطيع تحديد نشاه الإنسان إلا بطريقة 
الظن والتخمين, والإفتراض. واعتماد المكتشف من آثاره وبقاياه . 

يعلمنا العلم بوسائله العديدة أن عمر الأرض لايقاس بعشرات الآلوف من السنين» 
ولا بالمئات من الألوف, بل بالملايين» حتى أن بعض العلماء قدروه ب 50٠١‏ مليون سنة» 
كا قدروا ظهور الحياة الأولى في البحار بصورة الطحالب والرخويات», وأن الإنسان وجد 
على هذه الأرضن منذ 0٠‏ عام وبعضهم أرجعه إلى»٠ ٠‏ عام مستدلين بالإنسان 
المكتشيف بالنياندرتال» ولكن ليس من المحتم أن يكون إنسان النياندرتال هو الإنسان 
الأول. 

والميكلان المكتشفان مؤخراً في بلدة انطلياس اللبنانية» وفي قرب حلب السورية جزم 
العلماء المختصون انبا يعودان إلى 7٠٠٠٠١‏ ألفا من السنين. 

أوبعض العلماء يرجعون الإنسان الأعل أي الإنسان كما هو اليوم إلى "٠٠٠١‏ عام 
استناداً على مخلفاته وآثارم ف العضرين الوسطي والحديث. 

ويقول العلماء : ان الإنسان عبر تطوره خلال عصوره ‏ الحجري - البدائي ‏ القديم 
- الوسيط ‏ الحديث» تكاد تكون مكتشفاته متشابهة متقاربة» لم يتأثر كثيراً بالفواصل 
الزهنية . 0 ش 

' هذا هوني الْعلم في عمر الأرضء وغمر الإنشان فا هو رأي الدين؟؟ 
لنستنطق الكتب المقدسة عماد الدين» ولنر رأيها في هذا الموضوع . وأوها التوراة. 


)١(‏ سفر التكوين 
(؟) القران 


ا 


الكتب المقدسة 


قبل أن كلمين عمر ا وعمر الإنسان» ونشأة الكون والحياة» في الكتب. 
المقدسة» نرى لزاماً عليناء وتعزيزاً للبحث أن ان كل عطي عن الكتب المقدسة. 

. صحف ابراهيم يم ذكرها القرآن ولكنها غير موجودة‎ - ١ 

؟ - صحف موسى وهي العهد القديم > التوراة ‏ وعدد أسفارها سفرا وعدد 
اصحاحاتها 2479 ' ألما سفر التكوين» وآاخرها سفر ملاخني» وهو أضغر الأسفار خجياً. 
إذ لايتجاوز أربع صفحات . 

وقد أثبت الباحثون أن موسى جاء بالأسّفار الخمسة الأولى وهي : التكوين - الخروج 
- التثنية ‏ الملوك الأول - الملوك الثاني . 

أما الأسفارالباقية وعددها ٠4‏ سفراً فق كتبت عل قترات متقطعة خلال ددٍ طويلة 
قبل التزوح إلى مصرء وبعد الخرونهاء ويعد الآسر البالي»ء وخلال هذا الأسر. 

وقد كان موسى واحداً من كهنة «أنوك» وريجال بارزاً 2 البلاط المصري » وبعدموت 
«واخناتون» سنة هلا"8١‏ -_لمره"اق. م أخرج رجال الدين بعذه ديانة مشتركة فرأى ه موسي .. 
أن يفتش لأتباعه من المصريين» وبقايا الحكسوس عن ديانة توحيدية في مكان جديد فاتجه 
صوب أرض سيناء<؟» اا اين 

- الأناجيل» أو العهد الجديد. وتشتمل : 

أولا : : على الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة وهي : متى - مرقص - لوقا - يوحنا . 
ثانياً : على #ااسفراً أخر. أوها: أعمال الرسل واخرها رؤيا يوحنا. 

وهناك أناجيل لم تعترف بها الكنيسة مثل انجيل «برنابا وانجيل الحواري يعقوب» 


(1) خزعل - ماجدي 


20 


وانجيل الحواري توماس» وانجيل القديس نيكوديم ء وقد لقي السيد المسنيح » وأجرى معه 
مناقشات في الشؤون الدينية» ثم أمن به وكتب انجيله هذا باليونانية. 

وهناك انجيل يقال له السبعين» وانجيل الإثني عشرء وانجيل التذكرة» وانجيل 
العبريين» وانجيل الناصريين ‏ نسبة إلى الناصرة» وهناك انجيل المصريين» وكان لكل من 
أتباع ديصان وماني» ومرقيونء وابيون انجيل خاص يختلف كثيراٌ أو قليلاً عننا عداهذ» 

وتختلف هذه الآناجيل أحياناً في تاريخ حياة البسيدة القدسية مريم. فبعضها يقول: 

اننا كانت مخطوبة ليوسف النجارء والبعض الآخر يقول: إنها لم تكن مخطوبة» وإنها كانت 
من العذارى المنذورات لخدمة المعبد. وهذا مطايق لما جاء في-القران : 

وإذ قالت امرأة عمران: ربي إني نذرت لك ما في بطني حرراً فتقبل مني إنك أنت 
السميع العليم» فلا وضعتها قالت ربي إن وضعتها أنثى والله أعلم بها وضعت وليس الذكر 
كالانثى. واي سميتها مريم» وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم . فتقبلها ربها 
بقبول حَسَن» وانبتها نباتاً حسناً وكفلها زكرياء كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها 
رزقاً كثيراً قال: يا مريم أنى لك هذا؟ قالت:: هو من عند الله» ان الله يرزق من يشاء 

فالقران يثبت انها كانت منذورة للمعبد, وأنها كانت ملازمة للمحراب, والمنذورات 
لايتزوجن. ولكن القران يحكي بلسان أمها: اني أعيذها بك و «ذريتها» من الشيطان 
الرجيم . : : : 

ولقد استبعدت الكنيسة كل هذه الأناجيل المذكورة. وأقرت أربعة فقطء منى , 
ونف ها لقا وماك كر ْ 

في سنة 704 للميلاد قرر القديس «ارينيه» أن هذه الأناجيل الأربعة هي واحد. 

ثم جاء القديس «كلييان» الاسكندري سنة 15١7م‏ وقرر أن واجب المسيحي التسليم 
بصحة هذه الأناجيل . 


)١(‏ خزعل ‏ ماجدي 


3 


أما انجيل الابيونين فهو باللغة الآرامية» ويقر جميع شريعة موسى , ويعتبر المسيح 
هو «المنتظر» الذي تحدثت عنه أسفار العهد القديمء وأنه مجرّد بشر رسول» وهذا ينطبق 
على العقيدة الإسلامية في المسيح . 

وقد أطلق الكتاب المقدس اسم المسيح على عاهل الفرس الذي هزم مملكة بابل 
وأطلق من كان بها من أسارى اليهود: «وهكذا يقول الرب لمسيحه كورش)(0) 

وأما انجيل «برنابا» فيحتوي على روايات تقربه من العقيدة الإسلامية» على أن هناك 
من ينكره إنكاراً قاطعاً. .ويرى أنه كتب بعد الإسلام» ولكن التاريخ يحدثنا أن البابا 
«جلاسيوس» الأول الذي تؤلى بابوية الكنيببة الكاثوليكية بروما من عام 597 ب. م إلى 
5ع ب م أصدر قراراً عدد فيه الكتب المنبى عن قراءتها وبيتها انجيل «برنابا» وهذا يعني 
أنه كان معروفاً قبل الإسلام. . وفي هذا الإنجيل مواضيع تدل على أنها موضوعة؛ وليس 
ل اند الحاق زيادات عليه في أزمنة متأخرة . 

- القران: 

0 إلا قران واحد. ولم يختلف فيه أحد من المسلمين» ولكن توجد قراءات 
سبع ع ولذلك يذكرون مصحف علىي» وحقصه. وعثان. وابن مسعود. وعاصم. 
0 1 
يحتوي المصحف على ١١4‏ سورة» أوها الفاتحة وآخرها سورة الناس» وتقسم سور 
القرآن إلى مكية. ومدنية» نسبة إلى نزولها في مكة, أو المدينة؛ وتمتاز السور المكية بالإنذار 
والوعد والوعيد. والترغيب والترهيب» أما السور المدنية» فهي مصدر التشريع » وتنظيم 
المجتدمع الإسلامي, وتختلف سور القسران طولاً وقصراء فسورتا الإخلاص والكوثر 
لاتتجاوز الواحدة منها السطر وبعض السطرء في حين تبلغ سورة البقرة عشرات 
الصفحات . 





)١(‏ الدكتور أحمد شلبي : مقارنة الأديان. 
)١(‏ اشعياه146/١‏ 


54 


الفصل الثاني 


م القواسم المشتركة بين الاديان 


من دراسة التاريخ العام مدوناً ومكتشفاً ومفترضاً نجد أن الإنسان بالنسبة لتصوّر 
+الإله قد مر بمرحلتين اثنتين: ‏ . 
أولا: مرحلة التعدّد. أي الآخة المتعددة التي فرضتها عليه مظاهر الطبيعة المتعددة» إذ 
افترض» أو تصوّر أن لكل ظاهرة طبيعية الاً. فللساء إله وللأرض إله» وللبحر 
والعاصفة» والصاعقة والخصب. والجدب, والأمطار والرياح» آلمة. وهذه هي المرحلة 
البدائية» وهي تعبير عن طفولة العقل والفكر لدى إنسان تلك المرحلة . 
ا . مرحلة التوحيدء أو الإله الواحدء وهي 5 العقل البشري ونموه بالإتجاه 
الصاعد., وتكوين منطق المحاكمة عتده . 

الإنسان البدائي ما كان ليستطيع تصور اله جرد عن المادة. لاتدركه الأبصار ولا 
تحيط به العقول, ولاتحده الأزمنة والأمكنة. فكان لابدٌّ له أن يجسم هذا الآله أو يشير إليه 
برسم مجسم يقربه من إدراكه. ويذنيه من تصوره. ليستقر في وعيه. ويتمثل في ذهنه, 
وتطمئن به وإليه نفسه, ويطلق عليه اس يدعوه به ويميزه عن غيره» فعشتار» وأدونيس» 
وحدد. وبعل» وهوه. وبرهماء وفشنوء وميرفاء واهورا مزداء والآب؛» والذي ليس كمثله 
شىءء كلها أسماء ورموز تحقق غاية الإنسان في الإله. وفي تصوره. ورؤيته. ورؤياف 
5 بأسيائه . 

وعبر التاريخ وأدواره المتعاقبة, المغرفة في/العقعء وفي الزمن الوسيط والحديث تتضح 
لنا قواسم مشتركة. أو نقاط تلاق بين الأديان. وتصورها للإله. 

١‏ - أن لكل أمة إلا ٠‏ أو الة متعددة. 

؟ ‏ هذا الإله أو الآلهة. إما مجسمة» وإما محردّة. 

- هذا التجسيد إما على صورة الأحياء» وإما على صورة تختلف عنها. 

؛ - هذا الإله أو الآلحة تسكن السماء» أو الأرض» أو تهبط أحياتاً من السماء إلى 
الأرضء أو تصعد أحياناً من الأرض إلى السماء. أوتسكن العالم الأسفل_عالم الظلام -. 


-1ك- 


© لبعض هذه الآلمة بيوت في السماء. أو مقرٌ في الأرض<7) 

5 - كلها صنعت الإنسان والكون لغاية. 

كلها تتمتع بالجبروت والكبرياء. والملكوت . 

8- كلها تريد من الإنسان أن يتعبّد لماء ويمجدهاء ويرفع إليها المبلوات 
والقرابين . 

4- كلها تحب لكر وترضى وتخضب, وتعطي وتّنع» وترحم وتنتقم . 

٠‏ كلها ترسل رسلا تؤدي عنها ما تريده. وتبعث أنبياء يبشرون ويمنهدون السُتيل 
لتعاليمهاء وتنفيذ أحكامها. 
١١ 3‏ هؤلاء الرسل والأنبياء يحملون الشريعة والنظام» وينظمون علائق الإنسان 
بالآلهة. والأفراد. والأسر, والجماعات. 

7 هذه الشرائع والأنظمة تختلف من أمة لأمة. وزمان ومكان. وتتفق في بعض 
المقاصد العامة . 

. هؤلاء الرسل والأنبياء يتصلون بالإله أو الآلحة مباشرة» أو بالواسطة‎ ١ 
لكل أمة قوىٌ غيبية من الآةء أو جنود الآهة. غير منظورة حيناً (جنوداً لم تروها)‎ - 4 
. ومنظورة حيئاً كالللائكة تسكن السماء» وتهبط إلى الأرض‎ 

ومن الاختلاف بين هذه الشرائع التي جاءت بها الآهة بواسطة وسطائهاء أو من 
التباين في فهم وادراك مقاصدها نشأت المذاهبء وتعدّدت المشارب» وتفرقت السّبل» 
وتباعدت الأهداف. وتنافر الإنسان والإنسان. 
٠”‏ -.وإة| كانت السب القدسة مرضافين الله مامرة وشلعة للناسن بواسطة الزفل: 
فإن المذاهب قامت ونشأت وانتشرت بفعل الاختلاف والآهواء بين الأمة الواحدة. 
)١(‏ وحتى الكتب المقدسة نتفق مع المعتقدات البدائية بأن للإله بيتاً في الأرض فإله التوراة يتخذ بيتاً مراققاً 3* لشعبه ويتنقل معه 
في الحروب وهيكل اورشليم بيت ثابت للرب وحفاظ شريعته وتابوت عهده. والمسيح يقول عندما دخل الميكل : مكتوب بيقي 
بيت للصلاة يُدعى » وأنتم جعلتموه مغارة لصوص. وني القرآن: وان المساجد لله . ويقول ابراهيم : رب ان أسكنت من ذريتي 
بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم . 


1 - 


الأهواء» وتعدّد الإتجاهات كانت منذ فجر التاريخ : ومازالت حتى اليوم أداة 
تفريق» ووسيلة نزاع» وعامل 5 ومصدر شقاء وتعاسة للنوع الإنساني» 'جلبت له 
شتى أنواع المأسي» وجرّت عليه أشنع الويلات» وصبغت حياته وتاريخه با حروب . 

اقتتال في الأرض على السماء رو الآلهة. مرا 

خضع الإنسان أول للدين» .وألزم نفسه به ابتغاء مرضاة الإلهء ولكنه أخيراً أخضع 
الدين لمارينه ورغباته» واتخذ منه وسيلة للاستعداء على أخيه الإنسان» وأداة لتحقيق 
مطامعه. وحوّله إلى أداة استثار وابتزاز. ْ ١‏ 

قد يكابر البعض وينكر أو يتنكر هذه الحقائق الصارخة» ولكن التاريخ شاهد 
صا.ل» ووثيقة إثبات» ودلالة واضحة» وبرهان قاطع على صحتها وواقعيتها. 


4ك" 


7 


القوراة والعدم 


التوراة» أو العهد القديم, ماذا يفيدنا عن عمر الأرض» وخلق الإنسان. ومتى؟ 
وكيف؟؟ 0 

لنفتح سفر التكوين» وهو يل اموزفي لدعي ار - بالنسبة للكتب 
المقدسة ‏ عن بدء الأرض - الكون - وما فيه وعليه . 

إن سفر التكوين هذا يتحدث “تفصيل واسترسال» اد بالستين والأرقام ء بدءٌ 
الخليقة والكون» سهاءٌ وأرضاًء وبحارأً. وكواكب» وشموساً. وأقارا ؛ أشجاراً: ونباتء 
وطيوراً وحتى الأسماك والزحافات . 

ثم يحدثنا بعد ذلك عن خلق الإنسان على مثال صورة الرب وشبهه . 1 

«قي البدء خلق الله السموات والأرضء وكانت الأرض خربة ة خاليةء ل وجه 
الغمر ظلمة» وروح الله يرف على وجه المياه فقال الله : ليكن نورء فكان نور ورأى الله 
النور أنه حَسَن! !» 

ويستلفت النظر المعاصر النزاع إلى الدقة والتمحيص أن السفر يبدأ القول : في البدء 
07" الله السماوات والأرض» وكانت الأرض خربة وخالية “تتاب قافلا : ثم كان اليوم 

. وقي اليوم الثالث «خلق» الآأرض. 
١‏ فالأرض في بده كانت خلوقة مع السماوات ثم كانت خربة خانية وخالية كما يقول 

السفرء ثم يقول انها خلقت في الوم الثالث. لا في اليوم الثاني» ولا الأول. 

وهكذا تتابع الخلق والتكوين في الأيام الرابع والخامس., والسادس» فأنمى. الله 
الخلق. و في اليوم السابع استراحء «وبارك الله إليوم السابع» وقدّسه لأنه فيه استراح من 
ا 

فإله التوراة» أو إله موسى يتعب ثم يستريح من تعبه في اليوم السابع بخلاف اله 


2ه 


القرآن «ولقد خلقنا السهاوات والأرض في ستة أيام وما مسنا من لغوب». 

لقد اتفق القرآن والتوراة عن مقاة زمئن الخلق ‏ ستة أيام ‏ واختلفا في أن إله التوراة 
تعب ثم استراح أما اله القران فلم يمسه اللغوب» أي التعب. 

هذا وحي الله لكليمه عن خلق الساوات والأرض» وما فيهماء وعليهماء ثم بدأ 
خلق الإنسان: 

«وقال الله : نعمل إنسناناً على صورتنا كشبهنا» : 

«وجبل الرب الإله أدم تراباً من الأرض» ونفخ اح ا فصار مه 


إله القرآن : «ليس كمثله شيء» أما إله التوراة قادم الإنسان على صورته وشبهه . 
«وغرسن الرب الإله جنة عدن شرقأ» يقول السفر» ووضع هناك آدم الذي جبله . 
وقال ال الإله: : «ليس عد 1 ايكون آدم وحدهء “"فأصنع لَه معيئاً نظيره » فأوقع الرت 
الإله سباتاً على أدم فنام » فأخذ واحدة من أضلاعه وملة مكانها نا و وينى الرب الله 
الضلع الي أخذها : من آدم امرأة واحضرها إل آدم) . : 5 
هذا ملخص بذء الكون والكقائتات , وعلق ‏ الإنسان 0 في التوراة 0 الكتب 
المقدسة” المتداولة : 1 : 
وماذا عن أدم وحواء قِ جنة عدن؟؟ 
"هناك مسجرة معرفة ا خير والشرء في الجنة م نبئ الله آدم عن الأكل منها! !! ولكن المرأة 
واء دكا دعام دم لأا ام كل تحن عصت ل دفن 
وأكلت متهاء وأ طعمت زوجها آدم فبدأا عاريين. : 
آللرآة أكلت» وأطغمت زوجهاء فالتبعة ادن عليهاء «تكشراً ع أتغابأ خيّلك, 
بالوجع تلدين أولاد وإلى رْجحلك كران اشتياقك وهو يسود عُليك:07) 
وفي القرآن : «فأذه) الشيطان بغرور فأكلا متها فبْدذت لما سوأتهما» 
في التوراة: الحية كانت في الجنة! ! 


1 





)١(‏ سفر التكوين. 


وني القرآن : :. الشيطان كان في الجنة!! 

اسم امرأة آدم في التوراة حواء ! 

ا د 

في التوراة المرأة أكلت ثم طعمت زوجها! 

ار ل 

جنة عدن تقع شرقاً في التوراة! ! 3 

أما في القران فلم يتعين مكاهها! !. 

في التوراة يطرد الله آدم وزوجته والحية من الجنة طرداً . 

أما في القرآن فيهبط الله أدم وزوجته والشيطان هبوطاً 

1 دقلنا اهبطوا قنها جميعاً بعضكم لبعض عدو. 
هذه لمحة ومقارنة عن بداية الكو الإنسان» وخطيئته ومصيره بعد الخطيئة» 
تبسطت التورأة في سردهاء وأوجز القرآن في ذكر بعضهاء ولم يشر إلى أكثرها. 

ولكن بعض علاء المسلمين ومؤلفيهم لم يقفوا عندما جاء به القرآن بل تجاوزوه إلى 
أساطير وخرافات لم يأت بها كتاب المسلمين» وم تشر إليها السنة الصحيحة» ولا يطمئن 
إليها العقل السليم . 

١‏ جاء في كتاب «عرائس المجالس» لأبي اسحاق الثعالبي 4٠1‏ ه قوله: لما أراد 
الله تعالى أن يخلق السماوات والأرض تخلق” جوهرة ة خضراء حجمها أضعاق طباق السهاوات 
والأرض» ثم نظر إليها نظرة هيبة فصارت ماءً» ثم نظر إلى الماء فغليء وارتفع منه بخار, 
ودخان وزبد. فخلق اله من ذلك الدخان السماء.» ومن ذلك الزيد الآرض . 

؟ - يقول الطبري المتوق "٠١‏ ه في كتابه «تاريخ خ الرسل والملوك» : إن الله تعالى 
خلق الماء على متن الريح ‏ ووضع عليه عرشه. ثم خلق البيت العتيق فوق الماء. ثم قبضص 
قبضة من حجارة» ثم فتح القبضة فتنفس الماء وارتفع دخاناء وإذا بسبع سموات في كل 
سماء ملائكتهاء ثم خلق الحوت, ودحا الأرض على ظهره! !! 


. ل محي الد 
- يول محي الدين بن عرب المعروف بالشيخ الأكبر في الجزء الأول من كتابه 


هت 


«الفتوحات المكية) وهو من أشهر كتبه عن خلق العالم : وفخلق سبحانه الماء بردة جامدة 
كالجوهرة في الاستدارة والبياض» وأودع فيها بالقوة ذوات الأجسام ‏ وذوات الأعراض» ثم 
خلق العرش واستوى عليه اسم الرحمن » فنظر بعين الجلال إلى تلك الجوهرة فذابتحياءً 
وتحللت أجزاؤها فسالت ماءً» وكان عرشه على ذلك الماء» قبل وجود الأرض والسماء» وليس 
في الوجود إذ ذاك إلا حقائق المستوى عليه؛ والمستوي» والأستواء» فأرسل الله النفس 
فتموج الماء وأزيد» وترك زبده بالساحل الذي أنتجه . فأنشا الله سبْحانه من ذلك الرّبد 
الأرض» ثم أنشا الدنخان من نار احتكاك الأرض عند فتقهاء ففتق فيه السماوات والأرض . 
لا أريد هنا أن أناقش هذه الأقوال» واحلّل هذه الترهات لسذاجتهاء وبعدها عن 
آفاق العقل والمنطق» 0 الخالق المبدع الذي «إنها أمره إذا أراد شيئاً 
أن يقول له: كن فيكون» . ولكن أريد أن ن ألفت نظر القارىء إلى أن جوهرة الثعالبي 
خضراء وكبيرة جداً 0 أضعاف الساوات والأرض . وأن جوهرة الشيخ الأكبر بردة 
مستديرة و. . . بيضاءء وأن الأولى ذابت من اليبة» والثانية من الحياع» قل ما أشهدتهم 
خلق السماوات والأرضء ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذاً الضلن عَضِيدا . 
إن أتباع ومريدي هؤلاء الأعلام يسخرون لامحالة - عندما يقرأون أسفار تكوين 
السهاوات والأرض عند الشعوب القديمة كبايل» وسومر وغيرهما. ولكن أيّ الفريقين أجدر 
بالسخرية؟؟ أولئكك؟ أم هؤلاء؟؟ 
أما الإنجيل فلم يتعرض لمسألة الخلق والكون, ولعل كتبة الأناجيل اكتفوا با ورد 
ف «العهد القديم» هذا الموضوع فلم ترد عندهم ف «العهد الجديد». ولكن: 
هل التوراة أول كتاب زود العقل البشري » وأغناه وأثراه في هذا ا موضوع ؟؟ موضوع 
الخلق والتكوين. ش 


3 


سنة ٠٠٠١‏ ق م 


لنرجع إلى سنة 50٠٠‏ ق. م. 

حول الشواطىء العليا للخليج العربي» وفي الجزء الأسفل من حوض دجلة والفرات 
حوالي ذلك التاريخ أنشا السومريون حضارة وثقافة تركتا أثرهما على الحضارات التي جاءت 
يعدهما . ْ 

فكرة بدء الكون والحياة والإنسان شغلت ذهن إنسان تلك الحضارة الأولى؛ كما 
شغلت ذهن إنسان العهد الوسيط» وذهن إنسان العصر الحديث. 

ىا لايوجد عصر من عصور الإنسانية» ولا شعب من الشعوب إلا وشغلته تلك 
المسألة» ولونت تاريخه وتفكيره . 

هناك فكرتان رئيسيتان تكاد تجمع عليهها الأساطير والكتب والأديان» 
أولاهما: حالة من العماء والظلمة والسكون. 


وانيهها : حالة من الحركة والنموّ والحياة انبثقت عن ال حالة الأولى(١')‏ 

وف القرآن : ان السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي 
فتبارك الله أحسن الخالقين . ٠‏ 

وتجمع الكتب والأديان على أن الماء أصل الحياة» ففي التوراة : «وقال الله : لتفض 
المياه زحافات ذات نفس حية920) وتقدم قول القران وجعلنا من الماء كل شيء حي » أما في 
ما سوى هاتين الفكرتين الأساسيتين فتلتقي الأساطير والكتب والأديان وتفترق . 

فياذا عن خلق السهاوات والأرض وآدم والإنسان والخطيئة وابليس في معتقدات 
الشعوب القديمة أو عصور ما قبل التاريخ المكتوب؟؟ بعدما عرفنا الكثير عن هذه المواضيع 
في الكتب المقدسة! ! 


)١(‏ وفي الأساطير الإغريقية: أن العالم احتاج في تكوينه إلى ثلاثة : أولاً : الكاووس أي الخواء عديم التشكلء ثانياً: جياء أي 
الأرض التي كانت غبر مستقرة» ثالثاً: ايروس : القوة الكونية التي تلتقي بها الأشياء وتتوالد وتندمج . 
(1) سفر التكوين. 


التكوين السومرى 


: التكوين السومري‎ - ١ 

في بعض الألواح المكتشفة التي تروي قصة التكوين عند السومريين والعي تداونها 
العلماء. وتناقلها العالم أماً وشعوباً. وقطع العلم بصحتهاء جاء ما يل : 

«في البدء كانت الآلهة «نمو» ونموق العقدات لعي هي المياه الأولى التي انبتق 
منها وعنها كل حي ). 

«نمو» هذه أنجبت «أن» إله السماء و «كي) آغة الأرض . 

وهاذان الآلمان أنجبا «انليل» وانليل فصل الساء عن الأرض بواسطة اطواء 
وأنجب النور «نانا» و«اوتو» ثم اتم المظاهر الأخرئ. © 

والفكر هنا كما يرى القارىء - فكر حسي مادي لا أثر فيه للتجريد. 

ويجاء لق يعض تلك الاتروج أيضاً: 0 
الاله الذي أخرخ كل شيء نافع . 
الاله الذي لا مبدل لكلاته . 
إنليل الذي انبت الجحب وال مرعى 
أبعد السماء عن الأرض .. 
وأبعد الأرض عن السماء. 

نلاحظ تعابير لامبدل لعا#وانتت الحب والمرعى وموقعها المعنوي والحرفي في الفكر 
الإسلامي . 

ونلاحظ التثليت ني ان وكي . وانليل» أي الآب. والأم. والابن. " 

ونلاحظ ان «نموف أي الماء كانت ولا أحد معهل ثم أنجبت «ان» و(اكي» أي الذكر 


() نانا اسم القمر واوتو اسم الشمس عند السومريين. 


-علاءت- 


والأنثى » وهذان أنجيا «انليل» - المظاهر الأخرى . 00 
ونلاحظ أن «نمو» أنجبت (أ ن» و «كي» بعمل المي رد بخلاف إنجاب «انليل» 
من ذكر وأنثى . 


وفي ا وهو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى 5200 وأن عليه 
النشأة الأحرى. . 


التكوين البابلي 


- التكوين البابلٍ 


خلال الحفريات التي كشفت عن قصر « آشور بانييال» وألواحهاء والتي يعود تاريخها 
إلى أوائل الالف الثاني قبل الميلاد أي ١6٠١‏ عام قبل تدوين أسفار موسى ظهرت قصة 
التكوين عند البابليين» وملحمة معتقداتهم » وقد أطلق العلماء عليها اسم «الاينوما ايليش» 
واعثيرها العلماء أهم وثيقة لمعتقدات أولئك الأقوام» وهي من جهة المقارنة يلتقي معها 
الاصحاحان الأول والثاني من سفر التكوين التوراتي . وتعبير «اينوما ايليش» يعني | «عندما 
قي الأعالي؛ . : 

تبدأ هذه الأسطورة الملحمة': عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء» وني الأسفل 
م يكن هناك :أرض» وم يكن في الوجود إل المياه الأول . ممثلة بالآهة الثلاثة «ابسو) و«تعامة» 
ودمموع() . 

وهذه هي أهمة العنماء ا وكانت عن واه سرمدية من الصمت 
والسكون ممتزجة في نخالة هيولية . : 


(1) الأساطير القديمة » ودائرة معارف القرن العشرين . 


(؟) أيسو: الماء العذب» وتعامة زوجه الماء المالح » ٠‏ ودتمي الأمواج المتلاطمة أو الضباب. 


<36- 


الاساطير الكنعانية 

من مكتشفات وأحافير وألواح الحضارة الكنعانية ‏ الاوغاريتية - وجدت أساطير عن 
التكوين والنشأة الأولى. لا تختلف ‏ من حيث الأساس ‏ عن الأساطير السومرية والبابلية 
إلا بالأسماء وكلها تجمع على أن الماء أصل الحياة» وتلتقي كلها بصيغة واحدة. أو تكاد 
تكون واحدة في القول بتكوين السماء والأرض والإنسان والموجودات . ولا تختلف من حيث 
النص والترتيب عن سفر التكوين التوراتي أو بتعبير أصيح لم يختلفَ عنها سفر التكوين؛ 
الأمر الذي لم يدع مجالا للشك ولا الجدل والارتياب» أو التردد في القول: إن ما جاء في 
سفر التكوين التوراتي عن النشأة الأولى كان معروفاً ومتداولاً بين شعوب المنطقة, والأمم 
التي سبقت تدوين أسفار. موسى» ومنها سفر التكوين. وإن هذه المعتقدات التي نطلق 
عليها اسم الأساطير والخرافة هي نفس المعتقدات التي جاء بها «العهد القديم» في أول 
أسفاره. والتي امن ويؤمن بها الكثيرون من الناس في عصرنا على أنها وحي من الله . 
التكوين الهشندى 

في البدء كان الكون مغموراً بالظلام» ولايمكن إدراكه» وخالياً من كل وصف مميز 
(حالة سكون وعماء) لايستطاع تصوره بالعقل» ولا بالوحي, كأنه في سّبات عميق» فل| 
انقضى أمد هذا الانحلال؛ تعلقت ارادة المولى الموجود بذاته التي لاتدركها الأبصارء 
فجعل هذا العالم مرئياً هو وعناصره الخمسةء وأصوله الأخرى.متلالئا بالنور الأقدسء 
قاشعاً الظلام الحالك. فاقتضت حكمة «برهما» الذي لايدركه إلا بالعقل أن يبرز مادة 
المخلوقات المختلفة» فأوجد الماء أولاً ووضع فيه جرثومة فصارت الحرثومة بيضة لامعة لمعان 
الذهبء وعاشت داخلها الذات الصلبة في صورة «برهما» وهو جد لجميع الكائنات 
(يلاحظ هنا وحدة الموجودات) فيعد أن ليث «يرهما» فق البيضة سنة برضمية وهي عادر 
م السنين البشرية؛ قسّم المولى بمحض إرادته هذه البيضة إلى قسمين» وصنع منم| 


كبا لانت 


العزة والأرض والكائنات وعين لكل كائن اسم وخلق عدداً من الآلهةء وخلق طائفة غير 
مرئية من الجن » وخلق الزمان وأقسامه» والكواكب والبحارء والأنبار والجيال:0. 

وقالوا: أساطير الأولين اكتتبها فهي على عليه بكرة وأصيلا0©؟) ألا يعني.هذا أن 
مشركي قريش من العرب كانوا يدركون ويعلمبون أن سابقيهم الأولين تركوا لهم من 
المعتقدات ما أطلقوا هم عليه اسم الأساطير لأنه مخالف للا اعتقدوه! ! 

ات 0 هذا ما قالهِ حكاء الصين القدماء» وإذن فلا يجوز 
والحالة هكذا ‏ أن ندل, أو نغالي با نؤمن» أو نعتقد. 

ليست الحقيقة مقيدة» أو محصورة, في زمان. أومكان. 57 على أمة» دون 
أخرى» ولا على قوم دون أقوام » ولا على جيل وقبيل» دون جيل آخر وقبيل . 

الحقيقة واحدة ومطلقة, لا تتعدد ولاتتقيّد. وإطلاقها يرتفع بها عن الحصر. 
ووحدانيتها تمتنع بها عن المشاركة. وطلابها يشتركون في الإيمان بوحداتيتها . 

ولنعد الآن إلى سفر التكوين. ونتلمس عنده الفترة الزمنية التي يحددها لعمرالكون 
والحياة والإنسان بعد أن تركت لنا المكتشفات وثائق وبراهين عن عمر الأرض هذا الكون . 

بعد خلق السماوات والأرض وما فيهما وما عليهماء وبعد أن أتم الله كل ذلك. وبعد 
استراحته في اليوم السابع المبارك المقدس قال الرب الإله: «نعمل الإنسان على صورتنا 
كشبهنا) © . 

لم يحدد سقر التكوين التوراتي مدة الزمن بين خلق السماء والأرض وبين خلق الأنسان 
- آدم كا لم يحدد لنا زمن استراحة الرب! ! وهل طالت!! أم كانت قصيرة! ! كما لم يحدد الزمن 
بين خلق أدمء وخلق حواء» ولم يعلمنا كم بقي آدم وحيداً في جنة عدن! ! حتى قال الرب 
الاله : «ليمس جيداً أن يكون آدم وحده فاصنع له معيناً نظيره)0 . 


)١(‏ الأساطير الهندية» وقوانين منوء ودائرة معارف القرن العشرين. 
(7) القرآن. سورة القرقان (0) 
(9) (4) سفر التكوين 


17و 


أدم هو المخلوق الأول بعد خلق السياوات والأرض والأسناك. والزحافات. وجواء 
هي المخلوق الثاني بعده. هذا ما يعلمنا سفر التكوين التؤراتي. 

ويعين هذا السفر عمر السلالة البشرية بدءاً من آدم وحتى زمن موسى كاتب السفر 
تحديداً زمنياً وبالسنوات» ما لايغفل تاريخ ار البشرية. 

إن حرص هذا السفر على هذه الدقة يجعلنا نستطيع أن نحدد» أو نعين» أو نحصر 
عمر الأرض والسلالة البشرية التي درجت عليها ولكن كم هي امبدافة.ت بعيدة بين تحديد 

سفر التكوين وبين تحديذ العلم ومعطياته؟؟! ! 

والى القراء الجدول التالي : 


تيرج 


متوشبالح 
لامك 


نو 


ارفكشاد 


عمرة 


٠‏ عاما 
47عاما 


.. م».وعاما 


٠هعاما‏ 
86 عاماً 
7ه عاما 
5م عاما 
8 عاما 
/ابا/ا عاما 
٠‏ 4 عاما 
٠٠‏ عاما 
٠‏ عاما 
٠غ‏ عاما 


"ع عاما. 


38 عاما 
7 عاما 
٠‏ عاما 
48 عاما 
0٠‏ عاما 


١ 


عمره عندما ولد له 
٠‏ عندما ولد له 
٠5‏ عندما ولد له 
عندما ولد له 
عندما ولداّله 
٠-6‏ عندما ولد له 
عتّدما ولداله 
٠.6‏ عندما ولد له 
7 عندما ولد له 
8 عندما ولد له 
٠‏ عتدما ولد له 
٠‏ عندما ولد له 
ه ٠"‏ عندما ولد له 
٠‏ عتدما ولد له 
٠5‏ عتدما ولد له 
عندما ولد له 


شك عندما ولد له . 


.٠‏ عنتندما ولد له 
احدن عتدما ولد له 
١٠‏ عندما ولد له 


سروج 

ناحور 

تارح 

ايرام وناحور 
وهاران (فرون) 
قل ء 


وإذا أضفنا إلى هذا الرقم عمر ابرام - ابراهيم ‏ وقبره.11/6.عاماً وعمر اسحاق ١8/‏ 
عاماً. وعمر يوسف ١١١‏ أعوام يصبح لدينا ١١64-11١١ + 1800 + ١اله + ١١95‏ 


عاماً 


-4- 


وحن نعلم أن إبراهيم نزح من «أور» في جنوب العراق سنة ١8٠٠‏ ق. م إلى بلاد 
كنعان ‏ فلسطين ‏ فإذا أضفنا إلى تاريخ هذا النزوح المدة من ميلاد المسيح إلى يومنا هذا 
فيكون لدينا المجموع التالي ١486 + 18٠١‏ - 46لا" عاما(') فإذا أضفنا إليها أرقام أعمار 
أجداد التوراة من آدم حتى تاريخ أبي إبراهيم ٍ كان لدينا الحصيلة التالية 46لا + . 
سم ١ك ١6١107‏ عاماً . وهذا رقم ضكيل جداً بالنسبة لعمر الأرض والإنسان والحياة 
الذي ترفعه الوثائق المكتشفة» والتي أثبتها وأقرها العلم إلى أضعاف أضعاف هذا الرقم .. 

0 تحديد آخر لعمر الكون تشترك فيه التوراة والإنجيل: 

في انجيل متى في الأصحاح الأول» بعد أن يعدد ان إسرائيل قوله : 

ل يم إلى داوود أربعة عشر جيلاً» ومن داوود إلى سب سبي بابل » أربعة 
عشر جيلاً» ومن سبي بلبل إلى المسيح أربعة عشر جيل . ٍ 

فإذا اعتبرنا الجيل مئة عام كي] هو مقرر ومعروف فيكون لدينا * << ١4٠٠‏ عاما- 
٠‏ سنة فإذا أضفنا إليها أرقام امد ور بويج كل وح 
التالي : ٠٠*ع‏ + ١١"##9‏ د لاه ,لا١‏ عاما. 

ونلاحظ أن الفارق بين رواية التوراة وبين الرواية ا الوه الى 
لالهلا -/119 له ١‏ - 00 4لعاماً. 

وجاء تحديد لعمر الإنسان في التوراة كا يل : 
من آدم إلى الطوفان ١665‏ سنة ْ 
ومن نوح إلى إبراهيم ١84٠١‏ سنة 
ومن إبراهيم إلى المسيح ١8٠٠‏ سنة 
ومن المسيح إلى اليوم ١4/10/‏ سنة 
والمجموع *578 وهذا الحساب بعيد عن الدقة والتحقيق 

وهو مجموع عمر الإنسان ختى اليوم بينا الرقم العلمي هو 51٠٠٠٠١‏ سنة وبه 
يسقط التقويم التوراتي بصورة مطلقة9). 


)١(‏ بين نزوح ابراهيم من العراق حتى خروج موسى والاسرائيليين من مصر مايقارب ©٠٠‏ عام وبين موسى والمسيح 1٠١‏ عام 
)١(‏ مجلة الثقافة ص 5١‏ عدد تموز ١9441‏ مفيد عرنوق 


وهناك أمور تستلفت الأنظار وتقتضي البحث عنها ومنها: 

أولاً : أن أعمار الأنبياء ‏ أنبياء التوراة ‏ أو الأجداد كانت طويلة قبل الطوفان» وهذه النسبة 
- نسبة الأعمار - تناقصت بعد الطوفان بشكل عجيب . فعمر نوح بطل الطوفان بلغ 86٠١‏ 
عاماًء وعمر سام وهو تمن شاهد الطوفان بلغ ٠‏ عام بينا تناقص عند ارفكشاد إلى 5٠٠١‏ 

عام» ويلغ عند يوسف ٠1اعام.‏ . 
ثانيا :. يلاحظ السن المبكرة للزواج بعد الطوفان فقد تراوح قبل الطوفان بين 6٠٠١‏ عام عند 
نوح و١7‏ عاماً عند قينان» بينم) هبط من .ل سنة عند تارح إلى 19 سنة عند ناحور.. فهل 
طرٍ تغيير على المناخ» وبالتالي على على النضج والأجسام بعد الطوفان؟؟؟ 
ثالثاً : : في الأصحاح السادس من سفر التكوين جاء مايل : قال الرب : لايدين روحي في 
الإنسان إلى الأبد لزيغانه» هو بشرء وتكون أيامه مئة وعشرين سنة . وهذا الوعيد بجعل 
أيامه مئة وعشرين سنة لم ينفذ إلا بيوسف فقط من بين كل مواليد آدم» والذي لم يتجاوز 
عمره المائة والعشر سنوات . فهل طرأ 0 الإله؟؟ هذا ما لانجيب عليه 
كتبة السفر المقدس!! 
رابعاً : في التوراة ورد اسم أب إبراهيم.9تارح» أما في القرآن فقد ورد اسمه «أزره وإذ قال 
إبراهي لأبيه ازر") 
خامساً: أورد القرآن كثيراً من أسهاء أنبياء التوراة ول ل يحدّد أعمارهم إلا نوحاً فقد أخبر 
عنه أنه لبث في قومه الف سنة إلا سين عاماً:”) وهو رقم مطابق لما ورد في التوراة. 


٠4 القران سورة الانعام‎ )١( 


(؟) القرآن سورة العنكبوت ١4‏ 
لام 


3 


الفصل الثالث 


-85- 


الطوفان 


إذا كان «إنشاء» 555 وإيجاد الوجود أهم ما يشغل عقل الإنسان قدي وحديثاً» 
فإن عملية «إفناء» الخلق لها نفس الأهمية» وقد عرفتا كيف أنشا الله السماوات والأرض» 
والحياة والإنسانء في مجموعة من التصورات التي ابتدعها عقل الإنسان البدائي. أو 
افترضها أو تخيّلهاء أو التي جاءت بها الكتب المقدسة. الي تستمد قوتها وسلطانها من 
«الوحي» الإلحي . 1 

فاذا عن عملية «الإفناء» التي استعملت الآلهة المتعددة أو الإله الواحد الطوفان وسيلة 

لتنفيذها؟ جزاءً وعقاباً لانحراف الإنسان عن طريق الآله الخالق. أو اغضابه, أو إحماء هذا 
الغضب. وقد استوى الآله الواحدء والآلحة المتعددة في الأسباب والدوافع ى! توضح 
الوثائق والمكتشفات, والكتب المنزلة والموحاة. 

والطوفانات في الأساطير والتاريخ والأديان متعددةء فهناك طوفان في عهد الأمة 
البابلية القديمة» وطوفان نصت عليه ملحمة «اتراحيس» ولعله النص الثالث المكتشف 
للطوفان البابلي» وطوفان التوراة الذي حدث في عهد نوج والطوفان الذي يزعم اليزيديون 
أنه وقع في جبل سنجارء وفاض من قرية «عين شمسي» لاغراق المعتدين على الأمة 
اليزيدية0). 

وقد وجد العقل البشري في هذه الطوفانات وسيلة لعقوبة الإنسان تقوم .بها الآهة كلما 
طاب طا أن تنتقمء وهي أسوأ عقوبة رادعة تقوم بها الهة غضبى ‏ أو غضاب» ألهة قساة 
تشبه إلى حدّ ما ينتظر البشرية من #مجية ووحشية السلاح الذري النووي . ش 

, وسنقصر بحثنا على الطوفان السومري والبابل كما ورد ف الألواج والرقم أ المكتشفة‎ ٠ 

والتورآتي كا ورد في سفر التكوين. 

وسنعقد مقارنة بين هذه الطوفانات التي تفصل بينها فواصل زمنية كبيرة وبعيدة» 
والتي تقوم بها آلة متعددة, وسترى بنتيجة هذه المقارنة أن الغاية منها كلها واحدة» والدواقع 


)١(‏ كتاب عبدة الشيطان 





75م 


واحدة. والوسائل أيضاً واحدة. وحتى التعابير التي وردت في النصوص الأولى القديمة 
جد ونصوص التنوراة واحدة, أو تكاد تكون والجلة 2 

وهذا كله لايدع مجالاً للشك أو الإرتياب بأن اللاحق من هذه النصوص أخذ عن 
السابق. وإليك الأآمثلة . 


الطوفان السومرى 
١‏ الظوفان السومري - 
تقول إحدى الوئائق الي تعرض حوادث الطوفان السومري : 
١‏ - قوض بيتك وابن سفينة!!' 
اهجر تمتلكاتك, وانج بنفسك . 
اترك متاعك. وانقذ حياتك . 
واحمل بذرة كل حياة. 
"١‏ - قف قرب الجدار على يساري, واسمع . 
سأقول كلاماًء فاتبع كلامي . 
إنا مرسلون طوفاناً من المطرء فنقضي على بني الإنسان. 
ذلك حكم وقضاء مجمع الآلحة. 
أمر «انوو» وداتليل». 
هبت العاصفة كلها دفعة واحدة» ومعها انداحت سيول الطوفان فوق وجه 
الأرض ولمدة سبع ليا وسبعة أيام. ‏ ْ 
غمرت الأمطار وجه الأرض؛ ودفعت العواصف المركب العملاق فزق المياه 
الضخمة<(١)‏ 


. مغامرة العقل الأولىء والأساطير القديمة‎ )١( 


-485- 


فياذا نفهم من هذه الوثيقة؟؟ 

أولاً : مجمع الآلهة قر برئاسة الإلمين دانو» و «انليل4 القضاء على بني البشرء ووضع حد 
ثانياً: قرب الجدار وعلى اليسار يتكلم بعض الآلهة مخاطبا بعض بني البشر منيئا ومنذرا 
بالطوفان . طالب إليه أن يبني سفينة لينجو, وأن يحمل فيها بذرة كل ذي حياة لتستأنف الحياة 
من جديد بواسطة هذه البذرة. 

ثالثاً: الطوفان يع . ويغمر كل وجه الأرض. ويحمل على غوار به المركب العملاق. ولكن 
هذه الوثيقة لا تذكر سبب غضب الألحة على بني البشر مباشرة إلا ما يفهم من طغيانهم» 
فوضعت حدًا لملكوتهم !! 


الطوفان البابليى 
ب - الطوفان البابلٍ 


الحضارة البابلية قامت بعد الحضارة السومرية» ولعل ملحمة «جلجامش» الشهيرة 
وفي اللوح الحادي عشر منها خيروصف للطرفان البابلء فلنستمع إلى ما يقوله «اوتونابشتيم» 
رجل الخلود لجلجامش2©): ' 

سأكشف لك أمراً كان تبوءأً» وأبوح لك بسر من أسرار الآلهة. 

شوريباك مدينة أنت تعرفها تقع على شاطىء الفرات . 

هذه المدينة شاختء والالهة في وسطهاء فحدئتهم أنفسهم أن يرسلوا طوفاناً . 

كان هناك «آنو» أبوهم وكان. . و «ننجيكوه كان حاضراً وهو دأيا» فنقل حديثهم إلى 
كوخ القصب. : 

ياكوخ القصب. يا كوخ القصب. جدار يا جدار”» 
)١‏ مغامرة العقل الأولى. والأساطير القديمة, والفولكور في العهد القديم . 
(؟) ورد في نفس الإنذار والتعابير ني الطوفان السومري مما يدل على تأثر وأثر الحضارة السابقة باللاحقة كما نرى هذا في الطوفان 
التوراتي ومدى أخذه عن السومريين والبايليين. 


86ب 


رنجل شوريباك يا ابن اوبارا - توتو | 
قوض بيتك» وابن سفينة. اهجر ممتلكاتك» وانج بنفسك, اترك متاعك. وانقذ 
حياتك. واعمل على حمل كل بذرة حياة. 
والسفينة التي أنت بانيها ستكون وفقاً لمقاسات مضبوطة فيكون غرضها معادلا 
لطوهاء وغطها كما هي المياه السفلل . 
عندمأ فهمت هذا يقول «اتونابشتيم)37) فلت ل «أيا» : مولاي سأضع نصب عي 
ما أمرتني به. 
جلب الأطفال القارء بينا جلب الكبار كل ذي فائدة . 
وف البوع الخاسن أحبيت السفينة: الان 
كانت أرضيتها «انكوه واحدأ:"» وارتفاع جدرانها مئة» وطول كل جانب من جوانب 
سطحها مئة وعشرين ذراعاً. 
حددت شكلها الخارجي, وشكلته. 
وستة سطوح سقلية بنيت فيها. 
وبذلك قسمتها إلى سبعة أقسام . طوابق . 
. كما قمت بتقسيم أرضيتها إلى تسعة أقسام . 
وثبت على جوانبها مصدّات المياه. 
زودتها بالمؤن والذخيرة . 
وسكبت في الفرن ست وزنات من القار» وثلاث وزنات من الإسفلت. 
ثلاث وزنات من الزيت أتى مها خاملو السلال. 
واحدة استهلكها نقع مصدات المياه . ْ 
واثنتات قام ملاح السفينة بخزم). 
كل ما أملكه من ذهب وفضة حملته إليها. 
(1) في بعض الترجمات اثنا بشتيم . 


(؟) نوع من المقاييس. 
)١(‏ اله الرعد والعاصقة. 


سكف 


كل ما لديّ من بذور كل حي حملت إليها . 

وبعد أن أدخلت أهلٍ وأقاربي جميعاًء وطرائد البرية» ووحوشهاء وكل أصحاب 
الحرف» عين لي الله «شمش» وقتا محدداً. ش 

عندما يرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً في المساء . 

قلبت وجهي في السماء . كان الجو مرعباً. 

دلت السفينة» وأغلقت بابي» وأسلمت قيادها للمالاح «بوزور أموري ‏ أسلمته 
ال ميكل العظيم بكل ما فيه. 

وما أن لاحت تباشير الصبّاح حتى علت الآفق غيمة عظيمة كبيرة سوداء» يجلجل 
فيها صوت حدد<١)‏ 

ستة أيام » وست ليالر . 

أخذ البحر بهدأء والعاصفة تسكتء والطوفان يتوقف . 

واستقرت السفيئة على جبل «نصير» 

ومضى اليوم الأول . إلى اليوم السابع» والحيل مسك بالسفينة . 

واطلقت حامة وعادت لأنها لم تجد مستقرا . 

وأطلقت سنونوة . . وأطلقت غراباً وم يعد. 

عندئذ أطلقت الجميع » وقدمت أضحية . 

سكبت حمر القربان على قمة الحبل . : 

أقمت سبعة قدور» وسبعة أخر» وجمعت تحتها قصب السكر الجلو. وخشب الأرز 


والآمس . فتشمم الآلهة الرائحة الزكية. 


وفي الملحمة أن الآلهة ندمت على ما فعلت. 
صرخت عشتار كامرأة في المخاض . 
ناحت سيدة الآلحة ذات الصوت العذب. 
(0) اله العاصفة . 





-/1ه4- 


كيف استطعت أن آمر بمثل هذا الشر؟؟ . 


تدمير من أعطيتهم الميلاد. 


هاهم يملأون اليّم كصغار السمك . 
جح الطوفان الختوراتي 


لتكون المطايقة تامة» والمشابهة ظاهرة بين ماجاء في المعتقدات السومرية البابلية 
وألواحها ووثائقهااللكتشفة عن الطوفان, وبين ما جاء في التورا نرى أنفسنا ملزمين ضرورة 
لنقل الإصحاحات 6-لاس8م من سفر التكوين ليقف معنا القراء على ما جاء هناك» فى 
الأحقاب الخوالي» وبين ما جاء هنا في التوراة» ولم نكتف بإحالة القارىء الى المراجع . 
المختلفة. إذربا ل يتيسر له ذلك. 

«حدث لا ابتدأ الخلق يكثرون على الأرضء وولد لهم بنات وبئون أن أبناء الله رأوا 
بنات الناس(32» إنبن حسناوات, فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختارواء فقال الرب 
لايدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه» هو بشرء وتكون أيامه مئة وعشرين سنة . 

ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرضء وأن كل تصور قلبه إنما هو شرير كل 
يومء فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرضء وتأسف في قلبه» فقال الرب: أمحو عن 
وجه الأرض الذي خلقته الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني 
عملتهم : وأما نوح فونجد نعمة في عيني الرب . 

وقال الله لنوح : نباية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلً) منهم: فها 
أنا مهلكهم. اصنع لنقسك فلكاً من خشب جفرء تجعل الفلك مساكن» وتطليه من 
داخلء» ومن خاريج بالقار» وهكذا تصنعه. 

ثلاث مئة ذراع يكون طول الفلك, ا وثلاثين ذراعاً ارتفاعه , 


)١(‏ يلاحظ أن الذكور أبناء الله والبنات أبناء الناس. 


-848. 


وتصنع كوىٌ للفلك. وتكمله إلى حد ذراع من فوق» وتصنع باب الفلك ف جانيه 
مساكن سفلية وعلوية ومتوسطة تجعله. فها أنا أت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل 
جسد فيه روح حياة من تحت الساء . 

كل ما في الأرض يموت» ولكن أقيم عهدي معك. فتدخل الفلك أنت وبنوك 
وامرأتك. ونساء ‏ بنيك معك. ومن كل -حيّ من ذي جسد ائنين من كل تدخل إلى الفلك 
لإستيقائها معكى تكون ذكرا وأنثى من الطيور كأجناسها. ومن البهائم كأجتناسها. ومن 
دبابات الأرض كأجتناسهاء اثنين اثنين تدخل معك لاستبقائهاء وأنت فخذ لنفسك من 
كل طعام يؤكل, واجمعه عندك فيكون لك ولها طعاماً. ففعل نوح كل ما أمره الله به هكذا 
دل 328 

وقال الرب لنوح ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك, لأني إياك رأيت بارا لديّ في هذا 
الجيل . 

من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى ومن البهائم التي ليست 
بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى » ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستيقاء نسل على 
وجه الآأرض . وكل قائم عملتهة ففعل نوح كل ما أمره به الرب . 

وما كان نوح ابن ستمائة سنة صار طوفان الماء على الأرض» فدخل نوح وبنوه وامرأته 
ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه الطوفان. ومن البهائم الطاهرة والبهائم غير الطاهرة. 
ومن الطيورء وكل مايدب على الأرض دخل اثنان اثنان إلى نوح في الفلك ذكرا وأنثى كما 

وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض في سنة ستائة من حياة 
المطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة . 

وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرضء وتكاثرت المياه» ورفعت الفلك فارتفع عن 
الأرض» وتعاظمت المياه. وتكائرت جداً على الأرض» فكان الفلك يسير على وجه المياه . 


-44-' 


وتعاظمت المياه كثيراً جداً على الأرض فغطت جميع الجبال الشائحة التي تحت كل السماء 
خمسة عشر ذراعاً في الإرتفاع تعاظمت المياه فغطت الجبال» فيات كل ذي جسد كان يدب 
على الأرض من الطيور والوحوش والبهائم والزحافات . 

فمحا الله كل قائم على وجه الأرضء الناس والبهائم والدبابات وطيور السماء» 
وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط. وتعاظمت الياه على الأرض مئة وخمسين توما : 

ثم ذكر الله نوحاً» وكل الوحوش» وكل البهائم الى معه في الفلك, وأجاز الله ريما 

على 8 فهدأت المياه. وانسدت ينابيع الغمرء وطاقات السماع. فامتنع المطر من 
السماء» ورجعت المياه عن الأرض رجوعاً متوالياً» وبعد مئة وخحمسين و نقصت المياف 
واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط» وكانت 
المياه تنقص نقصاً متوالياً إلى الشهر العاشر وفي العاشر من أول الشهر ظهرت رؤوس 
الجبال. 

وحدث بعد أربعين يوماً أن نوحاً فتح طاقة الفلك التي كان قد عملهاء وأرسل 
الغراب فخرج متردداً حتى نشفت المياه عن الأرض . 

ثم أرسل حمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الأرض» فلم تجد الحمامة مقراً 

لرجلها فرجعت إليه إلى الفلك لأن مياهاً كانت على وجه كل الأرض » فلبث سبعة أيام أخر 
وعاد فأرسل الحامة من الفلك فعادت إليه الحمامة عند المساء وفي فمها ورقة زيتون خحضراء 
فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض» فلبث أيضاً سبعة أيام أخر وأرسل الحمامة فلم تعد 
ترجع إليه . 

وكان في السنة الواحدة والست مئة في الشهر الأول في أول الشهر أن المياه نشفت عن 
الأرضء فكشف نوح الغطاء عن الفلك فإذا وجه الأرض قد نشف, وفي الشهر الثاني في 
اليوم السابع. والعشرينمن الشهر جفت الأرض 

وكلّم الله نوحاً قائلاً: اخرج من الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك. وكل 


اخيوانات الى متك 
وبق نو مَدنيحاً 2 وآخذ من كل البهائم الطاهرة. ومن كل الطيور الطاهرة. 
وأصعد محرقات على المذبح » فتنسم الرب رائحة الرضا. 


6 


وقال الرب في قلبه؛ لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان, لأن.تصور قلب 
الإنسان شرير منذ حداثته» ولا أعود أيضاً أميت كل حي كبا فعلت. 7 

هذه هي قصة الطوفان في التوراة بأسبابها ووسائلهاء ونتائجهاء وذكر تفاصيلهاء من 
بناء الفلك. ووضعهء وطوله وعرضه. وارتفاعه وطبقاتهى ومساكنه. ونوع ججشبهء وطليه 
بالقار. . 

وهناك وصف الطوفان, وارتفاع المياه» وسير الفلك. وحمولته ومدة الطوفانء 
والاستكشاف, ورسوٌ الفلك. وانحسار المياه» والمذبح » والمحرقات, ورضاء الرب لرائحة 
المحرقات» وحزنه. وتأسفه لما فعل. وقوله : لا أعود ألعن الأرض . 


المقارنة بين السابئ واللاحق 


وهنا يظهر التشابه التام» والتتاثل الصارخ بين فلك نوح» وسفينة «اوتونا بشتيم» 
والمطايقة: بين طوفان نوح اللاحق وبين طوفان سومر وبابل السابق, وحمل الفلك والسفينة 
بذرة كل ذي حياة» والمسير في المياه العظيمة» والرسو على جيل «نصير» و« اراراط» وهميإ 
متقاربان في أعلى الخليج وشمال العراق. 

هذا البتوافق والتطابق». والتشابه والتهاثل يجعل الباحث يحكم جازماً بأن كاتب سفر 
التوراة استلهم واعتمد المعتقدات التي كانت سائدة ومعروفة قبله , م المنطقة 


وشعوبها. 
والى القراء هذه المقارنة : 
اط و بالف جزل . وفي التوراة حدث بأمر الرب الله . 
؟ - البشر في أساطير سومر وبابل أزعجوا الآلهة وخالفوا أوامرها. : 
وفي 7 البشر كثرواء وتزوجوا بنات الناس الحسناوات» وأصبحوا أشراراً. 
الآلحة في سومر_ويابل تندم وتبكي وتصرخ لما فعله بعضهم ‏ بعضن الألهة - في 
البشر. 


-41١- 


وفي التواة الرب الإله يحزن ويأسف لا فعله . 

- في أساطير سومر ويابل تعهدت الآلة أن لاتعود تدمر من أعطتهم الميلاد. 
وفي التوراة يقول الرب : لا أعود ألعن الأرض . . 

و في الأساطير البابلية انذار مبكر لصنع السفيئة . 
وفي التوراة انذار مبكر لنوح لبناء الفلك . 

5 في الأساطير يتم الإنذار بواسطة الحلم» أو من وراء جدارء أو مباشرة 
«لاوتونابشتيم » وفي الكتاب المقدس مباشرة مع نوح. 

- السفينة البابلية ذات مقاييس وأبعاد. وكوى. 
وفلك التوراة له نمس 00 

8 - السفينة البابلية أداة للنجاة من الطوفان . 

وكذلك فلك نوح التوراة. | 

4 سفينة بابل مطلية بالقار. 
وكذلك فلك نوح. 

٠‏ 2 طول السفينة البابلية معادل لعرضهاء وكل جانب من جوانب سطنحها مئة 
وعغشرون ذراعاء وارتفاع جدرانها مئة-ذراع . 
وفلك التوراة طوله ٠‏ ذراع» وعرضه خمود ذراعاء وارتفاعه ثلاثون . 

١١‏ - سقينة بابل ذات سبعة سطوح ل . وأرضيتها 
لتسعة أقسام . 
وفلك نوح التوراة فيه مساكن سفلية» ومتوسطة وعلوية . ش 

7 - حمولة السفينتين البابلية والتوراتية متطابقة تَاماً: 
أولاً: الموحى إليهم «اتونابشتيم» وذووه. ونوح وأهله . 
ثانياً: المؤنة والذخائر. 
ثالثاً : يلاحظ أن ذكر الماء لم يرد في كليهماء وربما اندرج تحت تعبير المؤنة والذخائر. 
زابعاً : ومن .كل زوجين اثنين من كل ذي حياة ذكراً وأنثى لاستئناف الحياة . 


932- 


. كلا السفينتين تعوم وتسير في المياه العظيمة التي غمرت كل وجه الأرض‎ ١ 
. سفينة بابل ترسو على جبل «نصير»7)‎ - 5 
. وسفينة التوراة ترسو على جبل «اراراط»‎ 
في كلا القصتين تذبح الذبائح, وتصعّد المحرقات لرةء الآطة.‎ - ٠١ 
- وفي كلتيه] تشم الآلة الرائحة الرّقية  رائحة الشحم واللحم المحروق‎ - 5 


. في بعض التزجمات جبل «نيسير» وهو لفظ فريت من «نصير»‎ )١( 


-6*- 


المفارقات: 

١‏ - سفيئة نوح أو فلكه من خشب جفر. 
أما سفينة «اوتونا بشتيم» فلم يذكر نوع مخشبها. 

- سفينة نوح لم يذكر لها ملاح . 

أما سفينة «أوتونابشتيم» فملاحها توزور ‏ أموري . 

“"' - سفيئة بابل ثم بناؤها في خمسة أيام . 
أما سفينة التوراة فلم يتحدد الزمن الذي استغرقه بناؤها . 

غ ‏ مدة هطول المطر في الأسطورة البابلية ستة أيام , وست ليال » وفي بعض الألواح 
سبعة . 
أما في 0 التوراقي فأربعون يوم وأربعون ليلة . 

للت السفينة البابلية سبعة أيام على الجبل حتى بدأت ١‏ المياه بالإنحسار. 
لي التوراتي فقد استمر الماء مئة وتمسين يوم تحت بدأ بالإتحسار. 
5- ملاح السفيتة البابلية أرسل للاستكشاف حامةٌ فستونوةء قغراباء» وعلى 
فرات. 1 

ونوح التوراة أرسل غراباً. فحامة أولى» فثانية» وعلى فترات حددّها بسبعة أيام بين 
الأولى والثانية . 

7 م اد التوراة. فحينا يأمر الله نوحاً أن يُدخل إلى 
السفينة من كل زوجين اثنين ذكراً وأنثى, وأحياناً يأمره أن يدخل من ال حيوانات الطاهرة 
سبعة سبعة (راجع النص على الصفحة السابقة). 

وص هذه فالتوراة أخذت قصة الخليقة وقصة الطوقان عن الشعوب التي أقامت 
حضارتهاء وشكلت معتقداتهاء وأساطيرها في تلك المنطقة. ولا يياري في هذه الحقيقة 
الصارخة إلا مكابر متعنت تعميه عصبيته عنّ رؤية الحقائق السافرة ولا يستضيء بنور 
العلم . 


-644- 


ان اطلاق صفة «الأسطورة» على معتقدات وتقاليد الاقوام البائدة وإطلاق صفة 
«القداسة» على معتقدات وتقاليد الاقوام المتآخرة لايغير شيئا من قداسة الحقيقة العلمية» 
ولايحول دون الأخذ مهاء ونبذ ماسواها. 

ان البحوث العلمية» والاكتشافات الأثريةء اظهرت لنا با لايقبل الشك ولا التردد 
والارتياب» ان الحقائق: أو بعض الحقائق التي نقرّهاء وندين بهاء ونعتيرها «مسليات؟ 
لاتخرج في حقيقتها وواقعيتها عن تلك الاساطير. 

ومن هنا كان القول المأثور: ان حقائق الأولين اساطير الاخرين» اما التساؤلاات 
المفترضة. والتي لم تجب عليها «الاسطورة» ولا التوراة» الكتاب المقدس فهي كثيرة أهمها: 

١‏ - كيف تسنى للسفينة ان تستوعب زوجين اثنين من كل ذي حياة؟ علً) بأن انواع 
الحيوانات من الطيور والزواحف والوحوش تبلغ الملايين كما هو مشاهد ومعاين» !! (للاحظ 
مساحة السفينة) . 

؟ - كيف تسنى للحيوانات والزحافات السامة ان تساكن غيرها من راكبي الفلك؟؟ 

٠‏ كيف امكن الحيوانات الآهلة ان تعايش الحيوانات المفترسة المتوحشة؟؟. 

4 - لو افترضنا جدلاً ان كل صنف أو نوع متجانس أحله صاحب الفلك في طبقة 
من طبقات الفلك!! فكيف تيسر له ان يجمعها ‏ على اختلافها ‏ ويدخلها معه في السفينة 
وفي وقت واحد محدد ومعين راضية طائعة مستسلمة مستأنسة وفيها المفترس كالأسد. 
والنمر» والسَامٌ كالأفعى والعقرب . َ 

ه ‏ كيف أتيح له ان يحمل طعام كل هذه الأنواع المختلفة, وفيها اللاحمةء 
والقارضةء وأكلة الحشايش. ومن تتغذى على الديدان, او الحبوبء وخاضة في سفينة 
التوراة وقد ظل الماء يغمر كل وجه الارض من اليوم السابع عشر من الشهر الثاني لعام ٠٠‏ 
لولادة نوح حتى اليوم السابع والعشرين من الشهر الثاني لعام 50١‏ لولادة نوح!! مع العلم 
أن المؤنة المختلفة لاعاشة هذه الحيوانات طوال هذه المدة تحتاج الى مجموعة سفن 
لاستيعامها . 
واذا اخذنا بلغة الارقام فائنا نجد ان الطوفان ظل يغرق الارض كم يلي : 


1 


بدأ الطوفان في اليوم السابع عشر من: الشهر الثاني لعام ٠‏ لولادة نوح . 

جفت الارض في اليوم السابع والعشرين من سنة 50١‏ لولادة نوح حيث خرج من 
السفينة وقدم محرقاته . وتكون لدينا الحصيلة التالية : 
را يوماً لبقية الشهر الثاني لعام 50+ #0 ايوم يقية ايام :عدر شهور سن يهاب 
يف يوماً من الشهر الاول لسنة ١‏ كوالجيوع. 

مج .وس + ”ا - #96٠0‏ يوماً. 

' ولكن الغرابة تبدو للقارىء اذا ادرك ان الحمامة التي أطلقها نوح لاارشقات عاد 
اليه وفي فمها ورقة زيتون خضراء. 

هل لاحظ القارىء ان ورقة الزيتون. . 500000 
مغمورة بالمياه اكثر هذه المدة . 

ان كاتب السفر لم يخطر بباله» وم ل اننا سنكتشف هذا الخطأ الفادح 
الفاضح . 

هذه قصة الطوفان السومري البابلي ‏ التوراتي - فهل هناك طوفان آخر وسفينة 
اخرى» وغضب المةء أو اله آخر؟؟ 

م تحدثنا الاناجيل ‏ سواء منها التى أقرتها الكنيسة. او التي لم تقرها وحرمتها 
واستيعدتها . 

لم تحدتساعن طوفان يفرق الارض» ويفني البشرء بل اكتفى كتبة الاناجيل من 
التلامذة ‏ تلامذة السيد المسيح ‏ وحوارييه بسرد حياة معلمنهم . وذكر مااظهره من 
الخوارق» ومانشره من الاخلاق» وماشرعه من نظام الحب والصفاء والانسانية . 

ولكن ربا اكتفى «العهد الجديد) ب جاء به «الّعهد القديم» في هذا الموضوع من 
ذكر الكون والخلق والطوفان. 

اما القران كتاب الاسلام» ودستور المسلمين فقد اورذ قصة الطوفان في اكثر من 
موضع في سُوْره ولكن بأسلوب يختلف عن اسلوب التوراة. 

«حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من 
سبق عليه القول» ومن امن, وما امن معه الا قليل. وقال: اركيوا فيها بسم الله مجراها 


5 


ومُرساها ان ربي لغفور رحيم» وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه» وكان في 
معزل: يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء قال : 
لاعاصم اليوم من امر الله وحال بينهما الموج فكان من المغرقين» وقيل يا ارض الع ماك 
وياسماء اقلعي. وغيض الماءء وقضي الامرء واستوت على الحوديّ وقيل : بعد للقوم 
الظالمين7١2)‏ 

وفي القرآن ايضاً: واصنع الفلك بأعيننا ووحيناء ولاتخاطبني في الذين ظلموا انمم 
مغرقون » ويصنع الفلك وكلما مر عليه رجل من قومه سخروا منه قال: ان تسخروا منا فإنا 
امدرييم ع و0 ْ 

بهذا الايجاز المعجز يعرض القرآن قصة الطوفان بدون ذكر الجزئيات» فيشير الى 
الايحاء الى نوح بصنع الفلك؛» والى الغاية من الطوفان» وهي اغراق «الذين ظلموا» وانه 
امره ان يحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهله. ومن آمن معه. وهم قلة» كما يشير الى نداء 
نوح لاحد بنيه؛ والى اغراق هذا الابن امع الكافرين» كا يشير الى السفينة وجريها في موج 
كالجبالء ثم الى ابتلاع الارض للمياهء واقلاع السماء عن الامطارء واخيرا الى استواء 
السفينة ا على جيل «الحودي» 

لم يشر القران الى ان الطوفان أغرق كل الاحياء: ,انما أغرق «الذين ظلموا» كالم 
يحدد مدة استمرار الطوفان. . وقيل يانوح اهبط يسلام منا ويركات عليك وعلى أمم عمن 
معك. وامم ستمتعهم ثم يمسّهم منا عذاب أليم . 

وهنا يمكن ان نقارن بين آلة التوراة ا ا 00 
آلة القران الذي لايعاقب الا «الذين ظلموأ» وكفيو رسوله نوح . . قال نوح رب اني 
دعوت قومي ليلا ونهاراًء فلم يزدهم دعائي الا فرارأً» وان كلما دعوم لتغفر لهم جعلوا 
اصابعهم في اذاهم واستغشوا ثيابهم » واضروا واستكيروا استكباراً . 

و. قال نوح ربي انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسار ومكروا مكراً كباراً 9) 


)١(‏ سورة هود 
(1) سورة نوح 


لا - 


وسؤال. . . هل يمكن ان نفهم الطوفان فهما رمزيا؟؟ ود المح الشاعر المكمزون الى 

هذا قائل : 

بي 

واقرن بالحديد الى قرين2 عليه بالسفينة تناح توح 
وهذا البيت من قصيدة رمزية سنحلل رموزها بالمجلد الرابع . 


إله القوراة 


وهنا لابد لنا من الاشارة الى «يهوه» آله التوراة» أله بنى اسرائيل وكيف يصوره 
الكتاب «المقدس». ْ 

لم يكن لليهود اله خاص قبل موسى فقد كانوا في قديمهم بدواً رُحَلَا لهم مجموعة 
من الآلمة كالحمل والعجل وغيرهما حتى ان موسى لم يستطع منعهم من عبادة العجل 
الذعنى رقم اتذاز عزوت وضى موسين ::وكيات اعدم .عوسي واللاويون ثلاث الاف مهم 
عقابا على هذه العبادة . 

ففي سفر الخروج الاصحاح 7" يذكر كيف رقص اليهود عراة امام العجل الذهبي . 

كما نجد في سفر الملوك الاول الاصحاح ١١‏ وفي الآية 74 وفي خرقيال 8 : ٠١‏ دليلا 
على عبادتهم لهذا الحيوان . 

كما ان «اهاب» ملك اسرائيل عبد الابقار بعد سليهان بقرن واحد وكان بعضهم 

يعظم بعلاً وغيره من الآة الأخرى. ش 

ثم اتخذوا «سهوه» الها قومياً! ! فهل «يهوه» آله اسرائيل؟؟ أم أنه كان معزوفاً قبلهم؟؟ 

من الآثار المكتشفة في أرض كنعان مايدل على ان هناك الا كنعانياً يدعى «ياه» أو 
«ياهوه ويرجع تاريخه الى 7٠٠٠٠‏ سنة ق.م و «يهوه» ‏ كما اراد كهنة اليهود ان يكون - آله 
قومي «مبارك الرب أله اسرائيل من الازلء والى الأبد(') 


٠١5 مزمور‎ )١( 


-944- 


وذو نزعة حربية «الذي ضرب أممأ كثيرة» وقتل ملوكاً أغزاء("2 واعطاهم اراضي 
الامم» وتعب الشعوب ورثوه © 
«يرسل الرب قضيب عزل من صهيون. . . ملا جثثاً ارضاً واسعة» سحق 
رؤوسها»0) «محارب لايتعامل مع الشعوب الاخرى الا بالسيف». 

ويقول موسى : «الرب رجل حرب». 

ويقول داوود «الرب يعلم يدي القتال» . 

يعد اسرائيل وعوداً معسولة «سأجعل نسلك عدد رمال الصحراء؛ اعداوك أجعلهم 
طعمة لسيفك., وأعطيك الارض التي تدر لبناً وعسلاً. وأعطيك جميع اعدائك» . 

كيا انه متقلب الاطوارء وترضيه الخيل» فقد أقر يعقوب الذي احتال على أبيه وسرق 
بكورة . اخيه «عيصوء وكذلك مافعله مع لابان» وهوغير عالم بالأشياء ‏ كما تظهره التوراة - 
فيأمر اتباعه بأن يميزوا بيوتهم بدماء الكباش التي يذبحونها لثلا يهلكهم كغيرهم عندما يجتاز 
بهم متعقيا, 

ويعترف بخطئه عند حمو غضبه. ويأسف. ويندم!!!. 

ويتباهى بنفسه كالجندي «اني انا الرب حين أتمجد بفرعون ومركباته وفرسانه» 

ويذبح أماً بأسرها راضياً مسر وراً ى! فعل مع يشوح في معاركه . 

وهو غيور من الآلحة الأخرى «انا الرب الحك آله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء 
حتى الجيل الثالث والرابع من مبغضي». 

ويتملقه موسى ليرجع عن عواطفه المثارة «ارجع عن حمرٌ غضبك. واندم على الشر 
أبشعبك». 

ويتفاقم, غضبه فيلعن شعبهء وهدّده بشتى المصائب والأوجاع. وينزل به 
«الضربات)» . 

«ملعوناً تكون في الحقل. ملعونة تكون ثمرة بطنك» ثمرة أرضكء, ملعوناً تكون في 
(5) مزمور 06 


(9؟) مزمور ٠١8‏ 
(5) مزمور 1١1١‏ , 


46 


دخولك» ملعوناً تكون في خروجك. يرسل الرب عليك الاعن والاضطراب, والزجر في 
كل ماتمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعاً من أجل سوء أفعالك اذ تركتني» 
يلصق الرب بك الوباء حتى يبيدك من الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها. 
يضربك الربٌ بالسل والحمّى والبرداء والالتهاب, والجفاف واللفح . والذبول فتتبعك حتى 
تفنيك » يضربك الرب بقرحة مصرء وبالبواسير والجرب والحكة حتى لاتستطيع الشفاء. 
يضربك الرب بجنون وعمى» وحيرة قلب» ايضاً كل مرض وكل ضربة لم تكتب في سفر 
الناموس هذا يسلطه الرب عليك ختى تهلك» . 
أين هذه القسوة» والغضب ا حامي . والسخط والانتقام والتهديد والتخويف من 

رحمة رب الانجيل وآله القرآن التواب الغفور الذي يغفر الذنوب جميعاً الا ذنب الاشراك 
بهء «ياعبادي الذين اسرفوا على أنفسكم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب 
جميعا), َ 

لم يكن «يبهوه» الاله الوحيد لشعب اسرائيل بل كانت هناك المة متعددة» فللمؤابيين 
«شمش» ولعكرون «بلزبوب» وللعموتيين ملكوم» كما كان يعبد بينهم «بعل» و «مولك» 
وغيرهما لأن النزعة الانفصالية كانت متأصلة فيم| بينهم» والى هذا أشار آرمياً وعلى عدد 
مدنك صارت الحتك يامهوذا» . 

و ديهوه الاله القومي المحارب» المرافق لشعبه في حلّه وترحاله» والساكن بينهم ل يمنع» 
أولم يستطع ان يمنع بهوذا من ان تخضع لمصر خضوع المذلة والهوان حيناًء ولبابل احياناً ول 
يقدر ان يمنع «بوشيا» من سيف «تخاو» ومن القضاء على جيشه في معركة «مجدو» المعروفة 
ف التاريخ . ١‏ 

و «نبوخذ نصر» يجعل بهوذا ولاية مستعيدة لبابل . 

ثم يعود ثانية ويأسر «يهوياقيم» ملك اورشليم» ويهدم هيكلهاء ويسبيهم الى بابل» 
ويجر وراءه عشرة الاف أسير الى“بلاده . 

ويزحف ثالئة ويحرق أورشليم. وعدم الميكل» ويقع السبي الكبير. 

ولكن انبياء اسرائيل يجدون اعذارا لهذا الآله. وذلك انهم تركوه» وعبدوا الطة غيرى 


وهو أله غيور» ولأنهم تزوجوا من الشعوب الغريبة» يقول أرميا: طوفوا في شوارع اورشليم » 
انظرواء واعرفواء وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انساناً؟؟ أو يوجد عامل بالعدل؟؟ او 
طالب: حق فأصفح عنها؟؟ لقد صار الظلم في كل يكام وعم الفسق والفجورء ولا 
اشبعتهم زنواء وفي بيت زانية تزاحمواء صاروا حصناً ملعونة» سائبة» صهلوا كل واحد على 
امرأة أأخيه»! ! 


الالهة فى القار يخ 


هذه نهاذج عن الآلمة في التاريخ ومعتقدات الشعوب. ويمكننا ان نميز منها نوعين اثنين . 
١‏ كل الآلهة القديمة با فيها اله التوراة هي الة لها كل صفات الانسان» وتتمتع 
بكل طبائع البشر من حب وبغض» وسخط ورضاءء ورحمة ونقمة» وحقد وتسامح ء وقسوة 
ولين لاتختلف في شيء من طبائع شعوبها ونزعاتها وتيوفا لان هذه الشعوب صاغت افتها 
من نقوسها وفق حبها وكرههاء وغرايزها. وتجسيداً لآمالها ومطامحها وكل مايختلج في 
نفوسهاء ويعتلج في ضائرهاء خلقوها ا شاءواء وقولوها ماارادواء وفعلوها مايرون. 
- المسيحية تعتبر مرحلة انتقال من التعديد الى التوحيد, كما تجمع بين التجريد والتجسيد 
فالآأب, والابن» والروح القدس هو التتليت المسيحي والتتليت يعني التعدد ولكن هذا 
الثالوث اله واحد وهذا يعني التوحيد. : 
والطبيعتان اللاهوتية وتعني التجريدء والناسوتية وتعني التجسيد, واله الانجيل مثل 
أعلى للرحمة والمحبة وتوجيه الانسان نحو الكمال. 
والاله في القرآن كال مطلق, قادر على كل شيء غفور رحيم» ليس كمثله شيء. 
لم يقتصر التشابه والماثلة بين معطيات التاريخ القديم؛ وبين بعض الكتب المقدسة 
على صفات الآله وحوادث الكون والخلق» والتكوين»: والطوفانء وغضب الالهة 
والاساطير. والحقائق» بل تجاوز ذلك وتعداه الى التشابه والمائلة والمشاكلة بين المصلحين 
والانبياء وولاداتهم » ومااحاط بتلك الولادات من أساطير واعاجيب وخوارق!! . 


-١١1١- 


هذا ذرادشت ت مغلا لق 6 تقول عنه الكتب الايرانية القديمة المقدسة : ان الله 
نفخ في رحم أمه العذراء من روحهء فتقمص روح الله جسداًء تجمع بين اللاهوث 
والناسوث» وا ولد احاط بالدار نور قدسي» ولج وهبط من السماء كوكب عظيمء ودنا 
من الارض» وأعلن النبا السار وانه ‏ اي ذرادشت فنك ند ولا تنسكا خالا 
سمعه الحاضرون» وان المنجمين بشروا بولادة نبي في اذربيجان حيث ولد ذرادشت 
فحمل العذراء بلا دنس» ومن النفخة من روح امه وتقمص روح المعدا عي 
بين اللاهوث والناسوث» واحاطة الدار بالنور» والضحك عند الولادة» وبشارة المنجمين 
بميلاد نبي » كل هذا يتطابق من كل الوجوه كل التطابق مع ولادة السيد المسيح » وحمل امه 
مريم العذراء من نفخة الروح القدس وتجسيد روح الله جسدا جمع اللاهوث والناسوث . 
ولئن ضحك ذرادشت ل ا ا 
مولده كما يذكر القرآن «فأشارت اليه قالوا: كيف تكلم من كان في المهد صبياء قال: 
عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً. وجعلني مباركاً اينذا كنت وأوصاني بالصلاة 0 
مادمت حياً. . الآيات20 وان كانت الاناجيل لم تورد قصة التكلّم في المهد. 
وتروى الكتب الايرانية المقدسة ان حاكم اذربيجان أراد ان يحرق الطل ذرادشت 
7 منهء ومن مستقبله. وأشار السحرة عليه ببناء بنيان كبير» ويملأه وقوداً ويشعل فيه 
الناره ويلقيه فيهاء » ففعل كل ذلك. ولكن الطفل لم يحترق» ونام في الئار» وكانت النار برداً 
١‏ وسلاماً عليه. 
وهنا التي قصة ذرادشت مع قصة ابراهيم كم| جاءت في القرآن. «قالوا: ابنوا له 
بنيانا فالقوة في: الجحيمء قلنا يانار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم .., 
وح نع المبد اليج جارك بعد سنة من مولد ذرادشت بينما قصة ابراهيم - 
المشاببة جاءت قبل ميلاد ذرادشت بحوالي ١٠٠١‏ شنة. 
1 قصة حرق ابراهيم في التوراة» ولا في الاناجيل » وانما أوردها القرآن. وجاءت 
مشابهة وبمائلة من كل الوجوه لقصة حرق ذرادشت ونجاته . واحالة النار الى برد وسلام على 


)١(‏ سورة مريم 


ا 


كليهها. 

وتروي المصادر الايرانية؛ انه عندما بلغ ذزادشت 3 شت الثلاثين من عمره نزل عليه 
«الوحي» من السماء ء فرأى كائناً مضيئاً هبط من السماء حجمه تسعة امثال الانسان يحمل في 
يده عصاً من اللهبء 'فدنا منه وأنباه بأنه كبير الملائكة أرسله الله اليه ليعرنج الى الملا الأعلى 
لشرف المثول امام الله «اهورامزدا» وهناك اشرقت عليه معرفة الحق. وتكشفت له اسرار 
الكون. ورفعت عن بصره وبصيرته الحجب» وأوحي اليه دين تامع وكتاب مقدس 
«الابستاق» وأصبح نبياً مرسل(1) 

وراد بلاده. وقاسى آلاماّ وم جد فيا ورحل الى بلاد الطورانيين» وم جد 
عندهم ارا وتعرض للهلاك اكثر فن مرة. ولم يصبر صبره الا اولو العزم من الرسل». ثم 
أرسله الله الى ملك «بلخ» ولا سمع بعض الآيات من كتابه المقدس لان قلبه» ثم ظهرت 
له عجائب ومعجزات فأيرأ الأعمى فأمن به الملك وحاشيته©) 

والفصل الأخير من قصة ذرادشت تشبه من أكثر جوانبها ماوقم للرسول العربي محمد 
بن عبد الله من نزول جبرائيل عليه وعروجه الى السماء الى سدرة المنتهى » ونزول القرآن. 
وعناد قومه من مشركي قريش » وعدم استجابتهم دعوته , ومحاولة قتلهى وهجرته الى المديئة 
كيا ان ايهان ملك «بلخ» بذرادشت بعد ساع بعض الايات من كتابه المقدس تشبه قصة 
عمر بن الخطاب عندما سمع بعض آيات من القرآن تثلل في بيت اخته فآمن وأسلم . 

ويحمل الينا التاريخ اسماء كثيرين من الذين رفعهم اتباعهم الى مراتب الاههة والانبياء 
وتشبه ولادتهم وسيرتهم في كثير من وجوهها سيرة السيد المسيح . ٠‏ 

١‏ -افلاطون. امه عذراء حملت به من الاله ابولو لامن ارستين الذي كانت على 
وشك ان تزف اليه . 

ب الاسكندر المكدوني وقد نفى والده فيليب امه فحملت به ف المنفى من الاله 

(1) الابستاق يشتمل على ١؟‏ سفراً تحوي الشريعة الزرادشتية . 
(؟) مقارنة الاديان للدكتور أحمد شلبي . . اما قتل ذرادشت على يد الطورانيين عام 801 قى. م كما يقول الدكتور شلبي فهو 


خطأ فاضح لان ميلاد ذرادشت كان سنة 55٠‏ ق.م 


ا 





زيوس. 

٠" 5‏ فيثاغورس وقد حملت به امه سنة ٠‏ ق.م من روح الاله ابولو «الروح القدس» 
ووصف بأنه ابن الله, والفار قليط. وان امه عذراء مقدسة وكان يمشى على الماء. وعلى متن 
هوا وكْمد الفواضف» ويطره:الشياطين» .ويخي الآمؤات بويحب الفقراء: ويدع و الى 
مصافاة الاعداء؛ واطاعة الوالدين» ويحرم الخمر. 

- كرشنا: وقد صلب في الهند ١7٠١‏ ق .م وقصته مشابهة من كل جوانبها لقصة 
يسوع وتكاد لاتختلف عنبها. 

ه-مترا : امه عذراء وقد ولد في ه ديسمبر في كهف وصلب تكفيراً عن اثام البشر. 

؟ ‏ بوذاء امه عذراء مقدسة . ولا ولد اتتصب واقفاء وقد حاول ابليس أن يغرر به 
ويهبه مافي العالم (كما تم ليسوع) ثم صلب تكفيراً عن خطايا البشر. 

كوجز يكوت» وقد صلب في المكسيك سنة /641 ق.م امه عذراء تجرب من 
ابليس. امتطى جحشاً. تسمر على الصليب بين لصينء قام في اليوم الثالث وصعد الى 
السياء . 

8 - برمثيوس صلب في القوقاز سنة /41ه ق.م وقام من الاموات . 

- كيرينوس» صلب في روما سنة 6805 ق.م حملت به امه العذراء بلا دنس قام 
من الموت وهناك مورس. وباخوس» وهرمسء ولا وتسي» واوزيريس وغيرهم . 


!-١١5- 


الفصل الرابيع 


الحضارة اليونانية 


هذه النظرة العجلى تعطينا فكرة عامة عن الهة الشرق الأوسط والأدنى . ا 
وفارس والند وفلسطين, أو أرض كنعان كما كانت قدي . 

والآن. . ماذا عن الحضارة اليونانية» وفكرة الآله؟؟ 

نحن نعلم استناداً على معطيات التاريخ ان مجموعة الحضارة الأولى نشأت على 
ضفاف الأنهار, في مصرء ومابين النهرين» والهند. 

والمجموعة الثانية قامت على شواطىء المتوسط . 

وازدهرت المجموعة الثالثة على شواطىء الاطلنطي . 

ويحتمل ان تقوم المجموعة الرابعة على شواطىء المحيط المادي . 

ولسنا بحاجة لدراسة العوامل المناخية والاقتصادية التى هيأت هذه الامكنة اسباب 
قيام الحضارات بهاء وعوامل نموها وازدهارهاء فهذا كله ليس من غرضنا وكل مايهمنا ان 
نتلمس الخصائص ونربط بين السلسلة الممتدة بين هذه الحضارات ب! يختص بتصور الآله 
وطقوس الدين., ومايتعلق بها عند أولئقك الشعوب ومدى تأثير سابقة هذه الحضارات 
بلاحقتها في هذا الموضوع . 

واللمحات التاريخية الي نوردهاء لانوردها لذاتها بل بقدر ماتخدم غرضنا المشار 
اليه» ولاتعدو كونها وسيلة للوصول الى تلك الغاية ‏ غاية تتبع الفكر والعقل الانسان في 
تلك العصور تدرجاً حتى عصورنا الحديثة في مجال تصور الآله والتدين له» والطقوس 
المتعلقة بذلك. 

لقد عرفنا ‏ مستر شدين باكتشاف العلم وتحقيق العلماء وبا جاء به الكتاب المقدس - 
التوراة ‏ ان الانسان الأول نش في هذا الشرق وني منطقة مابين الغبرين - دجلة والفرات - 
وقد حدّد العلاء والمؤرخون, والمنقبون هذه البقعة بالذات» وشهدت بذلك المكتشفات» 
والأديان السماوية . 


ل١١5‎ 


وحضارات هذا الشرق هاجرت غرباً عن طريق اسيا الصغرى وبعضها عبر فارس» 
الى كريت والبحر الايجي . وكونت الحضارة الكريتية» الايجية» وقد كان لها أوئق الصلات 
بالحضارة الأوغاريتية القائمة على الضفة الشرقية.من البحر الابيض المتوسط المقابلة 
للأرخبيل الايجي اليوناني . 

حوالي ٠٠١-76٠‏ ق.م توصلت كريت وجزر بحر ايجي الى لون متميز من الحضارة 
استمد نسغه من حضارة مابين النبرين» ثم أعطت هذه الحضارة ‏ الحضارة الكريتية - 
بذوراً وأسساً للحضارة اليونانية» وأمدتها بوسائل التكوين والنمو. 

. وحضارة اليونان هذه ى! يصورها لنا التاريخ ‏ بلغت الذروة العليا بين الحضارات 
التي سبقتهاء وتركت آثارها البارزة الواضحة على الحضارات التي لحقتهاء فقد حملت ثارها 
الناضجة شرقاً مع فتوحات الاسكندر المكدوني حتى شملت أسيا ومصرء كما امتدت غرباً 
بعد ان اقتبسها الرومان حتى شملت كل أوربا. 

هذه الحضارة حملت للعالم الكثير الكثير. وأعطته الغزير الوفير من فيض النورء 
وحكمة العقل ونعم الحياة وفلسفة الدين والآله. 

فالمدارس والملاعب. والمسارح, والمعابد؛ وعلوم الحساب, والحندسة والتاريخ , 
والبلاغة. وعلوم الطبيعة» والاحياء والتشريح والصحة والرياضة؛ وفن التجميل» والشعر 
والموسيقى. والمسالي. والفلسفة. والدينء واللاادرية والتشكيك. والمثالية» والرواقية» 
والابيقورية» وعلم الأخلاق, والسياسة. وحب الانسانية» والاستبداد» والبلوتوقراطيةء 
والديمقراطية وغيرها وغيرها. كلها عرفها اليونانيون قبل ان يغرفها الكثير من العالمء وكلها 
صور الحضارة وثقافة نشأت وترعرت ونضجت لدى اليونانيين ونقلها العالم عنهم حتى في 
الفاظها اليونانية الى كل لغات العالم . ولكنها لم تتنكر لبذورها الواردة من الشرق كما اشرنا . 


لاا 


ماذا عن الله والفلسفة فى الحضارة اليونانية؟ 


لئن تبيز اليونانيون عن غيرهم من الشعوب في تلك المرحلة بكثير من العلوم والفنون 
والمعارف فان الهتهم ظلت متعددة بتعدد مظاهر الطبيعة وتأثراً بحضارات: الشرق والطته 
المتعددة: ومثلت نزعاتهم وميوهم وغرائزهم ومقتضيات حياتهم فهناك اله للمطر واله 
للخصبء ومثله للجدب, والحكمة والشعرء والحب واللال والحرب(2) والخمر و.و.و. 
الخ . 
ورغم تعدد الالههة عند اليونان فقد عانت فكرة ة النزوع الى «التوحيد» تداعب 
تصوراتهم وتظهر في فلسفتهم". وترقت عندهم فكرة ة تصور الآله من التجسيد الى التجريد, 
وهذا ماندعوه اليوم بالتصور الفلسفي للآله. 
أجل لقد تطورت فكرة الآله عند اليونانيين ودخلت مجال الفلسقة وأصبح لدى 
فلاسفتهم معنى فكرياً مترفعاً في التصور من ا مادية والحسية . 
هم اعطوا الحتهم كل طبائعهم » والوان رغباتهم. لكنهم ميزوا الآلحة باعطائها 
«المثل الاعلى» في تصوراتهم, وأغنوها بأحلامهم » ووصفرها بالتفوق والخوارق - 
وآمحة اليونان كغيرها من الة شعوب تلك المرحلة التاريخية القديمة» تشكل ثلاث 
جموعات . 
١‏ -اطة السهاء. 
الهة الارض 
آهة العالم السفلي» از مايعبرون عنه بآلحة الظلام» او الجحيم وتطوز الحضارة 
اليونانية ا اكسب المعنى الالمي تصوراً ارتقع به عن المادية والحسية الي معنى سام بلغ 
حد التجريد» وهذا ماجاء من رقيهم العقلي واغراقهم في الفلسفة ورياضة العقل» 


)١(‏ الحة الحكمة ميزقاء والشعر ابولون, والخرب مارس, والحب كيوبيد . والجمال أفروديت؛ والخمر باخوس. . الخ 


-1١١8- 


واعتمادهم المنطق الذي بلغ على يد «ارسطن» احد اكابر فلاسفتهم درجة كبرى من السعة 
والتكامل : ْ 

أن دراسة الطبيعة دراسة عقلانية تزبط الاسباب بم . اتها تودذي حا الى الابهان بأن 
العلة الاولى اساس المعلولاات» وهي القاعلة وكل ماسواها منفعل با وعنهاً وهى الله 5 


الفلاسفة اليونانيون 
أهم الفلاسفة اليونانيين 


0 ويلقب بأبي الحكماء : الماء أصل الاشياء والروح يحرك المادقده . 

- انكس|ندر: الاشياء كلها تخرج من مادة أولية. ليست الماءء ولا النار» ولا الهواءء ولا 
3 انما هي قوة تجعل كل ما في الكون يدور دورات متعاقبة . 

 ”*‏ اكسنيوفان: ان حقيقة الاله من وراء خيال الانسان. 

4 - سقراط: اعرف نفسك بنفسكء» قيل: انه أنزل الفلسفة من السماء الى الارض» 
فلسفة الاخلاق والسياسة. امن بخلود الروح. وعودتها. الى مصدرها الاولء نزه الاله عن 
الخلائق البشرية. 
ه ‏ فيثاغورس : آمن بتقمص الارواح » وتجدد الدورات الكوتنية وان لاحقيقة في الوجود الا 
الحقيقة الالهية . 
5 - اتكسفورامن : العقل جوهر مجرد» خالد, واحد لايتعدد» مصدر كل حركة, هوالله. 
والعقل صلة بين الله والعالم . 
- أفلاطون تلميذ سقراط : النفس أزلية» جوهر روحي قائم بذاته. تأثر بفيثاغورس 
بالتقمص والتناسخ » الوجود ينطوي على العقل المطلق. وعلى المادة الاولية» أو الطيولي» 
والصور المادية تتلون وتتغي والقدرة للعقلء والله أبدي, ولا أول لى ولا آخرء لا 
يتحول ولا يتقلب» والمعرفة تقتصر على الجزئيات» والوجود وجودمالقوة (الثّل) ووجود 


)١(‏ وتقول الاسطورة البابلية: في البدء وقبل أن تسمى السماءء أو يعرف للارض أسم كان المحيط وكان البحر. 


3 


بالفعل» السعادة باللذة. واللذة بالفضيلة: والفضيلة وسط بين افراط وتفريط . 


8 - ويقول سقراط أيضاً: الله هو العلة الاولى» والمحرك الاولء سابق العالم. صوة بلا 
مادة, يحرك العالم بحركة دائمة» لا يتبدل» لا يتغير. 

هؤلاء أشهر فلاسفة اليونان. وهذه بعض الأنطلقات الفلسفية التي توصل اليها 
العقل والفلسفة في اليونان . 

وهناك فلسفات أخر كا حلولية» والرواقية. والابيقورية. 

١‏ - بارمنيدس: لا وجود لغير الواحد. لا تغيبر» لا أضداد, كيف يتأتى أن الشىء الذي كان 
يفقد الكينونة؟ كيف يتأتي أن يكون بعد ان لم يكن؟؟ العالم قديم لم يحدث. والراعية الذي - 
يؤمن به ليس خالق الكون بل هو الكون. 
" - ارسيد كليس : دليله الخيال» الله حب. العناصر أربعة : النار. التراب» المواء, الماء . 

المدرسة الحلولية : 020]1506 وتعني أن الله حال في كل شىء» وكل شىء حال في 
الله ومنشأ الحلولية بلاد المند., فأنبياؤهم تخيلوا كائناً أزلياً هوهبراهماء يحتوي كل خواص 
القوة. والعالم منبثق عنهء وهو أمتداد له. وسوف يذوب فيه بعد دورات متعاقبة بحيث 
لايبقى الا الله. 

والبوذية قامت على أساس «البراهمية» وتنكر استقلال الروح» والانسان يولد مرات 

ومرات . ويلبس أجساداً بعد أجساد, حتى يدخل في «النرفانا» ويتلاشى في الله . 

وهناك صلة بين الخحلولية والفيئاغورسية القائلة بخلود الروح الالهية في الانسان حتى 

يصبح أكثر من انسان» وأقل من الله . 

وتعني 090415506 بانتيسيم لا شيء سوى الله. والاشياء مظاهره المختلفة . 

ولقد انتشرت ال حلولية في كل العا : المادة الازلية غير المحدودة» المعلن عنها بخواص 
وصور مختلفة هي الله والانسان من الله. والى الله!! . 


11د 


المدرسة الرواقية: تفرعت الرواقية من الحلولية ونشأتها في بلاد اليونان قبل المسيح 
بثلاثة قرون» ومؤسسها زينون الكيتومي المولود في .::ه بقبريص قبالة «فينيقيا» . 

وتنسب السر واقية الى الرواق الذي كانت تلقى فيه :هد.اضرات. وعرّفت الرواقية 
الفلسفة : بأنها علم الاشياء الالهية والانسانية. والاشياء الالحية عندهم هي الطبيعة. 

والرواقية مذهب أخلاقي يقوم على أن الفلسفة هي ناموس حياة جميلة فاضلة ‏ 

وتقسم الفلفسة عندهم الى منطق. وعلم طبيعة وأخلاق . 

وعرف الرواقيون «الكائن» بأنه فراغ ليس له وجود في ذاته» بل وجوده في الاجسام ء 
والزمان هو أحد اللاجسميات, فليس له وجود في ذاته» بل ونجوده في حركة "الجسم . 

ويقولون: بقدم العالم» وبالتداخل: ان كل جسم كائن في جميع الاجسام :الاخرى» 
وماثل في العالم بأسره. والعالم كله حاضر في كل واحد» والطبيعة كلها شيء واحد. وهي 
كائن حي » نفسه الله» وجسمه العالم. والعقل عند الرواقيين هو الله الذي أبدع الاشياءء 
وخلق العالم» والعالم جوهر الله . : 

والقضاء والقدر عند الرواقيين هما فكر الله الذي سلسل العلل والاسباب تسلسلا 
يستلزم» أن يكون كل حادث نتيجة لما قبله الى غير تباية» فالليل علة الغبار. والشتاء علة 
لصيف. وماهوواقع في الجال. هونتيجة لما وقع في الماضي , وعلّة لما يقع في المستقبل. 
بالانسان مسيّرء لا مخيرء يسيره الله الذي جعل لكل شىء علّة والانسان مدار الطبيعة 
مركزهاء والعالم وما فيه ليس له غاية الا الانسان, والله زوح العالم الكائن في الانسان. 

امتدت الرواقية الى الرومان, .وأثرت في الاخلاق. فظهرت في القانون الروماني حيث 
لغي الرق. 

وتأثرت المسينحية بالرواقبية» وامتدت الى بعض الآراء في الاسلام ! ! فقد قال البعض 
التجسيم » وقال آخرون بالصورة. وقال فريق : أنه شيء أي جسم » والتقت الاشعرية مع 
لرواقية بالقول بالقضاء والقدر فقالت: أن القضاء يقدره الله . 

وفيلون الاسكندري ٠١‏ ق. م يؤمن بأن الله عقل مطلق, بجرد عن ملابسات المادة» 
أوسع من الزمان والمكان لانه يحيط مهما . 


-11١1١- 


افلوطين: 1 
تأثر افلوطين بالرواقية» وبافلاطون: الله فوق الاشياءء وفوق الصفات. فهو 
واحد. وهذا الواحد خلق العقل, والعقل خلق الروح.» والروح خلق ما دونه من 
الموجودات» والمادة صورة النفس», فاضت عنبها فيض النفس عن العقل» كما يفيض النور 
عن الشمسء ويؤمن افلوطين بالتقمص والثواب والعقاب . 
. والافلاطونية الحديئة ظهرت عند الكثيرين من فلاسفة الاسلام والمكزون واحد 

منهم» فقد ظهرت في شعره الفلسفي أحياناًء ولكنه تنكر لبعضهاء مما سيمر معنا فيها يلي : 

يقول افلوطين : أن لهذا العالم ظواهر جمة. وهو دائم التغيير» وم يوجد بنفسه. بل 
لابد له من علة سابقة هي السبب في وجوده . 

وهذا الذي صدر عنه العالم «واحد» غير متعددء وهو أزلي» أبدي.» قائم بنفسه. 
ولسنا نعلم عن طبيعة هذا الخالق الا أنه يخالف كل شيء» ويسموعلى كل شيء» ولا كان 
فوق العالم وهنوغير محدود فلا يمكنه أن يخلق العالم مباشرة» والا اضطر للاتصال به مع 
أنه بعيد عنه» لا ينزل الى مستواه» وما كان «واحدأ» فلا يمكن أن يصدر عنه العالم «المتعدد» 
ولا يستطيع أن «يخلق» العالمء لان الخلق «عمل» أو انشاء شيء لم يكن» وذلك يستدعي 
التغير في ذات: الله . والله لايتغير. 


وهذه النظرية تقر أمور أهمها أمران: 
١‏ أن الله علة العام وسبب وجوده . 
0 - أن الله لايستطيع أن يتصل بالعالم لانه فوقه» ولا أن يخلقه خلقاًمباشراًء وأكنه يقول: 
ان تفكير الله في نفسه وكماله نشأ عنه «فيض» وهذا «الفيض» اسار وهى العالم» وقد 
انيعث «من» الله شعاعاً فكان العالى وكا تشعث لهي ضوءاء والثلج برداً. 
وكل ما تفرع «من» الواحد «فيضاً» يميل بفطرته الى العودة اليه وأول شيء «انبثق» 
من الواحد هو «العقل» . ش 1 


-1١1؟-‎ 


ونفس العالم المنبثقة من العقل لها ميلان: علواً الى «الواحد» وسفلاً الى الطبيعة . 
يلتقي المكزون مع الافلاطونية الحديثة : 

. بأن الله علة الوجود, أو علة العلل كما يدعوها أفلاطون استاذ أفلوطين‎ ١ 
: يقول المكزون‎ 

بن متستعوق الترجكوه كوف ' “تداك الايشقي نز “التمسر 


" - بآنه أزلي» أبدي , غير محدد. لايتغير: 

جل عن «التحويل والحلول في الأ بن. وعن هجر مقال من هحر 
- بالابداع والفيض : 

قضى جودها «فيض» الوجود فأظهرت مشيئتها قدما حجاب المشيئة 


2 بأن والواحد» صدرت عنه والاعداد» أي أعيانت ا ب ٠‏ 
«واحدة» المجحسنالي وعن حستبا سرت تفاءسيل الجال والجمل 
ه في نظرية «شوق» الاعيان الى منشئها ومصدرها: 


هو «الكم( 5 لاغيره كله فكل به مغرم 1 مستهام 
ويختلف مع النظرية الافلوطينية : 
١‏ - بالقول بعدم امكانية الخلق المباشر. 


؟ - بعدم الاستطاعة على الخلق . 


-1١17- 


أخوان الضفاء: 

يقولٍ اخوان الصفاء: لما كان الله تام الوجود كامل الفضائل عالاً بالكائنات قبل 
كونهاء قادراً على ايجادها متى شاء فأقتضت حكمته « افاضة» الوجود ىا يفيض النور 
والضياء من عين الشمس. وظل ذاك «الفيض» متواتراً غير منقطع . . ويسمى ذلك «الفيض» 
العقل الفعال» وفاض من العقل الفعال العقل المنفعل وهو دونه في الرتبة وهي النفس 
الكلية» وهذه أفاضت اليولى القابلة للصور. : 

والمكزون يشير الى التفاضل بين «الصّدورات» المتتابعة بقوله :. 


ويقول اخخحوان الصفاء: 

ان وجود العالم وعن» الله كوجود الكلام من المتكلم, وكضوء الشمس من الشمس 
أو وجود العدد من «الواحد؛ . 

وكا أن الكلام ليس جزءاً من المتكلم ؛ بل هودفعل» لهء وضوه الشمس ليبن جزء 
من الشمس بل «فيض» فكذلك وجود العالم «وعن» الله ليس جزءاً منه بل «فيض» افاضة 
وفعل تفضل به. 

وقلنا: ان المكزون أشار الى هذا «الفيض» . / 
قضى وجودها «فيضة الوجود فأظهرت2 مشيئتهاقدماً حجاب المشيئة 
عند المكزون هو العقل الكلى. الفعال الذي أبدعه الخالق. وأفاضه, فهو حجاب المشيئة 
الخالقة الفاطرة . 1 


شاء فأبدى للبدا مشيئة فاطرة يأمره 03 أصل 


-1١١5- 


وجاء لابي منصور اليماني الشادلي قولهه : 

«الواحد» هو «اشراق» الكلمة الكينونية. وهو الوجود السابق» وهو مبتد! الوجود» 
وابداع المنزه المعبود» لا كثرة في هويته. بل «الكثرة» ابتدأت من اشراق جوهريته» وهو 
ابتداء العدد. والموجود الاول. والمبتدع الاكمل. محدث البداية» أزلي النباية» وهو 
الحجاب الاعظم, والاسم المعظم» مجمع الاسماء والصفات» وهو العقل الفعال. ينبوع 
الوجود. وابداع المنزه المعبود . 

وأشار المكزون الى عذا المعنى : 


وتدتعى «وحدته في «كثرة» لا تتنحصر 
وتتحل الانعال للا سج عد الذي «(عله) صدر 


وفي الفلسفة وحدتان: 
١‏ وحدة الوجود التى قامت عليها المدرسة الحلولية 1ط وتعني كل شى: في الله 
والله في كل شيء. ش | 
وفرع منها ' فلاسقة الاسلام ومتصوفوهم «والانحاد»» والااتحاد نوعان : 
الاول: اتحاد مع وجود «الائنينية) و دالآنية». 
الثاني : اتحاد مع نفي الآنية والاثنينية . 
١‏ - وحدة شهود وتعني أن العارف اذا تجاوز والمقامات» والعقبات والاحوال وبلغ «الكشف» 
ودالتجلي» يتخلص من كثيفه. ورغباته المادية ويقوم مع الله بروحه بدون حلول» أووحدة» 
أواتحادى وتبقى «الاثنينية» ودالانية». 6 تبقفى «الفرجة» ولا تحصل «المزجة» ومن أركانا 
انيد والسري السقطى . وأبوجحدر الشبليء ومعروف الكرخي» وماهان الإبلٍء 
. (1) هو الداعية الإسماعيلي صاحب كتاب مباحث الاخخوان. 
1 


-1١١6- 


والكرون التعاري: 
.يقول المكزون: ' 
وكيف يصح «الاتحاد» وشاهد العيان هلى «الاضداد» بعض الادلة. 


ولي » ونا بين الظلال «تواصل» بغير «مزاج» والجسوم تراب 
وسركم في «الكلء سار. وانما على كل قلب ضل عن فهمه قفل 


والسر الساري الذي أشار أليه المكزون هو افاضة المدد» واشراق الفيض تفضل 
ورحمة . 

وجاء لعلى بن أبي طالب في هذا المعنى ما فيه فصتسل الخطاب عقلً. ونقلاء قال 
في احدى مناجاته : 

يا قريباً من الاشياء بلا ملامسة وبعيداً عنها بلا مباينة . لست في الاشياء بوالج » ولا 

والله عند المكزون: 

منفرد» منزه» مجرد عن الاسامي والصفات والصور جل عن التحويل» والحلول في 
ابن» وعن هج ر.مقال من هجر ومن أراد زيادة في نظرية الفيض والابداع فليرجع الى المجلد 
الاول من المكزون صفحة 19" 550-56" ١لا"‏ هلا" 

الفلسفة العربية. انبئقت من عدد من المصادرء والروافدالفكرية أههاء 

أولاً : الشفرآن الذي وضع قواعد وحلولا لاعضل المشاكل الفكرية الطبيعية. 
والاجتماعية -وما وراء الطبيعة» كوجود الكون» ومن أوجدهء وكيف'نشأ وخلق الانسان» 
والغاية من الخلق . ش 

ثانياً: الفلسفة اليونانية والهندية بواسطة الترجمة . 

ثالثاً: بواسطة الفتوحات, والاختلاط بالامم والشعوب التي خضعت للاسلام» أو 


-111- 


دانت به . 
رابعاً: بواسطة تلك المدارس التي كانت منتشرة قبل الفتح الاسلامي كمدرسة 
الرهاء ونصيبين » وجنديسابور» ومدرستي كه وبغداد. 
أشهر فلاسفة العرب في المشرق» علي بن أبي طالبء» والكندي. والفارااي» وابن 
سيناء والغزالي» والمعري . 
وفي المغرب: ابن باجه» وابن الطفيل. وابن رشد» وابن خلدون. 
ولكن: 
كلا فلاسفة العرب نهلوا من ينابيع الفلسفة التي تقدم ذكرهاء وأكثرهم عاش عليهاء 
وبعضهم أضاف إليها معطات الفكر الاسلامي الا علي بن أبي طالب فقد انفرد بفلسفة 
عملية أخلاقية متميزة» مستخلصة من القرآن. تشمل الكون علويه وسفليه . 
وهذه الفلسفة ىا قلنا مرتبطة بالأخلاق. والسلوك الاجتماعي , ولم يدعها ‏ كغيره من 
الفلاسفة ‏ الذين جاءوا بعده محصورة ضمن حيز القول» مقصورة على النظرء بل جعلها 
مرتبطة بالعمل والسلوك . فهي فلسفة طبقها على حياته نظاماء وجسدها في أفعاله وأعماله 
سلوكاًء وربطها بالسبب الواحد تمكينا لها وترسيخاً في النفوس» ومع ربطها بالسبب الواحد 
- الله فانه لم ينف استطاعة العبد. وقدرته على العمل لما في ذلك من الحرية الموجية للثواب 
ومن الغريب والغرابة.والمستغرب أن لايذكر علي بن أبي طالب فيلسوف الحكمة 
فيلسوف القول والعمل - بين فلاسفة الاسلام. هذالم كيم الذي لمس أغوار النفس 
. البشرية» وحدد نوازعهاء وجعل الاخلاق مقياساً لميولها ونؤازعها. 
وفي الجزء الرابع سنستعرض فلسفة الامام. وزهده النا بعين من القرآن - دستور 
الاسلام - بل دستور الحياة - تلك الفلسفة التي لم تتكيء على.ما عرف من فلسفات» بل 
أقامها الامام على التجربة واستكناه النفس البشرية» وأسرار الحياة والكون . 
وم يزل الفكر الفلسفي المعاصريغرف من معين فلسفة اليونان ويدرج على خطاهاء 
ويتبع مسارها فكيف يتصور سقراط الاله؟؟ 


3210 


إله سقراط 


سقراط وافلاطون ينفيان الحركة عن الالهء وكل منبها يسوق براهينه العقلية 
المنطقية ..يقول سقراط يجب الاعتراف بأن الاله غير متحرك لسببين: 2 

الاول: لو كان متحركاً لاحتاج الى محرك يحركه فيحصل لا محالة «الدور» والتسلسل 
ولابد من الوقوف عند حدٌّ. والاعتراف بانتهاء كل الحركات الى محرك غير متخرك وهو مبدأ 
000 

الثاني : كل مايتحرك ناقص اذ ليست الحركة الا الانتقال من حال الى حال لغرض 
يقصده المحرك لاستكمال ذاته . 

فلو فرضنا وجود الحركة في المبدأ الاول لكان ذلك انحطاطاً من كاله وانتقالاً من 
الخير الكامل الى ماهو انقص منه لامحالة. اذ ليس هناك خير يناله» ولا رتبة الا وهى دون 
رتبته» فا القصد اذن من حركته؟؟ : 

واذن فان لهذا الكون الا واحداً منزهاً عن الزمان والمكان والتغير والنقصء والتأثر 
بغيره» وان كل العلل الغائية تتجه اليه: وتتعلق به. وهو لايتجه الى شيء. ولايتعلق 
بشىء. وهو المحرك الاول» وجوهر الكمال» وهو عقل محض. لايجوز ان يداخله شىء مما 
هو بالقوة» اذ لوكان ذلك لاحتاج الى فاعل آخر يخرجه من القوة الى الفعل, فيكون وجوده 

والوجود الأول هو السبب الأول لوجود سائر الموجودات» وهو برىء من كل نقصء 
ووجوده أفضل وأقدم الوجودء ولكن لايمكن أن يكون أفضل ولا أقدم من وجوده هو. 
5 إله آين سينا .عه 

إن واجبٍ الوجود هو الموجود الذي متى فرض غير موجود. عرض منه محال . 

والممكن الوجود هو الذي متتى فرض غير موجود, أو موجوداً لم يعرض منه محال . 

والواجب الوجود. هو الضروري الوجود. 

والممكن الوجود هو الذي لاضرورة فيه بوجه. أي لافي وجوده. ولاعدمه. هذا! 
وبعد أن عرفنا طبيعتى الممكن والواجب لزمنا القول: إن الآله واجب الوجود لذاته. وهو 
علَّة كل ماعداه من علوي الوجود وسفليه . 


-11١8- 


مستفاداً من غيره. وهو واحد من كل الوجوه. ويدل على وحدته انتظام الوجود. والعالمء 
وتناسب الحركات» بعضها ببعض. فان ذلك لايتصور الا اذا كان المحرك واحداً . 

وهو بسيط لاتداخله الكثرة بوجه. اذ لو فرضنا فيه شيء من الكثرة لداخله شيء من 
المادة والتغيرء وامكان الوجود. وجواز الانحلال» اذ كل مركب صائر الى الانحلال» 
متوقف على وجود أجزائه لبقاء وجوده فلا يكون الواحد الا بسيطاً. 


اله افلاطون 


يرى افلاطون كا يرى استاذه. سقراط ان الله غير متحرك لان الحركة انتقال من 
حال الى حال» والحالة الجديدة اما ان تكون أسوأ من الأولى» او ممائلة للماء أو خيراً منها فان 
كانت أسواأ فقد اتصف الاله بالنقص. وان كانت مماثلة فهي عبث لانها لم تنتج شيئاء وان 
كانت خيراً منها جاز على الاله الاستكمال وهو مناف للالوهة . 


ارسطو وعلم الاله بالكون 


يقول ارسطو: لايناسب مقام المبدأ الاول ‏ الاله ‏ ان يدخل عقله ماهو أدنى منه 
رتبة في الوجود! ! كيف يعلم من هو منرّه عن المادة ماني العالم من الاكدار, والادناس؟؟ ٠‏ 
والفواحش والحزئيات الجنسية من غير ان ينقص من صفاته شيء. 

ثم لو قلنا: ان له علًا بالاشياء الخارجة عن ذاته لوجب ان يكون علمه مستفادا 
منباء وانه لايكون عالاً الا بسبب وجود تلك الاشياء. فصار المبدأ الأول محتاجاً الى غيره 
ليكون عالاً» وهذا لايتناسب مع جلال ذاته مع مافيه من ادخال المادة في ذات الالهذا» 

ان المادة هي الامكان فلو احتاج المبدأ الاول الى الاشياء الخارجة لحصول العلم 
لكان قابلل للتغير» والاستحالة. وذلك عبارة عن الامكان, والاولخ ان يقال: ليس للاله 


)١(‏ تاريخ المذاهب الفلسفية 


-11١9- 


علم بغيره. فعلمه لايتعلق الا بذاته؛ ولا علم له بالمفردات الحسية» ولا بالجواهر الحسية» 
ولا بالجواهر العقلية المركب منها عالم المفارقات9) 

وينشب الى سقراط: ان ترتيب نظام الكون لايرجع الى عناية المبدأ الأول بل هو 
شوق الافراد اليه» وان كل عين من الأعيان مشغوف به ساع ‏ الى الاتصال بمبدئه . 


تدبير الكون عند ارسطو 


يرى ارسطوايضاً: ان أصل هذا النظام الغريبء والترتيب العجيب ليس هو عناية 
الميدأ الأول بل هو شوق الاعيان ‏ أعيان الوجود ‏ اليهء فهذا الشوق هو سبب ترقي 
الموجودات من عحور الى محور. 

فالنظام الحكيم المشاهد لهذا العالم» علته ذاك الشوق الطبيعي المودع الموجود في كل 
كبير وصغير من افراد عالم المادة يحركه نحو الصورة الغائية وان هذه الحركات المدفوعة 
بالعشى ليس للارادة» ولا العلم الال يين فيهما أي تدبير!!! بل هي حركات منشؤها 
الاستعداد الطبيعي الموجود في اجزاء المادة» وشوقها القاهر الذي يدفعها دائًا من القوة الى 
تلامذة ارسطو 

نقد تلامذة ارسطو آراء معلمهم هذه لحياده عن المبادىء العقلية» ووجهوا اليه 
اعتراضاتهم فقالوا: جعلت المحرك الأول لايعقل الآ.ذاته بدعوى انه لايليق به وبجلاله علم 
مافي الامور الدنيوية من الحزئيات الدنيئة» ومثّلته بقائد الجيش» ولكن كيف يقود الامير 


جيشاً لم يبصره. ول يخطر له-في بال» وكيف يصح تدبير العالم من متحيّز في نفسه» مقصور 
على علم ذاته. لايجاوزها واذا جحدنا تذبيره العالم فمن اين وجوده - وجود العالم - قِ بلع * 


(؟) تاريخ الفلسفة, والفلسفة الحديثة 


17ت 


نشأته؟؟ ويتابعون قائلين: وانت انتقدت افلاطون حيث جعل عالمين : عالم الحسء» وعالم 
المعاني واليقين ‏ المثال ‏ ثم عجز عن بيان الاتصال ينها . 

وانت وضعت العالم» ثم وضعت الاله مقاب له فعجزت عن بيان ماهية العالمء 
وماهية الآله بها يزيل الشك. ويدرأ الشبهة حتى بقيا متقابلين لا اتصال بينهماء ولا تأثير 
فاذا تحققنا وسبرنا معناك وجدنا انه لاحاجة للعالم بالآله» ولا حاجة للاله بالعالم('» 

في اليونان هذه المكتظة بشتى العلوم والفنون والآلحة والفلاسفة والنظريات نشب 
صراع عنيف بين الدين والفلسفة!! بين الدين الموروث المغلق على تمجيد الآلمة المتعددة 
توججه حرارة العاطفة التي تقيم الجماهير وتعقدهاء وبين الفلسفة المنفتحة على عالم العقل 
والبحث عن الآله الاكمل الجدير بعبودية الانسان وعبادته وتقديسه . . بين الفكر الفلسفي 
النزاع الى الحقيقة والذي يعتّنقه وينشره الفلاسفة في المجتمع اليوناني» وبين الفكر الديني 
الساذج البسيط الذي يرى في مظاهر الطبيعة كل الهته الواجبة التقديس والعبادة! ! 

الفكر والعقل اللذان يبحثان عن آله يرتفع عن مادية الانسان ومحدودية الكون» 
وفكر بدائي لايرى الآله الا صورة ة مجسمة لاحلامه ومحققة لرغباته» اله محدود يصوغ حوله 
كل خيالاته ويسبغ عليه كل ألوان الأساطير. 

آله واحد أزلي أبدي ليس كمثله شيء. 


وله مبجسد يولد ويموت» وياثل الانسان في كل شيء!! 

اله ابدع الانسان والاشياء :. 

واله أبدعه الانسان! !! 

لم يقتصر هذا الصراع العنيف بين الفلسفة والدين بل قام بين الفلاسفة انفبيهم بحثا 
عن الاله «الحقيقة» عن الآله «الكال المطلق». 
(1) يقول ذرادشت: ان للعالم قوة آلمية هي المدبرة للجميع ماني العام المنتهية مبادثها الى كمالانها وهذه القوة تسمى «مشاسيند؛ 


وهي بلسان الصائبة تعني «المدير الاقرب؛ وعلىي نسان الفلاسفة والعقل الفعال» ومنه الفيض الالمي والعناية الالمية. وعلى لسان 
المانوية » «الارواح الطيبة»» وعلى لسان العرب «الملائكة»» وعلى لسان الكتاب والشرع «الروح» تنزل الملائكة والروح فيها باذن 


رهم . 


-1١751١- 


لقد تعددت الآراء؛ وتنوعت طرق البحثء, وكثرت أساليب الجدلء وايراد 
البراهين» ولعل ابرز ألوان هذا الصراع واعنفها ذلك الذي قام ‏ ومايزال قائمًا - بين مادية 
الفلسفة ومثاليتهاء وهو استمرار لتصور الآله الذي رافق الانسانية. منذ وجودهاء وان اتخذ 
اليوم طابع مادية الحياة. ومثالية الأفكار! ! 1 

المثالية التى ترى انه لايوجد في الكون ولا وراء الكون الا حقيقة واحدة هى الله 
7 و ِ 

والمادية التي لاترى شيئاً خارج المادة يمكن معرفته» أو يصح الايمان بوجوده. 

وهناك العديد من المذاهب الفلسفية ولكنها ‏ على اختلافها ‏ تنطوي تحت هاتين 

هذه الحصائل والفصائل من الآراء والمذاهب الفلسفية المؤتلفة المختلفة» المتنازعة 
المتصارعة, المتقاربة المتضاربة انتقلت من دار ميلادهاء ومقر نشأتهاء ومراح نموها الى 
الشرق الادنى مواكبة جيوش الاسكندر المكدوني وفتوحاته . 

الاسكندر الغازي الزاحف على آسيا الصغرى. فبلاد فارس وحتى الحند شرقاًء 
ومصر غربأء مروراً بدمشق وصيداء وصور واورشليم» وغزة. ترقا صحراء سيناءء 
ورجوعاً الى آسيا حيث قضى على جيوش «دارا» وتقبل خضوع بابل» واخترق جبال 
الحملايا. 

اصطحب الاسكندر في هذه المغامرة الكبرى الفلاسفة ليرشدوه. والمؤرخين ليدونوا 
اسفار انتصاراته» ويخلدوا ذكراه واخضاعه العالم لسلطانه» وينشروا فلسفة امته اليونان 
وثقافتهم وعلومهم في كل اصقاع المعمورة التي وطأتها جيوشه. ' 

واعقب هذه الفتبوحات الظافرة الواسعة هجرات متتالية من اليونانيين الى بلدان 
الشرق حاملين معهم خصائص امتهم العلمية والفنية والدينية» فامتزجت حضارة اليونان 
وثقافتها وفلسفتها بثقافات الامم والشعوب , وتغلغلت في حياتهم الدينية والاجتماعية . 

في العصر الوسيط والحديث لم تعد صلة الآله بالعالم ىا كانت في التصور القديم 
والفلسفة القديمة. فمنذ عام 465٠‏ ق.م وحتى 0٠6٠‏ ب.م وهي فترة العهد الوسيط فقد 
أصبح مقهوم الآله مبدأ «تعقل» اكثر منه مبدأ «وجود» صنع نظام العالمء لا العالم نفسه. 


-1775- 


قآله اقلاطون كان مهندساً منظياء جسد مافي ذاته من دألثل» نظاما.وخلقاء أو بتعبير 
فلسفي أخرجه من «القوة» الى «الفعل». 

وآله ارسطو لم يكن سوى دمحرك أول» او غاية أخيرة يشتاق اليها كل ماعداها من 
اغيان الوجود المتعددة» فتتحرك نحوه مبذا «الشوق» والاستعداد الكائن في طبائعها . 

في حين ان آله النظر والفلسفة في العصور الوسطى والحديثة «هو خالق منشيى. 
صنع العالم من لا شيء» أوجده من العدم المطلق كما يقول القديس توماس» وان الفعل | 
الالمي الدائم ضروري لحفظ العام ىا كان ضروريا لانشائه من العدم . 

أكثر فلاسفة العصر الوسيط يرون أن العام نشأ عن الإله نشوء المخلوق عن خالقه» 
وأن الإله هو الموجود الأول الأوحد الذي لايفتقر في وجوده إلى سواه وهو الموجود بذاته 
وهو علة ذايةء وهو عظلن من كل قيدء ولا يخضع لأية ضرورة.» لامتناءٍ من كل وجهء 
وكامل كالا مطلقا في القدرة والحكمة واللخير() . 

وحول نشوء العالم عن الآله ‏ كا تقرر الفلسفة الوسيطة ‏ نشأت مجموعة مذاهب 
الفلسفة الحديثة أهمها: 

. أن الله يستطيع أن يفعل خيراً مما فعل لآن كمالاته لاتتناهى‎ ١ 

. أن الله اختار خير ما يمكن من العوالم والأنظمة‎ - ١ 

 "‏ أن قدرة الله على فعل الخير لاتحدٌء ومن الجهل أن نقول: أن العالم الحاضر أرقى 
ما تريد القدرة الإهية أن تصنعه!!! 

5-أن الله يستطيع أن يخلق كائنات لايمكن أن ينزل بها الشقاء وكيف نتصور أنه 
.لم يخلقها!!! 

وتدور الأسكلة التالية : 

-١‏ إذا كان يستطيع ذلك ول يفعله فكيف يكون رحماناً رحيئ)! !؟ 

ب - إذا كان لايستطيع ذلك فكيف يكون كلي الارادة! !؟ 

ج - إذا كان رحماناً رحيًا فكيف يكون شديد العقاب؟!! 


1) الفلسفة الجديئة ' 


كيرف 5 





د - إذا كان عفواً غفوراً فكيف يكون عادلاً؟!! 

ه - إذا كان شديد العقاب فكيف يكون واسع المغفرة؟!! )١(‏ 

ولكن جميع هذه الأسئلة يجاب عنها با يلي : 

١‏ -إن الله كلي العلم, ٠‏ كل الارادة» كل الحكمة ليس كمثله شيء. 

0 - كل ما خلقه وأبدعه فبحكمة ولا يجوز السؤال عنها «يكيف» لايسأل عا يفعل 
وهم يُسألون وهذا يليق بكماله» ويليق بتصوّر الفيلسوف المعاصر. 


ه١ إلله الغارابى‎ ٠ 


آله الفيلسوف الفارابي آله منطقيّ إن صح التعبير أي يعتمد في الدلالة عليه بأقيسة 
وبراهين المنطق الأرسطي » يسوق مقدمات بدهية» ثم يتدرّج بها بتلك الروابط المعروفة في 
صناعة منطق أرسطو. 

كل معلوم إما موجود. أو معدوم. والموجود إما ممكن الوجود. وإما واجب الوجود 
وهذه الأقسام الأربعة لامخرج شيء من المعقولات عنبهاء والباري ضرورة موجود. والوجود 
إما ممكن الوجود وهو ما نشأ عن غيرهء ولا يلزم من عدمه محال. 

وإما واجب الوجود. وهو الموجود لذاتهء وليس معلولاً» ولا مؤلفاً من أي نوع من 

التأليف الحسبي» أو العقلي. أو المنطقيء ولزم المحال من عدمه لزوما ذاتياً. 

وإذن لو فرضنا الباري من الممكنات لَزْم ان يكون ناشعاً عن غيره وهذا الغير إِما 
ممكتاء أو واجباًء » فإذا كان ممكاً تسلسل الدور بلا نهاية. 


وإذا فرضناه واجباً فعلينا أن نعرف أي 5 قسمي الواجب هوء فإذا كان من الواجب 
بغيرو» وهو المعلول كان مفتقراً الى علة وهذه العلة تفتقر إلى علتها وهكذا. .٠‏ وإذت لم 
يبق إلا أن يكون واجباً لذاته. ٠.‏ 





)١(‏ القديس توماس الاكويني 11/4١6‏ راهب دومينكاني ولد في ايطالياء وعلّم في جامعة باريس» » معلّم الكئيسة وحبتها 
في اللاهوت والفلسفة المدرسية اطلّم عل اراء ابن سينا والغزالي وابن رشد عن طريق الترجمات ومن مؤلفاته «الخلاصة في 
اللاهوت» . 


-1١55- 


العودة الى المقز ون 


0 . . وبعد هذا التطواف المرهق في عصاورالتاريخ 7 وما قبل التاريخ, بدءاً من 
شعوب سومرء وبابل» والهند وفارس» واليونان وغيرها منذ 5٠٠٠‏ سنة ق.م حتى 45٠‏ 
سنة ق. م و 000 سنة ب .م وانتهاءً ب 478 سنة عند الفارابي وابن سينا . 

بعد كل هذاء وبعد إعطاء صورة يقتنع بها العقل الباحث المنقب عما توضّلت اليه 
الأمم والشعوب من أساطير وعلوم وفلسفة في محال الألوهة والدين والحضارة» فهل لنا أن 
نقول: إننا حمّقنا غرضناء وبلغنا الغاية في خلق تصّور عام مترابط طوال هذه الحقب الخوالي 
عن المعتقدات والآلهة والدين والخضارة في هذه الأصقاع من العالم؟؟ 

لقد أصبح باستطاعتنا ‏ على ضوء ما توصلنا إليه ‏ أن نتكلم عن الآله في الفلسفة 
العربية. وعند فلاسفة العرب» ونتحدث عنه من المنظور الاسلامي وخاصة عند أحد 
فلاسفة القرن السابع ال حجري ألا وهو: 


سنحاول أن نعرض أآراء هذا الشاعر الفيلسوف في الآله والدين وعقد مقارنة بينه 
وبين من سبقه من فلاسفة اليونان» والعرب المسلمين. ونحدّد نقاط التقارب والتباعد 
والتلاقي : 

سنعرض في هذا الجزء ‏ كما عرضنا في الحزءين الأول والثاني ‏ بعضاً من آرائه في 
القضايا العقائدية والفلسفية والاجتاعية» ونبين ‏ جهد الامكان موقفه من اراء لويد 
وموقعه بين مفكري الإسلام» ونظرته الفلسفية والعقائدية إلى الألوهة من وجهة نظر فلسفية 


اسلامية. ثم نحتكم إلى العقل المعاصر ومعطياته الفكرية العلمية في) اتفق عليه» وفيها 
احتلف به. 


هذا هوغرضنا في كتابنا هذا وهذه هى غايتناء وتلك هى الوسيلة . 


-1760- 


فإذا استطعنا بلوغ هذا الهدف. وتحقيق هذه الأمنية. فلا يضنٌ القارىء الكريم 
علينا بالعذر والتبرير لهذه المرحلة: الطويلة في مجاهل التاريخ والتي نعتيرها توطئة ومدخالٌ 
يسهلان علينا الوصول إلى غايتنا. ٍ 

هذه الرحلة وإن اقتضت من القارىء وقتا وصيراً فإنها استرعت مني جهداً. وفرضت 
على سهدأ وشهراً وأضعفت مني بصرا وجلداً. وأنهكت صحة وقوة. وطوت أياماً وسنين 
وعمراً مردداً قول المكزون : 


و : لست بذاك مكترثاً نكيف وأنت معتمدي 


وامل أن تعوّض على القارىء راحة النفس» وفائدة الدرس. 

في الجزئين الأول والثاني من كتابي «المكزون السنجاري» تناولت بعضاً من حياة 
المكزون الأمير_ الشاعر ‏ الغاّي ‏ المتصوف - الفيلسوف ‏ ولست بعض الجوانب الأدبية 
والفكرية لهذه الشخصية المتميزة. والتي أهملها التاريخ اهمال متعمداً» فظلت قروناً وقروناً 
في زوايا النسيان» وخبايا الاهمال. شأن الكثير من الكنوز الآدبية والفكرية المخبأة. 

وجئت اليوم أستكمل ما بدأتهى وأسلط الأضواء على مافاتني. أو تجاوزته. أو أهملته 
وأغفلته, معيداً النظر فيم| أخطأته. مستدركاً ما استعرضته ول ونه حقه. وم اليكل 
جوانبه . 

والمكزون كمفكر إسلامي - شيعي . حر التفكيرء يعتمد أفكاره الدينية. وآراءه من 

الفكر الاسلامي. ومن مصدريه : الكتاب والسنة. وهو القائل : 


أمي الشريعة واملقيم ا أبي وبلو بنيها كلهم اخواني 
أأعقن والدي؟ وأنكر والدي وإلى العدو أفرٌ من أعواني؟ 
وأفرٌ من أنسي إلى وحش الفلا إن كنت ذاك فلست بالانسان!! 


15- 


ويقول: 
كل ماأوردته شاهده أي اللسكتاب, أو حديثء أو أثر 

ولكنه يتميّز بأنه لايحكم النقل بالعقسل. تا يفعسل السلفيون. ولا يسلط 
سيف العقل على ما تواتر وصح من النقل كما يفعل المعتزلة وب" , الفلاسفة. ويرى أن 
كلا الفريقين اشتطّ وغالى في رأيه» فالنص في المحكم من الأقوال والآراء لايختلف مع حكم 
العقل, والمتشابه من القول لابدّ فيه من اللجوء إلى العقل لازالة الشبهةء ورفع الاحتما 
إذا لم يتوفر النص ويتضح المراد. . 

أما الفلسفة فيخضعها للدين في مبحث العقائد. وأما ماعدا هذا المجال ‏ مجال 
العقائد ‏ فالفلسفة عنده تقود الفكر مستنيرة بنور العقل. معتمداً منطق أرسطو وبراهينه 


وأقيسته . : 
إنه في هذا الجانب ‏ جانب الفلسفة والمنطق يناقش الكثير من أراء ونظريات 
الفلاسفة العرب المسلمين واليونان . 


الفلسفة العر بية على مانعلم ‏ تشكلت من امتزاج الثقافات الهندية والفارسية 
واليونانية» وتلاقت في البيئة العربية» وتلاقحت مع الفكر الاسلامي » ونضجت في بيئة 
الحضارة العربية الاسلامية» وازدهرت في القرون الثالث والرابع والخامس للهجرة حيث 
تكوّن فكر اسلامي فلسفي» انتقائي أعطى للتاريخ الفارابي وابن سيناء وابن الطفيل» 
وابن رشد والكندي والمعريء والمعتزلة» وعلم الكلام» والتصوفء والفقه. 

هذا الفكر الفلسفي استقبلته جاهير الأمة الاسلامية بالتحفظ والحذرء والارتياب 
حيناً» وبالقبول والرغبة والحماس حيناً آخر. 

والصراع بين الفلسفة والدين معروف قدي وحديئاً وظهر هذا الصراع على مستوى 
جدلي بين الفلاسفةء ورجال الدين كما في تبافت الفلاسفة للغزالي وتهافت التهاقت لابن 
رك 

وكل ثقيف. يعلم كيف اضطر فيلسوف كابن الطفيل أن يعرض أفكاره وآراءه 
الفلسفية بصور رمزية ‏ ومثله المعري في رسالة الغفران» كا نعلم كيف ولاذا أحرقت كتب 
ابن رشدء وصلب الحلاج» وقجل السهروردي والنسيمي» وكيف اضطهد الكثير من 


- 11097 


يعتمدون العقل. متخطين حرفية النقل . 

يقول الصلاح الشهرزوري في فتوأه: 

الفلسفة أسّ السفه والانحلال» وماذة الحيرة والضلال» ومثار الزيغ» والزندقة. ومن 
تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المطهرة, المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين 
الباهرة» ومن تلبّس بها تعلًا وتعليً) قارنه الخذلان والحرمان» واستحوذ عليه الشيطان؛ وأيٌّ 
فنّ أخزى من فن يعمي صاحبه. ويظلم قلبه عن نبوة تبينا محمد (ص) كلما ذكره الذاكرون 
وكلما غفل عن ذكره غافل» مع انتشار اياته المستبينة» ومعجزاته المستنيرة.» حتى لقد انتدب 
بعض العلاء لاستقصائها فجمع منها ألف معجزة» وعددناه مقصراء اذ هي فوق ذلك 
باضعاف لاتحخصى . 

وأما المنطق فهو متتل الفللقة وتتخخل الكر شرء وليسن الاشتغال مه ما أبلحة. 
الشارع » ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين» والأئمة المجتهدين, والسلف الصالح 
فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم » ويخرجهم من المدارس» 
ويبعدهم» ويعاقب على الاشتغال بفنهم» ويعرض من ظهر عنده اعتقاد عقائد الفلسفة 
على السيف. أو الاسلام9). . 

هكذا كان ينظر علاء النقل الى أصحاب العقل وأداتيّه المنطق والفلسقة!!!. 


الدين والفلسفة والعلم 


. العلم يتناول الكون من ناحية الوصف. 

والفلسفة تتناوله من حيث المعنى . 

العلم يصف الاشياء قيمتها وقدرها . 

العلم يسأل كيف تحدث الحوادث وتظهر الظواهر. 

والفلسفة تسأل: لماذا هذه الحوادث وهذه الظواهر؟ أما الدين فيربط كل شيء في 


(1) عبد الرحمن بدوي في التراث اليوناني في الحضارة الاسلامية . 


-1١58- 


الوجود بالسبب الواحد ونعني بالسبب الواحد. . . الإله ٠‏ 

المسليات الأولية في الدين ‏ في ذلك الزن - لاتقوم على النظر الفلسفي» الفقهاء 
والحرفيون ‏ الذين يفسرون الشريعة تفسيراً حرفياً -والقلدوة يتجاورون الحوار ويتتكرون 
للجدل والنقاش» ويعمدون الى التكفير واستعداء السلطان ن وتحريضه على التتكيل والقتل 
والصلب والتحريق أحياناً بأخصامهم . 

والفلسقة لا تسلم تسلمياً تقليدياً اغتباطياً موروثاً بقضية من قضايا الفكر, الا من 
خلال مقدمات عقلية» وانشاءات ذهنية» مترابطة تنتهي الى البرهان فاليقين. 

هذه الحركة العارمة الي عمت العام الأسلامي في فترة من التاريخ أضرمها أصحاب 
الشرع من العلماء» وأرباب العقل من الفلاسفة والحكماء, وأصحاب المواجيد والقلوب من 
المتصوقة . 

هذه الحركة الطاغية لعن أغنت الفكر والتاريخ بالبحث والاجتهادات والتنقيب 
والأستنباط. والابداع الفكري. فقد أفقرت الأمة من الحبٌ والوحدة والاخاء» والتعاون. 
والترابط» وفرّقتها الى مذاهب, وشيّع. وفئات ونحل» كل حزب با لديهم فرحون . 

واليوم ترى أن الامة الاسلامية أحوج ما تكون الى مرح تلك الخلافات التي تجاوزها 
الزمن» والى نبذ تلك المذاهب المتعددة المختلقة. وجمعها في مذهب واحد هوما بين دفي 
القران. ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. ان هذا صراطي مستقييًا فاتبعوه 
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم غن سبيله 2. 

اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء9 . 

وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه ؤاتقوا لعلكم ترحمون0©). 

.ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمسلمين). 


ما فرطنا ف الكتاب من شىء 00 . 
)١(‏ الاعراف ؟ ١‏ (4) التحل 4م 
(؟) الانعام 1619 زه) الاتعام .م" 
م2 الانعام همه١‏ 


-1١759- 


قلنا: ان فلاسفة الاسلام اعتمدوا منطق أرسطوء واشتغلوا به. ونقلوا كتب أرسطو 
وأفلاطون, ول يكتفوا بنقل أثارهماء بل حاولوا أن يوفقوا بين الكثير من آرائهها المختلفة. ىا 
حاول كثيزون أن يوفقوا بين آراء الحكيمين وبين الدين. 

ومن هنا ومن محاولة التوفيق بين آراء الحكيمين اليونانيين ‏ من جهة وبين آرائهما 
والدين الاسلامي من جهة ثانية نش لدى المفكر ين الاسلاميين «المذهب التوفيقي». 

هذا المذهب كان طريقة ووسيلة للتقريب بين المتباعدات» ومحاولة للجمع والتوفيق 
بين المتناقضات» وقد ظهر أثره فيه| بعد في التفكير الاسلامي » ظهر في «الجائز» و«ا مستحب» 
و«المستكره» حيث وضعت القاعدة دفي المسبألة قولان». و«اختلاف الائمة رحمة بالامة» . 

سن التوفيقي أبقى الكثي رمن الآراءء وكان سبباً في استمراريتهاء ولولاه ولولا 
اعتهاده وأقراره والأخذ به لقضي على كل مذهب ورأي واجتهاد يخالف الكتاب وضحيح 
السنئة. 

هذا المذمب «التوفيقي» تجذر في فكر الامة. وتغلغل قِ وجدانبهاء وعلاقاتها 
الاجتماعية, وأ صبح ناظً) للجانب الاهم من حياة العرب والمسلمين, وبرز أخيراً في حياتها 
العفائدية والسياشنة: 

ولا نغالي اذا قلناء انه أصاب التفكير الصحيح بالشلل والوهن» وألبس الحقائق 
بروداً من الزيف. وحمل وجه الباطل بصباغ من الحقيقة» وقناع من الدين. 

ؤمتى كان الاختلاف رحمة؟؟ ومتى كانت الحقيقة الواحدة «ذات وجهين»؟ لم يسلك 
المكزون كمفكر اسلامي هذا المسلك. وم يتعامل مع هذا المذهب رغم شيوعه وذيوعه. 
وسيطرته على تفكير مجموعة كبرى من علماء المسلمين!!!. 


قلت: إن المكزون لم يعتمد المذهب «التوفيقي» ولم يتكىء على الفلسفة وأقيستها 
وبراهينها في «المحكم» من الكتاب. والصحيح من السنة» ولكنه اعتمدها ‏ أي الفلسفة - 
في «المتشابه» والقضايا الأخرى. 


3 


يقول.المكزون: 


الفيلسوف بعينه أناء والذي ‏ يبغي اليقين بظنه متفلسف 
قد أثبت التصديق نفي تصوري .معنننى. .سواه بالتصور يوصف 
لم يعرف العقل البسيط جماله لو لم إليه بوصفه يتعرف 


فهو ى) ترى في هذا الابيات الدقيقة المعنى» المتينة المبنى » البعيدة المراد» العميقة 
المقاصدء يضع أساساً ومنطلقاً لفلسفة متميزة بالاستقلالية» بعيدة عن التقليد والاتباعية» 
والاقتداع والاحتذاء. قائمة على اليقين. بعيدة عن الظن والافتراض والتخمين لايشبت 


تصديقها «نفي تصوره» لذلك «المغتى» الذي لايوصف بالتصور الفلسفي» وإنا يقع 
التصور بسواه لا به. 


وهنا تتجلى لنا خنصيصة من خصائص المكزون.. وحصيلة من حصائل أدبه. وميزة 
من مميزات لغته واسلوبه اللذين يتفرد بهها عن غيره. وهي القدرة الفائقة على الجمع”بين 
الالفاظ والمعاني المتضاةة في سياق الفكرة الواحدة» ويظهر التأليف والمواءمة بين تلك 
الالفاظ والمعاني المتنافرة» وتطويعهاء واستخدامها لاغراضه. وترويض معانيها الجامحة . 

هل لاحظ القارىء المتمعن أن «التصديق» يثبت «بنفي ») «التصوره» ولكن أي 
تصور؟؟ . . انه تصور ذلك «المعنى» الذي لايوصف ب «التصور» . 

ومتى ادركت ان المقصود ب «المعنى» هو الله أمكنك أن تدرك مقصده وسهل عليك 
التسليم باجتماغ النقائض اللفظية» والمعاني المتضادة التي ساقها هنا . 3 

واستقلالية الفكر عند المكزون في القضايا الفلسفية جعلته يختلف مع الفيلسوفين 
اليونانيين ارسطو وافلاطون في كثير مما جاء في فلسفته] حول الاله. على ما لهذين 
الفيلسوفين من مركز وقيمة وتقدير وخطر. عند فلاسفة العرب والمسلمين. ففي حين نترى 
الفلاسفة المسلمين وأكثر علمائهم باستثناء الحنابلة والاشاعرة يحاولون جاهدين أن يوفقوا بين 


#1١ 


ما اخختلفا فيه فيه| بيهرا 20١‏ أو ما جاء غالفاً للشرع الاسلامي9» نجد المكزون يجهر بآرائه 
متخطياً آراءهما في كثير من حاكن لوح يلف نيا ي كيمو 1 
فارسطو وافلاطون ينفيان الحركة عن الاله ىا تقدّمْ 
والمكزون يوافقها في.ذلك + التنزيه عن الانتقال من حال حاكر + التزيةعن الخصر 
في المكان + التنزيه عن احاطة الزمان. 
يقول المكزون: 
١‏ - جل عن «التحويل» و «الحلول» في «الأين» وعن هجر مقال من. هجر 
- وما انتقلت عن كون «تجريده ذاتها. . 
+ . ونرّهت عن كون «المكان» كيانها 2 واوصافها عن رتبة الحيدثية0 
5 تعالت ذات مولاي عن «الحين والتترمسف 


ولا كان الوكرة عر وسفليه حركة» ولا كانت بالضرورة تحتاج إلى حرك, ولما كان 
الدور والتسلسل ممالا لأن مقدماته مها طالت وتعددت لاتنتج اذن فلا بد من مبداً 
للحركة. وهذا المبدأ ثابت لايتحرك ع اذ لوتحرك لكان الدور والتسلسل» وهذا المبدأ -ميدا 
الحركة الثابتة ‏ هو المحرك الأول» وهو الله محرك كل حركة . 

هذا ماقاله به الحكيمان» ووافق عليه المكزون. 


يقول المكزون : 
واليك واتتهام كل ولحو فلذاك استحال ماينبيكا 


(1) راجع ماكتبه الفيلسوف الغاري عن الجتميع بين آراء الحكيمين 
(9) وراجع ايضاً فصل المقال فيها بين الشريعة والحكمة من الاتصأل لابن رشد 
() ديوآن المكزون تحقيق ونشر الدكتور أسعد علي . 


-1775- 


لكنه يختلف مع ارسطو بنفي علم الخالق بالجزئيات” وبالقول بآن حركات العالم 
المدفوعة بالشوق والعشق نحو مبدعها ومبدثها ولا دخل للارداة والعلم الالميين فيها. 
١‏ اذا كان الخلا منه محال فغيبة «علمه, عنا مال 
؟ - وأين ترى عنكم يرى الصب مهرباً ولا «ايسن» من معنى جمالكم يخلو 
“ - فلا لطف الا وهو جسم للطفه ومعنى معاني الكل - في الكل معناه 
4 - وسركم في البكل سارء وإنا على كل قلب ضل عن فهمه قفل!") 


وتنسع النظرية عند المكزون فيصبح «الأين» أي الوجود كله في الله وليس الله في الوجود» 
ولكن لا على حلولية ابن الفبارض. والحلاج» وابن عربي» والبسطامي, ولا اتحادهم 
ولكن على مبدأ «الاحاطة» والقدرة» وتنزيباً عن الحصر في شيء» وأنى يكون ذلك وهو 
مشيء الاشياء . 


١‏ اينء لا أنت كي يفرّ اليه منك؟ بل أين أنت؟ ودالاين» فيكا 


؟ ‏ لاغير. من لاغيره لي إله إذا ما الموجود وجود سواه(" 
وفي نظرية الشوق شوق الأعيان ‏ أعيان الوجود الى مبدئها الذي أنشأهاء أو نشأت 

عنه افاضةً رحمة وابداعاً يلتقي مع ارسطو. 

هو الكل لا غيره كله فكل به «مغرم» مستهام0) 
والله عند ارسطو «عقل» محض لايجوز أن يداخله شيء مما هو بالقوة اذلوكان ذلك 

(1) الفلسقة الحديثة لأجمد أمين. ش 

زفق ديوان المكزون أسعد علي . 


() ديوان المكزون تحقيق ونشر الدكتور أسعد علي. 
(5) ديوان المكزون حرف الكاف تحقيق اسعد عل . 


1” 





لاحتاج الى فاعل أخر يخرجه من «القوة» الى «الفعل» . فيكون ‏ والحالة هذه وجوده مستفاد 


من غيره . وهو عند المكزون عقل العقل» ومعنى المغاني ‏ وروحع الروح. 


معتي المعاني غايةٌ الغايات ع قل العقلٍ قدس القدس دوخ ا 8 
ويوافق المكزون ارسطو أيضاً بأن امخالق الصانع واحد لاتدخله «الكثرة» بسيط؛ غير 
مركب واجب الوجودء لامكنه. ولو داخلته والكرة» لداخلةه المادقة و يعلد «يُسيطاً» 7 


يكن ا الوجود» لكان بالضرورة «مكنأ» ومسبوقاً بالوجود . 


ليبس بمسبوق الوجود جوده لذاك لايتفذة مر 


الدُهر 


جل عن «التحويل» و«الحلول» في «الأين» وعن مُجر مقال من هجر(؛) 


ويخالفه في القول:: بأن ترتيب العالم لايرجع الى «عناية» المبدأ الأول وانما الترتيب 


جاء نتيجة «الشوق» اليه فيقول: 


-١‏ ظهور الحق في العا م بالعقدرة ع( 
وم يدرك علا عن ذا ك2 بالحيز 


خاف على كل : أعمى عئنه يراه 


؟" - للحق ني كل وجه للخجلق وجه 


“-على كل «عين» من الخلق عين له من الحق فهو 
وفي | نطق كل لسانه_ لسان غاطيه 


تي سد 
(©) ديوان المكزون نسخة المكتبة الظاهرية 


١*4 


والعلم 
والحلم 
والجسم 


من 


البسصير 


بها يبصر 
يخبر(ه) 


لغسيري برقك الخلب' ولمنذر بالطل 
وفي ملكك الم أضح وم أسق سوى” الويبل 
ولا صرت الى «عينةم رأيت العين في الكل 
وهذا يعطينا فكرة القول : بأن الوجود قائم بالله. لا ان الله تخالط الكون؛ بل الكون 
قائم برحمته. وقدرته وعنايته» فهو العين الناظرة التي تبتدى بها كل «عين» ‏ ذات ‏ من أعيان 
الوجودء وهو اللسان الناطق في كل متكلم. لا على مفهوم الحلول. وإنما على مفهوم منح 
القدرة. والاستطاعة للعبد «الم نجعل له عينين ولساناً وشفتين» وهديناه الننجدين00©) ولا 
حول ولا قوة الا بالله» وهذا لا على مبدأ «الجير» وإنما على مبدأ القدرة والاحاطة» والملكية 
المطلقة, . . . نحن خلقناهم وشددنا اسرهم واذا شتنا بدّلنا امثالهم تبديلاً» 9 وهو الذي 
جعل لكم السمع والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون. ©. 
ويقول: 
-١‏ قلت للغائبين عن مشهدي في سك وهم ينكرون معروف قيلي 
أعليه تبغون عندي دليلا؟؟ ووجودي «مئه) عليه دليل9) 


وينتهي أخيراً الى أن الباري مجرد عن كل وصف حتى عن وصفه باللظف . 


اذا وصف العشاق معنى جمالكم فتجريده عن كل وصف له وصفي 
وان عيروا باللطف عنه قانني أقول معيد اللّطف جل عن اللطف 


)١(‏ القران سورة اليلد. 

(؟) سورة. 

(19) سورة . 

(8) ديوان المكزون للدكتور اسعد علي . 


-1١*ه-‎ 


وقرأت في إحدى رسائل الحكمة الخاصة بالموحدين الدروز مايل : 

ولايقال له (والضمير لله تعالى) أزل قديم لأن الأزل والقدم ملوقان له. 

ومثله : | ْ 

انكل عت لخر وق لوست رفير 

وتقول احدى رسائل الحكمة ايضاً: 

حقيقة لاهوته لاتدرك بالأوهام والحواس ولاتعرف بالرأي والقياس ليس له مكان 
معروف فيكون محصورا فيه وتخلو منه بقية الامكنة ولايخلو منه.مكان فيكون عاجز القدرة 
ولا أقول ان له شخصاً ولا جسأً» ولاشبحاً ولا صورة, ولا جوهراًء ولا عَرَضاً لآن كل اسم 
منها لابد له ضرورة من شبه ستة حدود وهي فوق وتحت ويمين وشمال وخلف وأمام .وكل ما 
يقع عليه اسم المشبه يحتاج الى شبهه والباري سبحانه يجل عن الاعداد» . 

ولكن جاء في الرسالة (7”5) : انه تقرب إلينبنا وآنس عقولنا لتقبله افهامنا فل نقول : 
ان هذه الصورة المرئية هي هو فنجعله خصوراً محدوداً بل نقول هو هي اسجاراً وتقزياً 
وتائيساً بغي رحد ولاشبه » ولا مثل » كقول القران : كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى اذا 
جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده . اوكمثل الناظر في المراة يرى نظير صورته بغي رلمس ولا 
ادراك كيفية ولا تحديد ماهية . 9) . 

وهذا يتطابق مع العرفان عند المكزون القائل: 

ان الذي عاينته عينى بمرآة وقتي هي هو وجوداً وما هي هو في حدود ونعت 
والمقصود بالصوزة المرئية ما يراه الصوفي العارف في حال التجلي والكشف . 
ويقول ايضاً : 


تجلى ‏ لي فجلاني لعينىي كنا لي ضورق الخراة :تلو 
ومثل لي الحقيقة في خيال كا في النور يحكي الشخص ظل0) 
(5) مذهب الموحدين الدروز لعبد الله النجار ص6؟١‏ . 


(7) المصدر اللسابق صص/ا7١‏ . 
(8) معرفة الله والمكزون السنجاري للدكتور اسعد علي ص45 ج؟ . 


- 1١7"5- 





ولكن روى احمد في مسنده أن الرسول قال: اتاني ربي في أحسن صورة . 

وروى الشهرستاني عن الرسول: لقيي ري فصافحني وكافحني ووضع يده بين كتفي 
حتى وجدت برد أنامله .29 . 

وروى الشيخان عن أب هريرة عن النبي (ص): 

يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئأ فليتبعه» فيتبعون ما كانوا يعبدون وتبقى 
هذه الأمة بمنافقيهاء فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم ! فيقولون 
نعوذ بالله تعالى منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم في الصورة التي 
يعرفونها فيقول: أنا ربكم فيقولون : أنت رينا("'). 

وهكذا تقول هذه الاحاديث بصورة مرئية والصورة إلتي يقول بها المكزون وتقول بها 
ال سالة (+م) لاتختلف عن الصورة التي تقول بها هذه الأحاديث الا اذا كان هناك 
صورتان : عيانية» ومتخيلة» وقد تلتقي بشكل ما بها جاء به التجسيد المسيحي . 

ومن اراد مزيداً من هذا البحث الدقيق فليرجع الى كتابنا «المكزون السنجاري» 
الجزء الأول في بحث التجلي والظهور ص 881-9٠‏ والجحزء الثاني ص 1994-1١9٠‏ فهناك 
الصورة المتخيلة والقلبية والعيانية» وحالة الكشف والاشراق . 

وفي القرآن: ووجوه يومئذ ناضرة الى ربها «ناظرة» . 

ولكن فيه أيضاً: لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. 

وفيه : اذ قال موسى : ربي أرني انظر اليك قال لن تراني. . الآية . 


[6©9 اضواء على السنة المحمدية ص8١ 177‏ 
)٠١(‏ رواه الشيخان, والسنة المحمدية صن”74 . 


الا”17ا- 


الفصل الخامسٍ 


العرفان الصوفي عند ابن عر بي والمكز ون 


ي الصفحات 17١-157‏ من الجزء الأول من هذا الكتاب نشرنا القاموس الصوفي الذي 
يدوي على ألفاظ القوم الخاصة وتعابيرهم واشاراتهم ندا التي ترد في أشعارهم 
كتبهم وأحاديثهم . 

وقد توسع الصوفيون فاخذوا بعض المصطلحات الفلسفية وأطلقوا على الله تعبير 
لوجود. وواجب الوجود. والموجود بذاته ولذاته. والذات الكلية مضافاً اليها اسم «المعنى» 
المبدع بكسر الدال. ُ 

وأطلقوا على «الحقيقة المحمدية؛ اسم الؤجودء أو الموجود الثاني» الموجود بغيره» 
لعقل» العقل الفعال. مضافا اليها: النور المحمديء المبدع الأول بفتح الدال. 

واستعملوا الفاظ الجحلال: الزمان, المكان, الكون.. الكيان الفصلء. الوصل» 
الوجودء الغدم» الوهم» الأزل» الأبد. وضمنوها مقاصد صوفية خرجت بها عن المعنى 
اللغوي المباشر الى معان مجازية . 

ودارض شعر المكزون لابد له من فهم مصطلحاته الصوفية والفلسفية والااستدلال 
بها على مقاصد المكزون» لأنه اعتمدها ‏ وهو الصوفي الفيلسوف - في شعره. 

يقول المكزون: 

كل - المحاسن جزء نور محمد . واليه مرججعهبا وجته صدورها 
يسناه لولم يغش أنوار السباوات ‏ العلى لم يبد فيها نورها 
ندممست' مكارمه وجل ثناؤه اذ عز في كل اللسوجود نظيرها00). 


. ديوان المكزون تحقيق الدكتور اسعد علي ونسخة الظاهرية‎ )١( 


-19- 


فى هذه الثلاثية يسبغ على محمد (ص) أوصاناً مستعمل ألفاظاً وافكارا صوفية» 
فالمحاسن هنا يقصد بها «اعيان» الوجود العلى» و دكلها» من نوره» وانها صدرت عنه صدور 
الكلام من المتكلم» ثم يقرر نظرية: «الشوق» «الارسطية» بأن أعيان الوجود ترجع الى 

ش منشكها الأول مدفوعة «بالشوق» . 


الكل لا غيره كله فكل به «مغرم مستهام 


وكل فقهاء المسلمين والمتصوفة يقولون بمصطلح «النور المحمدي» وأزلية هذا 
«النور»بالنسبة لأعيان الوجود على تفاوت في هذا القول. 

وتوسعوا في هذه المشألة حتى أصبحت أساساً في العرفان الصوتي . ولعل 0 عربي 
أكثرهم جرأة ومغامرة وتقحً) في هذا المجال, والحاحاً على جلاء هذا الس تلويحاً وتصريحاً. 

قال في مفتتح كتابه «الاسراء الى مقام الاسرى»: بعد حمد الله والصلاة على اول 
«مبدّع» - بفتح الدال -. كان ولا موجود ظهر هناك, ولا نجم فسمي «مثاك وقد اوجده 
«فردأ» لاينقسم ‏ في قوله : ليس كمثله شيء» وهو العالم الفرد المعلّم , واقامه ناظراً في مرآة 
الذات. فلا «اتصل» بهاء ولا «انفصم)» فل] بدت له صورة «المثل» أمن بها وسلم > وملكه 
مقاليد ملكه واستسلم» فاذا الخطاب أنت الموجود الأكرم ‏ والحرم الأعظم والملتزم . والجقام 
الجر المستلم. والسر الذي في زمزم . 

ويقول أيضاً ابن عربي تحت عنوان: «صفة 5 الكلي» : منزّه عن «التحيّز» 
والانقسام » مبرأ عن الحلول في الاجسام. حامل الامانة الالهية. ومجتمع الضفات العليّة 
ليس ب وداخل» ف الذات,» ولا ب «خارج؟ ب بالصفات» روه مقغروقف, والصفة 
لاتفارق الموصوف «محدّث» صدر غن «قديم؛ غني» وهبه كل سر خفيّ» ليس له في ولا 
كمثله شيء. . . فالنور المحمدي اذن: 
اول مبدّع 


-1١59- 


ول يتصل بالذات ول ينفصم 
منرّه عن «التحيّز ‏ المكان. 
مبرأ عن الحلول في الاجسام . ومجتمع الصفات العلية. 
ليس ب «داخل» في الذات . 
ولا ب «خارج» بالضفات» وتحدّث» صدر عن «قديم». 
ولو لم يصفه بأنه «محدث» صدر عن «قديم» لاختلطت على القارىء الأوصاف التي 
أسبغها :عليه بالصفات التي تطلق على الذات ت - ذات الله-. 


ويطلق المكزون على محمد أوصافاً جاءت كلها في القرآن:. 


لأجحند في الذكر وصف عظيم رسول نبيء» ١‏ رؤوف رحيم 
نذير ججير. 55 نصير ‏ وساعء وداعء وراع ‏ حميم 
ذكور شكور.) صبور وقور يد مجيدء غفور رحيم 


ويسوقنا البحث في غرائب البحوث الصوفية عند ابن عربي وأضرابه الى احدى 
الغرائب عند المكزون» تلك الغريبة التي كانت مثار جدلء ونقاش, وتحدٌ وملاحاة بين 
فريقين من المهتمين ببذه البحوث وهذه الغرابة لاتخرج عما جاء به ابن عربي كما تقدم . 
يقول المكزون في إحدى قصائده في تنزيه «الذات»: 


-١‏ ونزهت عن كون «المكان» كياتها وأوصنافها عن رتبة ةالحدثية 
١‏ - وأعطيت «معناهاء «التقدم» في الموى على دنورها دالموصوف» بالأزلية 
, وأفردته من غير «فصل» ول أقل ‏ مع «الوصل» أن «النور» عين «المنيرة» 217 
(1) ديوان المكزوت تحقيق الدكتور اسعد علي ونسخة المكتبة الظاهرية: وخطوطة الاسكوريال. وقد ورد البيث الثالث في هذه 
النسخ وغيرها هكذا: : 

وأفردته من غدير فصل » ولم اقل مع الوصل: ان النور «غيره المنيرة بوضع لفظة وغيره مكان لفظة «عين» ومن هذا التصحيف 
حدث الخلاف» ونعتقد أن الصواب هو ماذهبنا أليه وهو وضع لفظة «وعين» موضع لفظة وغير» . 


1ك 


هذه الابيات لا تخرج في معانيها ومقاصدها عما ورد عند ابن عربي» كا قلناء والذي 
اوردناه سابقاً. 

ابن عربي يقول: منزّه عن «التحيّز» وهو الحصول في المكان. 

والمكزون يقول : ونزهت عن كون «المكان» كيانها . 

ويقول ابن عرب : اقامه في مرأة الذات فيا «اتصل» فيها ولا لماه ليق دحل 
في الذات ولا بخارج بالصفات. . 

وَيِقول المكزون : و «افردته» من غير «فصل» وى اقل مع «الوصل» ان النور «عين» 
المزيرة . م 
والى القراء تحليلا دقيقاً للبيتين الثاني والثالث وايضاح أن لفظة «غير» الواردة في البيت 
الثالث هي التي خلقت الأشكال. 


نقاط البيت الثاني او مرتكزاته : معنى » تقدّم» نور 

. نقاط البيت الثالث ومرتكزاته : إفراد» فصل» وصل» نور, منيرة‎  * 
. أولاً: معنى الشىء حقيقته ويقصد هنا الذات الالهية‎ 

ثانياً : هذه الذات لا «التقدّم» على «نورها». 

ثالعا : : التقدّم يعني الافضلية» أو السبق في الوجود . 

رابعاً: : النور ليبس ازلياًء ولكنه موصوف بالآزلية» لهذا كان للذات الأزلية «التقدم» عليه 
اذ لوكان أزلياً للا جاز «التقدم» عليه لأن النشيء ء لايتقدم على ذاته» او على بعض ذاته. 
خامساً : الضمير في #انورها» ضمير الاضافة والملكية . 

سادساً : الضمير في لفظة «أفردته» يعود الى «النون . 

سابعاً : «الافزاد» تم أويتم» أوهوتامٌ بدون «فصل». ١‏ 

ثامناً : : «الفصل» لايقع على والذات» وانما يقع على «النور» لان الغو لايقوم الا بالذات» 
وليس العكس . 

تاسعاً: اذا اعتبرنا لفظة «غير» قلم يبى معنى «للوصل» لأن «النور» في هذه الحالة هو 
«النيةه فكيف يوصل الشيء بذأته؟ وطالما أن «التقدم» للذات على «النور» فكيف يكوتان 
شيعا واحداً؟ مع ان هناك «متقدمأ» و «متقدّماً عليه»!! 


2-157 


عاشراً: «المنيرة» اشع فاعل من «اتار» | 


الشى#تجبيله كارا اوخكاء له انوواة نواذك فالمية 
الفاعلة هي التي تحدث النور» وتعطيه + ومت , #ان..هنالك محدث و محدّث, ومعط 
ومعطى فكيف يتساويان ويكونان ذاتاً واحدة؟؟ 0 

وهنا يظهر بوضوح اذا شعنت ومين أ لهال اح البلبلة, وفتح باب 
الجدل والماراة والمشارة» وبعد التصحيح يصبح معنى البيتين ىا يل : 

ان الذات العلية أو الموجود الأول لها «التقدّم؛ على الموجود الثاني» وان الذات مفردة 
عن الذوات لاستغنائها عنها ولكن «نورها» «متّصل» بها لافتقاره الى هذا الاتصال» وان 





:هذا «الوصل» أو الاتصال. هو اتصال افاضة» ومدد وابداع ‏ واختراع وتكوين . وليس 


اتصال مخالطة» أو ممازجة» أو حلول. أو نفي اثنينيّة» ىا أن «الوصل» لايكون الا بين 

«منفصلين» والا فلا يسمى وصلا. وكذلك الفصل لإيكون.الا بين متصلين والا فلا يسمى 
وفي خالة «الوصل» هذه وصل الافاضة والمدد ‏ لايجوز القول: أن «النوره» هو 

«المنيرة» أي: «عين الذات» لأن هذا «النور» محدث عند الذات ولكنه أزلّ عند الكائنات. 


3 


دل عليه ثوره بثنوره وصو الى دليله دليل 


ويعلم كل متتبّع لاشارات القوم ٠‏ وعباراتهم » ورموزهم ان تعبير «الفصل» و 
«الوصل» 1 يرد عندهم عن «الذات» مطلقاً » لأن الذات «كل» من سائر الوجوه. و وجذر 
أصم» لا «فصل» فيهاء ولا «وصل» أما الفصل والوصل فتعبيران خاصّان بالعقل الفعال 
وسوفعه من موجذده . 

وما اقرب واسهل تصحيف «عين» الى «غير» . 

وما افدح الغلطة اذا نشأت عن نقطة. 

وما أصعب خحوض هذه ال معاني على غير العارفين . 


-184- 


الفصل االشسادس 


الحوار والحجاج 
. عند المكزوت 

المكز ون والتقليد 

يقول الشاطبي : التقليد هو أخذ القول من غير معرفة الحجة عليه وبالتقليد أغلق 
باب الاجتهاد. فأدى الى تعطيل عمل العقل. والحدٌ من نشاطه في مجال استنباط 
الأحكام0) . 

ولقد أغلق باب الاجتهاد بعد سئة 4٠٠‏ للهجرة. 

كا أدرك كثير من العلاء خخطر التقليد على الأمة, فحملوا عليه. ومن هؤلاء حافظ 
بلاد المغرب ابن عبد البر في كتابه «جامع بيان العلم» وابن القيم في كتابه «اعلام الموقعين» 
والشاطبي في كتابيه «الموافقات» و والاعتصام» . 

فمن أقوال الشاطبي في هذا الموضوع: : لقد زل بسبب الاعراض عن الدليل. 

والاعتماد على الرجال أقوام خرجوا بذلك عن جادّة الصمابة والتابعين» واتبعوا أهواءهم 
بغير علم » فضلوا سواء السبيل . 

وقال: تحكيم الرجال من غير الثقات الى كونهم وسائل لشم الشرعي الطلوب 
شرعاً ضلال97). 

وقال: المقلدة اذا جامعم من 1 درجة الاجتهاد. وتكلم في المسائل. 8 يرتبط: 
بامامهم رمو ه بالكفرء وعدّوه من الخارجين, والمفارقين للجماعة . 0© ش 

ولقد بلغ الخإلووالتعصب بالمقلدة حدّاً جعل الكرخي يقول: كل أية» أو حديث 
يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول» أو منسوخ0»). 


سنك ا الدع 110 
)١(‏ الشاطبي ابراهيم بن موسى ابو اسحق 764٠‏ ه فقيه مالكي أصولي من أهل غرناطة . 
(؟) الاعتصام للشاطبي . 

(5) نفس المصدر. 
(4) فقه السنة للسيد سابق. 


هقكا,ت 


ومن المبالغات ما يقوله ابن القيم الجوزي : أن أبا حنيفة تان يعلم «الخضر» ولا مات" 
أسف الخضرء وناجى ربه قائلا: المي اذا كان لي عندك منزلة فاذن لابي حنيفة أن يعلمني 
في القبر على حسب عادته حتى أتعلم شرع محمد على الكمال. فأحياه الله أي أحيا ابا 
حنيفة ‏ وتعلم منه العلم الى خمس وعشرين سنة». 595 0 

ويقول ابن الجوزية في كتابه «المناقب» عن علي بن اسماعيل قال: رأيت القيامة قد 
قامت. وجاء الناس الى قنطرة» ولايترك أحد يجوز حتى يأتي بخاتمء ورجل جالس ناحية 
يختم للناس» ويعطيهم» فقلت من هذا؟؟ قالوا أحمد بن حنبل» . : 

ويقول صاحب تفسير «روح البيان» في شرح قوله تعالى: ويحمل عرش ربك فوقهم 
يومكذ ثانية : ان نصف الثانية هم : 
ابو حنيفة ومألك والشافعي ٠‏ وابن حنبل . 

ومن ثمرات التقليد يول علي بن المدني : إن الله أيد هذا الدين بائنين لاثالث هما 
وهما: ابو بكر الصديق يوم الردة. وأحمد بن حنبل يوم المحنة (ويقصد محنة القول بخلق 
القرآن) . ش 

ويروي الميموني عن لسانه أنه ما قام أحد بأمر الاسلام بعد محمد ما قام به أحمد بن 
حنبل» فقيل له: ولا ابو بكر الصديق فقال: ولا ابو بكر الصديق + . 

ومن المبالغات ماذكره علي. بن مؤمن المعروف بأن الحسن العابد انه قرأ أن أحمد بن 
حنبل حج 5٠‏ حجة ومن المعروف أن أول حجة لأحمد بن حنبل كانت سنة 13 وانه مات 
وأ جاء لاحمد بن حنبل: انظزوا في امر دينكم فان التقليد لغير المعصوم متموخ0) 
وفيه عمىّ للبصيرة. : ْ 

اساي والامام الصادق لأسد حيدر رج ص 407١‏ 
699 طبقات الحتابلة. 
(4) الاسلام الصحيح ص 75617 . 


1١غ‎ 


وقتال ابن الجوزي الحنبل: ان في التقليد ابطال منفعة العقل, لأن العقل خلق 
للتدّبر والتأمل» وقبيح بمن أعطي شمعة يستضيء بها أن يطفئهاء ويمشي في الظلمة . 
وقال جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث: لايقتي الا المجتهد أما المقلد فلا 
يسوغ له طرق هذا الباب» لانه سدّ على نفسه الأبواب» وأرخى ما أمكنه من ستر 
وحجاب . 
وقال الغزالي في فيصل التفرقة : حق المقلد أن يسكت ويسكت غنه. 
وقال ابو جعفر الطحاوي : لايقلد الآ جاهل أو غبيّ . 
ولنقف هنا وقفة متانية نسآل التاريخ عي جره التقليد والتعصب لملهب بمينه عل 
الأمة من مضارء وقاد اليها من كوارث» وألحق بها من خسار وقتل ما بينها من إلفة» ومزّق 
ما تنشده من وحدة» وما غرس في نفوسها من الإخن, ونشر بين صفوفها من الفتن!! 
ذكر المؤرخ الحافظ ابن كثير ان عنزيز مصر الملك الأفضل بن صلاج الدين كان قد 
عزم في السنة 6.ه وهي السنة التي توفي فيها على اخراج. الحنابلة من بلده. وان يكتب 
الى بقية اخوته باخراجهم من البلاد. 2 
وذكر أبيضاً ان فخر الدين الرازي وفد الى خراه ان فاكرمه ملك غزنة» وبنى له 
مدرسنة في هراة» ‏ ولكن أهل البلاد الذين كانوا على موا ابخضوه» وسعوا يه» 
وخطبوا ضدّه في الجوامع فاخرجه الملك من البلاد. ٠‏ : 
وقعت في دمشق فتنة بسبب عبد الغني: هدس الي كان بتر لسو الحنابلة 
في الجامع الأموي وتعرض الى مسألة «الصفات» فغضب أتباع المذاهب الاخرى, فعقد له 
الأمير صارم الدين برغش مناظرة مع فقهاء المذاهب الاخرى» فلم يتفقواء فنفاه الأمير من 
البلد. وجاء دين من القلعة» وكسروا منيره وتعطلت الصلاة في محراب الحنابلة» 


ونبيت خزائنبهم9. 

لق البداية والنباية 18/117 طيعة المعارف 

(؟) البداية والنباية 19/1 

(©) البداية والنباية طبعة المعارف 1955 1١8-١7:‏ 


-/ا14- 


واستخلف القادر بالله العباسي :عام 87" أبا العباس أحمد بن محمد البازري 
الشائعي عن أبي محمد الاكفاني الحنفي قاضي بغداد باشارة من أبي حامد الاسفراييني» 
وكتب أبو بحامد الى السلطان محمود بن سبكتكين وأهل خراسان, ان الخليفة نقل القضاء 

من الحنفية الى الشافعية» فصار أهل بغداد حزبين ثارت بيته| الفتن» فقرر الخليفة صرف 

البازري عن القضاء, واعاد تقليد الحنفية. 5) 

وذكر ابأ الاثير في حوادث سنة 377 يقول: في هذه السنة عظم أمر الحنابلة ببغداد 
فصاروا يكبسون دور القواد والعامة» فان وجدوا نبيذأ أراقوه» واذا وجدوا مغنية ضر بوهاء 
وكسروا آلة الغناء؛ فارهجوا بغداد» فركب صاحب الشرطة» ونادى في جانبي بغداد 
لايجتمع اثنان. ولايصاي منهم امام الا إذا جهر بالبسملة في صلاة الصبح والعشائيين» 
وذكن كل هذا لم يُفدء وزادت الفتن. فخرج توقيع الخليفة ينكر عليهم فعلهم©. 

وذكر. ياقوت الحنموي عن مدينة اصفهان ويجدها القديم » وكيف صارت الى الخراب 
عقب ذلك الغبب والسلب وحرق البيوت» بين الشافعية والاحناف خضل ذلك قراها 
ورساتيقها9؟». 

وذكر مثل ذلك عن مدينة الري وقال: كان أهلها ثلاث 57 شافعية وهم قلة 
وحنفية وهم الكثرة» وشيعة وهم السواد الاعظم . وقد تألب الشافعية والاحناف على الشيعة 
ثم ثارت العصبية المذهبية بين الشافعية والاحناف. ووقعت الحروب. 

كل ذلك حدث في التاريخ واضعافه من جراء المذهبية الضيقة, والتقليد الاعمى. 
واستغلال السياسة لهذه الخلافات, والعمل على توسيعها, واثارتها كلما طاب لما ان تضرب 
: الشعب ببعضه لتجعل من نفسها حكرّاء وتنضر من تريدء وتقرب من تشاءء وتبعد من 
هذا وكتاب الله بين أيديهم » ولكن السياسة. وتجار الدينء ونزغات الجهلء 
ونزعات الشيطان فعلت فعلها في القلوب والنفوس والعقول. 
(؟) نظرة تاريخية في حدوث المذاهب وانتشارها لأحمد تيمور. 


(*) ظهر الاسلام لاحمد أمين نقلاً عن الكامل لابن الاثير ٠١/4‏ 
(4) معجم البلدان لياقوت الحموي . 





-١5:8- 


فيه هو رأي الشاعر المكزون؟؟ 


المتتبع للمكزون في شعره يريك آذ لهمرققين نع التعايد والعلدين يكادان يكونان 


متناقضين والى القراء الدليل : 


ومكلفن. ومرقه. ومسبصر 
على مورد عين عذبت 


لحن 3 


على معرفتي فانبا ١‏ 
بتقليدي غدوت عارقاً: 


فاعسحب لكوني واصصف ومجرد2١)‏ 
وسبصّرء ' ومقلدٌ. ومقلّد 
فليطلٍ العجب لأرباب القصر 
مادونها رييء ولا عنها صدر 
عصا هدىٌ تلقف ما ابت سحر 
بمضمر المظهر من أ السور 


فهو هنا يصف بأنه مقلّد ‏ بكسر اللام ‏ ومقلّد بفنتحهاء وان هذا التقليد جعله عارفاً 


بالمضمر من آيات الذكر الحكيم . 


ولكن لنر وجهاً آخرء» وحكًا فناقضاً وموقفاً 010 وراياً مبايناً فق التقليد. 


كن مع الحق حيث كان عياناً 


واتبع شاهداً عليك با جا 
واطضرح في. الهوى الجراء لمن ضل 


فالتقليد هنا باطل» ونقيض 


وبه عذ من.باطل التقليد 
ء رسول تفز بأجر اللشن هيحد 
ولا تصحبنٌ غير الرشيد”» 


الحق. وجب الاستعاذة منه بالحق, وينصح من اتباع 


شهادة 0 وليكن الشاهد عليك ما جاء به الرسول وبذلك تفوز بالأجر الاكبر. وهو 


-١5غ96-م‎ 


0 - تبصر بنور الحق تلق حقيقةً لعين يقين لابداخلها الظرٌٍ 
ولا ترض بالتقليد تعدٌ مخلداً بحزن ضلال لايفارقه لحرن ' 


هذه لمحة عجلى عا تركه التقليد في تاريخ الأمة الاسلامية وما الحقه بالمسلمين من, 
ويلات ومصائب. وانزله من كوارث ونكبات فاذا دعاه+اللكزون باطلا واستغاذ بالله منهى 
واعتبر ان الراضي به سيخلد بحزن الضلال فهو على حق وصواب”" ولكن كيف" توفق بين 
قوليه في التقليد؟؟ 

والجواب سهل ميسور!! وصحيح. ثابت لايتطرق اليه الشك. ولا تدانيه الريبة! ! 

فللتقليدِ وجهان, ولسلوكه حالتان. :. 

هناك تقليد في الامور: الاعتقادية» والعبادات . 

وهناك تقليد في الاحكام الشرعية والمعاملات . 

والمكزون يرى التقليد في الاصول الاعتقادية لأنها لاتحتاج الى اجتهاد, ولا تفتقر الى 
شهادات الرجالء واستنباط الأدلة منجم وعنهم. ولانها جاءت عن المعصوم ما اتاكم 
الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا . 

واما في الاحكام الشرعية والمعاملات فلا يرى جواز التقليد لما فيه من تعطيل العقل. 
وانها يلم نفسه جانب الحق. ويدور معه حيث دارء ولا يلتزم بأقوال الرجال فكثيراً 
0 الدليل» ويتخطون قويم 0 ويأتي تعليلهم أشبه عله 


)١(‏ الحَرّنَ: بفتح الحاء الأرض الصلبة الصعبة. 


؛ ديوان المكزون» ومصورة المكتبة الظاهرية. 


القران وكينة في شعر المكز ون 


' القرآن والسنة مصدرا التشريع: الاسلامي 


القران.دستور المسلمين: العام ومصدر اشر يع الآول عقائدياً ولع واخلاقياً م 
يختلف فيه. المسلمون على تعدد مذاهبهم لكنهم اختلفوا : 

منود اسمس لمعا 8 اخراص سكم هيا 

؟ - في تفسير المتشابه من الآيات» وتأويله» وفي الناسخ والمنسوخ من احكامه 

ويورد المكزون أوصافاً للقرآن الكريم وبالطريقة الصوفية: 


١‏ كل حرف من الكتاب كتاب 
ولأرواح كل. من راح مرتا 


؟١-‏ وبألطافها اليها دعتني 
بكتاب فيه شفاء اكتثالبي 
عكم 5 تشابه. وائتلاف 
والليه .عند الخصام احتكامي 


*- لم يحرم ماكان خلا على غير 


؛ - وكيف عن محكم الايات منه أرى 
© هذا وايات الشهادة عندهم 


0١‏ كل الابيات عن مخطوطتي المكتبة الظاهرية والاسكوريال 


-1١61١- 


عقن بللتكسه وهر اس 
من غيهب الغواية سلخح 
حا اليه من واهب الروح نفخ 


وارتني نزولها قي سهائسي 
من وعيد القلى بوعد اللقاء 
في اختلاف الآيات والاجزاء 
فلذا ع دامغاً خصلائى 
أتانا 


ظلوم بذا الكتاب 


ْ .عن مريض له الكريه الشراب 


ؤيغاً ' 3 واتبسع تباعاً لمشتبه 


تتلىء وحكم القسط فيها يورد<١)‏ 


والسنة. وهي المصدر الثاني لتنظيم المجتمع الاسلامي. وتعريفها: ماأثر عن إلنبى 0 
من قول وفعل وتقرير. وقال الحرجاني : السنة في اللغة الطريقة, مرضية كانت او غير 
مرضيةء وفي الشريعة هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض او وجوب. وهى 


5 57 7 0 1 0 0 - 
قسمان : عملية” وقولية, وهناك سئن الحدى وسّئن الزوائد» والسنة العملية تلي القرآن في 


المرتبة اما القوليّة فتأتي في الدرجة الثالئة والقرآن مقطوع به لانه متواتر» والسنة مقطوع بها: 
بجملتها. لابتفصيلهاء لانها غير متواترة . 

ولقد اختلف علاء المسلمين فيها: 

١‏ -في الرواية والتعبير. ش 

؟ - في الرواة والثقة بأقواههم . 5 

* - في عدد الاحاديث الصحيحة والموضوعة . 

4 - بطرق الحديث. وهل هو احادي» أم متواتره أم مرفوع” . الخ 

وسنورد اقوال الشاعر المكزون في السنة المطهرة. وحضه على التمسك بها وانها 
السبيل الى الله بعد الكتاب الكريم كما سنفرد بحثاً خاصاً للحديث. 

يقول المكزون: 


١-أميّ‏ الشريعة, والمقيم ها أبي 


أأعق والدتي. وأنكر والدي ولى النعداة أفرٌ من أعواني؟؟ 
أأفر من انسى الى وحش الفلا ان كنت ذاك فلست بالانسان© 


انه يرى المسلمين أخوة. أمهم الشريعة الجامعة» ومن يعقٌّ وآلدته: وينكر والذى 
ويجاني اخوانه,» ويوالى أعداعهة قليس له صفة الانسإن 5 ١‏ 


سسسب مسمس 

(1) السنة المتوائرة هي التي اجبمع عليها مسلمو الصدر الأول وكل ذلك قطعيّ لايجوز جحده ولا رفضه لا بتأويل نولا اجتهاد 
ككون الصلاة المفروضة حمسا وكون الفجر ركعتين والمغرب ثلاثاً والبواقي اربعاً وكون كل ركعة تشتمل على قيام وقراءة وركوع 
وسجودين . . الخ . 1 


(5) أمغخطوطة : الاسكوريال 
-1١67-‏ 


١‏ - وارفض البدعة. والسشنة لا 


تعدّها عدوا 


تلظّى 2 بلظي 


انه يدعو الى رفض البدعة ‏ كل بدعة والبدعة ماخالفت السنة والكتاب» ويحخض 
على التفيّد بالسنة» وعدم تجاوزهاء » لأن تجاوزها يقود الى «لْطَ » تصغير لظى احدى طبقات 


جهنم السبع . 


+« شرعة وجدي مالا نسخ 


وسئتى في الحب بلخية 


وعقد عهدي ماله فسخ 
يرفضها من داره الكرخ 


ويشير في البيت الثاني الى بلخ والكرخ والرفض والتسنن الذي كان قائم) فيهما. 


؛ - أومستسنٌ الزور أو رافضن السنة. 


6 وشرعتي في المحب مبذولة 
وسلتي فيه لأهل النهسى 
5- ورافض لسنتي بيجهله 


وما الكاقفر الا جا 


02 بمسنون الموى في ملتي 
ودم على فعل الصلاة صل 


-1١6- 


- 


يعرفها الوارد والصادر 
يرفضها من جهله الكاقفر 


يِذْمّ من لسعيه الله شكر 


ومفروض الملدى فرضي 
هل السسئة في رفضى 


- 


وارفض فروض غيرها من الملل 


بمناليها بالصّلاتِ , قد وصل 


الحديتث في شعر المكزون 


ولكن» أي زيدٍ هذا الذي يروي عنه المكزون ويشير اليه في قوله هذا؟؟ أزيد بنّ 
ثابت؟؟ ام زيد بن حارثة؟ وكلاهما صحابي» أم زيد بن علي؟ وهذا يعني «التمذهب»!! 

ولكن المكزون يقول: رأيته؛ وهذا يعني اشتراط الرؤية » والسّماع » والصِحبة لصحة 
الحديث. كا يُشترط العدل. 

والحديث الذي رواه حديث ظاهر. ويعني ان المراد منه غير خفيّ . 

يقول الكستتلي0» في الصفحة 14٠0‏ : اللفظ اذا ظهر منه المراد يسمى «ظاهرً بالنسبة 
اليه في اصطلاح الفقه. وان تأيد ذلك بشهادة السوق يسمىٍ «نضَأ» وان انضم الي مأيمنع . 
احتمال التأويل والتخصيص يسمى «مفسرا 1 وان لحقه مايدفع احتمال النسخ يسمى «تحكماء 1 
وان لم يظهر فان كان ذلك لعارض يسمى وخفياً. وإن كان لنفس اللفظ . فان كان مما يدرك 
عقلاً يسمى «مشكلا» ونقال يسمى «متشابها» . 


والقدر المشترك بين النص والظاهر هو والمحكم» والمشترك بين المجمل والمؤول هو «المتشابه» 
لأن عدم الفهم حاصل في القسمين . 
وقيل: النص ماكانت دلالته على معناه بدرجة من. .القلع ل 0 
وقيل:: الظاهر ماكان يقبل «الاحتمال» . 
ولكن يقابل النص والظاهر المجمل والمتشابه من اقسام البهم . 
:واكئز العلماء يرون ان المتشابه مالايتضح معتأه . 2 
وقال البيضاوي : :ان المشترك بين الظاهر والنص هو «المحكم, ' : 
والمشترك بين المجمل والمؤول هو «المتشابه؛ والأحناف قسّموا اللفظ باعتبار «الوضوح» 


)١(‏ مصطفى القسطلاني مصطلح الدين 
اد 168 


في دلالته على معناه إلى ظاهرء ونص» ومفسر ومحكم . 
يقابلها الخفي» والمشكل» والمجملء «المتشابهء ولم يجعلوا المخكم والمتشابه وضفاً 
مشترك . 
8 المكزون : 
وهل ماأوردته شاهده اي الكتاب أو حديثء أو أثتر 
واذا كانت الصحبة - صحبة النبي - والرؤية» والسماع شروطاً وأصولاً مُقررة لصحة 
الحديث. فا هو القول بالاحاديث الواردة عن التأبعين» وتابعي التابعين الذين لم يصحبواء 
ىُْ يرواء ولم يسمعوا مباشرة؟؟ 
هل يعني السماع ماسمع عن النبي مباشرة؟ ام ماسمع بالعنعنة؟؟ 
ومن المجمع عليه ان الصحابة كلهم «عدول» ولكن كان خلفاء الرسول الراشدون 
لايقبلوت الحديث من الصحابي مهما بلغت منزلته الا اذا جاء بشاهد يشهد له انه سمعه من 
رسول الله. ْ 00 1 
وكان على بن أبي طالب يستحلف الصحاي على ماسمعه من الرسول. 
واشترط في الراوي ايضاً الضبط والعدالة 0 
وكيف تُجّدد الصحبة والرؤية والسماع وقد اشترك فيها المؤمنون والمنافقون؟؟ اذا جاءك 
المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله . . . وان يقولوا تسمع لقوهم . 
وهؤلاء المؤلفة قلويهم صحبوا الرسول وسمعوا حديثه» واسهم لهم في الغنائم! 
وخيث ان الموضوع مضع الحديث ‏ مترامي الأبعاد. كبير السَّعَةَ ولشعر 
المكزون :ازتباط .به رأينا ان ُتوسع فيه قليلاً» ونعرض بعض ماطرأ علية. وأدخل فيه 
وانتهى اليه من الخلاف والاختلاف بين المسلمين »2 وكان سبباً قي قيام المذاهب الاسلامية . 
وتأمل ان لايعتبر توسّعنا في هذا الموضوج خروجاً على المعبج المقرّر لهذا الكتاب. ' 


175 محمود درويشه في مجلة نبج الاسلام السنة السادسة العدد 4لا ص‎ )١( 


1) جاء في البحر المحيط ج؟ ص581. 


به6ه16-: 


تدوين الحديت 


جاء أن النبي نمى عن كتابة الحديث.» يقول احمد امين: لقد وجدنا أحاديث كثيرة 
تنبى عن تدوين الحديث منها مارواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: : قال 
رسول الله: لاتكتبوا عني ومن كتب غير القرآن فليمحه. وحدّثوا عني ولاحرج»ء ومن 
كذب عل فليتبوًا مقعده من النار. 

ولم يرد في التاريخ انه ات كاتباً في هذا الشأن. ولا كان يستعرض الحديث» أو 
يراجعه على حفظته (0) 

وسأل سائل علي عن أحاديث بالبوج .وعبا في أيدي لانم اختلاف ٠‏ الخبر فقال : 

ان في أيدي الناس حقاً وباطلاء وصدقاً وكذباء وناسخاً ومنسوخاًء وعاماً وخاصاء 
وحكمًا ومتشايراً وحفظاً ووهمًء ولقد كذب على رسول الله على عهده حتى قام خطيباً فقال: 
من كذب عل فليتبوًاً مقعده من الثار. 0 
وانما أتاك بالحديث أربعة من الرجال ليس لهم خامس . 

١‏ - رجل منافق مُظهر للايهان متصئع للاسلام » لايتائم ولايتحرّج , يكذب على 
رسول الله متعمداً فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ولكنهم 
قالوا : صاحب رسوله. : رآه وسمع منهء فيأخذون بقولى ولقد اخبرك الله عن المنافقين با 
اخبرك ووصفهم با وصفه يه لك .ثم بقوا بعدهء فتقربوا الى ائمة الضلالة» والدّعاة الى 
النان بالزور والبهتان فولوهم الأعيال وجعلوهم حكاماً على رقاب الناس. فأكلوا بهم 
الدنياء. وانما الناس مع الملوك:والدنياء الا من عصم الله فهذا أحد الاربعة. 

ودجل سمع من رسول الله شيئاً م يحفظه على وجهه فوهم فيه. “ول يتعمد كذبأء فهو 
في يديه ويرويه, ويعمل به. ويقول: أنا سمعته من رسول الله فلوعلم المسلمون انه وهم 
فيه لم يقبلوه منهى ولوعلم هو كذلك لرفضه. 


للللسسسشيي 
)١(‏ تصنية نبج البلاغة ص 460 الجزء لا ص ١7‏ - 15 


-165- 


ورجل ثالث :. سمع من رسول الله شيئا يأمربهء لم أنه نمى عنهء وهو لايعلم» أو 
سمعه نبى عن ثيء ثم امر به وهو لايعلم . فحفظ 1:..مخ ولم يحفظ الناسخ, بارعا انه 
منسوخ لرفضه» ولو علم المسلمون اذ سمعوه منه انه منسوخ نرتشهه. 
ورجل رابع : لم يكذب على الله. ولا على رسوله» مبغض للكذب نخوقاً من الله 
وتعظيئًا لرسول الله ولم يهم بل حفظ ماسمع على وجهه. فجاء به على ماسمعه لم يزد فيه ول 
ينقص منه» فهو حيظ الناسخ تعمل به وخنط اللجنوع جني عن وعرف الخاص والعام 
والمحكم والمتشابه فوضع كل شي موضعه(١)‏ 
وقال الشيرازي في المع : اذا روى الخبرثقة رد بأمور: 
اولاً: أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلاته لان الشرع انها يرد بمجوزات 
العقول. واما بخلاف العقول فلا. 
ثانياً: : ان يخالف نص كتاب» او سنة متواترة فيعلم انه لا أصل له أو منسوخ , 
ثالثاً: ان عالت الاجماع فيستدل به على انه منسوخ. او انه لااصل له لانه لايجوز له 
ان يكون صحيحاً غير منسوخ وتجمع الامة على نخلافه . 
رابعاً: أن ينفرد الواحد برو اية ما يجب على الكافة علمه فيدل على ذلك انه لااصل 
5 لانه لاوز آن يكون له أصل ويقرد هو يحلمه من بين الخلق العظيم 
خامساً: ان يتقرد برواية ما جرت العادة ان ينقله اهل التواتر فلا يقبل لانه لايجوز 
ان ينفرد في مثل هذا بالرواية9». 
وقال الغزالي : أربعة يعلم بها كذب الاخبار. 
الاول: مايعلم خلافه بضرورة العقل» او نظره. او الحس والمشاهدة» او اخبار 
. العواترء وبالجملة ماخالف المعلوم بالمدارك الستة. الثاني: ماخالف النص القاطع من 
الكتاب» والسنة المتواترة» واجماع الامة. والثالث: ماصرح بتكذيبه جمع كثير يستحيل في 
العادة تواطؤهم على الكذب. الرايع: ماسكت الجمع الكثير عن نقله والتحدث به. 29 


87 توجيه النظر ص‎ )١( 


(”) المستصفى للغزالي 
1١619 1‏ 


وكان الخليفة عمر بن الخطاب يتحرّج من رواية الحديثء وينذر المكثرين بالعقوبة, 
وقد أنذر أبا هريرة بالضرب والنفي الى بلاده التي جاء منها لأنه كان يكثر الحديث» فكف 
خوفاً من عمر عن رواية الحديثء ولكنه عاد اليها بعد وفاة عمر. ش 

واذا كان ثاني الراشدين» لايرتاح لرواية الححديث؛» ويرفض كتابته» ويشكٌ في 
الرّواق ف| بالكم بمن اتى بعله ر بمئقي عام؟؟ 

0 2 ان عبد الله بن مسعود كان يقضي السنة بكاملها في العراق مث 

وحتى منتصف ارق الثاني ا مجري 1 يجمع ديك ولكن القرن اثالث كا كان 
عصر المحدّثين. ونشأت مدرستان: مدرسة التقل ومقرّها الحجاز» ومركزها المدينة» 
جاء هذا ذا الركام من 50 0 منها ماكان إقيداً دا للعقل» وتحميداً للجنان الأمر 
الذي أدى بأبي حنيفة الى وضع قاعدة «تغيّر الاحكام بتغير الزمان والمكان» . 

والسؤال ماذا كان يحدث للدين لوسار المسلمون بعد القرن الثاني للهجرة على ماسار 
عليه اسلافهم خلال القرنين السابقين من عدم جمع الحديث وتدوينه. أكان يضيع الدين 
كله أو نصفه أو بعضه؟؟ وهل نعد الصحابة مقصرين بجانب الدين وائمين لاخهم م 
يفعلوا مافعله علماء الحديث من جمعه وتبويبه؟؟20) 

لقب عني علماء ء المسلمين بالحديث ورجاله, وتحقيقه عناية كبرى ووضعوا الصحاحء 
والسّئنء وسيّر الرجال. والجرح والتعديل كيالم يشهده موضوع من مواضيع الفكر 
والتشريع : 

000 انهم قسموه 
الى اربعة عشر قسمً : ا 

١‏ - الصحيح : وهو مااتصل اسناده بنقل العدل الضابط ضبطا تاما عن مثله الى 

(") المصدر السايق. , 


1١68 


حو اي ولا علة قادحة : . 
"' بالمرفوع : ماأضيف الى النبي قولًء او فعلاًء او تقريرًء اوصفةء أوحكم). 
* - الموقوف : ماأضيف الى الصحابي . 
3 5 - المقطوع: ما يف الى التابعي , فِمن دونه . 
ه ‏ الحسن : .وهو مارواه عدل قل ضبطه مع العو شر قل انافاه 
بدن الشجيقك: نحو عافةةشرطا ان كر مو قر رط القيولة: ش 
١‏ ب المتواتر: وهو مارواه جمع تمنع العادة اتفاقهم على الكذب. 
8 - المشهور: مارواه ثلاثة فاكثرء ولو في طبقة واحدة» ولم يصل درجة التواتر. 
4 - الغريب: ماانفرد به راو واحد. 
٠‏ المسند : مااتصل اس فديق راوية الى النبي . 
1١١‏ - المبهم : هو ماي متنه» او سنده شخص لم يسمع . 
- المعلق : هو ماسقط منه راي او اكثر على التوال من اول سنده 
١ ...‏ ِدالمرسل : هو مارفعه التابعي ولو حكم الى النبي . 
5 متفق عليه : وهو مارواه مسلم والبخاري . 
ولذلك قيل : علم الحديث نضج واحترق. 
ولكن مادوو التنيامنة) والغناعر السيررية قن الدرية؟؟ 
أن اهل الأديان من اليهود والنصارى والفرس والزنادقة» واهل الابتداع » والتعصب 
للهاشمية» والاموية؛ والعباسية لعبت دورا كبيرا وكبيرا جدا في وضع الاحاديث, وتلفيق 
الاخبار: والدس.في الآثار. تنفيذا لاهوائهم, وتحقيقا لاغراضهمء وتبريرا لسياستهم. 
وكيدا للاسلام» ولقد راجت هذه الاحاديث عند الكثيرين من المسلمين واصبحت من 
«المسلات». ْ 
وضاع الاحاديث كثيرون جداًء والاحاديث الموضوعة تجاوزت 508,785 أربعماية 
وثانية آلاف وستاية وأزبعة زقانن دكا قام بوضغها ودسهاء واذاعتها وترويجها بين 


1694 


المسلمين الوضا عون الكذبة(0) 

جاء في الخلية عن ابن مهدي عن ابن لهيعة أن شيخاً من الخوارج قال: .ان هذه 
الاحاديث دين» فانظروا عمن تأخذون دينكم! ! اننا كنا اذا هوينا أم رْأصرنا لمحديتا. 0 

ومن الاحاديث الموضوعة للتقرب من الحكام ماجاء عن أبي البختري(» وقد أهدي! 
الخ الرشيد طيور مام وكان الرشيد يلهو ويعجب بهذا النوع من الطين. فقال ابو البختري :! 
روى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: لاسبق الا في خف اوحافر» أى 
جناح فزاد لفظة جناح ليرضي الرشيد الذي يحب اللهو بالطير فاعطاه جائزة سنية ولا خرج| 
قال الرشيد : والله لقد علمت انه كذاب, ثم امر بالحمام ان يذبح . فقيل: وماذنب الحمام 
قال: من اجله كذب على رسول الله . 

وقيل :. اشهر الوضاعين اربعة : ابن ابي يحبى في المدينة» والواقدي في بغداد ومقاتل 
بن سليان في خراسان» ومحمد بن سشعيد 0 

وجاء عن البخاري أنه قال : انني احفظ مئتى الف حديث غير صحيح (3) 

وقال شعبة بن الحجاج : ان تسعة اعشار الحديث كذب© 

وقال الدارقطني : ان الحديث الصحيح في الحديث اوكا البيضاء في الثور: 
الاسود©) 


19٠0 - 586 - 788 الاميني في كتابه الغدير ص‎ )١( 

(5) ابن خلكان ج؟ ص 117 

(6) ابواالبختري قاضي مدينة النبي بعد بكار بن عبد الله ثم ولي قضاء بغداد بعد ابي يوسف صاحب ابي حنيفة تفسير القرطبي 
ج١1‏ ص 4؟ 

(4) الاسلام الصحيح ص 516 . 

(1) اضواء على السنة المحمدية ص ١54‏ وابن تخلكان ج؟ ص ١١7‏ 

(؟) شرح صحيح البخاري للقسطلاني ج١‏ ص ”57 

(5) اضواء على السنة لابي رية. 


رن 


هو وو 


وقفة عند الحديت والتاريخ 


كثرة الاحاديث أفزعت علماء المسلمين فنبضوا للكشف عن الاحاديث السرة 
ومن أشهر من ألّف في هذا الموضوع ابن الجوزي » والسيوطي » والصاغاني» واملا عل 
القاري()والأميني . 

قال الإمام أحمد في مسنده: مان لس اللا اد سه 

ويلاحظ القاريء كلمة «انتقيته» . والانتقاء يعني تفضيل حديث على آخر. 

وقال أبو بكر محمد بن عمر الرازي : كان أبو زرعة يحفظ 7٠٠١‏ ألف حديث. وكان 
يحفظ ١4٠‏ ألف حديث في التفسير. 

ونقول: اذا كان المراد 0 آيات القرآن فيكون لكل أية نيف وعشرون 


تفسيرا لأن مجموع آيات الذكر الحكيم على أصح الاحصاءات هو 550٠١‏ أآية. 
ولد اختار مالك الموطأ من 1٠‏ ألف حديث. 


واختار البخاري صحيحه من ٠‏ ألف حديث. 
.. وكذلك |مسلم انتقى صحيحه من ٠‏ ألف حديث . 
والاحاديث الموضوعة اما سياسية؛ وهي ما وضعت لتمكين السلطة . واما دينية» وهي 
ما وضعه أهل الاديان من مهودية راق ومجوسية. وأما مذهبية» وهى ما وضعته القرّق 
والاحزاب الاسلامية. واما كيدية» وه :ما لفقة الرنادقة . 1 
وقال أحمد أمين: من الغريب أننا لو اتخذنا رسا بيانياً لالحديث لكان يشكل هرماً رأسه 
المدبب هو عهد رسول الله. ثم يأخذ في السعة حتى نصل الى القاعدة أبعد ما تكون عن 
عهذ الرسول؛ مع أن المعقول يجب أن يكون العكس لآن صحابة الرسول أعرف الناس 
بحديئه ثم يبدأ الحديث يقل بموتهم . 
والمتتبع للحديث يرى أن أحاديث العصر الأموي أكثر بكثير من أحاديث عصر 


(1) أضواء على السئة المحمدية الحمود أبي رية. ٠‏ 


-151١2 





الخلفاء الراشدين!! . 
ولقد تتبع علماء المسلمين رواة الحديث وأحصوا أحاديئهم وما ثبت منها واليك المثال . 

7 الخليفة الاول أبو بكر روى ؟4١ حديثاًء وقد صحب النبي طوال سني البعثة أي‎ - ١ 

عاماً. 

 *”‏ الخليفة الثاني عمر بن المخطاب أسند اليه 1ه حديثاًء ولكن لم يصح منها الا مسون 
حديئاً . وقد صحب النبي بعد اسلامه ١1/‏ عاماً. 
الخليفة الثالث عثمان بن عفان روى ١45‏ حديثاً أخرج مسلم منها خمسة أحاديث» 
والبخاري تسعة أحاديث وكان زوج ابنتي الرسول رقية» وأم كلثوم(). 

بالخليفة الرابع علي بن أبي طالب روى 7ه حديثاً كما أسندها السيوطي» وقال ابن 


(1) جاء في دائرةأالمعارف الاسلامية الشيعية المجلد الأول» الجزء الأول ط ؟ للسيد حسن الامين ما يلي: 

تزوجت خدا بنت خويلد قبل الرسول بائنين من أشراف العرب وسادتهم وهما: عتيق بن عامر المخزومي » وأبو هالة 
بن زرارة التميمي» و تروجها الرسول كان لها ثلاث بنات. وهن زينب. ورقية» وأم كلثوم » وولد واحد من زوجها أبي 
هالة اسمه هندء وكان هتديق مالم يشب عن الطوق عندما تزيج الرسول بأمه (راجع جمهرة الانساب 17# والاستيعاب 4 
006 






أما زينب فقد تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وهو أبن خالتها وولدت له علياً وامامة» ومات 
علي صغيرأ وعندما بعث محمد أسلمت زينب حين أسلمت أمها خديجة, وبايعت محمداً هي واختاها. 

وأما رقية فقد تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل الاسلام؛ ولا بعث محمد أمر أبولهب ابنه بطلاقها فتزوجها 
عثيان بن عفان» وكان ذلك قيل الحجرة الاولى الى الخبشة لان عثران عندما هاجر كانت رقية معه 

وأما أم كلثوم فقد تزوجها عقبة بن أبي لحب بن عبد المطلب قبل الاسلام وأسلمت حين أسلمت أمهاء وفارقت زوجها 
في الوقت الذي فارقت فيه رقية زوجها أخاه . ثم تزوجها عشان بعد وفاة أختها. وهكذا يظهر أن نسبة هؤلاء البنات محمد هو 
الف للواقع » الكنهن ربائب محمد وهذا يتعارض مع كثير من المصادر الاسلاميةء ولكن اذا ذكرنا أن محمد تزوج خديجة 
وعمرها 4٠‏ عاماًء وانها ولدت له ثانية أولاد بعد هذا السن أدركنا عدم تحقيق المؤرخين في هذه الظاهرة المخالفة لطبيعة انجاب 
المرأة ‏ الا نادراً - بعد الاربعين» فبكيف تلد بعد الخمسين؟؟ . 


(5) أبن حزم ومسند بقي بن مخاند 


16 5 


حزم لم يصح منها الا خمسون حديثا ولم يرو مسلم والبخاري منها الا عشرين حديثاً'» وقد 
صحب النبي منذ ولادته. وعاش في كنفه. لايفارقه في سفر, ولا حضرء وشهد معه كل 
المشاهد باستثناء تبوك حيث خلفه الرسول على المدينة: ومن فيهاء وهو زوج ابنته فاطمة. 
؛ - الزبير بن العوام رؤى ٠١‏ أحاديث؛. روى البخاري 4 أحاديث, ومسلم واحدأء وهو 
ابن عمة الرسول وحواريه» ومن المبشرين بالجنة. ‏ - 
/ © عبد الرحمن بن عوف روى تسعة إُحاديث أوردها البخاري . 
؟ - أبي بن كعب» روى نيفاً وسبعين حديثاً في الصحاح والسئن . 
1 زيد بن ثابت روى 47 حديثاء اتفق الشيخان على خمسة منهاء وانفرد البخاري بثمانية . 
م - سلمان الفارمي جاء له ٠0‏ حديثاً في مسند بقىّ بن مخلدء أخرج البخاري له ؛ 
أحاديث. وفيه يقول الرسول: سلان منا أهل البيت. 
4- طلحة بن عبد الله روى 78 حديئاً كيا في مسند بقيّ بن مخلد. 
٠-معاذ‏ بن جبل الانصاري الخزرجي اليدري روى 5 أحاديث أوردها البخاري . 
١‏ -عائشة زوج النبي روت 7١١١‏ أحاديث. 
١‏ - عبد الله بن عباس روى 117١‏ حديثاً. 
١‏ جابر بن عبد الله الانصصاري روى ١654٠‏ حديثاً. 
4 - أبو سعيد مالك الخدري روى 11070 حديثاً. 
6 - عبد الله بن عمر روى حديثاً, 
5 - أنس بن مالك روى 7775 حديئاً . 
107 - أبوهريرة روى 088/4 حديثاً0). ! 
ْ ويظهر من مطالعة هذه الارقام أن أبا هريرة يأتي في طليعة رواة الاحاديث حتى لقد 
جاء له من الأخاديث أضعاف ما جاء للخلفاء الراشدين وكبار الصحابة مجتمعين با فيهم 
عائشة زوج الرسول. فمن هو أبو هريرة؟؟ . 
(؟) يقول الدكتور مصطفى الشكعة: ان البخاري كان يجلس بين يدي عمران بن حطان شاعر الخوارج ينقل عنو الحديث» 


ولذلان قلت روايته عن علي بن أبي طالب. ولكن بعض المصادر تشير الى أن عمران بن حطان توفي سنة 84 ه بينها تذكر أن 
البخاري ولد 144 وتوفي سنة 765 ه. 


.15*- 


هو صححابي أضله من قبيلة دوس اليمنية هاجر الى الحجاز وأسلم عام للهجرة يوم 
فتح خيين وصحب النبي عاماًؤبعض العام على أشهر الرواياث: وكان يعيش خلال هذه 
المدة في الصّفة مع الفقراء الذين يطعمهم الناس أو يستطعمون الناس. ثم الحقه النبي 
ببعث ابن الحضرقي الى البحرين عام 8 للهجرة. ع جم الصحبة التعور فقد أحصى 
المحدثون له هذا الرقم الضخم من الاحاديث!!! 


منها في صحيح البخاري وحدة 445 حديثاً . 


نشوا الحابة من سيك فقلهم الى التي عشرة دريجة وهي ١‏ قتعاء السابقين 
الذين أسلموا بمكة ‏ ؟ ‏ أصحاب دار الندوة   #‏ مهاجرة الحبشة ‏ 4 أصحاب العقبة 
:دأو - © - أصحاب العقبة الثانية 5 - أول المهاجرين الذين وصلوا الى النبي بقباء قبل 
أن نفل اليد لات أل سد كب الهاج لانن ردر واخديية < هب أهل بيعة الرضيرات 
٠١‏ - من هاجر بين الحديبية وفتح مكة - ١١‏ مسلمة الفتح - ١7‏ - صبيان وأطفال رأوا 
رسول الله يوم الفتح ويوم -حجة الوداع09). 

وقال البخاري : الصحابي من صحب النبي أورآه من المسلمين. 

ويقول علي بن المديني : الصحابي من صحب النبي أو رآه ساعة من نهار. 

والاجماع على عدالتهم . والبعض لايرى هذه العدالة مطلقة؛ وخاصة بعد الفتنة - 
أي مقتل عثمان - ومن المعروف أن الوليد بن عقبة صحب النبي ورآه ولكن نزلت به الآية 
(ان جاءكم فاسق ينبأ فتبينوا. . الى آخر الآية . 

ومن الصحابة من شرب الخمر كقدامة.بن مظعون. ومنهم من ارتد كعيينه بن 
احصن» وعبد الله بن سرح وقال العجلي في عمر بن سعد بن أبي وقاص انه تابعي ثقة وهو 
الذي باشر قتل الحسينء ومنهم من بايع ونكث كطلحة والزبير وقال أيضاً في عمران بن 
حطان انه ثقةى وهو الذي قال ماقال في الخليفة الراشد علي بن أبي طالب. 


(1) الروض الباسم للوزير اليا ص 54 *لاج .١‏ 
9) السنة المحمدية ص ."8٠‏ 
12ت 





وفي القران وكان في المدينة تسعة رهط يفسْدون في الارض ولا يصلحون" » ولايمكن 
القول أن هؤلاء لم يروا النبي ويصحبوه. 

وفي سورة التوبة (وبمن حولكم-من الاعراب منافقون. ومن أهل المدينة مردوا على 
النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذيهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم . ) 

وفي القران سورة خاصة بالمنافقين وكلهم رأى الرسول فكيف نحكم بصخبتهم؟ 
ويسأل: بمن نزلت هذه الآية واذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا اليها وتركوك قائياً قل ما عند الله 

خعيرامن اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين (الجمعة) . 

ولقد تشكك كثير من العلماء في بعض الاحاديث النسوية روايتها الى ابي هريرة. 

وخاصة ماله علاقة بالاسرائيليات وكعب الأحبار. 


ولقد امتدح كعب الاحبار أبا هريرة بقوله : ما رأيت أحداً لم يقرأ التوراة أعلم با فيها 


من أبي هريرة(©. 

والسؤال الذي يطرح نفسه من أبن ع جاء عللم أبي هريرة بالتوارة. وهو الأمي الذي لا 
أنه تتلمذ عليه. " 1 

لقد نبى الخليفة القوي الصارم عمر بن الخطاب أبا هريرة عن الرواية» وعلاه بالدرة 
حتى أدماه. وهدده بالنفي الى أرض دوس قائلا له: أحر بك أن تكذب على رسول الله. 

وقد قال الفقيه المحدث السيد رشيد رضا: لو طال عَمَر عْمّر حتى مات أبو هريرة لما 
وصلت الينا تلك الاحاديث الكثيرة مجلة المنارج ٠١‏ ص .468١‏ 1 

وقال عن أحاديثه المشكلة : لا يتوقف على شيء منها أصل من أصول الدين مجلة المنار 
ج15 ص .٠٠١‏ 1 

وشيخ الفقه أو حنيفة وأصحابهء وهم شطر كبير من الامة الاسلامية لايثقون بأبي 
هريرة» ولقد قال أبوحنيفة : انني أقلد جميع الصحابة» ولا أستجيز خلافهم برأي الا ثلاثة 


(1) الذهبي في طبقات الحفاظ. 


-156- 


نفر منهم وهم : أنس بن مالك0) وأبو هريرة. وسمرة بن جندب زفةك 
وقال الكاتب الاسلامي الكبير مصطفى صادق الرافعي : ان أبا هريرة أول راو اتهم 
قِ الاسلام 0 وأورد هذا ابن قتيبة ونحن اذا ألقينا نظرة فاحصة على بعض الاحاديث ٠‏ 
المنسوية الى أبي هريرة وجدبا: : 
١‏ -انها مراسيل. أحادية وأحاديث الآحاد ظنية كا قرر علماء الحديث. ولا يوخذ بها في 
العقائد. 
؟ - في الكثير منها صفة التهويل» والمبالغة والاستحالة©). 
*- بعضها يختلف مع القرآن2. 
؟ - بعضها مأخوذ من التوارة 2 , 
© بعض هذه الاحاديث طا صفة سياسية) . 
5- يظهر التناقض في بعضها(؟). 
- يظهر في بعضها عدم التحفظ١0),‏ 
ومن الاحاديث التي تشكك بعض العليماء فيها نورد هذه الامثلة : 
1١‏ - دوئ البخاري ومسلم والطبراني وأحمد عن أبي هريرة : أن ملك اموت جاء الى موسى 
وقال: أجب ربك» فلطمه موسى ففقاً عينه! ! فرجع الملك الى اللهء 
وقال: : أرسلتني الى: عبد لايريد الموت ندا ميته فرد الله عليه عينه. وقال: ارجع 
3 خولط في عقله آخيراً. 
0 تذكرة الحفاظ ج ١‏ ص 6م 
)تاريخ اداب العرب ج ١‏ ص 778 لمصطفى صادق الرافعي . 
(؟) كحديث موسى والملاك . 
(0) كحديث هروب الحجر بثوب موسى وعبور جيش ابن الحضرمي البحر بدون أن يبتل له قدم . 
(5) كحديث نخلق 'السهاوات والارض . 
(/) كحديث الملاك مع موسى ٠.‏ وحديث خلق السموات والارض. 
(5) كحديث أنا حرب لمن حاريكم وحديث لكل نبي حرم . 
)٠١(‏ كرده على عائشة زوج النبي . 


سككلال, 


الى عبدي موسى وقل له : أن يضع يده على جلد ثور, وله بكل شعرة تغطيها كفه عمر سنة . 

ويظهر الطابع الاسرائيلٍ على هذاالحديث كا تظهر المبالغة» فاليد تغطي آلاف 
الشعرات من جلد الثور وعمر موسى معروف. ٠‏ 

وأورد الثعالبي هذا الحديث في كتابه: المضاف والمنسوب وقال: هذا من أساطير 
الأولين» وختم قوله : : اني بريء من هذه الحكاية(). 
؟ - روى الشيخان عن أبي هريرة قال سليمان بن داوود: لأطوفن الليلة بمئة امرأة تلد كل 
واحدة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله فقال له الملاك: قل ان شاء الله. فلم يقلهاء 
وطاف بهن فلم تلد الا امرأة واحدة نصف انسان . 

قيل : أن محمداً أوتي قوة أربعين رجلا في الجماع7) ولكن سليمان تفوق عليه فقد أتى 
مئة امرأة في ليلة واحدة على ذمة واضع الحديث. 
- روى مسلم والنسائي وأحمد عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله بيدي وقال: خلق الله 
الترية يوم السبت. وخلق فيها الجبال يوم الاحد» وخلق الشجر يوم الاثنين» وخلق المكروه 
يوم الثلاثاءء وخلق النور يوم الاربعاءء وبث فيها الدواب يوم الخميس», وخلق آدم بعد 
الظهر يوم الجمعة في آخر اخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة بين العصر الى الليل . 

وفي القرآن: خلق خلق السماوات والارض في ستة ة أيام . 

وروى الائمة ومنهم اليخاري » وابن كثير: أن أبا هريرة تلقى هذا الحديث عن كعب 
الاحبار وهو مأخوذ من التوارة» وهكذا ورد عن البيهقي » وابن معين» وابن تيمية . 
4 - ومن الاحاديث المنسوبة لابي هريرة وعليها الطابع الاسرائيل حديث هروب الحجر 
بوب موسى 29 . 

والى القرا اء بعض الاحاديث التي تحمل الطابع السياسي : 


41١-5٠ المضاف والمنسوب ص‎ )١( 

(؟) جاء في البخاري عن أنس بن مالك: أن النبي كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة» وعددهن تسع نسوة» وفي بعض 
الروايات احدى عشرة؛ وجاء في الجامع للسيوطي : انه أوتي قوة أربعين رجلا في الجماع لان جبريل جاءه بقدر يقال له الكفيت 
فأكل منه. (الجامع للسيوطي وأضواء على السنة المحمدية ص 5١5؟)‏ . 

(*) راجع البخاري . 


-151/-_ 





دخل أبو هريرة حامج الكوفة عام اسلتّاعة. فاجتمع اليه الناس فقال: قال رسول 
الله: ان لكل نبي حرماًء وحرمي ما بين روضتي ومنبري» وقيل من عير الى ثور فمن 
أحدث فيه فعليه لعنة الله والملائكة. والدانني أجمعين, وأشهد الله أني رأيت علياً يحدث 
هناك9؟) فلا سمع معاوية هذا الحديث ولآه المدينة . ولكن روئ سفيان الثوري عن عبد 
الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار أن أبا هريزة لا قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس 
بالعشيات في باب كنده ويجتمع الناس اليه فجاءه شاب من الكوفة فقال: يا أبا هريرة 
أنشدك الله » أسمعت رسول الله يقول لعل بن أبي طالب: اللهم وال من والاه وعاد من 
عاداه فقال أبو هريرة : نعم فقال الشاب : أشهد بالله أنك ك واليت عدوه؛ وعاديت وليه . ثم 
تركه© . 

ولأبي هريرة أحاديث كثيرة في معاوية» ومنها: انه نظر الى عائشة بنت طلحة وكانت 

من أجمل النساء فقال لها : لم أر أجمل من وجهك الا وجه معاوية على منبر رسول الله(" . 

كايروي أحاديث في أفضلية على عندما يقل عنه رفد معاوية» فقد روى قائلا: 
وأيت رسول الله وقد نظر الى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : أنا حرب لمن حاربكم» 
وسلم لمن سالمكما 0©. 5 

ونقول: كيف يتفى هذا الحديث مع حديث لكل نبي حرم الذي تقدم ايراده. 
© - روى أبو هريرة: أن رسول الله قال لعمه أبي طالب : قل أشهد أن لا اله الا الله أشهد 
لك بها يوم القيامة» فقال أبوطالب: لولم تعيرني بها قريش لأقررت بها عينيك» فأنزل الله 
انك لاتهبدي من أحببت ان الله هدي من يشاء. 

وأورد المحدثون هذا الحديث عن أبي هريرة بعبارات مختلفة. وفي أوقات وأماكن 
متعددة ومنها تردد أبي طالب عن الشهادة عند احتضاره وقد عرضها عليه الرسول. ومات 
على الكفر! !! . 
(4) عل نبراس ومتراس لسلييان الكتاني . 

(ه) المصدر السابق ص 351١5‏ 


(5) العقد الفريد ج 5 ص .٠١9‏ 
(7), أبو هريرة لمحمود أبورية. 


-1١1548- 


: والمعروف تاريخياً أن أبا طالب مات سنة ٠١‏ للبعثة - بعثة الرسول في مكة وكانت 
3 “.قبل الهجرة الى المدينة» وأن أبا هريرة أسلم عام /ا للهجرة يوم فتح خيبر» وبين 
ت أبي طالب» واسلام أبي هريرة عشر سنين!! . 
أبرطالت كافل الرسول» والحادب عليه والمدافع عنه» والخااج عن -دعوته, 
ووالداعي الى رسالته وتصديقه: والشاد من عضده. والمغاضب قريشاً كلها. والمهاجر الى 
شعاب مكة اله وأولادمء ونسائه وعشيرته » خوفاً على محمد من قريش وشرورهاء قريش 
اللتجبالفة ضد بني لإ وضد دعوة محمد» ورسالة محمد»ء والمخمعة على منابذتهم 
ومقاطعتهم وايذائهم كرهاً بمحمد ودينه . 
أبو طالب هذا يموت كافراً على ذمة رواة هذا الحديث!! هذا الحديث وأمثاله الذي 
وضع لارضاء السلطان والزلفى آليه. 
وهنا يأتي دور شاعرنا المكزون ليقول رأيه بهذا الحديث. 


أبو طالب كفل الملصطفى 5 وجاهفمد عله وجاق المجانفي 
وأنفق في نصره ماله وصافاه من وده كل صاف 


وأظهر في الشبعر تصديقه وعن وببنه ل كنذا انحراف 
وذا كافر؟؟ وابن هند به غدا مؤمتا؟؟ ذا عمى نَّ غير خاف(1) 


ومن راجع سيرة ابن هشام يرى كم أرسل أبو طالب من القصائد في امتداح محمد 
والايهان بدعوته والتحدي لقريش بالعتاب حيناً والمغاضيةأحياناً . وخاصة أيام المقاطعة . 

ويظهر أن حديث أبي هريرة هذا وضع لرد اعبار أي سفيان بعد أ 2 

اد المكزون ؛ بحجة ا 5 550 عن أن طالب والتعر يعن 58 هذا 
. الحديث: : 0 


])١(‏ ديوان المكزون تحقيق الدكتور أسعد علي ومصورتي المكتية الظاهرية, والاسكوريال. 


-1١54- 





وبين الاخيارء واختارني من خير بيت جاء في العللم 
وبعد ذا دذ نتم 3 ْ بتكفم هم 2 لتظهر و1 سب أبي القاسم 
وذالك في ادخال آبائه في لعنة الكافر والظال<» 


ومن المعلوم أن كل. مسلم يجمع على أن الرسول قال: مازلت أتنقل في الارحام 
الطاهرة» والأصلاب الزكية حتى عبد الله وآمنة . وقوله أيضاً (ص) جاء عن سفيان الثوري 
يرفعه الى النبي قال: ان الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه. وجغلهم أفراقاً فجعلني في 
خير فرقة . وجعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة. وجعلهم بيوتاً فجعلني في خير بيت فأنا 

وقال أيضاً (ص) : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي . 

فهل في أبي طالب خير كما يقول الرسول أم أنه كافر كما يقول رواة الحديث؟؟ . 

وهل أبو طالب من نسب الرسول أم أنه لايمت اليه بصلة النسب؟؟ . 

سؤال موجه لأولي الابصار! ! . 

وهل بين الكفرة ‏ وأبو طالب منهم على ذمة الحديث ‏ أرحام طاهرة» وأصلاب 
زكية؟؟؟. 

ويذكر التاريخ موقفاً لابي هريرة مع عائشة زوج النبي تجاوز فيه حده عندما قالت 
له: لقد أكثرت يا أبا هريرة عن رسول اله فيها لم أسمعهء فأجابها غامزاً متهأ غير متحرج : 
م تشغلني المراةء والمكحلة, والمدهن. فأجابته غاضبة: بل أنت الذي شغلك بطنك 
ونبمك. وركضك وراء الناس تستظعمهم فيهربؤن منك, وتقع مغشياً عليك: أمام حجري 
فيحسيْك الناس مجئوناً فيطأون عنقك . 

: لم يجرؤ أبو هريرة على التعريض بزوج النبي» لولا حماية الدولة الاموية له» واعتباره 

محدثها الاول. بعد أن أصبحوا خلفاء ملوكا في الأرض بيدهم الامر والنبيء والرفع 


(1) ديوان المكزون ‏ مخطوطة الظاهرية والاسكوريال وتحقيق الدكتور سعد عل 


د ١/ا1‏ - 


والنفض . ٠‏ 
ولم يقتصر أصحاب الاغراض من العاملين على الكيد للاسلام وتفريق وحدة 
المسلمين على وضع الأحاديث لزعزعة أركان الشريعة الغراء السمحاء بل تجاوزوا ذلك الى 
خلق الاشخاص وأعطوهم أدواراً في٠الفتتن‏ كشخصيه, عبد الله بن سبا التي ابتدعها سيف 
بن عمر التميمي المتوفي سنة ١1١/١‏ ه() وأوردها الطبري وتلقفها الذين يسعون ويعملون 

لتفريق المسلمين ولتكون مطعناً في عقيدة قسْم كبير من المسبلمين وألصاق صفة «الغلو) بهم 


وقد انكر هذه الشخصية واستنكرها العلياء وعلى رأسهم من المعاصرين البحائة 
الكبير الدكتور ظه حسين في كتابه «الفتنة الكبرى» فقال: أقل ما يدل عليه أعراض 
المؤرخين عن السبئية وعن ابن السوداء في حرب صفين أن أمر السبئية وصاحبهم ابن 
السوداء انما كان متكلفا منحولا وقد اخترع حين كان الحدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق 
الاسلامية. أراد خصو الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصراً وديا امعاناً في 
وألف العال العراقي الكبير مرتضى العسكري كتاباً بعنوان0 عبد الله بن سباء أثبت فيه 
بأدلة مقنعة أن هذا الاسم لا حقيقة له. وورد هذا النفي لدى المؤرخ جعفر الخليلي9». 
لوأمد الله بعمر الخليفة مره وجد كعب الاحبار2" ولا عبد الله بن سلام27؛ ولا 
وهب بن منبه(4) واضرائيم سبيلا الى دس هذه الاحاديث من الاسرائيليات» ونشرها بين 
المسلمين على لسان بعض الرواة» ولكان لدرته درة الخليفة عمر ل 
كان ها نصيب من جلد أبي هريرة» ولألحق الجميع بأرض دوس » أو أرض القردة كما جاء 
في احدى الروايات. 


(1) طعن أئمة السئة جيعاً في رواية سيف بن عمر هذا وقال فيه الحاكم : 2 الاو ا 

_20 مقدمة كتاب على نبراس ومتراس لسليان الكتاني . 

() عبد الله بن سلام ت 48 صحابي بودي الاصل اعتنق الاسلام ابان هجرة الرسول الى المدينة . 

(5) وهب بن منبة توق 5 مؤرخ من التابعين اشتهر بمعرفة أخبار الاقدمين, والانبياف فارسي الاصل ولد ومات بصتعاء 

اليمنء له «التيجان في ملوك اليمن» . 

)١(‏ ديوان المكزون . (5) كعب الاحبار أبواسحق كعب بن مانعات 88 ه من أقدم رواة الحديث. يودي يمني» قدم المدينة في 
ليام عمر ثم خرج آلى الشام فاصطفاه ه معاوية وجعله من مستشاريه توفي في مص . 


1١/١ - 





ومن أراد أن يعرف موقف الصحابة والتابعين من أبي هريرة فليرجع الى المصادر 
التالية : 
١‏ - جامع بيان العلم لحافظ المغرب ابن عبد البر. 
؟ - سير أعلام النبلاء ج ؟' ص 58" للذهبي . 
 "“‏ البداية والنهاية لابن كثيرج م ص ١٠١5:‏ . 
4 - شرح نبج البلاغة لابن أبي الحديد. 
© شيخ المضيرة لمحمود أبو رية. وهذا من المتحاملين عليه . 
5 - أبو هريرة لعبد الخسين شرف الدين. . . 
؛ - كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص .١١- 31٠١‏ 


أقوال العلماء فى الر واة الكدية: ‏ 


قال ابن حنبل» والصيرني» والحميدي : لاتقبل رواية من كذب في أحاديث رسول 
الله وان تاب . 

وقال السمعاني . من كذب في حديث واحد» وجب اسقاط ما تقدم من أحاديثه . 

وقال ابن حجر: اتفق العلماء على تغليظ الكذب على رسول الله حتى أن الجويني 
حكم بتفكيره. 

' وقال رسول الله (ص): من كذب عل فليتبوأ مقعده من النار. 


لاا مه 


اجتهادات وقواعد 


زعموا أن كل من أعمل الرأ يي. وأخطا بهينال الشوابي 
وعلى ذا فكل مجنهد أخطا بعين الخطا أصاب الصوابا 


)١(‏ ديوان المكزون 


0 2 


هذان البيتان يتضمنان الاشارة الى حديث أورده أبو هريرة عن عمرو بن العاص 
قال: جاء خصمان يختصمان لرسول الله (ص) فقال: يا عمرو اقض بينهها فقلت: أنت أولى 
بذلك مني يا رسول اللهء فقال: وان كان. قلت فإذا قضيت بينها فما لي؟؟ قال: ان أنت 
قضيت بينها فلك عشر حسنات, وان اجتهدت فأخطأت فلك حسنة واحدة. 1 

وأورد هذا الحديث عن أحمد والستة سوى الترمذي + 

واد هذا الحديث بصيغة «اذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران, واذا أخطأ فله 
أجر واحد. والمكزون لايرى هذا الرأي لأنه لا يجيز إثابة المخطيء . 

ويلاحظ الفرق والاختلاف بين صيغتي الحديث» ففي رواية أبي هريرة عن عمرو بن 

العاص أن ن للمخطيء حسنة واحدة من عشر حسنات للمصيب. بينم| في الصيغة الاخرى 
له نصف الثواب . 

ولقد نقل ابن عبد البر؟ / و٠ ٠‏ عن المزني صاحب الثنافعي أنه قال: يقال لمن جوز 
الاختلاف» وزعم أن: العالين - بفتح اللام وسكون الياء ‏ اذا اجتهدا في الحادثة وقال 
أحدهما: : خلال» وقال الآخر: حرام فقد أدى كل منبها جهده. وهو في اجتهاده مصيب» 
يقال لهذا المجوز: أبأصلٍ قلت هذا؟؟ أم بقياس؟؟ فان قال: بأصلٍ » قيل له: كيف 
يكون أصلا والكتاب أصل ينفي الخلاف؟؟ . 

وان قال: بقياس» قيل كيف يكون والأصول تنفي الخلاف, والنظر يأبى أن يكون 
الشىء وضده صواباً. 


اكتسنات ضدين مما في حال أقبح ما يقي من المحال 


ولقد تساءل الكثيرون عن المباديء والقواعد التالية المعتمدة لدى الكثيرين 
١‏ من اجتهد وأصاب فله أجران» ومن اجتهد فاخطأ فله أجر واحد وتقيم التمليق عليه. 
١‏ - من قتل متأولاً فلا قود عليه(9 . 


. القود يفتح القاف والواو القصاص. وقتل القاتل بالقتيل‎ )١( 


- 1١/5 





اختلاف الائمة رحمة بالأمة. 
4 - جواز الصلاة وراء البر والفاجر.. 
ه ‏ من استخلف ثلاثة أيام لن يدخخل النار. 
5 - من استخلف غفر الله له من ذنبه ما تقدم» وما تأخر. 
7 الخلفاء لا حساب عليهم ولا عذاب. 
- من خرج يدعو لنفسه أو الى غيره وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله والملائكة والناس 
أجمعين» فاقتلوو(). 

ولكن هل ينطبق هذا على الامام الجائر؟؟ 

هذا الخليفة الاول أبو بكر يقول: أطيعوني ما أطعت الله فيكم فاذا عصيته فلا طاعة 
لي عليكم . 

ونحن إذا وقفنا عند المقررة الثانية « من قتل متأولاً فلا قود عليه» فعلينا أن نحكم 
بتبرئة أبي لوَلِوْة قاتل الخليفة الثاني وقتلة الخليفتين الثالث والرابع» وقاتل الحمزة» وعمار بن 
ياسرء والحنتين بن علي واضرابهم فكلهم قتلوا متأولين ولم يجز عليهم القصاص ولا القود. 
ودبا 0 يفتهم الآجرا! . 

وف الفقه المحلي لابن حزم الاندلسي أن عبد الرحمن بن ملجم مأجور في قتله علي 

بن أبي طالب أجراً واحداً لانه قتله متأولاً . 

وعلى من يأخذ بهذا القول» ويؤمن بصحة هذه القاعدة أن يترضى عن أب لؤلؤة وعن 
وحشي عبد هند زوجة أبي سفيان قاتل الحمزة وعن ابن الغادية قاتل عمار بن ياسْرء وعن 
عبيد الله بن زياد والشمر بن مرجانة قاتلي الحسين وآل بيته» وسباة نساء آل محمدء وعن 
عبد الرحمن بن ملجم وقتلة عثمان لاتهم جميعهم أقدموا على القثل متأولين. ولم يجترحوا اثى 
ول يتجاوزوا حد الشريعة» والكتاب على رأي هؤلاء الفقهاء. ‏ ' 

أما القاعدة واختلاف الائمة رحمة بالامة» فاذا كان المراد مهاء والقصد منها «التوسعة» 
ا اتنب النيلني ال أل كقارف السيوطي في الاحاديث المنسوبة الى أبي بكر تاريخ الخلفاء واذا أخذنا بهذا الحديث. 
فكم ستشّمل هذه اللعئة من الناس الذين خرجوا على الامام العادل؟ وهذا الحديث وضع لحاية الخلفاء الظلمة . 


-196- 


على أفراد الامنة. ورفع الضيق والحرج الشرعيين عن كاهلهاء فلماذا لم يبق الائمة على 
كثرتهم؟؟ ولماذا استبعدت مذاهبهم؟ ولم يشركوهم في «التوسعة» ورفع الحرج عن الامة؟؟ 
وقد عرفنا منهم الاوزاعي وحماد بن زيدء وداوود الظاهري. والطبري. وسفيان الثوريء 
وابن المبارك. وأبا يعلى» وعبد الرحمن بن أبي ليل» وسفيان بن عيينه» والليث بن سعد 
وأبوثور» وابن حزم والحسن البصري» واسحاق بن راهويه وغيرهم . 1 

وهناك .مذهيان إخران هما مذهب زيد بن على» ومذهب جعفر الصادق بن محمد 
الباقر. ْ 

لوطبقت هذه ل يت 
أكمل» ولكنها اقتصرت على أربعة فقط!! . 

فهل تم ذلك بفعل السياسة» أم بفعل الدين؟؟ . 

اذا رجعنا الى المبادىء 4 ه ‏ 5 - / أدركنا غلبة السياسة على الدين!! 

ثلاثة أيام استخلاف تقي الخليفة من النار. 

ويغفر الله له من ذنوبه ماتقدمء وتأخر. 

ولايجري عليه حساب, ولايناله عقاب, ولا عذاب. 

لقد انقذ الاستخلاف يزيد والوليدء وبرر أعاهماء وأعمال غيرهما من الخلفاء 
الخلعاء!! ولكن ما حظ ابن المعتز الذي لم يستخلف الا يوم وليلة ولم يتم الايام الثلاثة التي 
تقي من النارء وتغفر الذنوب» وتنجي من هول الحساب» وشر العذاب!! 

هذه الاجتهادات, وكثير من الاحاديث, التى وضعت بفعل الغرض والغاية» وبفعل 
السلطة والسياسةء أو بدافع الزلفى للسلطة والسامة وبتأثير الوضاعين من الزنادقة 
والشعوبيين» هي التي قسمت الامة الواحدة الى فئات» وأحزاب » ومذاهب وشيع» 
ونحل» ٠‏ تتلاحى » وتتنايذ ويكفر بعضها بعضاًء ويقتل بعضها بعضاً. 

يحدثنا التاريخ أنه في عام /7841 اجتمع علماء بغداد بأمر من الخليفة العباسي المتتصر 
بالله محمد بن جعفر المتوكل» وأقروا «الاجماع» على المذاهب الاربعة المعروفة فقط ونبذ ما 
سواهاء وأصدر الخليفة المذكور أمراً بذلك وعممه على كل أرجاء الخلافة. لقد تم ذلك 
بأمر السلطة والسلطان وخضوع وخنوع» وذلة وامتهان العلاء , خليفة يتلاعب بالامة. 


ل كلااك 


ويفرض على علمائها ما يشاء من المذاهب. ويستبعد ما يشاء منهاء ثم يغلق باب الاحتهاد 
لئلا يقوم من ينكر عليه صنيعه» كا يلاحق من يشاء باسم الخروج على «اجماع الامة». 
وكلنا يعلم ما جره اغلاق باب الاجتهاد. وتعطيل عمل العقل على الاسلام 
والمسلمين. وما الحقه بالامة من التخلف والجمود. والتوقف عن تطوير الاحكام. والحياة 
العامة» وكيف ألكأها الى الاستعانة بأنظمة وقوانين الامم المتطورة. كلنا يعلم هذا. 
ويعلم أن هذا الخليفة «المشرع» هو قاتل أبيه(3©. 
سأل أبو زرعة شيخه البلقيني» قائلا : ما تقصير الشيخ تقي الدين السبكي عن 
الاجتهاد وقد استكمل الته؟ فسكت البلقيني» فقال أبو زرعة فيا عندي ان الامتناع عن 
ذلك الا للوظائف التي قدرت للفقهاء على المذاهب الاربعة» وان من خرج عن ذلك لم ينله 
شيءء وحرم ولاية القضاءع. وامتنع الناس عن افتائه» ونسبت اليه البدغة» فابتسم 
البلقيني» ووافقه على ذلك . 
ينظر الشاعر الفقيه المكزون الى هذه الاجتهادات. وما تركته من الاختلاف, هذه 
الاجتهادات الخاصة التي تفرق ولا تجمع , وتضر بالامة ولاتنفع فيحتج على «الاجماع» الذي 
يفرق» وعلى «الجماعة» الذين لايجتمعون, واليك قوله : 
قلت: عندي وعندكم صح عممّن 2 أوجب الله في الكتاب انَباعَهُ 
قول من فارق «الجباعة» منا أنه قد أبان عنا التخلاعه 
وعلى ذاء فكل منفرد منا ‏ بقول. ‏ مفارق للجياعة 
أنها قاعدة منطقية عامة: كل منفرد بقول» أو رأي. أو حكمء فهو مفارق لمخالفيه 
في الرأيء والقول. والحكم . 
' (1) والى هذا أشار الشاعر البحتري في رثائه للخليفة جعفر المتوكل وقد شهد مقتله فيقول: 
أدافع عنه باليدين وم يكن ليشنى الاعاديء أعزل الليلء حاسرة 
وهل أرتجى أن يطلب الدم واتر يد الدهر.ء ولموتور بالدم واقره 
أكان ولي العهد أضمر غلرة فمن عجب أن ولي المهد غادره 
فلا ملي الباقي تراث الذي مضى ولا حملت ذاك ‏ الدعاة ‏ متابره 
ولا وأل المشكوك فيه ولانجا من السسيف ناضي اليف غدرا وشاهره 


لاا 


يقول المكزون الشاعر: 


واغدٌ مؤتماً بصديق- بنى | تيم وابغ م الحججرء من حجر عَديٌ 
وبعثإان الى وجهي الجنه * . ,يتتستتئي 3 عن وج هالسّنىي 
وعلى باب جنات الطدى فأت مننه تجن داني 2 جنتى 
رسلى بتمعهم ف جامسعسي كلما صَلَّيِتَ لي صل وحى 


ومدت فرة و ١‏ فارة قتهم بالتعامسي مان عن ملي )١(‏ 


نسوق هذه الابيات بين يدي هذا البحث رداً وتكذيباً على مروجي الفتن ومختلقيٍ 
التهم الذين شوهوا تاريخ الاسلامء ومزقوا وحدة المسلمينء وأجمعوا كذباً وبهتاناًء وزوراً 
وضلالاً» وكيداً وتضليلاً» وحقداً وشعوبية على القول: بأن هناك من ينال من الخلفاء 
الراشدين» وجنح الى الغلق ويعدل عن مستقيم الكتاب والسنة2»» تلك النفثات 
المسمومة التي قذفت بها تلك الاقلام الاجيرة المأجورة ولكنها لم تلق في العصر الحاضر - 
من مثقفي الامة ومفكربها الا الازدراء. والمقت والاهمال. لانها مبعثها أغراض سياسية) 
ونزعات شعوبية» ترمي الى ضرب وحدة المسلمين باسم التاريخ والدين. 


قد عانى الشاعر المكزون من هذه الشعوبية الحاقدة ماعانى» وجاهد في مكافحتها 
)١(‏ ديوان المكزون نشر وتحقيق الدكتور أسعد علي ومصورة الاسكوريال. وغغطوطة الظاهرية. 


(؟) من المؤرخين القدامى : أصحاب القتاوى المعروفة» ومن المتأخرين: عبد الرحمن 
الحسين مهدي العسكري. والحسيني عبد الله. . وغيرهم . 


بدوي» وأبو موسى الحريري » وعبد 


-١98- 





ما ا جاهد. -- 00 الحقيقة ما م أن 0 ونافح عن الاسلام ما افيح ع وقارع 


تعر يف الجماعة!! , 


و 


الجواعة لغة : الفئة من الناس:ء واصطلاحاً صفة أطلقتها بعض فئات من المسلمين 
على نفسها تمييزاً لها عن غيرها . 

وفرق الاسلام كثيرة كما جاء في حديث : ستفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة الناجية 
منها واحدة. والباقيات هلكى , هذا الحديث ورد بصيغ متعددة في التعبير لكنبا متفقة في 
التعدد والاقتراق . 

روى أبو هريرة أن النبيّ قال: افترق اليهود الى احدى وسبعين فرقة» والنصارى الى 
اثنتين وسبعين فرقة» وتفترق أمني الى ثلاث وسبعين عه الناجية منهن واحدة والياقيات 
في النار. 

هذا الحديث أورده كثيرون» م: متهم أنس بن مالك» » وأبو الدرداء. وجابر» وأبو سعيد 
الخدري ا ا 0 ووائلة بن الاسفع . 
هذا الحديث على تعدد رواته» ومختلف أسانيده تشكك البعض في صحته للأسباب التالية : 
١‏ - هذه الأرقام المتتالية -1/١‏ 177 - #/ بهذا التسلسل تدل على الافتعال. 
٠‏ - معارضة هذا الحديث لما جاء في القرآن الكريم, ونفي علم الغيب عن الرسول» قل: 
لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً الا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاسكتشرت من 
الخير(١».‏ قل : لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب9). 
لاخر المحققون أموراً كلية يعرف بها الحديث الموضوع ومنها أن يشتمل على تواريخ الايام 


ور : الاعراف . ا على الستة المحمدية ص .11٠‏ 


2( سورة الانعام . | 





119/94 





فكيف تنبأ الرسول با يخالف القرآن, وحدد م اليهود والنصارى. وانقسام أمته الى 
ثلاث وسبعين فرقة؟؟ 
ان عدد الفرق في المسلمين زاد اليوم على هذا العدد وسيزيد في ا 
“"' - زعمت كل فرقة انها الناجية» وغيرها في النار. 
5١‏ - مؤرخو الفرق الاسلامية تعسفوا وتمحلوا في تعداد الفرق حتى بلغت 7 ليصح عندهم 
هذا الحديث. وفقاتهم أن الافتراق لم ينته» ولن ينتهي بعد اليوم وسيستمر غداً وبعد غد(؟), 
وكيف نوفق بين هذا الحديث» وبين حديث ما اجتمعت أمتى على ضلال؟؟ فاذا 
كانت الناجية واحدة» والباقيات هلكى, فان المجموع الاكبر وعدهم ؟/ فرقة هم 
الهلى !! فكيف اجتمعوا على الضلألة؟؟ 
أورد الشهرستاني هذا الحديث, وزاد عليه قوله: سئل الرسول. ومن الناجية؟؟ 
:فأجاب: أهل السنة والجباعة!! قيل: وما السنة والجاعة؟ قال: ما أنا عليه اليوم 
وأصحابي©» هذا مع أن أهل السنة والجماعة لم تكن يومئذ تشكلت كفرقة أيام الرسول 
واتخذت اسمهاء كا أن الرسول لم يذكر «الكتاب» الى جانب السنة كا يشير الحديث . 
ويروي شفيان الثوري عن ابن الزبيره عن جابرء عن ابن عبد الله أن الرسول قال: 
ستفترق أمتي الى بضع وسبعين فرقة أبرها وأتقاها الفئة المعتزلة! ثم قال سفيان لاصحابه : 
تسموا بهذا الاسم لانكم اعتزلتم الظلمة!! فقالوا له: لقد سبقك الى هذا عمرو بن عبيد. 
فصار سفيان يروي الفئة الناجية بدل المعتزلة(1). ونعود الى التساؤل: متى ظهر مصطلح 
الجماعة؟ 


يقول المكزون : 


(") مذاهب الاسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي ج ؟ 
(4) مذاهب الاسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي ج " . 
(8) الشهرستانيء والمنية والأمل» ص 7 - ". 

(1) المنية والامل . 


قالوا: الجساعة, قلت: ال محمد 
وهم على توحيدذه في أمة الاسلام 
أفغيرهم أبغي السبيل الى الحدى 


ويقول: 


أيروم فق الاسلام حظاً من عدا 
لا والهدى ' هد من ناواهم 


إذ ‏ جحدوا أقام دليله 


وكتناحة حم الدريون فم 
أبوايمء والى أعادييم رجع 
يوم ولا ضل الذي هم أتبسع 


هؤلاء هم الجماعة عند المكزون»-وهم الذين يجمع المسلمون على موالاتهم» والاثتام 
بهم وهم عات الشريعة» وعندهم علم الكتاب . 

ولعل هذا المصطلح ‏ مصطاح الجاعة ‏ ظهر لاول مرة في التاريخ الاسلامي , عندما 
أجمع المسلمون على مبايعة أبي بكر في سقيفة بي ساعدة عقب وقاة الرسول» وقبل دفنه . 

ويقال: انه أطلق في عام 4١‏ للهجرة عندما تنازل الحسن بن علي لمعاوية عن الخلافة 
فسمي هذا العام عام الجماعمة(» وأطلق معاوية وأنصاره على أنفسهم اسم «أهل السنة 
والجماعة» بمقابل «أهل البيت» الذي .أطلقه أنصار علي على أبنائه من فاطمة . 

ويظهر أن هذا المصطلح «أهل» ضار تقليداً فاطلق المعتزلة على أنفسهم اسم «أهل 
العدل» تمييزاً لهم عن تغالفيهم وهناك أهل العقل وأهل النقل وأهل التأويل وأهل الباطن 


(5) الامامة والسياسية ١47/١‏ وتاريخ الطبري 1١/1‏ وابن كثير 1/4/4 ولسان الميزان 86/5 


(”) أبو هريرة لمحمود أبورية ص "٠9‏ . 
(5) السنة المحمدية ص 15١5‏ 


كمد 


وقيل : عرف هذا المصطلح . وأطلق على الذين أجمعوا على مبايعة يزيد بن معاوية 
بقنَادة غرة اللدنين عم وكان عبد الله قد تأبى عن مبايعة يزيد وقال: هذه الخلافة ليست 
هرقلية. ولا بكسروية.» ولا بقيصرية يتوارثها الابناء عن الآباء©) ‏ 

وقيل ظهر عام 141 عندما اجتمع علماء بغداد تحت اشراف الخليفة العباسي محمد 
المتتصر بن المتوكل, وأجمعوا على اقرار المذاهب الاربعة» وطيّ ما سواها من المذاهب 
المتعددة, وبارك الخليفة هذا «الاجماع» أو هذه «الجاعة)»» وأصدر أوامره يذلك لولاة 
الأمصار واعتبر كل من خالف ذلك «خارجا» على_«الجاعة)» . 

ويقول طاش كزبري زادة: إعلم أَنْ رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام 
رجلان: أحدتههما حنفي ١‏ والثاني شافعي » أما ا حنفي فهو أبو منصور محمد بن محمد 
الماتريدي امام الهمدى(). : 

وأما الشافعي فهو شيخ أهل السنة ورئيس الجماعة. أمام المتكلمين. و 

المرسلين أبو الحسن الشافعي البصري97). 5 

ولكن... «كل مسلم» يدين بالسية المطهرة وخاصة السئة العملية2) وهذا 
المصطلح (يعتير خاصا» ومصطاج دأهل القبلة» أجمع وأشمل وأعم . 

والتمذهب ليس أصلاً في الدين, ولكن الاصل هو: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا 
تفرقوا . : ْ 

ويقول أبو شامه: ل بعض العارفين عن.معنى المذهب. فأجاب أن معناه دين 
مبدّل. قال تعالى : ولا تكونوا من المشركين الذين «فرقوا» دينهم وكانوا شيعا . 
(1) مفتاح السعادة ج ؟ ص 5١‏ -7؟ طبعة حيدر اباد. 
(؟) أبو منصور الماتريدي #8 ه تعقب أبا القاسم الكعبي أمام المعتزلة في ارق د فت أسس مدرسة أهل السنة 
والجماعة من الماتريدية في تلك البلاد. 
(”) السنة قسان عملية» وقولية فالعملية تكون في العبادات والعقائد كعدد أوقات الصلاة. وعدد اباك وصيام رمضان, - 
ومناسك الحج وأمثاها وهي متواترة أما القولية فغير متواترة وتكون في المعاملات . 
(54) عتدما اشتد الخلاف بين المتكلمين بالصفات والارادة اقتصر جعفر الصادق على ذلك بقوله : ان الله تعالى أراد منا شيك 
وأراد بنا شيك فيا أراده بنا طواه عناء وما أراده منا أظهره لناء ف بالنا نشتغل با أراده بناعما أراده منا؟؟. 
(4) المؤمل للرد على الامر الاول ص 1٠١‏ 

مني رار 


-187 


بعد نشوء الاعتزال» والقول بالصفات نفياً عند البعض .ء واثباتاً عن البعض الاخرء 
ومسألة أفعال العباد» وفتنة القول بخلق القرآن» والجير. والاختيار» ومرتكب الكبيرة» 
ومرتكب الصغيرة» والقول بربط العقائد الاسلامية بالفلسفة اليونانية عند فريق من 
المسلمين» وانتشار علم الكلام في مجمل القضايا الفكرية والعقائدية يومئذ. ٠‏ . كل ذلك 
أدى الى خلاف كبير وكثير» وخطير في الاصول والفروع فبرزت فئات متعددة أبرزها 
فتتان. . فتتان كبيرتان مختلفتان ظل أثرهما ني التاريخ الفكري الاسلامي حتى يومنا هذاء 
وسيمتد الى ما بعد يومنا هذا . 

أولى هاتين الفئتين: فئة التحفظ والنقل والحرفية . 

وثانيتها: فئة التحرر والعقل والتأويل . 

وبين الانطلاق والجمود. والتطرف والتزمت, والعقل والنقل» والتأويل وحرفيه 
النص الذي تمثله هاتان الفتتان ظهرت فئة ثالثة حاولت أن توجد طريقاً ثالثة» وتكون جماعة 
ثالثة تتسم أفكارها واراءها وأحكامها بسمة الاعتدال بين جمود هؤلاء» وتطرف أولتك . 

وفعال وجدت هذه الجماعة. وقام هذا المذهب الذي يمكننا أن نطلق عليه اسم 
المذهب «التوفيقي» أو «الرأي المعتدل» 57/8/081128 . 

كان زعيم هذا الفريق» أو هذه الجماعة. أو المدرسة «التوفيقية» هو علي بن اسماعيل 
الاشعري 5*٠‏ 15لا ها. 

كان الاشعري معتزلي النشأة وقد أمضى 4٠‏ عاماً معتزلياً. ولكنه حاول أن يصدر 
أحكاماً ويبدي آراء مقبولة في القضايا المختلف فيها وعليهاء ولكنه رغم اعتداله فان الحنابلة 
رموه بالكفر(» . . 

وجاء الباقلاني», وإمام الحرمين الجويني» والاسفراييني وغيرهم لينشروا آراءف 
ويدعموا مذهبهء وقيل: ان أنصاره هم الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «أهل السنة 
والجاعة) . 

وبالرغم من أن مذهب الاشعري هو مذهب متأخر النشأة بالنسبة للكثير من 
المذاهب التى سبقته فقد استقطب الكثير منهاء واندرجت فيه فاستوعبها واحتواهاء وهذا ما 


(1) اسلام بلا مذاهب للدكتور مصطفى الشكعة ص 444 . 


-187”- 


جعل أنصاره يطلقون عليه اسم مذهب «الاعة» وهذه التسمية تمييز له عن المدذاهب 
الاخرى كالمعتزلة» والشيعة» والخوارج» والمرجئة . 
فالسلفيون لا يفارقون النصء والتوفيقيون خرجوا من الحرفية الى الاجتهاد. 
والاختلاف بين السلفيين والتوفيقيين كالاختلاف بين الاشعزية والماتريدية فصفة 
التكوين « الصفات» عند الماتريدي وأصحابه تعتبر صفة قديمة حقيقية» قائمة بالذات - 
ذات الله زائدة على ذاته بين|ا هي عند الاشاعرة صفة اضافية حادثة ومتجددة بتجدد 
الافعال شأنها في ذلك شأن كل ضفات الفعل التي هي عند الاشاعرة حادثة حدوث الفعل . 
وقد طعن السلفيون بانفتاح التوفيقيين. " 
والى القراء تاذج من مذهب الاشعري. أو المذهب «التوفيقي» أو «الرأي المعتدل» . 
١‏ الجبرية يقولون: ان الله خالق أفعال العباد من خير وشر. . . والله خلقكم وما 
تعملون9). 
5 لعل يعولون أن الانسان خالق افعاله . .. من يعمل مثقال درة خبرايره» ومن يعمل 
مثال ذرة شرا يره . 
" - والاشعري يقول: أفعال العباد لله صنعاً وابداعاً» وانها للانسان خلقاً ووقوعاً عند 
قدرته. فالانسان يريد الفعل, وتتجرد له همته, والله يخلقه . 
مثال ثانٍ على موقف الاشعري التوفيقى : 
4 - المعتزلة اعتبرت الصفات كلها من باب المجاز والكناية» فوجه الله كناية عن الذات 
والوجود. ويده كناية عن القوة والقدرة. والاستواء على العرش دلالة على السلطان الالمى. 
والله مجرد عن كل صفة ايجابية»؛ وكل صفة من الصفات هي «عين» الذات وهذا أطلق 
الحنابلة عليهم اسم المعطلةء أو معطلي الصفات. ْ 


(1) يقول الامام أحمد بن حنبل . ان كل أفعال العباد وشرورهم بقضاء وقدر من الله. ويوضح ذلك قائلا: القدر خخيره وشره 
قليله وكثيره. ظاهره وباطنه. حلوه ومره. محبوبه ومكروهه حسنه وسيئه. أوله وأخره. من الله قضاء قضاهء وقدراً قدره 
عليهم. والزنا والسرقة. وشرب الخمرء وقتل النفسء وأكل المال الحرام» والشرك بالله والمعاصي كلها بقضاء وقدر من غير أن 
يكون لاحد من الخلق على الله حجة (اسلام بلا مذهب) وهكذآ يلتقي الحنابلة والجبرية بالقول بمنشأ الافعال. 


-85- 





الحنابلة يقولون: ان الله قادر بقدرة» حيّ بحياة» عالم بعلمء وهي معانٍ قديمة أزلية» 
ودزائدة» على الذات» قائمة بالذات» وهي ليست عين الذات» ولا غيرهاء ولذلك أطلق 
المعتزلة عليهم اسم «المشبهة» أو «مجسمي الصفات)». 

5 - جاء الاشعري بالحل الوسطء أو بالمذهب». «التوفيقي» المعتدل ى| سبق وقلناء فقال: 


ان الله يتصف حقيقة بالأسماء والصفات التي أشار اليها القران» وهذه الصفات يمكن 
اعتبارها مغايرة للذات الاطية من.حيث حقيقتها الايجابية, في حين لا وجود لما ولا حقيقة 


عزنا الخل الذي جاء به الاشعري هي في تمييزه بين الصفة والمفهوم الذهني من 
جهة ومن جهة أخرى أن «الازدواجية» بين لوررا ا اسل 


صعيذد «الكم» 


ونسوق هنا رأي المكزون في هذا الموضوع وفيه الجدل والححجاج : 


-١‏ ان كان فعلىي له مُراداً 
و دعاني الى أمسور 
'- قل لمن قال: ان باري البرايا 
من ترى ان أراد بالعبد ضرا 
اتقوا الله ذاك أمر مال 
واذا 1 يكن فقد ثبت الفعل 


فلم بها قد أراد يعصى؟؟ 
مني لا الخقلف ليس يحصى؟؟ 
ليس في خلقه مريد سواه: 


راح في العبد كارهاً ما قضاه 
أن يرى ساخطاً رضاه رضاه 
لعبد.) ومان ف مدعاهءه 


ويظهر ايمانه بحرية الآفعال ويلتقي مع مذهب المعتزلة وقد توسعنا في هذا البحث في 
الجزء الاول في الصفحات #0٠04‏ الى #14 فليراجع هناك لمن أراد المزيد والاحاطة 


بالموضوع . 


-186- 


. وجاء السلفيون فحاولوا أن يرجعوا كل شيء الى السلف الذين لم يأخذوا الا بحرفية 
الكتاب والسنة., ووقفوا عند حرفية النص» واعتبروا كل المذاهب من شيعة وخوارج» 
وأشاعرة» وماتريدية؛ ومرجئة جائرة عن قصد السبيل, وحدوا من سلطات العقل» وأطلقوا 
بدورهم على أنفسهم اسم «أهل السنة والجماعة» ومن أشهر أئمتهم ابن تيمية. َ 

ولقند تنكر لابن تيمية الكثيرون من علاء عصره., وأنكروا عليه الكثير من ارائه 


وفتاويه ومنهم : ١‏ لسبكو في شفاء الغليل. 


وقاضي المالكية تقى الدين في الدرة المضيئة . 
وتقى الدين الحصنى في دفع الشبّه . 

وتاج الدين الفاكهاني في التحفة المختارة . 
وسليهان بن عبد الوهاب في الصواعق الالهية . 
وابن حجر في الفتاوى الحديثة.. 

والقسطلاني في المواهب اللدنية 5 

والزرقاني في شرح المواهب. . وغيرهم . 


وهكذا نرى أن مصطلح «الجماعة» كان أول مؤسسة نشأت عنها «جماعات» واعتبرت 
نفسها منفردة بالصحة والصواب» واعتبرت غيرها «خارجاً» على «الاجماع: . 
فماذا يقول الشاعر المكزون : ؟؟ 


بي العقل هبوًا لأمرٍ تُجاب ولكن للعقل عنه نشوز 


أنساس رأوا أهم قادة وقالوا: «الجصماعة حرر حريز 


وكل يرى قوله واجبا وقول جاعته لانيجوز!! 


-ك1485- 


ويقول: 

قلت: عندي وعندكم صح عمن أوجب الله في الكتاب اتباعه 
قولُ من فارق «الجاعة» منا انه قد أبان عنا انخلاعه 
وعلى ذاء فكل منفرد منا) بقول مفارق للجماعة 


-/ما4- 


الاجماع 


الأجاع لك : الاتفاق . 

واصطلاحاً: هو اتفاق مجتهدي انهل سوك الممطرر نيد اليل يي 
شرعي في أمر من الامور العملية. 

وتعريفه عند الشيعة الامامية : أنه اتفاق جماعة يكون لاتفاقهم شأن في اثبات الحكم 
الشرعي . 

وتعريفه عند الزيدية : انه اتفاق المجتهدين في الامة الاسلامية في زمن من الازمان 
في أمر من الامور الشرعية . 

في التعريف الاول والثالث لايكون الا باتفاق جميع مجتهدي الامة . 

وفي التعريق الثاني يكون باتفاق جماعة لهم شأن!! . 

وني التعاريف الثلاثة جماع على أن القصد هو اثبات حكم شرعي . 

وعند الجميع هو أحد الاصول الاربعة: الكتاب والسنة, وهما المصدران 
الاساسيان» والاجماع وهو عند اجميع , والقياس وينفرد به أهل السنة, والعقل» وتنفرد به 
الشيعة قِ اثبات أدلة الاحكام 5 

والسؤال: 

هل «الاجماع» ممكن؟؟ وهل وقع بالفعل؟009. 

في عهد الرسول كان كل الصحابة والامة من ورائهم مجمعين على الرسول في كل ما 
همهم من أمور دينهم ودنياهم ‏ وتزل القران بالقاعدة العامة الناظمة : : وأمرهم شورى 
«بيمهم . وخاطب الرسول قائل : وشاورهم في الامر. 

والآيتان تدعوان الى الشؤرىء الاولى بصورة تقريرية ‏ والثانية بصيغة الانشاء 





(1) اسلامنا: في التوفيق بين السنة والشبعة للدكتور مصطفى الراقعي ص 88. 


-188- 






النطلبي. ؤيفهم من نص الآية الثانية أ قد 5 وبالشاورة هو الشؤون. السياسية لان 
الرسولٍ لايستشير في الامور الدينية فهي لعا وهر حضراً به من بين الصحابة والمسلمين 
عامة . ولكنه يستشيرهم بالامور السياسية بدليل قوله: وصء . أنقم أعدم بشؤون دنياكم . 


أول اجتماع للمسلمين بعد رفع الرسول الى الرفيق الاعلى هو اجتماع السقيفة ‏ 
سقيفة ة بي ساعدة - عقب وفاة الرسول مباشرة» وقبل ان بدن لانتخاب خليفة له وقد 
انتخب الخليقة ابو بكر فهل اعتبر التاريخ ذلك واجماعا» وقد تغيب عنه بنو هاشم 
وبعض الصحابة. وانقسم الأوس والخزرج » وقامت منافرات. وحصلت مشادات ». وكادت 
تنطلق الفتنة» وتبتعث القبلية والعصبية 

لقد حاول الامويونٍ القرشيون ممثلين بأبي سفيان ان يجعلوا من هذا الاجتماع فتنة 
كبرى بتحريض بني هاشم على منازعة الخليفة الامر, لاحباً بالهاشميين - وابو سفيان مشهور 
بعدائه لحم - بل لعلمه الاكيد انه لانصيب له في هذا الأمرء لما يعلمه المسلمؤن ‏ كل 
المسلمينٌ - من سبابق مقاومته للرسول ورسالته<» 

جاء في تاريخ الامم والملوك للطبري مانصه: حدث محمد بن عثمان عن صفوان 
الثقفي عن مالك بن مغول. عن ابن الجر قال ابوسفيان يوم السقيفة لعلي , بن ابي طالب - 
وقد زاره في بيته -مابال هذا الامرفي أتل حي :من قريئن - ويقصد تيمم :اللات قبيلة ابي بكر- 
والله ان شعت 'لأملأنها عليه خيلا ورجالاً . فقال علي : : ياابا سفيان طال ماعاديت الاسلام 
واهله فلم تضرهٍ بذاك شيئاً©). 

وفيه ايضاً: انه لما ولي ابو بكر أقبل ابو سفيان وهو يقولٍ: دوالله أني لأرى عجاجة _ 
لايطفئها إلادمء يأآل عبد مناف في| أبو بكر من أموركم؟؟ اين المستضعفان الأذلان علي 
والعباس . ياَا الحسن أبسبط يدك أبايعك, فأبى عليه علي ذلك . 


حتحتحخبي حت 8 1 
(1) كان أبو سفيان من اكبر وأعنف المناوثين لمحمد قبل الامبلام : وعند فتح مكة كان من الطلقاء؛ ثم أصبح بعد ذلك من 
المؤلقة قلوهم» ومنهم الأقرع بن حابس» وعباس بنحمرداس» وعبينه بن حصن» وصفوان بن امية . 

(؟") الطبري ص 264 واخرجه الحاكم وصححه الذهبي تاريخ الخلفاء للسيوطي ص لالا دار القلم 


امدقماد 


وفيه. ايضاً : حدث محمد بن عثان الثقفي عن ابيه» عن امية بن خالد. عن حماد 
عن سلمة عن ثابت قال: لما استخلف ابو بكر» قال ابو سفيان : مالنا ولابي فصيل!! انا 


هي لبني عبد مناف(1) 
وفي بعض الروايات انه امعن في التحريض متمثلا بهذا الف 


ولن يقيم على ضيم يراد به الا الأذلان عير ابي والوتدٌ 


فزجره علي قائلل: انك والله مااردت الا الفتنةء» وانك والله طال مابغيت على 
الاسلام لاحاجة بنا الى نصيحتك . 

ونستطرد قائلين : من هنا من موقف أبي سفيان» وتحريضه على الفتئة ندرك مصدر 
تلك الفتن» وبواعث تلك الاضطرابات الى حدثت في ايام الخليفتين الثالث والرابع » 
وندرك دور ابي سفيان وانصاره فيما تتابع من كوارث وإحداث. واراقة دماء» ويتجلى ذلك 
باجلى مظاهرة بقول ابي سفيان للخليفة عثمان عندما تولى امر الخلافة : هاقد صارت اليك 
فأدرها ىا تدار الكرة. واجعل اوتادها من امية. . وتضيف بعض الروايات قوله: انه 
الملك. ولا أدري أماجنة» أو نار. وقد زجره الخليفة عثمان» وفي بعض الروايات انه طرده 2 

وأورد صاحب الاغاني في الجزء السادس والصفحة 1 قول ابي سفيان: يابني امية 
تلقفوها تلقف الكرة فوالذي يحلف به ابو سفيان مامن حساب ولا عذاب» ولا جنة, ولا 
نار ولابعث ولا قيامة:() 

وقال ابو سفيان وقد امر عبيده ان يقودوه الى قبر الحمزة وعم النبين : يااباغمارة أن الامر 
الذي .نازعتنا عليه قد صار الينا وذلك بعد تولية عثهان . 

وعندما استولى آل ابي سفيان يعاضدهم آل مروان على الامور صرفوها كا يشاؤون 


. الطبري تاريخ الامم والملوك‎ )١( 
(؟) نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام للدكتور علي سامي النشارء اسلام بلا مذاهب‎ 
. الشيعة في التاريخ‎ )*( 


-1١9*- 


مستغلين قرابتهم وقرمهم من الخليفة» وضعفه وشيخوخته حتى اغضبوا المسلمين في كل 
الاقطار والامصار وحدثت الفتنة» وقتل الخليفة الثالث.. 
والمؤرخون يرجعون هذه العداوة» ويعيدون اصل هذا الخلاف الى ماقبل الاسلام» 
حيث انقسم بيت عبد مناف على نفسه الى قسمين متنازعين يكيدان لبعضهما: القسم 
الهاشمي » ويرأسه هاشم بن عبد مناف» والقسم الاموي ويرأسه أمية بن عبد شمس بن 
عيد مناف . 1 
كان الخلاف في الجاهلية على الجاه والنفوذ وسدانة الكغبة» اما في بدء الاسلام فانه 
على الرسالة والنظام والدين» واستمرار للعهد الجاهلٍ : 
ولقد اشار المكزون الى ذلك في احدى ثلاثياته : 


كانوا على الشرك يولون الحجميل ويجحمون النزيل» ويرعون المواثيقا 
حتى اذا مانفى التوحيد شركهم2 بأحمد., واستبانوا العدل تحقيقا 
ولو غداة تولوا عن مكارمهسم ومزقوا عدله بالجور تمزيقاً!! 


وبعد هذا الاستطراد الذي اقتضاه البحث نعود فنسأل ثانية هل «الاجماع» ممكن وهل 
حدثء أو تم بالفعل؟؟ 

اجتماع السقيفة لم يكن في بدئه اجماعا )ا سبق وقلناء وهذا ماحدا بعمر بن الخطاب 
يومكذ الى القول: ان بيعة ابي بكر فلتة وقى الله شرها. 

وتضيف بعض الروايات الى قوله هذا : من عاد الى مثلها فاقتلوه. 

وخبر السقيفة وبيعة الخليفة الاول تناولها معسكرا السنة والشيعة بالسلب والايجاب 
ونخير مايقال فيها: انه لولا شدة عمر بن الخطاب وأخذ البيعة لآبي بكر» واستجابة علي بن 
أبي طالب» وعدم استجابته لتحريض أب سفيان حرصاً على الاسلام وما لكلمة 
المسلمين. لولا ذلك لوقعت الفتنة واندلعت نيران القبلية» ونزوات الجاهلية» وقضي على 
الرسالة عقب وفاة الرسول. ١‏ 


-1941 


ونعود ونسأل متى واين حصل «الاجماع»؟ وأصبح دليلا من أدلة الأحكام سواء 
باختيار خلفاء الامة أم باستنباط الحكم الشرعي الذي لايوجد عليه دليل. من الكتاب 
والسنة؟؟ (0 

الأئمة المأخوذ بأقوللهم لم يجمعوا على «الاجماع» ووقوعه فعل. 

وحتى الامة لم تجمع على الائمة اجماعاً عاماً. 

هناك اربعة مذاهب لاهل السنة» ومذهبان للشيعة فياذا يقول ائمة هذه المذاهب ب ١‏ 
«الاججاع» الذي هو الدليل الثالث من ادلة الاحكام في الاسلام؟؟ 


لقد شغلت فكرة «الاجماع» حيزاً كبيراً من الفكر الاسلاميء وبحث المسلمون هذه 
الفكرة ة بحثاً وافياً مع انها لم تتحقق اظلاقاً ولكنها بالرغم من عدم تحقيقها قد شغلت مكاناً 
ممتازاً من مجامع المسلمين:737). 

وقد سبق القول ان هناك عديداً من المذاهب الاسلامية نشأت في القرون الثلاثة 
الأول للهجرة وقد اشتهر وانتشر في البلاد الاسلامية منها مذهب ابي حنيفة والشافعي » 
ومالك وابن حنبل». والاوزاعي»ء وداوود الظاهري, والطبري. وسفيان الثوري. وابن 
المبارك» وابي يعلى» وعبد الرحمن بن أبي ليلى» وسفيان بن عيينة» والليث بن سعدء وداوود 
بن علي » وابي ثورء وجعفر الصادق. وزيد بن علي وغيرهم . 

كل هؤلاء الائمة اجتهدوا مخلصين, وفسروا متدبرين» وحدثوا صادقين» ورووا 
محققين» وقاسواء واستحسنوا واستنبطوا أحكام الدين. لكنهم اختلفوا في كثير من 
اجتهاداتهم في الفروع » وبعض الأصول, وجاء بعدهم من استغل هذا الخلاف. واستثمر 


. تخلف عن مبايعة ابي بكر في السقيفة بنوهاشم وسعد بن عبادة الانصاري وابو سفيان والزبيربن العوام وعتبة بن ابي هب‎ )١( 
وسلان الفارسي والمقداد بن عمروء وابوذر الغفاري» وعمار بن ياسرء واليراء بن عاذب, وابي بن كعب.‎ 

ولكن جلال الدين السيرطي يورد في كتايه تاريخ الخلفاء عن ابن سعد والحاكم والبيهقي عن ابي سعيد الخدري ان ايا 
بكر لما بايعه المهاجرون والانصار صعد المنبر ونظر في وجوه الناس فلم ير الزبير قدعابه فجاء فقال: قلت ابن عمة رسول الله 
وحواريه اردت ان تش عصا المسلمين فقال: لاتثريب عليك ثم قام فبايعه . ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فدعا به فجاء 
فقال: قلت ابن عم رسول الله وختنه على ابنته اردت ان تشىّ عصا المسلمين فقال: لاتثريب عليك فيايعه 
)١(‏ نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام للدكتور علي سامي النشار ج١‏ ص /اه 


-1١947- 


هذا الاختلاف. وهذا التباين فٍِ الاحكام» مدفوعاً اعوايل سياسية او كلك مذهبية ف 
شعوبية خدمة لسلطان» اوحقداً على الاسلام وكيداً للمسلمين» وضرباً لوحدتهم وتقزيقاً 
لكلمتهم», فاذا بنا نرى الخلاف والاختلاف في التفسير والرواية» والحديث والخبر 
والاجتهاد» فا هو «واجب» عند زيد هو «جائز» عند عمروء وماهو ومستحب» عند هذاء 
هو «مستكره» عند ذاكء فأين هو «الاجماع» المنشود؟؟ ش 

وحتى اثمتنا اللين تعبت الامة واجتمعت عليه تختلقوق ما بام في الكتر من 
الامور الشرعية . والاجتهادات المتعدذة! ! 

فأبو حنيفة مثلا يرى ان الحكم الاموي غير شرعي » ولم يتحرج عن مناصرة زيد بن 
علي حين خرج على بني أمية» كما كان يرى نفس الرأي في بني العباس» وكان يحض الناس 
على مناصرة ابراهيم الامام وأخيه محمد المعروف بالنفس الزكية» وكان يقول: ماقاتل احد 
عليا الا وعلي اولى 0 

ومالك بن أنس لم يؤيد بني أمية» ولا بني العباس. كابي حنيفة, ولأنه يرى ان 
نظاميه| ملكي كسروي بعيد عن وو الاسلامء ولكنه يرى الخلفاء الراشدين ثلاثةء 
وليسوا اربعة» وان علي بن ابي طالب واحد من الصحابة() 

.وكان يذكر عثيان وعليا وطلحة والزبير ويقول : والله ما:عنتلوا الا على الثريد الاعفر. 
أي على متاع الدنيا لا على الدين. ش 

والشافعى يرى ان الامامة ‏ الخلافة ‏ في قريش» ويرى ان كل قرايشي غلب على 
الخلافة فهو كلت( ولعدهات بمصر يسبب ماناله من الضرب المبرّح من المتعصبين لمذهعب 
مالك . 

واحمد بن حنبل يرى الامامة في قريش ويرى أمامة ولد العياس» ويقر خلافة 
الراشدين» ويقف عند علي متحفظاً فيقول : ووقف قوم عند عثمان7» 
)١(‏ اسلام بلا مذاهب للدكتور مصطفى الشكعة 


(؟) طبقات الشافعية ص ١7‏ 
() اسلام بلا مذاهب. للدكتور الشكعة. 


-197- 


فالأئمة الذين اجمعت «الجاعة» عليهم مختلفون في الخلافة» وفي الخلفاء الراشدين: 
غتلفون في الامويين والعباسيين وا هاشميين, مختلفون في الاصول فمنهم من يرى الاخذ 
بالقياس». ومنهم من لايرى ذلك بل يرى القياس باطلا في الدين» و «الرأي» مثله بل أبطل 
منه(4) 

واخرنج ابن عساكر عن ابي هريرة قال: كنا معاشر اصحاب رسول اللابونخن 
متوافرون ‏ نقول: افضل هذه الأمة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر, ثم عثان ونسكت©» 

وروي البخاري عن ابن عمر قال: كنا نخير بين الناس ايام الرسول فنخير ابا بكر 
| ثم عميرء ثم عشمان وزاد الطبراني على هذا الحديث في الكبير: فيعلم بذلك النبي فلا 
ينكره(0) (السيوطي ص 07) ٠‏ 

روى عبد الوارث بن سعيد2© قال: قدمت مكة فالفيت بها انا حنيفة فقلت له: 
ماتقول في رجل باع بيع وشرط شرطا؟ فقال:. البيع باطل والشرط باطل!! 

: فأتينت ابن ابي ليلى فسألته عن ذلك فقال: «البيع جائز والشرط باطل!! 
فأئبت ابن شبرمة فسالته عن ذلك. فقال:. البيع جائز والشرط أجائز. فقلت في 
نفسي : سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق لايتفقون على مسألة!! فعدت الى ابي حنيفة 
فاخبرته با قال صاحباه . فقال: ماادري ماقالاه لك حدثني عمرو بن شعيب عن ابيه عن 
جده قال: نبى رسول الله عن بيع وشرط فالبيع باطل والشرط باظل . 

فعدت الى ابن ابي ليل فأخيرته ب| قال صاحباه فقال: ماأدري ماقالاه لك؟ 

جدثئني هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة .. قالت : امرني رسول الله ان اشتري بريرة 
فاعتقهاء ؛ البيع جائز والشرط باطل) 

قال: فعدت ت الى ابن شبرمة فاخبرته بها قال صاحباه. فقال: ماأدري ماقالاء لك؟ 


(4) المستصفى للغزالي. والرّسالة للشافعي. والعدة للطويني 
)2( السيوطي تاريخ الخلقاء ص 7ه 

(5) المصدر السابق ص م 

(1) في بعض النسخ الليث بن سعد 

(8) رواه البخاري في باب الشرط في الولاء 


1944- 






حدئني مسعر بن كدام عن بحارب.بن دثار عن جابر قال : بعت النبي صلى الله عليه 
وسلم :بخيرأًة'وشرط لي :حملانه الى المدينة فالبيع نجائزء والشرط جائزدة» 
وذكر ابن ايام ان الاوزاعي قال: مالكم لاترفعون الايدي عند الركوع والرقع 
منه؟ ؛ فقال أي ابو :جليفة لانه م يصح عن رسول الله فقال الاوزاعي : كيف لم يصح؟ وقد 
حدثني .البزهري, عن سالمء ٠»‏ عن: أبيه ابن عمر ان رشول الله كان يرفع يديه اذا افتتح 
الصلاة؛ وعند الركوع. والرفع منه. فقال. ابو حنيفة :. جدثنا جحماد عن ابراهيم. (أيٍ 
النخعي) عن علقمة» والاسوة عن غيد الله بن مسعودء ان النبي كان لايرقع يديه ال عند 
:افتتاح الصلاةء ثم لايعود:' 
فقال الاوزاعئ:: أحدئك عن الزهري عن سام عن إبيه» ؤتقول: حدئني حماد عن 
ابراهيم » فقال ابو حنيقة : : كان حماد افقه من سالمء وعلقمة ليس دون بن عمر في الفقه. 
وان كان لابن عمر فضل صحبته» فالاسود له فضل كبير 
يدنه اديه نال باعليه اللعرا ابر ا ساون لبي 
كما ان هتاك اختلافاً في صفات الباري 2 
وبعض الائمة يحرم الغناء والاشلن ويأمر بت الآلاتء و ويروي في ذلك حديثاً 
غاية في. الطرافة وهو قول النبي : انما نعثت بكسر الطبل! : ولكن الرسول الكريم 32 
الغناء والالحان من نساء: المدينةب نساء الاو والخزرج عندما خرن لاستقباله مهاجراً من 
مكة الى يزب ضاريات بالدفؤف منشدات وطلع البدر علينا» فلم يزجرهن ول يأمرهن بكس 
دفوفهن ومزاهرهن » وهوالمبغوث بكسر الطبل على قول احد الائمة!! ! فأين هو«الاجماع»؟؟ 0 
0 وك مسلم يعلمء, ويدرك.' ويؤمن. ويعتقد ان مصدري التشريع في الاسلام هئ 
الكتاب والسنة الصحيحة ولكن إضيف اليههأء «الاجماع» ويضيف البعض الاخر الى هذه 


المصادر الثلائة مصدراً رابعاً هو «القياس» 0 يضيف «الرأي» وآخرون يضيفون 
«العقلع فين «الاجباع»؟؟ 


)5( كتاب الانصاف للبطلوسبى ص ميريلفى 








-1946- 


ويرى غير هؤلاء اضافة «الاستحسان» 

كما أوصل آخرون مصادر: التشريع الى ثمانية : وهي الكتاب ‏ السنة ‏ اجماع 
الصحابة ‏ فتوى الصحابي الاستحسان - العرف الجاع - القياس . 

وهناك من أوصلها الى سبعة عشر مصدراً ميقا الى المصادر والادلة السابقة اجماع 
. الائمة اجماع اهل المدينة» أقوال الصحابة - المصالح المرسلة ‏ الاستصحاب» 
الاستصلاح- البراءة الاصلية ‏ العوائد ‏ اجماع اهل الكوفة. 1 الخلفاء ‏ الأخحذ 
بالااخف ‏ سد الذرائع - فأين «الاجماع»؟؟ 

وحتى في «الاججاع» كدليل شرعي كان الخلاف كبيراً والافتراق متسعاً. فالمالكية 
يرون أن «الاجماع» الذي يصلح لآن يكون دليالٌ من اث الأحكام برع هو «اجماع» 
أهل المديئة وحدهم لانها 'بلد التشريع. 

وقال قوم : باجماع اهل الحرمين: مكة والمدينة» والمصرين: الكوفة والبصرة 

وقال اخرون: اجماع أهل الحل والعقد. 

ويرى فريق: ان اجماع التابعين كاجماع الصحاية . 

ويرى اتباع داوود الظاهري عدم الأخذ باجماع التابعين ولو كانوا . من أهل المدينة! ! 

وقال الشافعي : : ان «الاأجماع» المعتبر هو اجماع الغلماء في البلدان كلها ني 
الضرورات» ووافقه الليث بن سعد الآمدي, وابن حزم الاندلسي» والغزالي2١)‏ 

وأنكر الغزالي على الصحابة حجية القول لأنهم غير معصومين من الخطأ والسهو؟» 
وجاء عن احمد بن حتبل قوله: من ادععى «الاجماع» فهو كاذب27) 
ويرى احمد بن حنبل ايضاً: : ان «الرأي» و «القياس» باطلان» ويخالف بذلك الائمة 

الثلاثة ويقو ل: ان اصحاب الرأي والقياس مبتدعة ضلال© . 


)١(‏ المستصقى للغزالي 
ْ (1) وقد بدعه الشوكاني في البدر الطالع ج؟ ص 51٠0‏ 
(*) تاريخ التشر يع الاسلامي 
(4) طبقات الحنابلة لابن تميم الحنبلي لم 


195- 


ويقول النظام : ان «الاأجماع» ليبس بيحجة ف الشرعء وكذلك القياس في الاحكام 


الشرعية(*» 


ويعك... مارأى الشاعر الفقيه المكزون؟؟ 5 هذه الآراء المتضاربة والأمور 
المستحدئةء والاختلافات الحادّة, الي بلغت درجة التكفير والتبديع » والتضليل» وأقلها 


التخطبيء, او التخطئة!! - 


الكزون وان ان امي 0 3 الو و يكرد 


-١‏ وربما أخطأ من حاولوا 
؟ - زعموا ان كل من اعمل «اسرأي» 
وعلى ذاء فكل بجتهد أخطا 
حث البركاب بنا فالقوم قد وقفوا 
ظنبوا سراب الفلا ماءٌ فال بهم 

وأوهبوا الشاس رشداً في الشلال وك 
قالواء فانوا فلا ان دعوتهم 


ويقول: 


واستعملوا «الرأي» في]) لاتجال له 


وحاولوا الدين بالدنيا. تأذفلهم 0 


(ه) الملكةوالنحل للشهزستائني 
() غطوطة الاسكوريال 


«بالرأي» 00 ومن «قاسوا)<”» 
وأخظاء ليه يبال اللخعريي 
بعين الخطا اصاب الصوايا 
دون الحمى. وعلى ضال الغضا عكفوا 
عن مورد الريٌ في الوعساء فاعتسفوا 
وجهاً الى الغي عن نبج الهتوى صرفوا 
الى «القياس» ابانوا العجز واعترفوا© 


فيه فاءوا بعد عن تعقله 


(/) وهذا البيت الاخير ورد في لزوميات المعري وعلى هذا الوجه 


قالواء فهانوا فل) ان حدوتهم الى القياس ابانوا العحز. واعترفوا 


-ل/اة1- 


ويعرضل المكزون بهذا الخنلافات التي شوهت جمال الأسلام ونالت من قدسية 
الرسالة.» وال التتشريع ‏ فتعددت المذاهب» وتباينت الطرق والمسالك مع إن السبيل 9 
الله 6 والشرع واحد. 2 7 0 


١ . 2 1 5 5‏ 5 6 
اذا كان شرع الله قي الدين واحدا وعن منتهى: التفسريق فيه نهى الرسل 1 
فان سبيل الحق للناس واحد (ماالغيٌٍّ الافي متابعةالسّبل 


ويقول: 


قل لمن رام للشريعة اتتماماً أبالنقص د تشع امنقئل؟؟ 
أم بفكبر لصت بص كد 


واذا كان «الرأي» حكيا شخصياً.. و «الاجتهاد» تأويلاً فردّياً..و «القياس» برهاناً بالمقارنة» 
واذا كان بعض اهل «الاجماع» «قاس» وبعضهم «اجتهد» وآخر اعتمد «الرأي» وغيره جمغ. 
بين «الرأي» و «القياس» فأين «الاجماع»؟؟ 

وربا بلغ الامر ببعضهم اعتدادا برأيه» وتبجحاً نمذهبيته» وانقياداً لعصبيته» وتحدياً 
للآخرين ان لايشارك فٍِ حوازء ولايدخل ف جدال.» ولا يرى لغبره حق التعبير عن آرائه 
وافكاره: وقد اشار المكزون الى هذا النفر من الناس بقوله : + 
قالوا: لنا قول مأردنا وماألكم فيه أن تقولوا!! 
ومن بح 0 أججق مثا ومدّعانا لنتا الدليل!! 
وفي 'خطانا ‏ لنا ثواب والله فينا بنا الفعول!! 


وفي هذه الثلاثية اشارة الى المجتهد. وضان ثوابه قي خطته وصوابه؛ والى القول 
بالقدر! ! 


لمق 


ان «الاجماع» هو «شورى» الامة الي نص عليها الكتاب الكريم » وهي نونك 
الضياع والتشتت.» واختلاف الآراء. وتعدد السيل. 
ان الشورى جامعة للكلمة» لامة للشعث. رائبة للصدع. ناظمة للشتيت محققة 
للآمال» معززة للكيان. موحدة للأهداف, وهذا مادعا اليه هذا الشاعر.» وحض عليه 
المصلحون في كل زمان ومكان. 
ولكن هذه الشورىء أو هذا «الاجماع) لم يتحقق على صَعيك «الواقع» وان ادعته 
: «جماعة» فانه «اجماع ماعة» لا أجماع امة . 


000 ار 


قالوا الدايل على ان الرشاد لحم «اجماعهم» ان من ناواهم غاوي 
وان حزبيم الحزب القليلء وفي كهف التقية كل منهم اوي 
ولو تنكر اظهاراً لقدرته 2 بارووه» أبانوا الطعن في الراوي 
فليعتير منصف برهانهم ليرى ١‏ أي الفريقين في اسر المهوى هاوي 


144:2 


العقل والنقل 
يقول المكزون: 
بني العقل.هبوا لأمر عجاب ولكن للعقل عنه نشوز 


فتتان كان ولايزال ‏ لما شأنها وأثرهما في الفكر الاسلامي . فئة «النقل والحرفية والتقليد» 
واخضاع العقل لسلطان النقل . وفئة العقل والتحرر من الحرفية والتقليد» واحكام سيطرة 
العقل على النقل . ' 

والاسلام بضوابطه العامة. وكلياته الناظمة متطور باتجاه الحياة الأفضل سعيا الى 
الأكمل. 

'وقاعدة: .لا اجتهاد مع وجود النص التي تعتمدها فئة النقل والحرفية هي قاعدة 
صحيحة لاثماراة فيهاء ولا جدل. ولكنها مشروطة ضمناً بأن يكون النص من الكتاب 
الكريم » والحديث الصحيح . ولكن ماشأن تلك الأحاديث والنصوص التي لم تنبت صحتها 
ولا تنطبق على القواعد العامة التي تنظم المجتمع الاسلامي؟؟ هل نعتبرها «نصاً» لااجتهاد 
معه؟؟ وهي كثيرة تتجاوز الألوف عددا! ! 

ان الحد من سلطان العقل, وسدّ باب الاجتهاد جرا على الفكر الاسلامى التتخلف 
والنموده. واصاباه بالشلل1] 1 

لقد كرم الله العقل» وحض عليه كثيراً في كتابه؛ لعلكم تعقلون, لقوم يعقلون» 
لعلكم تتفكرون. أفلا يتفكرون؟؟ ياأولي الألباب» لأولي الالباب. لعلهم يفقهونء أفلا 
يفقهون! ! لأولى الأبصار. ياأولي الابصار أولي الذكرء لعلهم يتذكرون. لقوم يتذكرون, 
ام على قلوب أقفالها؟؟ 

فلو حكمت الأمة العقل كما نصت عليه هذه الآيات لما تفرقت كلمتهاء وتشتّتت 


وحدتهاء وكفر بعضها بعضاًء واستجاز بعضها قتل بعض بفعل مذهبية ضيقة» وتقليد 
لاينفذ اليه نور العقل. وجمود على حرفية لاتقر حركية الحياة» ونقل لانعرف ‏ احيانا - 
ولئن كانت قاعدة : دلا اجتهاد مع وجود النص يعتمدها الحرفيون التقليديون ويرون 
انها تدعم النقل ‏ كل النقل ‏ فان قاعدة : تغير الاحكام بتغير الزمان تدعم حكم العقل . 
واذا رجعنا الى ناسخ القرآن ومنسوخه ادركنا ان الاسلام نبج متطور في الحياة» 
وحركية تأبى الجمود. وتدعو الى التجديد. . ماننسخ من أي او ننسهاء نأت بخير منها(١)‏ 
فاذا كان نسخ بعض الاحكام «الآيات» وقع خلال 7 عاماً وهي مدة نزول الاحكام - 
نزول القرآن - فيا بالك بأحاديث واخبار وآثار مرٌ عليها قرابة ١4‏ قرناً وظلت محتفظة بقدسية 
مفروضة مع انها وضعت لزمان ومكان, هذا اذا لم يكن أدخلها «الوضا عون» لتحقيق 
٠‏ اغراض سياسية » اودينية» او مذهبية او قبلية» او شعوبية!! 
' ألم يقل الرسول الكريم لاصحابه: انتم ادرى بشؤون دنياكم» وهو المشرع الأول 
لتأتي الاحكام وفق مقتضيات الزمن» وحاجة المسلمين؟؟ 
الم يسأل معاذ بن جبل عندما وجهه والياً على اليمن باذا تقضي؟؟ فأجاب بها في كتاب 
الله» وبا قضى به رسولهء قال: فان لم تجد. قال: أقضي برأّني» فقال الرسول: الحمد 
لله الذي وفق رسولٌ رسوله . 
والقضاء ب «الرأي» هو تحكيم العقل في القضاياء والاحتكام اليه في غياب «النص» 
ومراعاة روح الزمان والمكان» وهذا ماندعوه: بتقدير ظروف الحادثة . 
هذا الخليفة عمر بن الخطاب يلجئه الظرف لأن يطور الشرع » ويستعمل العقّل مع 
وجود «النص» فيقول على .مسمع من الصحابة وعموم المسلمين: متعتان كانتا على عهد 
' رسول اللهء واني محرمهم| عليكم . 
ألم يمنع قطع يد السارق عام المجاعة مع وجود «النص» لما تعرضض له الناس من الضر 
والفاقة والجوع؟؟ 


. راجم تفسير هذه الآية في الجلالين » وفي مجمع البيان للطبرسي» وف تفسير النسفي‎ )1١( 


ا 


ألم يحل دون توزيع الاراضي الزراعية على الفاتحين في البلاد المفتوحة مراعاة لمشاعر 
المغلوبين؟؟ 
: وهذا ابو حنيفة مؤسس مدرسة «الرأي» في العراق هذه المدرسة التي تقوم اركانها على 
نحكيم العقل. والاعتماد عليه وتضييق دائرة «النقل» لما داخله من الوضع» وطرأ عليه من 
الشك. ولارتباطه باهل المديئة وبيئة الحجاز المحدودة. وبعدها عن الحضارة. وتأثرها 
بالبداوة(؟) 

والى القراء امثلة من «النقل» التي تشكك العلماء فيها لعدم اطمئنان العقل اليها. 

١‏ - روى البخاري عن ابي هريرة ان ملك الموت نزل ليقبض روح موسى فصكهء 
ففقأ عينه فرجع الملك الى الله قائلا: ارسلتني الى عبد لايريد الموت. ففقأ عيني » فرد الله 
. عليه عينه وقال: ارجع وقل له: ليضع يده على جلد ثور وله بكل شعرة غطتها يده عمر 

سنة(1) وتقدم ايراد هذا الحديث. 

اليد ك) سبي وقلنا تخطي الوفاً من الشعر وعمر موسى معروف . 

" - ويروي ايضا يسنده عن ام المؤمنين عائشة: ان النبي مكث كذا وكذا لايأتي 
أهلهء ويخيل اليه أنه يأتي الى ان قال: ياعائشة ان الله افتاني في امر استفتيته فيه» أتاني 
رجلان فقال احدهما: مابال الرجل؟؟ فقال الثاني: مطبوب. أي مسحورء فقال: ومن 
طبه؟ قال : لبيد بن اعصم اليهودي. فشفيت. 

هذه الرواية تشِير الى ان النبي أصيب بفقدان الذاكرة» أومرض الفصام, واذا كان 
الامر كذلك فا هو حال الوحي خلال هذه المدة التى فقد بها النبى ذاكرته على ذمة الرواية» 
ومامقدار الثقة بالوحي الذي انزل عليه خلاها؟؟ 000 

اننا لتكرم قدر رسول المسلمين» وخاتم النبيين عن هذا الافك المبين 

-٠‏ يقول ابن حزم : اذا ولغ كلب'في الاناء. كلب صيدء او غيروء صغيرا أم 


)١(‏ البخاري ج؛ ص ١54‏ وتقدم ذكر هذا الحديث 
(؟) المحلى 1١4/1١‏ لابن حزم الاندلسي 


21 


كبيراً فيجب اهراق مافيه كائناً ماكان» ثم يغسل بالماء سبع مرات ولابدٌء أولاهنٌ بالماء مع 
لتراب ولابدٌ وذلك الماء الذي يطهر به الاناء طاهر حلال. 

ولكن اذا اكل الكلب في الاناء» ولم يلغ فيهء او اذا ادخل فيه رجله أو ذنبه» أو 
رقع بكله فيه لم يلزم غسل الاناء ولا هرق مافيه» وهو طاهر حلال كله, كما كان. 

وكذلك اذا ولغ الكلب في بقعة من الارض . او في يد انسان» أو في مالا يسمى انأء ' 
فلا يلزم غسل شيء من ذلك» ولا هرق مافيه . 

وتعليل ابن حزم هذا وارد في كتابه والمحلى» ١١١/1١‏ كما يل : : الماء الذي يغسل فيه 
الاناء طاهر لآنه م يأت «نص» باجتنابه» » ولا شريعة ة الا ماأتحبرنا به عليه السلام . 9) 

- وجاء لأبي داوود استاذ ابن حزم ورئيس المذهب الظاهري, وهو اصفهاني ت 
سنة 77١‏ ه قوله : بول كل حيوان ونجوه سواء أكل لحمه ام لم يوكل فهو طاهر حاشا بول . 
الانسان ونجوه فهما نجسان!!0© 1 
وجاء عن ابن عباس (حبر الامة) ان الشمس تنخسء» وتضرب لتشرق وترفى | 
بالشلج من ملائكة موكلون بذلك وروى هذا ابو يعلى والطبراني وجاء في «مجمع الزوائد» 
وورد عند ابن كثير في تفسيره ص /اج44) 

ولقد تهكم المعري باسلويه الساخر اللاذع مهذا الحديث المفتري 


نكن تسر ست عل الندمين لها ريياق ذا اجاء. القزوى وضرب 
وروى أبو هريرة: اذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله . . 
وروي عله حديث: اذا سقط الذباب في اناء 0 . الخ 
ونسوق ايضاً نباذج من «النقنل» اوردها رضي الدين الطبريسي من اعلام القرن 
السادس ا مجري : 1 
مم المحلى 154 - عمر فروخ 1١71‏ 


(4) اضواء على السئة المحمدية ص /الاا 
(ه) اخرجه الشيخان راجح البخاري ص ج 





لات 


ا قال ابو عبد الله والمقصود به جعفر الصادق -: من أكل سبع ورقات من 
الهتدباء بوم الجمعة قبل الصلاة دخل الجحنة! !م 

قلنا: اذن فالحيوانات اسرع من الئاس الى دخول الحنة لاها تتغذى بالاعشاب ومنها 
الهمندياء. وفي كل ايام الاسبوع. وللحيوانات صلاتباء وان من شيء الايسبح بحمدهة 
ولكن لاتفقهو نْ 5 . 

"3 - قال الباقر : االو ربراه و اير الجرا باك اللضر ال 
يعني الطريسة” , 

* - قال النبي : نزل جبريل فأمرني بأكل الهريسة لاشد بها ظهري. وأقوى على 
عادة ربيم 

ع - جاء في كتاب «الجامع) لابي جعفر الاشعري عن الرضا قوله : مابعث الله نبياً 
الاوني يده سفرجلة 

مف عل بخن الجي اب اكل انما من بعلت كو لل ليوات الف 
د 6 . ورفع له سبعين الف درجة0©) 
: اذن اكل البطيخ يجتزيء به الانسان عن القيام بكل المفترضات . 

0 كان اصحاب الرسول كلهم عدول» أو اهل عدل عند كل المنلمين. وكان 
الائمة من سلالة علي وفاطمة كلهم معصومين او اهل عصمة عند جمهور كبير من المسلمين. 
فان على المؤمنين هذه العدالة وهذه العصمة ان يعلموا إن هذه الاحاديث لاتليق يعدالة 
اولئكك وعصمة هولاء . 

ونمسك القلم عن الاسترسال في ايراد هذه الاباطيل الاضاحيك - الترهات» وهي 
اكثر من أن تحصى » وأوسع من أن تستقصى » جاء مها : ها «النقل» المنفلت من رقابة «العقل» 

وهذا ماحدا بشاعرنا المكزون الى القول: : 
بي العقل هبوا لامر عجاب ولكن للعقل عنه نور 
ويقول: 

(5) مكارم الاخلاق للطبرسبي ص 177 مؤسسة الاعلى ‏ لينان 
7 جم المصدر السابق ص 1١717‏ ص 117/7 ص 184 


-75١5- 


غيري لموثئق ىق عهد حينتك ينكث 
بالتاقلين» 
ويقول والشاهد في البيت الاخير: 
نومك المتسفتل: نميلا 


ويغر غر بنشره 


وكذا بالعلم لايوصف 
وغبي الناس من يروي 
ويقول: 

0 في 0 واحد 


وبهيقاسم عاشقيككء ونيحنث 
عنك الحديثء وعن سواك يحدث 


من ' ش برى عنه 
وعله يبدوق النفع 


يرد وبنه في الشرى الحم 


0 النائن مرخ يروي شيا 1 تعر صحته من زيفه. ىم 
يستضيء بنوز العقل هتدي به من ظلام الجهل . 


وقال المعري : 

جاءت أحاديث ان صحت قان فا 
. فشاور العقلء واتسرك غيره هدراً 
وقال: 

:أمافي الناس من رجل ليب 
وجدت اباك سيريا حديفاً 


وأخيراً قال المعري : 


لوقال ذئب غضاً بعثت لامة 


شأناًء ولكن فيهنا ضعف امئاد 


النادي 


د 15 مقص النفتيخ تفري 


المكز ون وعلم الكلام 


علم.الكلام أو علم أصول الدين27 اوعلم النظر والاستدلالء او الفقه الاكبر"؟» 
اوعلم التوجيد والصفات”» هو علم لاثبات العقائد على الغير 2 ' 0 
0٠‏ لقد توصل علاء الاسلام الى علم يتوصل به الى اغلاء كلمة الحق. ولم يرضوا ان 
يكونوا محتاجين معه الى علم آخر أصل. 
ش علم قيل فيه : انه يؤوضح ا لحجة» ويلز١‏ اللفانكى بلاق ةليك . ويدور النظر 
فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح . والاحالة والتصحيح , والايجاب لجرو 
والاقتدار والتعديل. والتجوير والتوحيد, والتفكير. ٠0‏ 
ولقد قام الحنابلة بحملة ضدٍ علم الكلام بدأها احمد بن حتبل» فقد أعلن في المناظرة 
الي جرت بينه وبين ابن ابي دؤاد في حضرة كت قائلاً: لست انا صاحب كلام وانما 
مذهبي الحديث. 
كذلك ينسب اليه انه قال : لايفلح صاحب كلام ابد ولايرى أحد نظر في الكلام 
الا وفي قلبه دغل0*) 
وممن ذم علم الكلام ابو عمر بن عبد البر 58م ها"! وعبد الله الهروي0© 64/١‏ 
ها وموقق الدين بن قدامة المقدسبى 57١‏ ه0) 
وجاء ابو الحسن الاشعري في اوائل من رد على الحنابلة في ذمهم على الكلام(» 


(1):الكشاف للتهاتوي 
زفف أبو حنيفة 


(؟) مجمع السبلوك. 





(4) طبقات المعتزلة لاحمد.بن يحسى المرتضى ص ١76.‏ 


(0) جامع بيان العلم'لابن عبد الب 

لاقف في كتابه ذم علم الكلام . 

(7) تحريم النظر في كتب اهل الكلام . 

(8) في رسالته استحسان الخوض في علم الكلام . 


25 


فقال: ان طائفة من الناس جعلوا الجهل راس ماهم وثقل عليهم النظر والببحث عن 
الدين, ومالوا الى التخفيف والتقليد. وطعنوا عل من فتش عن أصول الدين» ونسبوه الى 
الضلال» وزعموا ان الكلام في الحركة والسكون؛» والجس, والعرض. والالوان. والاكوان» 
والجزء والطفرة» وصفات الباري بدعة وضلالة . . الخ 


ولقد أطلق عليماء المسلمين على كل مايفيد معرفة الاحكام العملية عن ادلتها 
التفصيلية اسم «علم الفقه . . 

وعلى معرفة العقائد من أدلتها اسم «علم الكلام». 

وغلى معرفة اصول الادلة اجمالا في افادتها الأحكام اسم «اصول الفقه». 

ولقد عرف المشتغلون بعلم الكلام بالمتكلمين. 

ويروى عن مالك بن أنس ١74‏ ه انه قال: اياكم والبدع!! قيل : وماالبدع ياابا 
عبد الله؟؟ قال: اهل البدع الذين يتكلمون في اسماء الله وصفاته. وكلامه. وعلمه 
وقدرته» ولايسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم ياحسان. 

وروى عن ابي حنيفة المتوق سنة ١6٠١‏ ه انه قال: لعن الله عمرو بن عبيد فانه فتح 
للناس الطريق الى الكلام فيه| لايعنيهم!! 1 

ومن قول مالك بن أنس ايضا: الكلام في الدين اكرهه. ولم يزل اهل بلدنا يقصد 
المدينة ‏ يكرهونه» وينبون عنه. نحو الكلام في رأ جهم() والقدر وما أشبه ذلك» ولا 
أحب الكلام الا ماكان تحته عمل . | 

فالكلام اذن مقابل العمل. ولمتكلمون قوم يقولون في امور ليس تحتها عمل 
فكلامهم نظري لفظي لايتعلق به فعل» انه انشاءات ذهنية بخلاف اقوال الفقهاء الباحثين 
في الاحكام الشرعية العملية. 1 

ولعل من أولى الدوافع لايجاد علم الكلام لدى المسلمين هو انتشار البدع والشبه». 


)١(‏ يقصد جهم بن صفوان. 


-7١1/- 


والتشكيك با عليه المسلمون وجاء به الاسلام من الفطرة» واليسر والبساطة والتسليم في 
. امور الدين. وذلك من بعض الحاقدين على الاسلام. العاملين على الكيد له» والانتقاص 
من كيآله . 
كما ان انتشار منطق ارسطوء وفلسفة اليونان» واستخدام اهل البدع لهذا السلاح - 
سلاح المنطق والفلسفة ‏ بعد حركة الترجمة ألجأ علماء المسلمين الى تعزيز مكانة هذا العلم - 
علم الكلام ‏ للدفاع عن العقيدة: والابتعاد عن المنطق اليوناني» ولكن علم كم انتهى 
الى الفلسفة كما انتهى أليها التصوّف. 

. واذا رجعنا الى ماحفظه لنا التاريخ نجد ان هناك على الحدود السورية العراقية قامت 
اربع مدارس اثنتان للنساطرة السريان(2) وهما مدرسة نصيبين الاولى» ومدرسة الرهاء 
واثنتان لليعاقية:5) وهما مدرسة رأس العين» ومدرسة قنسرين وكلها تعني باللاهوث المسيحي 
والفلسفة والبحث في طبيعة السيد المسيح . 

كا ان الدولة الفارسية سمحت للنساطرة باعادة مدرسة نصيبين الثانية بعد ان 
اغلقت الدولة البيزنطية مدرسة الرهاء ى) سمحت لم ايضاً بافتتاح مدرسة جنديسابور في 
خوزستان . 
' ويبذه المدارس استطاعت المسيحية ان ا عقائدها بالفلسفة؛ ولا انتشر 
المناظرات بين المسيحية والاسلام حول الكثير من القضايا العقائدية والفكرية وجد 
المسلمون انفسهم ضعافاً تجاه المنطق الفلسفي الذي يتحلى به علماء المسيحية لان روايات 
(1) النساطرة نسية الى نسطوريوس 40١‏ م القائل بان في السيد المسيح طبيعتين» واقنومين في شخص واحدء وان لاهوت 


السيد المسيح لبس الناسوت» وان الناسوت صار هيكلا للاهوث» وأن مريم لاوز ان تدعى ام الله بل 0 ع الال 
لانهالم تلد اللاهوت بل ولدت شخضاً هو آله وانسان مغاً. 
وقد هب قورلس الاسكندري وعقد جمع مسكوني في افسس عام ١471م‏ وحرم الاساقفة نسطورمن وتعاليمه. وعزلوه - 
من منصيه . 

وعقد بطريرك انطاكية مجمعاً مسكونياً في افسس ايضاً وحرم قورلس وأصحابه. وانفصلت الكنيسة الشرقية الارثوذكسية 
عن الكنيسة الغربية سنة ٠١84‏ ايام ميخائيل كيرولارس بطريرك القسطنطينية . 
)١(‏ هم اتباع يعقوب البرادعي اسقف الرها 041١‏ - 78م واليه تنسب طائفة اليعاقبة وهم المونوفيزيون السريان 


-7١8- 


«النقل» لاتقيم الحجة على الخصمء ولاتوصله للاقناع والاقتناع . 
وعلم الكلام الذي ابتكره المسلمون لم يكفهم في هذا المجال» فاضطروا الى ترجمة . 
: المنطق اليوناتي ودراستهء والعمل بهء فنشأ جيل من الفلاسفة أخذ على نفسه الدفاع عن 
العقائد الاسلامية» ونخص بهم المعتزلة الذين اغنوا الاسلام بها قدموه من كتبء وعززوا 
شأنه بها حققوه من غلبة على خصومهم بعد ان استخدموا منطق ارسطو وبراهينه واقيسته . 
ولذلك نجد منطق ارسطو يسيطر على كل فكر المكزون وشعره في حين «لانجده 
يستعمل علم الكلام» بل يذمه كا ذمه ابن حنبل» وابن عبد البر» وال هروي» وموفق الدين 
بن قدامة المقدسى . ش 


يقول المكزون : 


أغبى الورى من لايرى نفسه0 تخضَّه() الا برأي العوام 
وأبعد الخلق عن الحق من بحاول الحق يعلم الكلام 


فالمكزون كفقيه يدافع عن العقائد الاسلامية ضد السكوك والبدع لم يستعمل علم 
الكلام في دفاعه, ولم يقرهء بل أنكره. وندّد به واعتبر مستعمليه أبعد الخلق عن الح . 

ولكنه يعتمد في الحجة والبرهان بعد الكتاب والسنة على المنطق الارسطي وربا جاء 
هذا الاعتاد على المنطق من أثر وتأثير الافلاطونية الحديثة على فلاسفة المسلمين وهو واحد 
منهم » لابل في طليعتهم . ٠‏ 

وفي المسائل الاعتقادية» وصفات الباري يرتفع عن مصاف المنطقيين» الذين 
يعتمدون المقدمات المنطقية للوصول الى النتيجة وهي اليقين الناتج.عن البرهان كا يجانب 
جدل المتكلمين وانشاءاتهم الذهنية فيأقي با يقصر عنه هؤلاء ويعجز عنه أولئك» ويلحق 
كل صفات الكال بالخالت بتجريده من كل وصف فيقول: 


(01),في كل النسخ نجاءت وتخصه» بالخاء الفوفية بعدها صاد ونرى انبا وتحضهء بالحاء المهملة يليها ضاد معجمة 


-5١9- 


اذا وصف العشاق معني جمالكم | فتججخريده عنن كل وصف له وصفي 
وان عبروا باللطف عنه فانني اقول: معيد اللطف جل عن اللطف 
وان عرفوه بالأسامسي» فانما ‏ ايه للأسامي والكنبى تم لي عرفي 


ومع انه يلتقي مع احمد بن حنبل واصحابه في ذم علم الكلام» فانه ينفرد عنهم 
بالاعتماد على المنطق الارسطي الذي انقسم فيه علماء المسلمين الى قسمين: فمنكر يحرم 
الاشتغال فيه وراغب يعتمد عليه في حجاجه . 

وللتدليل على اشتغال المكزون بمنطق ارسطو واعتماده عليه» وتبحره في خفاياف» 

.وصه على دقائقه تقدم للقراء احدى قصائده التي تعتبر بحق متناً في علم المنطق, وغيره 

من علوم ذلك العصر. 

ولا يفوتن القارىء. ولايغربنَ عن ذهنه ان ؛ استخدام المكزون لمبادىء العلوم من 
منطق ورياضيات» وطبيعة وهيئة انما يحملها اسراراً ودموزاً صوفية ‏ وهذه خصيصة تفرد 
مها هذا الشاعر العام العارف الفقيه : 

ان كل مصطلح علمي عشده يستسطن رمزاً صوفيء ولايستظهره-الا العالمون 
بمصطلحات وخفايا تلك الرموز. 

يقول المكزون : 
في المنطق 


1 هب منطقي سمعك ياوهنب2 2 وعنج به يبدو لك العجبٌ 
“٠‏ واستشعر العلم بشعسري. قمن ‏ شرحني له في خطبي خطب 
#د الأنسه لازم تضمينه- دلالة طابقها اللبٍ 
؛- تصوري تصديق اهل النهى- لذا | بديهييٌ ‏ لحم | كلب 
ه ‏ وحدٌ رسمي في مثالي له مقدم في البدو لايصبو 


5١١ 


5ن وفنية: ابرهان عَيَابَا فلا 
 »‏ وقولي الشارح لي حجة 
4- فذفكل ماصحح منقوله 
4 فواجيب الممكن من جوهبري 
٠‏ ونوع جنببى فصله خصييني 
١‏ لأن ايني في مدى الدهر للعام 
1 وكل مالي فمضافٍِ الى 
وكل محميول على غيرمو 
14 وكل جزئي فكليه 
١٠‏ لذا قياسي طرده منتج 


ب في الهندسة واطيئة : 


1 ونقطوٍ شكز لخط غدا. 


٠‏ والثفلك الاطلس لي مركز 
14 وفوق نحي لي .. إمام ورا 
ور وتحت تربي ماءٌ بحر على 
بسائط مفروض تركيبها التاسع 
1 وعرض مإفي عمقه طوله 
080 فعلته ماضاق الملا والخلا 
7 - وفي يمينى اليمن» » واليسر ف 


-75١1١- 


على الورى يقضى به الندبٌ 
فمن مقولاتقي هو الضربُ 


فيه الماء والعشب 
فيل. وف انفعل الربٌ 
ضوعي » ففي انيجابه الححلب 


الب 
به 7 محيط مبى |( الترب 
مشرقه يبدو لك الغرب 
هواه ثار النور لانتحبو 
مامنى ( ابه 2 القلب 

المدى نقطته الحقب 


به 
في بعض كل منزل رحب 
اللسيسرى» وفيٍ الوصل والحسب 


4 - ونحوي المعرب من كل اعجام. 


6 اسم لمغتى قعله حرقه- 


5 تثلئيه مظهر تربيعه 
717- وفي حساب الخرف من اول 
وكل معتل صحيح به 
4 وجمعه السلم من كل تكسير 
"ل تلو رأى مبستدئي عاتب 
١‏ وجير كسري ضم فتح ‏ به 
؟9"- فنعم لي وصف وبئس الفتى 


دفي الحساب أيضاً 


“د لآن من مالي ما بالسربى 
4 بالعدد الكامل لا بدا 
0“ وصار مالا وهو فرد تلا 
5*- وارتفع الزائد في زائد 
0 فآخر الاسبوع من شهزه 
- فخذ حديثي عن قدينمي بلا 


-51١7؟-‎ 


وفيه تلحنن 
بجره | رقع ابه 
ام شد 5 في 
التربنيع تثليتث هو الحسبُ 


زاويسة جنب 


إذا غدا ١‏ - بدا :الطب 
له ف التقتسنفة الضرب 


ل شتهه عن خبري التعتب 
بلق في وفقها 
من ماله من مشربي ‏ شرب 


جذر, ولا مال له . كعب 


بداية.ء | وهى الها عقت 
اول ” أمسن ا:أمه : الرعب 
| 08 ب 


شوت م1 -زوره 


ه أغراض متفرقة : 


4 فلي شراب عذبه مالح 
56 والبدع من حالي أني به 
-5١‏ ولي حل في ثراه الشثرى 


1 - مارامسه الرامي بسع زلا ش 


48 - فظله للناس مأوى وللأتعام 
55- : يعد فيه أسدٌ حذّه 
0 فيه زفيري محرق مورق 
5 - تصعيده تقطير ماني الحشا 


40 فاجنحج الى سلمى تفز سالماً' 


8- من واجد كربا على حيله 
4 وشارب من أجن لم ينل 
6ه ومحسن في قوله ظاهراً 
5١‏ ومدعي القرب الى ربه 
1- كمستسن الزور أو رافض 
*ه- يقول ابراهيم في والد 


الصادي. وعني يصدر الركب 
مأحلّه محل ولا جدبت 


في الرأس منه غمد العضب 
قله المتاة “© والعيشيت 
الا أراه الكلبٌٍ 
به يكون الجدب والخصب 
وطله ماتسطل . 


السحب 
ما علىى حربي جئلى 


حتفه 


د 
عن قليه لاتُرّج الكرب 
ريا.ء وقد اجهده الشرب 
ومنه للبعد بدا القرب 
السنةء. مقرون به السّبٌ 


وهصو بأصنام العدى ص 


وهكذا تمَضى هذه القصيدة العجيبة الغربية حافلة بمباذىء العلوم» مشحونة 
بالرموزء مملوءة بالغرائب» شامسة بتلك المعاني التي لايستطيع تذليلهاء وبيان اسقاطاتهاء 


الا قلّة قليلة. وقليلة جداً من المختصين . 


- 7١ - 


المنتظر والرجعة 
يقول المكزون : 1 ا : 1 ب 
دحية والسليلة م ٠‏ عنعتها 3 إض ختبى الامنام فلن 


ودحية بن خليفة الكلبي قيل ان جبريل تمثل للنبي في صورته. والامام «المنتظر» هو 
محمد بن الحبين الأمام لئان عشر «منتظر» الشيعة الامامية ية الائني' عشرية الذي سيملاً 
الأرض قسطاً وعدلاً ىا ملئت ظلماً وجوراً. 

ماذا يقول التاريخ؟؟ 

ليست دعوى «المنتظر» والدعوة اليها, والايمان بها مقصورة وتخصورة بالشيعة الاثني 
عشرية كا يظن ويدّعي البعض » ولكنها دعوى ودعوة». وفكرة ة وعفقيدة» قديمة في التاريخ . 

ظهرت هذه الفكرة أول ماظهرت - في التاريخ عند اليهود كما جاء في التوراة 
كتابهم المقدس. ايام الاستعياد والتشريد والنقي والسبي الى بابل وهدم هيكلهم. 
وتعطيل مقدساتهم , والحاق ضروب العسف والاضطهاد بهم فتطلعوا الى المسيح «المنتظر» 
وبشر كهانهم واحبارهم بمجيء «المخلص» الذي يرفع “عنهم ذل الاسترقاق, ويزيل عن 
أعناقهم نير العبودية» ويرزهم من أسرهم المهين. ويعيد اجاد ملوك اسرائيل». وشريعة 
أنبيائهم » كا كالوا ب «رجعة» «الياهى” الذي رفع الى السماء ليملا الارض عدلاً5) ١‏ 
وقالوا: أن «اخنوخ» - ادريس» رفع الى السأء وسيعود. وأخنوخ قبل مولد المسيح 
7 سنة 00 ان هرون سيرجع . 

ان لوه م 11 ويشيعت معن من أصولهء ٠‏ ويل عليه روح 


5 


(9) سفر التكوين ه - 4؟ وسفر الملوك ؟ 1 
(*) يسى : احد اجداد المسيح 


-51١5- 


الربء روح الحكمة والفهمء روح الثورة والقوة» روح المعرفة» وتحافة الرب» ولذته تكون 
في محافة الردب» ولايقضي بحسب نظر عينيه» ولا يحكم بحسب سمع أذنيف 
بل يقضي بالعدل للمساكين» ويحكم بالانصاف للبائسين.ني الأرض» 

ويضرب الارض بقضيب فمهء ويجتث المنافقين بنفخة من شفتيه» ويكون البرّ منطقة متنيه» 
والأمانة منطقة حقويه» فيسكن الذئب مع الخروف» ويربض النمر مع الجدي والعجل , 
والشبلٌ والمسّمن معاء وصبي صغير يسوقهاء والبقرة والدبة يرعيان وتربيض اولادهما معاّء 
والاسد كالبقر يأكل. تبن ويلعب الرضيع عل ميرت الصل ‏ ويمد الفطيم يده في جحر 
الافعوان» ويكون في ذلك اليوم أن أصلّ اايِسّى ) القائم راية للشعوب اياه تطلب الامم, 
ويكون محله نجداً ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ليقتني بقية شعبه التي بقيت من 
8 ومن مصر» ومن فنزوس» ومن كوش»ء ومن عيلام» ومن شتعان» ومن حماه. ومن 

ثر البحر. 

وف هذا القول تشابه كيين وتطابق بين أقوال «البعض» ف «المنتظر» وأوصاف 
اعماله. وماتنتظر الأرض على يدم 

وهكذا نرى ان هذا الشعب المضطهد من كل الشعوؤب» وفل مَزوز أجيال وأجخيال 
قد كثر لديه «المتتظرون» وتعدد في خياله «المخلّصون» والذين سيرجعون . 

كثر أولئك بقدر ماكثرت كوارثه» وتعدّدت نكباته وماسيه . 

وفي انجيل متى جاء في الاصحاح الثالث: 

وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائل : : توبوا لانه قد اقترب 
ملكوت السهاوات» فان هذا الذي قيل عنه باشعيا النبي القائل : : صوت صارحح في البرية 
أعدوا طريق الرب» اصتعوا سبله مستقيمة . 

ثم يقول بنفس الاصحاح : ياأولاد الاقاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي 
فاصنعوا ثاراً تليق بالتوبة» ولا تفكروا ان تقولوا في نفوسكم لنا ابراهيم أب لاني أقول 
لكم: ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولاداً لابراهيم» والآن وقد وضعت الفأس 

على أصل الشجرة ة فكل شجرة لاتصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار انا أعمدكم بماء 


51١6 


للتوبة» ولكن «الذي» يأتي من بعدي هو أقوى مني . الذي لست أهلً ان أحلّ حذاءو 
هو سيغمدكم بروح القدس ونار, الذي رفشه في يده. وسينقي بيدره. ويجمع قمحه الى 
المخزن, واما التبن فيحرقه بنار لاتطفأ . 

وجاء هذا القول في انجيل مرقصء كما ورد في انجيل لوقا في الاصحاح الثالث» 
وكذلك في انجيل يوحنا مع الزيادة في الاصحاح الأول. 

ورؤيا يوحنا اللاهوتي «تندرج في باب التبشير والبشارة ب «الذي سيأي» والذي هو 
الآلف والياف او البداية والنهاية . 

وني الاسلام بشر السفيانيون ب «السفياني» «المنتظره بعدما ازال المروانيون حكمهمء 
وادالوا ملكهم» ولعل اول من قال بذلك هو خالد بن يزيد بن معاوية ليجمع الناس حوله 
بعد ان غلبه مروان , بن الحكم على الملك وتزوج أمّه . 

وقال الكيسانية برجوع محمد بن الحنفية وفي ذلك يقول شاعرهم كثير عزة : 


الا ان. الائمة من قريش أهالي البيت اربعة سواء 
علي والثلائثة من بنيه هم الاسباط ليس بهم خفاء 
فسبط سبطا ايمان وبر وسبط| غيبته- كربلاء 
وسبط لايذوق. الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء 
تغيّب لايرام له مكان | برضوى عنده عسّل وماء 


كبا قالت الحارودية وعم ين ادالله الامام . 1 
وزعم القحطانيون ان لهم مهدي" عندما غليوا عل أمرهم , واستجابت لهم 
العصبية» ولعل المهلب بن ابي صفرة أعلن ذلك في ثورته عام ؟ لاه 
وهذا أبن خلدون على تشدده على الشيعة يورد في مقدمته مانصه : 
اعلم أن من المشهور بين الكافة والعامة من أهل الاسلام على مر الأعصار. 
انه لابدٌ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل. 


-7515- 


ويتبعه المسلمون. ويسمي ب «المهدي» ثم يقول: 

ان جماعة من الائمة خرجوا أحاديث «المهدي» منهم الترمذي» وأبو داؤود» والبزاز 
وابن ماجهء والحاكم. والطبراي وأبو يعلى الموصللي. وأسندوها الى جماعة من الصحابة منهم 
علي بن ابي طالب, وابن عمرء وطلحة وابن مسعودء وابى هريرة» وأنس» وابو سعيد 
الخدري, وام حبيبة» وام سلمة وثوبان: وقرة بن أياس. وعلي الهلالي. وعبد الله بن 
الحارث» 

1 ثم يورد الأحاديث الواردة في «المهدي» معنئعنة ثم يعقب على ذلك بنقضها. 

والتشكك بروايتها ورواتها بالتضعيف حيناً. وبالجرح والنفي أحياناً. 

ثم يتناول القائلين ب «المهدي» من الصوفية فيقول: أغهم شاركوا «الامامية» و 
«الرافضة:» في الحلول, والوحدة. والقول بحلول الألوهية, والابدال» والقطب. 
والنقباء» ولبس الخرقة . 

وكما يرى القارىء ان ابن خلدون يناقفض اراءه» فهو يرى ان الكافة والعامة من أهل 
الاسلام يؤمنون بمجيء رجل من اهل البيت في آخخر الزمان يؤيد الدين» ويظهر العدل» 
ويتبعه المسلمون» ثم يعدّد الأئمة الذين خرجوا الأحاديث في «المهدي») ثم نرأه أخيراً يخرج 
على كل هؤلاء الأئمة بنقض ارائهم وأحاديئهم + والتشكيك فيها. 

ولايكتفي بالخروج على هؤلاء الأئمة وتج رنحهم بتضعيف أحاديثهم بل يربط آراء 
الصوفية القائلين ب «المهدي» بالحلول» وتجسيد الاله. والوحدة. والابدال» والقطب. 
والنقباء» وحتى لبنس ال خرقة . 

واكثر من تكلم من المتصوفة في هذا الباب: باب الفاطمي المنتظر ابن عرب في كتابه 
دعنقاء مغرب» وابن قم في كتابه «خلع النعلين» وعبد الحق بن سبعين» وتلميذه ابن ابي 
واصل . 

وجاء في كتاب الفتاوى الحديثة لابن حجر اليثمي عن ابي جعفر الاسكائي عن 
النني : من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفرة'» 


"٠0 الامام المنتظر للسيد محمد الكاظمي القزويني ص‎ )١( 


-7١1/- 


هذه نظرية «المنتظر» في اليهودية والمسيحية. وعند بعض رجاللات الاسلامء والكثير 
من الفرق والفئات المتعددة. فاذا يقول العلم؟؟ ٍ 
تختلف نظرية علماء النفس والاجتماع في هذا الموضوع عن نظرية الاديان اختلافا 
كلياء وجوهرياً. ويخرجونها من حكم الغيبء وعالم الآمال والعواطف الى حكم المنطق 
والعقل والواقع . 1 
فالعقل المعاصر. ومن خلال علم النفس الاجتمإعي يرى ان هذه «التوقعات» 
والتصورات الغيبية مصدرها الكبت. وال حرمان. والشعور بالغبن والدونية.: والفراغ. 
والظلم سواء على مستوى الفردء او الجماعة. فيلجأً «المحرومون» الى «التعويض» عن 
الاخفاق العام الذي أصابيم بتصور «منقذ» هم من «واقعهم» المريرء الى «متوقعهم) 
المنتسظرء ليرد اليهم اعتبارهم الانساني والاجتماعي. ويعوضهم عما فقدوه من الآمال, 
ويملأ نفوسهم .بالرجاء. ويجدد لنفوسهم مااضاعته من العزاء. فتستعيد هذه النفوس 
نشاطهاء وتسترجع ايمانها بالحياة. وتخصب امانيها بعد جدب وذبول . فتتايع مسيرة الحياة 
بقوة وعزيمة وايهان . 0 0 
ويلحق العقل المعاصر هذه التصورات «باحلام اليقظة التى ينعم بها الحالم بالمتعة 
والسعادة: والهناءة والنعمة والأمل . ويعتير كل ذلك ليس الا خداعا وهروبا من الواقع . 
ولكن بالوقت ذاته يقرر علماء النفس الاجتماعي ان هذه «التصورات» تؤدي خدمة 
جل وتسبغ نعمة كبرى على الانسان الذي لم تؤهله ظروفه وامكاناته للانتصار على الحياة 
والتغلب على صعابهاء ول تمكنه من التنعم بملذاتها فيستسلم الى هذه الأحلام الللاذة!! 
وعلى هذا فكل أمل يراود الانسان. وكل رجاء يتوقعه في غده القريب أو البعيد هو 
بمثابة «منتظر» يعيش بنعمة «انتظاره» وقد تتحقق بعض «التوقعات» اذا كانت في عالم 
الممكنات. ٠ 1 1 1 ١‏ 
وفكرة «المثالي» الذي يحكم العالم هي فكرة شاعت عند الساميين منذ القدم كا 
قالت بذلك الزاردشنيه. وان الصراع بين الخير والشر ينتهي الى انتصار الخير حيث المساواة 
والعدالة والرقاه لجميع الناس. 


-5١8- 


وعلى هذا يظهز نا وبشكل واضح من تتبع التاريخ أن هناك فريقين من الناس 
بالنسبة الى هذه القضية - قضية المنتظر والانتظار- فريق الحاكمين المترفين ذوي .السلطة 
والنعمة والسلطان والرفعة» والشأن فهؤلاء لم يعطنا التاريخ أي مثال وأي ذليل على ان لهم 
«منتظرأ» يحي آمالهم» ويلّون أحلامهم, ويبعث فيهم الرجاء لأن كل ذلك متاح لهم وتحقق 
لديهم : ٍ 2 

وفريق المحكومين المحرومين من متع اللحياة» ولذائذ السلطة» المغلوبين على أمرهم » 
المنبوذين في مجتمعهم » والمبعدين عن الحكم» والمشاركة في هناءة العيش ومتارفه.. فهؤلاء 
يتوقعون «منقذأ» وينتتظرون وغلصاء لينقذهم مما هم فيه ويخلصهم من واقعهم . و 
«يعوضهم» مافاتهم » فيستسلمون لهذه التصورات. 

ولقد تفنن شعراء الاحزاب والفئات في الاسلام في «المهدي المنتظر» وتوزعوا بين 
مؤمن به وجاحد له وهاجم عليه ا 0 ومشنع عليه 
ومبشر به جتى تخرج الأمر الى التهاجي والملاحاة شأن الكثير من قضايا الخلاف 
والاختلاف. 

ولولا خوف الاطالة لاوردنا الكثير من هذه الأقوال. 

مم شيعي اثني عشري يذكر فق شعره منتظر ال عمد د الذي يملا 

وللمكز ون اشارات للرجعة والرجعي كبا ذكرنا في مظلع هذا البحث ومنها: ' 


وسأبدي ‏ حجتىي بالغة بنداء ظاهر من حجتى 


لارحت للآمال منك ميلفا ان كان لي في قصد غيرك ميخفى 
ومتى لقول سواك اضحى مصغياً ‏ سمعي. فقلبي عن رشادك قد صغا 


-71١4- 


يامن ببه وفي ومن حبي له وسواه وجهي للتوجه ماابتغى 
عجبل بصسبري فيك «رجعة؛ كرتي لأذيق كاس الموت مهجة من يغسى 


وفي البيت الاخير اشارة الى طلحة والزبير وحرب الجمل المشهورة في الثاريخ (2. 


وليس من البعيد القول: ان «الرجعى» التي اشار اليها المكزون هي الرجعي الواردة 
في القرآن ان الى ربك الرجعى 


)١(‏ يقول الفقهاء: ان الباغي على الامام الحق, والخارج عليه بشبهة. او بغير شبهة هو فاسق» فهل الذين خرجوا غلى علي 
من كبار الصحابة يدخلون تحت هذا الحكم؟ ١‏ 


-755- 


التقية واسبابها ‏ ' 


التقية لغة: مصدر تقي يتقى تقاءً وتقية : استتر به ليصونه من ار" 6 واصطلاحاً: 
اتخذت هذه اللفظة معناها الاصطلاحي ولآأول مرة في العصر الاموي وني عهد معاوية بن 
ابي سفيان على وجه التحديد عندما نازع الخليفة الراشد علي بن أبي طالب أمر الخلافة . 

جمع معاوية حوله فئة من مؤيديه والعاملين برأيه» وتحت امرته منهم النعمان بن بشير» 
ويزيد بن شجرة وعبد الرحمن بن قباث» وزهير بن مكحول, ومسلم بن عقبه» وسفيان بن 
عوف» وبسر بن ارطاة» والضحاك بن قيس وسليمان بن عوف الغامدي. وأمدهم بالرجال 
والسلاح» ووزعهم على اطراف خلافة علي بن ابي طالبء» وزودهم بتعلياته بأن يقتلوا 
انصار علي ومواليه . وكل من يعترف به خليفة . 

ومن تعليياته لسليهان بن عوف الغامدي : اني موجهك في جيش كثيف ذي اداة 
وجلادة» فاقتل كل من لقيته ثمن ليس على رأيك. واخرب كل مامررت به من القرى 
واحرب الأموال فان حريها أوجع للقلوب0) 

بهذا الشعار: اقتلء اخرب» احرب توزع أولئك الاعوان فأغار بسر على المدينة 
واحرق عددا من دورها وقتل طفلين لعبد الله بن العباس9) 

واغار الضحاك بن قيس الفهري على اعراب الكوفة» وعلى قوافل الحجاج وقتل 
العبد الصالح عمرو بن عميس بن مسعود ابن اخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول 
الله . 1 

.واغار النعمان بن بشير على عين التمر في العراق . 

واغار سليمان بن عوف الغامدي على الاتبار 

ولقد أشار علي في احدى خخطبه الى ماارتكبه سليمان من الجرائم . 


1514 ص‎ ١ ابن ابي الحديد شرح نيج البلاغة‎ )١( 
(؟) اين حجر ف الاضابة‎ 


١-7731 


خاطب اهل العراق بقوله : : هنبا اخو غامد قد ,بلغت خيله الانبار. وازال خيولكم 
عن مسالحهاء ولقد بلغني ان الرجل منهم يدخل على المرأة المسلمة والاخرى المعاهدة فينتزع 
حجلها وقلبها("» وقلائدها ورعائها9» لاتمتنع عنه الا بالاسترجاع والاسترحام . 

وجاءت أفاعيل زياد بن سمية والي معاوية على العراق . واعقب ذلك مقتل حجر بن 
عدي واصحابه» وقطع راس عمرو بن الحمق» وقطع يدي ورجلي ولسان رشيد ا هفجري 
كما فعل ذلك بجويرية بن مسهر العبدي . ٠‏ 

وعرف التاريخ القتل صبراً وخنقاً وشنقاً وحرقا وقطع الايدي والارجل» وسمل 
العيون» وصلم الآذان» واستلال الالسنة. 

وهناك فاجعة كربلاء وموقعة الحرة» واستباحة المدينة . 

وجاء العباسيون ول يكونوا بأقل من سابقيهم تشدداً على ال هاشميين وانصارهم من 
هنا. من هذه الافاعيل جاءت التقية . 

فالتقية هي وليدة الظلم والخوف والرعب. وربيبة الجور والاعتساف. 

المتقون يظهرون - نتيجة الخوف والرعب - غير مايبطنون» ويبطنون غير مايظهرون . 

التقية ليست عاراً للمتقي . ولكنها عار وشنار وسبة على المتقى منه . 

التقية حجة للمحكوم على حاكميه. وللمظلوم على ظايه . 

وتأخحذ التقية مع الايام صفة «التمذهب» كى] هو الحال عند ذرية أسماعيل بن جعفر 
الصادق خيث اعتبر اتباعهم ان هناك ائمة كشفء وائمة سترء وماكان الكشف والستر الا 
نتيجة الرعب والخوف والملاحقة والتتبع . 

فاذا وجدنا عند بعض شعراء الشيعة اشارات ودلالات على هذه «التقية؛ فلا يعني 
هذا أنها بدعة في الدين» او شعار يمس بقدسية الشريعة» وانما يعني سلؤكاً مفروضاً على 
المظلوم من الظالمء والمحكوم من الحاكم » وعلى المضهّد من مشطهديه. ٠‏ 

والمكزون كشاعر من شعراء الشيعة اشار بعض الاشارة الى «التقية» الصوفية» وتعني 
حفظ اسرار القوم» وصونها عن غير اهلها. 





(؟) سوارها (*) قرطها 


-5525- 


قالوا: تحدث بالصريح من الحديث بغير رمز 
فأجبتهم هل عاقل يرمي الكنوز بغير حرز 


قالوا: أشر رمزا. الى معنى الموى أن لم تكن بصريحه متلفظا 
قلت: اختيناري فيه غادري به ستودعا ولسره فذة 


مازلت انكر بعد عرقان الموى. ‏ عند الوشاة على المهوى عرقاني 
أبين عن وفي بهم وما به حتى كتمت الحب عن كتانٍ 


ودنت كا دان الدعاة لحستها بخلع التقى فيهاء وليس التقية 
فلذا ادرعت لِك التقى. وخلصت فق لبسبي هواك من الغرام تقيتي(0) 


ويقول المتصوفة : ان القران الكريم أشار في كثير من الآيات الى «التقية؛ وحض 
١‏ قال: يابنى لاتقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لِك كيدا" .7" 

 *‏ ابعثوا احدكم بورقكم هذا الى المدينة فلينظر أنها أزكى طعاما. فليأتكم برزق منه 
وليتلطف ولا يشعرن بكم احدا . . انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم 
ولن تفلحوا اذن ابدأ 23 

وجاء للسهر وروي القتيل قوله: 


)١(‏ ديوان المكزون تحقيق ونشر الدكتور اسعد علي وتخطوطة الظاهرية والاسكوريال 


(1) سورة يوسف . 


- 7*2 


ولقد أبيح دمه. ودم الخلاج والنسيمي وغيرهم . 


ويقول المكزون أيضاً: 


أأكشف حلا ستره في الى شرط 
وأعرب اعجام الكتاب لأكمه 


قالوا اكشف الحال المغطى 
يحدث عن سواك سواي زورا 


لأ لم أجد مشلي كتوماً 


فأجبت من 


واستر ماني كشفه اتسع الخط 
عدا فهمه عن خطه الشكل والنقط 


فالشاهد فيه خط 
بأن 0 الحال شرط 
واكتم عنك ماحدئت صدقاً 
لسرك أن أرى الكتلان حقا 


ومن هذا التتبع التاريخي يظهر ان هناك نوعين من التقية : 

الاول: هي التقية السياسية خوفاً من القتل والتمثيل واصطفاء الاموال» وهي 
«الزام اضطراري» فرضتها ظروف القهر والسحق» والرعب عل «امتقين» بعد انقسام 
المسلمين الى معسكرين يتنازعان السلطة. وطغيان احد المعسكرين على المعسكر الثاني» 
وهي «مذهب سياسي» له ضحايا من الافراد والجماعات عبر التاريخ الاسلامي . 

والثانيٍ : هي التقية الصوفية وهي «مذهب سلوكي )2 وضحاياها من الأفراد كالحلاج 


والسهروردي والنسيمي وهي «التزام اختياري» . 


17578اه 


:آراء ودراسات ٠‏ 


العمل الكبير. . 
البجاثة . . . 


قرأت الكنوز المخبأة متأنيا, متتبعاً أبحائه. متدرجاً من التاريخ الى التصوف الى 

لقد أحسنت التسمية ‏ الكنوز المخبأة ‏ وأجدت الكشف عن هذه الكنوزء وأتقنت 
أسلوب التأليف والشرح والاستنتاج . 

ظل المكزون ‏ على فضله ‏ كبا ظل ديوانه ‏ على خطره ‏ مطويين خلف ستار الجهل» 
ووراء جدار الخوف والاتقاء حتى هيأك الله لهذا الامر فهدمت جدار ا توف ومسحت 
غبار الاهمال والنسيان فتألق وجه المكزون» وبرزت أفكاره في الفلسفة والتصوف والشعرء 
والفقهء والدين» والتوحيد لتنير العقول. وتجلي ". -سائر» وتأخذ مكانها في الثقافة الاسلامية 
الواسعة . 1 

كل هذا كان خبيئاً في زوايا التاريخ , دفيناً في مطاوي النسيان قصداً وعمداً وجهل 

ينتظر من يفتش عن الحقيقة فكأن المكزون كان يعنيك بقوله : 


وفي الزوايا خبايا ليس يعرفها من تعاطى الخفايا غير فتاش 
لقد قمت بعملك هذا بجرأة الكاتب. وشجاعة العالمء واخلاص المؤمن» وفهم 


الياحث» وضمير ا حر المخلص للحق والحقيقة و الامة والتاريخ . 
لقد أديت أمانة العلم» ووفيت العهد الذي أخخذه الله على العلماء . أن استعراضاك 


(1) وردت مجموعة من الآراء والدراسات نكتفي هعنا ببعضها على أن تنشر البقية كملحق للكتاب . 


-7550- 


الفلسفة والفلاسفة. والتصوف والمتصوفة» والشعر والشعراء» واجراء المقارنات» وابراز 
الاشباه والنظائرء والقواسم المشتركة, وتحديد نقاط التباعد. والتلاقي بين هذه الآراء 
والنظريات». ان هذا كله يجعل القاريء يدرك بيسر وسهولة موقع المكزون الشاعر- 
الفينسوف - الفقيه من الفكر الاسلامي الضحيح ويعين محله بين رعيل الفلاسفة 
والمتصوفين من أمثال ابن عربي» وابن الفارض وابن رشد والفارابي» وابن سيناء والحلاج 
والجنيد» والبسطامي » وحتى فلاسفة اليونان كافلاطون» وأرسطوء .وسقراط وغيرهم . 

كل ذلك بمتطق العلم» وصحة النقل مما يطمن اليه الباخث» ويقتئع به حتى 
المكابر والمحاج . 

ان المكزون يتميز بموقفه عن أضرابه من علماء الاسلام وفلاسفتهم في القضايا 
الفكرية والاعتقادية الكبرى كالجير» والتفويض والاختيار» والتناسخ ‏ والصفات» والمحكم 
والمتشاب. واوجدة الوجودء ومدى ارتباط كل ذلك بالاسلام » أو ابتعاده عنه . 

لقد ناقش هذا 00 الشاعر هذه المشاكل فأقر بعضهاء ورفض كثيراً من 
الشطح والمغالاة ثم جئت جئت أ نت فدلّلت على ذلك فظهرت جلية واضحة مصفاة من 
الغموض واللبس والالتياس. 7 

ان عملك هذا لايياري فيهء ولا يتتكر له الا واحد من اثنين: جاهل» متزمت». 
قصير النظرء يعيش منطوياً على ذاتهء تجاوزه الزمن» لايسير مع التاريخ باتجاه الحياة» أو 
حاسد يضيق ذرعاً وعطناً با أعطاك الله فرأى في 'التدكر للحق والحقيقة ما يطفيء نار 
حسدمء» ولقد أشرت في مقدمة الجزء الاول الى ذلك» ويلغت بك الرحمة لهذا الجاهل» وهذا. 
الحاسدء فهتفت في مقدمة الجزء الثاني: بقول الرسول الكريم الغظيم محمد (ص): 5 
.اغفر لقومي فانهم لايعلمون. 

سيق عملاك لكالا عن شي للحن وما ميدي به من يسلك سبيل 
العاملين المخلصين. 

8 تموز 91/8ا عبد الكريم علي حسن 


,-750- 


انشرات المكبأ 


قرأت المكزون بين الامارة والشعر والتصوف ئ'املسفة بجزأيه الاول والثاني ووقفت 
أول ما وقفت عند المقدمة التي استعرضت فيها واقع الاسم رالمسلمين وما هم فيه من 
خلاف واختلاف. وما في أفكارنا من جمود وركود. وتورد الاسباب. وتقيم عليها الحجة 
والدليل» وتدعو الى تجاوز الاخطاء, والتغلب على المعوقات . 
تتحدث في هذه الدراسة الموسعة الغنية عن المكزون وتاريخه وأدبه وأفكاره وتجري 
المقارنة بينه وبين من سبقه من متصوفة الاسلام وفلاسفتهم. وأين يلتقي معهم. وأين 
يختلف, في السياسة, والزهد والشعرء والتصوفء والفقهء والرمزء والتوحيد. كما 
: تستعرض التناسخ » والقول بالصفات. ٠‏ ووحدة الوجودء وآراء الفرق الاسلامية في هذه 
القضايا الفكرية والعقائدية. 
. ان هذا الكتات بمثابة معرض عام لافكار وازاء ونظريات علاء الاسلام وغير 
|الاسلام : نسقته فكريأء وأبززته بياناً يقنع الباحث العالم» ويشد اليه الاديب المتفوق. 
ولا أغالي اذا قلت: أنك أنت الذي كشفت كل الكشف عن عظمة المكزون من 
جميع نواحيهء وأنصفته من التاريخ الذي أهمله. وكم أهمل التاريخ من أشخاص» وغمط 
من حقوق., وتجنى على حقيقة كك احجاكا بار لين اي نري القت 
بغير حق » وقاد الامور في غير طريقها القويم . 
لقد ظهر المكزون ‏ وبحق عملاقاً فكريأًء وفقيهاًء وشاعر. .: اسوفاً من منظور 
اسلامي صحيح . 
0 لقد قدمت لامتك في عملَك هذا ما يثبت لها رسوخ القدم ف لكر والثقافق 
والعزوبة والاسلام . ش 
ان الكتوز المخبأة مرجع علمي وأدبي وفكري نحن بأمس الحاجة ليه ولم يكن 


1 


بالامكان الحصول عليه قبل اخراج هذا الكنز من تراثنا الغني واننا لتتطلع بشوق وففة الى 


الاجزاء الباقية. ه أيثول ١4106‏ يدر سلهان حسن 


١ 


الالالا ا 


مقدمة الأستاذ عبد المعين الملوحي 


ثورة على السلبيات. 
د محمد الحاج علي 


المقدمة 

مدخل 

مقدمة الجزء الأول 
مقدمة الجزء الثاني 
الإنسان والله 
الكتب المقدسة 
القواسم المشتركة بين الأديان 
التوراة والعلم 
التعوين السرمري 
التكوين البابلٍ 
الأساطير الكنعانية 

التكوين الهندي 
الطوفان .. 
الطوفان السومري 
الطوفان البابلي 
الطوفان التوراتي 
المقارنة بين الشَائق واللاحق 
المفارقات 

إله التوراة 
الالحة في التاريخ 
الحضارة اليونانية 


الفهرس 


د" 
نا 


5 
همه 
مه 
11 
55 
54 
5و7 


نه 
ى3ثخ 327‏ 
-81 
414 


4848 
4١ 
45 
54 
٠6 
حل‎ 


الفلاسفة اليونانيون 

إله سقراط 

إله ابن سينا 

إله اقفلاطون 

تدبير الكون غند ارسطو 

إله الفارابي 

العودة إلى المكزون 

الفلسفة العربية 

العرفان الصوفي عند ابن عربي 

واللكزون ' 0 
الحوار والحجاج 
القرآن والسنة في شعره 
الحديث في شعر المكزون 
تدوين الحديث 
وقفة عند التار يخ والحديث 
أقوال العلماء في الرواة الكذبة 
اجتهادات وقواعد 
الجماعة 
تعريف المماعة 
الإماع 
العقل والنقل ‏ . 
المكزون وعلم الكلام 
المنتظر والرجعة 
التقية وأسبابها 

آراء ودراسات 


م4١١‏ 
1١148‏ 
1١18‏ 
حلدل 
1١6‏ 
تفل 
نقدلا 
ففدلا 


١840 


١كم‎ 


1١6١ 
16 


١هك‎ 


حل 


ا 


1 
14 
اهن 

1١44 
"6 

احلا 
32" 
فى 
يفف 











الخطا والتصويب 


الصفحة السطر الخضلا الصواب 

1 7 بدورا بذورا 

16 1 فلسفة فلسف 

11 1 صوة صورة 

11 1 66 الوجود 

115 4 6ه لم بجر 

115 1 قيضة فيض 

115 01 أبن الأيسن 

1117 4 كلا كل 

115 1 من آول الصفحة ١191‏ خمسة سطور محلها في 

الصفحة 118 بعى السطر ١5‏ 

11 5 سقطت لفظة « متمثلاء » بقول المكزون 
117 51 0300 وبعض 

1 1 ماالملوجود مالموجود 

الزن 1 مستتفاد مستفادآ 

1551 1 له تحذف لأنها زائدة 
٠.3 0 1/6‏ وهي 

+15 1 أماجلة ماجلة 

كل 11 ولو وتوا 

2-0 10 "6 155 

1536 د هذا السطر محله بعد السطر 9 فى ص 195 
156 15 با ءءء يكسسير 


حلنن 4 وصه غوصه 




















05 


0 


م 


5-5-5 





مزإلكوزاخباً: 


ا ظ 
اللزو ابا ري 
الامحارة والمشتعر والئوف كالناسّفة 


الجزع الرابغع 


12 


قدم له 
. الدكتور عمر أبو زلام 


موافقة الوزارة رقم ناج بوب 0 
الطبعة الاولى 4 ١99‏ 
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 
مطبعة عكرمة 


هاتف 955١584486‏ -4959؟ازه 
دمشق - بحصة ص . ب ١١/8/8١‏ 


دعاعء .. 


أللهمّ انصرني على نفسي لأرتفع الى مستوى التضحية بأنائيي 
فأصفح عن المسبيء إلي ) متعمداً , أم حاسداً , أم جاهلاً . 


الدعوة الانسانية الجامغة 


أول وجدي ماله آخر 
وشرعتي في الحب مبذولة 
وسنتي فيه لأهل التقى 
ودعوتي جامعة للورى 


وسرحة الآرام في راممتي 


وباطني بين الورى ظاهفر 
وكيا الحتوانن السوائن 
يرفضها من جهله الفاجر 
يدعو بها المؤمن والكافر 


منهج المكزون. ومنهج الغزالي 


بقلم الباحث المفكر الدكتور عمر أبو زلام 


وأنت أيها الأمير السنجاري:, 

أعترف لك بفضل العلامة الاستاذ حامد حسن والمفكر المبدع 
الدكتور أسعد علي اللذين يستحقان التكريم والتقدير على ما بذله أولهما 
الحامد الحسن في أجزائه الأربعة في إنجاز مؤسوعي لا أشمل ولا 
أدق» ومنهج مميز يلخص المعتقدات والعقائد والإجتهادات بكل 
موضوعية ونزاهة؛ مع حقه تاليا في التقييم والتقويم ليكشف لنا فجأة 
انك في كل شأن الهدايةٌ للصراط المستقيم؛ وأنك المستلهم الأمين 
مضامين القرأن الكريم وسنة رسوله العظيم ومذهب الامام علي كرم 
الله وجهه في تطبيق هذه التعاليم. 


وعلى ما بذله ثانيهما الدكتور أسعد في توكيد منهجك المتسامي 
لمعرفة الله في جزئين حقق فيهما انجازاتك بعنوان 'معرفة الله 
والمكزون السنجاري”"» تميزا بدقة التحليل والتوثيق. 


أيها الصوفي المجاهد.. 

أعترف أمامك أني قبل اطلاعي على هذين الانجازين "المكزون 
السنجاري بين الأمارة والشعر والتصوف والفلسفة” و "معرفة الله 
والمكزون السنجاري"؛ كنت أجهل اسمك وقدرك وجهادك وفكرك 
وسلوكك. 


أعترف اني اكتشف فيك الكنز المتألق وعالماً رحباً خصيباً 
رحماني البنى؛ قدسي المرتقىء وأني ما كنت أتوقع بعد أن اسلمتنا 
السلطتان الأموية والعباسية إلى الأتابكة وإلى التترية» وقذفتنا لنجابه 
الفرنجة» ونحن عزل» يغمرنا اليأس ثارة والأمل تارة أخرى حتى 
تسلمتنا العثمنة» التي بدورها أسلمتنا انكشاريتُها إلى دومنة التتريك: 
فالانتداب فالأمركة المهودة» وثكنتها دولة اليهود مؤخراً. 


ماكنت أتوقع أننا في غمرة المأساة هذهء وقد شلّعت أجزاؤنا في 
الشرق والشمال واغتصبت أقداسنا في الجنوبء أننا سنكتشف أميراً 
سنجاري المنبت» عريق الأرومة» يشرق من مشرق الوطن ليحرر 
مغربه من العداوة والحقدء وليعيد للمتمذهبين بمذهب علي ومذهب 
اسماعيل الود والثآلف والكرامة» ويحجّم نشاز التكرد. 


ومتصوفاً مجاهداً فيلسوفاً رحمانياً كما وجدتك في انجازاتك وأعمالك 
ونجدتك ونصرتك للحق. 


ما كنت أتوقع أن ضوابط التفكير التي منهجتها هي الرد الأكمل 
المعاصر على الفتاوى المهودة وعلى كتاب "ضوابط”التفكير" الذي 
صدر عن جامعة أمْ القرى 'للقرفي" المعتمد الأحاديث "الهريرية" 
والفتاوي "التيمية" للتحريض على القتل وعلى سبي المحصنات 
واستلاب الأموال؛ مخالفاً بذلك المنهج القرآني الداعي لسبيل الله 
بتوسل الحكمة والموعظلة الحسئة بالتوعية. 


لهذا...استمحيك واستأذنك لفترة أتملى وأكتشف خلالها " كنوزك 
المخبأة " في الأجزاء الأربعة علي أعرج بها على براق الكلمة 
المموسقة إلى سموات الحقيقة الأسمى. 


دهت 


لقد وطنت فكري حينما بدأت أمنهج تقديمي للجزء الرابع أني 
سأتقيد بمنهج علامتنا الأستاذ حامد حسن الموثق على غلاف الأجزاء 
الثلاثة» أعني بذلك: "المكزون السنجاري بين الأمارة والشعر 
والتصوف والفلسفة" أي أني سأجد الجزء الأول مستهلا بالتعريف 
بالعصر الذي نشأ فيه أميرنا الملهم؛ وبمنطقة سنجار وهي إحدى 
منارات الفكر المتجددء المتكاملة مع البصرة والكوفة والنجف وديار 
بكر والموصل وانطاكية وقدموس وجبال النصرة النصيرية»؛ 
وبالتعريف بالوضع السياسي وحكم الأتابكة والأمارة السنجارية 
والوضع العقدي والسياسي في حلب وجبال الساحل وصولاً لتوثتيق ما 
يتوفر عن يفوعة وشباب شاعرنا ولغته الشعرية عروضاً ولغة وفق 
تدرج فكره مع تطور شبابه الذي أغناه بالتمرس على الفروسية 
والسشباحة والزمي والقنض..وأني لاجد الجزء الثاني مخصصاً للتراث 
والتصوف وهو المميز أميرنا عن غيره من الشعراء بالتعبير شعراً 
ونثراً عن نظرته الصوفية للإنسان والحياة والكون المستلهم جذورها 
من ونسغها من القرآن الكريم وأني سأجد المزرع الكالك فعسم 
للفلسفة» والجزء الرابع لتوشيج هذا التراث كله بالحداثة والتحديث؛ 
اقتناعا مني أن غائية هذا الجهد الموسوعي هو للتأكيد أن هذا الفكر 


المكزوني هو الصراط الناظم الملهم للتحديث وهو الحافز المولد طاقات 
التحرير. 


بيد أني قدرت؛ بعد تبصري في الأجزاء الأربعة؛ أن علأمتا 
الحامد الحسن فضّل الأهم على المهم ليبرز خصائص صوفية 
المكزون؛ هذه الصوفية الحضارية؛ وليبرز أن المنهج الأفضل ليس في 
مراعاة الترتيب التسلسلي. بل في تقديم التصوف الأبرز في نتاج 
شاعرنا الملهم. 


قد قرر الغزالي في منهجه الفلسفي أن الشك قنطرة اليقين مجافيا 
المنهج القرآني الداعي للتبصر في النفس فالانسان فالوجود تبصراً 
دقيقاًء وتمحيصاً للتكوين الجسدي فالنفسي فتكوين الإنسان ذكورة 
وأنوثة وتفاعلا وتوادا وتلاقحاً لتكوين المجتمع فالمجتمعات فالوجود. 


المنهج القرآني المتميز بالدعوة الى التأمل بوسائل المدارك: السمع 
والبصر والفؤاد المؤلفة معاً مجهر التأمل الذاتي المقرر في كل آي 
القرآن الكريم. وبهذا الترتيب؛ نبّه هذا المنهج القرآني إلى دقة تكوين 
جهاز الالتقاط السمعي وأهمية اتزانه وتوازنه جسدياً ونفسياء وإلى دقة 
جهاز البصر في التقاط بنى التكوين الجسدي للإنسان والكائنات 
والنبات والوجود وأهمية اتزان هذا الجهاز وتوازنه؛ وانهما معا وكل 
منهما يمارس التقييم والتقويم والحكم, لا يتعطل دور أحدهما إذا فُقِدَ 


إذا فقِدَ الآخرء ويتكاملان إذا تواجدا ليكونا معاً للفؤاد الذي هو محكمة 
لقنيو الأعليا وملقن البصتيزة التحيقيات لتقرون المبادىء العامة: 


أجهزة الذات ومحصلتهاء إذن لاتبدأ بالشك؛ بل تبدأ بموضوعية 
وَاِجبِية الالثقاط لتحسيسن وتمحصن بين الشابق والتالي» بين «المخزون 
والميسورء لتصل إلى اليقين الذي يتماثل للكمال بالتفاعل الأنسي بين 
الإنس المذكر والإنس المؤنثء المؤلفان معاً مثناهما: الإنسان. أول 
خلية في بنية المجتمع الذي هو أيضاً واحد من الخلايا المجتمعية في 
البشرية» والبشرية احدى الخلايا المؤلفة بتكاملها الوجود. وآلية التفاعل 
في كل نأمة مبنية على التجاذب ولغائية نشدان الأكملء لهذا لايكون 
"الشك " الغزالي و " التناقض" الهيغلي فالماركسي قنطرة اليقين بل 
قنطرة لشك جديدء بينما قنطرة اليقين هي في التفاعل التجاذبي لا 
التنابذي» ولا افتعال الشك بل توسل فطرية الحياة ووسائل التقاطها 
التلئدية اليذه الصبر اد لعي 


ثم ما هو اليقين ؟ اليس هو شريعة الوجود وناموسها ؟ اليبس هو 
حقيقةالحقائق أو الحقيقة الأكمل التي عبر عنها المكزون السنجاري 
بالشريعة التي لا تتكامل إلا بإدراك الظضاهر سبيلاً لإدراك الباطن 
المؤلفين معاً وحدة لا انفصام بينهماء فلا ظاهر في الوجود بلا باطن 
ولا باطن بدون ظاهرءفلا نسغ في الجذع بدون لحاء ولا لحاء إلا 
ليحمي النسغ ويمكنه من النماء» والارتقاء من الجذور إلى الثمار كما 
عبر عنها: 


أول وجدي ماله آخسر وباطني بين الورى ظاهر 
وشرعتي في الحب مبذوالة يؤمهالوارد والص ادر 
ودعوت يي جامعة للورى ‏ يدعو بها المؤمن والكافر 
فإن سبيل الرشد للناس واحد ولاغي إلا في متابعبة السبل 


هذا هو المنهج الأول الذي عبّر عنه شاعرنا الفيلسوف الملهم» بل 
هو المنهج الناظم كل فكره وممارساتة حتى في جهاده التحريري الذي 
تنزه عن الاعتصاب لاستئصال الأذى فقط» واستنباع نسغ المودة بين 
المتمذهبين بالعلوية على سنة الرسول والمتمذهبين بالاسماعيلية على 
مذهب هذا الإمام» وردع الجهال الذين هم على سنة النشاز ليعيدهم الى 
طبيعة الأشياء. 


ومنهج علأمتنا الأستاذ حامد حسن في تقديم 'المكزون للقراء.خو 
التأكيد على فلسفة شاعرنا الأمير وقناعة علأمتنا أيضاً بصحة هذا 


المنهج. 


لقد حاول المتصوفة وضع منهج لليقين فتعثر العديد منهم بين 
توسل الزهد والتروض استصفاء للنفس» وبين التسكع بالتكايا توكلا 
وارتزاقاء وبين توسل الشطحات الصوفية جنوحا عن الصراط السوي؛ 
أو 'التصومع" نقطة في دارة القطب الرباني تبعية. وتذللآء محاولات 
كشف ضحالة هذه المناهج وعجزها عن الهداية وجنوحها للضلال. 


بينما تميز المنهج المكزوني في التصوف أنه تجاوز هذه الوسائل 
الوافدة» ولم يصطنع التصوف بل حتى لم يتأثر بالمناهج الغربية أو 
الفارسية أو اليونانية؛ بل استلهم آي الذكر الحكيم منهج ومضمونأء 
منطقاً وفلسفةٌ» وسنة الرسول الكريم قولاً وفعلاًء فطبقها ايماناً وسلوكاً 
مؤكداً أن الزهد ليس في تحريم المحللات وتحليل المحرمات؛ وليس 
في الاعتزال في الجبال ولا بترقيع الثياب: بل الزهد هو في الحرام 
والرغبة في ثواب: 


بل بقصد فيما أحل وزهد 2 في حرام ورغبة في ثواب 


مع التوكيد على عدم الانفصام بين الظاهر والباطن» بل على 
التلازم بينهما كالتلازم بين الشريعة والحقيقة. 


العلآمة الأستاذ حامد حسن في إنجازه الموسوعي منهج بحث 
التصوف باستعراض لتعريف التصوف نظرياً بعد استعراض موجز 
لتاريخ التصوف من أفلاطون وحتى المسيح فالمذاهب الصوفية 
والمصطلحات الصوفية والمقامات الصوفية والترميز الصوفي وآداب 
التصوف والحرقة بكل نزاهة وموضوعية مستكملة بتقييم وتقويم هذه 
المفاهيم ومقدمة لتبيان مذهب المكزون في التصوفء. ومع التأكيدعلى 
أن صوفية المكزون القرآنية المصدر تلازمت مع الجهاد لتحرير 
الحرية من الأعتداء عليها وكانت الحافز لتلبية أي نداء من مظلوم 
لرفع الظلم عنه. 


الحرية من الأعتداء عليها وكانت الحافز لتلبية أي نداء من مظلوم 
لرفع الظلم عنه. 


ولهذا حقق المكزون أركان التصوف في حياته؛ فكان زاهداً في 
الدنيا لم تأسره ملذاتها بل حبذ الدنيا لتحقيق قيم الحياة لتكون ثواباً في 
الأخرة؛ ولم تثنه هذه الدنيا عن مراقبة الله بل تسامى منها إلى الله 
بصراطٍ أي الذكر الحكيم وأحاديث الرسول العظيم؛ كما لم تثنه الدنيا 
عن ذكر الله. 


ليا 


المنهج الثاني الذي اعتمده العلآمة الأستاذ حامد حسن في الأجزاء 
الأربعة هو جعل المضامين مولدة ومحددة المصطلحات: مصححاً بذلك 
الخطأ الشائع المتبادل والمؤلف مصطلحات شائعة متناقضة أو منعدمة 
أو غامضة حتى تزيد في غموض المصطلحات حتى لتغدو هذه 
المصطلجات جوفاء من المضمون العلمي. 


لقد أدرك علامتنا ضلال المفاهيم وتضليلها لمدارك إنساننا 
ومجتمعناء وأدرك مخاطرها على تراثنا وعلى تعاملناء فبدأ في تحليل 
المضامين والمفاهيم الأدبية والصوفية والفلسفية والمذهبية» وخلص إلى 
المضمون الأسلم والمعصوم الأدق والمصطلح الأسلم لتغدو 
المصطلحات ومفاهيمها ومضامينها سبيلنا للتفاهم والتكامل والتناصر. 


ذاك منهج العلامة حامد حسن في تبيان المنهج المكزوني القرآني» 
أما منهج علامتنا في تقديم المضامين الفكرية التي عبر عنها شاعرنا 
الأميرء فأبرز وأكرم ما فيها تحديد المكزون لمفهوم النسبء ونسبه 
بالذات: ٍ 


إلنى الركمن:قنية كنل عيه: “امون متقاكته'الحطتى بطينسه 
ويعرف ما له في الغيب منه برؤية مالمولاه لديه 


النسب الرحماني عند المكزون أسمى من النسب العضويء وإن 
يكن نسبه هذا مشرف ومن أرومات رائدة في الفكر والحكم واتخاذ 
العلوية مذهباً بعد التخلي عن الأموية . 


نسب المكزون الحضاري » إذن » هو مجاهدة النفس لتجسيد اله 
ون ري » لان » هو : 
والانتساب لكل من يدين بها ويجسدها . 


وأفر من أنسي إلى وحش الفلا إن كنت ذاك فلست بالإنسان 


كما أبرز علامتنا أن أهم ما في فلسفة المكزون في دعوته للتوحيد في 
المفاهيم والمصطلحات سبيلاً للهداية هو التوكيد على وحدة الشريعة » 
وعلى أن الاختلاف والفرقة في عدم إدراك هذه الحقيقة» والاعتصاب 
للضلال : 


إذا كان شرع الله في الدين واحدا وعن مسلك التفريق فيه نهى الرسل 
فإن سبيل الرشد للناس واحد ولاغي إلا في متابعة السبل 


مع التأكيد أيضا أن القيم مصدرها مناقب الرسول العظيم تبشيرا 
وتطبيقاً : 


كل المحاسن جزء حسن محمد وإليه مرجعها وعنه صدورها 


لايمكن استيفاء عبقرية المكزون » كما لا يمكن استيفاء الجهد 
الفكري الذي بذله علأمتنا حامد حسن في الأجزاء الأربعة بمقدمة 
وتقديم . لهذا سأتناول بالايجاز رأياً إضافياً مكملاً لرأي علامتنا الأستاذ 
حامد حسن مؤكداً فيه أن تجمع << السقيفة >> لم يكن يدرك من دعوة 
الرسول العظيم إلا دور قيادة الرسالة ووجوب لختيار قائدها . 
متجاوزين أغراض الدعوة ووجائب الدعاة بعد وفاة الرسول » حتى 
كر بدك أعلكم النشفيلة إلى العاحل نين الأصبار ولمهاخريق + ومن 
ثم إلى قبلية المرشح لقيادة الدعوة و أحقيتها للقيادة » أما ما تستدعيه 
الدعوة من درس للمضامين الواجب متابعتها بعد وفاة الرسول» 
ووجوب جمع القرآن فور » وتصنيف سُوره وفق تاريخ النزول 
وأسبابه » وسيرة الرسول منهجاً وقولاً وفعلا » ومستقبل الدعوة 
تبشيراً وفتحاً » والنظام الذي يجدر اعتماده لتحقيق هذه المهام نظاماً 
ممكناً الدعوة من الانتشار » ومن ثم اختيار نوعية القيادة المؤهلة لهذة 
المهام » مما جعل << السقيفة >> أول مشكلة في الدعوة؛ وأول ظاهرة 
العودة للقبلية » معيدين قيادة الدعوة إلى زعامة القبيلة » والتنازع على 


اقتسام منصب الخليفة وثانيهما بروز الخناجر المسمومة في اغتيال 
الخلفاء الثلاثة » وثالثهما جنوح عثمان في تسييس الدعوة بتأمير 
السسفيانية قيادة الولايات » وتحريف فلسفة قيادة الدعوة من رعاية 
للتبشير والتحرير والتحضير إلى ملك سفياني, عضوض وتعطيل دور 
الإمام علي في قيادة الدعوة:وهو هن عاشها صبياً وكهلاً » وهو من 
اعترف له الخليفة عمر بقوله : << لولا علي لهلك عمر >> ورابع هذه 
الكوارث بروز المعارضة بنوعيها : الغفارية << أبي ذر الغفاري >> 
والخوارجية » والعصبيات العرقية » وخامسها تحؤل ألقيادة إلى تفرغ 
للاقطاع والتهتك والتسري » وانتزاعها بالاغتيال » وسادسها تفاقم 
الثورات الاصلاحية التي اغتالها مرتزقة هؤلاء الملوك أو سلاطينهم » 
كما اغتيات ثورة الحسين بن علي » واغتيل غيلان الدمشقي » والجعد 
بن درهم » وابن المقفع » والسهروردي والحلاج » وكان أبرزها 
الثورات العلوية الاصلاحية ومنها ثورة العلويين في عهد المنصور 
بزعامة محمد النفس الزكية » وثورة أخيه ابراهيم في البصرة التي 
استولى بها على الأهواز وفارس ٠‏ وشورة العلويين علىالمأمون » 
بالإضافة إلى ثورة الزنج والقرامطة . 


ومنها تفشى الدجل مدحاً لهؤلاء السلاطين » مدحاً رفع بعض 
الشعراء هؤلاء السلاطين إلى درجة المسيح ومحمد » وإلى اعتبار هذه 
السلطنات تقديراً من حكيم عليهم » وحُكُمٌ هؤلاء السلاطين الطغاة 
كسا © وقرازاتهع منزلة "مكنتا + معاؤية مه هن أن بين أده :أول 
الملوك !! ش 
والمنصور من أن يعلن أنه سلطان الله على الأرض !! 


الذي اغتيل على يد هولاكو بينما خلِعَ عدد من الحكام كان أولهم 
المستعين ٠‏ والمعتز ابن المتوكل ٠»‏ والمهتدي , والقاهر » والمتقي . 
والمستكفي » والمطيع » والطائع. 
١‏ 

تلك هي بعض الكوارث التي انتابت هذه الأمة » والتي كان 
أبرزها تسليم السلطنات للمماليك ومنها للعثمنة » فالصهيونية !! 


. ختاماً إن انجاز العلآمة حامد حسن موسوعي رائع » جدير أن 
يخاور وأن يعتمد رسمياً كمرجع أساسي من مراجع تراثنا الجديرة 
بالتقدير. الفاتحة مدارك أجيالنا لاعادة النظر في قراءة التاريخ » وفي 
تأليف لجان لصياغة تاريخنا صياغة ممنهجة علمية موضوعية » تقيم 
الأحداث وتقوم المفأهيم سبيلاً للتوعية والتعبئة وتكوين جيل مؤهل 
للتحرير والتوحيد والتحضير . 


دكتور عمر أبو زلام 


المدخل 


كان أمام الغرب عدوآن اثنان : ألشتيوعية و الاسلام » وقد انهارت 
الشيوعية دون أن يقدم الغرب خسائر تذكر ٠‏ ويجتمع اليوم الغرب 

والشرق لمجابهة العدوالمتيقى الواحد . 
اذاعة لندن "# شباط 1991 


هذا ما صرح به أحد الساسة الغربيين » وأعلنه على العالم بدون 
مواربة » ولاأشكال . إنها مكاشفة » إنها صراحة » على ما فيها من 
التحدي والمجافاة . 


مارأي الدول والشعوب الاسلامية الموزّعة في الشرق والغرب ؟؟ 
والمنتشرة على امتداد المعمور » والمتناثرة تحت كل كوكب ؟؟ 


هل هي آمنة مطمئتنة مستقرة الأوضاع كغيرها من الشعوب 


الآخرى ؟؟ 


هل تسهم - وفي هذه المرحلة بالذات - في بناء ذاتها » وتعزيز 
كينها دوطار ف تسو فتن في ينا الحتانة التعاصرة كتزريها مه 
الأمم والشعوب ؟؟ 
أم تَضرب دونها السدود » وتقام الحدود » ويُّحال بينها وبين الأخذ 
بأسباب الحضارة » وبناء القوة الذاتية ؟؟ 


أم جاء دورها بعد انهيار الشيوعية ؟؟ باعتبارها العدو المتبقى ؟؟ 

ماذا في هذه المساحة الشاسعة » المترامية الحدود . السحيقة 
المسافات» والتي يحدها المحيط غرباً » والخليج شرقاً ء وطوروس 
شمالاً » وباب المندب جنوباً ؟؟ 


هذه المساحة الكبرى العظمى التي تشغلها وتغطيها شعوبً وحيدة 
الفكر » والثقافة واللغة » والتاريخ والآمال !! ( )١‏ 


ألم يزرع هذا الغرب فيها القلق والاضطراب » والرعب والقهر 
والتخلف والاختلافات؟؟ 


ثم ماذا في شرقي أوربا - البوسنة والهرسك - ؟؟ 

ماذا في افغانستان » والباكستان » والهند ؟؟ 

ماذا في الصومال وموريتانيا » والسودان والصحراء الغربية ؟؟ 
ماذا في أية بقعة يقطنها المسلمون ؟؟ 

المسلمون الذين يشكلون واحداً من كل أربعة من سكان هذا الكوكب !! 
ماذا أعد المسلمون لهذا الواقع ؟؟ 

وماذا يعون للمتوقع ؟؟ 

لقد انكشف الرياء !! 

وازيح الغطاء !! 

وبرح الخفاء !! 

ونزل البلاء !! 





(1) راحع الوثيقة الأستعمارية في كتابنا: وجهاً لوجه أمام التاريخ 


ومحنة المسلمين من الداخل قبل أن تكون من الخارج !! 

محنة المسلمين من أنفسهم » قبل أن تكون من أعدائهم !! 

الاسلام بروحه العامة تشريعا وعملاً » هو المرحلة الأعلى للمجتمع ؛ 
مجتمع العدالة والمساواة » والإخاء والرحمة » والإنسان » فلماذا لم 
ينعم المسلمون بهذا المجتمع ؟؟ 


إذا أعياك الجواب فانظر إلى ما عليه المسلمون من تعدد الآراء» 
ووفير الاجتهادات وشتيث المقالات » وكثرة المذاهب » واختلاف 
وجهات النظر في السياسة والسلوك والثقافة . 


هذه الفوارق وأخص المذهبية منها » شكلت عقداً نفسيّة يتعذر 
حلّهاء وأقامت حواجز تاريخية واجتماعية يصعب اجتيازها » وأوجدت 
هوى يستعصي على المصلحين ردمها !! 
وأين المسلمون من دستورهم ؟ وقول ربهم : أن هذه أمتكم أمة واحدة 
وأنا ربكم فاعبدون )١(‏ 


المذهبية تؤطرفكر معتنقيها » فيرون أن لها القدرة على تقديم 
الحلول الناجحة لمشكلاتهم » وأنها تمتلك الوسيلة لتحقيق الخير العام. 





9417 الأنبياء‎ )١( 


4 


في هذه السلسلة - سلسلة دراسة المكزون السنجاري - التي 
ألزمت نفسي بها منذ خمسة وعشرين عاماً » وقد أنجزت أجزاءها 
الثلاثة » وها هو الجزء الرابع قيد الانجاز ويأخذ طريقه إلى القراء 
قريباً . 


في هذه السلسلة تتبعت الكثير من نقاط الخلاف السياسي والمذهبي 
و ويام العديد العديد من مصادرها » تلك الخلافات التي أدّت ' إلى 

نحلال قوة المسلمين ومزقت وحدتهم » وفرقت كلمتهم » ومكندت 
ا 


تعقبتها بروح تحاول تقريب ما ابتعد » وتوضيح ما استغرب . 
ورأب ما انصدع. و لم ما انشعث !! 


متضحفاً جهد الامكان جٍِ أخطاء التاريخ المتعمدة » كاشفاً أغراض 
المؤرخين المتقصّدة » مستهدفاً وحدة الأمة » وجمع الكلمة . 


ربطت كل حادثة تاريخية فرضها علي البحث بزمانها ومكانها » 
وحللتها مستنداً إلى طبيعة مزاج أشخاصها » متوسعاً باستعراض 
مقدماتها » لأصل مطمئئاً إلى صحة نتائجها . 

ولقد انتهيت - بفعل هذا النمط من الدراسة - إلى نتائج انحر 


بها المؤرخون عن أسبابها » جرياً وراء مغنم - أو تبعاً لهوى أو تقرباً 


وف 


من سلطان » أو جزعا شر بطق :+ أو كيدا ع ششهوبية حاف أن 


تعصبا لمذهبية ضيقة !! 


على أنني في بعض المسائل الخلافية التي لم يفها التاريخ حقها 
من البحث » وتحتمل الكثير من التفصيل والإيضاح » لاأطلع على 
القراء ب << الرأي الثالث >> ٠‏ ولكنني أوجه بعض الأسئلة حول النقاط 


وأرغب إلى المحبيب أن يستهدف وحدة الكلمة » ومصلحة الأمة» 
ونبذ الخلاف . 


هذا موقفنا من المسائل الخلافية » أما << التّهم >> التي يحوكها 
المؤرخون قديماً وحديتاً » والتي ثنافي الحقيقة والواقع وتعمل على بث 
الشحناء » وتمزيق الوحدة » وتوسيع الشقة » فلنا منها موقف آخر » 
ولكنه موقف قوامه الاعتدال في الاحكام ٠‏ بعيداً عن ردود الأفعال . 
هذا هو قوام منهج هذه الدراسة !! 


المكزون السنجاري في حجاجه وجدله » وحواره » يرسي إلى 
هذه الغاية النبيلة » فيفند بعض تلك الروايات الخلافية » بطريقته 
الخاصة » طريقة المعاتبة لا المعاقبة » طريقة المتظلم من ظلم التاريخ 


والمؤرخين !! 


وفي كتابي هذا سألتزم هذا المنهج ٠‏ وأتلمس وجه الصواب » 
واستخراج عنصر المسالمة والموادعة » معتمدأً روح المقاربة في كل 
المسائل التي تبدو في ظاهرها متنافرة » في حين أنها في حقيقتها ليست 
كذلك ؛ وانما أريد لها أن تكون !! 


قد يعترض بعض القراء - ولكل قاريء حق الاعتراض: - قائلاً: 
المكزون السنجاري من شعراء وفقهاء القرن السابع الهجري » قرن 
الحجاج » واللجاج » والمنابذة والمنافرة » والتشادٌ والتلاحي والتشارء 
بين فئات المسلمين يومذاك » فلماذا خصّصته بالدراسة ؟؟ 


والجواب على هذا التساؤل هو ذو شقيّن : 
الأول : أنني لم أجدفي كنوزنا المخباة .وما أكثرها + شخصبية 
أحاطت بكل معارف عصرها كهذه الشخصية !! 
الثاني : أن حجاجه وجداله وحواره » أقرب إلى المسالمة والمعاتبة؛ 
منه إلى المعاقبة » والمواثبة » كما سبق وقلنا . 


وهذا النهج هو ما أخطأه المتحاجون من المسلمين عبر تاريخنا 
الطويل. 


وهذا النهج لو التزموا به » أو قاربوه , لما انتهينا إلى ما نحن 


هذا المنهج القويم - منهج جمع الكلمة - الذي انحرف عنه - مع 
الأسف - بعض المؤرخين المعاصرين بدءاً من الدكتور عمر تدمري 
وانتهاءً بسيّد طنطاوي مفتي الديار المصرية )١(‏ مروراً بعبد الرحمن 
بدوي )١(‏ ومحمد أحمد الخطيب (”؟) وعبد الحسين مهدي المسكري 
(4) والحسيني عبد الله (5) هؤلاء << التيميّون الجدد>> الذين 
لايجهلون خطر ما يكتبونه على أمتهم » وخاصة في هذه المرحلة. 

آن لنا-وفي هذه المرحلة بالذات-أن نعمل عقولنا» ونطهرأرواحنا 
وقلوبناء ونفوسنا وأفكارناء من أشر التراث الحاقد» ونتجرد من روح 
بعض الأجداد الذين انحرفت بهم العصبية والمذهبية عن جادةالصواب. 


إن الصدور التي يعثتش فيها الحقد ء لاتفرّخ الا الضغينة » 
ولانصيب لها من الطمأنينة !! والقلوب التي تعتلج بالكراهية والبغضاء 


والأقلام التي تتحرك باثارة الفتن ونبش عفن التاريخ ٠‏ لاتلقى من 
الأنفس الواعية الا النبذ والازدراء والامتهان . 
الدريكيش في 4/ 5/ ١19317‏ م 
١/١‏ اه حآامد حسن 





١191/91/14 راجع حريدة الأهرام المصريه‎ )١( 
(؟) مذاهب الإسلاميين ج‎ 

(7) الحركات الباطنية في العالم الإسلامي 

(5) العلويون النصيريون 

(0) الحذور التاريخية للنصيرية 


١! استهلال‎ 


قال المكزون السنجاري الشاعر الصوفي : 


وهولي فوق وتحتثء ووراً 
ول همنيولاءٌ وبثرا 
أعجمتي الأصلء إلأأنه 
وابتنى(١)‏ في بيت<-كعب»مكعبة 
والى<<أم القسرى»> أمّ القُرى 
ورجللاً وعلى ضمّرهم 
مُذهب الخوف عن الخيف ومن 


لست أسلو عن هوى هذا الرّشئ 
وأمام؛ وجليس عن ي َي 
في إيساء حبته من بوي 
بلواء الممرب واف بلحو 
أمتها طوعا له آل عُصتي 
من أقاصي الأرض في دار قَصَئ 
جاءه من كل حي , ككل حي 
فل جيش الفيل صرعى بآالودي 


وبطيسب النشر منها أصبنبحت طيبة تطوى اليها الأرض طي(؟) 
بمثل هذا الغزل الصوفي - غزل الروح - وبمثل هذه الاشارات 
العرفانية » وباستعراض أسماء تلك الأماكن المقدّسة - أماكن ولادة 
الرسول » الأعظم محمد بن عبد الله - ومراح طفولته ومغدى فتوته » 
ودار هجرته » وابتعاث دعوته » يطالعنا هذا الشاعر الأمير المتصّوف 
فيسكرنا روحاً » ويترفنا وجداً » ويغنينا ذوقاً ؛ ويشعل في أرواحنا 
وعواطفنا وكل مشاعرنا لهيب الشوق » وسعير التوق » الى أم القرى 
مكة » وبيت كعب - الكعبة -» وطيبة - يثرب -: طيبة التي أصبحت 
بنشر طيب دعوته منها تطوى اليها الأرض ٠‏ وتنداح الرجال» 


(١)ق‏ كل النسخ حاءت وانشى وأرى أنه تصحيف والصواب ما أثبتناه 
(١)ديوان‏ المكزون تحقيق الدكتور أسعد عليء ومخطوطة الظاهرية» ومصورة 
الأسكوريال 


35 


وتتوافدالركبان ومن كل فج عميق » وعلى كل ضامر . 


ويورد لنا أسماء أجداد النبي الذين درجوا على تلك البقاع » وينوا 
تلك المعاهد» لؤي » كعب » قصني . 


ويعيد إلى أذهاننا ذكرى أصحاب الفيل » الذين أرادوا.بالكعبة بيت 
الله شراً » ففلَ الله كيدهم » اكراماً لبيته الحرام » وجعل كيدهم في 
تضليل » وجعلهم كعصف مأكول . تلك الأماكن التي قدّسها وباركها 
الاسلام » وحولها من مقاصد وطقوس جاهلية » إلى شعائر ومقدسات 
اسلامية . ّْ 


عوض. تأريهكهي 
055 ١ذ-‏ 


خرج ابراهيم الخليل بن آذر كما يقول القرآنءأوابن << تارح >> كما 
يقول العهد القديم من أور الكدانيين التي تقع في جنوب العراق الحالي 
حوالي 1٠١‏ ق . م متجها إلى حاران )١(‏ وبصحبته زوجته ساراي 
)١(‏ ولوط ابن اخيه وأهله (؟) 


في حاران توفى أبوه آذر - تارح ؛ ودفن هناك » وتابع ابراهيم 
ولوط رحلتهما إلى أرض كنعان - فلسطين - واقاما هناك . 
بالا 


حدث جدب في أرض كنعان فنزل ابراهيم بأهله إلى مصر اتقاءً 


<دهاجر >>». 
لم يكن لابراهيم أولاد من زوجته << ساراي >> يومئذ » فتزوج 


)١(‏ حاران - حران مدينة على نهر بليخ وتقع على مسافة 6 ميل الى الشمال 
الشرقي من دمشق 

(؟) ساراي - سارة زوجة إبراهيم الخليل واخته من أبيه 

(") لوط بن هاران > هرون أو إبراهيم 


جاريته <<هاجر>> فولدت له اسماعيل » فغارت منها زوجته ساراي 
لأنها كانت عقيماً حتى ذلك الوقت » وحرّضت ابراهيم على ابعاد 
هاجر ووليدها اسماعيل ٠‏ فحملهما ٠‏ واتجه بهما جنوباً. 


تقول المصادر التاريخية أنه نزل بهما في الحجاز بين قبائل 


تقول التوارة : وكان الله مع الغلام فكبر » وسكن في البرية؛ 
وكان ينمو رامي قوس » وسكن في برية فاران » وأخذت له أمّه زوجة 
من مصر ٠ .)١(‏ 
وفاران هي مكة وبطاحها. 


ويشير القرآن إلى ذلك قائلاً بلسان ابراهيم : ربنا إني أسكنت من 
ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل 
أفتدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون (؟) 
وجاء في التفاسير أن الوادي غير ذي الزرع هو وادي مكة . 





١1١/5١/1١ تكوين‎ )١( 


(؟) سورة إبراهيم 17 


د 


تقول المصادر : ان تاريخها يرجع إلى عهد ابراهيم الخليل » 
ولكن الآية السابقة تدل على أن تاريخها يعود إلى أبعد من ذلك » بدلالة 
حو البيت المحرم الؤارد ذكره في الآية .ويظهر أن ابراهيم عاد إلى 
وادي مكة بعد أن شب ولده اسماعيل » وتزوج من قبائل جرهم )١(‏ 
وجددا - الأب والابن - البيت الحرام : واذ يرفع ابراهيم القواعد من 
البيت واسماعيل ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم (؟) 


وكأني بالقازيء يتساعل بشبئ من الحدة والجدة والأنتغراب ؛اما 
علاقة ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل » والبيت الحرام بموضوع هذا 
الكتاب » ودراسة المكزون السنجاري ٠‏ وهو مسن شعراء وفقهاء 
ومتصوفي القرن السابع الهجري » وبينه وبين هجرة ابراهيم 
٠‏ ٠ه‏ عام 15 


ميَدنيا يدق للقاريء - كل قاريء - أن يطرح هذا التساؤل » 
وعلي أن أوضح الأسباب فيما يلي : 
-١‏ مكة ذات أثر بعيد » وعميق المدى » في حياة العرب جاهلياً 
واسلامياً ! 
؟- في مكة ولد رسول العرب والاسلام؛ ومنها سطع نوره؛ وفيها 
ولدت دعوته » ومن هذا المولد » تحوّل مجرى الزمان» وتغير مسار 
التاريخ ! 
)١(‏ التوارة تقول تزوج من مصر والروايات العربية تقول من جرهم 
(؟) صورة البقره /1 ١1‏ 


"- الأحداث التي شهدتها مكة قبل الدعوة » والأحداث التي رافقت 
الدعوة » تترابط وتتواشج بالأحداث التي أعقبت وفاة الرسول ! 


تلك الأحداث التي فرّقت كلمة المسلمين » عقب الوفاة مباشرة 
واتسع نطاقها » حتى بلغت ذروتها في تشكيل تلك الأخراب » وتكوين 
تلك النحل ٠‏ وتعداد تلك المذاهب » وأعقب ذلك التشاحن ٠‏ والتلاحي » 
والمعاداة » وكلها أغراض سياسية تبع فيها اللاحق الستابق . 


والمكزون كشاعر وفقيه » وذي نزعة مذهبية معتدلة يتناول في 
شعره ذلك الخلاف » الذي انطلق عقب الوفاة وقيام الخلافة الأولى» 
حيث تشكل الحكم والمعارضة » لكنه ينتد بالخلاف » باحثاً عن أسبابه 


وبواعته. 


ولما كان المنهج النقدي المتكامل يفرض علينا أن نلم بكل جوانب 
فك المكزون + كان لأبذ لتا + الزاما والتزاما - أ3 تلنتغرض حجاجة: 
ونتقرّى آراءه » ونستبين وجهة نظره » وكل مايتصل بتلك الفترة . 


ومتى علمنا أن تلك الفترة هي امتداد لما سبقها كما سيتضح من 
العرض التاريخي ٠‏ يمكننا القول باطمئنان أننا ربطنا النتائج اللاحقة » 
بالمقدمات السابقة » وان ترامى بينهما الزمن » ونكون بذلك بسطنا 
عذرنا للقاريء » وأجبنا على سؤاله ٠‏ أو تساؤله . 


لت 

كانت مكة مقدسة ومأمومة قبل الاسلام » فالكعبة حرم ومباءة 
لأصنام القبائل » فقلما يخلو هذا البيت من وثن لقبيلة من القبائل تقدسه. 
تعبده تحج اليه؛ تتبرك به تطوف حوله؛ وقد عرف من آلهتها هُبّلء 
وذ يفوت + يعرق »كس سواع: + للقت + العرق ‏ مكاة »آنساقنة» 
نائلة» مناف. 


والجزيرة على إيمانها بالأوثان » لم تكن في منأى عن الأديان 
الأخوف» الرؤوذية قرع بكرب :و روفلة : وخبيرت رفك .وراك 


والمسيحية في نجران » وغسان » والحيرة » وتخوم الحبشة مما 
يلي الضفة الشرقية لبحر القلزم - الأحمر. 


وبالطبع سمع أو اطلع العرب على المجوسية » بحكم اتصال 
المنادزة ملوك العرب بفارس. 


كل هذه الأديان تلاقت في جزيرة العرب» مع وثنية العرب » 
وبقايا من الحنيفية - دين ابراهيم - فقد وجد هناك وعرف من 


<حيتحنث>> بها 


قلنا: أن القبائل العربية تقديساً لأصنامها كانت تحج إلى مكة» فنشأ 


عن هذا الحجيج أسواق تجارية » ومواسم أدبية » كعكاظ؛ ومجنة» وذي 


المجازء وغيرهاء فنشطت التجارة » وتبودلت المّلع» وعقدت الصّفق» 
مما جلب الثراء والرفاه» ووفير الأموال» إلى مجتمع مكة. 


وحفاظاً على التجارة» واستدامة الربح» وتوفير المكاسبء وتدفق 
المال» استنَ العرب الشهور الحرم .)١(‏ وعددها أربعة أشهر في العام» 
ودعوها حرماً لاتثار فيها نزاعات؛: ولاتعلن حرب » ولاتراق دماء » 
وقد يلتقى الموتور بواتره فلا يتعرضان لبعضهما بسوء » فاذا انسلخ 
الأشهر الحرم » هدأت حركة التجارة:وعادوا إلى تقاليدهم وعاداتهم 
“من الغزو والنهب والسلبء والاقتنال» وأسر الرجالء وسبي النساءء 
واسترقاق الأطفال . 


هذه هي مكة في ذلك العهد الجاهلي » محط القوافل» وملتقى 
الرواحل» ومستراح القبائل» وحركة التجارة من وإلى الشامء ومن وإلى 
اليمن» رحلة في الشتاء؛ ورحلة في الصيفء وهذا هو ايلاف قريش 
الذي أشار اليه القرآن» والايلاف: الالفة والملازمة؛ والايناس. 


هذا مابلغ بهم اهتمامهم في التجارة» وتعلقهم بهاء وانقطاعهم اليها 
في الجاهلية: 


أما في الاسلام» فقد بلغ بهم حدأ صرفهم عن مجالسة الرسول: وسماع 
حديثة» وربما شغلهم عن القيام بالصلاة» ولقد قرّعهم القرآن الكريم 





(1) الأشهر الحرم هم ذو القعدة» وذو الحجة؛ ومحرم؛ وصفر. 


ولف 


على ذلك: واذا رأوا تجارة أولهواً انقضوا اليها وتركوك قائساً كل ما 
عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين .)١(‏ 


وقد يعتذرون إلى الرسول عن هذا الانصراف والانشغال بالأموال 
والأهل اعتذاراً بالقول لابالنية والقلوب: سيقول لك المخلفون من 
الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في 
قلوبهم قل: فمن يملك لكم من الله شيئاً أن أراد بكم ضرا أو أراد بكم 
نفعاً(؟). 


هذه الحركة التجارية الناشطة الدائبة» المندفعة المتنامية ألقت 
مسؤليات واستنت واجبات» على مجتمع مكة» وقادتها تجاه من يؤمها 
زائراًء أو حاجاًء أو:ماجراء أو عايراء من محتلف القبائل» والبلدات: 
فحدّدت بطون قريش هذه المسوؤليات» وتوازعت تلك المهامٌ» والتزمت 
بتلك الواجبات؛ وتقاسمت مهمة تلك الأعباء؛ ليضمنوا الأمن والراحة 
للوافدين» ويحققوا الربح الوفير» والخير الكثير لمجتمعهم. 


كان النفوذ قديماً في مكة لقبيلة خزاعة ولكن قصي بن كلاب الجد 
الخامس لرسول الله» تزوّج من خزاعة؛ وغلبهم على أمر مكة» وكانت 
قريش بطوناً متفرقة في القبائل؛ فعمل جاهداً ومضى دائباً على جمعها 





١١ سورة الجمعة‎ )١١( 


١١ الفتح‎ )١( 


ان 


وتقريشهاء والتقريش لغة: التجميع؛ حتى تم له ذلك الأمرء فسمّي 
مجمعاء وقال الشاعر قي ذلك: 


أبوكم قصي كان يُدعى مجمّعاً به جممع الله القبائل من فهر( )١‏ 
بطون قريش 


بيوت الشرف في قريش عشرة: هاشم, أميةء نوفل» عبدالدار» 
أسد» تيم مخزوم» عدي» جمح؛ سهم 

هذه البيوتات تقاسمت المهام التي تتعلق بالبيت الحرام وحجاجه: 
في المواسم. وك لك الأشزاق على الرافمين :اليف قفارة ديكا 
فكانت السقاية والعمارة: والرفادة» والعقاب؛ والحجابة» والسدانة» 
والندوة» والمشورة:؛ والاشناق» والقبة» والأعنة» والسفارة» والايسار» 
والأموال المحجرة. 


النزاع بين بيت عبد مناف 


كانت السقاية والعمارة والرفادة» لبني هاشمء والراية والأعنة لبني 


أمية» وبقية الوظائف موزعة على بقية البطون من قريش. 
)١(‏ لسان العرب مادة جمع 


حا 





كان هاشم بن عبد مناف بن قصي مقدما في قريش لشرفه؛ وكرمه 
وحصافة عقله؛ فجمع بين السقاية والعمارة والرفادة» فغار منه ابن 
أخيه أمية بن عبد شمس بن عبد منافء ونازعه مهامّه» وتجاوز قدره 
كيدا له وشيرة مقف ويفنا عليه والعينة والقير يدان كرخان 
طبيعة في الأقارب» فتنافرا جلى الطريقة الجاهلية المعروفة يومذاك: 
واحتكما إلى بعض الكهنة» وقيل إلى زعماء البيوتات» فاجتمعوا في 
<دار الندوة>> الدار التي تفض فيها النزاعات» وتفرض الغرامات» 
وتؤدي' التيات؛ وخرج الحكم بادانة أمية بن عبد'شمسء وتغريمه 
عشرة نياق» وقيل مئة في بعض المصادرء وبالجلاء عن مكة عشر 
سنين.!! 
أنه حكم قاس وخاصة الجلاء عن مكة!! 


قارئي الكريم: 


ضع هذه الواقعة- واقعة الحكم على أمية - في ذاكرتك فإنها 
ستفستر لك الكثير من مستقبل التاريخ الاسلامي. وقديما قيل: ومُعظم 
النار من مستصغر الشرر. 


هذا الحكم أغضب أمية ولفيفه» ومن يتعاطف معه من بطون 
قريشء وبعض القبائل المحيطة بمكة؛ إما انحيازً اليه» أو حسداً لبيت 
عبد مناف لتفوقه في الجاه والشرف والسيادة» ولأن هذه المنافرة» وهذا 
الحكم وهذا الخلاف يضعف هذا البيت وبالتالي يحد من نفوذهء وهذا 
ماترمي اليه قبائل العرب: وبطون قريش. 


كن 


يقول الطبري: إن هذه الحادثة - المنافرة - ومانتج عنها من 
غرامة؛ وترئّب عليها من جلاء وابعاد تعتبر أول عداء بين الهاشميين 


)١( والأمويين‎ 


تعمّقت الخصومة بين أبناء البيت الواحدء وتشعّبت واتسعت 
وامتدتت إلى غينه من البيوقباكة ويغمل"الستزيصتون شدرا هنذا البيث 
على اذكاء نارهاء وتأريث لهيبها!! 


لقد عانت الدعوة الاسلامية في مهدها من هذه العداوةء واصطلى 
المتتلفون تجهيفينا مين الشاريغ: ولااعالى اذا قلخاومنا زادوا 
يصطلون!! 


أصبح هذا العداء ميراثاً يتلقفه الأبناء عن الآباء» فها هو حرب بن 
أمية ينافر عبد المطلب بن هاشم ويحمي قَتَّلة رجل يهوديء نكاية بعبد 
المطلب؛ وتحدياً له» لأن الرجل اليهودي كان في جوار عبد المطلب 
وذمته» فيحتكمان إلىنفيل بن عبد العزّىء وكان (يتحدث) على دين 
ابراهيم» فيقول نفيل لحرب بن أمّية: أتنافر رجلاً هو أطول منك قامة؛ 
وأوضح منك وسامّة: 


وأعظم منك هامة» وأكثر منك ولدأء وأجزل منك صلة.؟؟(؟) 





١١ص الطبري ج؟‎ )١( 
١١ العقاد عبقرية نحمد ص‎ )١١ 


ا 


قارئي: ضع هذه الواقعة في ذاكرتك أيضا. 


وهكذا- والتاريخ شاهد -تتوالى سلسلة العداوة» والمحاسدة والمناوأة, 
وتنطلق كلما أثارها أمرء وتنبعث كلما دعاها شر!! 


ويظهر لنا من خلال هذه الأحداث أن البيت الهاشمي يمضي قدماً 
غير متخلفء وغير بادىء بالعداء والمشارة؛ وأن البيت العبشمي دونه 
مجداً وشرفاء وبسطة في الناس كما أنه أعمق حقداء وأدعى للشر.!! 


وهكذا باتت قلوب العبشميين على غلّ وحقد وضغينة؛ تنمو مع 
الزمن» وقلوب الهاشميين على حذر تزيده الإحن!! 


بيت عبد مناف له كرم النسب العريق؛ وليس له لؤم الثروة 
الجامحة, والكبرياء الجائجة: والقسوة على من دونه من 
المحرومين(١)‏ . 


ومن مظاهر هذا العداء- عداء الأموبين والهاشميين - مايرويه لنا 
التاريخ وهو أن عدداً من بطون قريش اجتمعوا في دار عبد الله بن 
جدعانء وعقدوا بينهم حلفاً سموه <<حلف الفضول»> ينص على دفع 
كل ظلامه؛ ونصرة كل مظلومء وتأمين كل خائف في مكة؛ أومن 
الوافدين أليها على حريته؛ وماله ودمه؛ وشهده الرسول وكان عمره 
4 سنه؛ وقال: شهدت حلفاً في دار عبد الله بن جدعان وددت لوان 
لي به حمر النِعم؛ ولو دُعيت اليوم إلى مثله لأجبت . 





)١(‏ العقاد عبقرية محمد 


لكلا 


هذا الحلف على شرفه ونبل غايته؛ لم يشارك به بنو أمية لأن 
بني هاشم شاركوا فيه. 


درج الوليد اليتيم محمد بن عبد الله في حضانة جده عبد المطلب, 
ولما حضرت الوفاة عبد المطلب؛ أوكل أمر رعاية اليتيم إلى رعاية 
وكفالة عمه أبي طالب - عبد مناف » شيخ بني هاشم وشيخ الأباطح؛ 
فربي اليتيم في كنفة صبيّاء ويافعا وشاباً. 


وشاءت ارادة الله أن يكون محمد بشيراً ونذيراً للعرب والانسانية» 
وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراء وما أحسّ أبو سفيان ورهطه 
الأمويون» بالدعوة الجديدة حتى ثارت الأحقاد وانفجرت الضغائن 
الكمينة» على بني هاشم.. أليس محمد منهم؟؟ 


انطلق أبو سفيان يحرّض قريشاً والعربء وأنهم مهدتون بدينهم 
وآلهتهمء وتجارتهم . بعبيدهم؛ بسيادتهم؛ وأن محمداً يدعو لدين جديد» 
وآله جديدء وأن هذا الدين يساوي بين العبيد واسيادهم» فثارت قريش 
ببطونها وافخاذهاء وحلفائها من القبائل بقيادة أبي سفيان ضد بني 
هاشمءوناصبتهم العداء !! 


اذا 


عقدت قريش حلفاً ينص على مقاطعة بني هاشمء مجالسة ومحادثة 
وسلاماً وكلاماً وتجارة ومزاوجة» وحرروا كل ذلك في صحيفة. 
وعلقوها في الكعبة صيانة لهاء والزاماً بالتنفيذ؛ 


هذه المقاطعة الجأت بني هاشم إلى الهجرة من مكة وإلى سكنى 
الشعاب. 


اشتدت المقاطعة المحكمة على بني هاشم حتى روى التاريخ أنهم 
أكلوا ورق الأشجار» جوعاء وامتص أطفالهم الرمال عطشأء واستمرت 
المقاطعة ثلاث سنوات متوالية. 


قارئي: أضف هذا أيضاً إلى ذاكرتك 

لم تهن لأبي طاا١‏ شيخ بني هاشم عزيمة:؛ ولم تلو له شكيمة» 
وجاوز في صبره < الصبرء ولم يفرط بمحمدء ودعوة محمدء ودين 
محمدء وكان يرسل القصائد المبشرة بالرسالة» داعياً القوم إلى: 


اعتتاقهاء والالتفاف حول صاحبهاء لأنه خير نبي» وأكرم مرسل. 





)١(‏ ديوان أبي طالب تحقيق يونس أحمد رمضان 


ومن قرأ سيرة ابن هشام؛ ومصادر الدعوة الاسلامية -على 
تعددها- يدرك ماأسداه أبو طالب للدعوة » وما عاناه في سبيل الدين 
الجديد » ويرى عمق الايمان » وصلابة المعتقد وعظمة التضحية » 
التي قام بها أبو طالب حتى قال بعض المنصفين : لولا أبو طالب لم 
يكن الاسلام . 


يقول التاريخ » ان الله سلط على صحيفة قريش - صحيفة 
المقاطعة - الأرضة فأكلتها » ولم تبق من كلماتها إل كلمة الله !! 
أكلت الأرضة كلمات الصحيفة إلا كلمة الله !!! 


العرب كانوا وثنيين » ولايعرفون الله »و إذا أرادوا أن يشيروا في 
تلك الصحيفة إلى إلاه » فلا يكون إلا من آلهتهم المحسوسة » الملموسة 
؛ المصنوعة من الخشب » أوالحجارة » وهل هذه الآلهة الوثنية يحميها 
الله من قرض أسمها ؟؟؟ 


ان هذا من تزيد المؤرخين » وبدوات الرواة » وعدم مراقبة 
العقل» والاحتكام اليه » وكم في تاريخنا من أمثال هذه الخرافة ؟! 
الزعيمان 


كان يتنازع السيادة في مكة قي تلك المرحلة زعيمان اثنان : أبو 


طالب عم الرسول » شيخ بني هاشم وأبو سفيان صخر بن حرب 


4١ 


شيخ بني أمية » ويمثلان الصراع والمعاداة التي اتينا على بعض 
مظاهرها . ولقد أبرز التاريخ صفات وأعمال كل منهما » وأوردنا شيئاً 
من أعمال أبي طالب ومصابرته » وتضحياته في سبيل الرسالة 
الاسلامية » وتحدياته لمشركي قريش . 


أما أبو سفيان» فقد قاد مشركي قريشء وجابه الدعوة بشراسة 
الوثني المشرك» وحزب الأحزاب وخاض المعارك الدامية» وفعلت 
زوجته هند بنت عتبة الافاعيل التي لم يسبقها اليها أحد فجدعت الوف 
الشهداء يوم أحُد » وقطعت مذاكيرهم»؛ وصلمت آذانهم؛ وجعلت منها 
قلائد وسخاباً» وشقّت صدر الشهيد حمزة عم الرسول وسيد الشهداء: 
وأخرجت كبده؛ ومضغتها حقداً وتشفياً ووحشية !! 


لقد كان التاريخ حيادياً في سرد تاريخ واعمال كل من الزعيمين؛» 
فأبو طالب النصير الأكبر لمحمد ودينه: وأبو سفيان العدو الأكبر 
لمحمد ودينه. 


هذا: هو موقف التاريخ من سيرتهماء أما في حكمه عليهماء فقد 
جاء بالعجب العٌُجاب. لقد كذب ما صدق. ونفى ما أثبت: ونقض ما 
أبرم» فاذا بأبي طالب - على ذمة هذا التاريخ - يموت كافراًء ويخلد 
في ضحضاح من النارء يصل إلى كعبه» فيغلي منه دماغه؛ واذا بأبي 
سفيان وزوجته هند على ذمة هذا التاريخ - يسلمان ويحسن اسلامهماء 
: ويترضى عنه أمام المحدثين - البخاري- في صحيحه!!! 


132 


الأقوال في ايمان أبي طالب 

أجمع الكثيرون من علماء السلنة والشتيعة على إيمان أبي طالب ونجاته. 

١-عن‏ علي بن حسان؛ عن عمه عبد الرحمن بن كثيرء قال: سمعت 

أبا عبد الله (ع) يقول: نزل جبريل على رسول الله فقال: يامحمد إن 

ربك يقرئك السلام ويقول لك: إني حرمت النار على صلب أنزلك» 

وعلى بطن حملك؛ وحجر كفلك(١)‏ 

"-أخرج الأمام الرازي في <خرائده»> باسناده عن عبد الله بن عمر: 

قال رسول الله <حص»> اذا كان يوم القيمة شفعت لأبي» وأمي» وعمي 

أبي طالب» وأخ كان لي في الجاهلية (؟) 

"-قال<حص»> قال لي جبريل: أن الله شفعك في ستة : بطن حملك» 

وصلب أنزلك؛ وحجر كفلك؛ وبيت آواك» وثدي أرضعكء وأخ كان لك 

في الجاهلية. 

4-قال<حص»> أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وجمع بين أصبعيه 

(متفق عليه) 

د-وقف <حص>> على قبر عمه أبي طالب عند وفاته» وقال: أما والله 
لأشفعن لعمّي شفاعة يعجب لها أهل الثقلين(؟) 


١٠5 الحجة 5ه الغدير 7078/19 المنة والتعظيم للسيوطي‎ )١( 

(؟) الغدير 778/19 اسنى المطالب 7 الدرج المنيفة للسيوطي /ا مسالك الحتفاء؛ ١‏ 
وأخرجه أبو نعيم وغيره. 

98 أخررج هذا الحديث الحجة 555 وابن سعد ف الطبقات ١/ه. ١‏ والبهيفي في 
دلائل النبوة وسبط بن الدوزي في تذكرة النواص والسيرة الحلبية وتاريخ ابن كشير 
١١5,7‏ والإصابة ١١5/4‏ 


5-جاء في كتاب أسنى المطالب؛ في نجاة أبي طالب للسيد أحمد زيني 
دحلان شيخ العلماء الأعلام؛ والمفتي في البلد الحرام؛ الشافعي المكي» 
المتوفي سنة ١04‏ ه مايلي 

ان كثيراً من العلماء العارفين أصحاب الكشف والعلماء المحققين قالوا 
. بنجاة أبي طالب ومنهم السبكي ؛ والقرطبي » والشعراني » والسحيمي. 


وقال المكزون السنجاري : 
أبو طالب كفل المصطفى 
وأنفق في نصره ماله 
وأظهر في الشعر تصديقه 
وذا كافر ؟؟وابن حرب به 
وقال الشرّيف الشيرازي : 
أبو طالب عم النبي محمد 
ويعفية فهزا في الأنام بأنه 
لئن جهلت قوم عظيم مقامه 
ولولاه ما قامت لأحمد دعوة 
وللأردباوي 
بُشيخ الأبطحين فشا الصلاح 
براه الله للتوحيد عشبحها 
وعم المصطفى لولاه أضحى 
وللسيد علي الكهنوي 
زهت أم القرى بأبي الوصي 
وقام بنصرة الاسلام فرداً 
وأبصر رشهه في دين طله 
وا الات لشن هذ تبحا 


ولعافت عله دلجي بابي 
وصافاه من ودّه كل صاقف 


غدا مؤمناً؟؟ ذا عمئىّ غير خاف 


به قام أزر الدين واشتد كاهل ثه 
مؤازره دون الأنام وكاقفنله 
فما ضر نو رالصبح من هوجاهلله 
ولاانجاب ليل الغ وانزاح باطلة 


وفي أنواره زهت البطاح 
يراض به من الشرك الجماح 


غداة غدا يذودعن التبي 
يُراغم كل مختال غلوي 
فكاهن قينه لسر" الكفسحئي 
بقلب موحنهد بتر تقي 


55 


وقال المكزون السنجاري في الرواة الذين قالوا بكفر أبي طالب 
رويتمٌ أن نبي اله دى 2 قااصطفى الله بني هاشم 
وبيئن الأخيار واختاردتني من خير بيت جاء في العالم 
وبعد ذا ء قلتم بتكفيره م لتظهرواسب أبي القاسصم 
وذاك في ادخال آباثه في زمرة الكافر والظالم )١(‏ 
5ظآ 

ويموت أبو طالب » ويشتد أذى مشركي قريش على محمد 
وانصاره » والتضييق على كل صاب إلى دينه » فيأمرهم بالهجرة إلى 
الحبشة . 


وتتآمر قريش على اغتيال النبي » وان تشارك كل قبيلة في مقتله 
دي 
فيتفرق دمه في القبائل . 


ويتلقى الرسول نبأ المؤامرة ٠‏ والبيات الذي قررتهما قريش ٠»‏ 
فيأمر ابن عمه علياً أن يبيت في فراشه » وأن يقوم بتأدية مالديه من 
الودائع لأصحابها وتوتكادر بقة تحترا سه صاحبه وصديقه أبي 
بكر ١‏ ويلجتئان إلى غار ثور خيفة من ملاحقة قريش . 


ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه : لا تحزن ان الله 
معنا فأنزل الله سكيته عليه(؟) 





(1) ديوان المككزون تحقيق الدكتور أسعد علي ومخطوطة الظاهرية. 
(؟) سورة التوبة 4٠‏ 


03- 


لقد أوردت هذه الأحداث شعراً بعنوان 'حكمة الهجرة" )١(‏ 


قريش العنجهية والجهاله 
.وها ضمنت لسيد آل ح رب 
أخو إحن تكاد تشف عنها 
أدار الكاس كاس الحقد ملاى 
وليلة بيت السفهاء أمراً 
وأذكاها أبو لهب يبا 
اذا العدوان كان شعار قوم 
مضى حذراً وصاحبه؛ وجافى 
وغادر في الفراش اخا حفاط 
حسام: أرهفت؛ أمضتء: اجادت 
رمى في كل معركة؛ فأصنمسى 
وحسبك بالفداء»ء وصانعيه 
ف 
أيعلم ما يخبىء غار تور 
وكيف تواثب القوم الغضابى 
وجللت السكينة كل شسيء 
59 
خلت جنبات مكة من سن اه 
وهاجر لاالخوف من قريش 
َ. 


أبا الزهراء فيض نداك هلم 
ودوحك عاطر النفحات. حسال 
فرشت لنا الضحى درباء ونبى 
تقاصر عنك طائل كل مدح 


أتومن ؟ كيف تؤمن بالرسالبه 
تجارته . وعزته .ء ومالله 
غلالته ؛ وما خلف الغلاله 
وعب عصيرها حتى الثماله 
وأقسم كل سيف أن يناله 
وأوسعها ابو جهل جهاله!! 
فهل ترضى طباعهم العداله؟ 
كلا الرجلين موطنه وآله 
يجود بنفسه؛ ونفيس ما له 
يد الرحمن مبدعه صقالاله 
وأحكم في مقاتلهم نبلاله 
على ما في نفوسهم دلااله!! 
35 
ويدرك سر من عبرا خلاله؟؟ 
اليه ؟ وأحجموا وهم حيالئه؟ 
هناك؛ وعطرت حتى رماله 


> #» 
ويشرب أحدقت بالبدر هله 
ولكن ... للحفاظ على الرساله 
©» #*ة# 
ترش ف كل ذي ظ أزلاز 
سوى الادلاج في عمه الضلائله 
فكيف أفيك حقك في عجاله 





)١(‏ القصيدة الي فازت بالحائزة الأولى بالمسابقة العالمية الى اعدتها اذاعة لندن .ممناسبة 


دخول الهجرة القرن الخامس عشر 


»»*» 68 ة©» 


تضحيتان عظيمتان وقد يصغر فيهما وصف العظمة » تضحيتان 
يقوم فيهما علي بن أبي طالب » وأبو بكر الصديق » ولولا هاتان 
التضحيتان» لم يقم الاسلام » تضحيتان في سبيل الاسلام وسبقتهما 
تضحيات أبي طالب . 


وتخفق قريش في اغتيال الرسول ٠»‏ وفي تعقب أثره » وتعود 
تدراق الارتم كما يقان.فى' التككق: انكاس الحائق ؟؛ 


قارئي : ضع هذه الواقعة في ذاكرتك ايض 
ل 


كان الرسول السياسي الحكيم » قد أرسل الصحابي الجليل الداعية 
مصعب بن عمير إلى المدينة قبل الهجرة ليهيء للدعوة » فقام بالامر 
خير قيام» وتغلب على كثير من المصاعب؛ وكسب كثيراً من الأنصار 
وهيّأ آخرين لقبول الرسالة . 


وهنا لابد من الاشارة إلى أن أهل المدينة » من الأوس والخزرج 
يجدون على أهل المدينة » وينقمون عليهم استثثارهم بالتجارة دونهم » 
وانزال القوافل العابرة » في الحجازء وما تجلبه مواسم الحجيج من 
الأروة: التي سيرد لها تن 2 : 


وهناك يهود المدينة» الذين يذكون نار النقمة في صدور الأوس 
والخزرج على المكيين» ويستثمرون هذه النقمة سياسياً واجتماعياً 


وتجارياً لمصلحتهم الخاصّة . 


وأطلّ الرسول الكريم على المدينة .. بل أطلت الدعوة المهاجرة 
فاستقبلت بحداء الرجال» وأهازيج النساء» وترجيع مزاهرهن ودفوفهن. 


طللع البسدو عليشتهتكحنا من كنتيات الوااع 


وثنيات الوداع أرجح أنه المكان الذي أطل منه الرسول على 
المدينة» ولم أر من أشار إلى هذا من المؤرخينء والثنية لغة هي 
الهضبة» أو التلة» أو المنفرج بينهما . 


وأسقط في يدي قريش لأن غريمهم أصبح في عن ومنعة 
وأنصارء أصبح في مأمن من مكائدهم؛ وبين قوم يتحدّونهم به. 
وينقمون عليهم . 


وتوالى المهاجرون من أصحاب محمد من مكة إلى المدينة» 
واختط الرسول السياسي: 'الحكيم خظة ++ العواخاة :فاخي بين كل 
مهاجر » وبين رجل من الأنصار » ليشعر كل مهاجر أنه في وطنه » 


وبين اخوانه » يجمعهم وطن واحد » ودين واحد » ولهم قائد واحد » 1 


وعدو واحد ٠.‏ 


بعد أن استقر الرسول والمهاجرون في المدينة» تحوّل الصراع 
بينه وبين قريش من المقاطعة والملاحاة إلى معارك وغزوات»؛ فكانت 
موقعئا << بدر عد اكدراق والضهوى: رموقعة جوأ + والحيدق) 
وغيرهاء وكان قطب: هذه المعارك أبو سفيان؛ لمكانته في قريش؛ 


وسعة تجارتة» وعدائه للهاشميين ممثلين بالرسول << ص >>. 


وفي السنة العاشرة للهجرة تم للنبي فتح مكة» ودانت قريش 
مكرهةء وعلى رأسها أبو سفيان ودعاه النبي << طليقاً >> وللطلقاء 


مجترة اتلاميا . 
ولقد اشار المكزون إلى ذلك ولكن بمعان صوفية عرفانية 


م 


كتابي مشهور لكل مقرب لذا غاب عن مكتوبه كل فاجر 
و أصبحت الأنصار أنصار دعوتي ومن هاجرالمختار أمسى مهاجري 


15 


1 
ٌ 


قارئي ضع هذه الواقعة - واقعة فتح مكة - في ذاكرتك . 
-8- 


في السنة الحادية عشرة للهجرة» كانت حجة الوداع, حيث قال 
الرسول <حص»» لجماهير المسلمين< علي لا ألقاكم بعد عامي هذا»> 


في حجة الوداع يحفظ لنا التاريخ خبر << الغدير »> غدير خم. 
وقول الرسول لعلي بن أبي طالب : اللهم من كنت مولاه » فعلي مولاه 
اللهم وال من والاه » وعاد من عاداه » وانصر من نصره؛ واخذل من 
خذله !! 
وقد روى خبر القدير من الصحابة ٠١١‏ صحابياً . 
ومن التابعين 4 تابعياً . 
ومن رواة الحديث وحفاظه "٠١‏ راوياً. 
والمؤلفون في هذا الحديث 55 مؤلفاً(1). 


حديث الغدير هذا اعتبرته الشيعة نصاً صريحاً على استخلاف 
علي بن أبي طالب. 
ويوردون عشرات الأحاديث التي تدعمه مستندين على قربى علي من 
الرسول؛ ولما يتمتع به من صفات تؤهله لخلافة المسلمين .. 





)١(‏ الغدير للأميئي 


موض الوفاة 


ترك لنا التاريخ حادثة هامة؛ وذات أثر في حياة المسلمين العامة» 
فقد أجمع رواة ومؤرخو المعسكرين على ان الرسول طلب إلى عواده 
واضعابه أكاء مرضبة قافلا: 
انتوني بدواة وقرطاس لاكتب كم ما لا تضلون من بعدي . 
ولقد اجمع الفريقان على صحة الطلبء» وحقيقة وقوعه؛ ولكنهما اختلفا 
في صيغة الجواب . 
فبعضهم.قال: ان الرسول اشتد به الوجع !! 
وبعضهم قال: الرسول يهجرء أي يتكلم بما لا يعي وحسبنا كتاب الله 
بين أيديناء ونسب بعض المؤرخين هذا القول لعمر بن الخطاب . 


ومهما كانت الافتراضات»؛ ومهما تعدّدت الاجته دات» واختلفت 
صيغ القول في تفسير تلك الحادثة؛ فإن الرسول لم يدّتب؛: ولكن من 
المجمع عليه انه غضب وقال: قوموا عني!! 

وهنا تعوزنا الأستلة : 

-١‏ الم تنزل الآية في حجة الوداع : اليوم أكملت لكم دينكم » وأتممت 
عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ذيناً ؟؟ 

؟"- ماذا سيكتب الرسول لو جيء له بالدواة والقرطاس ؟ 

"”-ماذا سيضيف إلى الدين الذي اكتمل؟ والنعمة التي تمت؟ والدين 
الذي ارتضاه لهم؟؟ 

سيقال: أراد أن يوصي لمن يخلفه في الأمة !! 


الى 


ويتفق علماء المعسكرين على الأحاديث التي تصف عليا شجاعاً 
مجاهداً في سبيل الاسلام » عالماً بكتاب الله » زاهداً في متع الحياة » 
قاضياً متبحراً بناسخ القرآن ومنسوخه؛ ومحكمه ومتشابهه؛ وكلهم 
يروون حديْث الغديرء ولكسن بعضههم لايقرون مدن على 
الاستخلاف . 


نكال شفرة الشقون لذ طلمدان انمق حتيك أ اكد درك ك2 
اذى يكرافق اتلد افا مركن الرسول بأمر من الرسول © 
ويعتبرون تكليفه بالصلاة استخلافاً قولياً وعملياً كما وزد في صحاحهم 
اما الشيعة فيقفون من حديث الصلاة مؤقف السنة من حديث 
الغدير. 
3 في سنن أبي داودء وسيرة ابن د ابن حنبلء» وطبقات 
ابن سعدء والاستبصار: ورد ان الرسول في مرضه قال: مروا من 
يصلي بالناس » ولم يُعينَ أحدا. 
وقال البعض: ان الصلاة من أمور النين» والجلاقة عن أموار الذنيا . 
واغزتف آخواوة'الخلاقة بالحكومة العامة دينا ودنيا: 1 
ومن هذين الحديثين حديث الغديرء ؤحديث الصلاة انقسم المسلمون 
إلى معسكرينء واختلط مفهوم الدين بالسياسة » وسيأتي بيان ذلك في 
قابل هذا الكتاب . 


5ه 


ولكن ... ألم يقل أحد الفريقين : ان الورصية تهنا :واعلاتا تنثا نوع 
الغدير ؟؟ ا 

والفريق الثاني يرى ان الصلاة بالمسلمين في مرضه هي بمثابة 
النضن؟؟ ْ ش 

4*- مما لا جدال فيه : ان طلب الرسول جاء بصيغة: الحاضر 
والمستقبل : ائتوني ؛ لأكتب » والآية جاءت بصيغة الماضي المنقطع : 


أكملت » أتممث » رضيت . 


ابو سفيان بعد فتح مكة 


المدافعون عن ابي سفيان والمترضون عنه )١(‏ والمؤمنون بحسن 
اسلامه يوردون حديث: الاسلام يجب ما قبله؛ وقد عرفنا سيرة ابي 
سفيانٍ قبل الاسلام؛ وانه كان ذروة الخلاف والعداء الاموي لبني 
هاشم» ولذلك مثّل ذروة العداء لمحمد منذ فجر الدعوة» ودخل الاسلام 
مكرهاً يوم فتح مكة وانتصار الاسلام على الشرك والوثنية» ولولا 
صداقة العباس عم الرسول لأبي سفيان» وشفاعته به عند ابن اخيه 
الرسول؛ لكان مصيره عير ما صار اليه؛ ومع هذا فقد اطلق الرسول 
عليه» وعلى من كان معهء اسم الطلقاء؛ وللطلقاء معناها. 


ولكن ماذا عن أبي سفيان بعد الاسلام ؟؟ 


<< يحدثنا التاريخ أن الرسول أطلق عليه؛ وعلى اصحابه اسم‎ -١ 
>> الطلقاء كما تقدم‎ 

-١‏ وكان رأس المولفة قلوبهم؛ وماذا يعني اسم المؤلفة قلوبهم ؟ 
ولماذا ؟ 

*- لم يبايع أبا بكر مباشرة !! 

4- حاول آثارة الفتنة» وتحريض علي والعباس ضد خلافة أبي بكرء 
وبالغ في التحريض حتى وصفهما - أي علي والعباس - بالأذلين 
المستضعفين !! 





)١(‏ البخاري ص8 ٠١‏ باب وجوب الزكاة 


64 


ه- قال يوم بيعة أبي بكر: أرى عجاجة لايطفئها إلأدمٌ !! 

1- قال: ما لأبي فصيل - ويعني أبابكر- وهذا الأمر ؟ هذا الأمرر في 
بيت عبد مناف!! 

- قال لعلي: أبسط يدك أبا يعك !! 1 

/- قال لعلي ايضاً: إن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالآء ويقصد أبا 
بكر !! 

1- بايع أبا بكر بعد أن ترك له ما كان في يده من مال الصدقات» 
عندما قال عمر لأبي بكر دَغ له ما بيده لقد كان رسول الله يتألفه !! 
-٠‏ امر عبيده ان يقودوه - وقد كف بصره - إلى قبر الشهيد وسيد 
الشهداء حمزة بن عبد المطلبء ثم وقف عليه مخاطباً قائلاً: يا أبا 
عُمارة إن الأمر الذي تنازعنا عليه قد صار الينا !! 

-١‏ قال لعثمان عقب توليه الخلافة: أدرها - ويقصد الخلافة - كما 
تدار الكرة » واجعل عمادها من بني أمية !! 


هذا هو ابو سفيان فيما بعد الاسلام 

وكنا قارنا بينه وبين أبي طالب فيما قبل الاسلام » وموقف كل 
منهما من الدعوة الجديدة» والدين الجديدء وأيهما الناصر لمحمد 
ودعوته» وأيهما الخاذل لهما !! 


وقال أحد المؤرخين: لولا أبو طالب لم تتمكن الأرض أن تنعم 





)١(‏ العقاد عبقرية محمد 





وكنا تساءلنا كيف تجاوز المؤرخون كل هذه الحقائق الواقعية 
وافتروا على أبي طالبء وأماتوه كافراً» وخلدوه في ضحضاح من 
النار ؟؟ 


وكيف باركوا أعمال أبي سفيان, وأفعاله» وأطروا حسن ! سلامه!! 


وترضوا عنه؟؟ 
والآن يجب أن نجيب عن تساؤلنا: 


علينا أن ننظن إلى ولديهما: علي ومعاوية المتخاصمين . 
أبو سفيان لا يمكن رد اعتباره في الاسلام ليباهي به ابنه معاوية 
خصمه علياًء لما لأبي سفيان من السابقه في الجاهلية والاسلام . 


اذن على المؤرخينء ورواة الأحاديث أن يتذكروا هذا الأمرء 
ليرضوا معاويه الحاكم وينعموا برفده وعطاه ورضاهء ويقطع كل حجة 
على خصمه؛ وذلك بالنيل من أبي طالب والترضي عن ابي سفيان 
الحسن الاسلام !! 


الم يقل أحد رواة الحديث المكثرين : ان الصلاة وراء على بن 
أبي طالب أقرب إلى الله وأثوبء ولكن الطعام على مائدة معاوية أدسم 
وأطيبء وهكذا انتصر دسم الطعام ووفرة الصّلات؛. على مثوبة 
الصلاة. 


5ه 


[أسة 5 5 


الرسول الأعظع سيد الجزيرة العربية: ونبيّها البشير النذير» 
والداعي إلى الله بإذنه والسراج المنيرء ومشرع.نظم الحياة الجديدة 
فيهاء من السياسة والدين وشؤون الحياة العامة» وحقوق الفرد والأسرة 
والجماعة؛ وموته يجب أن يهزها هزالزلزال من أقصاها إلى أقصاهاء 
ويروع النبأ العظيم كل قبيلة وكل فرد من قبيلة» وإن تهب هبة واحدة 
لتقف جانب الجسمان المسجي لتذرف الدمعه» وتلقي النظرة الأخيرة. 


. هذا ما يجب أن يكون ولكن في التاريخ؛ أو أكثر المؤرخين يذكر 
أن وفاته كانت ضبحى يوم الأثنين ودفن مساء الأربعاء (على اختلاف 


في تقدير المدة) 


يورد التاريخ صورة لاتليق بعظمته ولاتفي بحق شأنه » فيرينا أن 
المأتم يكاد يقتصر على أهله الأقربين »؛ أي بيت هاشم والمطلب.» ونجد 
و الصديق والفاروق أحدهما يهتد من يقول: إن محمداً قد مات 
والثاني يقول : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد 


الله فإن: الله حي لايموت . 


يدن 


ماذا يعنج. تهديد الفاروق ؟ 
وماذا يهني قول الصدية: من كأن يغبد محمدأ)؟؟ 


التاريخ على تعدد رواتة لم يوضح ذلك !!! 
لم يذكر التاريخ أن أحدأً من أصحابه المبشرين بالجنة كان قريباً 
من الجسد المسّجى إلا من ذكرنا !!! 


لم تهرع الأنصار بقسميها الأوس والخزرج لتقف أمام المشهد 
الحزين على نبيهم الذي هداهم الصراط المستقيم؛ وقاد إليهم قبائل 
العرب؛ ومكن لهم من الجزيرة العربية» وأغدق عليهم الخير والثراء» 
والعزة والمنعة» وبشرهم بخزائن كسرى وقيصر ومجدهم'في كتاب 
الله لأنهم عزروه وآووه ونصروه . 


لم يذكر التاريخ شيئاً من كل هذاء بل ذكر ما يدل على عكس 
ذلك؛ فما كاد يبلغهم نبأ الوفاة» حتى تداعوا وتسارعواء إلى سقيفة بني 


ساعدة لينتقوا خليفة منهم يخلف رسول الله فيهم !! 


لم يشعروا بعملهم هذا أحدأ من المهاجرين » ولا من أهل الرسول 
الأقربين . 


بماذا تفسر موقف الأنصار هذا ؟ 


مه 


هل اعتبروا أنفسهم ورثة الرسول لأن الأسلام انتشر من بيوتهم 
وبسيوفهم؟ 

هل اعتبروا المهاجرين مطرودين لاجئين إليهم» منبوذين من قومهم؛ 
ليس لهم الحق في تقرير السياسة العليا ولأنهم قلة بالنسبة إليهم ؟؟ 


ولكن الأسلام ساوى بينهم في المصير ٠‏ والرسول أزال كل فارق 
بينهم <بالمواخاة»> هل يرضى الرسول أو يقر الأسلام شرعية 
الأنقسام ؟؟ 


إن الأستئثار بالأمر دون المهاجرين يعتبر انتهازية واستغلالاً 
والأسلام لايقرهما لأنهما من أخلاق الجاهلية !! 


كل هذه الأسئلة لانجد لها جواباً حتى ولاتعليلاً عند المؤرخين 


يقول أبن قتيبة - بعد عنعنة الخبر - لمّا قبض الرسول (ص) 
اجتمعت الأنصار - الأوس والخزرج - في سقيفة بني ساعدة لمبايعة 
سعد بن عبادة زعيم الخزرج بالخلافة. 


ويقول أبن الأثير بينما المهاجرون في حجرة الرسول (ص) وقد 
قبضه الله إليه أذ جاء معن بن عدي وعويم بن ساعدة فقالا لأبي بكر: 
باب فتنة عسى الله أن يغلقه بك !! هذا سعد بن عبادة والأنصار 


يريدون ان يبأايعوه . 


امن 


' وقيل: أرسل. عمر. بن الخطاب إلى أبي بكر يخبره باجتماع 
السقيفة» ويطلب إليه أن يسرع إليه. والتاريخ هنا لا يشير إلى اسم من 
أخبر عمر بأمر المجتمعين بالسقيفة» ولا يذكر اسم من أوفده إلى أبي 
بكرء كما يشير“إلى أن غمر لم يكن قريباً ساعتئذ من مختضنر الرسول 
(ص) ويأتي أبو بكرء ويذهبان معاً باتجاه السقيفة» وفي طريقهما 
يلتقييان ببأبي عبيدة. عامر بن الجراح فيطلعانه. على النبنأء ويمضي 
الثلاثة إلى حيثالأجتماع؛ وهذا يظهر أيضاً أن أباعبيدة لم يكن قريبا 
من مسجى الرسول (ص) 


:'فاجأ المهاجرون الثلاثة مجتمع الأنصار في السقيفة» وهم يديرون 
الأمر بينهم لأنتخاب سعد بن عبادة زعيم الخزرج خليفة للرسول؛ 
وكان مريضا بينهم . 


وقبل أن نستعرض الجدل والحوار والمفاخرة والمنافرة التي 
حصلت بين المهاجرين الثلاثة وبين قادة الأنصارء ومنهم سعد بن 
عبادة وولده قيس الخزّزجيان وبشير بن سعد أحد زعماء الخزرج 
والمنذر بن الخباب وأ سيد بن خضنر الأوسيين نلفت نظر القارىء إلى 


ثغرة في مجتمع الأنصار. 


الأنصار يتشكلون من قبيلتين: هما الأوس والخزرجء وهما 
متحاسدتان فيما بينهما شأن: القبائل وطبيعة: علاقاتها الأجتماعية؛ ولأن 
يهود المدينة المجاورين للقبيلتين يعملون لبث الشقاق ونشر الخلاف 


بينهما ليتسنى لهم أن يظلوا متفرقين فيتمكنوا من السيطرة على تجارة 
المدينة والأحتفاظ بشخصيتهم المتميزة . 


الجدل والمنافرة اللذان بلغا درجة التهديد»: وأوشكا على الأحتكام 
إلى السيف دارا في فلك القربى من: الرسبول» وشأن قومه قريش في 
العرب وسابقة المهاجرين.في الأسلامء كما أدلَ الأنصان فخاراً بنصرة 
النبي_وايوائه ومنعه من.قومه ووضع سيوفهم في نصرة رسالته ٠‏ 


وعرض حل وسط من قبل الأنصار : منا أمير ومنكم أمير» 
وسقط هذا باقتراح المهاجرين : نحن الأمراء وأنتم الوزراء؛ والعرب 
لاترضى أن تكون الخلافة.في غير قوم نبّيها . 


وحجة كل من الفريقين هي بما قدماه لمحمد ( ص ) 


ولما شعر الأنصار بتصدع جبهتهم» وتفرق كلمتهمء لما بينهم من 
التحاسد والمنافسة وهزيمتهم امام حجة المهاجرين الثلاثة» وخاصة 
احتجاجهم بالقربى من الرسول » وانهم اهله وعشيرتة» اعلن المنذر بن 
الخباب: اذن نبايع علياً او لا نبايع الا عليأء فلم يأخذ احد بقولة “واعتبر 
مغلوباً مهزوماً في المعركة . 


الجاهلي» والنزوة القبليةء مضافة الى عظمة الحدث؛ وضخامة الامرء 
تتجلى عبقرية عمر بن الخطاب السياسية ونفاذ بصره في الأمورء 


٠‏ وفهمه لطبيعة الموقف, فيصفق على يد ابي بكر مبايعاً , ويعقبة ابو ؛ 
عبيدة» فبشير بن سعد الأوسي منتهزاً الفرصة مهتبلاً الغرة ليسبق قيس 
بن سعد بن عبادة الخزرجيء لما بينهما من المحاسدة كما سبق واشرناء 
هذةالمحاسدة التي استغلها عمر بن الخطاب ووظفها في مصلحة 
المهاجرين وبمبايعة بشير بن سعد بادر الأوس للمبايعة» وتفرق مجمع 
الأنصارء وبدأ التزاحم على المبايعة حتى كادوا ان يطأوا سعد بن 
عبادة المريضء فقال بعضهم : قتلتم سعداً : فيبادر عمر بن الخطاب 
قائلاً : اقتلوه قتله الله إنه صاحب فتنة . 


ولم يبايع سعد بن عبادة وعاش " معارضاً " فقيض الله له الجن 
فقتلوه وأذاعوا نبأ مقتله شعراً !! وكم في الجن من شاعر ورجاز : 


وهماز لمهاز ؟!! 


أننا تحمل الجن وزركل مكروه ينزل بنا » وننسى جن الأنس 


تحليل موقف الأنصار 


قلنا : أن مكة والمدينة كانتا حاضرتي الحجاز في ذلك الزمن» 
وأشرنا إلى مابينهما من المنافسة» وأن مكة أستأثرت بطريق القوافل 
التجارية» والسيطرة على التجارة ومواسمها أكثر من المدينة» كما أنها 
تحوى البيت الحرام وأصنام العرب ولهذه الأسباب الأقتصادية والدينية 
استقبلت المدينة النبي أبن مكة لأنه على خلاف مع قومه؛ وآزرته» 
ونصرته؛ وكان أبناؤها في طليعة الجيش الذي فتح مكة:؛ وممّا لاشك 
فيه أنهم ظلوا يدلون على المهاجرين بجلائل أعمالهم في سبيل الإسلام 


ولما توفي الرسول رأوا أن لهم الحق بتراثه » كما كان لهم 
شرف السبق في دعمه» وتثبيت سلطانه» ونشر دينه؛ فأجمع أمرهم 
مبدئياً على القيام بالخلافة مباشرة بعده » ولم يشاركوا المهاجرين 
بالرأي ولا بالمشورة في هذا الأمر . 


لم.يراعوا تلك " المواخاة " التي شدهم بها الرسول إلى 
المهاجرين. 


لم يضعوا آل الرسول بحسابهم . 


أما قول الخباب بن المنذر: لانبايع الاعلياً فهي ذريعة للرد على 
الخزرج والمهاجرين الثلاثة بعد أن خسر الموقف . 


الأحتمالات 
ماذا لو تم للأنصار أمر البيعة ؟؟ 


لو تم لسعد بن عبادة زعيم الخزرجٍ أمر الخلافة لحدث أمران لا 
مفر منهماء ولا مخيص عنهما .. ش 


١‏ - أنتفاض المهاجرين فقريشء فالقبائل إلعربية على الأنصار 
خزرجيهم وأوسيهم + وكانت الحرب .. 

١‏ - مواثبة الأوس على الخزرج لما بين القبيلتين من المنافسة على 
السيادة والقيادة والجاه» وقد تجلى ذلك واضحاً في أجتماع السقيفة وكان 
سببآ للتعجيل في مبايعة أبي بكر وأنتصار كلمة المهاجرين الثلاثة. . 

* - حال أجتماع الأنصار العاجل بالسقيفة: عقب وفاة الرسول مباشرة 
دون حصول الشورى بين المسلمين وتمكنهم من الاجماع . ' 


فما هو الأجماع ؟؟ 


١‏ - كل أصحاب الأصول عرفوا الأجماع : أنه عبارة عن أتفاق جميع 
أهل الحل والعقد أي المجتهدين وعلماء المسلمين على أمر من الأمور 
في وقت واحد 

؟ - هل الأجماع أمر ممكن ؟ أم محال ؟ وعلى تقدير أمكانه هل 
تحقق أم لا ؟؟ 00 


51 


٠“‏ - وعلى التقادير كلها : هل هو حجة ودليل على شيء أم لا ؟؟ 

4 - وعلى تقدير كونه حجة ودليلا هل هو كذلك ما لم يصل ثبوته 
إلى حّد التواتر ؟ 

ه - هل: يشترط في حقيّة الأجماع أن لايتخلف أو لايخالف أحد من 
المجتمعين إلى أن يموت الكل أم لا ؟؟ 

١‏ - هل الأجماع وحده حجة ؟ أم لابّد له من سند ؟؟ 

- هذا السند هل هو قياس فقهي ؟ أم حجة نقليه ؟ وعقلية ؟ وهذا ما 
عليه علماء الشيعة والظاهرية من علماء السنة كداوود الأصبهاني 
وتلميذه ابن حزمء والمعتزلة» لأن أثبات حجة القياس أمر في غاية 
الأشكال !! 

- يقول الإمام أحمد بن حنبل : من أدعى الأجماع فهو كاذب(١)‏ 
ويرى أيضاً : أن الرأي والقياس باطلان ويخالف بذلك الأئمة الثلاثة 
ويقول : أصحاب الرأي وللقيانن سقاعه ختلال (؟) 

وقال عمر بن الخطاب على المنبر: ألا أن أصحاب الرأي أعداء 
السنن: أعيتهم الأحاديث أن يحفظوهاء فأ فتوا برأيهم» فضلوا وأحتلواء 
إلا إننا نقتدي» ولا نبتدي» ونتبع ولا نبتدع 


والسؤال : هل تم الأجماع في أستخلاف الراشدين الأربعة ؟ 


ا م0001 0غ 


4١ص‎ 1١ج طبقات الحنا بلة‎ )١( 


(؟) ابن الجوزي تاريخ عمر بن الحنطاب ص5 ؛ ١‏ 


١‏ - في خلافة الصديق نجد أن الذين مهدوا للخلافة وقاموا بالبيعة هم 
المهاجرّون الثلاثة» ثم تبعهم الأوس والخزرج؛ ألا من تخلف مع سعد 
بن عبادة» تم ذلك كمرحلة أولى أما المرحلة الثانية فقد تمت في 
المسجد. وتخلف عنها بنو هاشم وأنصارهم !! 

؟ - واستخلاف الفاروق كان بكتاب من الصديق تلي على الصحابة 


والناس ! 


" - واستخلاف ذي النورين قام به واحد من الستة» هو عبد الرحمن 


بن عوف!! 


5 - واستخلاف علي خرج عليه الأمويون وأنصارهم )١(‏ وبعض 
الأنصارءكما خرج عليه طلحة والزبيروالأجماع يجب أن يكون سابقاً. 


ولقد أشار الفاروق عمر بن الخطاب إلى بيعة الصديق قائلاً : أن 
بيعة أبي بكر كانت 'فلتة' وقى الله شرها وتضيف بعض الروايات ومن 


عاد إلى مثلها فاقتلوه !! 


وهنا يأتي دور الشاعر المكزون فيناقش ويحاج من يقول بالاجماع 


والتضن . 


قلتم لنا: الاجماع والنص في 
كلنا فلم صيرهاء< قتةه 
. وقال من عاد إلى متثها 
ولايحل القتل إلازنى 


خلافة الشيخ أبي ببكر 
وليته في ظاهر الأمر 
من بعدها يقتل بالبتر 
المحصن والعود إلى الكفر 


)١(‏ وامتنع عن بيعته سعد بن وقاصء وعبد الله بن عمرء واسامة بن زيد» و محمد بن 


مسلمة 


أنه كشاعر شيعي 'معارض" يحتج على من يقول : أن خلافة أبي بكر 
تمت بالأجماع » وقد حسم هذا الخلاف عمر بن الخطاب في قوله : أن 
بيعة أبي بكر تمت " فلتة " 

أما احتجاج المكزون على " النص " فإن لمعسكري الإسلام أقوالا 
وأجتهادات حول هذاء لم تعد على المسلمين بما يفيدء بل كانت أداة هدم 
في بنيان وحدتهم» وتفريق كلمتهم» 
وللشاعر المكزون رأي في الأجماعء والقائلين به فهو يقول : 


قالوا الدليل على أن الرشاد لحم "إجماعهم" أن من ناولهم غاوري 
وان حزبهم الحزب القلي ب إءوفي 2 كهف التقية كل منهمآوي 
ولو تمكن من اظهار حجته با رووه أيانوا الطععن في الراوي 
فليعتير منصف برهاتهمء لبرى2 أي الفريقين في حكم الحوى هاري 


فهو يقول : أن القائلين بالأجماع مجمعون؛ ولكن على أن كل 
خارج عن أجماعهم هو من الغواة» وهكذا يكون الأجماع الذي يدعون 
إليه هو عين الفرقة وإذا كان دعاة الاجماع يعتبرون أنفسهم حزياً 
قليلء فكيف يكون الأجماع في القلة ؟؟ وما محل الكثرة ؟؟ 


الحلافة 


قيل: الخلافة في الأسلام منطلق الخلاف والأختلافء فمن الخلافة 
الأولى انطلقت " المعارضة ' الأولى» وحول الخلافة صيغت الأخبارء 
وتعددت الروايات» ووضعت الأحاديث» ونظمت الأشعار» وفي سبيلها 
تلك اروف راريقت الحماء:. 


قلما يخلو كتاب تساريخيء أو أخباريء أو تحديشيء؛ أو سيرة 
اسلامية من الأشارة إليهاء أو التبسط والأسترسال فيها . 


ولعل خبري الغدير» وصلاة أبي بكر بالمسلمين أثناء مرض 
الرسول يعتبران محور الروايات والأخبارء والأحاديث؛ عند جمهور 


المسلمين. 


الخبران أوردهما المعسكران حتى بلغا درجة التواترء وعلى 
أختلاف أحياناً بالتعبير» واتفاق في القصد . ش 


ليس الخلاف على وقوع الخبرين تاريخيا . ولكن الخلاف على 
التفسير. 


. حديث الغدير‎ - ١ 

أورد هذا الخبر معسكراً الأسلام - الشيعة والسنة - وعلى صيغ 
تخلتف أحياناً بالألفاظ كما أشرنا ولكن وقف البعض منه متحفظاً وحيئاً 
منكرا !! 


. صلاة أبي بكر في المسلمين‎ - ١ 

هذه الواقعة أوردتها كتب السير والأحاديث » وفي أختلاف في 
الصيغ أحياناً وأجماع على المعنى» ولكن وقف البعض الآخر منها 
متحفظاً وحيناً منكراً !! 


هذا " التحفظ " وهذا التبادل في الانكارء أنتهى بهما إلى هذه الحدة 
والشدة والتنابذ والتنافر والتشاد . 


وأننا - وبدافع من الأخلاص لأمتنا » وديننا وتاريخنا - نلتمس 
من الفرقين أن نطرح التساؤلات التالية : 


١‏ - لماذا لم يُثر الأنصار حديث الغديرء وخبر الصلاة» ويقفون 
عتدهما أو .عئد أهدهما #“باعتارهيا“ نضكا* من التسشوق +#عندما 
أجتمعوا في السقيفة لمبايعة سعد بن عبادة ؟ 

١‏ - هل يعتبر ذلك جهل أم تجاهل من الأنصار بموضوع الواقعتين؟ 
أم تجاوزوا أرادة الرسول ؟ أم أعتبروا أن الحادثتين تلزمان المهاجرين 
ولا تلزمانهم ؟؟ 


ا امنا ا م را الي ين آل الرسول منهم إلى 
بقية المهاجرين وقريش ؟؟ 

؛ - لماذا لم يحتج المهاجرون الثلاثة على الأنصار بصلاة أبي بكر 

في المسلمين كسند يدعم حجتهم ؟؟ : 

5 - لماذا أقتصر احتجاج الفرقين على جهادهم في سبيل محمد 
وقرباهم منه ؟ ولم يرد في هذا الموقف الحرج والحاسم أي ذكر لواقعة 
الغدير» وصلاة أبي بكر!! مع أن كل فريق يرى أنه يملك " نصاً " في 
الخلافة من الرسول الأعظم !! 

5 - وأخيراً: كيف نوفق بين ' نصّين ' أثنين عن رسول الله في 


ونقول: لقد تمت الخلافة الأولى بحدود ظروفها الزمانية, 
وطبيعتها المكانية» وفي حدود سياقها التاريخي !! أنها مقدمات سابقة» 
ترتبت عليها نتائج لاحقة !! 


موقف أبي بكر 


من دراسة التاريخ . وتعدذد مصادرهء وتوالي رواياته» يظهر لنا 
أن أبا بكر لم يكن راغباً بالخلافة. ولا طامعاً فيهاء والدلائل التاريخية 
على ذلك متوفرة ومنها : 


١‏ - في اجتماع السقيفة» وبعد تلك المشادّة الكلامية والمنافرة الحادة» 
رشّح أبو بكر لمنصب الخلافة المتنازع عليه أحد رفيقيه : عمر بن 
الخطاب: أو أبا عبيدة عامر بن الجراح؛ ودعا الأنصار إلى أنتخاب 
أحدهماء ولم يرشح نفسه؛ ولكن عمر بن الخطاب وفقاً لنظرة بعيدة 
وعميقة» وفهم نافذ لواقع الأحداث» ونفسية قريش بصورة خاصة » 
وتحقيقاً لمخطط وضعه خوفاً من الفتنة » لم يمهل أبا بكر بل صفق 
على يده مبايعاً !! 

؟ - خرج من بيت فاطمة الزهراء بعد محاجتها له في مسألة 
الميراث» فاجتمع عليه الناس فقال: يبيت كل واحد منكم معانقاً حليلته » 
مسروراً بأهله» وتركتموني وما أنا فيه لاحاجة لي في بيعتكم » ولست 
بخيركمء أقيلوني !! أقيلوني !! 

* - قال : والله لولا ماأخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي 
في عنق مسلم بيعة بعد ماسمعت ورأيت من فاطمة(١)‏ 





)١(‏ الإمامة والسياسة ص7١14-1١‏ الصواعق المحرقة ص٠‏ ”27 ذيل مجمع الزوائد جه 
ص ١87‏ 


7*١ 


؛ - خطب بعد توليه فقال: وأيم الله ما حرصت عليها ليلا ولا نهاراًء 
ولا سألتها الله قط في سر ولاعلانية» ولقد قلدت أمرا عظيماً مالي به 
طاقة» ولايد ثم بكى» وقال: أعلموا أيها الناس أني لم أجعل لهذا المكان 
لأني خيركم» ولوددت؛ لو أن بعضكم كفانيه» ولثن أخذ تموني بما كان 
الله يقيم به رسوله من الوحيء ما كان ذلك عنديء وما أنا إلا كأحدكم, 
فإذا رأيتموني قد أستقمت فاتبعوني» وإن زغت فقموموني » وأعلموا 
أن لي شيطاناً يعتريني أحياناً فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني )١(‏ 
أطيعوني ما أطلعت الله فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم . 


2 
)١(‏ الإمامة واللخلافة لإبن قتيبة 


موقف غمر 


يحتفظ التاريخ الأسلامي لعمر بن الخطاب في هذه المرحلة - 
وفي كل مراحل حياته - في الجاهلية؛ والأسلام؛ وفترة خلافته؛ 
بصورة تجمع العزم إلى الحزم الى الشدة أحياناً لقد كان رجل هذه 
المرحلة الحرجة؛ فدبر الأمورء ووجّه الأحداث» وسيطر عليهاء وطبقها 
وفق خطة مدروسة؛ وبصيرة نفاذة » وبسرعة ترككات التاريخ , 


مشدوهاً!! 


عمر يدرك ما تبطنه قريش الموتورة بأبنائهاء وخاصة بنوأميه 
وأنصارهم؛ ويدرك مابين الهاشميين والأمويين من عداء متوارثء لم 
تنقطع سلسلته منذ عهد هاشم وأميه قاقد يمل النذونء :و الفاز لم 
يمض عليه طويل الوقت !! كما يعلم ما تبطنه القبائل من الحسد لقريش 
والغيرة من سيادتها وسادتهاء وأنها - أي قريش - ومحمد منها قضت 
على آلهتها وعاداتهاء وحدّت من تجارتهاء وألزمتها الاسلام كرهأ: 
فهي تنتظر الفرصة المواتية لتتققض عليهاء وعلى هذا الاسلام الذي 


جاءت به !! 
لم يتأصل الأسلام كعقيدة وسلوك في قلوب الكثيرين من العرب» 


وحنين؛ ومقيل» ظل يختلج ويعتلج ولايستكين !! 


وكا 


وحده عمر الفاروق كان يدرك هذه الخفايا. وما تكن النفوس من 
النواياء ويعمل فكره؛ ويجهد عقله لمنع هذه الأحقاد من الأنطلاق من 
عقالها خيفة على الأسلام في مهده » ولايحتاج الباحث إلى دليل؛ فما 
كاد الأمر ينتهي إلى أبي بكر حتى أضطرب الحال وأنتفض العرب 
مرتدين إلى جهالتهم . 


ولقد عبر الحطيئة الشاعر الخبيث عما في نفوس القبائل العربية 
من التذمر والحقد على الأسلام حيث قال : 
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا فيا لعباد الله ما لأبي بكر ؟!! 
أيورثها بكرا أذا مات بتعده وتلك لعمر الله قاصمة الظهر!!؟ 


عمر يعلم لو أن الأمر تم للأنصار لحدثت الفتنة واقتتلوا مع 
بعضهمء ولو أتفقوا لقاتلهم العرب !! 


عمر الذي يدرك كل هذاء لم يمهل القوم - كل القوم - لأنه يعلم 
عواقب المهلة» وشر التواني في حسم الأمور . 


الهاشميون مشغولون بتجهيز دفن الرسول. بينما الأنصار يعون 


للأمر عدته» متجاهلين وجود المهاجرين بما فيهم آل الرسول !! أذن 
المسألة سباق مع الزمن» وكان عمر بطل هذا السباق !! 


07: 


أنظر إلى. عمر وقد زحم الناس سعد بن عبادة المريضء المرشح 
للخلافة فقال أحدهم : قتلتم سعداً فيقول عمر: أقتلوه قتله الله أنه 


صاحب فتنة !! 


لم يرهب عمر الأنصارء وجموع الخزرجء وهو المهاجر بينهم» 
ولاعون له ألارفيقيه. وحين رجع من السقيفة إلى المسجد هتف 
صارخاً بالناس: ما لكم فرق شتى قوموا بايعوا أبا بكر فقد باع 
الأنصارء فانسال الناس للمبايعة !! 


ولما تحرك الزبير في بيت علي صاح عمر أقتلوا هذا الكلب شم 
أخذ سيفه وضرب به الحائط . 


ولما تمت البيعة: وهدأت الأمور» لغط الناس فيما بينهم» بأن بيعة 
أبي بكر تمت بلا أجماع؛ وأدرك عمر ما وراء هذه الدعاية» وأنها 
تعنيه قبل غيره» فانبرى غير مترددء ولا متحفظ؛ ولاهيّاب ولاوجل 
قائلاً: بيعة أبي بكر كانت " فلتة " وقى الله المسلمين شرهاء ومن عاد 
إلى مثلها فاقتلوه !! 


وسبق أن ذكرنا : أن الشاعر المكزون موضوع كتابنا هذاء أورد 
فين شعرع هاه المتونةة لها لايق اترجفتي قاريغ اللكلاكنة ولا أخين 
حولها من المحاجة بين معسكري الأسلام - السلطة والمعارضة - 
يومئذ أو السنة والشيعة بعدئذ . 


“د 


بيعة علي لأبي بكر وأختللف الروايات 


أختلف الرواة وكتبة السّير»ومدونو التاريخ في بيعة علي لأبي 
بكر»وكيف تمت.ومتى؟ 1 


ونورد هنا أربع روايات حول هذا الموضوع:ولكل رواية سندها 
وأشخاصها وزمانها ومكانها 
-7١‏ حدث عبيد الله بن سعيد قال:أخبرني عمي» قال: أخبرني سيف 
عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت» قال: كان علي في 
بيته أذ أتي فقيل له: قد جلس أبو بكر للبيعة فخرج في قميص ما عليه 
أزارءولا رداء عجلاء كراهة أن يبطيء عنهاء حتى بايعه» ثم جلس 
إليه وبعث إلى ثوبه فأتاهء فتخلله» ولزم مجلسه(١)‏ 


7- حدث أبو صالح الضراوي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همامء» عن 
معمر عن الزهريء عن عروة؛ عن عائشة» أن فاطمة والعباس جاءآ 
يطلبان من أبي بكر أرث النبي من فدك(؟) وسهمه من خيبرء فقال أبو 
بكر: سمعت رسول الله يقول: نحن معشر الأنبياء لا نورث» ما تركنا 
فهو صدقة»؛ فغاضبت فاطمة أبا بكرء ثم زارها في بيتها محاولاً 
أسترضائها فبقيت على مغاضبته؛ وتوفيت بعد ستة أشهر من وفاة 
٠ 0-7‏ 





)١(‏ الطبري المحلد الثاني ص57 4 مؤسسة الأعلى بيروت 
(؟) الطبري املد الثاني ص48 4 موسسة الأعلى بيروت 


كبا 


بعد وفاة فاطمة أرسل علي إلى أبي بكر: أن أثتنا ولم يأت معك 
أحدءفانطلق أبو بكر فدخل على علي وقد جمع بني هاشم عندهءثم قام 
علي فحمد الله»وأثنى عليهءثم قال:أما بعد فأنه لم يمنعنا أن نبايعك يا أبا 
بكر أنكار لفضلكءولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك:ولكننا كنا نرى 
لنا في هذا الأمر حقاً فاستبدد تم به عليناءثم ذكر قرابته من رسول الله 
وحقهمءولم يزل علي يقول ذلك حتى بكى أبو بكر.ثم تشهد أبو بكر 
وحمد الله واثنى عليه ثم قال: والله لقرابة رسول الله أحب إلي أن 
اصل قرابتي» ثم أورد الحديث عن الرسولءثم قال علي(ع) موعدك 
العشية للبيعة»ثم صلى أبو بكر الظهرءواقبل على الناس شم عذر علي 
ببعض ما أعتذر»ثم قام علي فعظم من حق أبي بكرءوذكر فضله 
وسابقته» ثم بايعه )١(‏ 


إلى هذه الواقعة يشير المكزون السنجاري قائلاً بلسان المحاج: 


الببسن فنس نطق ديقب يم ان علياً عاق ه شهراً 
وسنة دغيا فاليا ةاسيتحيئ: همحييوذ فايس فيه محرا 


فهو يشير إلى قول علي لأبي بكر:كنا نرى إن لنا في هذا الأمر 
حقاً فاستبدد تم به عليناءويؤكد بلسان المحاج أن قول علي لا مرية ولا 





)1١(‏ الطبري المحلد الثاني ص48 4 مؤسسة الأعلى بيروت 


يف 


7- أخرج ابن سعدء و الحاكم؛ والبيهقي عن أبي سعيد الخدري:لمًا 
بايع الأنصار والمهاجرون أبابكر صعد المنبرء ونظر في وجوه الناس 
فلم ير الزبيرء فدعا به فجاءء فقال أبو بكر:قلت أسن عمة رسول الله 
وحواريه؛ أردت أن تشق عصا المسلمين؛ فقال: لاتثزيب ياخليفة 
رسول الله ثم قام فبايعه. 


ثم نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فدعا به فجاءء قال أبو بكر: 
قلت ابن عم رسول الله(ص) وختنه على أبنته» أردت أن تشق عصا 
المسلمين: فقال لاتثريب ياخليفة رسول الله ثم قام فبايعه. 


وأخرج موسى بن عقبة في مغازيه والحاكم وصححه عن عبد 
الرحمن بن عوف قال: خطب أبو بكر فقال: والله ماكنت حريصاً على 
الإمارة يوماً ولاليلة» ولاكنت راغباً فيهاء ولاسألتها الله في سر 
ولاعلانية» ولكني اشفقت من الفتنة..إلخ فقال علي والزبير ماغضبنا 
الا أننا أكخرنا في المقاورة: 


؛- والكرواية الرابعة لخصها شاعر النبيل حافظ أبراهيم في قصيدته 
"العمرية" وعرضها عرضاً مثيراً قال يصف فضائل الفاروق: 

وقولة لعلي قالها عمسر ككرم بسامعها أكرم بتاليهيا 
حرقت دارك لاأبقى عليك بها أن لم تبايع وبنت المصطفىفيها 
من كان غير أبي حفص بقوه بها أمام فارس عدنان وحاميها 


م؟ 


هذه الرواية أوردها المتشددون» وهي كما يظهر تنال من مقام 
صحابة الرسول؛ وذلك-إن صح-أجتراء ومخالفة على مقامه (ص). 
فالذين تربوا في مدرسته وتخلقوا بأخلاقه؛» وتمسكوا بدينه وتقيدوا 
بسنته» فهل يهددون بيت صهره وابنته الزهراء بالحرق والتخزيب. 


نحن أمام أربع روايات» ثلاث منها تنص على المسالمة والموادعة 
والحرص على وحدة المسلمين: وهذا يعتبر خلقاً وطبيعة في أصحاب 
رسول الله وخاصة في ربيبه وأخيه؛: وابن عمه»ء وزوج ابنته سيدة 


نساء العالمين!! 
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه: 
لماذا لانفضّل الروايات الشلاث التي تمثل روح الموادعه 


والمسالمة والإخاء؛ ونقف من الرواية الرابعة متحفظين؟؟ لأنها تككرس 
الخلاف واستمراريته؟؟ 


١*4 


المغارضة التبيلة 


بدأت المعارضة في الأسلام عقب وفاة الرسول مباشرة. 
أجتمع الأنصار- الأو س والخزرج- في السقيفة- سقيفة بني ساعدذه- 
يدبرون أمر الخلافة بينهم وبدون أن يشركوا المهاجرين فيه!! 


انتهى اجتماع السقيفة بتصدع جبهة الأنصارء وغلبة حجة 
المهاجرين الثلاثة عليهم» وتمت البيعة لأبي بكر كما ذكرنا ذلك في 
موضعه من هذا الكتاب. 


امتنع عن البيعة المباشرة سعد بن عبادة الخزرجي وبععض 
انصاره وامتنع من المبايعة بعض انصار بني هاشم كسلمان الفارسي 
والمقداد بن عمر بن ثعلبة بن الأسود الكندي وابو ذر جندب بن جنادة 
العفاري وعمار بن ياسر: 


ويحفظ لنا التاريخ صورة عن أحتجاج سلمان الفارسي الذي 
خاطب الناس بالفارسية قائلاً: نكريد ونكرد يد وعرب المؤرخون قوله 
هذا ب "أصبتم وأخطأتهم" أي أصبتم بأنتقاء الخليفة الشيخ: وأخطأ تم 
بتجاوزكم آل بيت نبيكم!! 


ويطيب لناء أو يحق لنا أن نتساءعل: 
-١‏ لماذا كلم سلمان جمهور المدينة بالفارسية؟ 


؟- هل كان هذا الجمهور يفهم اللغة الفارسية؟ | 

*- هل يظهر سلمان في قوله هذا معارضاً أم مؤيدا؟ 

4- لايقع في القضايا الإإواحد من أمرين: إما خطأء وإماا صواب 
ولاثالث لهما كما لم يجتمعا!! 

ه- إذا كان القوم أصابوا فأين الخطأ؟ 

؟- وإذا كان القوم أخطأوا فأين الصواب؟ 

- لانرى سلمان أعلى وأا وآضها!! 

4- هل خاف السلطة فتكلم بغير لغة القوم؟ 

9- هل بلغه موقف عمر بن الخطاب من سعد بن عبادة وقوله: أقتلوا 
سعداً!! فأثر السلامة؛ وقال قولاً يحتمل المعارضة:؛ كما يحتمل 
التأييد؟؟!! 


امتنع بنو هاشم عن البيعة المباشرة لسببين أثنيين: 
الأول أنهم لم يدعوا إلى الأجتماع ولم يستشاروا في الأمر. 
الثاني محتجين بأنهم يرون أنهم أحق بالأمر لقرباهم من الرسول وهي 
نفس الحجة التي أحتج بها المهاجرون الثلاشة في السقيفة» وانتصروا 
بها على الأنصار. 


ومع ذلك فهذه "الرؤية" لم تصل بالهاشميين- وعلى قيادتهم علي 
بن أبي طالب- إلى درجة منازعة الخليفة الجديد أمر الحكم؛ وما يتعلق 
به خوفاً على الإسلام الوليد» وحفاظاً على وحدة المسلمين في تلك 
المرحلة الدقيقة حيث بدرت- وقبل وفاة الرسول- بوادر الردة 
والخروج والتمرد من بعض القبائل اليمنية» وظهور المتنبئين الكذبة. 


ولقد أشار الخليفة الأول عقب توليه إلى خطورة المرحلة حيث 
قال: 'والله لو لآ خوفي من رخاوة هذه العروة مابتُ ليلة ولي في عنق 


وأذا كان علي- رأس الهاشميين- يعلن عن حقه بالخلافة وتمسكه 
بهذا الحق في كثير من المناسبات» فإن هذا الأعلان لم يمنعه من 
التعاون مع الخلفاء الثلاثة الذين تقدموه ولم يمتنع عن مبايعتهم إلا مدة 
الأشهر الستة الأولى من خلافة أبي بكر لغضب زوجه فاطمة منه. 


لمنعه ميراثهاء وضم فدك- نحلتها من أبيها- إلى بيت مال 
المسلمين» كما تروي لنا مصادر التاريخ. وكما يروي أيضاً لنا التاريخ 
أن الخلفاء الثلاثة لم يقصروا في الأعتماد على مشورة غلي ونصحه»: 
والأفادة من علمه وفقهه. 


ألم يحفظ لنا التاريخ قول الخليفة عمر بن الخطاب: اللهم لاتبقني 
لمعضلة ليس لها أبو الحسن؟؟ 


ألم يقل أبعد من ذلك: لولا علي لهلك عمر؟؟ ألم يعترف بعلمه 
بقوله: أقرؤنا أَبْي» وأقضانا علي. 


ألم يدخل علي بين عثمان والثائرين عليه؛ ويصلح بينهماء ويحرر 
عهدا عليهماء يلتزم كل منهما بما جاء فيه؛ وتنفض الفتنة على أشر 


ذلك؛ لولا أن ينقضها مروان بن الحكم؛ وزير عثمان كما يدعوه 


ىم 


التاريخ: وبدون علم الخليفة عثمان: وكان هذا “النقنشنة الشرارة الدئ 
انطلقت لتخرق دنيا الإسلام فيما بعد وحتىالآن!! 


ألم يكن مجلس الأستشارة في عهد أبي بكر وعمر مؤلفا من 
العباس بن عبد المطلبء وعبد الله بن عباسء» وعلي بن أبي ,طالب». 


والثلاثة هاشميون» ومن عثمان بن عفان» وعبد الرحمن بن عوف» 


ألم يستخلف عمر علياً على المدينة عندما سافر إلى الشام شهراً و 
كان يرجع إليه في القضاء ويعول عليه في الأفتاء؟؟ 


أما كان عمر بن الخطاب يوزع الأموال على ترتيب الأنساب 
أبتداء من قرابة رسول الله وما بعدهاء الأقرب فالأقرب» وكان يقول: 
ما أدركنا الفضل في الدنياء ولا رجونا الشواب في الآخرة إلا بمحمد 
فهوا أشرفناء وقومه أشرف العرب(١)‏ 


وكان يقول::وائلد لاجمل من قافل رول للدت وكائة يشنين إلى 
أبي سفيان وأنصاره- كمن قائل معه(؟) 


وعلى قاعدة الأقرب فالأقرب من رسول الله فقد حدّد أعطيات 


(1) البلاذري فتوح البلدان ص ١017‏ 
(؟) الطبري ج 4 ص١١‏ 


هؤلاء الأقارب» فأعطى عائشة زوج الرسول ١‏ ألف درهم في 
السنة» وأعطى لكل واحدة من أزواج النبي ٠١‏ الأف درهم في السنة» 
ولكل من الحسن والحسين © آلاف درهم في السنة ولمن شهدا بدراً ؛ 
آلاف .درهم في السنة» ولمن هاجر قبل فتح مكة ” آلاف درهم» ولمن 
أسلم بعد الفتح ٠٠٠١‏ درهم )١(‏ 


ثم ألم يقل علي: ولكنه الخوف على رسالة محمدء ودين محمدء 
الخوف على الأسلام من المسلمين الذين يؤثرون الدنيا على الدين؟؟ 
ألم يقل لأبي بكر عندما بايعه: لم يمنعنا من مبايعتك يا أبابكر أنكار 
لفضلكء ولانفاسة عليك بحق ساقة الله إليك ولكنا كنا نرى لنا في هذا 
الأمر حقا فاستبددتم به علينا؟؟ 


ألم يقف علي في وجه أبي سفيان عندما رفع شعار وحدة بيت عبد 
مناف قائلاً: مالأبي فصيل- ويقصد أبا بكر- وهذا الأمرء أن هذا 
الأمر في بيت عبد مناف؟؟ 


ألم يدعو أبو سفيان. مجاهراً وينادي محرضاً: أين المستضعفان 
الأذلان علي والعباس؟؟ وقال لعلي: أني أرى عجاجة لايطفئها إلا دم» 
وإن شئت- يخاطب عليا- لأملأنها عليه- أي على أبي. بكر- خيلاً 
ووخالا!؟ انط وكيا آنا الحسن أبا يعك. 





)00 الخراج لابي يوسف ص . ه-ه0ه 


هل استجاب علي لدعوة أبي سفيان بالثورة على أبي بكر؟ هل 
وافق على الدعوة للتوحيد- توحيد بيت عبد مناف» أموييهم؛ء وهاشمييهم 
ضد بيعة أبي بكر؟؟ هل أعار دعوته لمبايعته أهتماما؟؟ 


ألم يزجره ويرفض. كل عروضه قائلاً له: ماأردت إلا الفتنة!! لا 
حاجة لنا بنصحك!! 


أما الروايات التي تقول: أن علياً عقب مبايعة الأنصار لأبي بكر 
أركب زوجه فاطمة الزهراء على دابة ومر بها على بيوت الأنصارء 
يذكرهم بحقه في الخلافة؛ ويستثيرهم لرد هذا الأمرء فهي رواية 
موضوعة يقصد بها النيل من الإمام» وأظهاره بمظهر الحرييص 
المتهالك على الخلافة» وشهوة الحكم» وإنه لم يتورع في هذا السبيل 
عن أتخاذه زوجه بنت الرسول وسيلة لهذه الغاية» وتحريض الأنصار 
على التنكر لبيعة سلفت في أعناقهم. 


والأمام- كما قدمنا- عارض نبيلء وشكى مظلومأء ولم يلجأ إلى 
أية وسيلة أخرى ورحم الله المعري الذي أشار إلى زهده وورعه 
وترفعه عن متع الدنيا وزخرفها: ش 
يا ابا السبطين لا تحفل بها اعتيق فاز فيهاءأم عمر 


وحتى يوم يصبح علي خليفة بعد ربع قرن من هذه الأحداث يكون 
هو الخليفة الحق في الزمن الباطل» ولاتعرف فترة خلافته الراحة 


هم 


ولاالهدوء؛ بل انقضت في صراع مع "الروح القرشية" التي تسير بخط 
معاكس لسياسته؛ سياسة الأسلام كما شرعها الكتاب. 

أنها معارضة:؛ وتمسك بالحقء ولكنها معارضة نبيلة لم يشتم فيها 
عرض ولم يلطم فيها وجه؛ ولم يُسلَ فيها سيف. 


أنها معارضة أشبه بالمعاتبة لاالمجانبة» ولاالمواثبة» معارضة 
أقرب إلى الإدلال بالحق أدلالاً لايسل بصاحبه إلى الأعتزال 
والمقاطعة. 


ولقد أورد كثيرون من المؤرخين الحياديين النزهاء أن علياً (ع) 
كان على علم مسبق بأحداث تلك المرحلة بما أطلعه الرسول(ص) 
عليه» ووقف عند الأمر الذي أوصاه به» ولم يتجاوزه. 


وقريش- كما سبق وقلنا- قريش التي لم يمض عليها في الأسلام 
الا أقل من شلاث سنوات أي الفترة مابين فتح مكة ووفاة الرسول؛ 
قريش التي دخلت الأسلام كرهاء لم تنس مانالته من بني هاشم سدنة 
الدين الجديدء قريش المتربصة بالاسلام وأهله شراء وأتتها الفرصة- 
فرصة وفاة الرسول- فانقضت على بني هاشم بدعوى: عدم جمع 
النبوة والخلافة. وهي- كما يقال- كلمة يرادبها باطل. 


ولقد أشار علي كثيراً إلى حقد قريش عليه؛ وكيدهم له؛ ومن 
أقواله : 


كم 


اللهم اني أستعديك على قريش ومن أعانهم؛ فأنهم قطعوا رحميء» 
وأكفأوا إنائي» وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري؛ 
وقالوا: إلا أن في الحق أن تأخذهء وفي الحق أن تمنعه» فأصبر 
مغموماًء أومت متأسفاً !! 


ثم يذكر تكتل قريش كلها ضده فيقول: فنظرت فإذا ليس هناك 
ذاب» ولارافدء ولامساعدء إلاأهل بيتي فضننتُ بهم على المنية: 
فأغضيت على القذى» وجرعت ريقي على الشجي وصبرت من كظم 
الغيظ على أمر من العلقم» وآلم للقلب من حر الشفار. 


وهكذا وكما يدل عليه قول علي ظهر بنو هاشم بدون أعوان 
ولاأنصارء والقاعدة الشعبية - كما يقال في المصطلح الحديث- هي 
التي تتكلم في مثل هذه المواقف. 


القاعدة الشعبية هي التي تضر وتنفع» وتعز وتمنع» وتجادل وتدفع 


ولم تكن هذه انود هاشم!! 


بهذه الروحء بهذه الرؤية يجب أن ننظر إلى الحكم والمعارضة في 
الأسلام في تلك الفترة» لابما تركه لنا التاريخ من الراويات المتناقضة» 
والأخبار المتضاربة» والمواقف المتأزمة» التي لا تليق بمن تربّوا في 
مدرسة محمدء وتأصل الاسلام في أرواحهم» وتجمتد في أعمالهم. 


الم 


وأقرب تفسيرء وأصدق تعليل لهذه الرؤايات القول: إنها ضعت 
في وقت لاحقء, وأخذت سبيلها إلى التاريخ من قبل مؤرخين أملتها 
عليهم السلطة الحاكمة» أو التزلف إليهاء أو الروح الشعوبية التي 
انتشرت في أواخر القرن الأول» أو المذهبية السياسية الضيقة المثيرة 
المستثاره . 


رجإل لهم السابقة في الاسلام» ولهم الصحبة الطويلة لباني 
الأسلام» ولهم تضحياتهم المختلفة في سبيل الأسلام: فبعضهم هاجر 
مرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة» وبعضهم بذل مايملكه من مال 
ومتاع؛ وبعضهم بذل نفسه» وآخر قام عماد الأسلام بسيفة. 


إذا أخذنا بتلك الروايات؛ وأنزلناها منزلة "المسلمات" فإننا سنهبط 
بهولاء الأشخاص إلى مستوى يحاسبنا عليه الضمير. 


ومع كل هذا- أرضاء للتحليل الدقيق ومن خلال العقل المعاصر- 
يمكن القول: أنهم ‏ بشر يخطئون ويصيبونء ولكنهم أقل من غيرهم 
أخطاء لما ذكرنا من نشأتهم؛ وتربيتهم في مدرسة سيد الأولين 
والأخرين محمد بن عبد الله (ص) وإنّ هذه الأخطاء- أن وجدت- فإن 
وراءها حسن النية» وسلامة الطوية؛» وليست مقصودة لذاتها» ولايجوز 
لنا أن نبني عليها ماتدل عليه ظواهرها!! 


ونرجع إلى القول: أن هذه الروايات التاريخية المتضاربة في 
مبناها ومعناهاء وهذا التراكم الكمّي والنوعيء وهذا الشتيت المتنافز 


8م 


من الأخبارء قد ألحق بالفترة الراشدة بعد أن أصبح الحكم في الأسلام 
وكتاترياء مستبداً وا وأصبحت "المعارضة"- نتيجة لذلك- 


عنصراً ثورياء يرمي إلى أنصاف نفسه؛ أو تقويض الحكم. 


انطلق الحاكم المستبة» والمعارض المتربص وتحللا من كثير من 
القيود التينية» والألتزامات الشرعية» التي خانانيا لاض واهاذا 
لنفسيهما تخطّي كل التزام خلقي» فوضعت تلك الروايات» واستفاضت 
تلك الأحاديث» وانتشرت تلك الأخبار التي تنتصر للحاكم؛ وتحط من 
قدر "المعارض" وكلها متشحة ببرود الدين» ليكون لها سيرورتهاء 
وقوتهاء وأثرها في النفوس ومن لايعمل بهاء أعتبر - قي رأي 
صانعيها ومروجيها والمنقفعين بها- خارجاً عن الدين وأجماع الأمة» 
مفسداً في الأرض ويجب أخذه بالجرم الأكبر!! 


44 


ملوك لأخلفا» 


قال المكزون : | 
جعلوا ملوكهم الططنفا تم ةالرا شدي نا 
شم ادعوا أن السلامة 29 في اختلاف السلميتنا 


ضمير الجمع في لفظة 'جَعَلُوا" يقصد به بعض العلماء والفقهاء 
والمؤرخين الذين باركواء وبرروا تحول الخلافة من الشورى إلى 
الملك العضودء وأقروها وراثية» تفرض بالسيفء وتعزز بالفتوى» 
وتمكن بالأخبار» وتدعم بالأحاديث» فكان للمسلمين نتيجة لذلك- أئمة 
وأمراء مؤمنين» مثل يزيد»ويزيد والوليد. وكان لهؤلاء الأئمة قادة 
وحماة مثل عقبة بن مسلم» وابن سعد والحجاج بن يوسف. 


وعرف التاريخ القواعد القفهية التالية "الخلفاء لاحساب عليهم 
ولاعقاب" "من استخلف ثلاثة أيام لاتمسه النار" "من خرج وعلى الأمة 


أمام فملعون فاقتلوه' وبعض هذه القواعد تعزز بأربعين شاهداً!! 


من هو الخليفة؟؟ 


الخليفة الشترعي الذي تجب أطاعته هو من خلف رسول الله على 
الأمة» وأجرى فيها وعليها حكم الكتاب والسنة. 1 


هذا التعريف ينطبق قولاً و فجلاً على الخلفاء الأربعة الراشدين 
الهادين المهديين» وعلى الراشد الخامس عمر بن عبد العزيزء الذي 
قبا يتفينة وستو ل الله وضونة خلفاتة ذنيا وقحلا هذا وغدالة: الأمز 
الذي أغضب أقاربه الأمويين وأحنقهم عليه لأنه حدّ من مكانهم في 
المنصب والجاه والمال والسلطة»ء ولذا قيل: أنه مات ميتة غير طبيعية 
على أشهر الروايات!! 


مات الرجل الصالح الزاهد العادل شهيد مطامع أقاربه: كما 
استشهد ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان بفعل تلك الأطساع من ذوي 
قرباه!! 


أن من يشرب الخمرء ويغدو ويضحيء ويمسي ويصبح نديما 
للمجان» وسميراً للمغنيّّن» وجليساً أنيساً للمغنيات؛ ويضرب بالعود 
والجنك» والبربط؛ والطنبور» ويضجّ قصره بالمئات بل بالألوف: من 
الجواري والسراريء والغلمان والخصيان )١(‏ لايكون خليفة لرسول 


)١1(‏ يروي التاريخ أنه كان للمعتصم أربعة آلاف حارية» ويقال أنه وطأهن جميعاً 
ويحتاج الى احدى عشرة سنة ليقوم بهذا العمل المبارك بإعتبار ليلة واحدة لكل جارية 


رب العالمين؛ ولا أماماً للراشدين من المسلمين» بل هو ملك؛ عات 
طاغء؛ تطغى عليه النزوات» وتأسره الشهوات» وتصرفه دنياه وميوله 
عما في روح الأسلام من زهد وقناعة» وعفة وتفئ. 


؟1 


آراء الأثمة في شريعة حكم الأمويين والهباسين 


أختلف الأئمة الأربعة في شرعية حكم الأمويين والعباسيين» 


-١‏ الإمام أبو حنيفة لايرى حكم بني أمية شرعياًء ولم يتحرّج عن 
مناصرة زيد بن علي لما خرج على الأمويين »كما يرى نفس الرأي 
في حكم بني العباس: و يحض الناس على مناصرة ابراهيم الإمام» 
واخيه محمد المعروف بالنفس الزكية» ويرى أن نضامهما ملكياً 
كسروياً بعيداً عن شورى الاسلام » ولكنه مع هذا كله يرئ أن الخلفاء 
الراشدين ثلاثة وأن عليًاً واحد من الصحابة )١(‏ واهذد تزع أموية 11 


ب الإماء عالق يق أنعن اليم يؤيد/حكم الأنووين :ولا للعياسييق تخابي 


حنيقة. 


و 4 


*- الأمام الشافعي يرى أن الخلافة في قريشء ويرى أن كل. قرشي 
غلب على الخلافة فهو خليفة: وهذا رأي عبد الله بن عمرء ولكن بعد 
موقعة الحرة؛ واستباحة المدينة» حرم رسول الله لجيش عقبة بن مسلم» 
قائر جيش يزيد بن معاوية» حيث قال: نحن مع من غلبء واعتبرت 
فاعدةة كلت محل الور رالأجماع: 


5- الأمام أحمد بن حنبل يرى الإمامة في قريش» ويرى إمامه ولد 





)١(‏ الإسلام بلا مذاهب للدكتور مصطفى الشكعة 


57 


العباس؛ وإمامة الراشدين» ويقف متحفظاً من عليء ويقول: وقف 
جماعة عند عثمان» وهذه نزعة أموية أيضاً )١(‏ 


ولابن النقيب قصيدة تصور جانباً من حياة الملوك الأمويين 
اللاهية» وقد نشر ديوانه؛ وقدم له وحققه شاعر الشام خليل بك مردم 
3( وعبد الله الجبوري. 


ولأبي فراس قصيدة مشابهة في ملوك بني العباسء والفارق بيتن 
القصيدتين أن ابن النقيب: (؟) يتناول الملوك الأمويين وفق التسلسل 
التاريخي؛ بينما أبو فراس يتناول العباسيين وأعمالهم بصورة عامة. 


'وقصيدة عبد الرحمن بن النقيب هذه كما يصفها علامة الشام 
وشاعرها خليل مردم بك؛ رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق: فريدة 
في بابهاء ليس لها نظيرء تصف "الملوك" الأمويين والعباسيين منذ يزيد 
بن معاوية» حتى زمن الراضي العباسي. 


تضف مجالس الأنس والطربء والخلاعة والقصفء وكل ما كانت 





)١(‏ إسلام بلا مذاهب للدكتور مصطفى الشكعة 

(؟) ديوان ابن النقيب تحقيق عبدالله الحبوري تقديم خليل مردم بك مطبوعات المجمع 
العلمي العربي يدمشق 

(") هو عبد الرحمن بن محمد بن كمال اندين محمد الحسيئئ الدمشقي الملقب يابن حمزه 
وابن النقيب 1١81١-1١١5/8‏ ها 


تضج» وتعج» وتمور به تلك القصور من القيان والغلمان» والندماء 
والخلعاء» والمغنين من قارع طبل» ونافخ زمرء وعازف وشرء وناقر 
دف وصاحب صوت وصانع لحن. 


الخلفاء خلافاً للتاريخ!! 


هل يكون خليفة لرسول الله من يشرب بنت ألحان وينادم الخلعاء 
والمجان والجواري والغلمان؟؟ 


لقد كانت حياة هؤلاء الملوك الخاصة في منأى عن زهد الأسلام» 
ومساواته» ونهيه عن المنكرء وقصيدة ابن النقيب وثيقة دامغة» وحجة 


قاطعة» وصورة ناطقة بتلك الحياة اللآهية 


كلما جدد الشجي اذتكقارة 
ليت شعريء أين استقل عن اللهو 
بعد مارواحتهم صفوة العيش 
وجروا في مطارد الأنس طلقاً 
بين كأس وروضة:؛ وغدير 
أين حلوا فمعشب؛ ومقيل 
من مليك زفت بحضرته الكا 
ووزير قد بات يسترق اللذات 
وأمير ممنطق بناداما 
كم فتى من بني أمية أمىي 


أزعج الشوق قلبه واستطارة 
بنوههء وكيف أخلوا مزاره؟؟ 
ونالوا طوع الهوى أوطاره 
واجتلوا من زمانهسم أبكره 
وسماع.؛ ولذة وغضاره! 
أو أنا خوا فوردة؛ وبهرة 
س» قيان يَعْرْفنَ خلف الستاره 
وهناء والليكُ مرخ إزارة 
ه. وكأس الطلا لديهم مدداره 
وخيول الهوى به مستطارة؟؟ 


كيزيد )١(‏ وشأنه في أبي قيس 
ونداماه كابن جعدة والأخشغفل 
وقضى ليله مع ابن زياد 
وكمروان وابنه حين وللتى 
نادمته أبناء 'بالي" الآ 

وكمثل "الوليد" ذي القصف إذ كا 

ولديه الغريض وابن ريج 
من غناء الذ من نشوة الكا 
وسلمتناء قن الخو كنا 
ويزيد ابن خالد.ء وأبو زيد 
بحديث يستعجل الراح بابرا 

إذ بمغنى سنان كان يغلي 
وابن عبد العزيز إذ راوح الكقا 

و '"يزيد"المعمود إذ خامرته 

وسبت لبه حبابة:؛ وأستهو 
واأستمالت به سُلامةٌ أكددتتتئن 
ولكم ألف الغغفاء لديه 


وماقد عراهفي عمارة )١(‏ 
إذ عاقراه صفواً عقاره 
وقتيب بن مسلم.ء ونهاره 
بلذاذات عيشه سسبساره 
ئي قضى في ربوعهم اسحمساره 
ن يغب اصطباحه وابتكاره 
اظهرا كل صنعة مختاره 
س» واشهى من صبوة مستثاره 
ن لنحو "الذلفاء" ييدي افتراره 
نديسمسان يشفي ان أواره 
ح2 ويحدث أنجماآاً سيره 
ويجلّي بش دوه أكدره 
سء ووالاه في زمان الأماره(؟) 
نشوة الراح ليله ونه اره 
ته» حتى أباح فيها اشتهاره 
أقلق الوجد فكره. وأثاره 
كنا شتا معلا أوقتسانه 


ضرب عوادة» على زماره 





(1) يزيد بن معاوية بن ابي سفيان كان له قرد ينادمه يسمى أبو قيس» ورا ولب 
فقعد على عاتقه ورعا عب معه ف الكأس» ولما مات القرد كفنه ودفنه» وأمر الناس 
فصلوا عليه؛وعزوه فيه(ديوان ابن النقيب تعليق شاعر الشام خخليل مردم بك اخقصار). 
(؟) عمر بن العزيز أيام كان أميراء أما بعد أن أصبح خليفة فقد كان أقرب الناس 
سلوكاً الى الخلفاء الراشدين ولذلك قال عنه بعض المورحين انه الخليفة الخامس» وهو 


515 


وهشام إذا استبد أختياراً 
من شراب ظلت أفاويه المطر 
والوليد المليك إذ واصل الكا 
واغتدى في تهتّك ومجون 
ونناه كر مرضي الوجحجية 
إذ يغنيه مالك بن أبي الستمح 
ولكم خقف ابن عائشة الل حن 
وابن ميادة ابن أبرد والقاسم 

بقدام ألذ من زورة المسيبة» 
وبُنيح أتى بأمر عُجاب 
ويزيد المليك إذ كان يهعوى 
وتغني الركبان إذ كان منضاه 
وكمروان ذي الفتوة إذزكان 
فيرى اللهو والسماع مناه 


بالرساطون واستلذ أختياره 
بهذات نفحهحة سيم الره 
سات واللهو جهده واقتداره 
كان يجني قطوفه وثماره 
ظل يذكي لهييه واستعارة 
وعمرو الوادي فينفي وقاره 
لهء فاستخفه واستطاره 
كانا يحثحشان عقاره 
وأبهى من روضة في قراره 

إِذ تولتي على القرود الإمارة 
صوت حدو الحداة في كل تأرة 
البوادي حتى أعترته الحضارة 

يولي في غبطة اسفاره 
ويرى الحرب قطبه ومداره 


قلنا سنقتصر من قصيدة ابن النقيب على ماجاء من لهو وعبث 
ومجون الملوك الأموبين؛ وندع وصف حياة الملوك العباسيين للشاعر 


أبي فران الحارث الحمداني. 


أبو فراس في قصيدته يتناول سياسة العباسيين تجاه أبناء عمهم 
العلويين وعسفهم وظلمهم وامعانهم في الجورء والملاحقة قتلاً وتشريداً 
وأضطهادا ويختتمها بعرض عبثهم وأستهتارهم. 


1 


ألدين مخترمء والحق مهتضم 
والناس عندك لاناس فيحفظهم 
إني أبيت قليل النومء أرقي 
وعزمة لاينام الليل صاحبّهما 
يُصان مهري لأمر لاأبوح به 
وكل مائرة الضبعين؛ مَسرحها 
وفتية قلبههم قلسب إذا ركبوا 
ياللرجال!! أما لله منتحصف 
بنو علي رعايا في ديارهم 
محلأون» فأصفى شربهم وشل 
فالأرض» إلاعلى مُلاكها سَعّة 
وماالسعيد بها إلا الذي ظلموا 
للمتقين من الدنيا عواقبهيا 
لايطغين بني العباس ملكهكم 
أتفخرون عليهم لا أب اكلم 
وماكوازن ووس رركم قرف 
ولالكم مثلهم في المجد متتصل 
ولا لعرقكم من عرقهم شبه 
قام النبي بها يوم الغدير لهم 
والله ما جهل الأقوام موضعها 
ثم ادّعاها بنو العباس إرثهم 
لايذكرون إذا ما معشر ذكروا 
ولارآهم أبو بكر وصاحئبه 
فهل هم مدعوها غير واجبة 
إما علي فقد أدنى قرابتككم 


وفيء آل رسول الله مقتسم 
سم الرعاة» ولاشاء؛ ولانتعصيم 
قلب؛ تصارع فيه الهم والهيممٌ 
إلاعلى ظفرء في طيّه كرمً! 
والدرع والرمح والصمصامة الخدم 
رمث الجزيرة والخذرافء والعنّمٌ 
يومأء ورأيهام رأي” إذا عزموا 
من الطفاة؟؟ أما للدين منتقم؟؟ 
والأمر تملكه النسوان والخدمٌ! 
عند الورودء وأوفي ودهم لمم 
والمال؛ إلاعلى أربابه؛ ييممٌ 
وماالغني بها إلا الذي حرموا 
وإن تعجل منها الظالم الأئيم 
بنو علي" مواليهم؛ وأن زعموا 
حتى كأن رسول الله جد كم 
ولاتساوت بكم في موطن قدمٌ 
ولالجدكم مسعاة جدهشئم 
ولا نفيلتكم من أمهمأمم 
و الله يشهد والأملاك والأمم 
لكنهم ستروا وجه الذي علموا 
ومالهم قذم فيهاء ولااقيدَمٌ 
ولا يحكم في أمر لهم حكمٌ ! 
أهلاً لما طلبو منها » وما زعموا 
أم هل أنمتّها في أخذها ظلموا؟ 
عند الولاية إن لم تكفر النعم 


هل جاحد يابني العباس نعمته 
بئس الجزاء جزيتم في أبي حمسن 
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم 
هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب 
هلا كففتم عن "الديباج" ألسنكم 
مانزهت لرسول الله مهجته 
ما نال منهم بنوحرب وان عظّمت 
كم غدرةٍ لكم في الدين واضحة 


اأنتتم آله فيماترون؟ وفي 
هيهات: لا قربّت قربي ولاارحم 
كانت مودة سلمان له رمآ 
ياجاهداً في مساويهم يكتمها 
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا 
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت 
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته 
ياعصبة شقيت من يعد ماسعدت 
لبئس مالقيت منهم وان بليت 
لاعن ابي مسلم في نصحة صفحوا 
ولا الأمان لأزد الموصل اعتمدوا 
أبلغ لديك بني العباس مألكة 
أي المفاخر أمست في منابركم 
وهل يزيدكم من مفخر علام 
خلوا الفغار لعلأمين ان ستلوا 


لا يغضبون لغير الله ان غضبوا 


أبوكم؟ ام عبيد الله؟ ام قٌقم؟؟ 
أبوهم العلَمٌ الهادي وأمهم 
ولا يمين» ولاقربى» ولا اإمم 
للصافحين ببدرعن أسيركم؟ 
وعن فاه سول الله اش ك؟ 
عن السياط فهلا نزّه الحرم؟ 
تلك الجرائرء الادون نيلكمٌ 
وكمردم لرزشؤل الله سك ساحية 


أظفاركم من بنيه الطاهرين دم؟ 
يوماء إذا أقصت الأخلاق والشيم! 
ولم يكن بين نوح وابنه رحيم 

غدر الرشيد بيحي كيف ينكتم؟ / 
مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم 
عن ابن فاطمة الأقوال والتهم! 
وأبصروابعض يوم رشدهم وعموا 
ومعشراً هلكوا من بعد ما سلموا 
بجانب الطف تلك الأعظم الرمسم 
ولا الهبيري نجى الحلف والقدّم 
فيه الوفاء ولا عن عمهم حلموا 

لاذغرا ملكي ككينا لتخم 
وغيركم آمر فيهن محتكم! 
وفي الخلاف عليكم يخفق العلتم 
يوم السؤال وعمالين ان علموا 
ولايضيعون حكم الله إن حكموا 


:بدو التلاوة من أبياتهم أبداً وفي بيوتكم الأوتار والنغفم 
منكم "غليّة ' أم منهم ؟ وكان لهم شيخ المغنين "ابراهيم' ام لكم؟ 
ما في ديارهم للخمر معتص ل ولابيوتهم للسوء معتصم!! 
ولااتبيت لهم خنثى تنادمهم ولايرى لهم" قرد "له حشم 
ألركن والبيت والأستار منزلهم وزمزم والصفاء والحجر والحرم 
صلى الأله عليهم كلما ذكروا فانهم للورى كهف ومعتصم! 


الأخطاى القاتلة 


حكم الأمويون مروانيهم وسفيانيهم 1١‏ عاماً بعد الخلافة الراشدة 
وارتكبت الأخطاء العديدة على النطاق الداخلي وأهمها : 


» التشدّد والمغالاة والأفراط في ملاحقة معارضيهم من بني هاشم‎ -١ 
واسرافهم في القتل والتنكيل بهم وبأنصارهم » ويكفيهم فاجعة‎ 
كربلاء!!‎ 


7- غالوا في القومية العربية فأحنقوا العناصر الأخرى فظهرت 
الشعوبية . 


"حر غم مغالاتهم في القومية العربية فقد عمدوا إلى ضرب القبائل 
العربية ببعضها » ويمثل المثلث الأموي جرير » الفرزدق ؛ الأخطل » 
بمهاجاتهم هذه الظاهرة 


غ- استخدموا العلماء والفقها ء والشعراء والمؤرخين ليضعوا 
الأحاديث ؛ والروايات » في شرعية حكمهم وتثبيت دولتهم » ومنها 
القول بالجبر والقضاء والقدر !! 


ولعل فيما رواه المدائني وابوالفرج الأصبهاني عن معاوية بن 
أبي سفيان ما يمثل الروح الأموية أصدق تمثيل . 

عندما دخل معاوية الكوفة بعد صلحه مع الحسن بن علي قال 
مخاطباً أهل الكوفة : اني والله ماقاتلتكم لتصلوا » ولا لتصوموا » ولا 


لتحجوا . ولا لتزكواء وانكم لتفعلون ذلك » ولكني قاتلتكم لأتأمّر عليكم, 
وقد أعطاني الله ذلك وانتم كارهون !! 


كما يمثل روح العداء التاريخي المستحكم بين.الأمويين 
والهاشميين ما رواه سبط ابن الجوزي عن الشعبي » عن يزيد بن 
معاوية وماقاله بعد موقعه الحرة » واستباحة المدينة » وأخذ البيعة له 
بعد عرض أبناء الصحابة على السيف !! 
ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل 
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولااوحي نزل 
قد قتلنا القرم من ساداهيم وأقمناميل بدر فأعتدل 


ولقد أشار أحد الشعراء إلى هذا العداء المتوارث المستمر في 
البنين عن الآباء وإلى الأحفاد : 
عبد شمس قد أضرمت لبني ها ١‏ شمناراً يشيب منها الوليه* 
فابن حرب للمصطفى وابن هند لعلي وللحسين يزيد 


وحكم العباسيون 518 عاماً قبل سقوط بغداد بأيدي المغول 
والتتارء وارتكبوا أخطاء كثيرة على الصعيد الداخلي ومنها : 
١-أنزلوا‏ بأخصامهم الأمويين أضعاف أضعاف ما أنزله الأمويون 
بالهاشميين ؛ فقد لاحقوهم في كل بلد » وكل دسكرة » وكل فج ومخرم» 
وبلغ بهم الأمر أن نبشوا القبور » وجلدوا. الرفاة » وأحرقوهاء وذروا 
رمادها !! | 
”- طاردوا أبناء عمهم العلويين شركاءهم في قلب الدولة الأموية » 
وفعلوابهم الأفاعيل . 


وقال دعبل الخزاعي في تلك الأفاعيل -أفاعيل بني العباس - 
أرى أمية معذورين إن قتلوا وماأرى لبني العباس من عذر 
قتلء ونفي؛ وتحريق» ومنهبة 2 فعل الغزاة بأرض الروم والخزر 


سقطو العناضر العربية من مَندانة الذولة :وأحلوا متكلهم_الفرس: 
ثم الأتراك » ثم الديلم » فانقسمت الدولة العربية الأسلامية إلى ممالك 


متعددة !! 


ب سيكيوا النين :آي :وضعودافي خدمة شياسستهم ربوا طوعنا 
أوكرها العلماء والفقهاء والمؤرخين والشعراء ٠‏ وأغدقوا عليهم نعمهم 
وعطاءاتهم » فوضعوا لهم الأحاديث والروايات والأخبار لتبرير 
سلوكهم » وتمكين حكمهم » ودوام سلطتهم !! 


ومن الأحاديث الموضوعة : إذا انتقلت الخلافة إلى ولد العباس 
فستظل في أيديهم حتى يسلموها إلى المهدي » أو إلى عيسى بن مريم. 


ولكن بعد هذا كله -على صحته وواقعيته - بعد تلك الأخطاء التي 
قلنا أنها " قاتله "على الصعيد الداخلي » نرى من الإنصاف » وتقرير 
الحقائق ٠‏ أن هؤلاء الملوك - على علاتهم - وإن أترفوا وأسرفوا في 
حياتهم الخاصة وأخطأواء وما أنصفوا » على الصعيد الداخلي ٠»‏ فإنهم 
على المستوى الخارجي كانوا بُّناة دولة » وقادة جيوشء وساسة 
شعوبء امتلأت أيامهم بالجهاد في سبيل الإسلام؛ والدفاع عن حوزته 
وكيانه» فسيّروا الجيوش دفاعاً وردعاً وفتحاء فاتسعت رقعة الدولة» 
وانتشر الدين» واللغة العربية» حتى بلغت الدولة حدود السند والهند 


شرقا:وجبال' الإزريكة غرياء وأسوان (القسطتطيتية شهالاء ونان المتدت 
جنوباء ونعمت تلك الشعوب بعدالة الإسلام ومساواته. 


ورافق كل هذا نهضة ثقافيتفكرية؛ شملت كل ضروب المعرفة 
ليس هنأ محل دراستها وعرضها . 


وعودة إلى البيت الثاني من ثنائية المكزون التي صدّرنا بها هذا 
البحث. 


ثم أدّعوا أن السّلامة في " إختلاف " المسلمينا 


<7 


الضمير في لفظة 'أدّعوا " يعود للفقهاء والمجتهدين الذين جمعوا 
في أقوالهم بين الصحيح ونقيضه :وساوؤا في أفعالهم بين رفع الأمر 
وخفيضه أرضاء للساسة » وتمكيناً للسياسة هذه الأقوال والإجتهادات 
المتناقظة بلبلت الأفكار» وأضاعت الحقيقة وتداركاً لذلك وضعوا قاعدة 
" أختلاف الأئمة رحمة با الأمة" أو قول الرسول أختلاف أمتي رحمة 
)1( والمكزون لايقر هذه القاعدة » ولايؤمن بصحة هذا الحديث» 
ولايرى في الخلاف أية رحمة» ولايقود الأختلاف أية سلامة!! 


ما أشبه الليلة بالبارحة 


بعد تراخي الزمن » ومرور قرون وقرون » نرى المشابهه » 
والمطابقة» الموافقة بين ما جرى في العصور الأموية والعباسية على 


)١(‏ رواه المقدسي في الححة: والبهيقي في الرسالة الأشعرية» وأورده إمام الحرمين» 
والسيوطي في جامع الأحاديث 5١17)ص97١‏ 


الصعيد الداخلي ؛ وبين ما يجري في حاضر أيامنا » فما كتبه مؤرخو 
وعلماء تلك العصور السحيقة في الخلاف والأختلاف » والأثارة 
والأستثارة بين جمهور الأمة » تعاد الأن كتابتة » والتعليق غلية 
. والحض على نشره واحيائة» قولاً وفعلاً وغاية » إن ماتنفثة أقلام 
القصيميء والجبهان» وبدويء والخطيبء والحسينيء والتدمري» 
ومهدي العسكريء وسيد طنطاوي » وأنيس منصور »لايخدم التاريخ » 
بل يشّوه التاريخ » ويزلزل كيان الأمة » وويمزق وحدتها !ل 


إنه جميعه يصب في قناة المستشرقين - رسل الأستعمار - ودعاة 
المركزية " الأوربية " التي يمثلها في المنطقة العربية كتبة " الحقيقة 
الصعبة " 


بلادنا تنتققص من أطرافها » ويُدال من شعوبها ٠‏ ويهدد أمنها 
ومستقبلها » ونحن نشحذ قرائحنا » ونرهف أقلامنا » ونكد أذهانناء 
ونصرف أوقاتنا في الكيد لاخواننا في الدين واللغة » والوطن 


والمصيرء بفعل مذهبيّة ضيقة » أو شعوبية حاقدة !! 


المرهاب : والمغارضة 


وأئل عليهم نبأ ابني آدم إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهماء ولم 
يتقبل من الآخر » قال : لأقتلك ٠‏ قال : انما يتقبل الله من المحسنين » 
لئن بسطت يدك إلى لتقتلني ماأنا بباسط يدي اليك لأقتلك أني أخاف الله 
رب العالمين اني أريد أن تبوء باثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار 
وذلك جزاء الظالمين . فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من 
الخاسرين . من أجل ذلك كتينا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير 
نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً » ومن أحياها فكأنما 
أحيا الناس جميعاً » ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم أن كشيراً منهم بعد 
ذلك في الأرض لمسرفون(١)‏ 


وكم في الناس والتاريخ من قتلوا الناس جميعا لأنهم 
"عارضوهم" 1 


قتل قابيل اخاه هابيل حسدا ولأنه " عارضه " في زواجة من أخته 
"عناق" 


وارغم سقراط على شرب سم " الشوكران " لأن تعاليمه "تعارض" 
نظام السلطة وتفسد شباب اثينا كما زعم الحاكمون !! 


)١(‏ المائدة /1؟ 


واحرق ' برونر" حياً لأنه عارض آراء رجال الدين » وقتل 
"غاليلو" لأنه قال بكروية الأرض "وعارض" رجال الكنيسة وأطاح 
"هيرودس" برأس " يوحنا المعمدان " لأنه "عارض" في زواجه من 
البغي "هيروديا" زوجة أخيه ولأنه اعتبر هذا الزواج خطيئة» وخرقآ 
للناموس» ورقصت ابنتها في رأسه المقطوع والموضوع في طبق 
على رأسها بين الحاضرين !! 


وسَُمّر المسيح في يديه ورجليه على الصليب لأنه '"عارض" 
السنهدرين ٠‏ والفريسيين والعشارين » مع أنه اعطى مالقيصر لقيصر 
ليسلم من التجربة » فلم يسلم » ولم يفده التبشير باسم أبيه السماوي . 
وأجمعت سيوف قريش وقبائل مكة » على قتل محمد بن عبد الله لأنه 
"عارض" وثنيتهم» ودعاهم الى عبادة الاله الواحد !! 


وقتل حجربن عدي وأصحابه لأنهم "عارضوا" سياسة والي أمير 
المؤمنين معاوية بن أبي سفيان على العراق ٠‏ 


وقتل ابن زياد » وابن مرجانة الحسين بن علي حفيد محمد وسيد 
شباب أهل الجنة لأنه " عارض " سياسة "أمير المؤمنين" يزيد بن 


مخاوية11 


واوقف معاوية بن أبي سفبان 4٠‏ سيفاً سنيئاً على رؤوس ابناء 
الصحابة الكرام ليبايعوا ابنه الخمّير السكير يزيد » ولا " يعارضوا " 
بيعة بن أمير المؤمنين(١)‏ 


واستل لسان رشيد الهجري من قفاه لأنه " عارض ' قولا فكيف 
لو عارض عملا . 


وهدمت الكعبة بيت الله الحرام بمنجنيق الطاغية الحجاج بن 
يوسف لأن عبد الله بن الزبير لجأ اليها " معارضاً " سياسة عبد 
الملك بن مروان بن الحكم طريد رسول الله ولعينه !! 


وتناول السفاح العباسي عشاءه على جثث 7١‏ رجلاً من بني أمية 
وهم مشدوخون بالعمدء ويئنون تحت النطوع التي يجلس عليها الخليفة 
فوقهم لأن أجدادهم "عارضوا ' اجداده في الخلافة وغصبوهم حقهم.!! 


وجلد المنصور العباسي أبا حنيفة وحبسه » ثم سمّه لأنه لم يقبل 
أن يتولى: التطباء فاعتيو * معازضنا '«وجلد مالك عاريا مكشوف الفوز+ 
امعاناً باذلاله لأنه " عارض " رغبة الخليفة بايراد ه حديثاً عن رسول 
الله لم يحقق رغبة حامي حمى المسلمين . !! 


)١(‏ وكان معاوية يقتل معارضيه بجند من <العسل> ويقول: ان لجنداً من الععسل 
حيث يوعز لبعض انصاره ليديف السم بالعسل ويسقي معارضيه؛ وممن قتلهم جند 
العسل بإشارة من معاوية الحسن بن علي» وعبد الرحمن بن نحالد بن الوليدء والأشير» 
وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق 


وأطعم أبن المقفع الأديب الكبير قطعاً من لحمه؛ لأنه كتب صورة 
عهد لعبد الله بن علي عم المنصور " المعارض " له . وكشيرا وكثيرا 
وكتثيرا. 


وهناك نوع من الأرهاب التاريخي اشر ون ال را 
الأرهاب» وأوسعها فتكاً وأنتشاراً في الأمة » يقوم به العلماء والفقهاء 
بأشارة من السلطة وذلك بأصدار تلك "الفتاوى" المعروفة في التاريخ 
والتي تبيح مال "المعارض”" وعرضه:؛ ودمه مهما كان مبلغ معارضته 
من الحق والدين !! 


ولم يكتف العلماء والفقهاء بفتاويهم وأدانة "معارضي" السلطة بل 
عززوها بتأليف الكتب وتضمينها الأحاديث المكذوبة التي وضعوها 
لتبرير عملهم» وحماية أعمال السلطة الغاشمة !! 
وهكذا أنتشر الأرهاب بنوعيه السياسي 'والديني" 
الحاكم يوعزء والفقيه يفتي .والمعارض يتلقى ويلات التعذيب . 


ومتى ألتقى الحاكم والكاهن علىعرش القيادة فبشر الشعب 
بالعبودية» وسوء المصير !! 


لقد أصبح " المعارضون "سن نارين لاتخمدان» وسيفين 3 
يغمدان» وجلادين لا يرحمان» بين تهمة "الخروج”" على السلطة 
الشرعية وتهمة "المروق" من الدين !! 


وإلى هذا أشار الشاعر المكزونء أشار إلى نوع من الأرهاب 
الفكري الذي يمارسه أنصار السلطة من الفقهاء على معارضيهاءلخنق 
صوتهاء والحيلولة دون السماح لها بالادلاء بحجتهاءوأبداء رأيها مهما 
كان نصيبهمامن الحق : ش 
ماكابر أحق مثشل قوم قد سخطت ما أرتضى العقولٌ 
قالوا : لناقول ما أردنا ومالك مهفي يهنن تقولوا 
ومن بحق أحق منا ومتعاناه وال لي كل 
وفي خط انا لزنا ص واب والله فينا بنا القعول(١)‏ 


وهو في هذه الرباعية ينكر على أنصار السلطة من العلماء 
والفقهاء أستبدادهم بالرأي» وفرضه بالقوة على الأخرينء والتعسف 
باستعماله» ويتجلى هذا التعسف والأعتساف في قولهم: لنا قول ما 
نريدء وليس لكم أن تقولوا ثشيئأًء ولنا كل حقء ولا نحتاج إلى دليل 
لأثباته» لأن مجرد أدعائنا أنه الحق كاف لهذا الإثبات !! 


وفي هذه الرباعية أشارة إلى القاعدة القائلة بشواب المجتهد في 
حالتي خطئه وصوابه ويلحقها بهذ الإرهاب الفكري ء والإستبداد 
بالرأي. 


كما يشير إلى " جبرية الأفعال " وإيمانهم بأنها من الله سواء كانت 


خيرا أم شرا !1 





)١(‏ ديوان الكزون تحقيق ونشر الدكتور أسعد علي ومخطوطة الظاهريه 


وله حجج حول أمثال هذه القضايا الهامة العامة؛ أوردناها في 
الأجزاء السابقة من هذا الكتاب(١)‏ 


ونسوق مثالاً على تبعية العلماء والفقهاء للسلطة » وتسخير 
أقلامهم لخدمتهاء 


ما وقع للأمام الغزالي . 

الغزالي هو بحق حجة الإسلام , وخاصة في مجال 'العقليات'ومن 
قرأ "المنقذ من الضلال " أدرك ما يتميز به هذا الأمام من قوة المنطق 
والحجة؛ في مجال علوم العقل(؟) 


الإمام الغزالي الذي قيل فيه : قطب الوجود والبركة التامة لكل 
موجودء وقيل في كتابه "إحياء علوم الدين" إنه تنزيل من التنزيل(؟) 
أويكاد يكون قرآناً !! 


عقد الإمام الغزالي فصلاً مطولاً في الجزء الثاني من كتابه 
"الأحياء" تحت عنوان "<< في ما يحل من مخالطة السلاطين >> ومأ 
يحرم » ننقل منه بعض المقاطع قال : 





” راجع المكزون السنحاري ج١ و‎ )١( 
(؟) أما ف علم الحديث فقد استدرك عليه الحافظ العراقي كثيراً في تخريج الأحاديث‎ 

الي أوردها في الأحياء ش 
(') مقدمة كتاب الأحياء ص ه 


وإما السكوت - أي عن أعمال السلاطين - فهو أنه سيرى في 
مجالسهم من الفرش .والحرير وأواني الفضة:؛ والحرير الملبوس 
عليهم؛ وعلى غلمانهم ما هو حرام » وكل من رأى سيئة وسكت عنهاء 
قهو شزيك في :تلكا للسيثة» بل يسمع من كلامهم ماهو فحطن» وكذت: 
وشتم وإيذاءء والسكوت على جميع ذلك حرام » بل يراهم لابسين 
الثياب الحرام » وأكلين الطعام الحرام » وجميع ما في أيديهم حرام 
والسكوت على ذلك غير جائز !! 


وينابع قائلاً : أما الدعاء له - أي للسلطان - بالحراسة » وطوال 
البقاء , وأسباغ النعمة مع الخطاب بالمولى » وما في معناه فغير جائزء 
وقال الرسول (ص) من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصي الله في 
أرضه : فإن تجاوز الدعاء إلى الثناء فذكر ما ليس فيه فيكون كاذب 
ومنافقاً ومكرماً لظالم .... الخ. 


وهكذا يمضي الغزالي في سرد ما يحرم على العلماء تجاه 
السلاطين ويبلغ عشر صفحات من كتابه نتركها أختصارا )١(‏ . 


نحن مع الإمام الغزالي في كل ما قاله بحق السلاطين؛ ولكن هل 


تقيد الغزالي بما قاله؟ وهل وقف من السّلاطين موقف المستنكر 
لأعمالهم ؟ وهل قام ناصحاً ورادعاً لكل سلطة طاغية؟ 


١ 68-١ الغزالي احياء علوم الدين الجزء الثاني ص47‎ )١( 


لنقارن بين ما أوردناه هنا » وما سنورده من كتابه "المستظهري" 
الذي ألفه بأشارة من الخليفة العباسي المستظهر بالله وسماه بأسمه» 
بينما يأبى الدكتور عبد الرحمن بدوي إلأ أن يسميه '"فضائح الباطنية” 
إستجابة لنزعة » وميلاً لنزغة » قال الغزالي مشيراً إلى بواعث ' تأليف 
هذا الكتاب . 


أما بعد : فإنني لم أزل مدة المقام بمدينة السلام متشوقا أن أخدم 
المواقف المقدسة» النبوية» الأمامية» المستظهرية ضاعف الله جلالهاء 
ومد على طبقات الخلق ظلالها » بتصنيف كتاب في علم الدين أقضي 
به شكر النعمة » وأتم به رسم الخدمة» وأجتني بما أتعاطاه من الكلفة» 
ثمار القبول والزلفة ...إلى أن يقول : حتى :خرجت الأوامر الشريفة 
المقدسة النبوية المستظهرية بالاشارة "إلى الخادم" بتصنيف كتاب في 
الرد على الباطنية... فرأيت الأمتثال حتماً والمسارعة إلى الإرتسام 
حزماء وكيف لا أسارع إلى أمر زعيم الأمة» وشرف الدين» أمير 
المؤمنين لقوله تعالى : أطيعوا اللهء واطيعوا الرسول؛ وأولي الأمر 
منكم» وقد شرفت بالخطاب من بين سائر العالمين» ورأيت المسارعة 
إلى الأذعان والأمتثال من فروض الإيمان !!... الخ 


هل هذا ينطبق على ما قرره وأشترطه الغزالي على العلماء تجاه 
السلاطين ؟ في المثال الذي أوردناه من كتابه " إحياء علوم الدين " ؟؟ 


يدن 


كم في هذا القول من الاذلال والخنوع والرضوخ للسلطة 
ومتطلبات السياسة ؟؟ 


كم فيه من المبالغة وإغداق الألقاب على الخليفة العباسي الذي 
يستدرجه على, الإيقاع بخصمه الخليفة المستنصر الفاطمي وأنصار 


خصمه من المسلمين ؟؟ 


فالخليقة العباسي ذو مواقف مقدسة نبوية "إمامية" وهو شرف 
الدين » وأمره فرض كالصلاة وغيرها من المفترضات » والخليفة 
الفاطمي باطني النزعة وخارج من الإسلام . 


والغزالي الإمام "خادم" ممتثل للأوامرء مسارع للإجابة(١)‏ لينال 
القبول! والزلفة !! 


هذا نموذج تاريخي بسوقه دليلاً على سلوك العلماء والفقهاء تجاه 
السلطة في ذلك الزمان. 


ومن هذه الأمثلة ندرك قيمة أثار العلماء والفقهاء في تكريس 
الخلاف و الشقاق في صفوف المسلمين !! 


)١(‏ المستظهري مقدمة الكتاب 


20-1 


يقول المكزون من قصيدة : 
ولقد هزمْت الناكثين لبيعتي لما عقرت بحيهم جملا رغا 
إنه يشير بهذا البيت الى طلحة والزبير اللذين با يعا عليا" بن ابي 
طالب ونكثا بيعته وأخرجا ام المؤمنين عائشة ٠»‏ أو أخرجتهما » وكانت 
تلك الحرب - حرب الجمل - فما هي الاسباب ؟ ومن هم المسببون؟؟ 
مما لاجدال فيه أن مقتل الخليفة عثمان بن عفان كان منعطفا 
"هاما" حادا" في مسيرة التاريخ الأسلامي » هذا المنعطف الحاد هو 
إراقة دماء المسلمين بسيوف المسلمين ٠.‏ 


وقد كانت حروبهم خارجية فتحولت الى داخلية : الجمل» 
الهروان» صفين . بدأت هذه الحرب الداخلية بمقتل خليفة وأنتهت 
بمقتل خليفة » وقيام ملك . 


هنالك ثلاث شخصيات لعبت أدوارا " كبرى في تهيئة وتوجيه تلك 
الأحداث » ثلاث شخصيات يقوم بينها قاسم مشترك في التحكم بمسار 
التاريخ في تلك المرحلة . 


وهم مروان بن الحكم » وعائشة زوج النبي » وعمرو بن العاص . 


. مروان بن الحكم‎ - ١ 


مروان بن الحكم الأموي صهر عثمان زوج ابنته أم أبان» والأصح أن 
نسميه وزير الخليفة عثمان . أبوه الحكم بن العاص الذي طرده رسول 
اللد(ص) من 'المدينة وحرم عليه دخولها لشدة إيذائه للرسول قولاً 
وفعلاء وقال الرسول فيه أقوالاً حفظها التاريخ ورددها الناس . ولما 
توفي الرسول واستخلف أبو بكر سعى الأمويون يكل وسائلهم لدى 
أبي بكر للسماح له بالعودة إلى المدينة فأبى قائلاً : لا آؤي طريد 
قائلً : لا آوي طريد رسول الله وطريد خليفته » ولما آلت الخلافة إلى 
عثصان أعاده عزيزاً كريماً » وألقى إلى ابنه مروان بمقاليد أمور 
الخلافة وإدارة شؤون الدولة والأمصار ومن هنا يبدأ دور مروان » 
أو الدور الأموي في تكوين أسباب مقتل الخليفة(١).‏ 


انطلق مروان يحقق أحلام الأمويين في السيادة والزعامة والجاه 
والمال » تلك الأحلام التي انكمشت واضمحلت بعد فتبح مكة » وبسط 


سلطة الإسلام أيام الرسول وخليفتيه أبي بكر وعمر . 


يروي التاريخ أن أبى سفيان شيخ بني أمية دخل على عثمان بعد 





(1) راجع الباب الثالث من كتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) وما جاء ف 


مروان وأبيه وابنه 


مبايعته بالخلافة قائلاً: أدرها - أي الخلافة - كما تدار الكره » واجعل 
عمادها من بني أمية . 


وتضيف بعض الرويات أنه قال أيضاً: أنه الملك !! ولا أدري ما 


جنة و لا نار!! 


هذه الرواية دليل على مافي نفوس الأمويين من التطلع والتوق 
والشوق إلى الرئاسة » والإستئثار بالثروة وإحتكار مصالح الأمة » 
وقد تحقق لهم ذلك . 


وحقق مروان بن الحكم رغبة ابي سفيان فاستأثر بكل شيء 
شيطق على كل موارد الخلافة » وأمور الخليفة مستغلاً قرابة الخليفة» 


وحبّه لأقاربه الأمويين ؛ ولينه » وكبر سنه ٠‏ 


أخرخ امه :في المبيلة 5/١‏ عن طريق سالم بن أبي الجعد : ان 
عثمان دعا نفراً من أصحاب رسول الله فيهم عمار بن ياسر فقال : 
أني سائلكم وأني أحب أن تصدقوني » نشدتكم الله » أتعلمون أن رسول 
اله كان يؤثر قريشاً على سائر العرب ٠‏ ويؤثر بني هاشم على سائر 
قريش ؛ فسكت القوم » فقال عثمان : لو أن بيدي مفاتيح الجنة 
لأعطيتها بني أميه حتى يدخلوا عن أخرهم . 


أنتدب مروان بن الحكم لولاية الأمصار أقاربه الأمويين » وفيهم 
المرتة الذي اهدر الرسول دمه كعبد الله بن سرح أخ عثمان من 


الرضاعة والوليد بن عقبة بن أبي معيط السكير الذي صلى بالناس 
الصبح أربع ركعات وهو سكران ؛ وقال : إن شئتم زدتكم » والغلام 
الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره كعبد الله بن كريز خال 
عثمان ٠‏ وكثيراً من امثال هؤلاء ممن لاصحبة لهم » ولاتجربة ء ولا 
حصانة من خلق ودين !! 


هذا نموذج من الولاة الذين أوكل إليهم عثمان إدارة الشؤون 
العامة والخاصة على مرأى ومسمع من أصحاب رسول الله الذين مات 
وهو راض عنهم » وفيهم المبشرون بالجنة » وأهل السابقة » وأهل 
بدرء والأنصار والمهاجرون . 


أما مابذله الخليفة على اقاربه من الأموال فقد حفلت به كتب 
التاريخ . ونشير هنا إلى بعضه للدلالة على مقدمات خاطئه » انتهت 
إلى نتائج فاجعة . 
-١‏ منح أبو سفيان شيخ بني أمية مئة الف درهم(١).‏ 
-1١‏ أعطى الحكم بن العاص طريد الرسول وابنه الحارث ثلثماية ألف. 
"- بذل لعبد الله بن خالد بن أبي أسيد الأموي ثلاثماية ألف . 
4- أكرم على كل واحد وفد مع خالد هذا مئة ألف . 
5- أعطى طلحة مئة ألف . 
1ت أعطى الؤبين بن العؤام ستماية أل" 





51-١٠١ عبد السلام عبد المقصود في كتابه الإمام علي ج؟ ص‎ )١( 
وأنساب الأشراف 8-71/5؟ وطبقات ابن‎ ١077 (؟) طه حسين الفتنة الكبرى ص‎ 


سعدا 


- وأعطى سعيد بن العاص مئة ألف . 
4- منح كل واحد من أضهاره الثلاثة مئة ألف دينار(١)‏ وغير هذا - 


اين هذا من حياة الرسول الزاهدة » وحياة خليفتيه ؟؟ فقد روي أن 
أبا بكر لما استخلف عين له الصحابة مقدارء ما كان ينفقه على أهله 
قبل الكلافة + وحستسوا له ثوباً يعيده إذا بلي » ويأخذ بدلاً عنه » 
وظهراً يركبه إذا ارتحل . 


وروي عن عمر أنه حج ذات سنة وفي عودته سأل أبنه عبدالله 
كم انفقنا في حجنا هذا فقال ستة عشر دينارا فقال : لقد اسرفنا ! 
صحيح أن الفتوحات في عهد عثمان أفاءت على المسلمين أمولاً طائله: 
ولكنها من حق مال بيت المسلمين لتوزع عليهم أعطيات » وليست 
حكراً وحصرأً في أقارب عثمان . 


أنها أفاعيل مروان ٠‏ ولكنها تنفق باسم عثمان كخليفة ٠‏ 


قال رسول الله : هلاك أمتي على يد أغيلمة سفهاء(؟) 

وقال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول» هلكة أمتي على يد 
غلمة من قريش . 

(1) طه حسين الفتنة الكبرى ص21517 وأنساب الأشراف 7/5 - 738 » وطبقات ابن 
سعد 


(؟) البخاري المجلد؛ ص88 





فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ! فقال أبو هريرة » لو شئثت لقلت 
بني فلان » وبني فلان(١)‏ 


ولما ثارت الأمصار احتجاجا على ولاة عثمان» وحوضر في بيده 
جاء علي وطلحة والزبير وعبد الله بن عمر .هم أهل الشورى 
والسابقة »وجمعوا بين عثمان وبين الثائرين .الذين كان في أو 
مطاليبهم عزل هؤلاء الولاة الذين يحكمون وفق أهوائهم » بعيدين عن 
عدالة الإسلام ومساواته » والذين اقتصر همهم على استغلال الناس؛ 
واستنزاف أموالهم» وجمع الثروة والأستخفاف بالمقدساتء فابستجاب 
عثمان لكل مطالب الثائرين نزولا عند رغبة صحابة الرسولء وكتبوا 
عهداً بذلك وقعه الطرفان وطلب ثوار مصر عزل ابن أبي سرح.ء 
وتولية محمد بن أبي بكر مكانه لما لأبيه الخليفة أبي بكر من مكانة 
وتقدير وحب في نفوس المصريين؛ وانفض الثائرون . 


في طريق عودة ثوار مصر اكتشفوا مصادفة الكتاب الذي أرسله: 
عثمان مع غلامه» وفيه يطلب من الوالي ابن أبي سرح أن يعاقب 
الثائرين فور وصولهمء ويبقى على رأس عمله . 


واصيب الثائرون بالدهشة » وضاعت ثقتهم بالخليفة » وما تعهد 
لهم به » وعادوا من فورهم ٠‏ ومعهم الكتاب والغلام والبعيز الذي كان 
يركبه . 


6 





)١(‏ البخاري الملد؛ ص88 


وفي المدينة اجتمع ثوار مصر بغيرهم من الثائرين الذين لم 
يكونوا غادروها بعد وأطلعوهم على المكيدة التي أكتشفوها » ودخلوا 
على عثمان وكاشفوه بالأمر فاعترف بأن الغلام غلامه » والبعير 
بعيره» والخاتم خاتمه » ولكنه لم يأمر بذلك » ولم يؤخذ رأيه».ولا علم 
بشيء من كل ذلكء؛ واقتنع الثائرون بصدق الخليفة » ووضح لهم بأن 
القضية من تدبير مروان ٠‏ وطلبوا اليه تسليمه لهم فأبى» فتشددوا في 
الطلب» فتشدد في المنع» وكان هذا المنع سبباً مباشراً في مقتله على 
تلك الصورة الفاجعة كما ترويها المصادر التاريخية . 


والى أفاعيل مروان ورهط مروان أشار المكزون مقارناً بين 
ماكان عليه العرب في جاهليتهم من الأخلاق » وإلى ماانتهت اليه بعد 
الأسلام على يد مروان وغلمة قريش» 
كانوا على الشرك يولون الجميل» ويحمون النزيل»ويرعون المواثيقا 
حتى إذا ما نفى التوحيد شركهم بأحمدء واستبانوا الحق تحقيقا! 
ولّوا غداة تولوا عن مكارمهم ومزقوا عدله بالجور تمزيقا 


لقد مزق مروان ورهط مروان عدالة الإسلام .. الإسلام الذي لم 
يدخل الى نفوسهم؛ ولم يختلج في صدورهم ؛ ولم يعتلج في مشاعرهم؛ 
مزقوه بجورهم وشوهوه بفجورهمء وحاولوا القضاء عليه ببغيهم وغيهم 
وزورهمء وحادوا عنه الى ترفهم وقصورهم وأسلمهم غرورهم» وسوء 
امورهم إلى نهاية مصيرهم . 


؟ - عمرو بن العاص(١)‏ 


الشخصية الثانية في لي مسيرة التاريخ الاسلامي والتي هيأت وقود 
الفتنة ووظفتها لصالحها هو عمرو بن العاص . 


أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد معاً في السنة السابعة 
للهجرة فهما إذن لم يهاجرا ولم ينصراء ولم يشاركا في معارك الاسلام 
الأولى لكنهما شاركا في المعارك ضد الاسلام فخالد كان بطل معركة 
"أحد" التي الحقت بالمسلمين ابشع الهزائم . 


هجا عمرو بن العاص الرسول وللرسول فيه أقوال » وتعاون مع 
ابن أبي معيط في إيذاء الرسول مباشرة في بدء الدعوة » وكان والده 
العاص ينأ الرسول ويعيره ويطلق عليه اسم الأبتر اذ لم يكن للرسول 
ولد ذكر فأنزل الله : ان شانئك هو الأبتر . 


عمروبن العاص من أكبر دهاة العرب» وأوسعهم حيلة » وابرعهم 
خديعة» وانفذهم في الأمور بصيرة ؛ وأقدرهم على الحركة في 
الملمات؛ وأصحهم رأياً في النازلات » وقد استطاع بهذه الصفات ان 
يفلت ناجياً من اشراك قيصر والمقوقس في خبرين حفظهما لنا التاريخ 
ليس هنا:محلهما . وهو الذي لوى عنان التاريخ في معارك صفين 





)١(‏ يراجع الميثمي في المجمع ج/ا ص747 واج ص/71؟ والذهيي ج77 ص١١7‏ كنز 
العمال ج61 ص88 وابن سعد جلا ص0٠‏ القسم الأول ابن الأشير أسد الغابه اج 
ص/07/ 37 1 : 


وانتصر بمكره » وبراعة حيلته» وعمق بصيرته ودقة تدبيره» على 
الهزيمة المحققة المحدقة بجيش الشام برفع المصاحف ودعوة الطرفين 
المتقاتلين إلى كتاب الله والرضاء بحكمه» فحقق من الهزيمة نصرأء 
ومن المكيدة هدنة .. وأتم هذا المخطط في التحكيم » ورفع صاحبه 
معاوية على سدة الملك . 


كان عمرو بن العاص من أكبر المؤلبين على عثمان بعد أقصائه 
عن ولاية مصرء ولم يفتر عن التحريض عليه ولكن بطريقته الخاصة 
البارعة السرية التي يتقنها. 


قال يوماً لعائشة : كنت أتمنى أن تقتلي في يوم الجمل » فقالت 
لماذا ؟ لا أب لك قال : كنا نجعلك أكبر للتشنيع على علي بن أبي 
طالب(١).‏ 


ولما ظهرت بوادر الفتنة - الفتنة الكبرى كما يسميها الدكتور طه 
حسين - غادر المدينة إلى اعمال له في فلسطين ليكون بعيداً عن 
مسرح الأحداث المباشرة ؛ بعد أن هيأ لها وأدرك أبعادها !! 


كان يقول : والله مالقيت راعياً إلا وحرضته على عثمان(؛) » ولما 
بلغه مقتل عثمان قال لأبنه عبد الله : أنا أبوك ما حككت فرحة إلا 
أدميتها (؟) 





)ع2 البلاذري الأنساب .7 الصراع بين الأمويين ومباديء الإسلام ص /ا١‏ 
(1) طه حسين الفتنة الكبرى ص/58-51 


1 


لم يكن ابن العاص شجاعاً » ولكنه كان حاذقاً وحكيماًء ذا رأي 


وخدعة ودهاء. 


ويحتفظ التاريخ لنا بصورة مضحكة تدل على جبنه ورعادته. 
ولكنه وان احتفظ له بهذه الصورة فقد حفظ له بالمقابل ما كان يتمتع به 
من صفات - ذكرنا بعضها - تفوق بها على الكثيرين من الرجال . 


روى المؤرخون ان معاوية في معارك " صفين " كان يجلس في 
سرادق يطل على المعركة يحيط به قادته وأنصاره » وكان خصمه 
علبي بن أبي طالب )١(‏ ينزل إلى ميدان المعركة متنكراً يطلب 
المبارزة » وهي طريقة فردية معروفة في حروب ذلك الزمن » 


فتتحاشاه الفرسان لعلمهم انه علي . 


وهويعلم أنه علي بينما ابن العاص لم يعلم ذلك » ولم يسع عمرو أمام 
طلب معاوية المتحدي إلا أن يجيب . 


عمرو اطلق العنان لجواده هارباً فوكزه الامام بكعب الرمح » فالقى 
بنفسه على الأرض كاشفاً عورته » فصرف الامام عنه وجهه . 





)١(‏ نور الأبصار للشبلنحي 


1١14 


رجع عمرو إلى سرادق معاوية خذلان ذليلاً » فأخذ معاوية 
وجلساؤه يضحكون منه وكان بسر بن ارطأة أحد قادة معاوية البارزين 
قد مثل نفس الدور الذي قام به ابن العاص فقال الشاعر الحارث بن 
نصر النشهمي هاجياً ومتهكماً ومعرضا بالأشخاص وواصفاً الواقعة 
أفي كل يوم فارس بعد فارس له عورة تحت العجاجة بادية 
يكف علا عنه علي سنانه ويضحك منها في الخلاء معاوية 


فقولاً لعمر وابن ارطاة انضرا 
ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما 
فلولاهما لم تنجيا من قناته 


سبيلكماء لا تقربا الليث ثانية 
وتلك بما فيها من العود كافية(١)‏ 


هذا هو ابن العاص استخدم ذكاءه ودهاءه ضد خليفة المسلمين 
الثألث؛ وضد الخليفة الرابع ليصل إلىغايته» مطبقاً مبدأ : الغاية تبّرر 
الوسيلة» قبل ان يصوغها 'ميكافيلي" مبدأ سياسيا. 


ولكن لا يفوتنا ان عمرو بن العاص قاد جيوش الأسلام على بطاح 
يده مفتاح افريقيا . 


ونختم هذا البحث بما قاله عمرو بن العاص جواباً لمعاوية عندما 
فقال اضيا ذقت وتساوها لحب © وتعيها لمن علي 





(1) نور الأبصار الشبلنجي 


ونقول : ان عمرو في قوله هذا صور نفسهء أو نوازع نفسهء فهو > 
لايرى من الحياة ولافي مصر على ما فيها - إلا الثروة» والشهوة» 
والقوة . 


لحيل 


؟ - عائشة زوج الرسول . 


عائشة أم المؤمنين ذات أثر بالغ وبعيد في التاريخ الإسلامي 
الديني والسياسي ويكفي للدلالة على الأثر الديني ما تحتفظ به كتب 

التاريخ وصحاح الأحاديث والسنن من الأحاديث النبوية المنسوبة إليها 
روايتها » والأخبار المرواة عنهاء وكانت الصحابة ترجع إليها في تثبت 
الرواية(١)‏ وقد بلغت الأحاديث التي روتها ٠‏ أحاديث وبذلك تأتي 
الثالثة بيين خزنة الحديث ورواته أي بعد أبي هريرة 5774 حديثا 
وأنس أبن مالك 7775 حديشاً .ولا غرابة في ذلك فقد رافقت النبي 
عشر سنين متوالية وكانت أثيرة لديه» وقد خصها بليلتين زيادة عن 
نصيب أزواجه منه . 

تزوجها وعمره 57 عاماً وكان عمرها 1 سنوات على أكثر 
الروايات وتوفي عنها وعمره 57 عاما. 


أما أثرها السياسي فيمتاز بقوة الشخصية: وما يرتبط بذلك من 
الجرأة» والصراحة بالرأي » فقد قالت يوماً للرسول : أنت الذي تزعم 





)١(‏ أمهات المومنين اللواتي توفى الرسول عنهن تسع وهن عائشة:؛ ميمونة» صفيه؛ 
حفصة:؛ هند» زينب» جويرية» رملة» سودة؛ وبناته أربع وهن زينبء» رقية» أم كلشوم؛ 
فاطمة الزهراء. والسؤال لماذا لا نحد في الصحاح والسنن المعتمدة لمن أحاديث عن 
البي(ص) إلا نادرً؟؟. وكلهن عايشن النبي وآكلنه وشاربنه وتحدث اليهن؛ وحادثنه 
وكذلك زوجته الأولى حديجة وكانت أثيرة عنده. 


لماذا انفرزت عائشة بهذه الثروة من الأحاديث؟؟ 


1١1 


أنك نبي الله )١(‏ ويوم زواجه بزينب بدت جحش ونزول الآية : وإذ 
تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجكء وتخفي في 
نفسك ما الله مبديه» فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون 
على المؤمنين جرح في أزواج أدعيائهم ...الآية 1 

قالت : ما أرى إلا أن ربك يسارع في رضاك . 

وكانت تغار من خديجة كلما ذكرها الرسول وتناقشه بشأنها . 


قال عمر بن الخطاب لصيهب لما شرع يبكيه عندما ضربه أبو 
لؤلؤة مولى المغيرة : أتبكي علي يا صهيب » وقد قال رسول الله: إن 
الميت ليعذب ببكاء أهله عليه . 


قال ابن عباس فذكرت ذلك لعائشة:» فقالت: رحم الله عمرء والله 
ما حدث رسول الله» إن الله يعذب المؤمن ببكاء أهلة عليه. * 


وإلى هذه الواقعة أشار المكزون إلى خلاف الصحابة أحياناً في 
رواية الحديث قائلاً : 
عن أحمد بالنوح فاروقكلم روى عذاب الميت في القبتر 
وأقسمت أن نبي الهدى ما قالهه بنت أبي بكر 


وقبل وفاة عمر قالت له؛: أوص عليهم, ولا تدعهم بعدك هملاً , 
: 2 | 
وهذا يدل.غلى تدخلها بالسيانة اليليا: 





)١(‏ الغزالي الأحياء ج؟ أدب النكاح وف الباب 54 من كتاب مكاشفة القلوب 


ص8 77 


ولقد أدرك الفاروق عمربن الخطاب قوة شخصية عائشة 
والعمرة (طبقات أبن سعد ك0 7 


كانت عائشة تدافع عن عثمان (مسند أحمد) ولكن عندما أنقص 
عطاءها )١(‏ وسواها ببقية أزواج الرسول أمهات المؤمنينء إنقلبت 
عليه (1) ووصفته ب 'نعثل" وقد بلغ من عدائها له : أنها دلت شوب 
رسول الله من نافذة بيتها الملاصق للمسجد » وصاحت بالمصلين 
وفيهم عدد من الصحابة» قائلة : هذا ثوب رسول الله لم يبل» وقد أبلى 


عثمان سنته . 


ولما سمعت بمقتل عثمان قالت: بعداً لنعثل وقتلاً . إيه ذا الإأصبع 
_.تعني طلحة- إيه أبا شبل » إيه إين عم لكاني أنظر إلى إِصَبَعنه وهو 
يبايع (") وكانت إحدى أصابع يد طلحة اليمنى شلاء. 


ملاحظة : يظهر من خبر إنقاص عثمان لعطاء عائشة أنها كانت 
تتقاضى زيادة ؟ أمن الرسول ؟ وليس هذا من العدل !! والرسول أعدل 
الناس » أم أبوها ؟؟ أم عمر ؟ وهذان لا يحدثان أمرآً بخذ سوك اللند 


بين أزواجه !! 





[جل6 عائشة والسياسة ص ه 7 
)١(‏ الطبري 1١1/7/7‏ 
(*) النهاية لابن الأثير 2»١18٠/©‏ تاج العروس 4 ١‏ لسان العرب 2١97/4‏ أنساب 


الأشراف ؟//711. 


وبعد هذا العداء السافر لعثمان ٠‏ وتحديها له بذلك اللقب التي 
أطلقته عليه» نراها أول المطالبين بدمه:» وأخرجت طلحة والزبير(١)‏ 
أو أخرجاها بعد بيعتهما لعلي » وقادت الجيش الناكث » وسميت تلك 
الحرب حرب الجمل » لأتها كانت تركب جملاً » وهي أول حرب أقتتل 
فيها المسلمون؛ وأراقوا دماء بعضهم: وقد أشار المكزون بلسان الحال 
إلى الناكثين وإلى الجمل _ جمل عائشة وإلى هزيمتهم . 


ولقد هزمت الناكثين لبيعتتني لم عقرت بحيهم جملا را 
وللعلامة سعيد الأفغاني كتاب بعنوان : عائشة والسياسة » جاء 
تزعمت معارضة عنيفة » وزحزحت خليفة » وحاولت نصب 

خليفة» وزعزعت أركان خليفة » وقادذت جموعاء وخاضت حرباً. 


ولكنها بعد حرب الجمل قالت : ياليتني كنت نسبياً منسياء أو ليتني 
كنت لقى في فلاة . 





)١(‏ كان الزبير بن العوام يطمع بولاية البصرة وطلحة بولاية الكوفة ولمالم يحقق لهما 
علي ما يطمعان به ويطمحان اليه نقضا بيعته وحارباه 
(تاريخ الإسلام السياسي للدكتور حسن إبراهيم ج١‏ ص 147-748 5) 


وروى الهيثمي في مجمعه ج1 ص7١١‏ عن جميع بن عمير إن 
أمه وخالته دخلتا على عائشة» وقالتا أخبرينا عن عليء قالت عن أي 
شيء تسألاني ؟ عن رجل وضع من رسول الله موضعاً فسالت نفسه 
بيده فمسح بها وجهه . 


وكانت إذا ذكرت حرب الجمل تبكي حتى يتبلل خمارها وكذالك 
إذا قرأت : وقرن في بيوتكن .)١(‏ 





)١(‏ السيوطي في الدر المتتور 


أسباب عداء عائشة لعلي 


عائشة هي الزوجة الثالثة للرسول أي بعد خديجة؛ وسودة بنت 
زممة دخلت بيت الرسول فوجدت منافسيها أو مشاركيها ومشيري 
غيرتها في حب الرسول . 
-١‏ فاطمة إبنته؛ وهي أحب الناس إليه وأقربهم من قلبه . 
؟- علي بن أبي طالب ربيبه» وإبن عمه, "وصهره " والأثير لديه . 
'- ولداهما الحسن والحسين» قرة عين الرسول» 
4- ذكرى خديجة - الضرة بعد الموت - التي كان الرسول يذكرها 
1 
5- رأي علي في طلاقها يوم حديث الأفك . 
5- وزاد في الأمر زواج علي بأسماء بنت عميس زوجة أبيهاء بعد 
وفاته ونشأة أخيها محمد بن أبي بكرفي كنفه . 
-٠‏ إخفاقها في إستخلاف طلحة إين عمهاء وفوز علي بالخلافة بدلاً 


منةه . 


كل ذلك كان مدعاة لغيرتها . ومشكلاً لحقدهاء ولما كان علي 
محور هذه الأمور فقد إنصب حقدها عليه وأعلنت عداءها له . 


قالت مرة وقد خلا الرسول وقتا طويلا مع علي : ليس لي من 
رسول الله الا ليلة واحدة من تسع فهل لك أن تدعها لي يا إيبن أبي 
طالب؟؟ ْ 


35 


١ 


قالت للرسول وقد ذكرت خديجة القد أبدلك الله خيراً منها 
ووصفتها بالعجوز الحمراء الشدقين . 
فأجابها الرسوالكريم بما لا يرضيها . 

ولما بلغها إنتقال الخلافة إلى علي قالت : لو أن هذه وأشارت إلى 
السماء إنطبقت على هذه وأشارت إلى الأرض لكان الأمر أهون علي 
من ذلك !1 


وقالت عن عثمان لقد قتله علي بن أبي طالبء والله لأنملة أو ليلة 
من عثمان خير من علي الدهر كله(١) ٠‏ 


بعض هذه الأسباب لها ما يبررها بالنسبة لنفسية المرآةء وما 
خرجت أم المؤمنين عن كونها إمرآة لها طبيعتهاء ولكن تبقى قيادة 
المعسكر ؛. وركوب '"عسكر" )١(‏ لاتنطبق على الآية : وقرن في 


ولعل أمير الشعراء أحمد شوقي خير من لخص سيرة السيدة 
ووصف طبعها وطبيعتها » وحبّها وبغضهاء وغيرتها » وحقدها على 





)١(‏ الطبري تذكرة الخنواص 14 الكامل في التاريخ ٠١٠/8‏ » الأنساب 
0/6 
)١(‏ عسكر اسم الحمل الذي ركبته عائشة في حرب الحمل 


يقال 


علي بن أبي طالب فلنستمع إليه يخاطب الأمام : 


ياجبلاً تأبى الجبال ما حمل 
أثأر عثمان الذي شجاههما 
قضية من دمه تبغيها 
وإن أم المؤمنين لإمرآة 
اخرجها من ركنها وستها 
جهزهاطلحة والزيُر 
ماحيحة المحادي وصاحي ا 
ياليت شعري هل تعدوا وبنغفوا 

وجاء بالأسد أبو تراب 
يرجو لصدع المؤمنين ربا 

وظفرت ألوية الإمام 


أم غصة لم ينتزع شجاها 
وإن تنك الطاهرة البراأه 
مالم يَزْل طول المدى من ضغنها 
ثلاشة فيهم هدى وخيسر(١)‏ 
أم دم ذي النورين بالحق بغوا؟؟ 
وأمهم تدفههء وتأيى 
وألقت اللمصرة بالزم سام 


ولقد أمد الأمويون عائشة بالسلاح والرجال؛ ولولا خروجها ما ضعف 
موقف علي بن أبي طالب , وقوي موقف معاوية بن أبي سفيان 


وأصبح ملكا )١(‏ . 





)١(‏ كان طلحة يطمع بولاية البصرة» والزبير يطمع بولاية مصرء ولا لم يحقق لهما علي 
مطلبهما نقضا بيعتهما له وحرجا عليه وهما من المبشرين بالخنة. 


)١(‏ عائشة والسياسة ص١٠٠٠‏ للأفغاني 


التصضوف 


لايستطيع من يدرس أشعار المكزون السنجاري النفاذ إلى خفايا 
مضامينها ودقة إشاراتها ورقيق عباراتها وبعد مقاصدها إلا من درس 
التصوف الإسلامي دراسة معمقة وتتبع تاريخه ومناهجه ومدارسه 
وحياة أعلامه وسلوك أبنائه»وسبق لنا أن أوردنا شيأ من ذلك في كتابنا 
المكزون السنجاري الجزء الأول وأفردنا له بحثا خاصاً وأستعرصنا 
فيه مجمودة من أعلامه وما قيل في التصوف وحياة سالكيه ونشرنا 
قاموساً بمصطلحاتهم لأن للقوم لغة خاصة تحمل رموزا وأشارات 
تختلف عن معاني الألفاظ المباشرة ويستحيل فهمهم أن لم تعلم مرامي 
هذه اللغة . 


واليوم نضيف إلى ما سبق لنا نشره ونتدارك ما فاتناً خطره 
وذكرهء ونأمل أن يجد القراء في هذا العرض التاريخي للتصوف ما 
يشبع تطلعهم ويغني نفوسهم من هذه الثروة الروحية في هذا العصر 
المادي الذي أوشك أن يطفىءجذوة الروح » وجل إعتمادنا على الكتب 
لخاصة » والموسوعات العامة » 
ومنها الموسوعة العربية الميسرة . 


التصوف لغة : مشتق من فعل " تصوّف " أي لبس الصوف » كما 
يقال تقمص لبي القميص وتدّرع أي لبس الدرع . 


وإصطلاحا : هو منزع علمي وعملي نزعت إليه الحياة الروحية 
الإسلامية منذ أول نشأتها في صدر الإسلام وعلى تعاقب الأطوار التي 
مرت بها في تطورها التاريخي فالتصوف بهذا المعنى هو مرآة هذه 
الحياة الروحية الإسلامية التي يخضع فيها الإنسان نفسه لألوان من 
الرياضة والمجاهدة » ويعد فيها قلبه لمعرفة الحقائق من طريق الكشف 
والمشاهدة . 


وإذا كنا نتحدث هنا عن نشوء التصوف الإسلامي ومقاصده فلا 
يعني أننا نجعل هذه الظاهرة - ظاهرة التصوف - محصورة في 
الإسلام وإنها لم تعرف أو تمارس قبل الإسلام بل إننا نقول ونؤمن 
ونعرف أن التصوف معروف كنزعة زهدية وممارسات عملية عند 
كثير من الشعوب كالهند واليونان والفرس وغيرهم ولكننا هنا نحصر 
بحثنا في الإسلام.لأن الشاعر الذي ندرس آثاره هو من متصوفي 
الإسلام في القرن السابع الهجري وهذه المرحلة حفلت بالتصوف 
والمتصوفين . وأشعارهم وآثارهم . 


التصوف الإسلامي يقوم أولا على ما أقتدى به المسلمون الأول 
بالنبي (ص) في غار حراء قبل البعثة وفيما كان يقبل عليه ويأخذ به 
نفسه بعد البعثة وإيّانها . 


لكن هذه الحياة ذات النزعة الزاهدة التي عاشها الرسول وأصحابه 


الأولون مالبثت بحكم أتصال العرب المسلمين بغيرهم من الأمم ذات 
الحضارة أن اختلطت فيها عناصر دينية وفلسفية تحّول معها التصوف 


الذي يمثل الحياة الروحية الاسلامية إلى علم لبواطن القلوب ثم إلى 
فلسفة روحّية بعد أن كان في أول عهده تصفية للنفوس وتطهيراً 
للقلوب . أي أن التصوف الإسلامي قدانطوى في تطوره على عنساصر 
نظرية وعملية وروحيه تكشف دراستها عن قواعده في السلوك ومبادثه 
في الأخلاق » ومناهجة في تذوق الحقائق ومعرفة الدقائق . ولاسيما 
ماكان متصلاً بمعرفة الحقيقة العلمية أو الذات الإلهية التي يعدها 
الصوفية المتفلسفون المنبع الفياض لكل ما يتجلى في الكون من آيات 
الحق والخير والجمال. 


وعكفت على الحياة الروحيه طوائف شتى من المسلمين وتسمى 
كل فريق منهم باسم 
--١‏ تسمى أفاضل المسلمين بعد الرسول الله (ص) بالصحابة. 
-١‏ تسمى من صحب الصحابة بالتابعين. 
'*-تسمى من بعدهم بأتباع التابعين 
:-تسمى من عنوابعد هؤلاء بأمور الذين بالزهاد أو العبّاد أو النستاك. 
5-ولما افتتن الناس بالدنيا وظهر الترف بعد اتساع ملك' المسلمين 
سمي المقبلون على الله المنصرفون عن زخرف الدنيا وملاذها 
ومتعتها باسم الصوفية .)١(‏ 





)١(‏ راجع الرسالة الَشيرية 


وعند أواخر القرن الثاني للهجرة صار هذا الاسم عاماً يميز به 
السالكون طريق الله من خواص المسلمين عن غيرهم من عامة 
المتدينين وعن غيرهم من علماء الظاهر المشتغلين بالدين وللباحثين 
والمؤرخين القدامىء وللمتأخرين آراء مختلفة في أصل كلمة 
«صوفي»> وأرجح هذه الآراء هو أن الصوفي نسبة إلى الصوف 
الذي اختص الصوفية بلبسه تمييزاً لهم عمن يلبسون فاخر الثياب ممن 
فتنتهم الدنياء وهذا يعطينا رأياً جديداً في فهم بعض دوافع التصوف في 
الاسلام» وهو رد الفعل على الحياة المترفة اللاهية» وانغماس المجتمع 
في الملاذء والركض وراء الحطام الزائل. 


وللصوفي والتصوف تعريفات عديدة عرف بها بعض الصوفية 
انفسهم )١(‏ وأبو علي الروز بادي يقول: الصوفي من لبس الصوف 
على الصفاء واطعم الهوى ذوق الجفاء وكانت الدنيا منه على القفاء 
وسلك منهج المصطفى. 


ومن تعريفات التصوف قول الجنيد: التصوف تصفية القلب من 
موافقة البرية» ومفارقة الأخلاق الطبيعية » واخماد الصفات البشرية» 
ومجانبة الدواعي النفسانية» ومنازلة الصفات الروحانية؛ والتعلق 
بالعلوم الحقيقية» واستعمال ما هو أولى على الابدية» والنصح لجميع 
الأمةء والوفاء لله على الحقيقة؛ واتباع الرسول في الشريعة. 





)١(‏ راجع التعرف على منهج أهل التصوف للكلاباذي 


١ 4 


والتصوف في تكونه العلمي أحد قسمّي علم الشريعة الذي انقسم 
في تطوره إلى علمين: علم اختص به الفقهاء في الاحكام العامة 
والعبادات والمعاملات ويسمى بعلم <<الظاهر»> وعلم اختص به 
الصوفية وأهل <<الباطن»> ويشتمل على أحوالهم وأحكامهم في 
المراقبات والمحاسبات والرياضة والمجاهدة والاذواق والمواجيد(١)‏ 
وغير ذلك مما يتصل ببواطن القلوبء ولذلك سمي هذا العلم بعلم 
<<الباطن>> ونظر الصوفية إلى انفسهم على أنهم أهل أرباب الحقائق» 


وأهل الباطن» ونظروا إلى العلماء والفقهاء على أنهم أهل ظواهر 


ورسومء كما نظر الفقهاء إلى الصوفية نظرة سخط وإعراض كما يتبين 
من تاريخ الصراع بين الفقهاء والصوفية منذ القرن الثالث الهجري: 
ولقد أوذي في هذا الصراع كثير من الصوفية مثل ذي النون 
المصريء والحسين بن منصور الحلاج المصلوبء والسهروردي 
المقتول والنسيمي المسلوخ؛ ومحي الدين بن عربي. 


ولكن الغزالي استطاع ببراعته. وحرارة ايمانه أن يحبّب أهل 
السنة بالتصوفء اذ جعل منه طريقا ذوقياً روحياً للمعرفة اليقينية. 
والسعادة الحقيقية؛ وبالتالي اسمى من علم الكلام الذي لايزيل شكاء 
وارفع من الفلسفة التي لاتحقق معرفة» ولاسعادة» ولذلك آشر الغزالي 
التصوف على غيره من العلوم لأن جميع حركات الصوفية من 
ظاهرهم وباطنهم هي عنده مقتبسة من نور مشكة النبوة الذي ليس 
وراءه على وجه الأرض نور يستضاء به علما أن التصوف الذي 





)١(‏ راجع كتابنا الممكزون السنجاري ج؟ الأحوال والمقامات 


١6 


انتهى على يد الغزالي إلى طريق المعرفة والسعادة. مخالف لطريق 
المتكلمين والفلاسفة» وقد اختلط في القرنين السادس والسابع للهجرة 
بعناصر كلامية وفلسفية فاصطبغث المواجيد والأذواق الصوفية» 
بصبغة الانظار والمذاهب الفلسفية» وكان من ذلك فلسفة صوفية كتلك 
التي تجدها عند السهروردي المقتول في حكمته الاشراقية» وعند ابن 
عربي في وحدته الوجودية وعند ابن الفارض في حبه الالهي ووحدته 
الشهودية» وعند ابن سبعين في وحدته المطلقة. 


وجاء بعد هؤلاء الصوفيين المتفلسفين طائفة من الصوفية وقفوا 
بالتصوف عند حد الشرح والتعليق على باقي مصنفات المتقدمين»ء ومن 
هؤلاء عبد الرزاق القاشاني ١١7‏ الذي شرح فصوص الحكم لابن 
عربي والتائية الكبرى لابن الفارضء وعبد الغني النابلسي الذي شرح 
فصوص الحكم أيضاًء كما شرح ديوان ابن الفارض بكتاب عنوانه 
كشف السر الغامض. 


وظهرت طائفة آخرى تأثرت بمذاهب المتقدمين» ووضعست 
مذاهبهم في صور جديدة أضيفت اليها عناصر طريفة كما فعل عبد 
الكريم الجيلي في كتابه <<الإنسان الكامل>> الذي تأثر فيه مذهب ابن 
عربي في وحدة الوجود» وكما فعل عبد الوهاب الشعراني في كتبه 
الكثيرة التي لخص فيها مذهب ابن عربيء» ومذاهب غيره من الصوفية 
مثل كتابه <<اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر>> وكتابه 
الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر» وكتاب الطبقات الكبرى. 


وإلى جانب هذه الحركات الصوفية ذات الطابع العلمي والفلسفي 
كانت هناك حركات عملية تتمثل في الطرق الصوفية التي نشأت في 
القرن الثالث للهجرة؛ وظلت تظهر على مر العصور وحتى الآن» 
وقوامها الشيوخ الذي يلتف حولهم مريدوهم يسلكون طريق الله؛» على 
وجه يحققون فيه كمال العلم والعمل. ومن هذه الطرق الطريقة 
<<السقطية>> نسبة إلى السري السقطيء, و<<الطيفورية»> نسبة إلى ابي 
يزيد طيفور البسطامي» و<الجنيدية>> نسبة إلى ابي القاسم الجنيد, 
و<<الملامتية>> و<«القصارية>> نسبة إلى حمدون القصارء و 
<<القادرية»> نسبة إلى عبد القادر الجيلي» و<الرفاعية>> إلى أحمد 
الرفاعيء و<<البدوية»> نسبة إلى أحمد البدوي. 


والتصوف بما فيه من علم وعمل قد استقى مبادئه الأولى من 
مصادر اسلامية في مقدمتها القرآن الكريم» وسنة الرسول العظيمء 
لامن مصادر يونانية» أو فارسية» أو هندية» أو مسيحية كما يرى فريق 
من المستشرقين الذين يريدون أن يسلبوا الاسلام كل عطاءاته وفي كل 
المجالات. 


وليس بيسير أن يدرس التصوف دراسة علمية موضوعية لأنه 
يقوم في قسط كبير منه على احساس ووجدانء وكشف والهام؛ وهذه 
لاندركها على نحو ما صورها المتصوفة أنفسهمء ولهم دراسات في 
الاحوال والمقامات شبيهة بالدراسات السيكولوجية؛ وإن: أنكر بعض 
غناك النفين التصوف من أساسه.؛ ومما يزيد التصوف صعوبة 
غموض ألفاظه» وتعقد عبارته؛ كما يلجأ المتصوفه إلى الرمز والمجاز 


1١4١ 


فتصبح لهم لغة شبه مستقلة لايفهمها الا الحاصة؛ ولقد أشار المكزون 
إلى ذلك 

علم التصوف ليس يدرك بالإشارة والعبارة 

الأبقدب, مخلص بالروح ملقيها اماره 

فجلا اليقين الظن عنه بحقه وجلا غباره 


وفيها تعبيرات أحياناً غير لائقة لاترضي أهل الظاهر مما جر على 
المتصوفة وأهل الباطن ايذاء وعنتاً. 


وهناك اتجاهان متقابلان في نظر المتصوفة يذهب أحدهما إلى أن 
الله سام متعال وعلى المتصوف أن يجد ويجتهد ويصفي نفسه؛ ويصعد 
مرتبته حتى يصل اليه. 


ويقوم الاتجاه الثاني على أن الحقيقة الأزلية كامنة في أعماق 
النفس» وغير منفصلة عنهاء وكل هم المتصوف أن يتعمق ذاته كي 
ينفذ إلى الحقيقة الكبرى. 


وتصوف الافلاطونية ااحديثة يتمشى مع الاتجاه الأول» فهو 
تصوف يتدرج صاعداً. في حين أن بعض الفرق البروتستانتية تنحو 
المنحى الثاني» وتصوفها متعمق نازل. 

ولكن مذاهب التصوف في اليهودية» والمسيحية؛ والاسلام» بوجه 
عام تنحو المنحيين وتأخذ بالاتجاهين» والله في نظرها جميعاً متعال» 
ونافذ إلى أعماق النفوس؛ غير منفصل عنهاء والوصول اليه من 
الداخل والخارخ. 


1١47 


للتصوف في الجملة مسيحياً كان أو اسلاميًاً مراتب يبدأ المتصوف 
فيه بتطهير نفسه من الدنس والأقذارء والاهواء والنزعات المنحرفة» 
بحيث يصبح اهلا للتجلي» وما التجلي الاشعور بمزيد من محبة الله 
والقرب منه؛ وكلما قوي هذا الشعور اطرد رقي النفس» حقى تحّس 
بوجود الله في قرارهاء بل باتحادها بنهء'اتحاداً كليّاً. (ابن عربي- 
البسطامي) ولايسلم هذا التدرج من أزمات وصعوباتءقد يضل المزيد 
فيهاء وييأس من رحمة الله. ويشعر بحزن ويأسء وربما كان هذا 
اختباراًء فإن نجا من محنته نعم بالبهجة الكاملة» والسرور التام. 


ويمتاز التصوف المسيحي» برغبة تامة في خدمة الغيرء وتعكرف 
خفايا نفوسهمء إلى جانب الاتصال بالله» وفي هذا مايبعده عن التصوف 


ورغم أن متصوفة المسيحيين يعتمدون جميعاً على الانجيل؛ 
وتعاليم الكنيسة ٠‏ فإنهم ينقسمون إلى فرق وطوائف »؛ تبعاً 
لبيئتهم.؛ ومسلكهم في الحياة» ومن هنا كان التصوف البندكتيني 
والكرملي» والدومنيكي والفرنسيسكاني واليسوعي...الخ ولسنا بحاجة 
أن نشير إلى أن الرهبنة ضرب من التصوفء ولكنها تتميز فيما بينها 
أحياناً )١(‏ 


)١(‏ من الموسوعة الميسرة بتصرف 


١+ 


المفترون عله المكزون 
وعغله التاريخ 
1-المسيني عبد الله في كتابه الجذور التارينية 
1-الدكتور عزت حهعن ني اهرسك مخطوطات الظاهرية 
#-أنووالبفدي ني كنابه الشعوبية الجديدة 
المنصفون المكزون 
والتاريخ 
١-الدكتور‏ مصطفى محمود في كتابه الوجود والعدم 


-1ؤركلي في كتابه الآعهام 
#-وجب البرسي قو كتابه مشارق انوار اليقين 


|-الحسينجي عبد الله 


هذا الاسم والكنية مجهولان لديناء فلم نقرأه كاتباً ولاشاعراًء ولا 


١‏ مؤرخاًء والذي يلوح لنا بل نجزم به إنه أسم مستعار كغيره من 


الكثيرين الذين يتخفون وراء أسماء مستعارة لما يحسّون ويشعرون من 
فداحة مايعملون» وحماقة مايكتبون» وعواقب مايثيرون من الفتن» 


ويجترحون بحق وطنهم وأمتهم من الآثام!! 


واننا على يقين» وصحة اعتقادء أنه لم يقرأ المكزون: ولايعلم عن 
شعره وأدبه وتصوفه وشخصيته المميزة أي شيىء؛ وانما قرأ شيئاً مما 
كتبناه عنه » فجاء تعليقه عليناء وعلى ماكتبناه نحن والدكتور أسعد 
علي متهافتاً لايحط من قيمتناء وقيمة ما كتبنا عن المكزون؛ ولايرفع 
من قيمة ماكتب عنا. 


كثيرون هم الذين يتصدون لنقد آثار الآخرين » وجميل أن يتصدى 
النقد لكل الآثار الأدبية التي تطالعنا بها دور النشرء وأجمل منه أن 
يكون النتصدي موضوعياً ونزيهآء ولكن هناك من يدفعهم حب 
الظهورء وتورم الذات » فكيف اذا اجتمع هذان وأضيفت اليهما النوازع 
النفسية الحاقدة من الذين لايرون الاأنفسهم » ولايؤمنون الابأفكارهم: 
ولايختزنون في صدورهم الا الشحناء لمن لايشاركهم تفكيرهم؛ وما 
يرون ويعتقدون» وسنرى أكثر من نموذج من هؤلاء في ما سيأتي: 

يشير هذا <<الحسيني>> في كتابه <<الجذور التاريخية»> الى قصة 
<درة الصدف»» ابنة سعد الأنصارء وإلى تحريضها الغازي المجتاح 


1١45 


<حيمور لنك>> على أهل الشام؛ والايقاع بهم ويعلم تاريخياً أن هذا 
الغازي الغاشم أنزل بكل بلد حلهًا واحتلها أشأم النازلات؛ وسام أهلها 
الخئف والاذلال وتجاوز في عمله الوحشي كل الحدودء وقد يبيح 
المذن» ويحرق المساجد - وهو المسلم كما يدعي - ويبيد كل معالم 
الحضارة فيهاء ويقتل ويمتّل» ويبيح كل المقدسات والحرمات؛ ولكن ما 
علاقة كل ذلك بالنصيرية؟ ماذنبهم اذا امرأة موتورة - هذا أن صحت 
الرواية حّرضت غازياً بربريًا متوحشاً على مدينة آمنة مطمئنة؟؟ 
ماعلاقة النصيرية اذا اتخذ هذا المجتاح من تحريض هذه المرأة وسيلة 
وذريعة للقتل والنّهب والتخريب؟ واتخذت هذه المرأة منه ذريعة وأداة 
انتقام. مع أنه يقول- أي الحسيني نفسه- أن سعد الأنصار هو من 
أعوان الملك الظاهر. 


وما علاقة النصيرية بنصير الدين الطوسي وهو وزير الخليفة 
العباسي؟؟ 


وما علاقتهم بهولاكو المغولي - التتري- الذي قتل الخليفة 
العباسي» واجتاح بغداد عاصمة الخلاقة الاسلامية يومذاك؟؟ 


لاعلاقة ولاصلة للنصيرية - العلويين- بكل ذلك » ولكن صاحبنا 
بحاجة إلى تفسير ذلك الخزيان والخذلان لكيل التهم للأبرياء » وهذه 
طريقة معروفة لدى الكثيرين من كتبة التاريخ قديماً وحديثا » 

قصة درة الصدف- ان صح وقوعها - اتخذ منها السيد الحسيني 
تكأة ومنطلقاً ليقحم أسم النصيرية اقحاماً ليحملهم وزر وتبعات حوادث 
تاريخية هم منها براءء وبرءآء» ولايستطيع- ولن يستطيع -مهما . 


147 


حاول وفخصء ونقب» وكد ذهنه وأتعب» وشرق في التاريخ وغرٌّبء. 
وصعد في الأرض وصوب أن يوثق أقواله. أو يسوق عليها أيّه دلالة» 
وهذا يدل القاريء - كل قاريء- على مدى نزاهة القصدء وحياد 
البحث. وأمانة التاريخ عند هذا المؤرخ؛ وليس لديه في هذه القضية من 
سند إلامدّعاه» وهذا ما أشار اليه المكزون» وسبق تدوينه في قوله: 
ومن بحق أحق منا ومدعانا زناالئليل 
ونجد أنفسنا مضطرين؛ وغير مختارين» لأن نضع أمام أنظار السّيد 
الحسيني؛ وأمام القراء بعض الأحداث التاريخية الموثقة بالزمان» 
والمكان» والأشخاصء وفيهم الخلفاء الملوكء والولاة» والقادة وكلهم 
رجال تجاوزوادرة الصدفء»الامرأة في الكيد لبني قومهمء ودينهم» 
لتحقيق أغراضهم, ولا يجهلهم السيد الحسيني ولكنه يتجاهلهم!! 
١-معاوية‏ بن أبي سفيان هادن هرقلاً عدو العرب والمسلمين؛ لقاءً 
دارهم دفعها الوالي المسلم من اموال المسلمين» ليتفرغ لحرب علي بن 
أبي طالب خليفة المسلمين» وابن عم رسولهم(١)‏ 
-وعين ما فعله معاوية فعله عبد الملك بن مروانء ليتفرغ لحرب 

عبد الله بن الزبير (؟) 

'"-وهذا عين مافعله هرون الرّشيد مع شارلمان عدو المسلمين في 
الاندلس 

:-لجأ قبجق المنصوريء إلى غازان ملك التترء وزّين له اجتياح 
الشام؛ وفعل غازان ماأشار به عليه وانهزم في المعركة سلطان مصر 





)١(‏ لتوئيق الأرقام (1) (5) تراجع المصادر التالية: الطبري» البلاذري» الأدب الجاهلي 
لطه حسين وذيل الصفحة 79 من الأدب الجاهلي 


والشام؛ تلك المعركة المسماة بمعركة «حوادي الخزندار»> قرب 
«سلمية»> 

ه-في سنة 7١7‏ اتصل <<آقوش الأفرم»> والي دمشقء فطرابلس» 
بملك التثر <<خربندة»> والتحق به والي دمشق <حقراسنقر»>> فأقطعه 
ملك التتر همدان» وأقطع قراسنقر مراغة؛ وعملا معاً على أقناع ملك 
التتر بالحملة على دمشقء وزينا له احتلالها. 

وآقوش هذا هو الذي جهز حملة على بلاد كسروان في لبنان لابادة 
أهلها بعد أن أفتى له ابن تيمية باستحلال دمائهم» وأموالهم؛ وسبي 
نسائهم؛ واسترقاق ابنائهم» حتى وفي قطع أشجارهمء واتلاف زروعهم» 
وشارك في هذه الحملة <<الانسانية»> ابن تيمية بنفسه. 

وهكذا انتهى الأمر بآقوش إلى الخيانة العظمىء» وسفك دماء المسلمين!! 
حوفي سنة 57 تآمر<<الصالح>> اسماعيل مع الصليبين ضد عمه 
الصالح نجم الدين أيوبء وتجهز مع الصليبين لغزو مصر بعد أن 
أعطى الصليبين قلعه الشقيف؛, وصيدا وقلعة صفدء وطبرياء وجبل 
عاملة» وسائر بلاد الساحل لقاء تعاونهم معه ضد عمه الصالح نجم 
الدين أيوب. 

حوفي عام 14١‏ جهز<<الصالح»» اسماعيل جيشاً شارك فيه صاحب 
حمصء وصاحب حماه؛ و انضم الجميع إلى المعسكر الصليبي في 
حصن عكاء وساروا إلى غزة لمحاربة الجيش المصري الذي انضمت 
اليه الجنود الخوازرمية.(١)‏ 





)١(‏ المقريزي 


145 


يقول: المقريزي: أن الفرنج رفعوا الصليب على معسكر دمشق» 
وفوق رأس الملك المنتصور صاحب حمص!! 


وفي المعركة الطاحنة انحازت عساكر الشامٌ إلى الجيش. المصري 
ضد أمرائهم الخونة» وتم النصر للجيش المصري. 


فهل يدرك السيد الحسيني كم كانت كثيرة » وفاجعة» وواجعة 
خيانة الكثيرين من اشباه الرجال؛» ودرة الصدفء. ونسأله: هل هولاء 
من النصيرية؟ ورحم الله الذين يخجلون!! 


وعلق السيد الحسيني في ذيل الصفحة 78 -687 قائلا: يبدو أن 
بعض المثقفين ينسلخون من هذه المعتقدات لسخفها!! ويقصد مالفقه 
وزيّفه وأورده عن العلويين- بينما- والقول للحسيني - يلجأ بعضهم 
إلى صياغتها في قالب فلسفي تمهيداً لنشرهاء والدعوة اليهاء كما يتضح 
من المؤلفات التالية: 
١-المكزون‏ السنجاري لاسعد علي 
؟-المنتجب العاني لاسعد علي 
'؟-المكزون السنجاري لحامد حسن 
4 -مابعد القمر لعلي(؟) حيدر 


ونحن بدورنا نسأله وبكل ماتقتضيه صيغة السؤال من إلحاح؛ والحاف» 


وتهذيب!! 


١-من‏ هم المثقفون الذين ينسلخون- على حد تعبيره-؟ واين هم 


١-اين‏ هي السخافات التي اشار اليها؟؟ 
؟-لماذا لم يناقش- وبطريقة موضوعية هذه المؤلفات التي يحاول 
أصحابها صياغتها بقالب فلسفي تمهيداً لنشرهاء والدعوة اليها؟؟ 


وعلق هذا <<الحسيني>> في ذيل الصفحة ١58‏ قائلا: يقول 
النصيرية: بأن الخلق تم بفيض النور ونظرية الفيض هذه أوردها حامد 
حسن في كتابه المكزون السنجاري الجزء الثاني!!. 


جاء في الجزء الثاني من كتابي المكزون السنجاري تحت عنوان 
المدرسة الاشراقية. الاشراق والفيض يعطيان معنى لغويا واحداً. 


5 أقل محدداًء أو معتقداً أن الخلق تم بفيض النورء وانما أوردت 
اراء الفلاسفة في <خظريةالفيض»» والاشراق» ومنهم افلاطون 
وأفلوطين والفارابي وابن سينا وابن عربيء وابن طفيل وابن سبعين» 
والسهرورديء فاذا لم ترضه آراء هؤلاء الفللسفة من يونانيين 
واسلاميين فذلك له وراجع اليه. 

ونستنتج من آرائه التي تدور في فلك مذهبي تقليدي ضيق؛ بأنه 
لايؤمن بمعطيات العقل؛ ولابالفلسفة بنت العقل؛ وانما مذهبه النقل- 
على علاته - بعيداً عن رقابة العقل؛ والعقل الذي امتدحه القرآن 
الكريم؛ واثنى عليه الخلاق العظيم؛ في ٠‏ آيه من أياته البينات»: 
وانقسم الناس لذلك إلى قوم يعقلون وقوم يجهلون ولايعقلون. 


وأننا اذا قدسنا العقل لماورد في الكتاب الكريم؛ واحتكمنا اليه في 
معضلات الفكر فلا يعني - والعياذ بالله - بائنا ننكر أو نتنكر لصحيح 
النقل.. ولكن نشترط لصحة النقل التواترء أو أن ينطبق على قاعدة 
عامة من كليات القرآن: أما أقوال الرجال - بعض الرجال- فهي 
عرضة للخطأ والصواب. وكل أقوال لاتدخل أو تنطوي تحت كليات 
القرآن فمردودة في رأيناء وحسبنا ما في تراثنا مسن الاسرائتليات 
والأحاديث الموضوعة!! 


ويقول في الصفحة 4" قال القدماء (؟) هم اتباع نصير غلام علي 
بن أبي طالب لقد جاء بهذا الزعم نقلاً عن عبد الرحمن بدوي في كتابه 
مذاهب الاسلامين الجزء الثاني 


واننا نسأله من هم القدماء الذين جعلوا لعلي بن أبي طالب غلاماً 


وعلق في ذيل الصفحة ١7‏ قائلاً: توجد مفهومات عند النصيرية 
أخرى للصيام وجميعها تبيح الطعام والشراب في نهار رمضان. 
ويقول: انظر كتاب المكزون السنجاري تأليف حامد حسن ج١‏ 

واجيب : دعوى بدون بينة» وصاحبها دعي » وذكرني هذا القول 
بطريقة المستشرق لامنس اليسوعي الذي درج في كتبه عن الاسلام 
وخاصة في كتابه <<بنات النبي>> على طريقة لم يسبقه إليها أحد, 
ولايبررها عرف » ولاقانون » ولاضميرء وهي الاشارة إلى مصادر 
غير موجودة مطلقاً » وانما يوردها كذباً ليدعم رأيه وليعتبرها القراء 


وثائق!! 


فهلا أشار صاحبنا إلى الصفحة التي ورد فيها ما يزعمه ليدفع 
عن نفسه تهمة التشويش ومظنة الافتراء.إن ارسال الكلام على 
عواهنه» وكيل التهم جزافاء والعقوبة بلا جريرة كل هذا تعودناه من 
أمثاله عبر التاريخ قديماً وحديثاء وهنا نجد انفسنا مساقة للاشهادٍ بقول 
الشاغر المكزون 
قد بدت البغضاء منهملنا كمالهممنابداالحب 
ومالنالاموالاتتا ا لآل طهعندهمذئنب 


هذا ما قاله الشاعر في مطلع القرن السابع الهجريء وهذا مانردده 
نحن في مفتتح القرن الخامس عشر الهجريء وما أشبه الليلة بالبارحة» 
فتاريخ هذه الأمة ثابت متمرد على حركة الحياة. والزمن. 





]- أتورالجند ي 


وهذا كاتب بليغ العبارة؛ واضح الأسلوبء صحيح اللغة» واسع 
الاطلاع» لكنه مشدود العاطفة كأقوى ما يكون إلى الماضيء: بكل 
ماتعنيه لفظة الماضي فكراً وتاريخاً وثقافة ودعوة وهذا لايعيبه؛ لكنه 
يتنكر:- وبعناد واصرار- لكل عطاءات الحاضرء والحياة المعاصرة, 
ولايرى في هذا الحاضر ما يغني الفكر » أو يثري الثقافة » أو يترف 
ذوق الدارسين » وطالبي المعرفة. 


٠. 
<2 


ينكر ويتنكر ويعادي ويخاصم الأدب الحديث بكل الوانه » شكلاً 


و وضوعا » ويرى فيه بعثا وتجديدا وامتدادا للشعوبية !! 


يرى في ادونيس » وبدر شاكر السياب » ونازك الملائكة - وهم 
رادة وقادة الشعر الحديث - المثل الأعلى للشعر الشعوبي ء والفكرة 


يرى ويجزم بما يرى » ويؤمن أن أدونيس ينشر مبادء الثورة 
القرمطية وهي : العقل قبل النقل » والحقيقة قبل الشريعة » والابداع 
قبل الاتباع » ويتابع قائلاً : ولاندري من أي كتب القرامطة أستقى 
أدونيس هذه المباديء ٠‏ اذ ليس لهؤلاء الهمج ( !! ) ولا لأبناء عمهم 
اتباع الخصيبي كتب معروفة » أو سرية !! )١(‏ 





١١ص أنور الجندي المصري الشعوبية الجديدة‎ )١( 


ونسأله : اذا لم يطلع - وهو الواسع الاطلاع - على كتب لهؤلاء 
<< الهمج >> ولا لأبناء عمهم اتباع الخصيبي لا معروفة » ولا سرية » 
» فكيف عرف أن أدونيس يستقي مباديء الثورة القرمطية عقلا وحقيقة 
وابداعاً » لا نقلاً ولا شريعة ولا اتباعاً ؟؟ . 


واذا ظل مصراً على أنه يجهل من أين استقى أدونيس مباديء 
الثورة الفكرية » فإننا نحيله ونأمل أن يأخذ بهذه الاحاله - الى رسائل 
اخوان الصفا ء والكرماني والسجستاني . والمكزون السنجاري 
واضرابهم من الفلاسفة الالهيين » وبعد ذلك يتضح له ويتحقق عنده من 
هم << الهمج >> ومن بنو عمهم !! . 


وتصحيحاً لهذه الآراء الساذجة التي يعيش عليها السيد الجندي 
وأمثاله » ولا ترتفع ثقافتهم إلى ما سواها ٠‏ نورد له » ولهم لمحة من 
أفكار << اخوان الصفا >> تظهر النزوع الانساني الشامل الجامع القائل 
بوحدة الأديان والشرائع غاية وهدفاً لسعادة الانسانية » وهي النظرية 
اتيز حارانا ين للك الولو غرين واايها ريما ل وتقلة بهذا 
إلى ما وصل اليه اخوان الصفا من عمق النظرية»وسعتها 2 وشمولها » 
وانطباقها على الكتاب الكريم - القرآن - وروح الاسلام . 


قل آمنا بالله » وما أنزل الينا » وما أنزل على ابراهيم واسماعيل 
واسحاق ويعقوب والاسباط » وما أوتي موسى وعيسى » وما أوتي 
النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون(١)‏ وتعت 


84 آل عمران‎ )١( 


هذه الآية شعاراً » ومبدا عقائدياً لاخوان الصفا . 


لقد نادوا بوحدة الأديان » وقالوا : ان غرض الأنبياء عليهم السلام 
وواضعي الشرائع والنواميس جميعاً هو غرض واحد وان اختلفت 
شرائعهم » وسنن مفترضاتهم » وازمان عبادتهم » واماكن بيوتهم 
»وقرابينهم وصلواتهم كما ان للأطباء كلهم هدفاً واحداء وقصداً 
واحداً في حفظ الصحة الموجودة » واسترجاع الصحة المفقودة» وان 
اختلفت علاجاتهم » وهكذا غرض الأنبياء » وغرض جميع واضعي 
النواميس الالهية من الفلاسفة والحكماء )١(‏ 


فالتوارة والانجيل والقرآن وغيرها من الكتب الدينية عندهم سواء 
مادام الرب الخالق الرازق واحدء فلا حاجة للاختاللف في الآراء 
والمذاهب والأديان » لأن المقصود بهذه الديانات واحد » وهو التوجه 
الى الله » ومن أجل ذلك فهم يعتقدون ان أهل الأديان يقتتلون طلبآً 
للملك والرئاسة . 


ووصتيتهم الكبرى لاتباعهم : أن لايعادوا علمأ من العلوم » ولا 
يهجروا كتاباً من الكتب » ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب لأن 


رأيهم يستغرق كل المذاهب(؟) 


امب ل بيب ل ا 
)١(‏ الرسالة ‏ 
(؟) الرسالة ١‏ 


وهذه الآراء على صحتها ووضوحها » لا ترضي الاستاذ عمر 
الدسوقي » ويابى الا ان يستدل منهاء بأنهم يلبسون لكل حالة لبوسها » 
ويظهرون الموافقة لأصحاب الأديان الأخضرى لامستتراجهم الئ 
مذهبهم(١)‏ 


ويلتقي الدكتور محمد احمد الخطيب مع الأستاذ الدسوقي فيقول : 
أن هدى اخوان الصفا النهائي هو محو الأديان والوقوف على 
اطلالها(؟) 


ومن أقوال الشاعر المكزون وسبحاته الصوفية » ونظركه 
الشمولية التي تلتقي مع نظرية اخوان الصفا قوله : 
ولا ارى في الكون شخصاً واحداً يهوي هوئ الا وبي فيه اقتدى 

لآن دازي قبع مزل :فيو “تومن كل السيل وامتدى 
وكل شيء خارج عنهاء اذا حققته رأيته منهابدا !! (؟) 

هذه النظرية التي تلف الانسان » والكون بالحب الالهي » وتنير بصيرة 
العارفين بضياء المعرفة يستحيل على النفوس المظلمة ان تنعم بأشعة 
نورها !! 


هذا ء ولايهمنا ان يختلف السيدأنورالجندي المصزي مولداً 
وموطناً مع أدونيس » ودعاة الشعر الحديث ٠‏ والقائلين بالثابت 





١٠١5ص احوان الصفا لعمر الدسوقي‎ )١( 
١86 (؟) محمد حمد الخطيب الحركات الباطنية في الإسلام ص‎ 
ديوان المككزون تحقيق ونشر أسعد علي ومخطوطتا الظاهرية والاسكوريال‎ )”( 


والمتحول في الفكر والشعر » فهذا ليس من موضوع كتابنا » ولكن 
الذي يهمنا ويعنينا هو قوله : ان الامامية الصوفية الباطنية التي يقول 
بها أدوئيس جاء بها الجنبلاني الايراني المتطرف ٠‏ وربطها جذرياً 
بالتلمود * وحمل اليهم التجسيد والتثليث )١(‏ ش 


ونقول : هذا يدل على جهل فاضح في الأديان فالعقائد المربوطة 
جذرياً بالتلمود لا تتفق مطلقاً مع فكرة التجسيد والتثليث المسيحية » 
ولقد صلب اليهود المسيح عندما اشاع تلامذته انه ابن الاله المتجسد » 
وأحد اقانيم التثليث !! 


وأخيراً يقول السيد الجندي : ان شاعرهم - شاعر ابناء عم الهمج 
- الحسن بن مكزون السنجاري هو شاعر تافه » مسخ شعر ابن 
الفارض !! (؟) 


من 6 علقم ماقت رمس شن الخ الفارسن نه الكلمات :ا ككل 
عت دافن الاح وجنات جوج افدة كلت اعاضسة يبول تسل 
القاريء مطمئناً الى .ما يقوله ويقرزة !! ا 

رقن حو ومظى يزااه ابو لكاي وكين زنك سيا ين 
أيدي القراء » والمثقفين منهم خاصة هي عقد مقارنة بين بعض شعر 
المكزون + وشعن أيق الفارض اليرى القراء :ليق هي عد الثفاهة + 


التي يراها السيد الجندي » ويحكموا على مدى جدية بحثه » وعقلانيته 


١7 الشعوبية 'الجديدة أنور الجندي ص4‎ )١( 
١74ص الشعوبية الجديدة أنور الجندي‎ )7١( 


١66 


وموضوعيتة ككاتب » ومدى فهمه للشعر كأديب ودعوته للدصلاح 


كمسلم وانسان !! 


)١( قال سلطان العاشقين عمر بن الفارض‎ -١ 


-١‏ أبرق بدا من جانب الغور لامع 
؟-أنارالغضا ضاءت وسلمى بذي الغضا 
''-انشر خزامي فاح أم عرف حاجر 
4-الا ليت شعسري هل سليمى مقيصة 
ه-وهل لعلع البرق الهتون بلعلع 
5-وهل أردن ماء العسذيب وحاجر 
/احوهل قاعة الوعساء مخضرة الربى 
-وهل بربى نجدء فتوضح مسند 
4-وهل بلوى سلع يسل عن متيم 
٠-وهل‏ أثلات الرند يقطف نورهها 
ويقول المكزون (؟) 

١-مرابيع‏ سعدى للعيون مراتع 
1-مرابع تخشى النائبات ربوءعها 
"يهن شموس الحسن تمسي غوار با 
5 -عصيت نهى الناهي عليهن طائعا 
ه-وواخيت فيهن الصبابة ياقعماً 
5-وجامعة الاحسان والحسن من بها 
١لبرق‏ الثنايا من عقيق شفاهما 
8-اذا شمته عن مزنة من رضابها 
4-واعذب ما يستعذب الصب نازحا 
٠‏ -يعاودني بالهجر طيف خيالها 


أم ارتفعت عن وجه ليلى البراقعم؟؟ 
أم ابتىمت عما حكته المدامع؟ 
بأم القرى؟ أم عرف عزة ضائع؟ 
بوادي الحمى حيث المتيم والع؟ 
وهل جادها صوب من المزن هامع؟ 
جهاراء وسر الليل بالصبح شائع؟ 
وهل ما مضى فيها من العيش راجع؟ 
اهيل النقا عما حوته الأضالعم؟ 
بكاظمة ماذابه الشوق صائع 
وهل سلمات بالحجاز يواتنع؟ 


وفيها لآساد العرين مصارع 
وترجو بها الأمن القلوب الجوارع 
وفيهن أقمار السعود طوالع 
لأمر الهسوى والصبّ عاص وطائع 
وشبت وتبريح الصبابة يافع 
فوأدي للأشجان والحزن جامسع 
شجتني بروق بالعقيق لواسمع 
وشحت به سحت عليه المدامسع 
اذا وعدته بالدنو المطامعٌ 
وانسي بطيف الاخياية قانع 





)١1(‏ ديوان عمر الفارض 


(1) ديوان المكزون تحقيق ونشر أسعد علي وعخطوطتا الظاهرية والاسكوريال 


المقارنه: 

البحرواحد: الطويل. 

القافية واحدة: العين. 

الموضوع واحد: الغزل الصوفي. 

أين يتلاقى الشاعران واين يتفاضلان؟؟ 

اعتاد شعراء الغزل الصوفي الروحي كغيرهم من شعراء الغزل 
الحسي المادي أن يذكروا مواقع وأمكنة من الأرض والبلاد كان لهم 
بها لقاء أو وداع مع من يحبون» وقلما يخلو شعر المتصوفة من هذه 
الظاهرة 

-ظاهرة الأماكن التي تثير الذكريات - فماذا في هذا <<النموذج>> من 
شعر ابن الفارض من ذلك؟؟ 

١-في‏ الواقع لقد أسرف ابن الفارض في ذكر وتعداد الأمكنة حتى 
أصبحت لديه غاية بحد ذاتهاء مع انها في طبيعة هذا النوع من الشعر 
وسيلة لايقاظ الذكرى وتجديد الحنين. 

في كل بيت من هذه الأبيات العشرة نجد ذكراً لأحد الأمكنة فهناك: 
الغورء الغضاء حاجرء أم القرى» وادي الغضاء لعلعء العذيب» قاعة 
الوعساء » نجد » توضح » النقاء سلع» كاظمة؛ الحجاز أي ١١‏ موضعا 
في ٠١‏ أبيات. 

؟-ذكر الحبيبة 4 مرات باربعة أسماء: ليلى سلمى»؛ عزةء سليمى 
بصيغة التصغير للتحبب» ومن المعروف أن المتصوفة يشيرون بهذه 
الاسماء إلى الذات الالهية ( نمط باطني ) 

“كل بيت من هذه الأبيات يبدأ باداة استفهام» وربما وردت هذه الاداة 


في البيت الواحد أكثر من مرة حتى بلغت ١8‏ مرة في عشرة أبيات 


3 


والاستفهام أسلوب انشائي لايقرر أمرأء ولايصدر حكماًء ولايقال 
لصاحبه أنه كاذب. ولاصادق؛! كما قرر البلاغيون!! 
:-لقد شغل الشاعر بالتهالك والالحاح والتتبع لتعداد الأمكنة» كما 
أوضحناة عن أن يأتي بصور شعرية ملونة معبرة متعددة ذات معان 
جديدة» يقتضيها شعر الغزل الصوفي الذي تشترك فيه الصور المادية 
الحسية بصور الصبوات الرّوحية. 
5-مهما أجهدنا أنفسنا وتمحلنا لم نستطع أن نستخرج من هذه 
القصيدة- من هذه الابيات النموذج- غير هذه الأغراض المحدودة 
التقليدية التي اعتاد الشعراء- كل الشعراء- أن يلموا بها!! 
فهل المكزون اقتصر على هذه الأغراض؟ أم قصّر عنها؟ أم زاد 
عليها؟ 
١-توافق‏ الشاعران-كما ذكرنا- في البحر والوزن والقافية 
والموضوع.ء وهذه الموافقة والمطابقة شرط أولي واساسي في 
<<المعارضة»> الشعرية 


ولفظة <<المعارضة»> تحمل معنى لغوياً غير معناها السياسي؛ 


وعارضه: أي جاء بشعر على <<عروض)>> شعر آخر 


"حلم يسرف الشاعر المكزون بذكر الأمكنة كما فعل نظيره ابن 
الفارضء وانما اكتفى بذكر العقيق» وجاء ذكر العقيق تبعاً لصفة من 
صفات الحبيبة وهي الشفاه الحمراء كالعقيق (البيت7) حيث<حطابق>> 
بين العقيق ( الكثبان الحمراء من الرمل ) وشفاه محبوبته وبين البرق» 
وبريق ثناياها اذا ابتسمت 


ذلدلا 


“دنواس عن الاقاشة يذكن الأمكفلة وعدي شتهل كامم وصر ابيع 
سعدى>> 

حلم يكثر من اسماء ربات الخدور( وربات الخدور كناية عن الذات 
العلية عند المتصوفة) واكتفى باسم واحد هي<-سعدى»> وبصفة داله 
على الموصوف وهي <الأخيلية»> والأخيلية هي ليلى. 


وليلى الاخيلية شاعرة جاهلية أدركت الاسلام وكانت محبوبة 
الشاعر الفارس توبة ابن الحميّر ويقول فيها: 
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت2 علي ودوني جندل وصفائح 
لسلمت تسليم البشاشة أوزقا اليها صدى من جانب القبر صائح 
والشاعر المكزون كنى باسم <ليلى»> عن الذات العلية كالمتصوفين» 
ثم نقل الإسم العام إلى إسم خاصء والمطلق إلى مقيدء وهذا ضرب من 
التفنن في الشعر لم يجاره فيه أحد!! 


ه-الصور عند المكزون ملونة ومتعددة الالوان تتجدد في كل بيت» 
فمرابع سعدى مصارع الآسادء تخشاها الناتبات» ويأمن فيها كل قلب 
جازع؛ وشموس الحسن واقمار السعود تتناوب فيها الطلوع والغروب. 
وسعدى جامعة الحسن والاحسان ( وأحبب بهذا الوصف) وقلب الشاعر 
جامع للاشجان والاحزان؛ وهنا نجد نوعاً من المطابقة المعنوية 
مطلوبة بلاغياً . 


والصبابة وشاعرنا تآخياً منذ كان يافعاً » ولكنه شاب والصبابة في 
قلبه ظلت شابة وفي يفعها » واليفع واليفاعة أول الشباب وشرته 
واتقاده 


10 


ونكتفي بهذا القدر من الاشارة إلى وفرة الصورعند المكزون في 
شعره؛ هذه الصور يفتقر اليها شعر أبن الفارض ونترك الحكم للقارىء 
الثقيف الذي يعي ويدرك ويقدر قيمة الشعر وفنيّته» وسعة آفاقه» وتعدد 
صوره والوانه» ومدى اشراقه؛ وانطلاقه» ليرى مدى صحة حكم السيد 
الجندي على شعر المكزون وهل هو - كما زعم- مشوه وتافد» وكما 
أملى عليه<< حياده»> وهل شّوه شعر ابن الفارض؟؟ 


ولولا افراط السيد الجندي بالتجني على هذا الشاعر لكنا في غنى 


عن كل هذه المقارنات 


النموذج ب: 


قال سلطان العاشقين عمر بن الفارض 


١حسائق‏ الأظعان يطوى البيد طي 
1- وبذات الشيح عني إن متررا 
7- وتلطف وأجر ذكري عندهم 
4- قل تركت الصب فيكم شبحا 
5- خافياً عن عاذل لاع كما 
5- صار وصف الضر ذاتياً له 
/- كهلال الشك لولاا أنه 
8- مثل مسلوب حياة مشثلاً 
9- مسبلاً للنأي طرفاً جاة إن 
٠‏ بين أهليه غريبا نارحاً 


منعماً عرج على كثبسان طي 
نت بحيّ من عُريب الجزع حَئْ 
علّهم إن ينظروا عطفاً علي! 
ماله ممّا براه الشوق فنيء 
لاح في بُرديْه بعد التشرطي 
عن غناءء والكلام الحيّ لي 
إن عيني عينه لم تتأي 
صار في حبكم مسلوب حي 
ضنَ ضوء الطرف إذ يسقط خي 
وعلى الأوطان لم يعطفه لي 


54 


وعارضه المكزون قائلاً ‏ 

-١‏ شاغل القلب هوى عذب اللمي 
- بدر تم طلعة الشمس- لما 

“- وإذا ماعمهامنهستنىئى 
4- ساحن الأجفان يحكي أسداً 
ه- ذو وعيد بالقلا يخلفه 
؟- قلت للائم فيه بلزشنتا 
- وإلى أي هوئىّ أبغي ترى 

4- وهو لي فوق وتحت وورا 

4- وله مني ولاء وبراً 


عن هوى ليلى وعن حب لمْني 
لاح من غرته في الحسن- في 

تغتدي كالخال في وجه السمسي 
ومحوالاً وعينأة وظنعتي 
منه وعد باللقا ما فيهدلتي 
عي لوعن خوت هذا تعن 
حولاً ماعشت عن هذا الهوئ 
وأمام وجليس عن يدي 


في أباء حبه من أبوي 


٠-ولما‏ فيه لقلبي شقني من نُمى فيه شفاء ودوي )١(‏ 
قلنا إن كتابنا هذا غير مخصص للمقارنات الشعرية ونقدها وتحليلها 
وإنما همنا من يراد شد شعر المكزون معانيه الصوفيةء والمقاصد الفقهية» 
والمذهبية لذلك فإننا نقتصر على المقارنة بين النماذج الباقية مسن شعر 
الشاعرين على النظرة الشاملة تحاشياً من التبسيط والأسترسال 
والإطالة. 

يبدأ ابن الفارض قصيدته "اليائية" باستهلالة تقليدية "سائق 
الأظعان" ويدرج على طريقته بذكر الأماكن» معتمداً الجناس اللفظي- 
البديعي- طيء كثبان طيء وذوات الشيح؛ وعريب الجزع؛ وحي 
الموطن» وحى الثانية من التحية؛ 





(1) ديوان المكزون تحقيق ونشر أسعد علي وعخطوطتا الظاهرية ومصورة الاسكوريال 


وتأتي لفظتا تتأي» وخيء اللتان تلجئانك إلى المعجم 
وفي كل الأبيات يكتفي بوصف سقمه» وشوقه ولا يتعدى ذلك. 


والمكزون يجاريه في أستعمال الجناس اللفظي البديعي التام 
والناقص» عذب اللمئ 'تصغيرلمى: أي ألريق ولكنه لايبدأ بالتعبير 
الجاهلي كما بدأ ابن الفارض ولا ترد عنه لفظة غريبة مطلقاء بل ألفاظ 
معبرة؛ ومعان واضحة» وأسلوب سلس» 


ابن الفارض جاء ببعض الألفاظ الغريبة كما أشرناء وجاءت بعض 
أبياته معقدة؛ أقرأ عجز البيت السابع. وكذلك البيت التاسع فهذه المعاني 
التي ساقها لا تلج إلى فهم القارئ والسامع بيسر وسهولة» بل تحتّاج 
إلى جهدء وأعمال روية» ومراجعة معجم. 


يصف محبوبه 'شاغل القلب" ويصف حبه له» ونراه يتب وثبة صوفية 
شمولية فإذا ب 'شاغل قلبه" محيط بالجهات الست التي لايستطيع حئّ 
الخروج من دائرتها البيت الثامن.. 

ج- يقول ابن الفارض: 

-١‏ شو الحب فاسلم بالحشا مالهوى سهل هما أختاره مضنئىّ به وله عقل 
-١‏ وعش خالياً فالحب راحته عناً وأولهسقمءوآخرهقكتل 
- ولكن لدي الموت فيه صبابة حياة لمن أهوى علي بها القتضل 


؛- نصحتك علماً بالهوى والذي أرى2 مخالفتيء فاختر لنفسك مايحلو 
5- فإن شئت أن تحيا سعيداً فت سه شهيداً والا فالغرام له أهمل 


١55 


5- فمن لم يمت في حبه لم يعش به 
/- تمسك باديال الهوىء واخلع الحيا 
8- وقل لقتيل الحب وفيت حقه 
4- تعرض قوم للغرام؛ وأعرضوا 
٠-رضوا‏ بالأماني وابتلوا بحظوظهم 


وعارضه المكزون قائلاً )١(‏ 


١‏ - سوى حبكم يسلى وغيرى له يسلو 
"حواين ترى عنكم يرى الصب مذهباً 
”- ولا وولاكم لم أجد منه خاليآً 
؛- ولا صامتاً إلا وقد راح ناطقاً 
ه- وليس على شيء من العقل واجد 
- ولاواجد بالعقل باطن حسنكم 
/ا- ولسث كاشتات المحبين فيكم 
8- وفي حبكم أن عاف غيري سقامه 
9- وبي تضرب الأمثال للناس فيكم 
-٠‏ وسركم في الكل سار وأنما 


ودون أجتناء النحل ما جنت النحل 
وخل سبيل الناسكين وإن جلوا 
وللمدعي هيهات ما الكحل الكحل 
بجانبهم عن صحتي فيه؛ واعتلوا 


وخاضوا بحار الحب دعوى فما أبتلوا 


وأني يرجى البعد من فاقه القبل 
ولا أين من معنى جمالكم يخلو 
ويستره عما لكم عنده الجهل 
وفي صمته آيات أحسانكم يتلو 
بكم وله باللوم عن قصدكم عقل 
وكيف يرى بالعقل من ستره العقل 
وارخص ما عندي لكم عندهم يغلو 
فأعذب ما يحلو لقلبي هو القتل 
ولي مثل فيكم وليس له مثل 
على كل قلب ضل عن فهمه قفل 


في هذا النموذج يتقارب الشاعران بايراد المعاني الوجدانية؛ 
والإشارات الصوفية؛ والصبوات الروحية» لكن المكزون يتفوق عليه 
بتلك النظرة العرفانية والفكرة التقريرية التي يتضمنها البيت العاشر. 





(1) ديوان المكزون تحقيق ونشر أسعد علي وعخطوطتا الظاهرية ومصورة الاسكوريال 


17 


وسركم في الكل سارء وإنما) على كل قلب ضل عن فهمه قفل 


فالسر الساري في الوجود هو المشكلة الصوفية الكبرى» وعنها ومنها 
نشأ القول بالحلول» والأتحادء والوحدة» وهذه هي الحال عند الجيلي» 
والسهرودي والنسيمي. 


أما المكزون فيرى في "السرا لساري" في أعيان الوجود جلال 
"القيومية" - قيومية الذات- على كل الذوات»ء قيومّية أحاطة ومددء لطفاً 
من الذات الكلية ورحمة» سريان "أشراق" لاحلول؛» كنور الشمس الذي 
يعطي الأحياء من الأنسان والنبات أستطاعة النمو والحياة يقول 
المكزون: 


منفرة منزة مجه رد عن الأسامي والصفات والصور ' 
جل عن التحويل والحلول في2 الأين» وعن هُجر مقال من هجر 

أما ابن الفارض فيقول 'بحلول" الله فيه؛ 'وباتحاده' بالله» بل يرى أنه 
الله وينفي الاثنينية والي القراء قوله الواضح الصريح الذي لايقبل 


التأويل: جاء في تائيته: 


متى حدت عن قولي "أناهي'أو أقلك و حاشا لمثلي أنها في حلتت 


١54 


أنه بنزه نفسه أو يترقع عن القول بإن الله حال» أويحل به. لأنه هو 
الثيه "أنا هي" ويستفهم مستنكراً متى حدت أو ملت عن قولي: أنا هي؟؟ 
وفي قوله هذا تجاوز كل شطحات المتصوفة. 


يو المكزون إلى تخبط ابن الفارض في اعتقاده قائلاً : 


ولست كمن أمسى على الحب كاذبآً مضلاً لأصحاب العقول السخيفة 
يمين على الجهال من عصبة الهسوى بنسبته في الحب من غير نسبة 
ويوهم وصلاً من سليمى » وقد رمى2 به التيه عنها مبعداً بالرمية 
ويزعم طوراً انه عين عينها وينكر طوراً انها فيه حل تت 
ويمسي لها عبدأ بدعواه في الهوى ويصبح مولاها بغيرمزية 
فيجمع ما بين النقيضين جهله2 وذاك محال في العقول الصحيحة 
ويعدل عن عدل الهوى بادعائفه2 اتحاداً لاعيان الوجود الكثيرة 
وكيف يصح الاتحاد ؟ وشاهد ال ععيان على الآضداد بعض الأدلة 


وما أبدع وأروع وأكمل وأجمل وأحق وأدق وأصفى وأوفى قول 
ولي ولها عند الظلال تواصل بغير مزاج . والجسوم تراب 


والظلال اشارة إلى << الأظلة >> أو نظرية << الذرو >> أو <<الذر>> 
المعروفة عند المتصوفة والتي يرون ان القرآن الكريم أشار اليها في 
الآية : واذ اخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على 
انفسهم الست بربكم قالوا : بلى ... وأخذ الميثاق تم على الارواح قبل 


158 


اسكانها الأشباح اي الاجسام ؛ كما جاء لدى المفسرين ولذلك يقول 
المكزون : ان << تواصله >> منذ الذرو الأول تم بالروح ولكن بدون 
<< مزاج >> لتفرد الذات عن الذوات ولم تكن الاجسام يومئذ الا تراباً. 


وجاء لأمير المؤمنين قوله والمراد به الله : يا قريباً من الأشياء 
بلا ملامسة وبعيداً عنها بلا مباينة » لست في الأشياء بوالج ولا عنها 
بخارج وهذا هو المعنى الذي اشار اليه المكزون وسماه << السر 
الساري >> 


وبعد هذا كله » هل يسمح لنا السيد الجندي أن نقول : ان حكمه 
على شعر المكزون لم يمله العقل ٠‏ ولا الدراسة المعمقة » ولا النزاهة 
المطلوبة » ولا الواقعية المرغوبة» وإنما املته العاطفة المشبعة بالفكرة 
<<الثابتة>> وأن هذه الأحاسيس العرفانية التي رآها <حتافهة»»> هي 
جذبات روحية ذوقية. 
لانستطيع نحن ولا هو منها دنواء ولا اليها سمو ولا نمتطي آفاقها 
علواً. 


كيف يرجى الصلاح من أمر قوم ضيعوا الحق فيه أي ضياع؟ 
فمطاع الكلام غير سديد وسديد المقال غير مطاع 


الدكتور مصطفه محمود والمكزون 


من أكبر المؤلفين المعاصرين عطاءء لم يدع لوناً من ألوان الثقافة 
المعاصرة ولا ضربا من ضروب المعرفة والأدب إلا تناوله بحشآء 


وخاض فيه توثيقاً وأبداعا. 


لقد حفلت المكتبة العربية بما رفدها وأثراهاء وزهت بم' أترفها 
وأغناها وكتابه التاسع والأربعون الموسوم ب "الوجود والعدم' وهو- 
كما يدل عليه أسمه- ذو طابع فلسفي يتناول أغرب وأعوص المسائل 
الفلسفية ذات الطابع الميتافزيقي ومن وجهة نظر الدين الإسلامي في 
مجاله الصوفي وقد قسمه إلى خمسة فصول: 
-١‏ التعرف إلى ملك الملك. 
7- الوجود كله لله. 
*-- توحيد أهل الأسرار. 
4- الوجوة والعدم: 
26 السون :إل القد: 


وقد تناول في بعض فصوله "المكزون السنجاري” مدللاً على 
تفوقه في العرفان» وتذوقه لرحيق الحياة الروحية الصوفية» وإلى رقة 
شعره: ودقة معانيه» وإلى سمو أشاراته ورموزه العرفانية» والميز التي 
ينفرد بها عن كبار متصوفة الإسلام كأبن عربي والبسطاميء والجيلي 
والنابلسي وابن الفارض وأضرابهم. 


1١ 


ويقول أي الدكتور محمود عن ابن عربي عندما استعرض معنى بيتيه 
التاليين: 1 

فاعطيناه ماب دو بهفيناء وأعطانا 
فصكتان: الأمدر مقومتاة: “#بايتحاء وانبحاتنا 


إن هذا غرور ودلال عجيب حيث يجعل نفسه مقاسماً لربه في 
عمليه الخلق» وهي شطحة فيها دلال وأدلال. 


ونورد هنا بعض الفقرات من كتابه "الوجود والعدم" حيث يفيض 
بعرض بعض آراء الشاعر المكزون» وشيئا من شعره ومصادر 
عرفانه وتصوفه, وكيف يفلسف هذه المعرفة؛ ويدعم هذه الآراءء 
ويجلو غرائب هذا التصوف. 


نورد هذه الأقوال لنزيد القراء والباحثين أطلاعاً على مكانة 
المكزون لدى العلماء الإلهيين» والشعراء المتصوفينء وأقتناعاً بخلل 
أحكام بعض الباخثين كالسيد أنورالجندي» ومن يدلج على دروبه؛ 
ويمتح من قليبه» وأخص منهم الدكتور عزت حسن قيم المكتبة 
الظاهرية؛ والذي بلغ به الأستخفاف بالآثار الأدبية وأصحابها درجة لم 
يتورع معها من القول عن ديوان المكزون: إن أكثره 'تخليط' في 
مذهب النصيرية )١(‏ 





)١(‏ فهرس المكتبة الفظاهرية للدكتور غزت حسن 


كنت أود أن أفرد باب خاصاً لمناقشة الدكتور عزت حسن وتفنيد 
آرائه؛ أو رأيه في المكزون السنجاري وشعره. ولكني هنا أكتفي 
بالقول: إن أقوال العارفين تبدو- وربما لأول وهلة- لغير المختصين 
غريبة» أوصعبة المنال» وفي هذه الحال يفرض علينا الأدب والسلوك 
الأخلاقي أن نتهم مقدرتنا وعجزنا عن الأحاطة بمراميهم؛ وجهلنا 
بمقاصدهم العصية على أفهامناء وقديماً قيل: الأنسان عدوما يجهل. 
وفاقد الشيء لايعطيه. 


فرق كبير بين العلم والمعرفة: كلاهما يبحث في الكونء لكن العلم 
يبحث في الأشياء المتعددة» أما المعرفة فتبحث في الواحدء ولهذا كانت 
وسائل العلم المسطرة والمجهر؛ والحواس والتحليل العقلي؛» ووساءل 
المعرفة القلب والبصيرة والذوق والوجدان. 


أن المعرفة لايمكن ضرب مثال تقريبي لهاء ولا تمثيلها بعبارات 
وكلمات والأسرار النهائية لايجلوها أجتهاد فكرء ولايجيب عليها 
إلاكشف الهيء أو علم لذني. 
ولهذا المعنى أشار الشاعر المكزون في أحدى قصائده. 


وسركم في الكون سارء وأنما على كل قلب ضل عن فهمه قفلُ 


فلوا أبصر المحجوبون جزءاً من الحقيقة لتغير حالهم؛ وأنكسرت 
أقفالهم؛ وأنكروا أقوالهم!! 


9 


قال الدكتور مصطفى محمود: )1( 
هل هناك ماسوى الله؟؟ 


على هذا السؤال الأزلي يجيبون.. نعم هنالك العدم!! فما سوى 
الله عدم والعدم عندنا غير معدومء فالعدم هو الوجه المقابل للوجودء 
كالظلمة في مواجهة النور» والسالب في مواجهة الموجبء والقابل في 
مواجهة الفاعل» وكالمرآة في مواجهة الشمس. 

في العدم حقائق أزلية قديمة هي شؤون الله ونحن كلنا حقائق في 
العدم» أخرجها الله يرحمته؛ وأعطاها لبسة الوجود. وجعلها محلاً 


لتجليات أسمائه و صقاته. 


وهو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور 
وكان بالمؤمنين رحيما (؟) 


وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً (5) 


وهذا ''خلق الدائم المتجدد وإخراج الحقائق من العدم إلى الوجود 
ومن الظلمة إلى النور هو شؤون الله. 





)١(‏ أوردنا هذه الأقوال يتصرف واضافة الإستشهاد مع المحافظة على أفكار المولف 
وتعابيره 
(؟) الأحزاب 47 


(5) مريم 


والله هو الوجود المطلق يستحيل عليه العدم» فلم يبق إلا إن يكون 
العدم هو "الغير" والسوى بالنسبة لله؛ وأن تكون النظرة الثنائية لامعدى 
عنها في فهم الأمور. ولكنها نظرة ثنائية لاتنفي وحدة الوجود.. 
فالوجود كله الددوالا “وجوه لغيره ولا فاعل غديزه طالما انثا رضنا 
الغير بأنه'عدم' وبأنه 'قابل" وليس فاعلا. 


لله المغرب والمشرق فأينما تولوا فثم وجه الله (البقرة )١١©‏ 
له مافي السموات ومافي الأرض (النساء )١1١‏ 
هو الأول والأخر والظاهر والباطن (الحديد ؟) 


ووحدة الوجود بهذا المعنى وحدة وجود إسلامية لاوثنية فيها ولا 
أثر لخرافات وحدة الوجود الهندية 854391711111581 فلا توحيد فيها 
بين العبد والرب» ولاقول بأن الرّب هو عين العبدء ولا دعوى مشبوهة 
مثل دعوى 'أنا الله" فقد قلنا من البداية أن العبد كان حقيقة أزلية في 
العدم... حقيقة سالبة 'قابلة' لافعل لهاء وأنها خرجت إلى الفعل 
والوجود والحياة بفضل الله؛ وأن العبودية والإفتقار والأحتياج 
خصائص ملازمة لها منذ الأزل... ولاتصح لها دعوى ربوبية على 
الإطلاق إلا إذا أصابها الجنون أو الكفر أو الإلحاد. 


وللصوفي العارف الأمير حسن بن مكزون السنجاري (عاش في 
أوائل القرن السابع الهجري في سنجار بالعراق وكان أميرا على أحدى 
قبائلها) نكتة لطيفة في هذا الباب فهو ينصح بضرب الصوفي المجذوب 


الذي يقول << أنا الله >»>موصكة بعنف فإذا أحتج فقد تناقض مع دعواه 
بأنه الله واثبت قوة فاعله غير الله فيقول: 

حاجج لمن قال : <<أنا أنت>> بالس 2 سب وبالض رب وبالصكُ 

فإن أبا ذا منك قل: ملت عن20 توحيدك المحص إلى الشرك 


ويقول المكزون السنجاري في شهادته التوحيدية: 


أشهد أن لا اله الا الإله الأحد لا من عدد الظاهر بذاته من غير جسد 
المتنزه عن الصاحبة والولد. والذات الأحدية عنده لاتقبل التعدد لأنها 
كاملة وتعدد الكامل مستحيل فكل مايكون في نفسه تام فلا يحتاج إلى 
آخر. والكامل القادر الواحد يفي بجميع المراد فلماذا يتعددء وما الداعي 
لزيادة لاحاجة لها إلا أن تكون عبثاً وفضولاًء ولاعبث ولافضول في 
الكون. تعالت ذات الله عن التعدد والكثرة» وتعالت عن الحركة 
والسكون وعن الحلول والإتحاد وععن التغير والفساد وعن أحتواء 
الجهات وعن الأسماء والصفات لاتحل في كيان وإن ظهرت للعيان. 


تعالتناتمسولاي عن الصّيِز والوصف 


وعن دائرٌةالايسن وإن شوهد في الأين 


١ا/لك‎ 


ويقول المكزون أن كل مائرى حولنا هي حضرة مجاز وتمثيل (أمثلة 
لقدرة الله وصنعته أما الذات القادرة الواهبة فهي في الغيب لامثل لها. 


ليس لها بالحسن مثل إنما2 تمثلت عن الظهور بالمثل 
موصوفة بين الورى وحسنها تحت النعوت والصفات مادخل 


ويقول في شعر رقيق مخاطباً الذات الإلهية: 


إذا وصف العشاق معنى جمالكم فتجريده عن كل وصف له وصفي 
وإن عبّروا باللطف عنه فإنني أقول معيد اللطف جل عن اللطف 


الذات عنده متعالية عن الأسماء والصفاتء فالأسماء والصفات مفادة 
منها ولكنها هي ذاتها فوق حدود التمتمي وفوق حصر الصفات. 


يفني الكلام ولا يحيط بوصفه أيحيط مايفني بما لاينفد 


وتعدد الصفات لاينفي وحدة الموصوف. 
عباراتنا شتّى وحسنك واحد. وكل إلى ذاك الجمأل يشير.(١)‏ 


ومن لطف الله أنه يتقرب إليناء ويتعرف علينا بأوصافنا نحن 
لابأوصافه هوء فذلك على سبيل الإيناس المألوف بدلآمن أن يواجهنا 





(1) هذان البيتان لا نعرفهما للمكزون فهل استشهد بهما أم أنه أطلع على نسخة غير 
معروفة لدينا 


يفيل 


بذاته التي ليس كمثلها شيء فتهلكنا الرهبة ويسحقنا الجلال من ذلك 
الذي لانعرف له شبيهاً ولانعرف له أولاً من آخر. فالرائي لايرى من 
المنظر الإلهي إلا ما يشاكله هو من صورة الأسماء والصفات 


ممنوعة بالصفاء رويتها للعين إلا بوصف رائيها 


يطمعه الأسم "الظاهر" بمعرفة الذات ويظن أنه قد وصل ثم يكتشف أنه 
مازال بعيداً ومازال واقفاً عند نفسه هو: 


بصفاها ممنوعة أن تراهما عين راء إلا بوصف الرائي 
ولعجزي عن أن أراها بإيااهفا بدت بالصفات والأسماء 
فعليهيامادل قلبي سواههما وإليها لم تدعني بسواقئي 


والمعرفة عند ابن مكزون نوع من المغامرة المستمرة لاتنتهي إلا 
لتبدأء فهو يحاول أن يعرف الذات بواسطة الأسماء شم يفاجأ بأنه إنما 
عرف الأسماء بواسطة الذات إذ هي التي وهبت الأسماء خصائصها 
وصفاتها المميزة وأحتفظت بذاتها في سر السر منزهة عن الوصف 
والكيف. لاتحل في كيان وأن ظهرت للعيان فالإسم والوصف كاشف» 
وهو في الوقت نفسه سائر وحاجب. 


كالشمس يجلوها لنا نورههآا 2 وهو لنا عن كنهها سساتر 


لوكدلا 


فنور الشمس شديد يحجب عن العين تفاصيلها وإن كان يجلوها 
متلألئة. والصفات الإلهية عند ابن مكزون تقع على الإسم وليس على 
الذات ومن هنا قول القران 
(سبح بأسم ربك الأعلى) (الأعلى )١‏ 
(سبح بأسم ربك العظيم) (الحافة©؟) 
(وأذكر أسم ربك وتبتل إليه تبتيلآ) (المزمل 8) 
(وأذكر أسم ربك بكرة وأصيلاً) (الإنسان 5؟) 
(تبارك أسم ربك ذو الجلال والإكرام) (الرحمن 78) 
(أقرأ بأسم ربك الذي خلق) (العلق )١‏ 
(فأذكروا اسم الله عليها صواف) (الحج 5؟) 
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (الأعراف )١8٠١‏ 

وفي ذلك يقول عن الذات الإلهية: 

وهي العلية عن وصفي وعن خطبي 

فالله بأفادته القدرة للقادرين سمي قادراء وبافادته الكرم للكرماء سمي 
كريما وكذلك كل ماوصف به إنما جرى عليه من قبل أنه وهبة وأفادهُ 
لامن قبيل أن هذا الوصف أو ذاك كمال لذاته» فصفات الله بهذا 
الأعتبار موهوبات من ذات الله ومفادة اسمائه الحسنى أماذاته فمنزهة 
عن الصور والأوصاف لأنها 'واحدة الحسن" 


واحدة الحسن التي عن حسنها سرت تفاصيل الجمال والجُمل 


وإنما هو سبحانه يتلطف بعباده فيظهر لهم بالصفات والأسماء ويدعوهم 
بالصور المشابهة لهم حتى يستأنسوا ولهذا قال الحديث: (خلق أدم على 


174 


صورة الرحمن) ولم يقل على صورة الله أو الذات» فالله ظهر بالاسم 
الرحمن والرحمن خلق الإنسان على صورته لطفأمنه ليتم الأئتناس 
وليمكن الحوارأما الذات فهي في العلو والتجريد لايحيط بها وصف ولا 
اسم وفي ذلك يقول بن مكزون: من عرف موقع الصفة بلغ قرار 
المعرفة أي من عرف وأدرك أن الصفة لاتقع على الذات الإلهية وإنما 
هي مسففادة منها ومفادة إلى الواحدة أو الأسم أو الشيء أو النقس 
القابلة وراقة عنيها من عزف زنك بلغ فار المعرفة ولهذا يرد النبي 
(ص) كل شيء في النهاية إلى الذات الإلهية في حديثه: (أعوذ بعفوك 
من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك) فهو في البداية 
يستعيذ من افعال وأسماء وصفات إلهية (أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ 
برضاك من سخطك) ثم في النهاية يسلم إلى الذات كل شيء (أعوذ بك 
منك). 


الواحد في العدد 0 0 المداد في د ولايوصل إلى اللة 0 
بنور الله ولا يعرف الله إلابالله»ويقول الشاعر المكزون في ذلك. 


فغيري من سواك يرى ديلا وليس عليك غيرك من يدل 

ومن العارفين من لا يصل إلى الله إلا استدلالاً فيستدل بفعله على 
صنعته وبصفته على اسمه وباسمه على ذاته سبحانه وأولئك ينادون من 
مكان بعيد ومنهم من تحمله العناية إلى حريم الشهودء فيشهد أنوار 
الحضرة وبين الرائي والمرئي بون شاسع. 


والله هو الأول والآخر والباطن والظاهرء سبحانه لم يسبق له 
حال حالاً فلم يكن أولاً ثم أصبح آخراً أو كان باطناً فأصبح ظاهراء 
بل هو الأول والآخر والباطن والظاهر في ذات الآن دونما استحالة في 
اجتماع الضدين لايمنعه البطون من الظهورء ولايقطعه الظهور عن 
البطون وأقرب الطرق إلى معرفة الله هو معرفة النفس الإنسانية: 


(وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (الذاريات) 


وفي الحديث الشريف: "من عرف نفسه فقد عرف ربه" فالنفس 
لها ظاهر وباطن في الوقت نفسه كما أن لله ظاهراً وباطناً وهي واحدة 
وهي كثرة من الصفات والأسماءء والإنسان سميع بصير مريد متكلم 
عليهم حكيم خالق مصور وهو حاكم لظروفه مهيمن عليهاء والإنسان 
ديمومة ممتدة في الداخل وزمن موضوعي في الخارج وهو بهذا 
المعنى نموذج مصغرء ومثال من ربه» وروح الإنسان وجسده مثال 
لذات الله والكون فلا أنفصال بين روح الإنسان وجسده كما أنه 
الااتصال بينهما ولايمكن القول بحلول الروح في الجسد ولاباتحادها به 
فلوكانت روح الإنسان متصلة بجسده لنقص منها جزء إذا بتر من 
الجسم جزء ولاقتضى الأمر في النوم ألانرى ولانبصر لتوقف آلات 
البصر بإغلاق العين. 


لو كانت النفس بالآلات مدركة لم تلق في النوم لانعمى ولابوسى 


كما أنها ليست منفصلة عن الجسد وإلا لما كان زيد أحق بها من 
عمره وكما إن الرؤيا الصادقة في المنام هي دليل أخر على عالم 
الروح الغيبي المختلف عن عالم الجسد بحدوده وآلاته. 


كذلك تبدو الأعضاء متحركة بذاتها (مثل النجوم التي تبدو 
متحركة بذاتها) مع أن الفعل كله للروح المحركة فالروح لها قيومية 
على الجسد كما إن لله قومية على الكون. 


مثلما هي علاقة الله بمخلوقاته ولايجوز وصفها بالحلول ولا بالاتحاد 
ولا[الاتصال رلا بالاتفستال 


وقال أمير الؤمنين علي بن أبي طالب: ياقريباً من الأشياء بلا 
ملامسة» وبعيداً عنها بلا مباينة» لست في الأشياء بوالج. ولاعنها 
بخارج وتقدم هذا القول 
والنفس تظهر بأفعالها دون أن تحيط بها أفعالها. 
والنفس لها ظاهر وباطن مثلما يوصف الله بأنه ظاهر وباطن. 
والنفس لها وجود غيبي كما أن لها حضوراً مشهوداً. 
والنفس سارية في جميع الأفعال طول الوقت في لطف وخفاء. 


والنفس من هذه الوجوه أكثر الحقائق شبهاً بالسر الإلهي وفي ذلك 
تقول الآ 'قرآنية: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين 


لهم أنه الحق" (فصلت 57) 


187 


فالنفس آية كاشفة عن جلال الرب في دقائق أوصافها وخصائصها. 
وفكرة ابن مكزون عن الصفات الإلهية (أنها مفاده من الذات للإنسان) 
تجعل الإنسان محل عناية وموهوباً مجاناً برحمانية الصفات الحسنى 
ومواهب العالم الأسنى 


إلى الرحمن نسبة كل عبد ظهور صفاته الحسنى عليه 


والكل مدعو للتحلي بهذه الصفات بلا مقابل والشرب مدن معينها' 
النوراني الذي هو عين الحياة وإكسير الخلود. 


ومن يرد فليأخذه مجاناً (رؤياً يوحنا؟؟/7١)‏ 
الدر الإنيي نان في الكون في لظف وكفاء قينا نع النفسن 
الرحماني. 


وسركم في الكون سار و إنما2 على كل قلب ضل عن فهمه قفل 


وذات الله غيب وجميع الأسماء والصفات الإلهية مانعرف منها 
ومالانعرف كلها مجملة في الذات كمون الشجرة في النواة وتلك هي 
حضرة الأحدية الغيبية (عالم الجبروت) في عالم "الملكوت" تظهر 
الحضرة الصفائية الأسمائية تنزلاً من عالم الغيب وفي "عالم الملك" 
تتنزل الأسماء الألهية والصفات لتمد المخلوقات بمالنفس الت 
وترعاها بالتربية والعناية وتلك حضرة الربوبية أو نزول الله إلى 
السماء الدنيا لاستعمال الحواس» وتحريك الأعضاء فهو السامع 


لذنلا 


والباصر والناطق على كل لسان وهو قيوم كل شيء وهو مخرج 
الزهور من أكمامها والأجنة من أرحامها. 


وفي عظام الناس لي نشوة سيارة مسكنها المخ 


وكل هذه المستويات الوجودية هي ظهورات أو تجليات أو تنزلات 
الواحد والله بهذا المعنى ظاهر في جميع المظاهر ولكنه منزه عنها 
جميعاً وهو غيرها وإن قامت به كما يقول: 


أراني فيك موج وداً وعني أنت منقفرد 


وأقرب تشبيه للأمر هو تجلي الوجه في المرآة فأنت ترى نفسك 
في المرآة ومع ذلك فما يبدو في المرآة هو أنت وانضتا انلق انك 
وأنت موجود في المرآة بدون حلول وبدون اتحاد ودون انتقال ولسان 
حالك يقول وأنت تتأمل صورتك في المرآة مع المكزون 


نظري في الزجاج أشهدني نفسي وغيري على خلاف الحال 
مثل مافي المرآة أشهد من خلفي أمامي وعن يميني شمالي . 


وبمثل هذا يتجلى الله في المظاهر المختلفة دون أن يحل أو يتحد 


بها أو ينتقل إليها والحدود المشاهدة هي يسبب النراينا ونوعياتها كل 
منها يعكس جانباً ولكن الأصل غير محدود. 


1١م4‎ 


والتوحيد عند أهل الأسرار مراتب ودرجات أدناها التوحيد 
اللساني بقول لاإله إلاالله شم التوحيد البرهاني وذلك بالتفكر والتأمل 
والأقتناع. ثم التوحيد حياةً وعملاً وسلوكأوذلك بأن تكون حياة العارف 
مطابقة لأمر الله ومبذولة كلها لله. ومثل هذا العارف تتوحد أقواله 
بأفعاله وتتطابق نياته مع أعماله. 


وذروة التوحيد هو التوحيد الشهودي وذلك بفناء العارف بين يدي 
ربه فلا يرى لنفسه وجوداً ولاجسد أوكياناً ولايشهد إلانوراً أني توجه 
وبذلك تنتهي الثناتية ويعود العدم إلى العدم ويبقى الله ولاوجود 


سواه :الخ 


أوردنا هذه الأقوال لهذا الباحث الإلهي المتعمق بفهم أسرار القوم 
والإطلاع على مقاماتهم وأحوالهم وسلوكهم ومشاهداتهم وفناء ذواتهم 
في حب الذات الإلهية فما قول الدكتور عزت حسن في هذا التحليل 
لشعر بن مكزون وإعجابه بدقة تصويره وعمق إشاراته ورموزه وسمو 
مقاصده ومعانيه وهل هذا كله "تخليط" على زعمه في مذهب النصيرية 
إذا كان هذا العلم الإلهي والأسرار الربانية والحياة الذوقية والإنقطاع 
إلى ذات الله 'تخليط" كما يزعم أو كما يفهم فأين تكمن الحقيقة؟ 
أما الحسيني عبد الله- وهو إسم مستعار_ فنسأله من هم المنسلخون 
عن هذه الحقائق والمتجاوزون هذه الدقائق؟ 


وللسيد أنور الجندي أن يدلنا على 'تفاهة" شعر المكزون التي 
أحسها ولمسها والتي مسخ بها شعر ابن الفارض هذا الشعر الذي بلغ 
أقصى ذروة التوحيد واسمى درجات العرفان وأبعد مدى تسمو إليه 


هل هذه الأفكار والرموز والإشارات العرفانية تفاهة أم ادعاء 
سيده ابن الفارض الربوبية ؟ 
متى ملت عن قولي: أنا هي؟؟أو أقل وحاشا لمثلي انها فيه حلت 
أنا هي!! أي هو الذات الإلهية حقيقة» وليست حلولاًء والعياذ بالله من 
هذه الشطحة وكم له ولأمثاله من أمثالها وسنأتي في الأبحاث التالية 
بنماذج من هذه التجاوزات وقد يبلغ التناقض أحياناً حداً لايتمكن معه 
الباحث إلا أن يحكم على أحد طرفيه بالتجاوزء والأستحالة ومنافاة 
الحقيقة . 


كما 


التقاقض والأختلاف 


يظهر التناقض والأختلاف في التاريخ الإسلامي على ثلاث مستويات: 
الفكري - النقلي - السياسي . 


فعلى المستوى الفكري يتجلى بوضوح بين المعتزلة والحنابلة 
والأشاعرة ونختصر البحثه في أختلافاتهم - على كثرتها - بإختلافهم 
في مسألة الصفات . 


فالمعتزلة يفسرون الصفات كوجه الله ويد الله والأستواء على 
العرش تسيرا مجازيا تيهنا لله عن التحسيع فسماهم الحنابلة " 
المعطلة " أي معطلي الصفات 


والحنابلة يقولون نؤمن بالصفات كماوردت بالقرآن الكريم فسماهم 
المعتزلة " المجسمة " أي يجسمون الله بصفة خلقه وجاء في صحيح 


البخاري . حديث يوم يضع الله رجله في جهنم 


والأشاعرة قالت نؤمن بالصفات كما وردت ولكن لايجوز السؤال 
عنها ب " كيف " فسماهم أخصامهم " البلاكفة " . 


ويلحق بهذا الخلاف الفكري - العقلي - الأجتهادات المختلفة . 


المستنبطة من النصوص الشرعية » وهذه تأثي أقل أهمية وخطراً عما 
سبق لأن الأفكار تتفاضل ٠‏ والعقول تتفاوت» 


١مل‎ 


من المسلم به ايماناً واعتقاداً وعقلاً وشرعاً أن القرآن الكريم 
معصومء ومحفوظ من الزيادة والنقصان لقوله تعالى"إنا نحن نزلنا 
الذكر وإنا له لحافظون؛ وإنه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه 
تنزيل من حكيم حميدء وإنه لقرآن مجيد في لوح محفوظء وأنه مصدق 
لما بين يديه؛ ومهيمن عليه فهو دستور الإنسانية» ومع هذا فأن 
الباحث يجد في بعض الصحاح المعتمدة» والسنن المتبعة» والأسانيد 
المتعددة مايشعر بوجود الزيادة والنقصان» وهو مما تسرب إلى الحديث 
الشريف من الأسرائيليات» أو وضع الزنا دقة. 

علماً بإن علماء المسلمين بذلوا جهودء وصرفوا أعماراً في سبيل 
تنقية الحديث وتصحيحة وإبعاد الشبهات عنه؛ ولكن- رغم كل ذلك- 
لايمنع من القول: أن هنالك بقاياً مما ترك الوضاعون. 

الأمام البخاري سيد المحدثين بلا منازع؛ ومع ذلك ورد في 
صحيحه أحاديث تستدعى التسأول ومنها: 
سمع رسول الله (ص) رجلا يقرأ في سورة ليلاً فقال يرحمه الله لقد 
أذكرني آية كذا وكذا من سورة كذا وكذا .)١(‏ 
الرسول الأمين ينسى آية مما أوحي إلية؟؟ نزل به الروح الأمين على 
قلبك لتكون من المنذرين (؟) ٠‏ 





)١(‏ البخاري ج” ص8 ١ه‏ باب نسيان القرآن 
(١)الشعراء‏ 


وجاء فيه عن زيد بن ثابت قوله: لما نسخنا الصحف في المصاحف 
فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله يقرؤهاء لم أجدها 
. مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري )١(‏ 


وجاء فيه أيضاً عن عبد الله بن عباس: خرج عمر بن الخطاب فلما 
رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زياد بن عمر بن نقيل: ليقولن العشية مقالة 
لم يقلها منذ أستخلف»؛ فأنكرعلي!! قائلاً: ماعساه أن يقول مالم يقله 
قبلاً؟؟ فجلس عمر على المنبر» فلما سكت المؤذنون قام فاثنى على الله 
بما هو أهله؛ ثم قال: أما بعد فأني قائل لكم مقالة قدر لي أن أقولهاء 
لآأدري لعلها بين يدي أجلي!! فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث 
نتهت به راحلته؛ ومن خشى أن لايعقلهها فلا أحل لأحد أن يكذب 
علي!! أن الله بعث محمداً بالحق» وأنزل عليّه الكتاب» فكان مما أنزل 
عليه آية الرجم» فقرأناها وعقلناها ووعيناهاء رجم رسول الله» ورجمنا 
بعده» فأخشى أذا طال بالناس زمانء» أن يقول قائل: والله مانجد آية 
الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب 
الله لمن زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة» أو حصل 
الحمل» أو الأعتراف (؟) 


وفي رواية أخرى: لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله 
لكتبتها بيدي (5). 





(١)البحاري‏ ج” ص9١‏ كتاب التفسير 
(؟)البخحاري ج51 ص 8 كتاب التفسير 
(")البخاري جم ص 9ه كتاب المحاربين باب رجحم الزانية 


145 


والآية هي: الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما البتة(١)‏ 


وجاء أيضاً: قال عمر بن الخطاب: كنا نقرأ من كتاب الله: أن 
لاترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن أبائكم».أو أن كفراً 
بكم أن ترغبوا عن آبائكم. (؟) 


وجاء أيضاً عن عبد الله بن مسعود أحد القراء الأربع الذين أوحى 
الرسول (ص) أن يستقرأ القرأآن منهم أنه كان يقرأ والليل إذا يغنشى 
والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى ويقول: والله لقد أقرأنيها رسول الله 
من فيه إلى في (”؟) 


وعن عائشة: كان فيماأنزل من القرأن: عشر رضعات معلومات 
وتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرأن (4) 


وعن أبي الأسود عن أبيه أن أبا موسى الأشعري بعث إلى قراء 
البصرة: وكانوا ثلاثماية رجل وقال لهم: كنا نقرأ سورة نشبهها في 
الطول والشدة ببراءة» غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان 
من مال لابتغى وادياً ثالثء ولايملاً جوف ابن آدم إلا التراب (©) 





(١)البخاري‏ ج94 ص7١7‏ كتاب الأحكام 
(١)البخاري‏ جم صء 4 ه كتاب احاريين 

(؟) صحيح مسلم ج؟ ص ٠١75‏ كتاب الرضاع 
(4؟) صحيح مسلم ج7٠‏ ص55 كتاب الزكاة 
(5) الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ص ه> 


وفي كتاب الإتقان للسيوطي أن القرأن ١١7‏ سورة فقط أو بأضافة 
سورتي الحقد والخلع(١)‏ 


والسؤال : ما قول السادة العلماء !! 


أما الخلاف النقلي فيتجلى واضحاً بأختلاف الألفاظ والتعابير عند 


ولنأخذ مثالاً على ذلك حديث شق صدر النبي (ص) فالحديث متواتر 
»؛ ومجمع عليه . 


ولكن - على تواتره - والاتفاق عليه فقد ورد عند البخاري إمام 
المحديثين في صحيحه؛ وهو أوسع الصحاح » بثلاثة صيغ تختلف فيما 
-١‏ قال الرسول (ص) : فرج سقف بيتي وأنا ب 'مكة" ونزل "جبريل" 
وفرج صدري ثم جاء بطست من ذهب ممتلثاً إيماناً وحكمة فأفرغه في 


صدري .)١(‏ 
؟- بينما أنا في الحطيم '" مضطجعا إذ أتاني "آت" ثم أوتيت بطست من 
ذهب مملوء إيماناً فغسل قلبي (؟). 


)١(‏ الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ص59 
(؟) البخحاري ج١‏ ص١55‏ 1 
زسة اليخاري ج13 ص77 


15١ 


- وقعت الحادثة في البادية وشهدها إخوته من الرضاعة قائلين : 
رأينا أخانا القرشيّ وقد آتاه 'نفر" فاحتملوه ثم غسل بماء زمزم شم أتي 
بطست من الذهب مملوء إيماناً وحكمة .)١(‏ 


ففي المثال الأول كان في بيته ب 'مكة" فنزل جبريل 
وفي المثال الثاني كان مضطجعاً في "الحطيم" فأآتاه "أت" 
وفي المثال الثالث كان في البادية وجاء 'نفر" فاحتملوه . 


وعلى المستوى السياسي يكاد الخلاف والأختلاف يشمل الكثير 
من الأحاديث والأخبار » وخاصة ما له علاقة بالأشخاص » ويكفي 
مثلاً ما ورد في علي ومعاوية مدحاً وقدحاً لكليهما . 


والعجيب الغريب كيف أستساغ كتبة التاريخ الجمع بين الشيء 
ونقيضه في الأمر الواحد؟؟وكيف أقروا ودونوا هذه التناقضات بدون 


ريازة أو تمحيص ؟؟ 


هذه التناقضات قديما وحديثاً عملت عملها في تمزيق وحدة الأمة 
وقضت على جمع الكلمة إذ جاءت السياسة قديما وحديثاً فاستثمرت 
هذه التناقضات وأقامت عليها تلك الخلافات ٠‏ ووظفتها لضالح 
الساسة!! 


٠١ص‎ ١ج‎ يراخبلا)١(‎ 


وجاء من يريدون بلإسلام كيداً » وبالمسلمين شرا » قديماً وحديثا 
فأرهفوا أقلامهم؛ وتمردوا على ضمائرهم » وأستجابوا لنزعاتهم 
ونزغاتهم فألفوا الكتب وشحنوها بهذه الخلافات» وعملوا بجد ودأب 
وحقدء على نشرها وتوزيعهاء لتحقق أغراضهم وتشفي أمراضهم!! 


والشاعر المكزون يشير إلى محاولة إتمام الشرع بنقص يقع فيه 
المجتهدون» وذوو لفكر القلق» الذي لايعرف الاستقرار » لضعف في 
البصيرة» ووهن في الإيمان فيلتبس اليقين بالخيال» والحقيقة بالمحال!! 
قل لمن رام للشريعة إتما ما أبا لنققص تستتم الكمالا؟؟ 
أو بفكر لايستقر على حا ل يرينا عين اليقين خيالا؟؟ 


فهناك أختلاف الرواة؛ وتعدد الرواية» في الخبر الواحد » والتناقص في 
الحديث الواحد ؛ وأدعاء كل راو أنه على صواب » وأن رواته عدول» 
أو أهل عصمة في الرأي والمقال . 


وكان نتيجة ذلك أن إلتبست الحقيقة بالخيال » ولحق النققص 
بالكمال » ونشأت الفوضى في كل رأي » وكل مقال ٠‏ وكانت لنا كل 
تلك المذاهب والفرق والآراء المتعدده!! 

أنشأ الرواة والمحدشون مذاهب كلامية» وفقهية إجتهادية؛ لدعم 
سياسة» أو لتأبيد معارضة:؛ وعززوها بأحاديث عن الصادق الأمين 
لتكتسب صفة "المسلمة"وتحاط بالقداسة ليتسع نطاق نشرهاء وتقوى 
الدعاة لها والدعاية إليها . ليزداد عدد أنصارها والاخذين بها » 
والمدافعين عنها والمستظلين بلوائها » وليضعف مناوؤوها. 


157 


ا 


حاول الكشيرون أن يوفقوا بين بعض هذه المتناقضات بتقريب 
وجهات نظر المختلفين » أنطلاقاً من الأخذبأقربهاإلى العقل» وصحة 
النقل » وروح العصر » وحاجة الأمة»فضل بهم الطريق» 8 يحالفهم. 
التوفيق» وتركوا لنا ركاماً من التلفيق !! 


ورغب أخرون بفرز الزائف عن الصحيح » وتنقية الذهمب من 
الصريف » إخلاصاً للدين وتوحيداً لكلمة المسلمين»فوقف جيش 
الأرهاب شاهراً سيوف المذهبية دون الغاية النبيلة» وبكل حينة ووسيلة» 
وفرض عليهم الرهبة والأستكانة» وأقعدهم عن أداء الأمانة . 


وتطالعنا الصحف دوامأبأنباء هذه المعارك التي تدور رحاهاء 
ويتسع مدى اذاها بين التقليد والتجديدءبين الجمود والمرونة في تطوير 
التشريع نحو متطلبات العصر . 


والإسلام في كلياته العامة ومنطلقاته الشاملة لاير الجمود 
ولايضيق بمتطلبات الحياةإذا أحسن أبناؤه المثقفون وعلماؤه المجتهدون 
أن يستلهموا روح نصوصه ويستنبطوا من كلياته كل تشريع تفرضه 
روح العصر . 

من هذه المعارك ولا أقول : آخرها » فهي متجدده دائماً » ما قام 
في جامعة القاهرتمؤخراً بين فريقين » أوتيا نصيباً من الثقافة» يخولهما 
أن يكوئوا رادة فكر » وقادة رأي » وسادة في أمة. 


هذا الخلاف وهذه الضجةحصلتا ودارثا حول مشروع أدبي» علمي 
تاريخيء قدمه الدكتور حامد أبو زيد المحاضر في جامعة القاهرة. 


154 


والخلاف يدور حول مهمة الدين وأعتباره عنصراً أساسياً لأي 
مشروع للنهضة. ولكن الخلاف يتركز حول المقصود من الدين » هل 
هو كما يمثل ويطرح ويمارس بشكل إيديولوجي نفعي من جانب 
اليمين المسلم ؟؟ أم هو الدين بعد تحليله وفهمه وتأويله» تأويلاً علمياًء 
ينفي عنه ما علق به من خرافات» ويستبقي ما فيه من قوة دافعة نحو 
التقدم» والعدل والحريةوهو ما تمثله العلمانية في جوهرها » لاما يروج 
له البعض من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة ؟؟ 


وهناك من يرى أنه من الممكن أن نوحد بين الفكر والدين:ونلغي 
المسافة بين الذات والموضوع. ونفسر الظواهر كلها بردها إلى مبدآ 
أول هو الحاكميةالإلهية» بوصفها نقيضاً لحاكمية البشر. وهناك 
أتجاهان لدراسة الظاهرة ورقابة العقل والنص : 
الأول : تفسير الظاهرة بربطها بزمانها ومكانها . 
الثاني : هدر البعد التاريخي . 
وهناك محاولة لخلق "التوفيقية" بين السلفية الدينية» والإتجاه العلماني 
ولكن هذه المحاولة لاتخلو من التناقضات وأهمها: إهدار الدلالة 
التاريخية. 

إن محاولة بناء التراث على هذا الأساس يعتبر عملية طلاءء؛ وذلك 
بوضع لافتات جديدة لعلم الكلام الأشعري المتسمة بالجمود » على 
حساب الآراء الأعتزالية التي تمثل سلطة العقل . 


المكزون والفرق 


للمكزون قصيدة يتعرض فيها لذكر بعض الفرق في الإسلام » 
نورد هنا بعضها ونقوم بجولة في تاريخ الفرق الإسلامية » مشيرين 
إلى الفوارق التئ” أغطث لكل فرقة خصائص تميزها عن سواها . قال 


من قصيدة: 

لمغيب قلبي في هواكم مشه د 
ماعن شريعته لصاد مصدر 
فيه توحدت القلوب على الهوى 
في ظل " ظاهره "ثووا فمغور 
و" محدد " معنى الهوى بعيتانه 
ومكابر إحساسه في أنه 

فيريك باطل ما أدتعاه بجحده 
ومحجب بالإسم عن معنى اللههوى 
لايستضيء بنور حكمة عاللم 
أغووا " بظاهر " ما رووا جل الورى 
وتعتوضوا " عرضا " بأنفس " جوهر" 
متمسكون من الخياة ب " ظااهفر" 

لم يفرقوا بين المسمي » وأسمه 
وبغير جور العدل لم يتدينوا 

انا في هواها مشهد ومغئب 

ومثزة " ومشبه ' وموحلد 


ومفوضء والجبر غير مجاحدر 





كل البرية مطلق ومقيد 
إذاماالباد في سواه مورد ‏ 
وتعددث أهو اءعهم فتعددوا 
في قصد " باطنه " وآخر منجد 
وعم على " غيب " الشهادة يشهد 
وسواه من أضداد متوحد 
لمقال من بالقول منه يجحد 
العذري في تيه العمى يتردد 
للناكبين عن الصراط مقلد 
ولديهم طرق "البواطن" سدودوا 
وإلى الشرى دون الثريا أخلدوا 
عن قصد " باطنه " عموا وتبلدوا 
ولغير رسم الأسم لم يتعبدوا 
وعلى سوى غيب العمى لم يشهدوا 
فأعجب لكوني 'واصف" 'ومجرد"(١)‏ 
ومعذد ومقرب وميبّعد 


عندي لأن عيانه لايجبحد 


(1) في البيت خخطأ نحوي وهو رفع حبر مصدر كانء ولعله من أخطاء النساخ 


ومكلف ومرف هومبص تر وميصسترومقل سد ومقلكد 
متفلسف متص وف متسن ن) متشيعءذو رغبةء متزهد 
جاء هنا بذكر بعض الفرق وبعض الأحزاب ثم ببعض أصحاب " 
المقالات " وهكذا كما نرى ينقسم المسلمون نتيجة الإجتهادات إلى فرق 
وأحزاب » وأصحاب مقالات» وسنوضح فيما يلي ما هي الفرق» وما 
هي الأحزاب» ومن هم وراء ذلك . 


ولا بد لنا من الإشارة إلى الحديث القائل : ستفترق أمتي إلى 
إثننتين أو ثلاث وسبعين فرقة » الناجية منها واحدة » والباقيات هلكى . 


هذا الحديث حدا بالفقهاء والمؤرخين أن يعتبروا كل ذي رأي » أو 
مقالة يشكل فرقة ليتم لهم هذا العدد تصديقاً وتطبيقاً لهذا الحديث . 


وكنا في كتابنا الثالث من هذه الدراسة - دراسة المكزون 
السنجاري - قد تعرضنا لهذا الحديث» وتناولناه بشيء من التفصيل» 
وإنتهينا إلى الترجيح بإنه موضوع )١(‏ . 


وسواء صح هذا الحديث» أو ثبت وضعهه: فإن الإسلام عرف في 
القرون الأربعة الأولى » عدداً من الفرق والأحزاب والنحل ونورد هنا 
-١‏ هناك أحزاب دينية» وفرق دينية . 
؟- الأحزاب الدينية لاشأن لها في العقائد إلا عرضاً. 





)١(‏ المكزون ج؟ 


1/ 


*- الفرق الدينية لاشأن لها في الحكم إلا عرضاً(١)‏ . 

4- الأحزاب الدينية هي الشيعة والخوارج 

5- الفرق الدينية هي : المشبهة - المعتزلة - الأشاعرة - التيميون - 
أو مدرسة ابن تميمة . ش 

5- الأحزاب الدينية نشأت حول الأمامة وبسببها . 

1- الفرق الدينية نشأت من التفكير في الدين» وقد أستقلت كل فرقة 


الشيعة حزب دينيء يرى أن خير من يقيم الديين هي 
الأسرةالعلوية» وأنها صاحبة الحق في الخلافة؛ إنها حزب وليست فرقة 
لأنها لاتختلف مع غيرها في أصول العقيدة:» إلا أنها ترى الأمامة 
أصلاً. 


يقول الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه " أصل 
الشيعة وأصولها " "إن أهم ما أمتازت به الشيعة عن سائر فرق 
المسلمين هو القول بإمامة الأئمة " وهو فرق جوهري أصلي » وما 
سواه من الفروق فهي فرعية» عرضية: كالفروق التي تقع بين أئمة 
الإجتهاد كالحنفي والشافعي وغيرهما . 


لكن إبن خلدون يقول :قصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية 
إجتماعية لا تلحق بالعقائد . 





٠٠١ص الدكتور عبد الحليم محمود التفكير الفلسطينٍ في الإسلام‎ )1١( 


1١و14‎ 


ومن الأدلة على أن الشيعة حزب وليست 'فرقة " أن زيد بن على 
إمام الزيدية تتلمذ على واصل بن عطاء رأس المعتزلة وأصبح 
أصحابه معتزلة . 
فالزيدية شيعة بأعتبار حزبهم »وفرقة بإعتبار إعتزالهم . 
والإمام أبو حنيفة من أهل السنة » ولكن بايع محمد بن عبد الله بن 
الحسن بن على بن أبي طالب » وهو من جملة شيعته؛ ولذلك حبسه 
المنصور العباسي حبس الأبد» ومات في الحبس . 

وعلى هذا فقد كان أبو حنيفة سنياً في عقيدتة» شيعياً في ميوله 
وحزبيته وكان إبن أسحاق صاحب السيرة يرمي بالتشيع» والقول 
بالقدر» والتشيع حزبية» والقول بالقدر عقيدة. 


وقد نجد شخصاً شيعي الحزبيةمعتزلي العقيدة أو سنيهاء شافعي 


المذهب 3 أوحنيفيه ٠.‏ 


الخوارج حزب كما سبق وذكرنا » وليسوا فرقة؛ ولم يكن 
اختلافهم مع علي وخروجهم عليه بسب أختلافهم في الأصول ٠»‏ ولكنهم 
ادعوا أن قبوله التحكيم أمر مخالف للدين؛ فكونوا حزباً معارضاً لا 
يحتكم الا إلى السيفء ولذلك قال علي كرم الله وجهه : 
لاتقاتلوا الخوارج من بعدي فإنهم قوم طلبوا الحق فأخطأوه. 


لحل 


ويرى بعض المؤرخين أن خروجهم كان بتحريض من بعض 
العناصر التي تريد شرا بالإسلام؛ أو من بعض العناصر التي دسها 
معاوية بن أبي سفيان في جيش علي . 


ونعود فنقول :إن الشيعة بإعتبارها حزباً » فإن الجدل بينها وبين 
الآخرين لايتجه بأساسه وجهة دينية حادة» وحدته تخف من الوجهة 
الدينية كثيرا فلا يرمون غيرهم ولايرميهم هذا الغير بالخروج عن 
الأصول . 


المرجئة: ليست حزباً دينياء ولا فرقة دينية» وإنما هي 'نزعة' 
لاتناهض ولاتعارض. 


الجهمية : نسبة إلى جهم بن صفوانء» تقول بالتعطيل » فهي ليست 
'نصيّة" وتقول بالجبر فهي ليست 'عقلية" إنها مذهب متأرجح لذلك 
بقيت<< فكرة>»> ولم تصبح فرقة إذن فالشيعة والخوارج أحزاب دينية 
والمرجئة" نزعة” والجهمية 'فكرة" أما المشبهه والمعتزلة والأشاغرة 
والتيميون ففرق دينية 


وتختلف هذه الفرق مع بعضها بحسب موتفها من العقل كأساس . 
فالمعتزلة يعتمدون العقل . أما "النص" فلأنه يحتمل عدة معاني فيؤول 
بحسب ما يراه العقل. 


والمشبهه يأخذون بظاهر "النص' ومعناه الحرفي » ولايعبأون 
بمجافاة المعنى الحرفي للنص ولايقيمون وزناً للإستعارة والكناية 
والمجاز ٠‏ 
والمعتزلة والمشبهة طرفان والإختلاف بينهما شامل . 
وبين المعتزلة والمشبهة » يأتي الأشاعرة والتيميون . 
الأشاعرة أقرب إلى المعتزلة » فهم يستعملون العقل ٠‏ ولكن للنص 


عندهم منزلة» 


التيميون يعتمدون "النص" ولايعتمدون العقل . )١(‏ 





)١(‏ اعتمدنا في هذا البحث على الشهرستاني» وابن خلدون» والرازيء والتفكير 
الفلسطيئي ف الإسلام والفرق بين الفرق للبغدادي ومقالات الإسلاميين للأشعري. 


الباطنية 


تعريف : 

الباطنية هي تأويل النص تأويلاً يختلف عن المعنى الظاهر . 

والذين يقولون بهذا الرأي ويقومون بهذا العمل يقال لهم الباطنية . 
ولقد عرفت الباطنية عند اليونان كما عرفت عند اليهود والمسيحية 


والإسلام . 


ولقد أول شعراء ونقاد الأغريق شعر هوميروس تأويلاً باطنياً. 
كما أول اليهود توراتهم تأويلاً باطنياً ؛ وخاصة 'فيلون" الذي أول كل 
نصوص التوراة تأويلاً باطنياً » يخرجها من البساطة والسذاجة إلى 
معنى باطني يكسبها صفة العمق والقداسة والقبول . فالجنة هي ملكوت 
الروح » وشجرة المعرفة هي الحكمة - وقابيل هو الأناني ٠‏ وإبراهيم 
هو النور والعقل » وسارة هي الفضيلة وهاجر هي ... 


والتأويل الباطني في المسيحية يتجلى في المسيح المتجسد » 
وباطناً هو الأقنوم الثاني » والأب هو الله » ودمه هو الخمر , والصلب 
هو حمل الخطايا عن الجنس البشري . 


وفي الإسلام جاء لفظ التأويل في أربعة عشر آية في القرآن » 
ولفظة "الباطن" جاءت في أربعة آيات » ولفظة الظاهر في ثمان آيات» 
ولاترد لفظة الظاهر غالبا إلا مقرونة بلفظة الباطن . 


وجاء في الحديث عن أبي هريرة : أن رسول الله أعطاني 
وعائين من العلم » أحدهما هو الذي أحدثكم فيه؛ وأذيعه بين الناس » 
والثاني لو أذعته لقطع هذا البلعوم !!! 
وجاء منسوباً إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ٠»‏ أو إلى زين العابدين 
يارب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثننا 
ولا ستحل رجال مسلمون دمي2 يرون أقبح ما ياتونه حسنا 
والتفسير الصوفي في الإسلام تفسير باطني بحت » وللمتصوفة 
إشارات ورموز وعبارات كلها باطنية » وتحتاج إلى تأويل » وكل 
أشعارهم لاتدرك مقاصدهاإلا بالتأويل » ولهم معجم خاص لا يمكن أن 
تحل رموزهم إلابالإستعانة به » ويستحيل على أي دارس أن يدرك 
مقاصدهم إلا إذا أعتمد ,هذا المعجم واستعان به . 


والكنابة والإستعارة والمجاز بنوعيه الحقيقي والمرسل » يدخل في 
باب التأويل ويرمي إلى معنى غير المعنى المباشر 

والأحلام تستبطن رموزاً ووقائع لايستدل عليها إلا بالتأويل» 
فالشمس والقمر والكواكب وسجودها ليوسف ,٠‏ أولها أبوه يعقوب بأبنائه 
الأثنى عشر » ونهى يوسف عن أن يقص رؤياه على أخوته حذر 
كيدهم له . 


والبقرات السمان بالسنوات الخصبة » والعجاف بالسنوات الجدباء» 
ومثلها السنابل الخضر واليابسات . 


والسجينان اللذان حلم أحدهما بإنه يسقي سيده خمراً ٠‏ بالناجي » 
والثاني الذي حلم بأنه يحمل خبزاً على رأسه تأكل الطير منه بالصلب. 


وإذا جردنا الأدب والشعر خاصة من المجاز والكنابة والإستعارة 
وما يحتاج الى تأويل سقط القسم الأكبر منه . 


دانتي في " مطهره " والمعري في " غفرانه " وأبن الطفيل في " 
حي بن يقظان ' وكليلة ودمنة » والمدينة الفاضلة » وأمثالها كلها تحمل 
مدلولات وراء ظاهرها » وتحتاج الى التأويل . 


ويحدثنا تاريخ اليهودية » ومفسرو الكتاب المقدس - العهد القديم 
- أن نشيد الإنشاد لسليمان استعصى على كل مفسري التوراة لولا 
التأويل » والاعتماد على المعنى الباطني الذي لايهدي اليه المعنى 
الظاهر . 


واذا كانت "-الباطنية " وممارسة التأويل عند كل الأمم والشعوب 
وفي كل الأديان والأداب وخاصة في الإسلام فلماذا هذا النعاق والنعاب 
اللذان يطلع علينا بهما بين الحين والآخر بعض مؤرخي هذه المرحلة 
من المسلمين متهمين اخوانهم في الدين من الفرق الإسلامية وخاصة 
العلويين والإسماعيليين والدروز بالباطنية والتأويل. وأن هذا - أي 
التأويل - ينكر' الاسلام " متخذين من ذلك وسيلة للتشنيع عليهم 
والإيقاع بهم » وليس عهدنا بالدكتور محمد أحمد الخطيب » وسيد 


طنطاوي مفتي الجمهورية المصرية وعمر حسن عمرء وعمر تدمري 
وكل هؤلاء وأضرابهم ليس عهدنا بهم ببعيد . 


يضاف الى هؤلاء الدكتور عبد الرحمن بدوي » والحسيني عبد 
الله » وعبد الحسين مهدي العسكري ويأتي معهم الجزويتي الشهير أبو 
موسى الحريري ٠»‏ والأصح إنهم هم يأتون معه !! 


هذه السلسلة بدأها الاصطخري بطلب من الخليفة العباسي » وجاء 
بعده الغزالي نزولا" عند إغراء الخليفة المستظهر العباسي فأبن تيمية» 
فنوح |[ .. 1 


هذه الأسماء - على ما هي عليه من العلم والمعرفة - سخرتهم 
السياسة لأغراضها » واتخذت منهم أداة لقمع معارضيهاء ووسيلة 
لتثبيت سلطتها » وتكرس نتيجة لذلك العداوة بين فئات المسلمين . ولقد 
أحسن المكزون في وصف أسباب ذلك العداء قائلاً: 


قد بدت البغتضاء منهملنا كمالهممنابداالحهب 


العلويون. والإسماعيليون والدروز لم يأتوا بالباطنية بدعة » ولا 
اعتمدوا التأويل إنحرافاً وإنما تسرب إلى بعض مجتهديهم شيء من 
ذلك من بعض مجتهدي ومتصوفي الفئات الآخرى من المسلمين» 
وتصوف العلويين والإسماعيلين والدروز تصوف عملي زاهد » 


والسياسة فرضت عليهم عزلة تامة عن الآخرين فطاب لهؤلاء 
الأخرين التقول بما يشاؤون عنهم . 


لايوجد لدى العلويين والإسماعيلين والدروز تصوف ذا تقنيه 
وممارسات باطنية كما'هو الحال عند بقية فرق الإسلام المغرقين في 
الرمزية والباطينة والتأويل . 


ونستسمح القراء ومن يعنيهم الأمر بسوق الأدلة » والأمثلة » 
والشواهد والوثائق على مدى التأويل والباطنية عند أعلام المتصوفه 
من المسلمين » والذين يحاطون- رغم باطنيتهم وتأويلهم - بهالة من 
القداسة ولا تلفظ أسماؤهم إلا مقرونة ب 'قدس الله سرهم". 


هؤلاء الأعلام الذين نقدمهم كنماذج للباطنية ويعتبرون عند 
مريديهم وعند الغالبية من المسلمين "أقطاب" وإنهم أصحاب" كشف "" 
وأسرار" ومواجيد وذوق وحب وطرق » ولانسطيع حصر عددهم 
ولاتقصي أعمالهم وخوارقهم وأقوالهم لكثرتهم وكثرتها. 


وأول ما نتساءل عن هذه القطبية فماذا يعني" القطب " أو 
"الغوت'(١)؟؟؟‏ 
يقولون القطب هو المحور الذي تدور عليه الرحى وإصطلاحا هو 
الإنسان المتصل بالله. 


)١(‏ راحع بحثنا عن عبد القادر الكيلاني في هذا الكتاب 


وهذا الأتصال برأي القائلين بالقطبيةإما أن يكون وحدة تامة أي 
تنفي <<الاثينية>> فلم يعد هنالك رب »ومربوب. 


وإما أن يكون إتحادأوفي هذه الحالة لاتنفي الإثنية ولكن يرتفع 
الإنسان إلى الله وإما أن يكون"حلولا” وفي هذه الحالة يهبط الله ليحل 
في الإنسان . 


والقطب في عرف هؤلاء هو نقطة مدار الوجود » والوجود يقوم 
عليه كما تقوم وتدور الرحى على قطبها .ويعلم الماضي والحاضر 
والمستقبل . 


-١‏ محي الدين بن عربي. 

من هؤلاء الأقطاب - على سبيل المثال - محي الدين بن عربي» 
الذي له أقوال باطنية في المرأة نربأ بأنفسنا أن نوردها بكتابنا(١)‏ ومن 
يقرأ بعض رسالله تتولاه الدهشة والحيرة من تلك الشطحات 
والتجاوزات الباطنية !! والتقحمات » والإغراق في الإستبطان وإلى 
القراء بعض من شعره : 

لله سر ئو بدا ما اهتدى بهرجال الأعيين العمش 
والله ما أخفيته عنهم إلاالما فيه من الفحهش 
أبو هريرة أخفى وعاءه الثاني من العلم الذي أعطاه له رسول الله خوفا 
على بلعومه من القطع , أما إبن عرابي فيخفيه عن طالبيه لما 





)١(‏ راجحع فصوص الحكم لابن عربي(حكمة فردية في كلمة محمدية) 


فيه من الفحش فما هو هذا السر الفاحش ؟ 


سر الله الخفي ؟؟ 

ويقول : 

عم بالغفران أرباب الأنوب2 بعد أخذ وبتداء للعموم 
. غير أن الأمر قد قسّتمه بين سكنى في جنان وجحيم 


وكلا الصنفِن في رحمته 2 في التذاذ دائم فيه مقيم(١)‏ 
فبشرى لأصحاب الجحيم فأنهم منعمون تنالهم الرحمة في مذهب الشيخ 
الأكبر » المذهب الذي يسقط فيه العقاب والعذاب عن المشرك والكافر 
والخجاحد » وكل مرتكبي المعاصي !! أخذ هذا المعنى أحد الشعراء 
المعاصرين فقال: 

وللخلود على أهل الجحيم يد تجزى مع الدهر شكراناً بشكران 
الخالدون لطول العهد قد ألفوا بقاعها نضج أرواح وأبدان 
لايألمون » ولا تشكو جسومهم-2 من اللظى فهي نيران بنتيران 
وربما خطبت والحفل محتشدح سجينة من ضحاياها لسجبان 
ولكن الشاعر هنا يعرض علينا تصوراً خيالياً بينما الشيخ الأكبر 
يعرض إعتقاداً مصدره الإيمان . 


ولقد جاء هذا المعنى عند متصوف باطني تأويلي آخر هو" 
الجيلي'في كتابه " الإنسان الكامل " : " إن إبليس والشياطين والكفار 
منعمون في النار كما أن أدم والأنبياء منعمون في الجنة (؟) . 


١١ ديوان ابن عربي ص5‎ )١( 
زندقة الحبلي لعبد الرحمن الوكيل‎ )١( 


للا 


إذن فلماذا التقيد بأوامر ونواهي الكتساب »ومنطوق الشريعة» 
والإمتناع عن المتع والملذات؟؟ والخوف من الحساب والعقاب ؟ طالما 
تساوت الجنة والجحيم بالمصير والخلود ؟ وكيف يؤولون ذلك ؟؟ 
ما قول المؤمنين بإسرار وكشف هؤلاء وعمق أسرارهم » بقول الله: 
لأيمنتوئ اصحاب الجتة: واسحاب النان + أسعاب الجنة :هم للفائزوت: 
ويقول أبن عرابي )١(‏ 
أسبح الله بأسمائه من كل مثموم ومحمود 
وكلهم في حمده محسن) وأن أتوافيهبتحديد 
والله أني عابد للهوى ليس له!فأين توحيدي 
وفي القرآن الكريم : أفمن إتبع الهه هواه؛ وأضله الله على علم ... 


الآية 
وفي نفس الصفحة يقول : 
يامن إذا أبصركئه أبصرت نفسي وإذا 


وفي هذا المعنى يقول متصوف مستبطن أخر هو عبد الغني الناببسي 
وما أنا إلا من أحب وأن من أحب أنا من غير شك وشبهة 
والمكزون يقرع القائلين بهذا المذهب (؟) 


حاجج لمن قال : أنا أنت2 بالضرب وبالشتم وبالصكً 
وإن أبى ذا منك قل قدملتع عن توحيدك المحض إلى الشرك 
إزرحت لما عفت ذا مثبتأ لغيرك الفهلبلاشك 





)١(‏ ديوان ابن عربي ص17 
)١(‏ ديوان المكزون تحقيق الدكتور أسعد علي ومخطوطة الظاهرية 


ويقول أبن عربي )١(‏ 


وعلة هذا الأمرآن ليس فاعلح سواه وإن الحق بالحق يفعمل 
فما كان من حمد فحق محقق2 وماكن من ذم فحق معلل 
ومائم إلا الحق ملم غيره ولكنهم قالوا : محق ومبطلل 
وفي القرآن الكريم : ذلك بإن الله هو الحق وما تدعون من دونه فهو 
الباطل 


ويقول بالقطبية و يدعوه الإمام : 


ان الإمام هو الذي شهدت له صمالجبال بكونه معبودا(") 


ويقول: 


مالي إستناد ولاركن ولاوزن إلا إللسي ومني النفع والضرر 
لي التحقق فسي عيني يحققه20 علمي وكشفيء فمني السمع والبصر 
لولاي ما كان للُسماء من اشر أنا المسمي فلي الأسماء والأثشر 
أنظر إلينابنا تلقاه عين أنا قلناظر الحق و المنظور والننظفر 


والمنكوح. 





)١(‏ ديوان ابن عربي ص95 
(؟)ديوان المكزون تحقيق الدكتور أسعد علي وعخطوطة الظاهرية 


ا-عبت الغني النابلسجي 


عبد الغني النابلسي من كبار متصوفة المسلمين في القرن الشاني 
عشر الهجري ت ١47‏ ١حنفي‏ شارح فصوص الحكم لأبن عزبي ومن 
مدرسة " وحدة الوجود " والحلول وحمل التعابير والإشارة على معان 


باطنية تأويلية يقول في الله تعالى من أقواله : 


عرفناه محبوبا مليحا مهفهفا 
وبعنا به وهو الدراهم وهو ما 
وماءً شربناه وخمراً وخبزة 
وعفناه دوداً في شراب ومأكل 
وذلك من حيث الصفات التي له 
ومن حيث شأن الذات فهو منزه 


فخذ بمقالي وأنتسب لطريقتي 


لأنواع خطاب الجمال عروس 
نبيع ونشري فيه وهو فلوس 

أكلناه وإندارت بذلك ضروس 
ونفليه قمل في الثياب وسوس 
فكل ظلالات له ومكوس 
وفيه إمحاء للورى وطموس 
ولاتك ممن طيشته دروس 


وله قصيدة على وزن تأئية إين الفارض المسماة " نظم السلوك " يتناول 
فيها معتقده» ورموز هذا المعتقد ومما جاء فيها : 


أردت ظهوري لي » وما كنت خافياً 
وطوّرتُ أملاكي » فلي كنت عابداً 
وفي كل أدوار الشياطين بينتكم 
واسجدت أملاكي ؛ بأمري لمظهري 
وأظهرت من صلبي جميع مظاهري 
واشهدتهم عني ألست بربكم 
وأول أطواري الكوامن؛ أني 
وأصبحت في شكل النبي محمد 
ومن بعد ذا ما زلت أظهر دائتماً 
وكل الذي أبديته للك ناظضلعمآاً 


فطورت في الأطوار في كل صنورة 
وطورت أفلاكي » فدارت بقدرتي 
ظهرت بوسواس لأصحاب شقوة 
فكل سج ود لي وآدم قبلتني 

بصورة ذْر للعهود الوثيقمة 
فقالوا بلى طوعاً بنفس مطيعة 
لآدم شيئاً كنت ».وهو عطيتي 

إلى الله أدعوا الناس في أرض مكة 
على أمد الأزمان في كل هيئة 
فمن فوق أطوار العقول السليمة 


1؟ 


وفي ديوانه ص لمه- ؤه 

ويح إنسان يناج.ي 
يعبد الله الذي في 
وإذاتقهجيللهربك 


وفي الصفحة55 من ديوانه: 
ولي فؤاد بالجمال مغرم 
واللات والعزى ظهوران له 
وفي ص ١١١‏ 

أمامنا الأعظم في ظااهفر 


م0 م ل محي الدين 


كن عونلا 
ظاهر العلم في الصحابة بادٍ 


وهو علم الإله يظهر فيمن 


صطورة ذات انفذفتهقغ ال 

قلبه ولابييبلي 
بل في الجبسال 
وريبض وظقلسلال 
وبام لاك عجمال 
وبخيل وبغ ال 
قلت هيبغي جدالي 
قلقت هيا ابن الحلال 
قلثقت هل وي بإحتفال 


يدكنه محبوبه دك الجبل 
وَمااوزاهما :وما ورا هسل 


وشيخنا الأكبر في الباطن 


وهو علم التكليف إنساً وجاناً 
زاد عن كل باطن إبطاناً 
قنز للهذفنه كرابا 


10 


3 


وإلى هذا المعنى أشار إبراهيم الدسوقي : 


ألايا لقومي قد قرأتم مذاهباً 
مذاهبكم نرفو بها بعض ديننا 


ولم تثر يا قومي رموز مذاهبنا 
ومذاهبنا غمى عليكم وما قلنا 


وفي ص 8 من ديوانه يقول عن الله: 


هو المعلوم والمجهعول 
هو الشمس التي لأآحت 
هو المغوي والفاوري 
هو المدع وبانساب 
وأعمامموأخ سول 
تياب كلهاي دو 
وتسستع تلك أعراض 
شمبى الكمعم مع كو نف 
متى والوضع مع ملك 
وفعل وإنفعهال وهي 
تجلى ربنا يها 


والمخقغي ووللادي 
وبدرالأفق في الناذي 
هو المهدي والهادي 
و أنسال وأمجاد 
واب اءوأج ‏ اد 
بهامن خلف أضصداد 
الي هناتإرشادد 
وأين عند نقد 
إضافات بأسند 
معلومات إرش ساد 
قريب وابعل اد 


فالمقؤلات العشر في المنطق : الكم والكيف والأين والمتى 
والوضع والملك والإضافة والفعل والإنفعال كلها " اعراض" ولكن الله 
تجلى فيها - على زعمه -فظهر في العدد والهيئة وضمن إطاري 
الزمان والمكان ( الاين والمتى ) إلى آخر المقولات!! 
والشاعر المكزون يخالفه ولا يرى هذه الرؤية : 
جل عن التحويل والحلول في الأيه نن وعن قول مقال من هجر 


مجرد من فرد من زه عن الأسامي والصفات والصور 


"1 


فإذا كانت هذه الباطنية قادت رجالاتها ومن يقولون بها ومن تبعهم 
إلى إنزال الله في الإنسان» وإحلاله في كل أعيان الوجود ما طاب منها 
وما خبث وما صغر منه وما كبر ورفعت الإنسان حتى صار عين 
الوجود وقطب لكل موجود » وصار الحركة والمحرك...إذا كائت هذه 
هي باطنيتهم فما هي " الظاهرية" عند البعض الآخر ؟؟ 

قال أبن قيم الجوزبة وهو فقيه حنبلي متكلم جدلي وتلميذ لأبن 
تيميه » لازمه وسجن معه في سجن قلعة دمشق وقاوم الفلاسفة وتوفي 
سنة ١هلا.‏ 

قال يصف نساء الجنة التي وعد الله بها المتقين . وجاء هذا 
الوصف في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" في قصيدة 


والفندر مضع كن يظن يننا . لطت بمخصواق ذلك سان 
وعليه مجمع سرة هي مجمع الك صرين قد غارت من الآعكان 


حق من العاج استدار وحوله 
وإذا انحدرث رأيت أمراً هائلاً 
لا الحيض يغشاة ولا بول ولا 
فخذان قد حفا به حرساً له 
قاما بخدمته هو السلطان بيت 
وجماعها وهو الشفاء لصَبّها 
وإذا يجامعها تعود كما أتت 
فهو الشهي وعضوه لاينتقتي 
والناس بينهم خلاف هل بها 


حبات مسك جل ذو الإتقفان 
ما للصفات عليه من سلطان 
شيئ من الآفات في النسوان 
فجنابه في عزة وصيان 
هماوحق خدمة السلطان 
فالصب منه ليس بالضجران 
بكرا بغير دم ولانقصان 
جاء الحديث بذا بلا نكران 
حبل وفي هذا لهم قولان 


هذا الفقيه يعتمد في قوله على "الحديث" كما يشير البيت العاشر 
وربما وردت في صحاح الأحاديث أما الأوصاف الأخرى فهل جاءت 


"5314 


بها أحاديث أيضا؟ أم أن هذا " الفقيه " بلغ درجة " الكشف " !! مع أن " 
الكشف " خاص بأصحاب " البواطن ؟؟ 


ومن الفقه الظاهري ما جاء لابن حزم إمام الظاهرية » في كتابه 
المحلي ١١/١‏ إذا ولغ الكلب في إناء سواء كان كلب صيد ٠‏ أو غيره 
صغيراً » أم كبيرً» فيجب إهراق ما فيه كأئناً ما كان » ثم يغسل بالماء 
سبع مرات ولا بدء أو لاهن بالماء مع التراب ولابد » وذلك الماء 
الذي يطهر به الإناء طاهر حلال » ولكن إذا أكل الكلب في الإناء ولم 
يلغ فيه أو إذا ادخل فيه رجله أو ذنبه » أو وقع كله فيه » لم يلزم غسل 
الإناء »ولاهرق ما فيه »وهو طاهر حلال كله كما كان !! 

ويعلل إبن حزم ذلك في كتابه الذي أشرنا إليه كما يلي: الماء الذي 
يغسل فيه الإناء طاهر لأنه لم يأتي نص باجتنابه ولا شريعة » إلا ما 
أخبرنا به عليه السلام أي إنه لا يشترط في التحريم إلا في حال " 
الولغ" فقط(١)‏ 

وجاء لأبي داود الأصبهاني رئيس المذهب الظاهري وأستاذ أبن 
حزم المتوفي 7١‏ ه قوله : بول كل حيوان ونجوه طاهر » سواء 
أكل لحمه أم لم يؤكل » حاشا بول الإنسان ونجوه فهما نجسان(؟). 

ويقول عز الدين بن عبد السلام وهو من أكابر المجتهدين ؛ قال 
أهل الظاهر : من ترك الصلاة أوالصيام لايلزمه القضاء لأن القضاء 
ورد في الناسي والنائم وهما المعذوران » وليس المتعمد في معنى 
المعذور » ولما قالوه وجه حسن » لأن الصلاة ليست عقوبة من 





١17١ الدكتور عمر فروخ‎ ١54 المحلي‎ )١( 
(؟) أضواء على السنة المحمدية ص1717؟‎ 


لتنا 


العقوبات حتى يقال: إذا وجبت على المعذور فوجوبها على غير 
أولى!! 


والشمس حتى الشمس فيما يروونه عن أبن عباس تغرب وتنخس 
عند الشروق » وترمى بالثلج من ملائكة مولجون بهذا العمل لتسير 
مكرهة من الشرق الى الغرب )١(‏ 

ويدخل في باب هذه الظاهرية الساذجة السطحية ماجاء لأحد 
الفقهاء في صفة الأمام الذي يؤم القوم في الصلاة ولايجوز إلا إذا 
انطبقت عليه احدى الصفات التالية : 
-١‏ السلطان -١‏ ولي السلطان ”- الأحسن خلقا" 4- الأحسن وجها" 
ه -الأكثر بشاشة 5 -الأحسن صوتا " /, - الأحسن زوجة 8- الأكثر 
مالا" 9 - الأكثر جاها" ٠١‏ - الأنظف ثوبا" ١١‏ - الأكبر رأسا" 
١‏ - الأصغر عضو"- ذكرا" 1 

جاءت هذه الشروط في كتاب " الفلاح شرح متن الإيضاح " للشيخ 
حسن الشرنبلاني ص ٠٠١‏ وأوردها نقلا" عن الكتاب المذكور أحد 
الفقهاء البارزين المعاصرين محمد وحيد الجباوي (؟) 

وهكذا كما أنتهت الباطنية بأعلام التصوف الى احلال الله في 
موجودات الكون ؛ أو +لى رفع الأنسان الى الله » فأن الظاهرية - 
وكما يرى القاريء - انحطت بأصجابها الى هذا الدرك من الأسفاف. 


٠١7ص راجع كتابنا المكزون السنجاري ج؟‎ )١( 
بدعة التعصب المذهبي محمد عباسي ص97١ طبع دار الوعي العربي‎ )7١( 


دلق 


ها نحن كما يظهر » وكما هو واقع بين " باطنية " مغلقة مغرقة 
في التأويل والإستبطان » وبين'ظاهرية " سطحية ساذجة مسفة» 
وكلآهما - الباطنية والظاهرية كما أوردناهما - بعيدة عن عمل العقل» 
مجانبة له » مظاهرة عليه . 

والمكزون يشير الى هذه " الباطنية المغلقة " والى هذه'الظاهرية " 
الساذنجة بقوله » 2 


أغووا " بظاهر " ما ردوا جل الورى وبزعمهم طرق " البواطن " سددوا 


والأغرب من هذا كله أن يقوم أربايهما والمؤمنون بهماء 
والمنقطعون اليهما والذين يعيشونهما اعتقاد" وعملا” » فيلقون تبعاتهما 
على الأخرين والأخرون يستنكرونهما ويبرأون من أتمهما ووزرهما » 
وقبح القول فيهما !! 
هنا يصح القول :رمتني بدائها وأنسلت 


الايحق لنا - وهذه الوثائق بين أيدينا ن ويمكن القول أن تاريخ 
هذه الفئات كله وثائق - أن نسأل السادة كتبة التاريخ المعاصر والقديم» 
ونخص المعاصرين » ومنهم الدكتور محمد أحمد الخطيب والدكتور 
عبد الرحمن بدوي وعمر تدمري وأمثالهم ممن يدرج على طريقهم » 
وينسج على منوالهم » ويعب من موردهم » هؤلاء الذين جعلوا همهم 
كل همهم » وصرفوا وقتهم كل وقتهم » وكدوا حناجرهم وعقولهم» 
وأحفوا أقلامهم » وأوقروا المطابع بأوراقهم » والمكتبات بمؤلفاتهم» 


1 ؟ 


حول باطنية العلويين والأسماعيلين والدروز » هذه الباطنية المفتراة» 
هذه الباطنية - أن وجد شيء منها - فإنها رذاذ من مطر هؤلاء 
الأعلام الذين لايلفظون أسماءهم إلامقرونة " بقدس الله أسرارهم " !! 


هؤلاء الاعلام أرباب - قدس الله سرهم - لماذا لم يكونوا - 
على ما هم عليه - محلا" لاهتمام ودراسات المؤرخين المعاصرين ! 
لماذا لم يركزوا على ما لديهم من" باطنية " مغرقة في التأويل ؟ 
باطنية تنزل الله من سدرة المنتهى ليتقمص انسانا » وليت الأمر 
أقتصر على الأنسان فالأنسان خليفة الله في الأرض »لكن أن يحل في 
كل شيء حتى في الجمال والبغال والدود والسوس واللحم والخبز 
(راجع أشعار أبن عربي والنابلسي في هذا البحث) هل لهم أن 
يوضحوا لنا هذا ؟ 

ما هذه 'الغوثيه " - القطبية - التي تتحكم - كما يزعم التاريخ - 
بنواميس الكون ٠‏ فترد الشمس لأمر بسيط )١(‏ وتحي العظام (؟) 
وتخرج - متى أرادت - عن نطاق الزمان والمكان 


وأخيرا" نقول ونلح ونلحف على هؤلاء المؤرخين والمعاصرين - 
كما ألححنا وألحفنا من قبل - أن يعملوا عقولهم » ويتجردوا من 





)١(‏ راحع في بحث المبالغات كيف رد حادم القطب اسماعيل الحضرمسي الشمس حتى 
وصل بيته 
(1) راحع نفس البحث كيف احيا القطب عبد القادر الكيلاني الدجاجة 


"14 


أرواح أجدادهم » ويطهروا أرواحهم وقلوبهم » ونفوسهم وأقلامهم 
وأفكارهم من الثراث الحاقد رحمة بأنفسهم وأمتهم » وتاريخ أمتهم : 

أن الصدور التي تختلج بالأحقاد وتعشش فيها العصبية المقيتة لانصيب 
لها من راحة الأيمان. ش 


والقلوب التي تعتلج فيها الضغينة والكراهية والبغضاء لاتنعم 
بالهدوء والطمانينة وأن الأقلام التي تتحرك بإشارة الفقن » ونشر 
المذهبية الضيقة لاتلقى قبولا" لدى النفوس الواعية . 
لماذا نكيل التهم جزافا" ؛ ونحن المتهمون حقيقة ؟؟ 
لماذا نرى القذى في عيون الغير ولانرى الخشبة في عيوننا ؟(١)‏ 
ياأخي لاتمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولاأنت فرقد !! 





)١(‏ لماذا لا يعلق وبيدقق هولاء المورحون المعاصرون على ما جاء في حلية الاولياء لأبي 
نعيم؟ والرسالة القشيرية» ولواقح الأنوار للشعراني» وتذكرة فريد الدين العطار؛ وقوت 
القلوب لابي طالب المكي؛ واللمع للسراج الطوسي؛ وغيرها ليعلموا الى أين يوجهون 
اهتمامهم 


المبالمفات 


يحتفض نا تاريخنا المجيد بكثير من الروايات التي لم يرض لها 
رواتها أن تتجاوز الاعتدال؛ ولا أن تقف عند المبالغة » بل خرجوا بها 
إلى الاستحالة والخروج عن إطار الزمان والمكان المغنويين والماديين» 
مثل طي الأرض لبعض الصالحين» والطيران ذاتياً في الهواء»ء وبلوغ 
أقمت المسافاك قن تحكلة:. قم للسيطر #على عالم الكو اكب وهنا رذ 
الشمسء أو ايقافها ليصل بعض الاولياء إلى بيته . 


أمثلة على ذلك ليرى القارئ- القارئ الذي يؤمن بالعلم والعقل- 
ما نحن؟ وأين نحن من حقائق الكون والحياة والعلم؟؟ 
١-ذكر‏ الحافظ بن عساكر مؤرخ دمشق الكبير في */557: أن بشر 
الحافي نقل رجلاً من مكان يبعد عن بغداد مسافة اربعين فرسخاً في 
لحظات 
"-ذكر صاحب مرآة الجنان ”/ 4١١‏ أن أبا الحسن علي قال: كنت 
جالساً عند باب خلوة خالي الشيخ أحمد الرفاعي ت 587 وليس فيها 
غيره فسمعت حساً عند فظوت فاذا رجل عنده ل ازهامن قبل فتمدكا 
طويلاً ثم خرج الرجل من كوة في حائط الخلوة ومر في الهواء كالبرق 
الخاطف!! فدخلت على خالي وقلت: من الرجل؟ فقال: أورأيته؟ قلت: 
نعم. قال: هذا الرجل الذي يحفظ الله به قطر المحيط!!! 
'-وجاء في شذرات الذهب 5/ 7١١‏ عن خادم الشيخ جلال الدين 
السيوطي ت 3١١‏ أن الشيخ قال له وقت القيلولة: وهو عند زاوية. 
الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: أتريد أن تصلي العصر بمكة 


٠‏ ؟ 


بشرط أن لاتتكلم بذلك حتى أموت؛ قلت: نعمافأخذ بيدي وقال: غمض 
عينيك؛ فغمضتهماء فمشى بي سبعاً وعشرين خطوة: ثم قال: افتح 
عينيك فإذا نحن بباب المعلاة» فزرنا أمنا خديجة» والفضل بن عياض» 
وسفيان بن عيينه» ودخلنا الحرم فطفناء وشربنا من ماء زمزم؛ وجلسنا 
خلف المقام حتى صلينا العصرء ّم .ارجعني بنفس الطريقة إلى مصر. 

:-ذكر السخاوي في طبقاته أن الشيخ مَعَالي سأل الشيخ سلطان بن 
محمود البعلبكي المتوفي 54١‏ كم مرة رحت إلى مكة في ليلة؟ قال 
ثلاث عشرة مرة» فقال الشيخ عبد الله اليونينيء لو اراد 'أن لا يصلي 
فريضة الا في مكة لفعل )١(‏ 

ه-ذكر الحافظ بن الجوزي في صفوة الصفوة/ ص 7١78‏ عن سهل 
بن عبد الله: أن رجلاً قطع مسافة سبعمائة فرسخ ليلحق بصلاة الصبح 
5-وذكر الشعراني في الطبقات الكبرى١/١١٠‏ قال: الشيخ عبد القادر 
الجيلاني أقمت في صحراء العراق وكو اتن 8ااوركة مسرةا افك 
لاأعرف الخلق»؛ ولا يعرفونني؛ تأتيني طوائف من رجال الغيب والجان 
أعلمهم الطريق؛ ورافقني الخضرء وما كنت أعرفه؛ وشرط الا أخالفه» 
وقال لي: اقعد هناء فقعدت في الموضع ثلاث سنين» ومكثشت سنة في 
خراب المدائن اشرب الماءء ولا أكل انون ود أكل المنبوذء 
ولاأشرب الماءء وسنة لاآكل ولاأشرب!! ونمت مرة في ايوان 
كسرىفي ليلة باردة فاحتلمت فقمت فاغتسلت؛ وتكرر الإحتلام٠‏ ؛ 
مرة. 

- مات خادم للشيخ عبد القادر الكيلاني» وجاءت زوجة الخادم تبكي 
فتوجه الشيخ إلى "المراقبة" فرأي في عالم الباطن؛ ملك الموت يصعد 





)١( -‏ شذرات الذهب ه/ص١١5‏ 


لحك 


إلى السماء ومعه زنبيل فيه الأرواح المقبوضة فقال له: أعطني روح 
خادمي! فقال قبضتها بأمر ربي! فأخذ الزنبيل من يده فتفرقكت 
الأرواح؛ وعادت إلى أبدانها وقال الله لملك الموت: إن الغوث الأعظم 
محبوبي» ومطلوبي )١(‏ ا 

- جاءت أمرأة إلى عبد القادر الجيلي وقالت له: إن ابني هذا متعلق 
بك فخذه؛ فقبله شم جاءت المرأة بعد مدة لترى ابنها فإذا به نحيل 
مصفر من أكل خبز الشعير مجاهدة» ثم دخلت على الشيخ عبد القادر 
فرأت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة» فقالت: يأكل أبني خبز الشعير 
وانت تأكل لحم الدجاج؟ فوضع يده على العظام فانتفضت الدجاجة» 
وصاحت ثم قال للمرأة متى صار أبنك هكذاء فليأكل مايشاء (؟) 

4- والشمس طيعة!! 

روى السبكي واليافعي وابن حجر وصاحب شذرات الذهب وغيرهم: 
إن أسماعيل الحضرمي قال لخادمه وهو في سفر: قل للشمس أن تقف 
حتى نصل المنزل!اوكان في مكان بعيد؛ وقد قرب غروبهاء فقال لها 
الخادم: يقول لك الفقيه اسماعيل الحضرمي قفي!! فوقفت!! حتى بلغ 
مكانه؛ ثم قال للخادم: أما تطلق ذلك المحبوس؟؟ فأمرها الخادم 
بالغروبء وأظلم الليل (") 0 


(1) تفريج الخخاطر في رحمة عبد القادر ١1/0‏ 

(؟) مرآة الجنان لليافعي ٠١07/9‏ 

() السبكي طبقات الشافعية ج505/0 مرآة الجنان ١178/4‏ شذرات الذهب لإبن 
العماده ©/ ١7‏ و ابن محمد في الفتاوي الحديثة 771 


وقال العلامة السخاوي في <<العجب اللزومي»» يُلاحي في هذه 
المعجزة جرياً على عادة شعراء المعسكرين!! 


واعجباً من فرقة قد غلت 2 من دغل في جوفها مضرم 
تنكر رد الشمس للمرتضى بأمرطه العيلم الخض رم 
وتدعَي أن رددّها خسادمٌ لأمر أسماعيل الحضرمي 


الغرالج يعترق ستين حجابا 


روى عفيف الدين عبد الله اليافعي باسناده إلى القطب شهاب الدين 
احمد الصياد الزبيدي» وكان معاصراً للغزالي ومفتوناً به» قال: بينما 
أنا ذات يوم قاعداً (لاحظ أن الحادثة في اليقظة لافي المنام ) اذ نظرت 
إلى اكوك تنام متدة وذ تسبي هق الملائكة الكرام قد نزلوا 
ومعهم خلّع خضر!! ومركوب نفيس!!؛ فوقفوا على قبر من القبورء 
وأخرجوا صاحبه؛ وألبسوه الخلّع» واركبوهء وصعدوا به من سماء إلى 
سماءء إلى أن جاوز السماوات السبع؛ وخرق بعدها ستين حجابا!! ولا 
أعلم أين بلغ انتهاؤه!! فسألت عنه فقيل: هذا الامام الغزالي(١)‏ 


هذه الرواية الساذجة الملفقة التي لاتجوز على عقول الأطفال» 
تكاد تكون مثلاً ونموذجاً لوثائق عديده في تاريخناءودليلاً على مدى 
تحرتية عن الحقيقة العلمية واستخفافه بالمدارك والعقول!! 


فهذه الصورة <<الكوميدية>> لم تراع القرآن الكريم كتاب الاسلام 
والمسلمين» فهي تخرج الغزالي من قبره قبل يوم النشورء ونفخ 
الصورء وبعثرة القبورء وهذا المركوب النفيس الذي اقتادته الملائكة 
معها من السماء ماجنسه ونوعه؟؟ والمضحك أن صاحبنا ظل يراقب 
الغزالي ورفاقه الملائكة وهم يجتازون السماوات سماءً سماءًء 
ويخترقون الحجب حجاباً حجاباًء وتمكن أن يبصرهم على رغم الأبعاد 


٠7ج الدكتور الحوفي بحلة الثقافة وراجع كتابنا المكزون السنجاري‎ )١( 


4؟ 





والمسافات بقوة نظره» ويضبط السماوات والحجب عداء وهو قاعد 
متأنى لم يضطرب ففتح ابواب السماء!! ولالرؤية الملائكة!! ولالشق 
القبر وخروج الميت!! ولكن من هم الذين سألهم حتى عرف منهم أنه 
الغزالي؟؟ ش 


ما أصدق تاريخنا!! وما أوثق مصادره!! وما أوسع خيال كتابه؟ 
وما أجهلنا إن آمنا بهذه الأساطير!!! 


ومن المبالغات أن بعضهم كان يختم القرآن في ركعة واحدة, 
بعدد الركعات الواحدة والخمسين!! 


وبألغ بعضهم في المبالغة» فرووا عن الشيخ أبي مدين المغربي 
أنه كان يختم القرآن سبعين مرة في الليلة الواحدة!!! 


هذه الكرامة بل هذه المعجزة تحتاج إلى عملية حسابية لتقرب من 
أفهامنا الكليلة!! 


عدد كلمات القرآن الكريم على اصح الاحصاءات 7179179 كلمة 
فإذا ضربناها في ٠‏ مرة فيكون لدينا ٠١‏ ا 199لالا - ."الامهةه 
كلمة 

فإذا قسمنا هذا الرقم على ١١‏ ساعة عدد ساعات الليلة فيكون 
الحاصل 4545414 كلمة في الساعة الواحدة فإذا قسمنا الرقم على 5١‏ 


فيكون الحاصل 7077 كلمة في الدقيقة الواحدة!! 
ولو فرضنا أنه يقرأ بطريقة <<الحدر>>(١)‏ 
وهكذا يكون التاريخ والمؤرخون الذين يتحرون الحقيقة... الدقيقة 





)1١(‏ القرآن الكريم يتلى على ثلاثة درحات كما قرر علماء <<التجويد»» ١‏ - الحدر 
وهي حالة السرعة -١‏ التدوير وهي الوسط بين الحدر والترتيل - الترتيل وهي 
الدرجة المأمور بها بقوله تعالى <<ورتل القرآن ترتيلا>> أما 701 فلا يمكن تأديتها 
ولو تماوز كل شروط القراءة. 


يحتوي على ما يلي: 

١-لمحة‏ عن هجرة القبائل العربية اليمنية القحطانية قبل الاسلام. 
؟-لمحة عن هجرة ساكني جبال الساحل السوري؛ وتهجيرهم اليها. 
"'-وحدة أنساب الكلبيين والسنجاريين والبانواسيين(١)‏ 

#-شجرات نسب هؤلاء السكان وأصولهم العربية(؟) 

ه-الأمير مرسل الكناني الكلبي التنوخي وأثره في أحداث القرن السابع 
الهجري. 

؟-الأمير حسن المكزون ودوره في تلك الأحداث. 


عم 


لاسوئيقة تاريحية بالعاء العشائرية. 


2 
)١(‏ قال رسول ١‏ (ص): تعلموا من الإنساب ما تعرفون به حسبكم وتصلون به | 
أرحامكم . 

(؟) اقتصرنا هنا على الأصول العربية لأنساب العلويين اما الفروع فلها كتاب لاحق. 


يضف 





تمهيد!! 

منذ خمسة وعشرين عاماً عندما أخلصت النية» وعقدت العزم على 
الشروع بهذه الدراسة- دراسة المكزون السنجاري -مأخوذاً بما 
تشغله هذه الشخصية من مكانه أدبية» وما يتمتع به من روح علمية: 
وخاصة في الشعر والجدل والحجاج؛ وما استخدمه في التصوف من 
مصطلحات المنطق<<الارسطي>الذي كان يعتبر في تلك الأيام لغة 
للفلسفة اليونانية» ومفتاحاً لآسرارهاء ومدخلاً إلى حرم عالمهاء تلك 
الفلسفة التي عرفها العرب والمسلمون عن طريق الترجمة في العصر 
العباسي الأول. 


أقول: عندما صحت النية على اقتحام هذه المغامرة؛ وخوض تلك 
المعمعةء وارتياد هاتيك المجاهل؛ وارتياض تلك الجنان» حصرت 
الدراسة في عناوين رئيسية هي: الامارة والشعرء والفلسفة والتصوف. 
وكما يرى القراء أن كل موضوع من هذه المواضيع يحتاج إلى كتاب 
خاص موسع للاخاطة ببعض جوانبه: 

لم أعان في دراسة شعر المكزون وفلسفته وتصوفه- على ما عسانيت- 
كل المعاناهء وكل الصعوبه لتوفر المصادرء والمراجع؛ والمظان. 
أمّا<<الامارة»> وهي الجانب السياسي من حياة المكزون»: وخاصة 
الغزوء واقتياد الجيوشء وامتشاق الحسام؛ فقد أرهقتني صعوبة: 
وأتعبتني تتبعاً لندرة الوثائق 

الفرضء والاحتمال؛ أمران يلجأ اليهما المؤرخ ولكن ليتدرج منهما إلى 
الحقيقة التاريخية. 

وهذا عين ما لجأت اليه. 


518 


والدليل على صحة ما أقوله هو انني بعد هذه المدة الزمنية الطويلة- 
بعد خمسة وعشرين عاماً - أعود إلى تناول الموضوع؛ بعد أن هيأت 
لي المطارحاتء والمناقشات» والرسائل التي تلقيتها خلال هذه المدة 
كثيراً من المعلومات التي تنير هذا البحث وتغنيه. 

أثبتُ في البحث المطول المدرج على الصفات 87-56 من الجزء 
الأول من هذه الدراسة أن المكزون لم يكن أميرا على سنجار العراق. 
أما مجيئه إلى جبال الساحل السوريء مع مجموعة من أعقابه وأنصاره 
فأمر لايمكن تجاهله» ولاالشك به لوجود هذا العدد الكبير ممن ينتسبون 
اليه. 

بقيت الغزوة! وكيف تمث؟؟ 

ورغماً عن أني بحثت هذا الأمر مستنداً على ما توفر لدي يومئذ من 
ثبوتيات» وما افترضته من احتمالات» فإن قناعتي يومذاك لم تشبع 
تطلّعي إلى المزيد من البحث. 

وها أنا أعود لهذا البحث من جديدء آملاً أن أقنع القاريء بما توصّلت 
اليه. 


مداخلة 

هنا بعض المعلومات القيّمَةَ» والتي ترفد بحثنا بمعطيات تاريخية 
علمية» والتي تفضّل علينا بها الاستاذ منذر حمودي عضو اتحساد 
المؤرخين العرب» وعضو الجمعية التاريخية بحمص: قال: منذ أكثر 


من عشر سنوات اطلعت على دراسات في بضعة مجلدات تتحدث في 


هلم 


بعض نصوصها عن تاريخ وحياة واعمال الشاعر المتصوف حسن بن 
يوسف الملقب بالمكزون السنجاري. 


أعدت :هذه الدراسات من قبق الشاعر الكبيز المنعووت اند 
حسنء والموسوعي الدكتور أسعد علي فاعجبت بهما من حيث سعة 
الاطلاع والجهد الكبير كمأ ونوعاً في مايمتت إلى اعمالهما الفكرية فيما 
يتعلق بتحليل فكر المكزون بحسب النظريات والمفاهيم الروحية السائدة 
في زمنه» لكنني شعرت بضرورة ابداء الرأي تاريخياًء لذا أرجو أن 
تعتمد هذه الدراسة مشفوعة ببعض الملاحظات التي استقيتها على 
عجالة من أوراقي الخاصة المتعلقة بتاريخ سورية الاسلامية» علي بها 
ا أساهم في تبيان حقيقة هذا المفكر الكبير الشاعر المتصوفء علماً بأني 
لاادعي المنافسة لهما بل لست بالقادر أن أتحول إلى مجرد منافس 
اولاً: في معنى لفظة المكزون. 
١-جاء‏ في القاموس المحيط: أن<حكزنة»> لقب محمد بن داوود الرازي 
المحدث. 
؟-في اللهجة العامية المتأثرة: بالموالي» وبالقلب اللغوي للأحرف 
بأن<<الكازن>> هو الخارنء والجامع للشيىء. 
"-اذا كان لفظ المكزون عند بعضهم هو المكظوم أي بمعنى كاظم 
الغيظ او المغتاظ» فأني ارى هذا التصحيف بعيداً عن حال المكزون!! 
4-جاء في معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس: 
الرجل المكزونء أو المكنوز اللحم؛ هو رجل صلبء كثير اللحمء 
والكزن مثل الكزم؛ بمعنى قصر في الاكف والأصابع. 


لوف 


والرجل المكزون عقلياً: رجل يزكن للأمرء أي يفطن له. ويتأمل فيه ' 
حتى يفهمه؛ فيصيب الصدقء وينال المطلب؛ وهو مجممع 
المعاني(المحررة في الاكوان ) لم 00 
عمله؛ ويعتز به(١)‏ 

ثانياً: اما أسم<<السنجاري»> فيعود-بلاشك- إلى نسبته إلى سنجار» 
وسنجار أسم مدينه وجبل في مكانين متباينين ومتباعدين عن بعضهما. 
المكان الأول: يقع على خط الحدود الفاصلة بين سورية والعراق حيث 
محافظة الحسكة السورية» ويقع أغلب الجبل في العراق» وأقله مساحة 
في سورية؛ وقصبة هذا الجبل مدينة سنجار العراقية حاليا. 


المكان الثاني: يقع في وسط الطريق بين حمص وحلب في خط 
يمتد على شكل سلسلة من التلال؛ البازلتية» ممتدة على شكل قوس من 
الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقيء وعلى بعد عشرة كيلو مترات من 
وسطه تقع بلدة سنجار السورية الاثرية» والتي هي اليوم قصبة ناحية 
سنجار التي تتبع بدورها منطقة معرة النعمان. 


والجبل المحيط بسنجار سورية يعرف اليوم باسم جبل العلا 
ويعرف بقسمية العلا الشرقي- والعلا الغربي. 





)١(‏ ونضيف هنا الى ملاحظات الاستاذ حمودي اننا استعنا معجم اللغة الفارسية 
بواسطة صديقنا الشاعر المرحوم محمد الفراتي معرب اشعار سعدي الشيرازي فوحدنا 
في مادة"كزن" أن المكزون تعن المختارء أو المنتخحب ولا يخفى على القراء أن بعض 
أجداد المكزون كان أميرا على جرجان وطبرستان الفارسيتين سنئة 1968 ه . 


نحن وهما!! 


يطيب لبعض المؤرخين المعاصرين أن يكتبوا التاريخ-تاريخ 
سكان جبال الساحل خاصة-بروح أجدادهم القدامى الذين كتبوا التاريخ 
بحقد شعوبي على العناصر العربية» أو زلفى إلى سلطانء أو بنزعة 
مذهبية» 

وإن وجدنا عذرا للقدامى الذين استخدمتهم السلطةلأغراضها 
السياسية؛ وأغدقت عليهم المال والجاه والمناصبء فاي عذر لمؤرخي 
هذه الأيام الذين ظلوا أسرى لأفكار سابقيهم» وقد ظهر لهم زيف 
سابقيهم؛ وانكشفت لهم أغراضهم وغاياتهم؛ وانصياعهم لرغبات 
السلطة الحاكمة؟؟ أي عذر لهؤلاء وقد أنار العلم كل زوايا الحياة» 
واستبدل القطيعة والمجافاة بالاخاء والمساواة ؟؟ وقد أدرك هؤلاء 
المؤرخون-اضافة إلى ماتقدم- جناية الفرقة والانقسام اللذين أدّيا إلى 
الضعف والانحلال. ومكنا للاعداء المستعمرين من نهب ثراوتهم, 
واستنزاف خيراتهم؛ وتزييف ثقافتهم» وطمس معالم حضارتهم» 
واغتيال قوميتهم!! 


الهزائم المتكررة للأمة العربية هي بالدرجة الأولى هزائم 
حضارية» منشؤها غياب وعي الأمة واتجاهها بغير اتجاه الحياة 
والتاريخ ولو عملت على وحدة التفكيرء لأمنت سوء المصير. 


بلغ الأمر بهذا<<البعض»> ونمسك عن ذكر أسمائه؛ أن أنكر على 
سكان هذه الجبال عروبتهم» وشكك في أنسابهم» ووصحة أصولهم» 


ضف 


الأمر الذي اضطررنا معةهة إلى دفع هذه المزاعم» وذلك بنشر وثائق 
شجرات هذه الأنساب العربية. 

هذه الوثائق التي لايخلو منها بييت؛ ولاكتاب خاصء ولايجهلها 
أنسان في هذه الجبال. 


هوية هؤلاء السكان: عرب مسلمون أماميون جعفريون 


قحطانيون يمنيون. وقلة منهم عدنانيون مضريون حجازيون. 


يلتقون عربيّاء في أصولهم(كلبء تنوخ؛ غسان) وبطون هذه 
القبائل. 


يأخذون بمذهب الامام جعفر الصادق» ولكنهم لايقرون الخلافات 
الاجتهادية» ولا يرون حرجآفي الأخذ بأي اجتهاد ينطبق على قاعدة 
عامة في الكتاب والسنة. 


وهم متشددون في عروبتهم» محافظون على أنسابهم؛ وقلما تجد 
فرداً منهم سواء كان عادياًء أو مثقفاً الا ويعلم أصول نسبه وفروعه؛ 


وقد يحفظون الشعر الذي يتعلق بذلك مهما تقادم عليه التاريخ. 


يقرأ لك بعضهم قول الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعري في 
وصف الثلج ليصل إلى غرضه: 


إرغرف 


أتانا في الطفولة وهو شيخ فأنرى بالشباب وبالشيوخ 
وقال أريد عندكم تنوخا(١)‏ فقلت:صدقت اني من تنوخ 


يرد على عتاب زوجته له بتعرضه للمهالك!! ش 


تقول لقد رأيت رجال نوهدم وما أبصرت من رجل يساني 
إلى كم ذا الهجوم على المنايا وما هذا التعرّض للطعان 
فقلت لها: سمعت بكل شيىء ولم اسمع بكلبي , جبان(") 


وقد يطالعك آخر بقول شاعرهم بدوي الجبل يخاطب استاذه العلامة 
مصطفى الغلابيين: 

صحبتك في الثسام؛ وكنت برأ تخاطبني؛ وتلطف في خطابي 
وتكرم مشهديء وتذود عني ذذا الحساد أنطقها غيابي 
فتاك؛» وان تقولت الأعادي ولجت في أذاي» وفي اغتيابي 
وغسان العلى نسبيء ولكن إلى آدابك القرٌ انتسابي 





)١(‏ وتنوخ هي القبيلة العربية اليمنية القحطانية. 
(1) هو أمير شاعر أمضى كثيرا من عمره مرابطا يحزيرة صقيلية. 


ترف 


المهاجرة وأسبابها 


هاجرت القبائل العربية القحطانية هجرة جماعية» عقب سيل العرم 
الذي ذكره الله في القرآن؛ وبعد خراب سد مأربء؛ حيث انهارت البنية 
الاقتصادية التي يعيش عليها أولئك الأقوام؛ الحضر منهمء والرعاة. 

واتجهت باتجاه الحجازء ولكن دفعتهم القبائل العدنانية التي كانت 
تملأ البوادي والاصقاعء؛ ولم يتمكن من الاقامة في الحجاز منهم 
الابعض الأوس والخزرجء والذين أطلق عليهم الانصار بعد الاسلام. 


وانساحت تلك القبائل المهاجرة من الجنوبء فنزل بعضها أطراف 
الجزيرة شرقاء أي على مشارف العراقء وهم الأزد ولخم وبطونهماء 
ومع الزمن شكلوا مملكة دعيت<<الحيرة>> تعاقب عليها الملوك 
المناذرة- اللخميون و انسابت بقية القبائل شمالء فنزلت تنوخ وغسّان 


حوران».وحتى دمشق. 


وهبطت تغلب و بطونهاء أعالي الجزيرة؛» وضفاف الفرات. 
وأقامت طيّ في فلسطينء» وحلت كلب و بطونها الأردن» وحتى بادية 
تدمر. 

القبائل العربية التي نزلت العراق؛ والت سياسيّا ملوك الفرس 
بحكم الجوار» وأصبح لهما مصالح مشتركة. والقبائل الأخرى التي 
نزحت شمالاً بموازاة البحر» ارتبطت سياسيّاً بالروم بنفس العوامل هذه 
الموالاة والارتباط جر! على القبائل العربية شر وضر! من الحروب 


نارفا 


والمآسي؛ فكلما تعرضت مصالح احدى الدولتين المتخاصمتين للخطر 
تقع الحرب بينهما وتكون النتيجة دما عربيًا يراق بسيوف عربية 
لحساب الدولتين الأجنبيتين المتصارعتين. 


ولما جاء الاسلام الهادي الفاتح لم يجد فاتحو العراق؛ ولافاتحو 
الشام صعوبة ولا عناءء في ضم هذه القبائل العربية اليه» وتقبل دعوته 
للتُسباب التالية. 
١-الأصول‏ العربية-القومية. 
”-اللغة العربية. 
“-عدالة الاسلام ومساواته. 
4 -ماتحمله هذه القبائل من العداء الضمني للفرس والروم لسيطرتهما 
عليهم» وتلاعبهما بمقدارتهم. 


الهجرات المتتابعة بعد الاسلام 


الصراع الأموي-الهاشمي تسرب إلى كل القبائل العربية» وتمكن 
خلال سنوات البعثة المحمدية والصراع الدامي» ولما تغلّب الاسلام 
على الوثينة ودانت العرب للاسلام رجح الجانب الهاشمي على الجانب 
الأموي لأن محمد (ص) هاشمي. 


كان الصراع الهاشمي الأموي في الجاهلية صراعاً على السيادة 
والجاه والمال» وخلال الدعوة الاسلامية زاد على ذلك فصار صراعاً 
على العقيدة» أي بين الشرك والتوحيدء أمّا بعد انتصار الاسلام فسيأخذ 
منحى سياسيا.” 


في الفتنة الكبرى أي مقتل الخليفة الراشد عثمان» ظهرت بادرة 
سياسية لم تكن موجودة أو معروفة في عهد الخليفتين الراشدين أبي 
بكر وعمر هذه البادرة» أو الظاهرة هي تدخل اليتاهير في السياسة 
العلياء ولم تكن القبائل بمنجاة من ذلك التدخل. 
ولذلك ستحمل نصيبها من النفع والضر في مستقبل الأحداث كما 
سنرى خلال الصراع الدامي المرير الذي لم ينقطع خلال خلافة الراشد 
الرابع علي بن أبي طالب مع معاوية بن أبي سفيان<<المعارض>> 
والذي يمثل العداء الهاشمي الأموي المتوارث 


في هذه الفترة توضعت القبائل العربية سياسياً وتوضتح من كان 
فيها موالياً لعلي» ومن كان نصيراً لمعاوية. 


كانت حرب الجملء والنهروان» وصفينء بمثابة فرز وتحديد 
لموالاة القبائل العربية لاحدى الفئتين المتخاصمتين؛ لأن كل قبيلة 
أفرغت جهدها في سبيل نصرة صاحبهاء وحملت علامتها السياسيه 
المميزة: 

وقتل الخليفة الراشد علي بن أبي طالبء ورأى أنصاره والقبائل 
التي أيدت سياسته أنها معرّضة للثأر والانتقام» فأجمع أمرها على 


الحسن بن علي ليبقى لها شأنهاء وتأمن من رذة الفعل. 


ولكن تنازل الحسن عن حقه في الخلافة لأسباب ليس هنا محل 
ذكرها فأنكشف أصحابه أمام عدوهم؛ وأول شرط اشترطه الحسن في 


شرف 


معاهدة الصلح بينة وبين معاوية أن لايضمارأحد من أنصاره؛ء أومن 
موالي أبيه. 
ويدخل معاوية مسجد الكوفة؛ ويخاطبهم قائلاً: واللهِ ماقاتلتكم 
لتصلواء أو لتصومواء أو لتحجواء أو لتزكوا ولكن قاتلتكم لأتأمّر 
عليكم؛ وقد ساق الله أمركم الي» وانتم كارهونء ألاوأن كل ما أعطيته 
ن تحت قدمي هذين؛ ولااعمل به. 


كان هذا الانذار الخطير الصارخ مدعاة لأنصار الحسن وموالي 
أبيه من كل القبائل إلى الحيطة والحذر والتخوف والاتجاه. 


فتوالت هجرات الموالين لأل البيبت من الكوفة لتوالي الولاة 
الظلمة الذين أوكل اليهم معاوية أمر تطبيق <<مشروعه»> الرامي إلى 
ملاحقة الهاشميين. وانزال كل شر وضرٌ بمواليهم؛ وقصة حجر بن 
عدي وأصحابه مثال ودليل على أغراض هذاء<المشروع>> وتنفيذه 


من القبائل التي أدركتء؛ ولمست مايراد بهاء وما يبيت لهاء 
قبيلة<<همدان>> التي نزلت الكوفة أيام تحضيرهاء وشاركت بهذا 
التحضير. 


القبيلة التي أظهرت من الاخلاص لعلي بن أبي طالب في حروبه 
ما تجاوزت به الاخلاص إلى التضحية» الأمر الذي دعا علياً بن أبي 
طالب إلى القول: 


فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلى بسلام(١)‏ 

هذه القبيلة التي يعلم معاوية ماضيه منهاء وتعرف هي حاضرها 
ومستقبلها منه هاجر العديد من افرادها بعيدين عن الكوفة. 

هذه القبيلة التي اقتضت سياسة معاوية ودهاؤه أن يعمل بنفسه 
على تهجيرها ولكن... إلى الشام مقر ملكه؛ ونفوذ أمرهء» وسيطرة 
سلطانه» لتبقى قريبة من مراقبته؛ فأنزل قسماً منها في القرب من 
دمشقء وتحديدا في قريتي صنعاء وعين ثرما(؟) وسيّر قسما منها إلى 
الجبال الغربية بدأمن بعلبك» وأنتهاء بطرابلس مروراً بجبال كسرؤان. 


وهؤلاء الذين نزلوا جبال كسروان هم الذين أفتى ابن تيمية 
بابادتهم بعد ٠٠١‏ عام من سكناهم هذه الجبال» وخرج بنفسه مع الجيش 
الذي قاده أقوش الافرم والي دمشقء وشارك في عملية الابادة» وحتى 
لأشجارهم المثمرة إمعاناً في التشفى من كل فئة معارضة. 


وتوالت الهجرات الفرردية والجماعية من العراق لما نزل بهم من 
الأذى على يد الولاة» فقا لتطبيق .نمخطط الموضوع لذلك؛ واذا ذكرنا 
المغيرة بن شعبة صاحب قصة أم جميل.... وامثاله من الولاة الذين 
نذزوا أنفسهم لثلاث: جمع الأموال» إرضاء السلطانء ملاحقة 
المعارضين. 
(١)ذكرني‏ بيت علي هذا دح همدان» بقول الخليفة عثمان بن عفان: والله لو أن 
بيدي مفاتيح الحنة لاعطيتها بن أمية ليدخلوها عن آخرهم . 
(1)صنعاء وعين ثرما بناهما الحمدائيون في الغوطة واطلقوا عليها اسم بلدتين من 
وطنهما اليمن» وقد زالت معالمهماء ويطلق على الثانية منهما في هذه الأيام أسم حجور 
(ابن عساكر) ش 


أرقف 


ادركنا كيف كان يعامل<<المعارضون>> من السلطات المتعاقبة. 


وفي أواخر القرن الرابع الهجريء وعقب تلك الفتن العنصرية 
التي حدثت في بغداد هاجر قسم كبير إلى بانياس الساحلء» وهم 
البانواسيون وقد وزر اثنان منهم للخليفة العباسي المكتفي وأمير أمرائه 
البويهي معز الدولة. 

وبعد مجازر السلطان سليم العثماني عام ١6١‏ هاجر قسم كبير 
من حلب وجهات الموصل إلى هذه الجبال هربا بدمائهم» ؤما يملكون؛ 
واعتصموا في هذه الجبال. 


أطلق التاريخ السلطوي على هؤلاء العرب الأصلاء ماطاب له 
من الاسماءء» ولكن الغالب على هذه الأسماء هو اسم<<النصيرية>> 
هذا الأسم حملوه لثلاثة احتمالات . 


الأول: عرفت هذه الجبال الممتدة من العاصي شرقاء إلى البحر 
الأبيض غرباً ومن الانهدام العرضاني الذي يفصلها عن جبال لبنان 
جنوباء إلى آسيا الصغرى شمالا 

عرفت باسم جبال<<النصيرة»(١)‏ والنسبة لساكنيها<خصيرية»> 
وللفرد<<نصيري»> كما يقال لساكن لبنان والعراق واليمن لبناني- 
عراقي-يمني. 


)١(‏ استرابون المورخ اليوناني 


الثاني: لأنهم من الأنصار-الاوس والخزرجء لنصرتهم آل الرسول- 
سماهم التاريخ نصيرين لأن النسبة إلى لفظة نصير هي نصيري» 
واستعملت بصيغة التصغير. 


الثالث: لأنهم اعتنقوا الطريقة الصوفية التي حملها اليهم محمد بن 
نصير العبدي الكبري النميري عن الامامين الحسن العسكري بن الامام 
علي الهادي» وابنه محمد بن الحسن باعتبار ابن نصير هذا كان يقوم 
بالبابية للأمامين المذكورينء والبابية تعني انه كان موكولاً اليه أمر. 
إدخال الزائرين من شيعة الامامين عليهماء والاشراف على شؤونهماء 
ولذلك أطلق اشياعه عليه اسم <<الباب»>> أي<<البواب>> وعلى 


مر تبته<<البابية>>. 


وفي عهد الإمام العسكري كان هناك اربعة وكلاء له كما يرى 
بعض الفرق وهم عثمان بن سعيدء وهذا بدوره عين ابنه محمدآء شم 
عين محمد الحسن بن روح والوكيل الأخير كان على السمريء لكن 
هناك فئة انقطعت لمحمد بن نصير واقرت وكالته ونسبت اليه وحملت 


أما ما زعمه الدكتور عبد الرحمن بدوي بأنهم ينسبون لنصير 
مولى لعلي بن أبي طالب فزعم لانصيب له من الصحة» والتاريخ على 
سعته لم يشر إلى ذلك. 


القرن السابع الهجري 


مما تقدم سيتضح صحة نسبة سكان الساحل العربية» وربطهم بأصولهم 
اليمنية القحطانية كما تشير إلى العوامل الطبيعية» والدوافع الاقتصاديةء 
والنوازع السياسية»؛ التي عملت على هجرتهم من مواطنهم الأول 
وتهجيرهم إلى هذه الأماكن. 

والبحث الأن يقتضينا أن نقف مع التاريخ في أوائل القرن السابع 
الهجري لنشير إلى تحرك سكانيء ونقلة جماعية؛ طوعية» 
واضطرارية» لم تزل أثارها ظاهرة ومستمرة في هذه الجبال وساكنيها. 
لم يسلم المهاجرون إلى هذه الجبال من الملاحقة والتضييق من 
السلطات المتتابعة» لأن المشروع الذي وضع في العهد الأمويء وتبناه 
العهد العباسي وزاد عليه» وهو ابعاد الهاشمين وأنصارهم عن السلطة» 
ومايقتضيه هذا الابعاد من وسائل على اختلافها. 


ولكن بالمقابل كلما ازداد الحاكمون وبالغوا بالتنكيل ازدادا 
هؤلاء<<المعارضون»> تصلباً وعناداً وتحدياً وتمسكاً بمذهبهم السياسي» 
وهو التفاني بحب آل الرسولء حتى اتهمهم أعداؤهم بالغلو» وعبد الله 
بن سبا<<الأسطورة»> التي خلقها سيف بن عمرو التميمي بعد مرور 
٠‏ عاما من فتن صدر الاسلام» وروج لها ابن جرير الطبري بعد 
عاماً أيضا من وفاة سيف بن عمرو شاهد ناطق على تزوير 
الساسةء واساليب السياسة. 


4؟, 


وأكبر دليل على أن شخصية عبد الله بن سبا مبتدعة مختلفة بعد 
الفتنة الكبرى ومقتل الخليفة الراشد عثمان هو أنها لو لم تكن مخترعة 
في زمن لاحق لم يغفلها معاوية ودعاته كوسيلة تنال من خصمه علي 
بن أبي طالب. 


*»# 6 9 # * 


هوجم سكان جبال الساحل السوريء في العقد الثاني من القرن 
السابع الهجري من قبل جيرانهم الاكراد بقيادة زعيمهم<<خمارتكين>> 
ورافق هذا الهجوم من الشمال نشاط الصلبيين من الغرب مما اضطر 
هؤلاء السكان إلى البحث عن وسيلة تنقذهم مما هم فيه. 


وكانت هذه الوسيلة هي الاستنجاد بأمير ذي شأن من أبناء جلدتهم 
هو الأمير حسن بن يوسف المكزون السنجاري المقيم في بلاد سنجار 
العراق. 


وهنا يتشعّب معنا البحث» وتطرح الأسئلة نفسها: 

أين ولد المكزون السنجاري؟ ومتى؟ 
التاريخ لم يجب على هذين السؤالين!! 

لكن لدينا وثيقة تاريخية يمكن الاهتداء بواسطتها إلى الفرض» 
وانقاذ البحث من المتاهة التاريخية هذه الوثيقة أوردها المكزون نفسه 
في أحد أثاره المخطوطة وهي قوله: رجعت إلى بلد سنجار بعد الهجرة 
أي عام 57١‏ ه 


547 


لقد حققت لنا هذه الوثيقة وقوع<<الهجرة»»> أولاًء واسم البلد 
المهاجر منه والعائد اليه ثانيء وتاريخ العودة ثالثا. 
0 

ولكن أي سنجار؟ وهناك بلدان اثنان بنفس الأسم؛ سنجار العراق» 
وسنجار سورية» وفي الأخيرة:؛ أو بالقرب منهاء حدثت التحركات 
العسكرية!! على مايروى عندما لبَى المكزون دعوة أبناء قومه من 
كان جبال الساحل» وخف لنجدتهم 


يرجّح لدينا أن ولادته ومنشؤه وشبابه؛ كان في بلدة سنجار العراق 
ولدينا دليلان: 
الأول: ورد في بعض نسخ ديوانه مايلي:<حومما قاله في بغداد أيام 
صباهء والمقطوعة التي تحمل هذه الدلالة مطلعها: 
من لصب متيتم مشتناق قد براه الأسى وعن الراقي 


الشاني:قصيدة لابن عمه علي بن ممدود يرثي فيها الشهيد الامام 
الحسين بن علي ومطلعها 


اطول اذكه روزن لاون .- > النن المحب بالكا ترصال 
تسأل الربع والديار وللسا ثئل علم بحالة المسؤول 
ومنها : 

فاستمعها قصيدة من محب” ‏ لايشوب الولاء بالتبديل 
أبن مكزون من أعالم سنجا2 ر وبغداد موط ني ومقيلي 


إذن يمكن القول: أنه في سنجار العراق ولد ودرج » وشب ونبغ في 
الشعر والفقه والتصوف ٠‏ ولكنه لم يكن أميرا" عليها مطلقا" ٠‏ والبحث 
المطول الموثق الذي أوردناه في الجزء الأول من هذه السلسلة لايدع 
مجالا' للظن في صحته » بل يقطع كل أفتراضء وينهي كل أحتمال(١)‏ 
ولكن كيف أستنجد به أخوانه في جبال الساحل السوري على بعد 
الشقة» وصعوبة المشقة ؟؟ 


هل يقوم بالنجدة إلا من يملك المال والرجال والعتاد ؛ ووسائل 
القوة ليستطيع أن يهاجمء أو يدافع ؟؟ 


هناك أحتمال ساقه الأستاذ عزة دروز ة في كتابه " العسرب 
والأسلام 1 
وهو قوله: ربما كان- أي المكزون- أميرا" على قبيلة في سنجار . 
وهذا أحتمال يمكن الركون عليه ٠‏ 


#2 44 


مجيئ المكزون للمنطقة أي جبال الساحل لا يمكن نكرانه » ولا الظن 
بصحته !! وتشير الروايات وبعض الوثائق إلى أنه جاء إلى المنطقة 
ثلاث مرات . 


الأولى : عندما شوك عل جاده ممنان د اوه ان مركن ا هاما 
لأبناء قومه- وعلى رأسهم ابن بقراط الحموي الشهير » ليقول كلمته 


اا امام ممم 


)1 )الجزء الأول صه كج ام 


ع323ظ> 


في ما ألفه وأذاعه سراج الدين العاني وجماعته»حيث كادت تقع فتنة 
دينية»وعند حضوره اجتمع إليه العلماء وأطلعوه على بدعة سراج الدين 
فأضدر حكمه بفساد أقواله»ءوأنها مخالفة للإسلام والسنة . 


هذه الواقعة وثقها العارف حاتم الجديلي(١)‏ 
وهذا الإجماع على المكزون:وتسليم العلماء لرأيه يعطينا دلالة على" 
أمارته " الدينية. 

٠. ٠. : *.‏ ا . ٠.‏ 5 ثْ 5 م31 
٠|_الثانية‏ عندما جاء نجيدا لأبناء نحلته في المرة الأولى ه 
وأخفق وعاد هزيماكما تقول الروايات. 
الثالثة: عندما أعاد الكرة لإنقاذ المضطهدين »ومحو عار الهزيمة عام 
1ه وتمكن من التغلب على أخصامه المناوئين »وإحراز نصر 
عليهم »وإبعادهم عن المنطقة »وتقسيمها بين أنصاره وعاد إلى سنجار 
من " الهجرة " كما ورد في رسالته. 


ولنكون أكثر واقعية »وأسلم منطقاً مع التاريخ نسأل أنفسنا على 





(1) من الذين شاركوا في اجتماع حماه المشار لليه؛ وبعضهم رد على بدعة 
سراج الدين العاني كحاتم الجديلي والسيد منصور تلميذ شمس الدين بن أبي 
بكر البغدادي» وشمس الدين تلميذ صفي الدين بن محور الصوفيء ومحمد 
بن بقراط الحموي وموفق الدين الانبوسي وجمال الدين الدهان» وشمس 
الدنياوالدين على بن عبد الملك النشاشيبي» وعلي بن بدران المهاجري» 
والفقيه تاج الدين بن النساج المقري» وعز الدنيا والدين حسن الشروطي . 


:53”ي> 


هل اجتاز هذه المسافة بدون أن يتعرض له أمراء وولاة المنطقة 
وكلهم يومئذ من الأكراد » وهو بطريقة لمحاربة أبناء قومهم؟؟ 


هل وجد هذا " النجيد " المكان الذي يطمئن الى الأقامة به» 
والأنطلاق منه؟؟ 


هل يثبت قوم غزاة مقاتلون في بلد ليس لهم فيه أعوان »: 
ولاأنصار؟؟ 
للأجابة عن هذه التساؤلات المنطقية علينا أن نفهم ونتقرى وضع 
المنطقة التي نزلها المكزون » وندرس طبيعتها وتركيبتها البشرية 


والسياسية. 


قلنا في غير محل من هذا البحث: أن قبائل " كلب " العربية 
القحطانية اليمنية بعد نزوحها من اليمن نزلت في الأردن وأمتدت حتى 
تدمر » وغريا" حتى الجبال المواجهة لحمص ٠؛‏ والمسماة جبال " بهراء 
" وبهراء اسم لأحدى قبائل كلب اليمنية التي نزلت تلك الجبال وأعطتها 
أسمها . 


ومن الطبيعي أن تلك القبائل أمتدت وأنساحت بإتجاه الشمال وعلى 
ضفتي العاصي شمال مصيافء وربما توسعت شرقا" بمساحة قليلة لم 
تتجاوز جبل العلا المعروف؛ ومعرة النعمان وسنجار سورية لأن 
القبائل التي كانت تشغل المنطقة حتى حلب تدفعها بإتجاه الغرب . 


وق 


ولم تزل الضفة الغربية لنهر العاصي الواقعة شمال بلدة مصياف: 
والمحصورة بين مجري نهر العاصي وسلسلة الجبال الغربية تعرف 
حتى الأن باسم ' ملزق الكلبية ' 


كان في تلك المرحلة يرأس قبائل كلب اليمنية في.هذه المنطقة 
الأمير مرسل الكناني الكلبي التنوخي المدرسي الصوفي. 


وعلى هذا فمنطق الجغرافيا والأحداث يفرض علينا القول أن 
المكزون الغازي" المهاجر" نزل على قوم تربطه بهم روابط المذهب 
والنسب و...الغاية!! 


والمكزون نفسه كلبي تنوخي صوفي(راجع شجرة نسب 
السنجاريين في محلها من هذا الكتاب والموثقة بخطوط أدبائهم » 
وأجماع علمائهم» وشهادة فقهائهم) 


مجمل القول 


مجمل القول أن المكزون غادر سنجار العراق'مهاجراً "على حد 
قؤلة تفسية: أو “غازيا" مسيتجيبا لذهوة إخوائه و لبداء مذهية: لو اسائحاً 
" ليتفقد شؤونهم الدينية والسياسية» ونزل وحيدأءأوبمن معه؛ على قبائل 
كلب التي تشغل المنطقة» وعلى قيادتها الأمير مرسل الكلبي التنوخي. 


ولوحدة النسب والمذهب والغاية تشكلت القوة المنجدة من الذين 
وفدوا مع المكزون ومن الكلبيين الذي يقودهم الأمير مرسل الكلبي» 
وعبرت هذه القوة نهر العاصي وتسلقت الجبال وأستقرت في قلعة أبي 
قبيس كما تروي بعض المصادر وجعلتها مقراً ومنطلقاً لتجركاتها 
والتحامها مع أخصامها. 


ومن الأدلة الجغرافية أن المنطقة التي تطل على حوض العاصي 
وسهل الغاب شرقاء وتصل حتى البحر غربأء ومن موازاة قلعة أبي 
قبيس جنوباء حتى الحدود التركية شمالآء هذه المنطقة تحتلها "الكلبية' 
وتكاد تكون خالصة لأبناتها ومنذ أحتلالها في أوائل القرن السابع 
والنزوح إليها من أمتداد حوض العاصي. 


ويقع ضريح الأمير مرسل الكلبي فيها في قرية الجمرزل. 
ويقع ضريح ولده الأكبر الأمير علي بقرية" العامود' 
والأمير علي هذا هو الجد الأكبر التي تتصل به كل بيوتات الكلبية 


«#6 # # > 


في ديوان المكزون بيتان نرجح أنه أرسلهما للأمير مرسل الكلبي بعد 
عودته من الهجرة وهما: 


تغربت عن أهلم اليكم فكنكتم أود وأ حني من أودّ عشيرتي 
' وكانت لقلبي لوعة بهواكم وبنتم» فكانت لوعة فوق لوعتي 


"1414 


ولفظة'تغرب" تحتمل معنى الأتجاه والقصد غرباًء مثل تعرق:وتيمن.أي 
قصد الى العراق؛ أو اليمن كما تحتمل معنى"الهجرة" 
وقد لانعدم'متنطعاً" يفسر لنا معنى" الأغتراب" تفسيراً صوفيا 


# » 4 6 ث6 


معارك الأمير مرسل في المنطقة في القرن السابع الهجريءأشار اليها 
شاعران معاصران لتلك الأحداثء الأو ل يسمى سليم الأدهم:والشاني 
كنيته العجمي:والقصيدتان باللغة المحكية الركيكة؛ ولكنهما تعتبران 
وثيقتين هامتين صادقتين لبساطتهما وعفويتهماءوبعدهما عن التكلف» 
وحذلقة الشعراء:وهما معروفتان لدى كل مثقف في المنطقة» ومهتم 
بالتاريخ»ولقد أورد قسمأمنهما الدكتور أسعد أحمد علي في الجزء 
الثاني من كتابه المكزون السنجاري. 


#6 # # # 


وأمر هام لم ينتبه له المؤرخون 


المكزون الشاعر الفيلسوفءالصوفي "الغازي" " المهاجر' تناول 
في شعره أغراضاً شتى منها: 


-١‏ ناقش كل نظريات» ومقولات» ومصطلحات التصوف الأسلامي 


١56 


؟ - نقد الشطحات التي سقط عندها أبن الفارض:وأبن عربي:وأصحاب 
وحدة الوجود:والحلوليون والأتحاديون» ونفاة"الأثنينية" وأشار الى 
أخطائهم )١(‏ 

*- أستعرض المذاهبءوالفرق:وأرباب المقالات» والنحل فسي 
الأسلام:وأبدى رأيه في أيها قارب الحقءوأيها باعده. 

4-لم يدع أمة من الأمم ومنهاالهند» والصين؛ والفرسء والروم» 
والعربء إلا وأشار الى بعض خصائصها الروحية. 

ه- امتدح آل نميرءوآل الخصيبي. 

”حلم يفته في شعره أن يذكر اسمه واسم أبيه بطريقة<<الجمل>> 
المعروفة حيث قال: 

حروف اسمي يسعد السب لعود في الأفق وف تق 

وسعد السعود هي احدى منازل القمر الثماني والعشرين بترتيب علماء 
الفلك» وتجمع بحساب الجمل 5٠6‏ 

واسم<ححسن اليوسف»>» أي اسم المكزونء واسم أبيه معروفاً بأل 
التعريف» وتجمع في حساب <<الجمل»>> ١5‏ والمكزون الذي لم يغب 
عن شعره اسم شيخه الصوفي ولامدحه؛ ولالثناء عليه. 

فقال ويمنهج الشعر الصوفي: 





الاسلام 


وحماهم دار السلام؛ وقد أضحى سبيلي اليه <<عبد السلام>> 
سيدس د بالمعالي وادرا ك المعاني؛ والفضل جل الأيام 
فبه فزت باليقين من العلم ونلت الايمان في اسلامي 
فعليه صلاة من بهذه فك نفسي من ضلة الأنعام 


المكزون هذا الذي لم يدع شيئاً ذا أثر في حياته الا وتناوله 
اجمالاًء أو تفصيلاًء كما أشرنا فكيف لم يشر من قريب أو من بعيد: 
تلميحاء أو تصريحاء ولو في اشارة من عبارة إلى غزوته؛ أو غزوتيه 
كما يقال؟؟ 


كيف لم يذكر شيئاً- ولو يسيراً- من أعماله الحربية» ونصرته 
لاخوانه» ودحر أعدائه؟؟ 
؟؟ 
سؤال نوجهه إلى المحاجين» وإلى كل مختّص في التاريخ» أومهتم به!! 


١‏ - تسب الكلبيين 


١-الأمير‏ مرسل الكلبي التنوخي الكناني الصوفي المدرسي(١)‏ بن 
السيد محمد بن ابراهيم التنوخي بن عز الدين والدنيا الأمير رائق بن 
سيف الدين أبي الحسن الأمير علي بن عيسى الجسري الكناني الكلبي 
أحد مريدي الخصيبي؛ والأمير عيسى هو ابن الأمير علي بن عبد الله 
بن أسد بن ليم بن جُزي بن ابراهيم بن الأصم بن ضمضم بن عدي 
بن جناب بن حبل بن عبد الله بن كنانه بن بكر بن عوف بن ععذرة(أخ 
الخزرج) بن زيد بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة(؟) بن 
تغلب <دالغلباء»> بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضاعة بن مالك 
بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن عمير (من سبأ) بن يشجب بن 
يعرب بن قحطان(من العرب اليمانية الجنوبية) 


؟-ضريح الأمير مرسل الجد الأعلى في قرية<<الجمرزل>> 


'-ضريح ولده الأمير علي في قرية <<العامود»>> وهو الجده الجامع 
لكل بيوتات الكلبية 





)١(‏ الكلبي: نسبة إلى الحد الأعلى كلب بن وبرة 

والتدوي: نسبة إلى تنوخ القبيلة العربية اليمانية القحطانية 

والكناني: نسبة إلى أحد أجداده كنانة بن بكر» وقيل لقلعة كنان المعروفة. 
الصوف: نسبة لطريقة المتصوفة ٠‏ 


-١‏ وثائق تاريخة 
55 
-١‏ أولاد وبرة بن تغلب عشرة:؛ منهم كلب» أسدء النمرء الفهد. 
السرحان؛ الذئب. ' 
”"- ولد كلب بن وبرة: ثورء وكلدء وأبا حباحب وبطونهم 
؟- ولد ثور بن كلب: رفيدة وعرينة» وصحب. وبطونهم )١(‏ 


"- شخصيات تاريخية 


-١‏ دحية- بكسر الدال - بن خليفة " الكلبي " كان الأمين جبرائيل 
يأتي النبي محمد (ص) بصورته وإلى هذا اشار عمر بن العاص 
بشعر و اقائلاً: 


وها دحية وافى الأمين نبيّنا بصورته في بدء وحي النسوة!! 
أجبريل قل: هل كان دحية إذ بدا لمهدي الورى في صورة بشرية؟ 


؟١-‏ أيو المنذر هشام بن محمد السائب " الكلبي " صاحب كتاب " 
جمهرة النسب " وجميع من جاءوا بعده كانوا عالة عليه في التاريخ 
والأنساب. 

؟- الأمير الشاعر محمد بن عمار بن منصور " الكلبي " الذي أمضى 
عمره مرابطاً في جزيرة صقلية دفاعاً عن الإسلام والقائل لزوجته 
عندما عاتبيته على تعرضه للمهالك: 





(١)جمهرة‏ أنساب العرب لابن حزم الأندلسي. وجمهرة الأنساب لابن الكلبي 


تقول: رأيت كل رجال نهم وما أبصرت من رجل يماني 
. الى كم ذا التعرض للمنايا وكم هذ التهالك للطعان؟ 
فقالت لها : سمعت بكل شيء ولم أسمعب" كليبي" جبان! 


4- ومنهم باني سورية الحديثة» وغارس المُثل العليا في النفس 
العربية: حافظ الأسد 


###» > # ب 


قومي أستولوا على الدهر فتئّ ومشوا فسوق رؤوس الحقبو 
كللوا بالشمس هاماتهم وبن وا أبياتهمبالشتهب ! 


القربى الطبيعية بين الأميرين المكزون والمرسل: 


-١‏ هناك قصيدة مشهورة في جبال الساحل السوري للشيخ يوسف 
بشمان من أحفاد الأمير مرسل الكلبي يمتدح فيها الشيخ حسن: 
رمضان- الريحانة- من أحفاد الأمير حسن المكزون جاء فيها: ' 


يانجل رمضان حبك في فوادي سكن قاطن بريحانة الفيحا وفيها سكن 
وحق مكه وزمزم والحسين وحسن أنتم مناي وجدي عم جدك حسن 


ويقصد المادح بجده الأمير مرسلء وبجد الممدوح الأمير حسن 
المكزون. 

-١‏ وثيققة بخط الشيخ داوود الخطيب <<ِل عويري»>» نقلاً عسن 
مخطوط <ح<مختصر تاريخ العرب»> للمطران يوسف الدبس اللبناني 
بعد أن أقسم الناقل بالله وعهده بأنه لم ينقص ولم يزد جاء فيها أن 
حسام الدين <حوهو محمد»> أبن الأمير حسن المكزون الذي تركه 
الأمير واليا مكانه على سنجار عند مااتجه إلى البلاد الغربية: أنه أي 
حسام الدين سكن أعزاز وتوفى فيها بعد حياة زهد وتقوىء وقبره فيهاء 
ويعرف بمقام محمد العزازي. وابنه (هكذا وردت خطأ) والصواب 
<حواخوه»» الشيخ أحمد العزازي ابن الأمير وعم القائد الشيخ مرسل 
الذي توفى في قرية+دالجمرزل>: . والمعزف“تاريخاً أن المدفون في 
أعزاز هو أحمد ولقبه نجم الدين (راجع الدكتور اسعد على معرفة الله 
والمكزون السنجاري ج ؟ ص "١8‏ وكتابنا المكزون السنجاري ج ١‏ 
ص 58 ) 


وسواء كان المرسل من أعمام الأمير حسن كما يقول الشيخ يوسف 
بشمان كما أورد الدكتور أسعد علي في الجزء الثاني من كتابه 
<<معرفة الله والمكزون السنجاري>> ص 067" أو كما ورد في الخبر 
ص من نفس المصدر فإن القربى الطبيعية بين الأميرين حقيقية 
لامرية فيها 


وسنحاول أزالة كل أشكال حول هذه الأخبار في كتابنا (نسب 
العلويين أصولاً وفروعاً) إن شاء الله. 


لمجا السنجاريين 


بدءاً من القرن الثاني عشر الهجري وصاعداً نحو الجد الأعلى 

١-خليل‏ بن معروف بن عمران بن رمضان بن محمد أبو شعبان بن 
ابراهيم كلبو بن محمد الريحانه بن جمال بشمان بن سلمان الرواس بن 
يوسف متور بن عبد الله متور بن يوسف (على رأس نبع أبي قبيس) 
بن كوكب بن موسى الربطي بن حسن الحيلونة بن موسى الحيلونة بن 
حسن (في قرية نحل) بن أحمد القاضي (في ديرماما) بن محمد 
الجلمود(في زفتايا) احدى مزارع (ديرماما) (وولده علي جد الجلامدة 
الذين خرجوا من جلميدون) ومحمد القاضي هو ابن كوكب بن مبارك 
(بساقية الريحان) بن بوبو(مقامه على باب قلعة المضيق) بن نجم الدين 
بن يوسف ابو غارة بن الأمير حسن بن الأمير يوسف بن الأمير 
مكزون السنجاري بن الأمير خضر بن الأمير طرخان المحرزي 
المتصل إلى رائق بن خضر الغساني التنوخي الكلبي المدرسي 
الصوفي )١(‏ 


" -الثبوتيات 

١-ورد‏ نسب المكزون في مخطوط تاريخ سورية ولبنان للمطران 
يوسف الدبس اللبناني في المكتبة الشرقية- بيروت. 

؟حوثائق العارف بالله يونس حسن رمضان 


كبس كت ل عبرا لد ل ع اقيم ب شل نم تممه 
(1)- راجع نسب الكلبيين حيث ورد هكذا : الأمير مرسل الكتاني الكلبي: التنوخمي 
المدرسي الصوقيٍ 


؟- وثيقة عامة (تجمع الاصل والفرع) بخط خضر أحمد علي معروف 
- ومن أقدم وثائق نسب السنجاريين وثيقة بخط كوكب بن مبارك بن 
ابراهيم بن نجم الدين بن الأمير حسن المكزون سنة 66/ا ه 

5- وثيقة بخط ولده محمد القاضي بن كوكب سنة 8٠١7‏ ها ' 

5- وثيقة بخط ولده احمد القاضي سنة 86٠‏ ه 


© #8 يماما 


والميامين آل جفنه والتتاج عليهم أبوتي وجدودي 


ع السنجاريون 0 


-١‏ السنجاريون فرعان لأصل واحد. 

؟- الفرع الأول ينتهي إلى الأمير حسن بن يوسف المكزون السنجاري 
*- الفرع الثاني ينتهي إلى الأمير محمد المعروف بالحداد بن الأمير 
مكاييل بن الأمير يوسف أي ابن أخ الأمير حسن بن يوسف المكزون 
السنجاري 

4- نبدأ صعوداً نحو الجد الأعلى بدءاً من القرن الحادي عشرء ومن 
جد جامع لعدة فروع هو الشيخ سلمان سريجس -١١١١‏ 
6 هوسلمان بن رضوان بن سلمان بن رضوان بن شاهين 
(سريجس) بن يوسف بن على القيسي بن عبد الحميد (القرنبادية) بن 
موسي بن عليء بن حسن بن أبراهيم بن راشد بن خليفة بن جامع بن 
فراس الأزدي التنوخي بن الأمير محمد بن أسحاق التنوخي أمير 
اللاذقية وممدوح المتنبي واسحاق بن حاتم بن يوسف (ناني) بن صالح 
(نينتي) بن ممدود بن ميكائيل بن محمد الحداد بن ميكائيل بن يوسف 
المكزون السنجاري. 


ه- الثبوتيات: 


- وثائق بخطوط السادة: يوسف مي ات أبراهيم مرهج (بعمرة)‎ -١ 
حامد سلامة (ربعو) 4 - أحمد حبيب (بلغونس) 5- علي خليل وقاف‎ 
(صافيتا- معاصر) 5- وثيقة محفورة في جدار قبة الشيخ أحمد‎ 
ها١١6٠١ ميهوب (جبلة) مؤرخة‎ 


ه- ملاحظة أولى: 


يجتمع بيت مرهج (بعمرة) وبيت ميهوب (كرم زيادة) وبلغوئنس 
والعتارية في مبارك الرامات بن علي الكلبي (العامود) جد الكلبية شم 
يتسلسل نسبهم إلى الجد الأعلى الأمير مجمد الحداد 


5 - ملاحظة ثانية: 


تذكر بعض الوثائق الشاعر محمد المنتجب الدين العاني الخديجي 
المضري كجد أعلى ولكن مروراً بالأمير محمد الحدادء والشاعر 
المنتجب من النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وهو مضري 
حجازي بينما الأمير محمد الحداد قحطاني يمني ولعل هذا من خطأ 
النمتاخ 


إذا انتسبواء أو فاخرواحلقت بهم إلى الشرف الأسنى تنوخ وغسانُ 


لخلصض 


+ - المحارزة العدنانيون المضريون 

من القرن الثالث عشر الهجري وبدءاً من المجاهد الكبير الشيخ 
صالح العلي صعوداً إلى الجد الأعلى صالح بن على بن سلمان... بن 
محمد بن أبراهيم بن علي بن رمضان (الدويلية) بن شعبان بن محمود 
(بشراغي) بن خليل بسن محمود بن علي بن بدران بن علي 
محمد(بشراغي القضبون) بن محمود بن صبح بن حامد الكيمة بن 
صالح بن يعقوب بن حيدر (الضهر) بن بدر الغفير (الأندروسة) بن 
شاكر بن الأمير فضل الدين (في تلا) بن الأمير محمد حاكم مصياف 
بن الامير خليل بن الأمير فضل حاكم مصياف بن الأمير محمد 
الأدر عي حاكم حماه بن الأمير سيف الدين الادرعي (في المنيقة) بن 
الأمون. متصور رن الامير: داطير الأدرعي بن الامير محمد بن الأمير 
أبراهيم حاكم صيدا والرملة بن محمد الغوري سلطان مصر القاهرة بن 
سراج الدين المحرزي بن تاج الدين المحرزي بن عماد الدين العلقسي 
(باب إبي الفتوح في مصر )بن الأمير عبدالله المحرزي (في سوق 
العقيق عند العمود الأسود ) في مصر بن الأمير محمد بن الأمير 
محرز الجيشي بن الأمير معز الدولة (الذي تلقى السلوك الصوفي عن 
محمد بن مقاتل القطيعي) )١(‏ ويتسلسل النسب صعوداً إلى عبدالله بن 
أحمد بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق ومنهم الخلفاء الفاطميون 
سوال أحد اخحوانه عما أحدثه اسماعيل بن خخلاد <<أبي ذهبية>> جاء فيها بعد ان أحاب الأمير حواباً 'كافياً 
وافي-: رددٌ هذا القول على مسامع هذا الرحل - اي اسماعيل بن خحلاد- أقاله الله وفتح قلبه فان قبله فألله 
يسدّد خطاه» ويوقفه» وان كرهه فلا تقض عليه بالكفرء ولا النقص؛ ولا الثلب!! ومن يهد الله فهو المهتدي 


نض 


ملاحظة : نقلت هذه الوثيقة عن خط سلمان المريقب »عن خط محمد 
القطبون»عن خط سلمان سريجس ٠١48 - ٠١١١‏ ه ويتسلسل النقل 
حتى يصل لخط السيد ابي سعيد في طبريا في النصف الثاني من القرن 
الرابع الهجري. 


وثائق تاريخية: 

قال أحد الشعراء يخاطب المجاهد الكبير صالح العلي : 
وابن بنت النبي واشجة القربى يناديك من وراء البوادي 
فيصل عاهل العراق يناديك بصو الآباء والأجداد 


والمعزالآب العظيم على التاريخغ عزمممك للك بادي 
ان ملكت الفخاروالشرف الجم فمن منثذثر نماك وهاد 


وقال آخر 00 

. والمحرزيون اصفى نبعة عرفت بين البرية من بدو ومن حضر 
كفاهم أنهم من نسل فاطمبة وعترة المصطفىالمبعوث من مُضر 
وصالح بن علي منهم؛ وكفى بصالح » ليكونوا نخبة البشسر 


وقال آخر يخاطب الشيخ محمد رمضان سلمان (كرم مغيزل) 


لك فني سرير المالكين أبوة من كل وضاح الملامح أصيد 
ألغار معقودعلى قتسماتهم وعلى مفارق غيرهم لم يعقدٍ 
وصلتك بالنسب الشريف وشائج بالمحرزي ابي الفتوح محمد 
عُدْ باسمه وبهم إذا الزمن اعتدى وأنا الضمين بأنه لايعقدي 


"33 


ه- نسب البانواسيين التوخيين 


نسب البانسواسيين وسبب تسميتهم بانواسيين وبغداديين وتنوخيين 
ونهراويين وما تفرع عنهم من خياطين وعبديين وعداويين» وهذا 
النسب منقول بسند صحيح موثق عن نسخة بخط صالح بن محمد 
النهرواني الجد الأكبر لهذه الفروع وصالح هذا هو ابن محمد بن محي 
الدين بن حبيب بن جبله بن جلال الدين الخزرجي اليثربي المكنى 
بالتنوخي بروايته عن ابيه محمد بن محي الدين المذكور. 


وتجدر الإشارة إلى أن صالح بن. محمد النهرواني الذي كتب 
الجزء الأول من هذا النسب التاريخي ولد في بانياس الشام 
عام/7١١7/ه‏ وتوفي عام/741/ه وقد شاهد من الامامات العسكري 
والمهدي وشاهد الجنان وعمر الخصيبي يومئذ ٠١‏ عاما فقط وقد ذكره 
الشيخ الخصيبي في كتابه(نسب التلاميذ) مع ستين عالما اخرين 
وقدذكرهم أيضا السيد ابو سعيد في كتابيه البحث والدلاله والنجحية قال 
صالح بن محمد: انا خزرجي وملاذنا إلى التنوخيين وقد هاجر أجدادنا 
سنة(١٠٠)‏ م إلى مدينة يثرب وكان القحطانيون ومنهم عشيرتنا 
التنوخيين يسكنون المدينة وبعضهم على شاطىء الفرات وكان 
العدنانيون في مكة والغسانيون في بلاد حوران وفي عام (١٠)م‏ 
تقارب القحطانيون الذين يسكنون المدينة والعدنانيون الذين يسكنون 
مكة. 


2334 


وكان جدنا جلال الدين تربطه بالغسانيين روابط وداد وصحبة 
فرحل هو من يثرب إلى ربوع بني غسان في حوران» وسرعان ما 
جمع بين رأي العشيرتين الغسانيين والتنوخيين برأيه السديد ووحد 
بينهماء وكان رجلاً كريماً مهاباً تحكمه القبائل في الكشير من أمورها 
المختلفة وقد ولد له ولدان هما جبلة ونبهان» وعاش جلال(١١١)‏ 
سنوات وتوفي ودفن على ضفاف نهر غسان عام (١١7)م.‏ 


وثولى الأمر بعده ولده جبلة وولد له ولدان همأ: حبيب وسعد» 
: وتوفي جبلة على ضفاف نهر غسان عام "8٠١‏ م وتولى الأمر بعده 
ولذه حبيب مدة(75) عاماً واعقب ولدا واحداً سماه محي الدين» وتوفي 
حبيب ودفن على ضفاف نهر غسان عام(557"؟م) وعمره تسعون سنةء 
وربي ابنه محي الدين يتيماً فكفله الغسانيون والتنوخيون لما كان لوالده 
من قيمة في نفوسهم جميعا. ولما بلغ من العمر(ه؟) سنة اجمع رأي 
العشائر الغسائية والتنوخية على تسليمه أمورهم. وعاش حاكما(85) 
عاماً وانتقل إلى ربه عام("7”)م عن(١7١)‏ سنة من العمر وضريحة 
على قاف قهز كسان .: 

كان ذا شهرة وكرمء والبعض يقول أن البرامكة ينتسبون اليه 
واعقب محي الدين ولدأ سماه محمداً ولما توفي والده هاجر إلى المدينة 
مقر اجداده الأوائل مع جماعته فصار سكان المدينة يسمونهم 
النهراويين نسبة إلى نهر غسان لأنهم اقاموا على صفة هذا النهر مع 
الغسانيين مدة(55؟) سنة وفي عام(5177)م وفقاً لبعض التواريخ اشرق 
نور محمد(ص) في مكة» واستجاب لدعوته التنوخيون في مكة وفي 
مقدمتهم محمد بن محي الدين النهرواني عام ام وقد شاهد محمد 


"56 


هذا بيعات النبي الأريع وتوفي في المدينة عام ١١‏ ه للهجرة 
عن(78)عاماً. واعقب محمد بن محي الدين ثلاثة أولاد هم نبهان 
وحسان وحبيب وتولى الأمر ابنه حسان وعاش في يثرب كل أيام أبي 
بكر وعمر وعثمان وعلي وحارب مع علي في معركة الجمل وشاهد 
غيبة أمير المؤمنين وعاصر خلافة معاوية والحسن والحسين بن علي 
وعاصر معاوية ويزيد وشاهد زين العابدين والباقر سنة(١7)ه‏ وهاجر 
من المدينة إلى بانياس الشام وتوفي هناك وضريحه فيها. واعقب 
ولدين هما: جلال ومحمد وقد شاهدا من الأئمة زين العابدين والباقر 
والصادق ومعركة الزاب بن الأمويين والعلويين ايام مروان بن محمد 
أخر خلفاء بني أمية وقتل في هذه المعركة جلال الدين بن محي الدين 
المذكور سنة(77١)ه‏ ورجع محمد بن محي الدين إلى بانياس الشام 
بعد أن أقاموا في المدينة (47١)سنة‏ وقد شاهد من الأئمة(ع) زين 
العابدين والباقر والصادق والكاظم والرضا وكان عمر الرضا يومئذ 
ثلاث سنوات وتوفي محمد سنة(55١)ه‏ وعمره(17)عاما. 


وولد له ولد سماه عبد الله وقد شاهد الرضا والجواد(ع) وتوفي 
في بانياس السُسام سنة(1919١)‏ ه وعمره(ة79) سنة واعقب اربعة 
أولادهم: سرور وجابر وسعد ومحمد والجميع يلقبون بالنهروانيين وقد 
قام بالأمر بعد عبد الله ابنه محمد وشاهد من الامامات الجواد 
والهادي(ع) وتوفي محمد بن عبد الله سنة "7ه وعمره(87) عاما 
ودفن في بانياس الشام واعقب ولدا هو صالح بن محمد النهرواني 
وعاش(18) عاماً وتوفي سنة(١8١)ه‏ ودفن في بانياس الشام وشاهد 
العسكري والمهدي والجنان والخصيبي وكان عمر الخصيبي 


احلض 


يومئذ(١٠)‏ عاماً وقد ذكره الخصيبي بين الشيوخ الذين شاهدهم 
نسب أجداده وهجرتهم وتاريخهم). 


وقد أعقب صالح بن محمد ولدين هما: ناصر وجعفر وتولى جعفر امر 
العشيرة بعد أبيه ثم توفي عام(٠7”*)‏ ه عن(75) عاماء وأعقب ولداً 
اسمه حسان وأقام بعد وفاة أبيه في بانياس الشام مدة )٠١(‏ سنوات شم 
هاجر إلى بغداد سنة(777)ه وكانت مدة اقامتهم في بانياس هي(١5١)‏ 


4# 


سئة. 


وفي بغداد استقر حسان بن جعفر في ظل معز الدولة البويهسي 
وكان البويهيون يسيطرون على بغداد ايام الخليفة المستكفي العباسي 
وفي سنة(74؟)ه جرت انتخابات ونجح ركن الدولة البويهي او معز 
الدولة البويهي واحد هما تلميذ الخصيبي واصبح خليفة بغداد ضعيفاً 
تجاه البويهيين فأقام الحسن بن جعفر وزيراً عنده وكان عمره 
لايتجاوز(١")‏ عاماً ثم ولد لجعفر البانواسي المذكور ولد اسمه محمد 
فأدخله أبوه مدارس بغداد مدة ١١‏ عاماً فأصبح يتمتع بقسط وافر من 
علوم ذلك العصر وقد كان يجيد الخط اجادة منقطعة النظير فكتب تهنئة 
بأحد المناسبات يهنىء فيها أمير الأمراء البويهي كما يذكر بها والده 
أيضاً ولما قرأها الأمير البويهي واعجب بجمال خطها طلب محمداً إليه 
وسلمه دفاتر الدولة وشؤونها الكتابية إلى جانب أبيه الوزير وذلك 
سنة(745)ه وكان المعز البويهي لايقبل معروضاً ولاكتاباً إلا بخط 
محمد بن الحسن فعظم شان محمد في بغداد واطلق عليه اسم الناسخ 


يخض 


البغدادي وبقي في هذه الوظيفة من سنة(51")ه إلى سنة(84؟)ه - 
وتوفي والده الحسن واستلم منصبه كوزير عند المعز البويهي مدة 4 
سنوات وفي سنة (08١)ه‏ حدثت فتنة كبيرة بين العلويين والأتراك 
فهرب محمد الناسخ البغدادي هو وجماعته خوفاً على أنفسهم ورجعوا 
إلى بانياس الشام مقر آبائهم وذلك سنة 5ه بعد أن أمضوا في 
بغداد/4/ عاماً واعقب محمد الناسخ البغدادي ولدين هما: حسان 
وعلي وتوفي ابوهما وهما ضغيران سنة/757/ه وشب الولدان وتميز 
غسان بالدين والورع والدرس والمطالعة وتولى الأسر بعد أبيه 
سنة/85"/ه وتوفي وعمرم/5"/ عاماً فقط واعقب ولدا اسمه عيسى 
وقد شاهد حسان عدداً كبيراً من الشيوخ أهل المعرفة والدين منهم أبو 
الخير سلامة بن أجمد الحدا وشيخه أبو الحسن محمد بن حامد السراج 
تلميذ الجلي؛ وابو محمد المعروف بالمهلهلي الذي هاجر مع الناسخ من 
بغدادء وابو الحسن علي التغلبي» وأبو محمد عبد الله بن قتابة الفراء 
وأبو عبد الله بن مدلك الرقي الوراق وأبو الحسن علي الجهميدي 
الجبلي كما شاهد بطرابلس الشام ابا القاسم الشبيبي أحد.تلامذة 
الخصيبي (ونختصر اسماء: الشيوخ الذين شاهدهم وهم: كثيرون_وتوفي 
حسان بن محمد .الناسخ البغدادي سنة/85/ ه واقام ولبده عيسى في 
بانياس الشام بعد وفاة والده /5١/عاماً‏ وشاهد عدداً من أخوانه وعارفيه 
منهم أبو الفتح القلانسي وأبو الحسن علي الآمدي وشاهد بعض تلامذة 
الجلي ومنهم من الطبرانيين الشاب الثفة ابو سعيد ميمون بن القاسم 
الطبراني وقد رثاه عيسى يوم وفاته بقصيدة مطلعها: 

دمع تحدر من صميم فؤادي في صفتين لزينب وسعاد 
فعسى السرور لنا يعود كما مضى في ما نحاوله بغيز تمادي 


وفيها يقول: ْ 
فيعود عهد أبي سعيدانه حتف العدو ومهتك الحسناد 
ميمون خدن ماجد متأدب يعلوعلى الأنظار والاعداد 


وفيها: 
أن الخيانة والغواية والخنى والخزي أجمع في بني خلاد 
هذا أبو الفقح القبيح فعاله اصل الفساد لحاضنر ولباد 


قد ساعدته عصابة مغوية يتقربون إليه بالألحاد 
ثم يذكر جماعة الفتح اسماعيل بن خلاد الذين خاصموا السيد أبا سعيد 
وهم ابن كراء المزركل وأبو العكارك وابن بشاره والضراب وتعتبر 
هذه القصيدة مرجعاً تاريخياً. كما شاهد أبا الحسن التنوخي الجبدي 
والأمير ابا عبد الله بن جعفر بن محرز بن عسكر(١)‏ وشاهد بحماة 
الخباز الصوري الذي مدح السيد أبا سعيد بقصيدة مشهورة مطلعها: 


إن كنت عنّصور عزمت رحيلا فلتتركن في القلب منك غليلا 


ومنها: 
غرج على طبريةٍ وأنزل بها: تلقى مناك وتبلغ المأمولا 


لولاك يا شيخ الديانة والتققى من كان صد الوغد اسماعيلا 


وهاجر عيسى البانواسي بعد وفاة أبيه بخمسة عشر عاماً من بانياس 
الشام إلى الجبل الغربي وسكن في قرية المرقب إي سنة /4٠١/‏ 


"55 


هجرية وكانوا قد أقاموا في بانياس بعد هجرتهم من بغداد 4١‏ عاماً 
وسكن قلعة المرقب مدة /15/ عاماً شم توفي سنة /458/ ه بعد أن 


وقد أعقب عيسى البانواسي ثلاثة أولاد /أيراهيم وحسان ومحمد. 
وهم اجداد كل بانواسي في هذه البلاد. 


نسب كأن عليه من شمس الضحى ألقآء ومن فلق الصباح عموداً 


تعليق وتحقيق 


من دإرسة هذه الوثائق-والأصول لنسب سكان جبال الساحل 
السوري تتضح الحقائق التالية: ٠‏ 

-١‏ أنهم ينحدرون من أعمق وأعرق القبائل العربية 

؟١-‏ أنهم أصفى أعراقاًء لأن ظروفاً سياسية طويلة المدى؛ فرضت 
عليهم عزلة تامة مغلقة» فاحتفظوا بدمائهم العربية الصافية؛ وعاشوا 
بعيدين عن مخالطة الغزاة الذين أقاموا في البلاد محتلين» أو عبروا بها 
مجتاحين. 

*- إن هذه الجبال في تلك العهود لم تكن مطمعاً لطاغ:؛ أو 
مطمحا لغاز : لفقرهنا وكلة مواردها الأقتضاذية: وصضعوبة مسالكهاء. 
وخشونة الحياة فيها. 

4- تلتقي هذه الأنساب في أصل واحد وعلى القراء أن يلاحظوا: 
أولاً : إن الكلبيين يتصلون بملوك حِميّر اليمنيين» وهم كلبيون 
تنوخيون ٠ )١(‏ 
ثانياً : السنجاريون يرتبطون بنفس الأصلء فهم سنجاريون كلبيون 
تنوخيون (؟7) 
ثالثاً : البانواسيون يرتبطون مع الجميع فهم خزرجيون تنوخيون (؟) 


(1)- راحع الوثيقة رقم ١‏ 
(؟)- راجع الوثيقتين رقم "و" وقارن بينهما وبين الوثيقة. رقم ١‏ 


(19)- راحع الوثيقة رقم 4 وقارن بينها وبين ما تقدم من الوثائق 


كمف 


٠.‏ 5- المحارزة عرب حجازيون عدنانيون ويتصل تسبهم بأحد 

فروع آل البيت 

1- وفوق هذه الروابط والوشائج التي تشدهم إلى أصل وحيد 
فهناك الأحداث السياسية التي و حدتهم ومنها على سبيل المثال: 

أستنجاد أخوانهم البانواسيينبهم من أوائل القرن السابع الهجري 
عندما اشتد عليهم ضغط جيرانهم الأكراد من الشمال » والصليبيين من 
الغرب - البحر والسواحل - فخف الكلبيون والسنجاريون لنجدتهم 
وأغاثتهم » ودفع الضيم عنهم » كما سارع المحارزة بغد الاتصال بهم 
من مصرللمشاركة في تلك الأحداث فاطبقوا من جهة البحر وشكلوا 
أحد فكي كماشة من الغرب بينما شكل الكلبيون والسنجاريون فكها 
الثشائي مسن الشرق وتم لهم الغلبة:؛ فدفعوا الظالمين» وأنصفوا 
المظلومين. 


اذن فهناك وحدة نسبء ووحدة دفاع ووحدة مذهبء ووحدة 
"معارضة" فرضتها عليهم السلطات الأموية والعباسية لتمسكهم بمذهبهم 
السياسيء وهو موالاة آل بيت الرسول والأعتقاد بأحقيتهم بميراث 
جدهم رسول الله (ص) ويعتبرون الأمويين والعباسيين ملوكا وليسوا. 
خلفاء للرسول الأعظمء وأنما خلفاؤه هم الأربعة الراشدون (ر) ولهم 
رأي حميد في عمربن عبد العزيز الأموي. 


ومع أنهم مسلمون شيعيون أماميون» فإن مجتهد يهم لايتحرجّون 
عن الأخذ باجتهاد أي مذهب من المذاهب الأخرى المعتبرة» ولكنهم 


؟ 


يشترطون أن ينطبق كل أجتهاد على قاعدة عامة من الكتاب الكريم؛ 
وصحيح السنة المطهرة. 


ويختلفون مع المقلدين الحرفبين بتحكيم العقل في النص أن لم تكن 
الدلانة واضحة وضريحة عليه من- القرآن الكريم؛ أو متوائرا في 
الصحاح. 


هذه ثوابت ووثائق تاريخية لأنساب العلويين العربية التي تحفل بها 
أمهات الكتب التاريخية. 


أما الوثائق المخطوطة فلا يخلو منها بيت» وتوجد في صفحات 
كل كتاب تاريخيء أو أدبي» أو صوفيء أو اخباري في تلك الجبال. 


اما مايطلع به علينا وعلى الناس بعض الكتاب والمؤرخين الذين 
أشرنا إلى بعضهم في هذا الكتاب» فكله أختلاق متعمدء وأفتراء 


متقصدء وتخرّصٍ باطلء وقتل الخرّاصون 
إنه استمرار واحياء لآراء من تقدمهم من أصحاب الأغراض 
والغايات» والمذهبية الضيقة؛ والشعوبية الحاقدة» وبنفس للدوافسع 


والنوازع والغايات 


فلتيق الله هؤلاء في أمتهم التي فرقوها شيعاًء ومزقوها مزعاًء ولا 
يرقبون ربهم خشية وفزعاًء ولا تهتز ضمائرهم هلعاً وجزعاً 


رفيا 


وملاحظة لا بد منها 


يحاول بعض "النابتة" في أيامنا هذه أن يتنكر للنسب التاريخي؛ 
ولا يعتد به؛ ولا يستلهمه؛ وربما أنكره على الأخرين وحجة هذا 
"البعض" أننا نبني حياتنا بأنفسناء ونكتب تاريخنا من جديد!! 

يقولون هذا بحسن نية» ولكن هذا القول لا يخلو من جهلء أن لم 
نقل: أنه عين الجهل. 

التاريخ والحياة لايوجدان من فراغ؛ بل هما أمتداد في الزمن 
مترابط الحلقات. 

لقد أختلط في ذهن هؤلاء مفهومان أثنان: مفهوم السب ومفهوم 
العشيرة . 

مفهوم " العشيرة " أوجده ونمّاه وزرعه الأستعمارء على مدى 
العهدين التركي والفرنسي ٠‏ فتأصّل في بعض النفوسء وانتقل ميراشاً 
إلى أبنائها. 

أوجد الأستعمار في كل بلد نكبته الحياة به صنائع وكتلاً مغلقة» 
وميّزها عن سواها ليضرب بها وحدة الشعبء ويحقق أغراضه 
الأستعمارية» وتم له ذلك. 

هذا المفهوم تجب محاربته » والقضاء على بقاياه » وأقتلاع 
جذوره وتصفية الأصة من هذه الأفات القاتلة » لأنها مسن مشاريع 
الأستعمار الخبيثة. 

أما مفهوم النسب الذي يشدنا إلى تاريخنا » فيجب أن نهتم به: 
ونقدسه لأنه مدعاة اعتزاز» وعامل اتحاد. 


نيفق 


لنطرح هذا السؤال البسيط الساذج على كل فرد من (النابتة 
هل أنت عربي؟ وسيكون جوابه مقترناً بالحدة والأنفعال قائلاً: نعم!! 
كيف تثبت أنك عربي إذا تنكرت لنسبك؟؟ 
وسيخجلء ويعتذر» ويصحح مفاهيمه!! 
ونقول: إن نسب المرء هو مرآة ماضيه؛ وعليه أن يديم النظر في هذه 
المرآة» فإذا كانت صقيلة صافية فليحذر أن يشوه جمالها وصفاءهاء في 
مايأتيه من قول أو عمل في سلوكه الأجتماعي. 

وإذا كانت مغشاة كدرة فليحذر أن يضيف إليها كدورة وغشاوة من 
قوله وفعله. 


لقف 


وثائق تنشر لأول مرة 


السيد عبد الله العاملي <جاش كاتب»> في الباب العالي في 
الأستانة» مشرف على السجلات السياسية -<الار يت للدولة 
العثمانية» قام بجولة سرية في سوريا عام ٠١١5-9146‏ باحثاً منقباً في 
البلاد عن مؤيدي الدولة العثمانية وعن مناهضيهاء وسجل معلوماته؛ 
وكل ماأطلع عليه» في كتاب لم يزل مخطوطاً في دائرة المخطوطات 
بتركياء وقد حصلنا على نسخة مصورة عنه. 


يقول أنه زار سنجق الللذقية وجبل النصيرية» وحماه وحمص 


وحلب وعكا ر وطرابلس ويذكر أسماء الأماكن التي زارها في الجبل 
ومنها القرداحة» وحلة عارة وغيرهما. 

ويذكر أسماء الأشخاص الذين تحدث إليهم فيقول عن مؤيدي 
الدولة <<أحترامات تكريمات عفارم>> وعن مناهضيها<<أدب سيس 


خوش)>> . 
لغة الكتاب عربية مشوبة بلكنة تركية. 


ومما جاء فيه وله علاقة في بحثنا هذا قوله: الباشا مخلوف من 


سن كلوب من سواد العراق ومن أحفاد فاتحين جاءت مع <حقوات 
3 
عظيمات مع السنجاري>> 


يفف 


والباشا مخلوف الذي أشار إليه المؤلف في أوائل القرن العاشر 
٠‏ هو- بل شك- من أحفاد المقدم أحمد بن مخلوف أو أحمد بن مهنا بن 
مخلوف الذي بنى ضريح ومقام أحمد بن جابر <<أحمد قرفيص»> في 
أوائل القرن السابع ١١5ه‏ والذي مدحه الطوسي. 


ويظهر أن جد الباشا مخلوف جاء إلى المنطقة مع الأمير مزسل 
الكلبي الكناني من سن كلوب قبل مجيء الأمير حسن المكزون لأن 
رسالة طلب الأستنجاد التي أرسلها علويو الجبل الغربي؛ والتي حملها 
إلى بلد سنجار الشيخ محمد البانواسي مؤرخة ١٠٠ه‏ وتاريخ مجيء 
المكزون للنجدة هو /١51"ه‏ ١7"'ه‏ 


ويورد الدكتور أسعد علي في كتابه <<معرفة الله والمكزون 
السنجاري>> ج “ص "١8‏ أن الأمير مرسل الكلبي <<هاجر>> من سن 
كلوب- ويحددها مقابل سنجار- ومعه ألف ومئة محاربء وبرفقته 
أحمد بن جابرء وعلي بن مقداد الحلبي. 


بن جابر <<أحمد قرفيص)>> ١١"'اه‏ 


ويذكر المؤلف -«<العاملي>> أيضاً أسم <<الرشواني>> ويقول جاء مع 
قوات السنجاري ٠.‏ 


نيلف 


كما يذكر بيت <<مّمو>> ويقول عنهم <حفروع زاكيات»> ومن أحفاد 
السنجاري؛ ويظهر أن بعض الذين تحدث إليهم روى له بيت الشاعر 


وبيت <<ممو>> فروع زاكيات إلى المكزون حقاً ينسبناً 
وفي كتاب العاملي لمحات تاريخية ذات فائدة جلي لتاريخنا المعاصر 


ومنها تعرضه لابن تيمية وفتواه» وحملته على هذه الفتوى التي كانت- 
ولم تزل- أداة تفريق بين المسلمين. 


ححص 








الوثيقة التاريخية التي ألغت العشائرية 


بسم الله الرحمن الرحيم | 
الحمد لله رب العالمين » وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه. 
ربنا أغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالايمان» ولاتجعل في قلوبنا غلاً 


الباعث لتحريره هو أنه يوم تاريخه قد حضرنا نحن الفقراء لله 
تعالى طلبة العلم المرقومة اسماؤهم أدناه واجتمعنا مع بعضنا. 


وحصلت المكالمة بيننا حيث اننا جميعاً عبيد لله تعالى»ء وكل منا 
قصده رضاء ربه؛ ونوال رحمته ونعمته وقد اعتمدنا على خيرة الله 
تعالى وصرنا عشيرة واحدة وصار الصلح والدم والرأي والغيرة واحدة 
على اقامة حق الله تعالى. وإذا أحد أدعى بدعوى من جميع الدعاوي 
يترافعان مع بعضهما بالشرع الشريف كما يثبت ويحكم الشرع يجري 
العمل» ومن أتبع رأينا من عامة الشعب له مالناء وعليه ماعليناء فعلى 
هذا الوجه المشروع حصل الرضا والاتفاق منا جميعاً برضانا 
واختيارناء وتحرير هذا السند لوقت الحاجة» وحرر في سنة ألف 
ومائتين وأحدى وسبعين ١77١‏ نهار العاشر من هلة صفر يوم 


اللكَميطق: 


"4١ 


القابلون بما فيه. 


١‏ - سليمان العباس- كاف الحبش. ؟١"-‏ ديب أحمد- البيرة "'- حبيب 
عيسي- متورء 4- ابراهيم سعيد؛ - الرويمية- ابراهيم مرهج- بعمرة 
5- حسين أحمد- حممن- 41- ابراهيم عباس سلمان- بيصين» 4- 
صالح عمران- الزاوي- 4- عباس جابر- الطليعي- -٠١‏ محمد 
يوسف- رأس الخشوفة -١١‏ الحاج معلا- بيت الحج- -١7‏ اسماعيل 
محمد-أوبين» ١7‏ علي حمدان الزاوي- ضهر بشير- 4 ١-صالح‏ 
العلي- الحداديات- -١6‏ حسين يونس- المسقس- -١١‏ سليمان 
محمد - فتاح أبولي- /11- علي محمود- بشبطة- -1١48‏ ياسين يونس 


ياسين- بيت الشيخ يونس. 
هذه الوثيقة 


-١‏ لاتستلفت النظر بصياغتهاء ولكن تطغى عليها روح الايمان 
والصتدق. 

- الاجماع على وحدة الرأي والغاية. 

*- الاعلان عن الغاء العشائرية. 

#- الاحتكام إلى الشرع في كل منازعة 

ه- تؤرخ معاصرة هؤلاء القادة لبعضهم. 


يننا 


5-الأشك أنها جاءث رذا صريحا أو شمنياً على الأساليب الملتوية 
التي كانت الحكومات التركية المتعاقبة تلجأ إليها بواسطة صنائعها 
وولاتها الظلمة. 


ان سياسة "فرق تسد" هي الايُديؤلوجِية لسياسة المستعمرين. في كل 
زمان ومكان. 


ان العشائرية والطائفية والعنصرية هي اسلحة قتاكة يشرعها 
المستعمرون بواسطة "صنائعهم' لقتل الوحدة- وحدة الأمة- وتمزيق 
كلمتها. 


لقد عانت سورية من هذه الأسلحة أكثر من سواها سواء في العهد 
التركي البغيضء أو عهد الانتداب الفرنسي الأبغض. 


ولكن الثورة الأجتماعية الكبرى التي أنفجرت عام ١5517‏ م 
وتصحيح مسارها عام م قضت على كل مخلفات الأستعمار 
الطائفية والعشائرية. 


فإذا وجد من يردد هذه الأغنية؛ أو يهمس بهاء فسيلقي من كل 


ثقيف صدأء ومن كان حصيف رداء ومن القانون القومي الوطني 
الأخلاقي تعزيرا وحدا 


إينيكنا 


-15 


للمؤلف 


الطبوع 
ثورة العاطفة شعر 4 أجزاء 
عبق شعر 
أضاحم الأصيل شعر 
المهوى السحيق: تمثيلية شعر 
افراح الريف: اوبريت شعر 
الريف الثائر: اوبريت شعر 
المجموعة الكاملة: ج١شعر‏ 
المكزون السنجاري ؟ أجحزاء 
صالح العلي ثائرا وشاعراً 
في سبيل الحقيقة و التاريخ 
الشعر بنية وتشريحاً 
وحهاً لوحه مع التاريخ 
المسلمون العلويون في لبئان 


بالاشتراك مع الأستاذ احمد علي 


سر 


ام سهيل قصيدة » سيرة ذاتية 


المخطوط 
اغاريد للأطفال 
رواد عبقر نقد 
على قبور الأحبة 
محاكمة التاريخ العربي 
الختساء : تمثيلية 
المتنبي: ماله وما عليه تمثيلية 
المعري: ماله وما عليه تمثيلية 
ديوان العرب: أحاديث اذاعية 
نساء عربيات 
الجمالية في الشعر العربي 
حواطر: احاديث أذاعية 


كرز وجوع: شعر 


الموضوع 
دعاء 
المقدمة 
المدحل 


استهلال 


عرض تاريخي 

مكة-بطون قريش-النزاع-الزعيمان- 
لمان ابي' طالب 

مرض الرسول ووقاته 

ابو سفيان بعد فتح مكة 

السقيفة 

ماذا يعي تهديد الفاروق 

تحايل موقف الانصار 

الاحتمالات 

الاجماع 

المخلافة 

حديث الغدير 

موقف ابي بكر 

موقف عمر 

بيعة علي لابي بكر واعتلاف الروات 

المعارضة النبيلة 

ملوك لا عخلفاء 

من هو الخليفة 

آراء الائمة في شرعية حكم الاموين والعباسين 

الاخمطاء القائلة 

مااشبه الليلة بالبارحة 

الارهاب والمعارضة 

ثلاثة 

مروان بن الحكم 


عمر بن العاص 


بق 
لف 
كن 
يف 
48 
5 
54 


514 
56 
اا 
ايف 


إفهفا 
م 
54 
1 
57 
ل 
1١4‏ 
الل 

116 
1_1 


الموضوع 
عائشة زوج الرسول 
اسياب عداء عائشة لعلي 
التصرف 
المنصفون والمفرون 
الحسين عبد الله 
انور الجندي 
الدكتور مصطفى محمود 
التناقض والاختتلاف 
تناقض غريب 
المكزوت والفرق 
الباطنية 
المبالغات 
الغزالي يخترق ستين حجاياً 
7 
تمهيد 
نحن وهم 
المهاحرة وأسبابها 
القرن السابع اهمحري 
تسب الكلبيين 
القربى الطبيعية بين المرسل والمكزون 
نسب الستحاريين 
السنحاريون ١‏ 
المحارزة العدنائيون 
نسب الباتواسيين 
وثائق تنشر لأول مرة 
الوثيقة التاريخية والغاء الطائفية 
للمولف 
الفهرس 


نكا 


١ 
يقل‎ 


يلوالا 


1١45 
١ إن‎ 
١ 
اما‎ 
١44 


يل 
ال 
51" 
وفيا 
8" 


فى 


زارفا 
ينا 
إواليكا 
الملا 
ليا 
لقن 


34و > 
لحف 
يفف 
ينا 
نينا 


وردت هذه الاخطاء في الكتقاب 2 يرجى الانتياه اليها وتصحيحها 0 


صفحة /217؟سطر ١١‏ / » الخطا": 


صفحة /5ه١سطر‏ ه / » الخطا” 


صفحة /27 اسطر /١١‏ ء الخطا: 


الفهيرس رقم 7558/»ء الخطا" : 


والمعرف الصواب : والمعروف 
: ال حفنة الصواب : ال جفنة 
ومن كان الصمواب : ومن كل 
واختلاف الروات الصواب : واختلاف الروايات